األوراق العلمية للمؤمتر السعودي األول لرعاية األيتام باململكة العربية السعودية

Størrelse: px
Starte visningen fra side:

Download "األوراق العلمية للمؤمتر السعودي األول لرعاية األيتام باململكة العربية السعودية"

Transkript

1 األوراق العلمية للمؤمتر السعودي األول لرعاية األيتام باململكة العربية السعودية

2 اللجنة املنظمة للمؤمتر معالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السويلم أ. صالح بن عبد الله اليوسف عبد العزيز الدخيل عبد الله بن سعد الشهري فيصل بن عبد العزيز املغيليث عبد الله بن راشد اخلالدي عبد الله بن إبراهيم النويصر صالح عبد الرحمن اخلزمي شافي محمد القحطاني خليل عبد القادر املكينزي املشرف العام رئيس اللجان رئيس اللجنة العلمية رئيس اللجنة اإلعالمية رئيس جلنة العالقات العامة رئيس جلنة الضيافة والسكن رئيس جلنة التطوع رئيس اللجنة املالية رئيس جلنة املتابعة رئيس جلنة التسويق واملعرض

3 الفهرس األوراق العلمية ص األوراق العلمية ص دور وسائل اإلعالم املختلفة في إجناح وتفعيل رعاية األيتام أسامه يسن محمد إبراهيم الرعاية اإليوائية لأليتام ذوي الظروف اخلاصة أ.سمها بنت سعيد الغامدي منهاج التفكر مع أنوس وتأصيل الهوية اإلسالمية لدى األيتام من ذوي الظروف اخلاصة األستاذه / أماني اجلحدلي تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية د. عادل عزت محمد عيد برنامج مقترح من منظور اخلدمة االجتماعية لتفعيل الرعاية األسرية في جمعيات رعاية األيتام في اململكة العربية السعودية أيوب بن أحمد املنصور دور الفن التشكيلي في رعاية األيتام أ. د. عايده إسماعيل الريفي مناذج من جتارب رعاية األيتام في العالم العربي إبراهيم إسماعيل عبده محمد الرعاية املؤسسة لأليتام: بداياتها وبدائلها د. عبد الله بن ناصر السدحان مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة د. أحمد بن عبدالرحمن البار ورقة عمل للمؤمتر السعودي األول لرعاية األيتام د. صالح بن غامن السدالن فاعلية برنامج إرشادي تكاملي في تخفيف العنف لدى عينة من األطفال اجلانحني األيتام د.أحمد حمزة استثمار مال اليتيم املشروعية والضوابط واملسؤولية عبد الرحمن بن محمد بن سعيد العصفور حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام ودور اخلدمة االجتماعية في إشباعها األستاذه / آمنه البراق التدخل املهني للخدمة االجتماعية للحد من املشكالت التي تواجه األيتام أ. د. عصام عبدالرازق فتح الباب علي مشكلة ثبات وكفاءة األم البديلة في قرى األيتام باملدينة املنورة بارعة بهجت خجا تطوير الكفاءة اإلدارية من خالل تطبيق اجلودة الشاملة أ. فاطمة محمد فارسي إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من مشكالت اإلقصاء االجتماعي لأليتام أ. د. بدر الدين كمال عبده عناية الشريعة باليتيم وفضل كفالته د. فوز محمد أحمد الصالح برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية لتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية حمدي عبد الله عبد العال عبد الله رعاية اليتيم كمسئولية اجتماعية أ. فوزية أخضر دور النظم الوطنية في حماية ورعاية حقوق األيتام احملامي/خالد بن عبد العزيز النويصر مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا د.ليلى عامر القحطاني التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة داليا عبد الله محمد وزان املساندة االجتماعية كمحور لتدعيم قيم املواطنة لدى األطفال األيتام أ. د. محمود محمد أحمد صادق حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية ر با حامد املفلحي األوقاف اخليرية ورعاية األيتام د. محمد مرسي

4 األوراق العلمية ص كيف ميكن اإلسهام في تنمية الشخصية اإليجابية لليتيم د. منال بنت عمار الشريف كلمة األستاذ معالي الدكتور 473 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية أ. مها حمدان العنزي عبد الرحمن بن عبد العزيز السويلم 481 احلوار وأهميته في تكوين شخصية اليتيم د. محمد بن عبدالله الشويعر د. نيفني محمد على زهران د. هدى جالل عبد الوهاب هدى صالح كيره هياء سعد احليد د. وليد السيد احمد خليفة أ. ياسر عبد الفتاح القصاص يحظى اليتيم في اململكة العربية السعودية باهتمام كبير من حكومة خادم احلرمني الشريفني حفظه الله التي وفرت كل سبل الرعاية لليتيم وفتحت الباب واسعا ملساهمة املجتمع املدني في املشاركة في رعايته من خالل التوسع في الترخيص للجمعيات اخليرية املتخصصة في رعاية اليتيم وأسرته وذلك انطالقا من توجيهات ديننا اإلسالمي احلنيف الذي يحث على رعاية اليتيم واإلحسان إليه والوفاء بحقه وتلبية احتياجاته والقيام بشؤونه ومتطلباته. ومن هذا املنطلق فقد أولت اجلهات االجتماعية املختصة وفئات املجتمع املختلفة في وطننا الغالي هذه الفئة عناية متميزة. وقد أثبتت التجربة العاملية واحمللية جناح اجلهود األهلية اخليرية في رعاية األيتام وحتسني بيئة حياتهم مبا يتوافر للجمعيات اخليرية من دعم مباشر ومرونة إدارية ومالية ومن هنا تأتي أهمية إقامة مؤمتر علمي متخصص يساهم في تطوير اخلدمات التي تقدم لأليتام وتأصيلها ونشرها بني املجتمع وتوحيد اجلهود ومناقشة الهموم ومعاجلة الصعاب في إطار عملي مشترك. وتتجه اجلمعية اخليرية لرعاية األيتام )إنسان( إلى االستفادة من هذا املؤمتر لتأصيل مفهوم رعاية اليتيم في املجتمع وتفعيل دور األسرة واملؤسسة والدولة في رعاية األيتام من منطلق وتوجه علمي واملساهمة في تنظيم اجلهود املبذولة لأليتام وتوجيهها في سبيل خدمة ورعاية اليتيم رعاية متكاملة ومتوازنة للجوانب االجتماعية والثقافية والعلمية والصحية والنفسية وكافة حاجاته من خالل تالقح الرؤى واألفكار مع املؤسسات واجلمعيات اخليرية واملنظمات التي ترعى اليتيم.. كما نتطلع أن يساهم هذا املؤمتر في تعريف األيتام بحقوقهم.. وفتح األفق أمام اجلهات املتخصصة في رعاية األيتام.لتبادل اخلبرات وتطوير البرامج املوجهة لرعاية اليتيم وقد قال صلى الله عليه وسلم )احلكمة ضالة املؤمن فأن ى وجدها فهو أحق بها( لذا فإننا نسعى وندعو كافة اجلمعيات إلى التعرف على هذه التجارب وتبادل اخلبرات ومن ثم دراسة كيفية االستفادة منها وتطويرها وتفعيلها. والدعوة موجهة إلى كافة اجلهات اخليرية في مختلف مناطق اململكة للمشاركة في فعاليات امللتقى بتقدمي التجارب أو األبحاث والدراسات أو أوراق العمل أو احلضور واملشاركة في الفعاليات واملعرض. والله من وراء القصد خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام باملدينة املنورة فاعلية برنامج تدريبي لإلسعاف األولي لألطفال في إعداد املسعف الصغير رعاية األيتام محليا و عامليا تصور مقترح لبرنامج تدريبي وتأهيلي إلعداد األم البديلة في دور الرعاية االجتماعية التابعة لوزارة الشؤون االجتماعية التوجهات احلديثة كمدخل تشخيصي عالجي مقترح للحد من املشكالت السلوكية التي تواجه العمل مع األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا املشرف العام للمؤمتر السعودي لرعاية األيتام

5 أ. أسامه يسن محمد إبراهيم دور وسائل اإلعالم املختلفة في إجناح وتفعيل رعاية األيتام إعداد الباحث: أسامه يسن محمد إبراهيم توطئة : احلمد لله رب العاملني والصالة والسالم علي رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعثه الله رحمة للعاملني وعلى آله وصبحه وأتباعه من املتقني واألخيار وبعد... فإن أداء األعمال اخليرية هو سنة من سنن احلياة الفطرية لدى البشر وقد حثت عليه الشريعة اإلسالمية منذ أن بعث الله رسوله الكرمي صلى الله عليه للناس كافة حيث بذل النبي صلى الله وسلم جهده في الدعوة اإلسالمية التي من خاللها كان يدعو لفعل اخلير ونشره بني الناس في مختلف مجاالت التكافل االجتماعي واألسري بني أفراد ملجتمع الواحد و نهج من بعده أصحابه الكرام وأتباعه نفس املنهج وظل املسلمون يتوالون في فعل األعمال اخليرية مبختلف أشكالها وأنواعها كجزء من تعاليم الدين احلنيف. ونرى في الوقت احلاضر مناذج مشرقة ومشرفة لألعمال اخليرية املختلفة من خالل تلك املؤسسات واجلمعيات اخليرية املتخصصة في عدة مجاالت خيرية ومنها التي تخصصت في رعاية وكفالة األيتام وغيرهم من أصحاب االحتياجات اخلاصة وفي ورقة هذا البحث جتيء الدراسة مساهمة ومشاركة في املؤمتر السعودي األول لرعاية األيتام الذي تنظمه اجلمعية اخليرية لرعاية األيتام )إنسان( خالل الفترة من 22 / 5/1432 ه 25 بالرياض.. ومما دعاني للمشاركة في هذا املؤمتر بهذا البحث وجعلني أكتب في هذا املجال هو عدة أمور تتمثل في اآلتي: 1 ضرورة وأهمية مناصرة هذه الفئة الغالية على قلوبنا وهم األيتام الذين أوصانا ديننا احلنيف بالعناية بهم وجعل ثواب كافل اليتيم مرافقة النبي )صلى الله عليه وسلم ) في اجلنة.. كما دلت على عظمة أمرهم وحفظ حقوقهم ورعايتهم آيات كثيرة في القرآن الكرمي وأحاديث نبوية متعددة. 2 األثر الواسع والقوي ألجهزة ووسائل اإلعالم في مختلف شؤون احلياة اليومية وما ميكن أن تلعبها من دور كبير في قضية األيتام. 3 تقدمي رؤيا ومقترحات ميكن أن تساهم في دفع مشاريع وبرامج وقضايا األيتام وإيجاد حول مناسبة لها من خالل مشاركة وسائل اإلعالم املختلفة. وقد حوت ورقة البحث على تعريف على أهمية اإلعالم بوسائله املختلفة بشكل عام وما ميكن أن تقوم بها في املجاالت االجتماعية عامة ورعاية األيتام خاصة وذكرت في هذا البحث دور كل وسيلة من الوسائل اإلعالمية وما ميكن أن تقدمه في هذا اجلانب و املذكور هو أدوار مختصرة واملطلوب هو أكثر من ذلك ملا لإلعالم ووسائله من األثر الكبير على أفراد املجتمع.. املقدمة لقد أصبح اإلعالم في الوقت احلالي ذا أهمية كبيرة ومؤثرة في مختلف أمور احلياة اليومية فتأثيره يظهر على محيا كل الناس صغيرهم وكبيرهم املتعلم واجلاهل منهم على حد السواء فوسائل اإلعالم املختلفة من قنوات فضائية وإذاعات وصحف ومجالت ووسائل اتصال من جواالت وانترنت وغيرها أصبحت جميعها لها األثر الواضح في سلوكيات الناس ومبختلف أنواع التأثير النفسي واالجتماعي و املادي وغيره.. وقد دخلت وسائل االتصال واإلعالم املختلفة لكل بيت ومكتب وأماكن عامة وخاصة وكادت أن تشغل بال الكثيرين في املتابعة والتواصل معها بشتى اإلشكال وألوان التواصل املعروفة.. و دور وسائل اإلعالم املختلفة في إجناح وتفعيل رعاية األيتام هو في غاية األهمية بسبب تلك التأثيرات الناجتة عن حتمية الواقع الذي أنتجته تلك الوسائل اإلعالمية من تأثيرات مباشرة نراها معاشة في 9

6 دور وسائل اإلعالم املختلفة في إجناح وتفعيل رعاية األيتام سلوكيات حياتنا اليومية حيث أصبحت تلعب دورا أساسيا وتساهم في تغيير منط حياتنا التربوية والثقافية واالجتماعية والصحية واملعيشية وغيرها ودورها املؤثر في إجناح وتفعيل الرعاية املطلوبة لأليتام ال شك غدا أمرا واقعا وقويا في جميع األجهزة حيث كل منها له األثر الواضح والناجح في هذه القضية الهامة واحلساسة في الرعاية والعناية لأليتام. وإلجناح هذا الدور اإلعالمي وسط املجتمع أوضح الدكتور/ ربيعة الكواري رئيس مجلس هيئة التدريس وأستاذ اإلعالم املساعد بجامعة قطر خالل الندوة التي أقامتها املؤسسة القطرية لرعاية األيتام )درمية ) أنه يجب أن يكون املجتمع متماسكا نحو قضية رعاية األيتام واالهتمام بهم كفئة من فئات املجتمع ورعاية األيتام نوع من األعمال اخليرية في أي مجتمع مشيرا إلى أنه يجب عمل إستراتيجية إعالمية طويلة املدى خلدمة األيتام داخل املجتمع وأشار إلى أهمية دور وسائل اإلعالم في هذه القضية وأنه يجب تسخير جميع الوسائل إلبراز دور املؤسسات التي تهتم باأليتام والتذكير بواجبات املجتمع جتاههم..(انتهى. وحيث أن وسائل اإلعالم في العصر احلالي تعددت وتوسعت في نشاطاتها واتصاالتها باجلمهور املشاهد واملستمع والقارئ على حد السواء وأصبحت في متناول الغالبية العظمى من الناس فالقنوات الفضائية التي غزت كل بيت وكل مكان وكل قرية ومدينة وكذلك اإلذاعات التي وجدت في كل مكان دون استئذان أو طرق لباب كمثيالتها من القنوات الفضائية التي تغلبت على اإلذاعات في االستحواذ للمشاهدين وأخذها النصيب األكبر من اجلمهور كل هذه الوسائل ترافقها في االنتشار الوسائل املقروءة األخرى من صحف ومجالت ودوريات مبختلف أنواعها والتي متتلئ بها جنبات املكتبات واحملالت التجارية في كل حي ومدينة و يأتي األننرنت األسرع واألوسع انتشارا وتواصال مع مستخدميه ويتزامن مع ذلك اجلواالت التي أتت بتقنيات حديثة ومتطورة أبهرت اجلميع في استخداماتها وأثرها الفعال في تشكيل منط حياة جديدة تختلف عن تلك احلياة السابقة للبشرية وذلك بتفاعلها املباشر بني املستخدم واملتلقي... وفي هذا البحث سوف نتطرق بشيء من التفصيل اليسير لهذه الوسائل وتأثيرها ودورها املباشر في تفعيل وإجناح برامج ومشروعات رعاية األيتام. أوال : دور القنوات الفضائية : في السابق عندما كان التلفاز يشاهد على نطاق محدود في البلد الواحد كان األثر اإلعالمي له محدود في الوصول إلى أكبر عدد من املشاهدين من أفراد املجتمع بكل فئاته رجال ونساء و بعد ظهور و تطور األقمار الصناعية وأجهزة االتصال املختلفة وانتشار القنوات الفضائية أضحت القنوات الفضائية متثل رافدا مهما ورئيسا في التواصل بني أفراد املجتمع حيث يتلقى منها املشاهد يوميا جرعات متنوعة من الثقافات والتوجيهات والبرامج املختلفة. وضمن تلك الرحلة اإلعالمية املفروضة على املشاهد واجلرعات املعلوماتية اليومية التي حتتوي على مختلف البرامج االجتماعية والصحية والثقافية التي تقدم للمجتمع في شتى مجاالت حياته اليومية و كما هو معلوم فإن البرامج االجتماعية التي تتطرق إلى جوانب كثيرة من حياة الناس بالوقوف عند احتياجات ومشاكل فئات املجتمع اخلاصة من اآلرامل واملعاقني وغيرهم و فئة األيتام مبختلف أنواعهم من فاقدي الوالدين ومجهولي الوالدين وفاقدي أحد الوالدين حيث أنهم من الفئات التي املهمة التي يؤثر اإلعالم فيها تأثيرا واضحا وكبيرا سلبا وإيجابيا فالقنوات الفضائية منوطا بها دور مهم في إجناح وتفعيل رعاية هؤالء األيتام وسط املجتمع وأفراده ببث روح التكافل األسرى وترابط منوط بعضهم مع بعض وعكس قضيتهم بشكل واقعي وحقيقي وبيان مهمة ودور كل فرد من أفراد املجتمع جتاهها. أ. أسامه يسن محمد إبراهيم وفي فيما يلي نوضح عدد من الطرق والوسائل التي ميكن أن تلعبها القنوات الفضائية في هذا اإلطار على النحو التالي : البرامج االجتماعية والترفيهية : يجب على القنوات الفضائية أن تخصص ضمن برامجها االجتماعية والترفيهية التي تطرح وتناقش قضايا املجتمع برامج خاصة باأليتام ورعايتهم وبيان الدور املتعاظم للمجتمع وواجبه نحوهم من منطلق شريعتنا اإلسالمية السمحاء التي دعت إليه في عدة مناسبات وعليها أن تعكس الصورة املشرقة و بيان اجلزاء املرجو من هذه الرعاية املطلوبة لأليتام من خالل من أعده الله تعالى لكافل اليتيم والقائم بأمره في ديننا اإلسالمي فاإلعالم املرئي من خالل القنوات الفضائية ذو أثر مباشر ووقعه سريع التفاعل خصوصا عند عرضه لقضايا وقصص لأليتام احملرومني من احلنان والرعاية األبوية التي يتمتع بها األطفال اآلخرين. وهناك عدة اقتراحات ملسميات وعناوين لبرامج تعد لهذه الفئة من املجتمع حيث ميكن أن تكون ذات أثر كبير وواضح ومنها على سبيل املثال : 1( أكفل يتيما تكن بصحبة البني صلى الله وسلم في اجلنة... 2( أمسح دعمة يتيما تفز بجنة عرضها السموات واألرض...1 3( أرع يتيما تكن مجاهدا قائما في سبيل الله... 4( خير بيت في املسلمني... وشر بيت املسلمني... واألخير مصادقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في احلديث الذي رواه ابن ماجه ))خير بيت املسلمني بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في املسلمني بيت فيه يتيم يساء إليه..( وغير ذلك كثير من البرامج التي تتماشي في مفهومها مع الشرع احلنيف ويجب أن تكون البرامج ذات محاور دينية وثقافية واجتماعية يحث ويدعو فيها أفراد املجتمع لثقافة االهتمام برعاية وكفالة األيتام في مجتمعهم على أن يكون ضيوفها ومقدميها من األشخاص املتخصصني ومن أهل الصالح واإلصالح االجتماعي ومن خبراء اإلعالم الهادف والعمل اخليري والتطوعي الناجح وممن يكون لهم األثر الواضح على جمهور املتلقني وكذلك وممن يقبل املجتمع سماع رأيهم وقولهم حتى تؤتي هذه البرامج أكلها.. كما ميكن للقنوات الفضائية في تقدميها للبرامج االجتماعية والترفيهية التي تضم مجموعات من األطفال إشراك األيتام بكل فئاتهم والعمل على دمجهم من خالل الشراكة االجتماعية مبا يسهم في خلق رعاية اجتماعية متكاملة و قوية وتواصال بني األيتام وغيرهم من األطفال اآلخرين باملجتمع الواحد... وغير ذلك كثير من البرامج مبختلف مسمياتها التي ميكن أن تقدم في تلك القنوات ويكون لها مدلولها القوي والناجح على املشاهدين وبذلك تسهم بشكل كبير في إجناح دورها اإلعالمي وفي تفعيل رعاية وكفالة األيتام وسط املجتمع.. الدعاية واإلعالنات: اإلعالنات والدعاية في القنوات الفضائية ذات أثر عظيم في التأثير النفسي على املشاهدين فكلما كان اإلعالن يحتوي على مفاهيم هادفة وسليمة وعميقة ومؤثرة على نفسيات اإلنسان املشاهد البسيط كانت نتائجه سريعة األثر والتفاعل من أفراد املجتمع من املتلقني ونرى ذلك بوضوح في الدعايات واإلعالنات التجارية لبعض املواد الغذائية واالستهالكية والكمالية وغيرها ال سيما وسط األطفال والشباب واملراهقني 11 10

7 دور وسائل اإلعالم املختلفة في إجناح وتفعيل رعاية األيتام من اجلنسني فواجب القنوات في هذا اجلانب أن تسهم بالدعاية واإلعالن والدعوة لرعاية األيتام وكفالتهم بأسلوب جذاب ومؤثر بحيث يكون ذلك من خالل بثها في أوقات متعددة ومناسبات مختلفة خالل البث اليومي فاألسرة التي يجتمع أفرادها من أب وأم وأبناء أمام التلفاز ال شك أنهم سيتأثرون عندما يرون تلك املناظر واألحوال عن األيتام الذين فقدوا تلك اللحمة األسرية التي يعيشها اآلخرون فإنهم حينها سيكونون أسرع استجابة للقيام بواجبهم نحو رعايتهم وكفالتهم واملساهمة في ذلك مبا يستطيعون...وبذلك يحمد لوسائل اإلعالم املرئية دورها الرائد في هذا اجلانب.. وهناك الكثير من البرامج والوسائل الدعائية واإلعالنية األخرى الكثيرة التي تسهم بشكل أو بآخر في إجناح دور القنوات الفضائية في تفعيل رعاية األيتام املأمولة. ثانيا : دور اإلذاعات : حتى عهد قريب كان دور اإلذاعات اإلعالمي ومساهماتها في البرامج االجتماعية ال يقل عن مثيالتها من الوسائل اإلعالمية األخرى بل إن دورها في بعض األحيان يكون مهما أكثر من غيرها ملا تتميز به اإلذاعات من بعض امليزات الكثيرة املتمثلة فيما يلي: اإلذاعات يستمع إليها جميع أفراد املجتمع من كبير وصغير ومثقفني وجهال وغيرهم.. اإلذاعات في الغالب تكون متوفرة للجميع ويستطاع االستماع إليها في أي مكان حول العالم. اإلذاعات واسعة االنتشار حول فضاء العالم بتعدد موجهاتها املرسلة للفضاء اخلارجي القصيرة والطويلة منها. سهولة نقل املذياع بعد تطور تقنيته في الصغر املتناهي له يسهل بحمله في أي مكان وفي أي وقت. ورغم ما يعتري اإلذاعات من عزوف ملحوظ من املستمعني لها عن السابق بسبب طغيان القنوات الفضائية بشكل كبير على جمهور املشاهدين إال أن امليزات سالفة الذكر وغيرها جعلت مساهمات اإلذاعة في نشر الوعي والتوعية ألفراد املجتمع ذات أهمية ال يستهان بها وملحوظة خصوصا وسط املجتمعات البسيطة والفقيرة والبعيدة عن ضوضاء وحضارة املدن... وقد تعددت اإلذاعات في برامجها املختلفة التي تخدم املجتمع في ظل استخدام أساليب متنوعة ومتطورة في التقدمي واإلخراج البرنامجي بشكل يجذب املستمعني واملتابعني لها مما جعل الكثير من تلك البرامج االجتماعية أن يكون لها مساهمات ظاهرة ولها بصمتها في توضيح ما تقدمه من معلومات وميكن القول إن اإلذاعات ميكنها أن تقدم الكثير وتساهم بعدة جهود من خالل نفس املساهمات املرئية واملقروءة التي تقدمها الوسائل اإلعالمية األخرى من القنوات الفضائية والصحف واملجالت بأسلوب إذاعي متميز يفهمه اجلميع بأهمية تلك البرامج االجتماعية والثقافية التي تدع لالهتمام باأليتام ورعايتهم وكذلك للمساهمة في بيان أهمية رعايتهم من الناحية الشرعية واملسؤولية االجتماعية. ومساهمة اإلذاعات في هذا اجلانب من الناحية العملية يتميز عن تلك املساهمات التي تقدمها القنوات الفضائية بأنها أقل تكلفة من جانب أنها ال حتتاج ملتطلبات كثيرة في الديكورات للبرامج واملقدمني لها أو الدراما الفنية التي تقام لذلك وحتى اإلعالنات والدعاية اإلذاعية هي كذلك أقل تكلفة ومصروفات عن غيرها في القنوات الفضائية وهي بهذه املميزات تساهم في التقليل من التكلفة العامة لرعاية األيتام وبرامجهم ويشجع بدوره في إمكانية االستفادة منها في هذا اجلانب. أ. أسامه يسن محمد إبراهيم وتعتبر اللقاءات واحلوارات املباشرة مع املستمعني في اإلذاعة من األساليب الناجحة في البرامج التثقيفية للمجتمع بإسهاماتها الكبيرة في أحياء قضية األيتام ورعايتهم كما أن الندوات واحملاضرات الدينية والعامة لها األ ثر املباشر والفعال كذلك.. ثالثا : دور الصحف واملجالت الدورية : الصحافة املقروءة بشقيها اليومي والدوري هي أحدى الوسائل اإلعالمية القدمية التي كانت في يوم من األيام هي املسيطر على قلوب املثقفني املتطلعني لتلقي املعلومة بشكل يومي فقد كانت الصحافة وال زالت هي الوسيلة اإلعالمية املقروءة التي يتبادل فيها اجلميع آراءهم وأفكارهم الثقافية والتعليمية والصحية واالجتماعية وما يدور في مجتمعاتهم من أخبار واحداث يومية بل احد تلك الوسائل التي يتعرف الناس من خاللها على ما يعرضه أهل اخلبرة من أفكار وأبحاث وجتارب بل وما يعرضه التجار من بضائع وسلع جتارية عن طريق تلك اإلعالنات التجارية التي توضع في تلك الصحف واملجالت فال ميكن ألحد أن ينكر الدور الكبير والهام الذي تقوم به تلك الوسائل وسط املجتمع رغم التطورات التي حلقت بتقنية االتصاالت األخرى وتوسعها بعد دخول عالم االنترنت واجلواالت ذات التقنيات العالية واملميزات املتعددة. ومن تلك األهمية سالفة الذكر فإننا نرى إن دور الصحف اليومية واملجالت الدورية في مجال إجناح وتفعيل رعاية األيتام بال شك له من األثر الكبير الذي تتحقق معه الفائدة املرجوة من تلك الوسائل املقروءة فكما كان دورها مؤثرا في جوانب متعددة في احلياة الثقافية والتعليمية وغيرها فإن دورها في رعاية وكفالة األيتام ال يقل شأنا عن تلك األدوار األخرى وميكن أن نلخص لذلك في عدة نقاط كما يلي : األخبار : تضمينها اليومي لألخبار االجتماعية لكل ما ميس كل اجلوانب في أهمية الرعاية االجتماعية والعناية األسرية من خالل تغطية كافة األنشطة والبرامج التي تقام لصالح األيتام ورعايتهم بواسطة املؤسسات املعنية أو املراكز املتخصصة بذلك. إظهار اجلوانب اإليجابية لكفالة ورعاية األيتام ونتائج تلك الكفاالت وأثرها على اليتيم بنشر بعض مسيرة حياة هؤالء االيتام التعليمية والثقافية )انظر ما نشرته مجلة الكوثر الكويتية في عددها رقم : 113 عام 2009( إقامة الندوات واحلوارات االجتماعية والثقافية التي تناقش قضايا األيتام ونشر وبيان كيفية املساهمة في رعايتهم وكفالتهم ودعوة املهتمني بأمرهم ملثل هذه الندوات واحلوارات كما يتم التعامل مع بقية القضايا التي تواجه املجتمع والعمل على نشر ثقافة االهتمام بالفئات اخلاصة في املجتمع مثل األيتام مبختلف أنواعهم وغيرهم...الخ مساهمة الصحف واملجالت بوضع اإلعالنات املجانية أو املخفضة التي ت عنى وتدعو لرعاية وكفالة األيتام مبا يساهم مع اجلهات املعنية في التخفيف من األعباء املالية التي حتتاجها في برامجها اإلعالمية للرعاية وكفالة لأليتام. على أن تكون تلك اإلعالنات في أماكن مناسبة في الصحف واملجالت مبا يتيح االطالع عليها من قبل أكبر عدد ممكن من القراء. نشر املؤمترات والندوات واللقاءات التي تهتم بقضايا وبرامج األيتام ورعايتهم. نشر اإلبداعات والنجاحات وإبراز املواهب لأليتام في شتى مناحي احلياة اليومية والدعاية ملنتجات أسرهم التي تقوم على أمرهم. إجراء ونشر مسابقات ثقافية وعامة لأليتام وأسرهم من اجلنسني وتوفير جوائز مناسبة لهم

8 دور وسائل اإلعالم املختلفة في إجناح وتفعيل رعاية األيتام رابعا : دور اإلنترنت والبريد االلكتروني واجلواالت : شبكة اإلنترنت أصبحت اليوم واقعا يعيشه اجلميع حيث تطورت بشكل سريع للغاية فدخلت جميع البيوت وكثر مستخدموها ويزداد عددهم باطراد مسهل مما حدا بالكثير من املجتمعات باستخدام هذه الشبكة كأحد وسائل االتصال اليومية واملباشرة بني أفرادها كما أن االنترنت ببرامجه املتعددة واملتطورة واملتزايدة يوما بعد يوم أصبح يساهم بشكل كبير في إيجاد احللول للكثير من قضايا املجتمع فبواسطة البرامج االجتماعية مثل )فيس بوك ) واليوتيوب زاد التواصل الثقافي واالجتماعي بني األفراد ومن غرف الدردشة توسع وانتشر التواصل وتبادل املعلومات كما فعل شباب الفيس بوك مبصر في األيام املاضية. فمع التطور املذهل في وسائل االتصال االلكترونية أصبح هناك ضرورة ملحة الستغالل هذا الفضاء الشبكي في الدعوة لعمل اخلير بدءا من الدعاية عبر البريد االلكتروني لفئات مستهدفة مرورا بإنشاء مواقع الكترونية للمؤسسات اخليرية يسهم في عرض رؤية ورسالة املؤسسة وبرامجها وعكس صورا للفعاليات واألنشطة التي تقوم بها باإلضافة إلى إعداد حمالت منظمة للتبرع عبر االنترنت وميكن أن يتطور األمر للتواصل والتفاعل بني املؤسسات اخليرية املختلفة املتشابهة في األنشطة والبرامج حملاولة الوصول للتعاون فيما بينها وإعداد شراكة إلقامة حتالف منظم للدعوة لعمل اخلير وهو ما ميكن أن تقوم به املؤسسات الراعية لأليتام وذوي االحتياجات اخلاصة وغيرهم في تبادل املعلومات والبيانات املختلفة فيما يخص الرعاية والكفالة لاليتام. وبكل ما حمله االنترنت وشبكة املعلومات العنكبوتية من تلك املميزات و املغريات التي فيها اإليجابي والسلبي فإننا نستطيع القول أنه من خالل الواقع املعاش واالستخدامات التي تتم ميكن أن يكون لألنترنت دوره اإليجابي الهام والبارز والكبير في موضوع رعاية األيتام من خالل تسهيل عملية التواصل مع كل الذين يرغبون في املساهمة في رعاية األيتام وكفالتهم والقيام بواجبهم نحوهم والتواصل معهم رعاية وكفالة ومتابعة وتوجيها..وذلك على النحو التالي : بإنشاء مواقع متخصصة لرعاية وكفالة األيتام من قبل اجلهات واملؤسسات الراعية. أو مواقع اجتماعية عامة تهدف لالهتمام بالرعاية بهذه الفئة لتفعيل وتنشط دور املجتمع نحوها. تبادل املعلومات املتنوعة واملطلوبة عن األيتام الذين يحتاجون للرعاية والكفالة وبيان كيفية الوصول إليهم من فاعلي اخلير الذين يضعون عنوانهم في تلك املواقع. تبادل املعلومات عن الكفالء والراغبني في كفالة األيتام والقادرين على القيام بهذا الواجب العظيم. مناقشة وتبادل األفكار واملقترحات املختلفة من خالل غرف الدردشة الهادفة لطرح موضوع األيتام وبيان أهمية االهتمام بهم ورعايتهم من قبل أفراد املجتمع. بيان الصورة الصحيحة لوضع األيتام خصوصا فاقدي األبوين الذين ليس لهم ذنب في وجودهم باملجتمع ووجوب تصحيح النظرة السالبة جتاههم من قبل اجلميع وتوجيهها نحو العطف والرعاية لهم. حتتاج كثير من املؤسسات اخلاصة برعاية وكفالة األيتام لعرض صور ومعلومات عن األيتام الذين ترغب فيمن يقوم بكفالتهم ورعايتهم وميكن لالنترنت أن يسهم في ذلك بطريقة أفضل من ناحية السرية بحيث يتم وضع تلك الصور واملعلومات عن األيتام بطريقة معينة يستطيع أن يطلع عليها فقط من يرغب رغبة حقيقة أكيدة في املساهمة بكفالة يتيم معني وغير ذلك من أنواع الرعاية املتوفرة واملتاحة أمامه. مساهمة البريد اإللكتروني في املساعدة الكبيرة بالتواصل مع أكبر عدد ممكن من املتبرعني وأهل اخلير الراغبني في التواصل واملساهمة في رعاية وكفالة األيتام حيث أنه وسيلة شبه مجانية وسريعة ميكن بها الوصول جلميع مستخدمي هذه التقنية الواسعة االنتشار. أ. أسامه يسن محمد إبراهيم يتمثل دور اجلوالت وخصوصا احلديثة في إجناح وتفعيل رعاية األيتام في املساهمات السريعة من خالل الرسائل القصيرة وغيرها ونشرها للمؤسسات واجلهات التي تقوم على أمر رعاية وكفالة األيتام. ويظهر الدور الكبير في خدمة األيتام من خالل اجلواالت بواسطة شركات االتصاالت وذلك بتحملها املباشر لقيمة الرسائل القصيرة )SMS( أو املشاركة فيها مع اجلهات ا ملعنية بأمر الرعاية والكفالة لأليتام. مساهمة أصحاب اجلواالت بنشر ما لديهم من معلومات صحيحة وضرورية عن األيتام الذين يحتاجون للرعاية والكفالة وكذلك نشر عناوين وأماكن تواجد املؤسسات واجلهات الراعية لأليتام. مشاركة أصحاب اجلواالت في التبرع الغير مباشر لصالح األيتام عن طريق إرسال رسالة فارغة أو غيره ذلك أو املداخالت في البرامج التي تخصص لأليتام بخصم جزء من قيمة املكاملات لصالح األيتام باالتفاق مع شركات االتصاالت بهذا اخلصوص حسب املتعارف عليه حاليا. وال بد من مالحظة أنه قد حتدث بعض السلبيات في استغالل االنترنت عند تبادل املعلومات و الصور اخلاصة باأليتام من قبل ضعاف النفوس كما يحدث في بعض احلاالت لذلك ال بد من احلذر الشديد والتعامل بسرية تامة مع معلومات وبيانات األيتام املتداولة عنهم. اخلامتة : وبعد هذا الطواف والعرض السريع للدور الذي ميكن أن تقوم به وسائل اإلعالم املختلفة في خدمة قضية األيتام ميكن القول إجماال إن الدور املنوط بهذه الوسائل في املجتمعات عامة واملجتمعات اإلسالمية خاصة مهم للغاية وهو مسؤولية اجتماعية يفرضها عليها الواقع املعاش باملجتمع مبا يفرزه من أمور حتتم علي اجلميع الوقوف في مواجهتها باحللول املمكنة حيث تكون الوسائل اإلعالمية هي أول تلك الوسائل التي ميكنها املساهمة في التصدي ملا يواجه املجتمع من تلك اإلفرازات املختلفة. ونرى من الضروري مبكان بيان بعض املوجهات واملتطلبات العامة التي تدفع باألمام في تفعيل دور الوسائل اإلعالمية في الرعاية املطلوبة وإجناحها ملصلحة األيتام على النحو التالي: 1( على جميع أفراد املجتمع أن يساهموا في توجيه الوسائل اإلعالمية املختلفة لكي تؤدي دورها في رعاية األيتام والقيام بذلك من خالل املشاركة في مختلف البرامج واللقاءات واحلوارات التي تبث أو تنشر من خاللها لداعمة ورعاية األيتام والعناية بهم. 2( على املجتمع أن يكون أكثر متاسكا بإسهاماته نحو قضية األيتام واالهتمام بهم كفئة من فئات املجتمع كما يجب أن تكون هناك إستراتيجية إعالمية طويلة املدى خلدمتهم داخل املجتمع. 3( إيجاد آليات مناسبة للتعاون بني املنظمات اإلقليمية والدولية في مجال اإلعالم واالستفادة من جتارب الدول األخرى التي سبقتنا في مجال رعاية األيتام وبرامجها املختلفة. 4( مساهمة الوسائل اإلعالمية بقدر املستطاع وبشتى السبل لكسر احلاجز النفسي والعزلة االجتماعية لهذه الفئة لكي ال حتمل بعض السلوكيات اخلاطئة التي تهدد البيئة واملجتمع. 5( تسخير جميع الوسائل اإلعالمية إلبراز دور املؤسسات التي تهتم باأليتام والتذكير بواجبات املجتمع جتاههم وذلك بإعداد النشرات واملطويات واملشاركات اإلعالمية في الفعاليات العامة كاملعارض واملؤمترات واملنتديات واملهرجانات محليا وخارجيا. 6( مساهمة الوسائل اإلعالمية في إنشاء مراكز بحثية في املجال اإلعالمي لالهتمام باأليتام داخل املجتمع. 7( حتسني الصورة النمطية عن األيتام في الدراما مبختلف أشكالها في التلفاز والوسائل األخرى وعدم 15 14

9 دور وسائل اإلعالم املختلفة في إجناح وتفعيل رعاية األيتام وصفهم بالصفات املؤثرة سلبا أو التي ال تليق بهم. وملا كانت وسائل اإلعالم املختلفة ذات طبيعة جماهيرية تعتمد على اجلمهور كمصدر للمعلومات فإن ذلك يجعل لها القدرة على جمع الناس وحتديد ما لهم وما يصح وما ال يصح ولو بقدر ما مبعنى توحيد الناس بدرجة معينة على نوع من الثقافة االجتماعية فيصبح اخلروج عليها أمرا صعبا في كثير من األحيان مما يجعلها جزءا من عملية الضبط االجتماعي في املجتمع املستهدف وتظهر هذه العملية بصورة أكثر وضوحا في األمور االجتماعية وغيرها من النظم واملجتمعات. وملخص القول أن لوسائل اإلعالم تأثيرها الواضح واجللي على املجتمع اإلنساني في شتى مجاالت حياته اليومية حتى أصبحت هذه القضية مثار اهتمام العلماء والباحثني في مجال املمارسة اإلعالمية بعد أن ثبت أن لالتصال صلة وثيقة بثقافة املجتمع وخصوصا مع التطورات السريعة في تقنيات وسائل اإلعالم واالتصال حيث ظهر ذلك جليا في مجال التعليم ومجال التبادل اإلخباري ومجاالت األنشطة االجتماعية والرياضية وغيرها مما قلل من أهمية الثقافات احمللية واإلقليمية التقليدية. وال شك أن لهذه الوسائل آثارها اإليجابية والسلبية في نفس الوقت وكل ذلك يظهر أثره في فيما ميكن أن تقدمه وتساهم به تلك الوسائل كما ذكرنا من الدور اإليجابي في مجال الرعاية والعناية باأليتام وهذا هو خالصة بحثنا هذا في الدور الذي ميكن أن تلعبه وسائل اإلعالم في إجناح وتفعيل رعاية األيتام.. وعلي جميع املهتمني بالعمل اخليري والتطوعي عامة وفي مجال رعاية األيتام خاصة أن يطوعوا هذه األجهزة والوسائل اإلعالمية نحو االستفادة القصوى منها وتسخيرها ملصلحة الفئات احملتاجة من األيتام واملعاقني واألرامل وغيرهم املتواجدين في مجتمعات املسلمني املختلفة. سائال الله تعالى أن يكتب للجميع التوفيق والسداد و أن ينفع بهذا البحث اجلميع وكل الباحثني واملشاركني في هذا املؤمتر الذي نسأل الله له النجاح الكامل وصلى الله علي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 1( القرآن الكرمي املراجع واملصادر : 2( تيسير الكرمي الرحمن في تفسير كالم املنان املؤلف : عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي احملقق : عبد الرحمن بن معال اللويحق الناشر : مؤسسة الرسالة.. 3( صحيح البخاري. 4( مناذج من األعمال التطوعية في التاريخ اإلسالمي إعداد : صالح بن يوسف املقرن ه 5( التوقيف على مهمات التعاريف املؤلف : محمد عبد الرؤوف املناوي الناشر : دار الفكر املعاصر, دار الفكر بيروت, دمشق الطبعة األولى 1410 ه. 6( مجلة الكوثر الكويتية.. جمعية العون املباشر جلنة مسلمي أفريقيا العدد )113( مارس ( فضل كفالة ا ليتيم تأليف : د. عبد الله بن ناصر السدحان من إصدارات وزارة الشؤون االجتماعية مبناسبة اليوم العربي لليتيم 1428 ه. 16

10 أ. أماني اجلحدلي مقدمة من خالل العمل مع األيتام وتفهم طبيعتهم ومشكالتهم تظهر هناك تصورات ملاهو بحاجة إلى التطوير والتغيير لضمان أفضل مستوى لذوي الظروف اخلاصة ومن خالل رؤية نفسية ملاهو قائم كانت ورقة العمل هذه والتي تتلخص حول مفهوم احلاجة لألمن النفسي وكيفية غرس املفاهيم والقيم التي من شأنها أن تشكل لدى الطفل حصانة من خالل إشباع احلاجات األساسية والرغبات مقترنا ذلك بتأصيل قيمة حب الله واستشعار وجوده وتوجيه فكر الطفل إلى من خالل منهج التأمل في كل األحوال. وانطالقا من اعتزازنا بالقيم الدينية اإلسالمية ومن خالل نظرة عميقة شاملة لواقع األيتام من ذوي الظروف اخلاصة كان الرضا عن الذات أهم قيمة متكن اليتيم من تقبل واقعه ووضعه االجتماعي وهذا التقبل حينما يكون له جذور من الطفولة مرتبطة بالعقيدة الدينية الراسخة فإن السلوكيات فيما بعد تصبح إيجابية وذات داللة على اتزان داخلي نابع من اإلميان بالله وباألقدار ومنها يكون التكيف والتقبل. منهاج التفكر مع أنوس وتأصيل الهوية اإلسالمية لدى األيتام من ذوي الظروف اخلاصة جتربة طبقت على األطفال بدار احلضانة االجتماعية بجدة إعداد: األستاذه / أماني اجلحدلي الصحة النفسية واأليتام : تعرف الصحة النفسية بأنها حالة دائمة نسبيا يكون فيها الفرد متوافقا شخصيا وانفعاليا واجتماعيا مع نفسه وبيئته والطفل اليتيم الذي ينشأ في املؤسسات االجتماعية هو في أمس احلاجة إلى أن يصل إلى مرحلة التمتع بالصحة النفسية منذ الصغر ألنه يعيش طفولة تختلف عن بقية أقرانه من خالل وجوده في منظومة اجتماعية لها فريق عمل يساهم في تشكيل شخصية هذا الطفل لذا فإن املسئولية عظيمة في تلك املرحلة املهمة من حياة الطفل. احلاجة إلى األمن النفسي : يعنى بها احلاجة إلى الشعور بأن البيئة االجتماعية بيئة صديقة وشعور الفرد بأن اآلخرين يحترمونه وهي من أهم احلاجات األساسية الالزمة للنمو النفسي وحينما ينشأ اليتيم على شعوره باألمن واالستقرار الداخلي مرتبطا ذلك بقيمة التفكر والتأمل في ذاته وفيما حوله يكون هنالك مساحة من الهدوء تساهم في االتزان الذي يالحظ من تصرفات الطفل والتي نتطلع إلى أن تكون سلوكيات إيجابية يتمتع بها املسلم الصغير الذي نشأ على استشعار قيمة القيم اإلسالمية مدركا بذلك قيمة حب الله التي تساعده فيما بعد على تقبل واقعه ووضعه االجتماعي برضا ألنه لديه قواعد ورواسخ في شخصيته ثابتة تساهم في ذلك. ومن هنا نرى بأن املنهج يدعم قيمة التفكير التأملي «1» وهو ذلك النمط من التفكير املرتبط بالوعي بالذات واملعرفة الذاتية أو التأمل الذاتي والذي يعتمد على التمعن ومراقبة النفس والنظر بعمق إلى األمور. منهاج أنوس للتفكر : مت إعداد منهاج تفكر مع أنوس ( املنهاج اإلبداعي الشامل في بناء إميان الطفل املسلم وشخصيته وإبداعه( ليحمل رؤية إسالمية معاصرة تنبثق فلسفتها من حاجة املؤسسات التربوية واألسر إلى مناهج تبني هوية الفرد وشخصيته في ضوء قيمنا العربية واإلسالمية مع اجلمع واإلفادة من اخلبرات العاملية في املجال التربوي خاصة في مجال بناء الشخصية وتنمية التفكير واإلبداع والذكاء. يهدف منهاج تفكر مع أنوس إلى بناء اإلميان ألهمية ذلك في حفظ الهوية وحتصني النشء أمام مختلف التوجهات التي تعمل على اجنرافهم ومن ثم ضياع هويتهم املتأصلة بالقيم اإلسالمية ويستند املنهاج في بناء 19

11 منهاج التفكر مع أنوس وتأصيل الهوية اإلسالمية لدى األيتام من ذوي الظروف اخلاصة اإلميان إلى التفكر في آيات الله في األنفس واآلفاق الذي يعد «العامود الفقري«لبناء اإلميان الذي ينبثق عنه كل خير. يهدف التفكر في املنهاج إلى غرس حب الله تعالى ويتحقق من خالل منوذج التفكر التعليمي الذي ابتكرته الباحثة مها شحادة «2» والذي يستند إلى آلية التفكر وأدواته حيث يعمل هذا النموذج على بناء اإلميان وتنمية حب الله تعالى كما ينمي التفكير اإلبداعي والتفكير الناقد في الوقت ذاته وقد مت اشتقاق أدوات التفكر من آيات التفكر في القرآن الكرمي أما آلية التفكر فتم اشتقاقها بشكل إجرائي من عبادة التفكر. مت استخدام شخصية أنوس) النموذج األخالقي املتفكر( ليتمثل به الطفل ويرتقي من خالله إميانيا وعقليا ووجدانيا وسلوكيا. واستند املنهاج إلى مجموعة من الدروس تقدم من خاللها أنشطة التفكر وأنشطة أخرى مدعمة ضمن استراتيجيات تنمي التفكير واإلبداع والذكاء وتبني الثقة بالنفس من أجل تنمية متكاملة للطفل. هذا وقد مت تدعيم أنشطة بناء تقدير الذات وبناء القيم األخالقية بأنشطة إضافية مت اشتقاق أهدافها من أهداف املناهج التربوية العاملية التي تنمي شخصية األطفال حتى يتسنى لنا تنمية الطفل تنمية متكاملة جتمع بني روح األصالة وما توصلت إليه املناهج العاملية احلديثة فنعد طفال قادرا على مواكبة عصره بكل ما يحمله من تغييرات. «3.» أهداف املنهج: بناء اإلميان وغرس محبة الله غرس القيم اإلسالمية تعويد الطفل على التأمل كبداية للتفكير الناقد الذي يجعله يتمتع مبافي هذا الكون من نعم الله بناء تقدير الذات تطوير السلوك األخالقي تنمية التفكير اإلبداعي فكرة املنهاج : منهاج تفكر مع أنوس هو منهاج تربوي يستهدف مرحلة الطفولة ويرتكز على دراسة علمية ناقدة حتمل رؤية شمولية تساعد في تطوير واقع الطفل ويعمل البرنامج على غرس آلية التفكر والتأمل لدى األطفال املنهج عبارة عن حقيبة تتكون من دليل املعلم / دليل املربني / كتاب الطالب / مجموعة قصصية للمستوى األول من البرنامج / أناشيد لوحدات املنهج يستفاد منها في اجلزء املخصص للحركة والتعبير عن استشعار محبة الله وشكره. تقوم املعلمات في الصفوف بتطبيق البرنامج بحسب ماهو موضح في دليل املعلم وفي املنزل تقوم األسرة مبتابعة التطبيق من خالل دليل املربني ولكل طالب كتاب الطالب كذلك هناك مجموعة قصصية مدرجة ومقسمة على جدول زمني يتخلله أناشيد ومهارات حركية تساهم في إطالق قدرات األطفال. أ. أماني اجلحدلي بداية تطبيق املنهج في اململكة األردنية الهاشمية : بدأت الباحثة ( مها شحادة ) بتأليف أول منهاج جتريبي عام 1996 شاركت معها في تطبيقه ثالثة رياض أطفال في األردن ثم قامت بالتعديل عليه وإعادة تأليفه كامال ومن ثم جتريبه ثالث مرات في عدد من املدارس والرياض على مدى األعوام قامت خاللها باكتشاف فكرة استخدام «عبادة التفكر «أعظم العبادات بهدف غرس حب الله تعالى في نفوس األطفال ومن ثم دراسة كيفية حتويل هذه العبادة العظيمة إلى منوذج تعليمي في الغرفة الصفية لإلفادة من أثرها على نفس وعقل وروح وسلوك اإلنسان حتى توصلت إلى منوذج التفكر التعليمي املبتكر بفضل الله تعالى. ثم قامت بتطوير وحدات تعليمية من املنهاج وجتريبها على مدى األعوام بهدف دراسة أثر االستراتيجيات التعليمية املستخدمة على شخصية الطفل ثم قامت بتفحص االستراجتيات التعليمية املستخدمة في املناهج العاملية احلديثة عام 2006 عن طريق دراسة قرابة ثالثني منهاجا عامليا في بناء القيم وتقدير الذات وتنمية التفكير واإلبداع والذكاء. في نهاية عام 2006 توصلت بفضل الله إلى وحدة تعليمية منوذجية حتقق األهداف املنشودة وكانت النتائج متميزة واحلمد لله ومن ثم قامت بتأليف املستوى األول «أنا إنسان مميز «الذي تضعه بني أيديكم اليوم - وفق التصميم اجلديد الذي توصلت إليه من أجل حتقيق الرؤية وهي اآلن تواصل التأليف باقي املستويات. واجهت املؤلفة صعوبات جمة خالل هذه األعوام لعدم وجود مؤلفات سابقة نظرية أو عملية في كيفية غرس حب الله تعالى في نفوس األطفال كما واجهت حتديات عالية حلاجتها للبحث والدراسة في علوم متنوعة وكثيرة مع استمرارية التطبيق والتقومي من أجل أن تنضج هذه الفكرة حيث تنقلت بني علوم القرآن الكرمي والتفسير والعقيدة والفكر اإلسالمي وعلم السلوك وعلم املناهج وأساليب التدريس وعلم النفس التربوي واإلرشاد النفسي والدراسات املقارنة. بعد أن وجد التجاوب واألثر الفعال لهذا البرنامج على شخصيات األطفال بدأت بقية رياض األطفال واملدارس تطبيق البرنامج وبدأت بعض األسر تطلب تسجيل أبنائها في مدارس تطبق البرنامج. الدافع إلى تطبيق املنهاج مع األطفال األيتام من ذوي الظروف اخلاصة : حينما تكون التنشئة في الطفولة ترتكز على قواعد وقيم ثابتة ويتم إشباعها بتدرج خالل مرحلة الطفولة فإن هذا له كبير األثر فيما بعد من حيث التكيف والتعامل مع اآلخرين برضا وقبول تكوين بنية نفسية اجتماعية عقائدية للطفل اليتيم من سن 6 إلى 12 سنة الوصول إلى حلول للمشكالت السلوكية التي يعاني منها األيتام حاليا ونرى أنه ميكن تفاديها في حال غرس املبادئ منذ الصغر واستغالل فترة السنوات األولى من حياة الطفل حتقيق التوازن النفسي لأليتام بحيث ينمو هذا التوازن ويصبح للطفل استقرار وثبات واتزان في شخصيته ككل )تنمية متكاملة وهذا أساس برنامج التفكر( حتقيق مبدأ التربية باإلبداع يساعد البرنامج على اكتشاف عناصر اإلبداع التي قد تكون مهملة في سن متأخر واكتشافها مبكرا يعزز توجيه الطاقات لتحقيق منو الفكر اإلبداعي غرس عبادة التفكر والتأمل بشكل عام وبالتالي يكون التركيز على احلكمة من خلقه دون التركيز على حقيقة واقعه

12 منهاج التفكر مع أنوس وتأصيل الهوية اإلسالمية لدى األيتام من ذوي الظروف اخلاصة يساعد البرنامج على رفع مستوى الثقة بالنفس لدى الطفل بحيث يصبح قادر على إدارة ذاته. رفع مستوى الدافعية للنجاح وحتقيق الذات ويصبح للطفل مرجعية ذاتية. وجهة نظر نفسية : فكرة املنهج تعزز قيمة الشعور بالذات من الصغر ويساعد على حتقيق مبدأ االستقرار النفسي منذ الطفولة بحيث ينمو الطفل وتنمو معه اخلصائص والسمات النفسية التي نرى أهمية توفرها لدى كل طفل من ذوي الظروف اخلاصة أنوس شخصية خيالية والطفل بطبعه يعيش في دائرة اخليال وكون أن اخليال منذ الصغر ينمو بشكل تدريجي فإن استثماره جتاه النواحي اإليجابية التي لها ارتباط بالواقع يساعد في تنمية الفكر املبدع للطفل التفاعل االيجابي والشعور بالسعادة وبالتالي الشعور باألمان والقدرة على البوح مبافي الذات القدرة على حتمل املسئولية وإيقاظ الضمير الداخلي بحيث يكون هو احملكم للطفل منذ صغره في مرحلة الطفولة املبكرة وهي املهمة لغرس املبادئ ؤ والقيم إعداد شخصية واثقة من نفسها تتحمل الظروف والتقبل الواقع بشكل أفضل مستندين على قوة العالقة باخلالق ثم بناء الذات يساعد البرنامج على اكتشاف اإلبداع لدى الطفل وتعزيز الطاقات بشكل إيجابي حتقيق التوازن النفسي منذ الصغر بحيث ينمو مع الطفل ويتسع ليشمل كل أمور حياته كيفية تطبيق البرنامج مع األيتام: إنشاء ( نادي التفكر( داخل كل دار وجمعية بحيث يكون هذا النادي في الفترة املسائية مبعدل حلقتني في األسبوع لكل مجموعة ويكون أعضاء املجموعة من 15 طفل وطفلة يجهز النادي بطريقة معينة فيها صور لشخصية أنوس وقطته وبقية األمور احملببة لألطفال تتولى املدربة نقل الفكرة كاملة لألخصائيات ومن ثم يحدد عدد األطفال ويتم تطبيق التجربة ملدة أسبوعني مع املدربة وبعد ذلك تتولى األخصائية النفسية أو معلمة رياض األطفال في االستمرار في التجربة واملدربة تتولى مهام اإلشراف لكل طالب كتاب الطالب الذي يتضمن تدريبات مخصص وقت أثناء احللقة لها مهم جدا في املساحة التي سوف يتم فيها التطبيق أن تكون على نظام احللقة بوضع طاوالت لألطفال ألنهم يحتاجون الكتابة في الكتاب احملدد للطالب أ. أماني اجلحدلي تدريب الكادر فريق العمل وتعريفهم بالبرنامج االلتقاء ببعض األطفال لتحديد إمكانية دمجهم في البرنامج مت إيضاح املستلزمات الواجب توفرها في نادي التفكر لتحديد مكان لتنفيذ البرنامج املرور على كل األسر ومشاهدة كل طفل في أسرته واصطحابه معنا إلى أن اكتمل العدد ومت تسمية املجموعة ( أصدقاء أنوس ) االلتقاء باألم احلاضنة في كل أسرة للتعرف على الطفل الذي مت إدراجه داخل مجموعة أصدقاء أنوس ومعرفة بعض األمور التي هي بحاجة إلى التغيير لدى طفلها مت وضع ملصق أنوس في كل أسرة بها طفل من ( أصدقاء أنوس ) في نهاية كل حلقة يستطيع الطفل استعارة القصة التي ألقيت في احللقة لننمي في داخل الطفل مهارة القراءة وكيفية االعتماد على الذات في إرجاع القصة للمدربة املسئولة عن املنهج منح كل طالب CD األناشيد والذي يكون مرفق بكتاب الطالب نهاية املستوى األول من البرنامج: تعد هذه التجربة هي األولى في دور احلضانة باململكة وسوف يتم عرض نتائجها على بقية الفروع: األيتام من ذوي الظروف اخلاصة هم بحاجة إلى تقوية الوازع الديني لرفع مستوى الرضا عن الذات وتقبل الواقع فلو كان هذا يعمل به منذ الطفولة بدءا بدور احلضانة فإن هذا يعد بنية أساسية تقوية لغرس الهوية اإلسالمية وبالتالي تالشي مشكالت اضطراب الهوية لدى األيتام مبا إن األطفال الذين طبق عليهم املنهج كانت لديهم مشكالت محددة تتعلق باألمور السلوكية وعدم الرضا عن الذات وبعض أعراض الرفض عن الشكل اخلارجي فقد كان إدراجهم بالبرنامج مهما خاصة بعدما مت االلتقاء باألم احلاضنة في كل أسرة داخل الدار ومت التحدث معها بخصوص املشكالت التي تالحظ على سلوك الطفل أو الطفلة وعليه مت قياس تلك األمور خالل فترة التطبيق من خالل املشاهدات السلوكية ومالحظات األم احلاضنة ومدى تفاعل الطفل بالبرنامج مت ختام املستوى األول ( أنا إنسان مميز ) في حفل حضره أصدقاء أنوس ومديرة الدار واألخصائيات مت االحتفال باألطفال املميزين ومت تتويجهم بالتاج على الرأس ألنهم مميزين كي يستشعرون قيمة التميز من الداخل وذلك تأكيدا لرفع مستوى الثقة بالنفس لديهم لوحظ التغيير في السلوكيات وأن من كانت لديهم مشكالت تتعلق بعدم تقبل الشكل ( من فئة البشرة السمراء( تغيرت نظرتهم حيث تتناول إحدى وحدات املنهج قيمة الشعور بنعمة الله وأنه خلقنا في أحسن تقومي اآلن سوف يتم البدء مبجموعة جديدة للمستوى األول وسوف يتم البدء باملستوى الثاني ملن هم اجتازوا املستوى األول. الفئة املستهدفة : أطفال الدور اإليوائية من هم في سن خمس سنوات وحتى سن 12 سنة جتربة تطبيق املنهج بدار احلضانة االجتماعية بجدة : املراجع: «1«مؤلفة املنهج تدريس مهارات التفكير - أ. د / جودت أحمد سعادة 2 ««3» مها سمير جميل شحادة 23 22

13 أ. أيوب بن أحمد املنصور برنامج مقترح من منظور اخلدمة االجتماعية لتفعيل الرعاية األسرية في جمعيات رعاية األيتام في اململكة العربية السعودية إعداد الباحث : أيوب بن أحمد املنصور مشرف تربوي بقسم التوجيه واإلرشاد في إدارة التربية والتعليم مبحافظة اخلرج ماجستير في العالج االجتماعي ( املرحلة النهائية ) من قسم االجتماع واخلدمة االجتماعية بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية املقدمة : إن العنصر البشري في أي مجتمع هو محور االهتمام والركيزة األساس في التنمية فهواحملرك لعجلتها وهو املستهدف لنتاجها وما تقدمه مؤسسات املجتمع من برامج ورعاية إمنا هو بهدف الوصول به ألن يحيا حياة كرمية في بيئة يسود فيها األمن النفسي واالستقرار االجتماعي الذي يتحقق بوجوده في أسرة مستقرة واألسرة تقوم بدور رئيس في املجتمع كونها احملظن األول الذي يتلقى الفرد فيه التنشئة االجتماعية السوية ويتشرب عادات وتقاليد املجتمع ويكون عضوا فاعال فيه. ومن املعلوم أن رقي وتطور املجتمع يقاس مبستوى جودة اخلدمات االجتماعية املقدمة ألفراده وفي اململكة العربية السعودية تقدم اخلدمات االجتماعية في خطني متوازيني هما : اخلدمات احلكومية ممثلة في وزارة الشؤون االجتماعية ببرامجها الشاملة جلميع الفئات احملتاجة للرعاية بأنواعها. اخلدمات غير احلكومية )اخليرية( وهي التي يساهم في دعمها املوسرين ويقوم عليها موظفني بأجر ومتطوعني في جمعيات خيرية تعمل حتت مظلة وزارة الشؤون االجتماعية. وجمعيات رعاية األيتام في أسرهم الطبيعية مثاال حيا في العمل املؤسسي املنظم الذي يسعى لتحقيق التكافل االجتماعي بني شرائح املجتمع ورعاية األيتام في أسرهم الطبيعية. وقد تشرفت بأن كنت أحد العاملني في فرع جمعية رعاية األيتام إنسان في محافظة اخلرج كرئيس لقسم البحث واخلدمة االجتماعية مما أتاح لي فرصة تلمس احتياجات هذه الفئة ومعاناتهم املتمثلة في احلاجة لبرامج التوجيه واإلرشاد األسري النوعي املتخصص في مشكالتهم كأسر أيتام. وقد كان الستكمال دراسة املاجستير في اخلدمة االجتماعية دافعا لي الختيار موضوع البحث باطالعي على املداخل والتصميمات املتنوعة ملهنة اخلدمة االجتماعية ودورها في تفعيل برنامج الرعاية األسرية املقدمة ألسر األيتام إلمياني العميق بأن هذه الفئة تتطلب جهدا نوعيا يقدمه أخصائيني اجتماعيني مؤهلني وملمني بخصائص ومتطلبات هذه الشريحة من املجتمع. محاور البحث للوصول إلى الهدف املنشود مت تقسيم البحث إلى ثالث محاور رئيسية هي : احملور األول: حاجة أسر األيتام لبرامج الرعاية األسرية مراحل احلياة وحاجاتها واملشكالت التي تعترضها وبرامج الرعاية املناسبة لها إن التوجيه واإلرشاد وتقدمي االستشارات األسرية أصبح من ضروريات احلياة في هذا الوقت لتعقد احلياة وكثرة متطلباتها وفيما يلي جدول يوضح ذلك: مراحل احلياة واحتياجاتها مرحلة الطفولة) امليالد حتى 3 سنوات احتياجاتها)اللعب- الرعاية- الوالدية( املشكالت املصاحبة للمرحلة - عدم توفير األبوة أو األمومة - إهمال األسرة لألطفال. - العاهات واألمراض والضعف العقلي. برامج الرعاية االجتماعية املطلوبة - الرعاية األسرية. -الرعاية الطبية. - برامج تأمني الدخل االقتصادي. - التوجيه األسري. 25

14 برنامج مقترح من منظور اخلدمة االجتماعية لتفعيل الرعاية األسرية في جمعيات رعاية األيتام - 2 مرحلة ما قبل سن املدرسة 3-6 سنوات ( املعرفة التنشئة االجتماعية اللعب ) مرحلة التعليم من 6-18 سنة ( التعليم- التشجيع التربية(. مرحلة النضج والرشد) الثبات( من سنة) إيجاد الفرصة في ممارسة أدوار الراشدين والناضجني( إكتمال النضج من سنة في األسرة املبتدئة- وفي األسرة املتوسطة العمر ( زيادة فرص االعتماد واالستقاللية الذاتية في ممارسة أدوار احلياة(. واملهام تكون في االبداع واالبتكار في مقابل الركود واجلمود واخلمول ( أبو النصر 2009 :ص 321 ) - عدم توافر أو تناسب التنشئة االجتماعية. - عدم توفير االشراف األسري املالئم. -مشكالت االنحرافات السلوكية لدى الطفل. - عدم القدرة على االستقالل. - االنحراف واجلرمية. -االعتماد املتزايد على األسرة. - عدم القدرة على االستقالل. - االنحراف واجلرمية - إنهيار األسرة. - الطالق أو سوء إدارة احلياة األسرية. - سوء تدبير احلياة املنزلية. - مشكالت األسرة مع األطفال. الفشل في العمل تصنيف أسر األيتام في املجتمع السعودي ميكن تصنيف أسر األيتام في املجتمع السعودي وفق اآلتي: أوال : التصنيف العام ألسر األيتام 1 -األسرة املكونة من أرملة وأبناء قصر. 2 -أسر األيتام كبيرة احلجم. 3 -األسر املكونة من أكثر من أرملة. - 4 األسرة املكونة من أرملة أجنبية وأيتام. 5 -األسر ذات األرملة األجنبية لزوج معدد. ثانيا :التصنيف وفق الظروف البيئية احمليطة ويقصد به احمليط الذي تعيش فيها أسر األيتام وتنقسم إلى: - 1 رعاية الطفولة. - 2 خدمات اإليواء. - 3 خدمات الرعاية في دور احلضانة. -الرعاية املالئمة حسب نوع املشكالت كاإليواء. - اخلدمات الترفيهية لشغل أوقات الفراغ. -التوجيه املهني والتأهيل أو التدريب للعمل. - التوجيه واالرشاد األسري. - املساعدة عن طريق االستشاراة. - مكاتب التوجيه األسري. -احملاكم الشخصية ومختلف أنواع احملاكم. -مستشفيات ضد الكوارث والنكبات. - التأمينات االجتماعية. أ. أيوب بن أحمد املنصور 1 -أسر تعيش في بيئة متدنية املستوى املعيشي والتعليمي. 2 -أسر تعيش في أحياء متوسطة املستوى املعيشي والتعليمي. ثالثا : التصنيف وفق قدرة األرملة القيام بدورها التربوي. ويقصد به قدرة األرملة في التغلب على أزمة فقد عائل األسرة ودرجة استعدادها لألدوار املستجدة في حياتها و القيام بالتنشئة الصاحلة ألبنائها. رابعا : تصنيف أسر األيتام وفق التنشئة االجتماعية السابقة من قبل األب. ويقصد به أثر التنشئة االجتماعية السابقة على سلوك األيتام. احملور الثاني: فاعلية املمارسة العامة للخدمة االجتماعية في تنفيذ برامج الرعاية األسرية ونسعى من خالل هذا احملور لإلجابة على التساؤل التالي: ما هو أثر اخلدمة االجتماعية في برامج الرعاية األسرية لأليتام ميكن حتديد دور مهنة اخلدمة االجتماعية في تفعيل الرعاية األسرية في اآلتي: أ : املهام املميزة ملمارسات اخلدمة االجتماعية. و تتضح في اجلدول التالي: 1 -الهدف *حتسني قدرة الناس على مواجهة مشكالتهم وتنمية طاقاتهم *حل املشكالت وإحداث التوافق وتنمية القدرات الوظائف *تقدير املوقف *التشخيص *االكتشاف ملخص لوظائف اخلدمة االجتماعية 3 -الهدف 2 -الهدف *ربط الناس باألجهزة التي تقدم اخلدمات وتدريب أفراد املجتمع باملوارد املختلفة. الوظائف *التمويل *التنظيم *التحريك *العمل على تدعيم فاعلية األجهزة التي تقدم اخلدمات وتوفر املوارد املختلفة الوظائف *تنمية البرامج *حتسني أساليب اإلشراف *التنسيق الفعال االستشارات التنظيم تنمية اجلهاز اإلداري 4 -الهدف *تنمية وحتسني السياسة االجتماعية الوظائف *حتليل السياسات *تنمية السياسات *متكني أفراد املجتمع من املطالبة بحقوقهم *التدعيم/ املساعدة/ *النصح /االستشارة/ *املفاوضة *املطالبة /التمكني ( عبد اللطيف 2008 :ص 132 ( مما سبق عرضه في اجلدول يتضح أن الهدف األول والثاني يلبي حاجات األيتام وأسرهم ويلبي الهدف 27 26

15 برنامج مقترح من منظور اخلدمة االجتماعية لتفعيل الرعاية األسرية في جمعيات رعاية األيتام الثالث احلاجة لتطوير مؤسسات رعاية األيتام والهدف الرابع يلبي احلاجة لتطوير السياسة االجتماعية في املجتمع. ب- املداخل العالجية األكثر فاعلية في الرعاية األسرية من وجهة نظر الباحث ( التدخل في األزمات مدخل إدارة احلالة مدخل العالج األسري(. أوال : التدخل في األزمات تعرف األزمة بأنها فشل كلي أوجزئي في األداء االجتماعي للفرد أو اجلماعة أو املجتمع ألسباب فجائية غير متوقعة ممايتطلب التدخل املؤثر والسريع من جانب اآلخرين الستعادة التوازن. وله هدفني : - الهدف العاجل ( املؤقت ) وهو الوصول بالعميل إلى النقطة التي يستعيد فيها ثقته بنفسه وقدرته على التفكير السليم والتعامل الصحيح مع املوقف وإزالة التهديد الذي يتعرض له أو إشباع احلجات امللحة التي يعرض عدم إشباعها حياة العميل وتوازنه للخطر بحيث يصبح املوقف قابال لالحتمال ومبعنى آخر حتويل األزمة إلى مشكلة عادية. - الهدف النهائي ونسعى إلى حتقيقه عندما يسترد العميل توازنه بعض الشيء نتيجة لتحقيق الهدف املؤقت وهنا تخف حدة املوقف ويصبح أكثر قابلية لالحتمال وتتالشى األخطار التي كانت تهدد حياة العميل وتضعف املشاعر السلبية ويصبح أكثر كفاءة في التعامل مع املوقف وهنا يسعى األخصائي إلى حتقيق الهدف النهائي من التدخل الذي يختلف من حالة إلى أخرى وذلك في ضوء طبيعة األزمة واملرحلة التي وصلت إليها وشخصية العميل واالمكانات البيئية املتاحة. )رشوان القرني 1425 :ص 133, ( ومما الشك فيه أن أسر األيتام متر بأزمات نفسية واجتماعية ومالية وتختلف في درجة تأثرها من أسرة ألخرى حتتاج األسر فيها إلى املساعدة لتستعيد توازنها الداخلي واخلارجي في محيط األسرة والبيئة االجتماعية الذي حتيا فيه لتتكيف مع الظروف املستجدة عليها. ثانيا - مدخل العالج األسري: هو اجتاه عالجي يتعامل مع جماعة األسرة كنسق من أنساق املجتمع بهدف زيادة التماسك األسري عن طريق مواجهة املشكالت التي حتول دون األداء الوظيفي املناسب ألسرة ككل وجلميع أفرادها. كما يعرف العالج األسري بأنه أسلوب عالج يستهدف تغيير نسق العالقات األسرية مبا يساعد على أداء األسرة وأفرادها لوظائفها ومطالبها احلياتية. هذا ويوجد اتفاق في وجهات النظر على أن اخلاصية املميزة لهذا االجتاه أنه يتعامل مع النسق األسري ككل أكثر من تعامله مع العميل كفرد فاألسرة هنا هي العميل. وميكن تصنيف األنساق األسرية وفقا لنماذج االتصاالت السائدة فيها إلى ما يلي : أنساق مفتوحة : حيث جند أن قنوات االتصال بني األنساق الفرعية داخل األسرة كثيرة ومتعددة,ومييل النسق األسري بصفة عامة إلى االتصال بسهولة مع األنساق األخرى القائمة في املجتمع. أ. أيوب بن أحمد املنصور - 2 أنساق مغلقة : وهي التي تكون اتصاالت أفراد األسرة مع بعضهم البعض أو بني األسرة والعالم اخلارجي منخفضة. ولقد استفاد العالج األسري من نظرية االتصال في معرفة وفهم العالقات األسرية وطبيعة االتصاالت مع توجيه هذه االتصاالت مبا يحقق أهداف العالج كمعرفة طبيعة املعلومات التي تناقش أوال وتلك التي يجب أن تؤجل. وجدير باالعتبار أن تنمية أساليب االتصال داخل األسرة يجب أن يرتبط ارتباطا وثيقا بثقافة األسرة,حيث أن العالج األسري يركز بوجه خاص على فهم مناذج االتصال السائدة داخل النسق األسري والتدخل لعالج النماذج املضطربة فيها. )السنهوري ( 2009: بتصرف ومن أهداف العالج األسري: * احلفاظ على نسق األسرة ومساعدتها ككل. *مساعدة األنساق الفرعية في األسرة على التغلب على املواقف الصعبة واملشكالت التي تواجههم من خالل إطار مرجعي يعمل مع األسرة. وميكن حتقيق ذلك من خالل األهداف التالية:- أ-العمل على مساعدة األسرة على كشف ومعرفة نقاط الضعف التي تؤثرفي عالقات وتفاعالت األسرة كنسق اجتماعي. ب-العمل على تقوية القيم اإليجابية لألسرة ومساعدتها على تدعيم قواعد األسرة وحدودها التي حتقق التوازن واالستقرار في األسرة ج-مساعدة األسرة على رفع مستوى أداءها االجتماعي. د-العمل على حتقيق التوازن والتماسك في العالقات بني أعضاء األسرة. ه-مساعدة األفراد داخل األسرة الذين لديهم مشكالت والتي يحتاج العمل معهم كأفراد حلل مشاكلهم. ( رشوان القرني 1425 :ص 163 ( ثالثا : مدخل إدارة احلالة تعرف إدارة احلالة بأنها عملية مهنية تهدف إلى مساعدة العمالء على التوافق النفسي واالجتماعي من خالل تخطيط وتنظيم وتنسيق البرامج واخلدمات االجتماعية املختلفة ملقابلة احتيجات العمالء. ومن أهدافه املدخل : *تعزيز استمرارية تقدمي الرعاية االجتماعية. *تقدمي اخلدمات االجتماعية بطريقة شمولية ومنسقة. *تعزيز إمكانية احلصول على اخلدمات من احملتاجني وتذليل الصعوبات التي قد تعترض ذلك. *تعزيز احملاسبة من خالل حتديد مسئولية مدير احلالة وهذا يضمن التأكيد على كفاءة وفاعلية البرامج واخلدمات االجتماعية املقدمة للعمالء. *زيادة إمكانية حصول العمالء على اخلدمات التي يحتاجونها في وقت قياسي. )رشوان القرني 1425 :ص 241_240 ( ج : تصميمات أنشطة التغيير املستهدف من التدخل املهني ومنها: 29 28

16 برنامج مقترح من منظور اخلدمة االجتماعية لتفعيل الرعاية األسرية في جمعيات رعاية األيتام - 1 التدخل املباشر بني نسق األخصائي ونسق العميل ويقصد بذلك تعامل األخصائي االجتماعي كممارس عام مع نسق العميل ( أسرة األيتام ) ملساعدة أفرادها في عالج مشكالتهم الشخصية واالجتماعية و مساعدتهم على التكيف مع الظروف املستجدة في حياتهم ويستخدم األخصائي االجتماعي في ذلك مهارات حل املشكلة والتوجيه والتفسير والتوضيح. ومن أمثلة ذلك دوره في تنمية فهم األرملة للتغيرات السلوكية التي حتدث في مرحلة املراهقة مبا يسهم في تعديل اجتاهاتها في التعامل مع أبنائها. - 2 التدخل املباشر لألخصائي االجتماعي إلمداد نسق العميل ويحدث التدخل في حال نقص أوعدم وجود املعلومات الالزمة أو وجود معلومات خاطئة حول املوارد البيئية التي ميكن االستفادة منها في حتقيق أهداف التدخل املهني ملساعدة األسرة على مواجهة املوقف اإلشكالي الذي تعاني منه. ويتمثل دور األخصائي في إمداد األسرة باملعلومات التي حتتاجها والبحث عن املوارد املتاحة واملالئمة ومساعدة العميل في التعرف عليها ومساعدته على مناقشة االختيارات وانتقاء املوارد الالزمة ملواجهة مشكالته. ومن أمثلة ذلك مساعدة األسرة في احلصول على اإلعانة الالزمة للبدء مبشروع األسرة املنتجة أو املساهمة في توظيف األرملة بالعمل عن بعد مبا يناسب مؤهلها وإمكاناتها. 3 -تدخل األخصائي االجتماعي كمساعد ومدير للحالة في غيبة العمل الفريقي ويقصد به املهام والسلوكيات التي يقوم بها لتحديد اخلدمات املتنوعة التي يحتاجها نسق العميل مبا يسهم في تقدمي خدمة فعالة ومؤثرة في مواجهة املوقف االشكالي لألسرة. ويهدف االخصائي االجتماعي كمدير للحالة إلى التأكد من استمرارية تقدمي الرعاية املتكاملة لنسق العميل خاصة ذوي املشكالت املتعددة ويتدخل إكلينيكيا بهدف التعزيز واحملافظة على العمل االجتماعي النفسي ألسر األيتام أو في التدخالت املهنية املوجهة نحو التفاعالت بني أفراد األسرة وبني األسرة وغيرها والتنسيق بني أنساق اخلدمات لصالح املستفيدين والوساطة والتنسيق بني اخلدمات املقدمة ملواجهة املوقف اإلشكالي ومثال ذلك : قيام األخصائي االجتماعي كممارس عام في مساعدة أسرة األيتام في إعادة تأهيل منزلها في حال تعرضه لكارثة أو غيره من األزمات. 4 -تعاون األخصائي وتخصصات أخرى لتقدمي خدمات لنسق أسرة األيتام في إطار العمل الفريقي ويقصد به أن يكون األخصائي كممارس عام أحد أعضاء العمل الفريقي الذي يضم مجموعة من األفراد ذوي التخصصات واملهن املختلفة والتي يجمعها عمل فريقي على أساس من توصيف وظيفة كل تخصص وحتديد دوره في إطار تعاوني مع أدوار اآلخرين لتحقيق أهداف التدخل املهني. ويتأثر حتقيق أهداف الفريق مبدى إدراك كل عضو من أعضائه لوظيفته وتخصصه وكيفية االستفادة من خبرات ومهارات باقي تخصصات الفريق وتبادل املعلومات بينهم بحيث تنصهر تلك التخصصات في وحدة تنتهي مبساعدة نسق العميل ( أسرة األيتام ) على أساس تعاوني لتقدمي خدمات متكاملة. 5 -التدخل غير املباشر ملساعدة نسق العميل من خالل نسق الهدف يقصد به أداء املمارسة مع األفراد واألنظمة البيئية لصالح العمالء )أي إحداث التغييرات في أداء األنظمة ) أو العمل مع نسق الهدف وهم الناس أو األجهزة واملؤسسات املراد التأثير فيها أو تغييرها من أجل حتقيق الهدف من التدخل املهني لصالح نسق العميل. أ. أيوب بن أحمد املنصور مثال : عمل األخصائي كممارس عام مع أسرة اليتيم املتفوق دراسيا لكن ظروف األسرة االقتصادية واالجتماعية ال تساعده على استمراره في املدرسة ويكون دور االخصائي إقناع األسرة باستمرار االبن في الدراسة وحل املشكالت املترتبة على رفضها استمراره وتقدمي اخلدمات الداعمة لها. 6 -اجلمع بني أكثر من تصميم في التدخل وفقا للموقف وميكن لألخصائي اجلمع بني أكثر من تصميم في التدخل وفقا للموقف كممارس عام. ومثال ذلك : عمل األخصائي االجتماعي كممارس عام مع اليتيم املتأخر دراسيا ألسباب تتعلق بالطالب نفسه كالظروف الصحية للطالب وأسباب تتعلق بأسرته تتمثل في تدني قيمة التعليم لدى األسرة وأسباب تتعلق باملدرسة كسوء معاملة املدرسني للطالب وأسباب تتعلق بالبيئة كوجود األسرة في احلي تغلب عليه االنحرافات السلوكية )أبو املعاطي 2010 :ص 47 (. ومما سبق عرضه ميكن تفعيل الرعاية األسرية باالستفادة من مداخل العالج االجتماعي والتصميمات الفنية للخدمة االجتماعية مبا يتناسب واحتياجات أسر األيتام املختلفة التي تستدعي التعامل معها بفردية وخصوصية. احملور الثالث :التنظيم اإلداري والكادر الفني لوحدة اإلرشاد األسري ولضمان جناح برنامج تفعيل الرعاية األسرية من منظور اخلدمة االجتماعية يتم وضع آلية تشمل بعض اإلجراءات التنظيمية واملهنية للبرنامج ومنها : أوال : الكادر اإلداري واملهني لوحدة اإلرشاد األسري ويشتمل على: أ مشرف الوحدة ( تخصص خدمة اجتماعية ) ومن أبرز مهامه )اإلشراف الفني على فرق البحث وحتديد احتيجاتهم التأهيلية مبا يضمن قيامهم بأدوارهم املهنية في دراسة حاالت أسر األيتام بدقة. ب سكرتير للوحدة. ج مشرف البرامج اإلمنائية والوقائية ( تخصص خدمة إجتماعية( ومن أبرز مهامه وضع ومتابعة البرامج االمنائية والوقائية وفق احتيجات كل أسرة. د مشرف البرامج العالجية والرعاية الالحقة واملتابعة) تخصص خدمة إجتماعية(. ويتمثل دوره في اجلانب العالجي لألفراد واألسر وتقييم درجة التقدم عنها ورفع تقاريرملشرف الوحدة. ه مشرف قسم اإلصالح واالستشارات األسرية. ومن مهامه تقدمي االستشارات املتخصصة النفسية واالجتماعية والقانونية على أن يكون مؤهال أكادمييا وملما مبشكالت واحتياجات أسر األيتام. ثانيا : تأهيل فرق البحث فنيا ومهنيا و تدريبهم على تعبئة استمارة الرعاية األسرية. وبرفقه النموذج املقترح لالستمارة ومنوذج من الدورة التأهيلية

17 برنامج مقترح من منظور اخلدمة االجتماعية لتفعيل الرعاية األسرية في جمعيات رعاية األيتام أ. أيوب بن أحمد املنصور املراجع : الفهرس املقدمة احملور األول: حاجة أسر األيتام لبرامج الرعاية األسرية وتشمل: أ-مراحل احلياة واحلاجات التي تظهر خاللها واملشكالت التي تعترضها ونوع برامج الرعاية االجتماعية املناسبة لها ب-تصنيف أسر األيتام في املجتمع السعودي احملور الثاني: دور اخلدمة االجتماعية في تفعيل برامج الرعاية األسرية. فاعلية املمارسة العامة للخدمة االجتماعية في تنفيذ برامج الرعاية األسرية. - أ.د. ماهر أبو املعاطي علي :استراتيجيات وأدوات التدخل املهني في اخلدمة االجتماعية املكتب اجلامعي احلديث 2010( - د. عبد املنصف حسني رشوان د. محمد بن مسفر القرني : املداخل العالجية املعاصرة للعمل مع األفراد واألسر مكتبة الرشد 1425 ه - أ. د مدحت أبو النصر : فن ممارسة اخلدمة االجتماعية درا الفجر للنشر والتوزيع أ.د. رشاد أحمد عبد اللطيف : مهارات املمارسة العامة للخدمة االجتماعية دارالوفاء أ.د.عبد املنعم يوسف السنهوري: خدمة الفرد اإلكلنيكية نظريات واجتاهات معاصرة املكتب اجلامعي احلديث املداخل العالجية األكثر فاعلية في الرعاية األسرية من وجهة نظر الباحث ( التدخل في األزمات مدخل إدارة احلالة مدخل العالج األسري(. تصميمات أنشطة التغيير املستهدف من التدخل املهني في اخلدمة االجتماعية ومناسبتها في تفعيل الرعاية األسرية في جمعيات رعاية األيتام. استمارة الرعاية األسرية مالحظات هامه : ما يدون في هذه االستمارة سري وال يعتبر حكما قطعي بل مفتاح أولي لفهم احتياجات األسرة االجتماعية. ال يتم تدوين أسماء ولكن رموز فقط. البيانات األولية عن األسرة : يتم تدوينها من واقع ملف األسرة الرئيسي 5 8 احملور الثالث :التنظيم اإلداري والكادر الفني لوحد اإلرشاد األسري املراجع املالحق وتشمل: منوذج ( 1 (استمارة الرعاية األسرية. أوال / نوع التربية السابقة لألبناء ( من قبل األب املتوفى رحمه الله ) : اإلهمال في التربية ( االعتماد على األم في تدبير شؤون األسرة ) ( دور املفوض ) احلماية الزائدة وتعني حتقيق الرغبات لألبناء واملبالغة فيها ( دور مقدم اخلدمة ) الشدة الزائدة والرقابة الصارمة ( دور املراقب ) التقتير في النفقة ( دور موظف االدخار ) القائم بحقوقه ( دور الراعي األمني ) ثانيا / العالقات األسرية ( درجة الترابط والتواصل بني أفراد األسرة ) : منوذج ( 2 ) برنامج تأهيل فرق البحث االجتماعي )دورة تدريبية 25 ساعة(. م نوع العالقة / درجتها معدومة مقبولة جيدة ممتازة مالحظات 17 1 العالقة بني األرملة وأبنائها 33 32

18 برنامج مقترح من منظور اخلدمة االجتماعية لتفعيل الرعاية األسرية في جمعيات رعاية األيتام أ. أيوب بن أحمد املنصور العالقة بني األرملة وضرتها - ضراتها 2 ثقافيا وتربويا م العالقة بني األبناء من األرملة الواحدة العالقة بني األبناء من أكثر من أرملة العالقة بني أسرة األيتام وأقاربهم هل هناك خالفات عائلية حول اإلرث أو حقوق املتوفى. نعم ( تقاعد عوائد سنوية تأمينات اجتماعية أخرى تذكر ) ال نقاط القوة لدى األسرة ميكن استثمارها وتعزيزها :...)1...)2...)3 نقاط الضعف لدى األسرة يجب عالجها وتقوميها :...)1...) املجاالت / درجاتها الصحي الثقافي والتعليمي الشرعي ثالثا / مستوى الوعي لدى األسرة : متدني مقبول مرتفع مالحظات رابعا / العوامل البيئية احمليطة باألسرة ( مستوى الوعي في احلي ) : اجتماعيا ( درجة العالقات والتواصل بني أسر احلي( مت تدوين البيانات من قبل فريق البحث التاريخ / التوقيع / االسم / التاريخ / التوقيع / االسم / مت اإلطالع على االستمارة من قبل مشرف الوحدة بتاريخ / ونوصي ب 1(......)2...)3-1 لإلطالع واملتابعة األخ الفاضل / - 2 للدراسة ووضع خطة عالجية وفقه الله املكرم مشرف الوحدة نفيدكم بأنه قد مت... ومت وضع التوصيات اآلتية :...)1...)2 * حقل املتابعة من قبل... املالحظات التاريخ م املتابعة من قبل مشرف الوحدة اإلسم /... التوصيات املالحظات م التوقيع م املجاالت / درجاتها متدني مقبول مرتفع مالحظات صحيا تاريخ إنهاء احلالة / االسم / التوقيع /

19 د. إبراهيم إسماعيل عبده محمد مناذج من جتارب رعاية األيتام في العالم العربي دراسة في املنطلقات وآليات التنفيذ من منظور سوسيولوجي محتويات الدراسة ملخص الدراسة احملور األول: مدخل متهيدي )أ(- مشكلة الدراسة وأهميتها )ب(- أهداف الدراسة )ج(- األسلوب املنهجي للدراسة احملور الثاني: مفاهيم الدراسة: توضيح للداللة واألبعاد املتضمنة احملور الثالث: جتربة اململكة العربية السعودية في مجال رعاية األيتام احملور الرابع: جتربة جمهورية مصر العربية في مجال رعاية األيتام احملور اخلامس: جتربة اململكة األردنية الهاشمية في مجال رعاية األيتام احملور السادس: جتربة دولة قطر في مجال رعاية األيتام احملور السابع: جتربة جمهورية السودان في مجال رعاية األيتام احملور الثامن: االستنتاجات والتوصيات العامة للدراسة مراجع الدراسة إعداد الدكتور: إبراهيم إسماعيل عبده محمد أستاذ علم االجتماع املساعد قسم الدراسات االجتماعية كلية اآلداب - جامعة امللك سعود الرياض ملخص الدراسة حتدد الهدف الرئيس لهذه الدراسة في الوقوف علي اجلهود الرسمية في مجال رعاية األيتام اعتمادا على حتليل جتارب مجموعة من الدول العربية شملت كل من: )اململكة العربية السعودية - جمهورية مصر العربية - اململكة األردنية الهاشمية - دولة قطر - جمهورية السودان( بقصد رصد املالمح الرئيسة لكل منها من ناحية املنطلقات وآليات التنفيذ في ضوء خصوصية النماذج موضع الدراسة كل على حده. واعتمدت الدراسة علي األسلوب الوصفي التحليلي في معاجلة محاورها املختلفة وحتليل أبعادها املتضمنة وبغرض االنتهاء إلي رؤية محددة حتقق غايتها األساسية ومبا مي كن من املعاجلة املوضوعية للقضية موضع البحث ويساعد على استخالص املالمح العامة لتجارب الدول العربية في مجال رعاية األيتام مع التركيز على إبراز األبعاد االجتماعية في تلك التجارب موضع الدراسة ومع اإلشارة إلى اقتصار الدراسة على استعراض اجلهود الرسمية بالدرجة األولي دون ما عداها من جهود أهلية قد تقدمها جهات أخرى في مجال رعاية األيتام. واعتمادا على ما كشفت عنه الدراسة من استنتاجات فقد أوصت بضرورة تكامل اجلهود الرسمية واألهلية في مجال رعاية األيتام انطالقا من أن اجلهد احلكومي مهما تعاظم فإنه لن يستطيع أن يشمل جميع الفئات املستحقة للرعاية أو على األقل فإنه لن يكون بالقدر الكاف أو على املستوى املطلوب. ومن ثم تبرز احلاجة إلى اجلهود التطوعية والدعم املتزايد من مؤسسات املجتمع املدني وغيرها من جهات تبقي مؤثرة بصدد تفعيل املسؤولية املجتمعية جتاه األيتام ومن في حكمهم. فضال عن أهمية أن تلجأ الدول العربية إلى صياغة إستراتيجية عربية موحدة تهتم بالفئات األولى بالرعاية على وجه العموم وبفئة األيتام على وجه اخلصوص مع أهمية أن يسبق ذلك صياغة كل دولة منفردة إلستراتيجية خاصة بها تراعى خصوصية أوضاعها احلالية وتطلعاتها املستقبلية في هذا السياق. والتأكيد على إمكانية تبادل اخلبرات بني الدول العربية وبعضها في مجال رعاية األيتام مبا يختصر كثير من الوقت واجلهد والنفقات ويساعد على حتقيق نتائج أفضل في ميدان 37

20 مناذج من جتارب رعاية األيتام في العالم العربي التطبيق العملي. واحلاجة إلى تكثيف الدراسات األكادميية وامليدانية في مجال رعاية األيتام والتي يناط بها دراسة احتياجاتهم والبحث في أنسب السبل لتقدمي رعاية متكاملة لهم تراعى حساسية أوضاعهم وتهيئ الفرصة أمامهم للمساهمة في بناء مجتمعهم واملشاركة اإليجابية في دعم أمنه واستقراره. احملور األول: مدخل متهيدي )أ(- مشكلة الدراسة وأهميتها ت عزي أهمية دراسة القضية موضع البحث الراهن إلي أن اإلسالم قد أوجب على الدولة واملجتمع رعاية األيتام ومن في حكمهم رعاية كاملة. وقد حظي الطفل اليتيم في الشريعة اإلسالمية بالعناية واالهتمام ودعا اإلسالم إلى حمايته ورعايته لضعف بنيته وعجزه عن حتصيل حقوقه بنفسه لذلك جعل له حقوقا أوجب على ذويه أن يلتزموا بأدائها له وحمايتها. وتدور جميع هذه احلقوق حول حمايته من الهالك والضياع والتشر د وحتقيق مصاحله التي حتفظ له إنسانيته وكرامته حتى يكون لبنة قوية في بناء املجتمع. بل رغب اإلسالم في إيالء اليتامى من األطفال املزيد من العطف واالهتمام وركز على وجوب احملافظة على حقوقهم ومنحهم الرعاية والعناية الكافية لتنشئتهم تنشئة صاحلة وحر م االعتداء على حقوقهم بأي شكل من األشكال )استيتي 2007 م(. وتقع مسئولية رعاية األبناء الذين حرموا من الرعاية الوالدية ألي سبب من األسباب كاليتم أو التفكك األسري على املجتمع بكل مؤسساته بالنظر إلى إن إغفال الطفل اليتيم وإسقاطه من البرامج االجتماعية والسياسات القومية معناه تركه عرضة لالنحراف وللتطرف )درويش 1432 ه(. فمن نافلة القول التأكيد على أن فئة األيتام - وكما يشير»احلليبي«- إذا أ هلت تأهيال متكامال أصبحت إضافة نوعية وكمية إلى املجتمع وإذا أهملت أو اختل تأهيلها فإن املردود السلبي ميتد ليشمل اإلخالل بالبنية االجتماعية ككل )احلليبي 1425 ه(. خاصة إذا ما اقترنت حالة اليتم بسبب فقد أحد الوالدين أو كليهما أو بسبب التفكك األسري أو التخلي عن الطفل أو بسبب كونه غير شرعي مع وجود بعض العوامل األخرى التي قد تزيد من معاناة اليتيم كالفقر والتشرد واحلرمان من الدراسة واالصطدام بعوائق حتول دون تكيفه مع املجتمع بالصورة املالئمة )عامر 2004 م(. ولذلك بات في غاية األهمية التأكيد على الرعاية الكاملة لليتيم مبا يستهدف تهيئته لالندماج اإليجابي في املجتمع. ومن أجل حتقيق هذا الهدف ظهرت جتارب متعددة حكومية وأهلية - حتاول الوصول إلى هذه القيمة اخلاصة في رعاية اليتيم الستكمال بناء شخصيته سواء من املؤسسات املعنية بفئة األيتام على وجه التحديد أم ذات الرعاية االجتماعية الشاملة)احلليبي 1425 ه(. والواقع أن املنطقة العربية تعاني من نقص أو على األقل عدم دقة البيانات واإلحصاءات املتوافرة حول موضوع األطفال األيتام وغيرهم من فاقدي الرعاية الوالدية. وقد يرجع ذلك إلى أن املوضوع لم يتم تناوله بعد باالهتمام الالزم أو أن اجلهد ما زال في بداياته األولى ورمبا كنتيجة لالقتصار في معظم األحوال على تقديرات دولية عامة أو بيانات تخص مناطق محددة أو مؤسسات بعينها. وما يعنينا في األمر أن مثل هذا النقص ينعكس دون شك على التحليل والنتائج املستخلصة ويعوق عملية املقارنة املرجعية الشاملة بني واقع ظاهرة األطفال األيتام وسبل رعايتهم واالهتمام بهم في مختلف الدول في املنطقة العربية وكذلك األمر د. إبراهيم إسماعيل عبده محمد فيما يتعلق باملشاكل التي يعاني منها األطفال ضمن هذه الفئة والتحديات التي تواجه املؤسسات الرعائية في التصدي لها. ومن ثم فإن من الضروري تفهم أوضاع األيتام ومعرفة السياسات العامة والبرامج القائمة التي تستهدفهم والتي تتأثر بدورها بالثقافة املجتمعية ومجمل العوامل االقتصادية واالجتماعية والسياسية املباشرة وغير املباشرة وانعكاساتها على هذه الفئة من ناحية وواقع االستراتيجيات واجلهود الرسمية املقدمة خلدمتهم واالعتناء بهم من ناحية أخرى. ويفرض هذا أيضا ضرورة تناول الدور الذي تقوم به احلكومات واجلهات األخرى املعنية جتاه األيتام)بلبل 2008 م(. وفي ضوء ما تقدم فقد تبلورت إشكالية الدراسة احلالية في كونها محاولة للتصدي بالبحث والتحليل لنماذج من جتارب رعاية األيتام في العالم العربي تشمل كل من: )اململكة العربية السعودية - جمهورية مصر العربية - اململكة األردنية الهاشمية - دولة قطر - جمهورية السودان( من زاوية املنطلقات وآليات التنفيذ الرئيسة في هذا اإلطار من منظور سوسيولوجي. )ب(- أهداف الدراسة يتحدد الهدف الرئيس لهذه الدراسة في الوقوف علي اجلهود الرسمية في مجال رعاية األيتام اعتمادا على حتليل جتارب مجموعة من الدول العربية املشار إليها ضمن إشكالية الدراسة بقصد رصد املالمح الرئيسة لكل منها من ناحية املنطلقات وآليات التنفيذ في ضوء خصوصية النماذج موضع الدراسة كل على حده. )ج(- األسلوب املنهجي للدراسة اعتمد الباحث علي األسلوب الوصفي التحليلي في معاجلة محاور الدراسة املختلفة وحتليل أبعادها املتضمنة وبغرض االنتهاء إلي رؤية محددة حتقق غايتها األساسية ومبا مي كن من املعاجلة املوضوعية للقضية موضع البحث ويساعد على استخالص املالمح العامة لتجارب الدول العربية في مجال رعاية األيتام مع التركيز على إبراز األبعاد االجتماعية في تلك التجارب موضع الدراسة ومع اإلشارة إلى اقتصار الدراسة على استعراض اجلهود الرسمية بالدرجة األولي دون ما عداها من جهود أهلية قد تقدمها جهات أخرى في مجال رعاية األيتام. احملور الثاني: مفاهيم الدراسة: توضيح للداللة واألبعاد املتضمنة )أ(- مفهوم اليتيم اليتم في اللغة هو االنفراد فمن فقد أباه فهو يتيم وال يقال ملن فقد أمه يتيم بل منقطع أما من فقد أباه وأمه معا فهو )لطيم(. واليتيم شرعا هو:»من مات عنه أبوه وهو صغير لم يبلغ احللم ويستمر وصفه باليتم حتى يبلغ«)درويش 1432 ه(. ويتفق )حماد 1430 ه( مع ذلك حيث يذهب إلى أن»اليتيم هو من فقد األب من الصغر وال يسمى بعد البلوغ يتيما «. ويذهب )احلليبي 1425 ه( إلى أن اليتيم»رسميا «هو:»من فقد أحد والديه أو كليهما أو من كان مجهول األبوين وعمره منذ الوالدة حتى السن الثامنة عشرة أي حني تنتهي فترة والية املؤسسة عليه«. ويذكر )عامر 2004 م( أن الطفل اليتيم هو:»كل طفل ف ق د أحد والديه أو كليهما أو ف صل عنهما لظروف ما أو ال ي عرف له أب أو أم أو كليهما«

21 مناذج من جتارب رعاية األيتام في العالم العربي بينما يفرق )استيتي 2007 م( بني اليتيم احلقيقي واليتيم احلكمي حيث أوضح أن مفهوم اليتيم احلقيقي:»يطلق على كل م ن مات أبوه ذكرا كان أو أنثى وهو دون سن البلوغ. ويبقى يتيما حتى يبلغ فإذا بلغ زال عنه اسم اليتم«. أما مفهوم اليتيم احلكمي فيشير إلى:»الطفل الذي فقد معيله وحاميه وراعيه وميكن أن ي قاس عليه األطفال الذين لهم آباء غير ميتني لكنهم في حكم األموات وميكن اعتبار أوالدهم في حكم األيتام وفي املجتمع مناذج كثيرة من هذه األصناف فهم في حكم األيتام من الناحية الفعلية من هنا جاءت تسمية اليتيم احلكمي وهم بحاجة إلى احلنان والرعاية واملساعدة والنفقة كاأليتام احلقيقيني بل قد تستوجب حاالت الكثير منهم الرعاية واحلنان والنفقة أشد ما يحتاج إليها اليتيم احلقيقي.«واملالحظ على معظم التعريفات التي تتناول مفهوم اليتيم أ نها تدور في إطار واحد وهو أ نها تقصر صفة اليتم على م ن فقد أباه وما يزال في سن الطفولة لم يبلغ احللم بعد ألن األب هو املعيل واملنفق. ولم يعتبر الش رع م ن فقد أمه يتيما إمنا قص ر صفة اليتم على م ن فقد أباه فقط ألن األب هو الذي ي عول الصغير ويرعى شؤونه ويقوم بتأديبه وتعليمه وكثيرا ما يجد الولد في عطف أبيه ورعايته املالية ما يلبي حاجاته ويجد اليتيم في عطف أمه وحنانها وأمومتها وتربيتها ما يسد د و ر األب في ذلك )استيتي 2007 م(. ويشير مفهوم اليتيم في هذه الدراسة - في ضوء ما سبق - إلى:»كل طفل ف ق د أحد والديه أو كليهما أو ف صل عنهما لظروف ما يترتب عليها فقدانه للمعيل الذي يتولى اإلنفاق عليه وتوفير احتياجاته املادية ورعايته من الناحية املعنوية«. )ب(- اجلهود الرسمية في مجال رعاية األيتام يقصد مبفهوم اجلهود الرسمية في هذه الدراسة اإلشارة إلى تلك اجلهود التي تنتهجها املؤسسات احلكومية املعنية بشؤون رعاية األيتام وما يتم إقراره من سياسات قومية وبرامج تنفيذية وخطط حالية أو مستقبلية في هذا الصدد والتي عادة ما يتم إقرارها من خالل وزارات الشؤون االجتماعية في الدول العربية موضع الدراسة. احملور الثالث: جتربة اململكة العربية السعودية في مجال رعاية األيتام إن حتليل جتربة اململكة العربية السعودية في مجال رعاية األيتام يحيلنا بالضرورة إلى حتليل اجلهود الرسمية املقدمة من جانب وزارة الشؤون االجتماعية من خالل إدارة متخصصة مت إنشاؤها لهذا الغرض وهي اإلدارة العامة لرعاية األيتام. وتهدف اإلدارة العامة لرعاية األيتام إلى العمل على وضع السياسات العامة لرعاية األطفال األيتام ومن في حكمهم والفئات االجتماعية ذات الظروف اخلاصة من مجهولي األبوين وشمولهم بالرعاية والتربية واإلصالح وفقا ملبادئ الشريعة اإلسالمية السمحة بأساليب علمية حديثة من خالل الدور واملؤسسات اإليوائية أو متابعة رعايتهم داخل األسر احلاضنة أو الصديقة وتقدم خدماتها عبر إدارتني فنية متخصصة هي إدارة شؤون كفالة األيتام وإدارة الرعاية اإليوائية. وفيما يلي حتليل للخدمات الرسمية املقدمة لأليتام في السعودية في ضوء األهداف الرئيسة لهذه اخلدمات ونوعية البرامج املقدمة في إطار كل منها )اإلدارة العامة لرعاية األيتام وزارة الشؤون االجتماعية السعودية 1432 ه(. أوال : األهداف الرئيسة لإلدارات املعنية باأليتام في السعودية جدول رقم )1( األهداف الرئيسة لإلدارات الرسمية املعنية باأليتام في السعودية األهداف الرئيسة إلدارة شؤون كفالة األيتام توفير مجال مالئم لرعاية الطفل اليتيم أو الطفلة اليتيمة من النواحي االجتماعية النفسية والعقلية ونشأته النشأة السليمة عندما يتعذر حتقيق ذلك من خالل األسرة الطبيعية. والنظر إلى اإلحلاق بأحد الفروع اإليوائية على أنه آخر احللول العملية وآخر مرحلة من مراحل رعاية اليتيم عندما يثبت البحث االجتماعي عدم توفر اجلو األسري املناسب لرعاية الطفل أو الطفلة اليتيمة لدى أحد أقاربهم أو أي أسرة كافلة. دراسة طلبات الكفالة وفقا للشروط واألنظمة اخلاصة بذلك. د. إبراهيم إسماعيل عبده محمد األهداف الرئيسة إلدارة الرعاية اإليوائية تهيئة االستقرار األسري السليم لألطفال املشمولني بالرعاية اإليوائية داخل دور احلضانة ودور التربية االجتماعية ومؤسسات التربية النموذجية. إعداد التقارير اإلحصائية والفنية واإلدارية حول برامج رعاية الطفولة. ثانيا : البرامج الرسمية املخصصة لرعاية األيتام في السعودية )أ(- برامج إدارة شؤون كفالة األيتام جدول رقم )2( برامج إدارة شؤون كفالة األيتام برنامج األسر الكافلة - وفي إطار هذا البرنامج تتولي إحدى األسر رعاية طفل يتيم من األيتام الذين تشرف عليهم الوزارة رعاية كاملة ودائمة حتقق له األمان النفسي واإلشباع العاطفي وتكسبه العادات والقيم االجتماعية املثلى حيث يكون الطفل اليتيم فردا من األسرة وفق الضوابط الشرعية املنظمة لهذا األمر. برنامج األسرة الصديقة - وهو برنامج يهدف إلى تعويض األطفال األيتام الذين لم تسنح الفرصة الحتضانهم بأن يسلموا لألسر الراغبة في رعايتهم رعاية جزئية وفق نظام تقوم مبوجبه إحدى األسر الطبيعية في املجتمع باالرتباط بواحد أو أكثر من األطفال األيتام املقيمني في إحدى الدور االجتماعية اإليوائية التابعة لوكالة الرعاية والتنمية االجتماعية بهدف استضافته لديها خالل فترة محددة مثل فترة اإلجازات )األعياد أو نهاية األسبوع أو اإلجازة الصيفية( ثم يعاد الطفل بعد انتهاء اإلجازة أو الفترة احملددة إلى الدار أو املؤسسة التي يقيم فيها

22 مناذج من جتارب رعاية األيتام في العالم العربي ويتم اختيار األسر الكافلة واألسر الصديقة وفق معايير اجتماعية خاصة بحيث يتوفر لديهم املناخ االجتماعي السليم وعناصر التنشئة االجتماعية املرغوبة وتبدي رغبة في القيام برعاية هؤالء األطفال ضمن أفراد األسرة وبذلك يعهد إليها رعاية وتربية فئات األيتام ومن في حكمهم ويخضع هؤالء األطفال لإلشراف واملتابعة املستمرة من قبل فروع الوزارة وتصرف إعانة مالية عن كل طفل لقاء رعايته يصل مبلغها إلى )2000( ريال شهريا لألسرة التي تكفل طفل دون سن السادسة من العمر ومبلغ وقدره )3000( ريال شهريا لألسرة التي تكفل طفل فوق السادسة من العمر )ملن يتقدم بطلبها من األسر الكافلة( وفي نهاية مدة الكفالة تصرف لألسرة الكافلة مكافأة قدرها )20.000( ريال عن كل طفل أو طفلة انتهت فترة كفالته حيث صدر قرار مجلس الوزراء السعودي رقم )237( بتاريخ 23/9/1427 ه بشأن زيادة املخصصات املقدمة لأليتام ومن ضمنها اإلعانة الشهرية لألسر الكافلة ومكافأة نهاية الكفالة. وباإلضافة إلى برنامج األسر الكافلة واألسر الصديقة اللذين تشرف عليهما إدارة شؤون كفالة األيتام فإنها تتولي كذلك اإلشراف على عمل اجلمعيات اخليرية العاملة في نطاق اململكة حيث تقوم عدد من اجلمعيات اخليرية برعاية وإيواء عدد من األيتام )من مجهولي األبوين أو مجهولي األب( وتقوم اإلدارة باإلشراف عليها بصفتها جهة رعاية وتصرف لها إعانة شهرية لقاء هذه الرعاية حسب الالئحة الصادرة بشأن األطفال احملتاجني للرعاية )اإلدارة العامة لرعاية األيتام وزارة الشؤون االجتماعية السعودية 1432 ه(. )ب(- برامج مؤسسات إدارة الرعاية اإليوائية أوال : برنامج دور احلضانة االجتماعية تهدف دور احلضانة االجتماعية إلى تقدمي الرعاية الشاملة لألطفال الصغار من األيتام ومن ذوي الظروف اخلاصة مجهولي األبوين ومن في حكمهم ممن ال تتوفر لهم الرعاية السليمة في األسرة أو املجتمع الطبيعي. وقد ه يئت دور احلضانة االجتماعية لتوفير املناخ االجتماعي والنفسي املناسب لألطفال من سن امليالد حتى متام السادسة من العمر إضافة إلى اإليواء الكامل مبا يعوض الطفل قدر اإلمكان عن غياب األسرة الطبيعية حيث يجد الرعاية الصحية واالجتماعية والنفسية والتعليمية والترويحية املناسبة ملثل هذه املرحلة من العمر وتشرف على هذه الدور إدارة الرعاية اإليوائية إحدى إدارات اإلدارة العامة لرعاية األيتام. ويشترط للقبول بدور احلضانة االجتماعية أن يكون الطفل اليتيم أحد األطفال السعوديون الذين ال تتوفر لهم رعاية أسرهم أو أسر بديلة مناسبة وأن يكون ضمن حاالت ذوي الظروف اخلاصة من األيتام أو مجهولي األبوين ومن في حكمهم أو من حاالت تعاني التفكك األسري أو وفاة من له حق حضانة الطفل أو إصابته مبرض عقلي أو عصبي أو جسمي مستعص وأن يكون عمر الطفل اليتيم أقل من سبع سنوات وأن يكون خاليا من األمراض املعدية وأن يكون ذلك مصحوبا مبوافقة من يتولى رعاية الطفل خطيا على إحلاقه بدار احلضانة بعد ثبوت عجزه عن رعايته. أما عن أوجه الرعاية التي تقدمها دور احلضانة االجتماعية فتتمثل في: الرعاية الشاملة داخل الدار وتشمل: إيواء الطفل اليتيم والعناية به وتقدمي الغذاء بحسب املعايير الصحية وحتت إشراف طبي واملتابعة الصحية الدورية على األطفال والكشف الطبي الوقائي واحملافظة على نظافة الطفل في بدنه ومالبسه وكسوة الطفل مبا يتناسب مع سنه وجنسه بحسب املواصفات التي يعدها املختصون وتوفير احمليط االجتماعي املناسب والذي يسد بقدر املستطاع النقص احلاصل نتيجة لغياب األسرة الطبيعية لألطفال وغرس بذور القيم والتنشئة اإلسالمية في الصغار بحسب ما تسمح به سنهم وتبعا لتوصيات خبراء التربية وتوفير فرص التعليم التمهيدي لألطفال بحسب ما تسمح به استعداداتهم وأعمارهم لتعويدهم على د. إبراهيم إسماعيل عبده محمد االعتماد على النفس وإتاحة الفرصة لهم الكتشاف ومتييز الصفات الشخصية لآلخرين وإحلاق مجموعة من األطفال برياض خارجية لتحقيق فرصة االختالط بغيرهم من األطفال لتنمية مداركهم وقدراتهم. وإحلاق األطفال باملدارس االبتدائية بعد سن السادسة وتقدمي كل الوسائل املمكنة ليحققوا مستوى جيدا خالل دراستهم وادخار مبلغ من املال منذ إيداع الطفل كمكافأة شهرية في حسابه اخلاص حتى طي قيده من الدار والرعاية النفسية للطفل وتتضمن إجراء االختبارات النفسية وجلسات النطق حسب نوعية احلالة. وأخيرا تقدمي البرامج التربوية والترفيهية والثقافية لألطفال وإتاحة الفرصة لهم مبمارستها بشكل فردي وجماعي حتت إشراف احلاضنات. البرامج واألنشطة الداخلية وتشمل: تلك البرامج واألنشطة التي يتم تنفيذها لألطفال داخل دور احلضانة حتت إشراف اجلهازين اإلداري والفني بها بهدف تنمية ما لدى الطفل من خبرات وإكسابه املهارات االجتماعية والثقافية وغيرها. البرامج واألنشطة اخلارجية وتعتمد على نشاط متنوع يتم تنفيذه في أوقات معينة والهدف منه دمج األطفال باملجتمع اخلارجي من خالل زيارة املراكز الترفيهية والتجارية واألسواق الشعبية واملعارض التجارية والفنية والثقافية وكذا املرافق العامة واملعالم احلضارية والذهاب إلى املزارع وتنظيم الرحالت الترفيهية اخللوية الهادفة وحضور بعض املناسبات االجتماعية كحفالت الزواج واملشاركة في حفالت الدور االجتماعية وحفالت املستشفيات الترفيهية واملشاركة في بعض املعسكرات الداخلية واخلارجية التي تنفذها إحدى الدور االجتماعية التابعة لوكالة الشؤون االجتماعية وحتت إشرافها وتنظيم زيارات األطفال فوق سن السادسة إلى دار التربية االجتماعية للبنني في نهاية كل أسبوع كإجراء متهيدي النتقالهم لقسم األشبال في الدار. ثانيا : برنامج دور التربية االجتماعية للبنني والبنات تقبل دور التربية االجتماعية األطفال يتيمي الوالدين أو أحدهما وكذلك األطفال مجهولي األبوين وأولئك األطفال من ذوي األسر املتصدعة. وتهدف دور التربية االجتماعية إلى إيواء األطفال األيتام من الفئات السابقة ومن في حكمهم وتهيئة املناخ املناسب لتكون الدار مبثابة عائل مؤمتن بديل عن األسرة الطبيعية وتقدمي الرعاية املتكاملة لهؤالء األطفال لنموهم منوا سليما وتكيفهم مع أنفسهم ومع مجتمعهم عن طريق دور التربية االجتماعية للبنني ودور التربية االجتماعية للبنات. ويستمر الطالب بدور التربية االجتماعية للبنني حتى الثانية عشرة من العمر ومن ثم تستقبلهم مؤسسات التربية النموذجية بعد هذا السن حتى االنتهاء من دراستهم باملدارس التابعة لوزارة املعارف أو الرئاسة العامة لتعليم البنات أو إحلاقهم بعمل مناسب أو تهيئتهم لإلقامة في املجتمع اخلارجي. بينما تبقى الطالبات في دور التربية االجتماعية للبنات إلى أن يتم إعدادهن ليصبحن ربات بيوت قادرات على تهيئة حياة أسرية كرمية. ثالثا : برنامج مؤسسات التربية النموذجية تعد مؤسسات التربية النموذجية في اململكة العربية السعودية املرحلة التالية لرعاية األيتام الذكور الذين يتخرجون في دور التربية االجتماعية بعد حصولهم على الشهادة االبتدائية وهؤالء األيتام هم عادة من الطلبة املمتازين املتفوقني في الدراسة النظرية وتهدف مؤسسات التربية النموذجية من إيوائهم واحتضانهم إلى توفير فرص الرعاية والتعليم املتوسط والثانوي لهم فيما بعد. ويشترط لقبول الطالب في مؤسسة التربية النموذجية: أن يكون يتيم الوالدين أو أحدهما وأن تقدم دار التربية االجتماعية التي كان ملتحقا بها تقريرا 43 42

23 مناذج من جتارب رعاية األيتام في العالم العربي يوضح الظروف املعيشية القائمة للطالب التي تستدعي إحلاقه مبؤسسة التربية النموذجية مع موافاة هذه املؤسسة بكامل ملف الطالب اخلاص بدار التربية االجتماعية وأن تتوفر في الطالب الشروط التي تشترطها وزارة املعارف لقبول الطلبة للتعليم املتوسط من حيث السن ومجموع الدرجات في الشهادة االبتدائية وأن يكون الطالب راغبا في االلتحاق بالتعليم املتوسط أو املعاهد الفنية أو املهنية وأن يثبت الفحص الطبي سالمته من األمراض التي تعوق استفادته من إيوائه ورعايته مبؤسسة التربية النموذجية وأخيرا أن يكون أثناء الدراسة االبتدائية مثاال للجد واالجتهاد ومتفوقا في الدراسة وحسن السيرة والسلوك خالل إقامته السابقة في دار التربية االجتماعية. وجتدر اإلشارة إلى أن مؤسسات التربية النموذجية تعتمد على التخطيط لبرامج الرعاية واألنشطة املختلفة واإلشراف على تنفيذها ومتابعتها من قبل جلنة فنية تشكل لهذا الغرض حيث يتم التنسيق بني األنشطة االجتماعية والثقافية والرياضية وشغل أوقات الفراغ بالهوايات املفيدة وتنظيم أوقات استذكار الدروس وغير ذلك. ويضاف إلى ما تقدم من برامج وجهود رسمية صدور قرار مجلس الوزراء السعودي رقم )105( وتاريخ 9/5/1419 ه باملوافقة على شمول طالب دور التربية االجتماعية من األيتام ومن في حكمهم من ذوي الظروف اخلاصة بإعانة الزواج املقررة لفتيات دور التربية التي سبق أن صدر أيضا بشأنها قرار مجلس الوزراء رقم )157( وتاريخ 12/9/1401 ه. كما صدر قرار مجلس الوزراء رقم )237( بتاريخ 23/9/1427 ه بزيادة املخصصات املقدمة لأليتام وشملت إعانة الزواج لتصل إلى مبلغ )60.000( ريال )اإلدارة العامة لرعاية األيتام وزارة الشؤون االجتماعية السعودية 1432 ه(. جدول رقم )3( اخلدمات الرسمية املقدمة لأليتام في مصر طبقا ملعيار األهداف الرئيسة األهداف الرئيسة خلدمات األسر البديلة توفير أنواع الرعاية املختلفة لألطفال احملرومني من الرعاية األسرية الذين حالت ظروف أسرهم الطبيعية دون رعايتهم بهدف تربيتهم تربية سليمة وتعويضهم عما فقدوه من عطف وحنان. وذلك من خالل تهيئة البيئة املنزلية البديلة الستقبال األطفال وتزويدها باخلبرات الالزمة ملعاونتهم علي كفالة حياة طبيعية مالئمة لألطفال ومتابعة مالئمة تنشئتهم تنشئة سليمة. الترفيه عن األطفال في املناسبات املختلفة بوسائل وأساليب متعددة مبصاحبة أسرهم البديلة وتوعية األسر البديلة في املجاالت الصحية والنفسية للطفل. جدول رقم )4( اخلدمات الرسمية املقدمة لأليتام في مصر طبقا ملعيار الفئات املستحقة د. إبراهيم إسماعيل عبده محمد األهداف الرئيسة خلدمات املؤسسات اإليوائية إيواء األطفال احملرومني من الرعاية األسرية من اجلنسني بسبب اليتم أو تفكك وتصدع األسرة وفقا ملا يسفر عنه البحث االجتماعي لها. توفير أوجه الرعاية االجتماعية والتعليمية والصحية واملهنية والدينية والترويحية لألطفال احملرومني من الرعاية األسرية من اجلنسني. - ويراعى في جميع األحوال عدم اجلمع بني اجلنسني في مبنى واحد دون فواصل متنع االختالط بينهما. احملور الرابع: جتربة جمهورية مصر العربية في مجال رعاية األيتام تنحصر اجلهود الرسمية املقدمة لرعاية األيتام في جمهورية مصر العربية فيما تقدمه وزارة التضامن االجتماعي على وجه التحديد لهذه الفئة وغيرها من الفئات احملتاجة إلى مزيد من الدعم والرعاية. ويفضي حتليل هذه اجلهود الرسمية إلى تقسيم أبرزها إلى قسمني رئيسيني من اخلدمات املقدمة لأليتام في هذا اإلطار وهما: خدمات األسر البديلة وخدمات املؤسسات اإليوائية. وميكن توضيح ذلك من خالل املقارنات التحليلية التالية التي تعقدها الدراسة بني هذين النوعني من اخلدمات طبقا لثالثة معايير محددة وتتمثل في معايير: )األهداف الرئيسة الفئات املستحقة شروط احلصول على اخلدمة( )وزارة التضامن االجتماعي جمهورية مصر العربية 2011 م(. الفئات املستحقة خلدمات األسر البديلة اللقطاء. األطفال غير الشرعيني الذين يتخلى عنهم ذويهم. األطفال الضالون. األطفال الذين يثبت من البحث االجتماعي استحالة رعايتهم داخل أسرهم الطبيعية مثل أوالد املسجونني ونزالء مستشفيات األمراض العقلية ومن ال يجد من يرعاه من أقاربه واملشردون نتيجة انفصال األبوين. الفئات املستحقة خلدمات املؤسسات اإليوائية اللقطاء. األطفال غير الشرعيني الذين يتخلى عنهم ذويهم. األطفال الضالون الذين ال ميكنهم اإلرشاد عن ذويهم. األطفال أوالد املسجونني وأوالد نزالء مستشفيات األمراض العقلية. األطفال الذين ال يوجد من يرعاهم من ذوى أقاربهم أو يشردون نتيجة انفصال األبويني. احملور اخلامس: جتربة اململكة األردنية الهاشمية في مجال رعاية األيتام ال توجد استراتيجيات مستقلة لرعاية األيتام في اململكة األردنية الهاشمية وإمنا جاء االهتمام بهذه الفئة متضمنا في سياق التأكيد على دور وزارة التنمية االجتماعية فيما يتعلق بالترخيص ملؤسسات العمل االجتماعي والتي تشتمل في إطارها على دور رعاية األيتام ومؤسسات ومراكز التربية اخلاصة وما يرتبط بذلك من ممارسة بعض املهام اإلشرافية وتقدمي الدعم املالي وتشكيل اللجان الوطنية لتطوير معايير ميادين العمل االجتماعي والتي كان من بينها جلنة سياسات األطفال مجهولي النسب التي تشكلت في شهر كانون الثاني من 45 44

24 مناذج من جتارب رعاية األيتام في العالم العربي عام 2008 م )وزارة التنمية االجتماعية وشؤون املرأة اململكة األردنية الهاشمية 2011 م(. كذلك ما تضمنه نظام التنظيم اإلداري لوزارة الشؤون االجتماعية والعمل والصادر مبقتضى املادة )120( من الدستور األردني بتاريخ 1/11/1975 م حيث نصت املادة )18( من هذا النظام على أن تتألف دائرة األسرة والطفولة من أقسام عدة تشمل: )إرشاد األسرة - رعاية األسرة - رعاية األحداث املساعدات -التأهيل(. وتكون املهمة األساسية لهذه الدائرة رعاية املواطنني غير القادرين واملعوقني جسديا واجتماعيا واقتصاديا وتوفير اخلدمات االجتماعية الالزمة لهم. ولتحقيق هذه املهمة تقوم دائرة األسرة والطفولة بعدة واجبات يأتي من بينها رعاية األطفال األيتام ومجهولي النسب وكذلك األطفال احملرومني من رعاية األسرة وذلك لدى أسرهم األصلية أو لدى أسر بديلة او حاضنة )نظام التنظيم اإلداري لوزارة الشؤون االجتماعية والعمل األردني 1975 م(. كذلك فقد نصت املادة )20( من نظام التنظيم اإلداري لوزارة الشؤون االجتماعية األردنية على أن تتألف دائرة املؤسسات االجتماعية من أقسام تشمل: )البرامج واملناهج - املؤسسات احلكومية واخلاصة - شؤون املعاهد - شؤون املنتفعني واملدربني(. وتكون املهمة األساسية لهذه الدائرة تنشيط املؤسسات واملعاهد االجتماعية التي تعني بذوي العاهات ودور العجزة ودور األيتام ونوادي األحداث ودور تربية األحداث وما شابهها في القطاعني العام واخلاص ولتحقيق هذه املهمة تقوم دائرة املؤسسات االجتماعية بعدة واجبات من بينها العمل على إيجاد مؤسسات وقائية لرعاية اللقطاء واألطفال األيتام وفاقدي األهلية املدنية وضعاف العقول وغيرهم من ذوي العاهات وكذلك العناية بالعجزة واملسنني واملقعدين )نظام التنظيم اإلداري لوزارة الشؤون االجتماعية والعمل األردني 1975 م(. وتسعي احلكومة األردنية في الوقت الراهن إلى تطوير عدد من البرامج التي تقدمها وزارة التنمية االجتماعية لأليتام وتشمل تشجيع الرعاية املنزلية لألطفال األيتام وضحايا العنف والتفكك األسري والرعاية املؤسسية اإليوائية املتكاملة من صحة وتعليم وإيواء وتغذية وترفيه كما تشمل البرامج اعتماد النظام األسري في إنشاء وإدارة بيوت الرعاية بحيث ينقسم األطفال إلى مجموعات صغيرة تتشارك املسكن ونشاطات احلياة اليومية بشكل يعزز شعور األسرة واأللفة بينهم. ويركز برنامج اعتماد النظام األسري على إقامة هذه البيوت داخل التجمعات السكانية لتكريس االندماج االجتماعي لألطفال تالفيا ملراكز اإليواء التي تعاني من عزلة اجتماعية بسبب بعدها. وتشمل البرامج أيضا الفعاليات الترفيهية والترويحية االجتماعية والتأهيل األكادميي والدراسي وبرامج تقوية دراسية وتأمني السكن لبعض الشباب منهم وتزويج بعضهم اآلخر )n د. إبراهيم إسماعيل عبده محمد إيواء فئة األيتام )مجهولي األبوين أو األب( ملن لم يتيسر له العيش داخل أسرة وذلك بتقدمي خدمات معيشية متكاملة. متابعة أوضاع األيتام في األسر احلاضنة البديلة للتعرف على حالة اليتيم ونوعية الرعاية املقدمة له ومدى مناسبتها لتربيته بصورة سليمة. توفير الرعاية اإليوائية في املؤسسة لألطفال الذين يعيشون في أسر متصدعة بسبب الوفاة أو الطالق أو الفقر أو العجز أو املرض بعد ثبات عجز األسرة عن رعايتهم بصورة سليمة والعمل على إعادتهم إلى أسرهم بعد حتسني أوضاعهم. املساهمة في تثقيف وتوعية وحتقيق التكافل االجتماعي للمجتمع القطري. توعية وتثقيف املجتمع بقضية األيتام وتصحيح املفاهيم اخلاطئة عنهم ونظرتهم لذاتهم وملجتمعهم. توجيه البحث العلمي من الناحية النظرية وامليدانية خلدمتهم في جميع املراكز التي تعمل ألجلهم والتعاون مع املؤسسات الرسمية واألهلية والعربية واإلسالمية والعاملية لتبادل اخلبرات واملعرفة )املؤسسة القطرية لرعاية األيتام 2011 م(. ثانيا : الفئات املشمولة برعاية املؤسسة القطرية لرعاية األيتام: فئة األيتام العاديني: )األطفال متوفى األب أو األبوين(. فئة األيتام مجهولي األب. فئة األيتام مجهولي األبوين. فئة اليتم االجتماعي: )أبناء األسر املتصدعة الذين يثبت البحث االجتماعي استحالة رعايتهم في أسرهم الطبيعية كأبناء السجناء وأبناء املرضى العقليني أو النفسيني وأبناء املدمنني واألطفال الذين ال راعي لهم من ذوي األقارب, أو املشردين أو املهملني بسبب انفصال أبويهم( )املؤسسة القطرية لرعاية األيتام 2011 م(. احملور السادس: جتربة دولة قطر في مجال رعاية األيتام كشفت محاولة رصد وحتليل اجلهود القطرية في مجال رعاية األيتام عن نتيجة مؤداها اضطالع املؤسسة القطرية لرعاية األيتام بالدور األبرز واألكثر وضوحا في هذا الشأن. وقد مت إشهار املؤسسة القطرية لرعاية األيتام بتاريخ 10/6 / 2003 م وفي عام 2007 م صدر قرار رئيس املجلس األعلى لشؤون األسرة في دولة قطر رقم )6( لذات العام بتحويل املؤسسة القطرية لرعاية األيتام إلى مؤسسة خاصة ذات نفع عام وتتمتع باألهلية الكاملة للتصرف وتعمل في نطاق حدود دولة قطر )املجلس األعلى لشؤون األسرة قطر ) 2011 م(. أوال : األهداف الرئيسة للمؤسسة القطرية لرعاية األيتام: االهتمام بفئة األيتام داخل دولة قطر وتقدمي اخلدمات التي تكفل لهم حياة كرمية

25 مناذج من جتارب رعاية األيتام في العالم العربي ثالثا : خدمات املؤسسة القطرية لرعاية األيتام: جدول رقم )6( اخلدمات التي تقدمها املؤسسة القطرية لرعاية األيتام خدمات داخل املؤسسة خدمات خارج املؤسسة د. إبراهيم إسماعيل عبده محمد احملور السابع: جتربة جمهورية السودان في مجال رعاية األيتام يكشف رصد وحتليل مالمح التجربة السودانية في مجال رعاية األيتام عن أن اإلدارة العامة للبرامج االجتماعية التابعة لوزارة الرعاية والضمان االجتماعي في السودان قد قامت في عام 2009 م بإعداد سياسة قومية تهتم بفئة األيتام. تقدم الرعاية الداخلية خدمة إيواء األطفال داخل الدور التابعة للمؤسسة بحيث تؤمن لهم كافة احتياجاتهم املادية الصحية النفسية التربوية الدينية وجميع اخلدمات املعيشية األخرى. وتكون الدار مبثابة بيتهم البديل مع محاولة تأمني احلد املمكن من األجواء العائلية التي تعوضهم عن فقدان اجلو األسري األصلي. تتألف الرعاية الداخلية في املؤسسة من أربعة دور للرعاية على النحو التالي: دار احلضانة: وتضم األطفال من اجلنسني منذ الوالدة وحتى 6 سنوات. دار البنني: تضم البنني من عمر 6 سنوات ولغاية 18 سنة. دار البنات: تضم البنات الالئي تتجاوز أعمارهن 6 ولغاية 18 سنة. دار الضيافة: تضم فتيات من عمر 18 سنة وما فوق ( حتى الزواج(. وتشمل احملاور التالية: زيارة ومعاينة ميدانية ملنازل األسر املتقدمة بطلب احتضان طفل من فئة مجهولي األبوين بهدف الدراسة االجتماعية والنفسية املتخصصة. متابعة أوضاع األطفال احملتضنني لدى األسر احلاضنة على كافة األصعدة )اجتماعيا, نفسيا, قانونيا, تربويا, تعليميا وصحيا (. رعاية فئة األيتام العاديني في كافة املجاالت. تقدمي الدعم واملساندة من خالل إشراك األسر في إيجاد احللول في حال تعرضهم ألية صعوبات أو مشاكل طارئة. متابعة أوضاع أبناء األسر املتصدعة وتقدمي الدعم والعون لهم بهدف حتسني أوضاعهم وذلك من خالل برامج تدخل اجتماعي )ذات منحى وقائي - عالجي( تركز على معاجلة أسباب اخللل والتصدع داخل األسرة. واعتمادا على هذين النوعني من اخلدمات نخلص إلى أن املؤسسة القطرية لرعاية األيتام تعمد إلى توفير نوعني من الرعاية: النوع األول ويتم داخل املؤسسة حيث تكون الدار مبثابة بيت للطفل اليتيم مع محاولة تأمني احلد املمكن من األجواء العائلية التي تعوض الطفل فقدان اجلو األسري. أما النوع الثاني فيتم خارج املؤسسة من خالل احلضانة العائلية بتسليم طفل أو أكثر من األطفال املجهولي األبوين أو األب ألسرة ق طرية بهدف رعايتهم وحتمل مسؤولية تنشئتهم وأخذ دور أبويهم كأسرة بديلة عن األسرة األصلية. مع مالحظة أنه يجب على األسرة احلاضنة التمتع ببعض الشروط وتشمل: أن تكون قطرية اجلنسية ومقيمة بصورة دائمة في دولة قطر وأن تكون أسرة كاملة مكونة من زوجني )في حاالت استثنائية تقبل امرأة منفردة دون زوج إذا توافرت فيها صفات تؤهلها لرعاية الطفل وتربيته( وأن ال يقل عمر الزوجني عن 25 سنة وال يزيد عن 45 سنة وأن يوافق الزوجني خطيا على حضانة الطفل وأن يكونا حسني السيرة والسلوك مؤهلني اقتصاديا ودينيا واجتماعيا وصحيا ونفسيا الحتضان الطفل ورعايته ويتم التأكد من ذلك مبوجب بحث جتريه الدائرة املختصة في املؤسسة وأن يلتزما خطيا بتسجيل الطفل بإحدى املدارس عند بلوغه سن الدراسة وتكون األفضلية مبنح احلضانة لألسرة التي لديها حالة حضانة ورضاعة بتاريخ تقدمي الطلب أو التي لدى أحد أقاربها من الدرجة األولى حالة مشابهة كذلك تتعهد األسرة احلاضنة بتعريف اليتيم بوضعه تدريجيا )املؤسسة القطرية لرعاية األيتام 2011 م(. أوال : األهداف الرئيسة للسياسة القومية السودانية لكفالة اليتامى: جدول رقم )7( األهداف الرئيسة للسياسة القومية السودانية لكفالة اليتامى األهداف العامة الهدف اإلستراتيجي العمل مع الشركاء لكفالة جميع اليتامى في السودان. التسابق إلعالء شأن اليتيم. استنفار املجتمع ليتفاعل مع قضية كفالة اليتامى. تقدمي منوذج حي للعالم ملعاجلة هذه القضية. ثانيا : أولويات السياسة القومية السودانية لكفالة اليتامى: تفعيل توجهات رئيس اجلمهورية خلدمة اليتامى من جميع النواحي. توفير التأمني الصحي جلميع أسر اليتامى. ثالثا : محاور السياسة القومية السودانية لكفالة اليتامى: )أ(- محور الصحة ويشمل: إدخال جميع اليتامى في مظلة التأمني الصحي. توفير العالج باخلارج بالنسبة للحاالت اخلاصة من اليتامى: )معاقني مجهولي األبوين مصابي اإليدز أبناء الشهداء املتسولني املتشردين(. حظر عمالة اليتامى من األعمال الشاقة واملضرة بالصحة. )ب(- محور التعليم ويشمل: متتع اليتامى بالتعليم املجاني مبا في ذلك اإلعفاء من الرسوم الدراسية وفقا ملقتضيات الدستور وقرار وزير التربية والتعليم من سن ) 6-18 سنة(. إعفاء اليتيمة من الرسوم الدراسية حتى تخرجها من آخر مراحل الدراسة. إعطاء اليتامى املعاقني األولوية في معينات احلركة عبر ديوان الزكاة )العصا البيضاء للمكفوفني العجالت الالزمة للمعاقني حركيا (. متتع اليتامى بخدمات صندوق دعم الطالب بعد االلتحاق باجلامعة. متتع اليتامى بالرعاية التعليمية واألنشطة التربوية املختلفة )العقلية الثقافية االجتماعية الرياضية الفنية الكشفية املهارات احلياتية(. )ج(- محور املأوى ويشمل: منح اليتامى األولوية في اخلطة اإلسكانية واإلسكان الشعبي. تفعيل السكن الوقفي )توعية مجتمعية(

26 مناذج من جتارب رعاية األيتام في العالم العربي حث ديوان الزكاة لبناء املزيد من املساكن لليتامى. توفير الدعم املادي بواسطة املنظمات. )د(- محور الرعاية النفسية واالجتماعية ويشمل: - تهيئة املناخ املالئم إلمتام عملية التنشئة االجتماعية والنفسية لدى اليتامى بشكل متوازن من خالل: االهتمام بتنمية مقدرات ومهارات ومواهب اليتامى. االهتمام باملناشط اخلاصة بأمهات اليتامى. )ه(- احملور التنموي ويشمل: متليك أسر اليتامى مشاريع إنتاجية عن طريق التمويل األصغر. تشجيع قيام احملافظ اخلاصة بالتمويل األصغر. تفعيل مفهوم املسؤولية االجتماعية للشركات. تفعيل كفالة املؤسسات والشركات. تخصيص أوقاف خاصة باليتامى )السياسة القومية لكفالة اليتامى وزارة الرعاية والضمان االجتماعي السودان 2009 م(. احملور الثامن: االستنتاجات والتوصيات العامة للدراسة )أ(- االستنتاجات العامة للدراسة تبدو جتربة اململكة العربية السعودية التجربة العربية األكثر شمولية واكتماال في مجال رعاية األيتام حيث تتولى مهمة العناية بهذه الفئة»اإلدارة العامة لرعاية األيتام«وهي إدارة متخصصة مت إنشاءها ضمن وزارة الشؤون االجتماعية لهذا الغرض. كما تنطلق التجربة السعودية من خالل هذه اإلدارة من محاولة العمل على وضع السياسات العامة لرعاية األطفال األيتام ومن في حكمهم وفقا للمبادئ اإلسالمية. تتولى وزارة التضامن االجتماعي االهتمام بفئة األيتام في جمهورية مصر العربية ويناط بها تقدمي الرعاية لهذه الفئة على املستوى الرسمي وتنقسم اخلدمات املقدمة لأليتام في هذا اإلطار إلى قسمني أساسيني وهما: خدمات األسر البديلة وخدمات املؤسسات اإليوائية. تتسم جتربة اململكة األردنية الهاشمية بعدم وجود استراتيجيات مستقلة لرعاية األيتام وإمنا جاء االهتمام بهذه الفئة متضمنا في سياق التأكيد على دور وزارة التنمية االجتماعية فيما يتعلق بالترخيص ملؤسسات العمل االجتماعي والتي تشتمل في إطارها على دور رعاية األيتام ومؤسسات ومراكز التربية اخلاصة. وإن كان من املهم اإلشارة إلى أن احلكومة األردنية تسعى في الوقت الراهن إلى تطوير عدد من البرامج التي تقدمها وزارة التنمية االجتماعية لأليتام. تطلع املؤسسة القطرية لرعاية األيتام بالدور األبرز واألكثر وضوحا في مجال رعاية األيتام في دولة قطر خاصة بعد صدور قرار رئيس املجلس األعلى لشؤون األسرة بتحويل املؤسسة القطرية لرعاية األيتام إلى مؤسسة خاصة ذات نفع عام وتتمتع باألهلية الكاملة للتصرف وتعمل في نطاق حدود دولة قطر. من أكثر ما يلفت النظر في التجربة السودانية في مجال رعاية األيتام انتهاج اإلدارة العامة للبرامج االجتماعية التابعة لوزارة الرعاية والضمان االجتماعي في السودان مسلكا أفضي إلى صياغة سياسة قومية تهتم بفئة األيتام وإن كان يعوزها بعض جوانب النقص خاصة فيما يتعلق بآليات تنفيذ اإلستراتيجية على د. إبراهيم إسماعيل عبده محمد أرض الواقع. )ب(- التوصيات اعتمادا على ما كشفت عنه هذه الدراسة فإنها توصي مبا يلي: احلاجة إلى تكامل اجلهود الرسمية واألهلية في مجال رعاية األيتام انطالقا من أن اجلهد احلكومي مهما تعاظم فإنه لن يستطيع أن يشمل جميع الفئات املستحقة للرعاية أو على األقل فإنه لن يكون بالقدر الكاف أو على املستوى املطلوب. ومن ثم يكون األمل في اجلهود التطوعية املبذولة من خالل اجلمعيات اخليرية والدعم املتزايد من مؤسسات املجتمع املدني وغيرها من جهات تبقي مؤثرة بصدد تفعيل املسؤولية املجتمعية جتاه األيتام ومن في حكمهم. ضرورة أن تلجأ الدول العربية إلى صياغة إستراتيجية عربية موحدة تهتم بالفئات األولى بالرعاية على وجه العموم وبفئة األيتام على وجه اخلصوص مع أهمية أن يسبق ذلك صياغة كل دولة منفردة إلستراتيجية خاصة بها تراعى خصوصية أوضاعها احلالية وتطلعاتها املستقبلية في هذا الصدد. احلاجة املاسة إلى تنظيم مزيد من الفعاليات العلمية )ندوات مؤمترات حلقات نقاش( والتي تهتم بفئة األيتام بوصفها فئة اجتماعية أولى بالرعاية. التأكيد على إمكانية تبادل اخلبرات بني الدول العربية وبعضها البعض في مجال رعاية األيتام مبا يختصر كثير من الوقت واجلهد والنفقات ويساعد على حتقيق نتائج أفضل في ميدان التطبيق العملي. تكثيف الدراسات األكادميية وامليدانية في مجال رعاية األيتام والتي يناط بها دراسة احتياجاتهم والبحث في أنسب السبل لتقدمي رعاية متكاملة لهم تراعى حساسية أوضاعهم وتهيئ الفرصة أمامهم للمساهمة في بناء مجتمعهم واملشاركة اإليجابية في دعم أمنه واستقراره. مراجع الدراسة اإلدارة العامة لرعاية األيتام ) 1432 ه(: وزارة الشؤون االجتماعية السعودية. استيتي تسنيم«محمد جمال«حسن ) 2007 م(: حقوق اليتيم في الفقه اإلسالمي رسالة ماجستير كلية الدراسات العليا جامعة النجاح الوطنية نابلس فلسطني. بلبل ملياء ) 2008 م(: واقع الرعاية البديلة في العالم العربي: دراسة حتليلية املجلس العربي للطفولة والتنمية القاهرة. احلليبي خالد بن سعود ) 1425 ه(: كيف ميكن اإلسهام في تنمية الشخصية اإليجابية لليتيم من خالل االستفادة من التجارب التربوية والتعليمية ورقة عمل في ندوة بعنوان:»الرؤى املستقبلية لرعاية األيتام في اململكة العربية السعودية«وزارة الشؤون االجتماعية وكالة الوزارة للشؤون االجتماعية مكتب الشؤون االجتماعية الدمام الثالثاء 21/8/1425 ه املوافق 5/10/2004 م. حماد أمين خميس عمر ) 1430 ه(: أحكام اليتيم املالية في الشريعة اإلسالمية وتطبيقاتها في احملاكم الشرعية رسالة ماجستير كلية الشريعة والقانون اجلامعة اإلسالمية غزة. درويش حنان محمد ) 1432 ه(: األمن التربوي للطفل العربي اليتيم... روية استشرافية )في(: موقع )املستشار( التابع ملركز التنمية األسرية بالدمام التابع جلمعية البر باملنطقة الشرقية منشور بتاريخ 29/2/1432 ه /

27 مناذج من جتارب رعاية األيتام في العالم العربي السياسة القومية لكفالة اليتامى ) 2009 م(: اإلدارة العامة للبرامج االجتماعية وزارة الرعاية والضمان االجتماعي السودان. عامر عادل ) 2004 م(: األطفال األيتام أية حماية قانونية وشرعية دراسة منشورة )في(: منتدى دار العلوم القانونية واإلسالمية واإلنسانية املجلس األعلى لشؤون األسرة قطر ) 2011 م(: املوقع اإللكتروني للمؤسسة املؤسسة القطرية لرعاية األيتام الدوحة قطر ) 2011 م(: املوقع اإللكتروني للمؤسسة orphans.org/arabic/index.html نظام التنظيم اإلداري لوزارة الشؤون االجتماعية والعمل الصادر مبقتضى املادة 120 من الدستور األردني ) 1975 م(: منشور في موقع: التشريعات األردنية نظام املعلومات الوطني بتاريخ 3/2/2011 م. وزارة التضامن االجتماعي جمهورية مصر العربية ) 2011 م(: خدمات :األسر البديلة/ املؤسسات اإليوائية املوقع اإللكتروني للوزارة وزارة التنمية االجتماعية وشؤون املرأة اململكة األردنية الهاشمية ) 2011 م(: نشأة وزارة التنمية االجتماعية وتطورها املوقع اإللكتروني للوزارة

28 د. أحمد البار - د. أشرف أبو فراج مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة دراسة ميدانية في دار التربية بالرياض إعداد : د. أحمد بن عبدالرحمن البار أستاذ اخلدمة االجتماعية املساعد د. أشرف عبدالوهاب أبوفراج أستاذ علم االجتماع املساعد جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية تعد مشكلة األيتام ذوي الظروف اخلاصة )مجهولي األبوين(من املشكالت التي جتاوزت احلدود )الوطنية( للدول. في األحوال العادية يستقبل الطفل املولود بفرحة وتضاء له الشموع ويحاط بالرعاية في حضن أمه وفى كنف أبيه ويكبر في جو من احلب والقبول ويشعر باالنتماء ألسرته وعائلته ويفخر بذلك االنتماء وتتحدد عليه هويته. ولكن في حاالت أخرى يستقبل الطفل باالشمئزاز والنفور ويتم التخلص منه فور والدته بوضعه على أحد األرصفة أو بجوار سله مهمالت أو على باب أحد دور العبادة ويترك لعده ساعات أو أيام بدون غذاء أو رعاية في ظروف جوية قاسية حتى يعثر عليه أحد فيبدأ مشوار العناء حيث تتناقله أياد كثيرة من الشخص الذي عثر عليه إلى قسم الشرطة إلى دار الرعاية إلى املرضعة ثم إلى دار الرعاية أو إلى أحد األسر. وهكذا ال يذوق هذا الطفل املسكني طعم االستقرار أو الراحة أو األمان وهو يدفع ثمن خطيئة أبويه بال ذنب جناه. وفي املجتمع السعودي نادرا ما يطلق مسمى لقيط على األيتام مجهولي األبوين وبدال من ذلك شاع استخدام مسمى ذوي الظروف اخلاصة كأحد اإلجراءات التي تتبعها الدولة حملاولة دمج هذه الفئة باملجتمع. وبالرغم من اإلنفاق املالي الذي تبذله احلكومة السعودية على دور رعاية هؤالء األيتام بغية توفير وضعا معيشيا جيدا إال أن هناك العديد من املشكالت التي تواجه هذه الفئة وأخطرها من وجهة نظر الباحثني مشكالت الهوية واالندماج االجتماعي. أوال : موضوع الدراسة األيتام ذوي الظروف اخلاصة ونظرا لظروفهم وواقعهم االجتماعي ق د ر عليهم أن يعيشوا بال أسر. فهم وإن كانوا يحظون برعاية كرمية من قبل مؤسسات املجتمع احلكومية واألهلية إال أن الكثير منهم في هذه املؤسسات يفتقد للعديد من االحتياجات النفسية واالجتماعية. وهنا وإن كانت تقع املسئولية على عاتق من يقوم بتقدمي الرعاية في هذه املؤسسات, إال أنه ينبغي اإلشارة إلى أن طبيعة الدور اإليوائية بشكلها احلالي حتد من حتقيق إشباع الكثير من االحتياجات النفسية واالجتماعية نظرا لكثرة عدد املقيمني بها والتعامل معهم بطريقة موحدة في معظم الوقت. فقلما يتم مراعاة اخلصوصية الفردية واالحتياجات الشخصية لكل يتيم داخل هذه الدور اإليوائية. كما أن االستقرار املكاني والنفسي واالجتماعي قلما يتحقق نظرا للتنقالت املتكررة للمقيمني من دار ألخرى متشيا مع مراحل العمر املختلفة. وتأتي مشكلة الهوية ونظرة اليتيم لذاته ونظرته للمجتمع من حوله كأحد السمات الرئيسية التي حتد من منو هذه الفئة نفسيا واجتماعيا. فتجد كثير من األيتام يعزل نفسه عن املجتمع اخلارجي ويتجنب االختالط بغير األيتام في املجتمع خشية أن يتم التعرف على هويته.Identity وهذا بال شك يفقد اليتيم الكثير من فرص االندماج واالحتكاك بأفراد املجتمع واكتساب العديد من القيم واملهارات احلياتية في مجتمعه. كما أن هذا الشعور يقلل من ارتباطه وانتمائه مبجتمعه الكبير. وال شك أن نتيجة ذلك تظهر بجالء عندما يكبر اليتيم ويجد نفسه فاقد للكثير من املعلومات واخلبرات والعالقات- كما لو أن هناك حاجز نفسي يحجبه من االندماج في مجتمعه. وهذه الدراسة والتي تسعى في احلد من مشكلة العزلة االجتماعية ومشكلة الوصم Stigma لدى األيتام من خالل زيادة فرص دمجهم قدر املستطاع مبجتمعهم, تقدم تصورا واليه لكيفية حتقيق هذا الدمج االجتماعي من خالل اقتراح بعض البرامج واألنشطة التي من املمكن ممارستها خارج الدور اإليوائية بهدف إكساب اليتيم واليتيمة بعض املهارات والقيم االجتماعية التي من شأنها أن تزيد من ثقته بذاته وقابليته لتقبل وضعه االجتماعي وتوسيع دائرة عالقاته االجتماعية ومن ثم االندماج االجتماعي مبجتمعه. 55

29 مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة ثانيا : مشكلة الدراسة يحظى األيتام ذوي الظروف اخلاصة كأحد شرائح املجتمع برعاية كرمية من قبل الدولة ممثلة في وزارة الشؤون االجتماعية وفروعها املمتدة عبر البالد. ورغم أن كل ما يقدم لأليتام من رعاية وعناية وعطف من شأنه أن يعم ق الشعور باالنتماء ويساعدهم في االندماج والشعور أنهم جزء من مجتمعهم فإن العديد من الدراسات كشفت أن الرعاية احلالية لأليتام واليتيمات قلما تعمل على دمجهم في املجتمع الدمج الصحيح كونها قائمة على الرعاية املؤسسية التي يندر أن تنظر لالحتياجات الشخصية لكل مستفيد. كما أن العديد من األيتام واليتيمات يجدون صعوبة في تقبل واقعهم االجتماعي األمر الذي أفقدهم الكثير من املهارات االجتماعية والتعرف على العديد من القيم السائدة في مجتمعهم وقلل من عالقاتهم باآلخرين. وتتأكد املشكلة وتبدو أكثر وضوحا عندما يكبر اليتيم/اليتيمة. فكل ما يقدم من رعاية لليتيم واليتيمة في الدور واملؤسسات اإليوائية من شأنه أن يؤثر على املراحل التالية للرعاية املقدمة مبا فيها مرحلة ترك الرعاية املؤسسية.Leaving Care وعليه, فإن هذه الورقة واملبنية على دراسة قام بها الباحثان بهدف التعرف على أهم البرامج التي من املمكن أن يتم ممارستها خارج الدور اإليوائية وتساهم في دمج اليتيم في املجتمع وحتد من مشكلة الهوية والشعور بالوصم- على عينة من األيتام في أحد الدور اإليوائية مبدينة الرياض. وعليه, فإن هذه الورقة تهدف لتسليط الضوء على بعضا من التحديات التي تواجه األيتام واليتيمات والتي حتول دون تقبلهم لواقعهم االجتماعي واندماجهم في املجتمع. كما أنها تسلط الضوء على أبرز االحتياجات ألبناء هذه الفئة. ثالثا : أهداف الدراسة متثل الهدف الرئيسي للدراسة في تقدمي تصور مقترح للحد والتخفيف من املشكالت املتعلقة بالهوية والشعور بالوصم لدى األيتام ذوي الظروف اخلاصة والتقليل من العزلة االجتماعية لدى الكثير منهم من خالل دمجهم باملجتمع. وقد مت صياغة هذا الهدف العام في عدد من األهداف الفرعية التي تلقي في مجملها الضوء على اخلصائص وألوضاع االجتماعية لأليتام داخل الدور واملؤسسات اإليوائية ومدى استعدادهم ملواجهة أعباء احلياة خارجها: حتليل اخلصائص االجتماعية واالقتصادية والثقافية لأليتام داخل دور التربية االجتماعية. دراسة األوضاع املعيشية لأليتام داخل الدور وكيفية قضائهم لوقت فراغهم وعضويتهم في النوادي واجلمعيات وارتيادهم لألماكن العامة. رصد أهم التحديات واملشكالت املتصلة بالهوية واالندماج االجتماعي والتي تواجه األيتام داخل الدور ومقترحاتهم حللها. اقتراح مجموعة من البرامج واألنشطة اخلاصة بدعم االندماج االجتماعي لأليتام في املجتمع. حتديد مجموعة من السياسات والبرامج واألنشطة اخلاصة مبعاجلة مشكلة الهوية لدى األيتام سواء منها ما يتعلق مبشكالت الهوية الفردية أو اجلماعية أو املجتمعية. رابعا : تساؤالت الدراسة وفي ضوء األهداف العامة للدراسة حتاول الدراسة اإلجابة على التساؤالت اآلتية: - 1 ما اخلصائص االجتماعية واالقتصادية والثقافية لأليتام داخل دور التربية االجتماعية د. أحمد البار - د. أشرف أبو فراج ما املشكالت املتعلقة باألوضاع املعيشية لأليتام داخل الدور وكيفية قضائهم لوقت فراغهم وعضويتهم في النوادي واجلمعيات وارتيادهم لألماكن العامة ما أهم التحديات واملشكالت املتصلة بالهوية واالندماج االجتماعي والتي تواجه األيتام داخل الدور ومقترحاتهم حللها ما البرامج واألنشطة اخلاصة املقترحة اخلاصة بدعم االندماج االجتماعي لأليتام في املجتمع. ما السياسات والبرامج واألنشطة اخلاصة مبعاجلة مشكلة الهوية لدى األيتام سواء منها ما يتعلق مبشكالت الهوية الفردية أو اجلماعية أو املجتمعية. خامسا : مفاهيم الدراسة - 1 مفهوم األيتام ذوي الظروف اخلاصة اليتم كلمة تنطق باحلرمان واأللم واملعاناة في مختلف املراحل العمرية ملن قدر له أن يكون يتيما. ومعنى اليتم في اللغة االنفراد. واليتيم تعني الفرد. واليتم فقدان األب. أما اللقيط مبعنى امللقوط من اللقطة. ولفظة لقيط تدل على معناها أي امللقوط من قبل شخص ما عندما عثر عليه في مكان ما لسبب ما مجهول. ولذا يسمى نبي الله موسى عليه السالم لقيطا ألن أمه ألقت به في النهر خوفا عليه من آل فرعون وعندما وجد التقط من قبلهم مجهوال ال يعرفون عنه شيئا قال تعالى فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا )طه(. ولذلك يعر ف الفقهاء اللقيط بأنه الطفل املنبوذ املطروح املرمى به مجهول األبوين والنسب. ومجهولي النسب في حكم اليتيم لفقدهم لوالديهم بل هم أشد حاجة للعناية والرعاية من معروفي النسب لعدم معرفة قريب يلجأون إليه عند الضرورة. وعلى ذلك فإن من يكفل طفال من مجهولي النسب فإنه يدخل في األجر املترتب على كفالة اليتيم لعموم قوله صلى الله عليه وسلم )أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا(. وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا. وهؤالء أطفال شاء الله سبحانه وتعالى أن يوجدوا في احلياة مجهولي النسب دون أن يعرفوا من هم آباؤهم. أي أنهم ولدوا أو وجدوا في ظروف غامضة وغير معروفة تعذر معها معرفة إلى من ينتسبون. ومجهول النسب الذي ال يعرف له أما وال أبا وحرم من عطفهما وحنانهما ودفء األسرة الطبيعية يعد يتيما أيضا بل حالته من أشد حاالت اليتم ألن اليتيم في اللغة واالصطالح هو من فقد أباه. أما مجهول النسب فهو الذي ال أب له وال أم وال أخ وال أخت وال قريب. وبالتالي ال حقوق نسب وال نفقة وال ميراث. )مجلة العلوم االجتماعية 2009(. - 2 مفهوم الهوية االجتماعية الشخص يولد حر من أي وصم أو شعور باالختالف. غير أن هوية اإلنسان تتشكل مع الوقت من خالل اخلبرات التي مير بها. فتجد الشخص الذي ينظر لنفسه نظرة ايجابية. والهوية عبارة عن الكيفية التي يرى بها الشخص ذاته )1996.)Barker, والهوية تتشكل من خالل تفاعل الشخص ببيئته احمليطة وخضوعه للعديد من اخلبرات واملواقف التي جعلته يصنف نفسه في قالب واعتقاده أن االخرين ينظرون له نظرة معينة. وبعبارة أخرى, مشكلة الهوية في هذا البحث يقصد بها الطريقة التي ينظر بها اليتيم/اليتيمة لذاته وكذلك نظرة اليتيم/اليتيمة للعالم من حوله. - 3 مفهوم االندماج االجتماعي في هذه الدراسة يقصد بها إلى أي مدى - وبسبب الظروف االجتماعية واملكوث لوقت طويل في مؤسسات 57 56

30 مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة إيوائية مع أشخاص يحملون نفس الهوية- تقل فرص اليتيم واليتيمة من االندماج في مجتمعهم والتمتع بعالقات وصداقات مع أشخاص ال يحملون نفس الهوية. أم أن حتقيق االندماج االجتماعي من املمكن أن يتأثر بسبب الهوية التي يحملها اليتيم عن ذاته والنظرة التي كونها عن مجتمعه. سادسا : منهجية الدراسة فرضت طبيعة الدراسة حول مشكالت الهوية واالندماج االجتماعي لأليتام ذوي الظروف اخلاصة االعتماد على مجموعة من الطرق املنهجية ووسائل جمع البيانات والتي تتكامل في النهاية لتحقيق أهداف الدراسة واإلجابة على تساؤالتها كما يلي: أجريت الدراسة امليدانية في دار التربية االجتماعية في مدينة الرياض, انطالقا من منظور ثقافي ينظر إلى الثقافة كأبنية تصورية قائمة في عقول األفراد املنتمني لها. واشتراك األفراد في هذه البنية هو الذي يوجه سلوكهم وموقفهم في شؤون حياتهم. ولذلك جاءت هذه الدراسة لتوضح كيفية إكساب األيتام لثقافة املجتمع وفي الوقت ذاته تغيير الثقافة الرافضة في املجتمع لوجود هذه الفئات اخلاصة وحقها في ممارسة كافة حقوق املواطنة وحقها في دعم هويتها وقيمها مبا يؤدي في النهاية إلى اندماجها في املجتمع ثقافيا ونفسيا واجتماعيا واقتصاديا. تعد هذه الدراسة وصفية حيث فهي تهدف إلى وصف خصائص األيتام اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وفي الوقت ذاته حتاول الوصول إلى مجموعة من السياسات والبرامج واألنشطة التي ميكن ممارستها خارج الدور االجتماعية بهدف دمجهم في املجتمع. واعتمدت الدراسة في سبيل حتقيق ذلك على استمارة االستبيان في جمع البيانات امليدانية. وقد أفاد ذلك في جمع العديد من البيانات الكمية التي أدت إلى مجموعة من النتائج من خالل التحليل اإلحصائي. كما أفاد ذلك بصفة خاصة فيما يتعلق بتحديد أهم السياسات والبرامج واألنشطة املتعلقة مبعاجلة مشكالت الهوية واالندماج االجتماعي لأليتام في املجتمع. لم تقتصر الدراسة على جمع بيانات كمية فقط من خالل استمارة االستبيان ولكنها حاولت جمع بيانات كيفية من خالل أسلوب دراسة احلالة لبعض األيتام في دار التربية باإلضافة إلى اخلبرات الناجتة من الدراسات السابقة في هذا املجال. ومت عرض حتليل جانب كبير من هذه البيانات الكيفية في احملور اخلاص مبشكالت الهوية لدى األيتام ذوي الظروف اخلاصة. وفيما يتعلق بالدراسة الكمية ومجتمع الدراسة من األيتام أجريت الدراسة بطريقة احلصر الشامل جلميع األيتام املقيمني في دار التربية االجتماعية مبدينة الرياض وعددهم 58 مفردة ولكن يوجد سبع منها تعاني من صعوبات في التعلم وبالتالي طبقت الدراسة على 51 مفردة من األيتام املقيمني داخل الدار. دمجت الدراسة بني أسلوبي التحليل الكمي والكيفي في عرض البيانات ولم تركز على أسلوب دون آخر و كان االجتاه عرض املادة )الكمية أو الكيفية( في سياقها بحيث تدعم النتائج الكيفية ما مت التوصل إليه من نتائج كمية أو العكس. اشتملت استمارة االستبيان على عدد من احملاور مبا يعكس في النهاية األهداف املراد حتقيقها من الدراسة. متثل احملور األول في اخلصائص االجتماعية والثقافية لأليتام املقيمني داخل الدار. وتناول احملور الثاني املقياس اخلاص برصد أوضاع األيتام داخل الدار وأهم التحديات واملشكالت التي تواجههم ومقترحاتهم حللها. تكون مقياس املشكالت والتحديات التي تواجه األيتام داخل الدار من عدة عبارات تدور حول: كيفية التخلص د. أحمد البار - د. أشرف أبو فراج من مشاعر اخلوف واخلجل من أوضاعهم االجتماعية ونظرة األيتام ألنفسهم ولآلخرين من منطلق وضعهم االجتماعي في املجتمع ومشكالت العزلة داخل الدار وجتنب التعامل مع غير األيتام خارجها واملشكالت املتوقع مواجهتها عند اخلروج من الدار إلى جانب افتقاد الدعم النفسي واالجتماعي من اآلخرين وأفضل األساليب من وجهة نظرهم للتخلص من مشاعر اخلوف واخلجل من معرفة الناس لهويتهم وحقيق وضعهم االجتماعي. كما تضمن املقياس مجموعة من العبارات املتعلقة بالبرامج واألنشطة والسياسات املتعلقة بدعم االندماج االجتماعي في املجتمع. وتكون هذا املقياس من تسع عبارات تدور حول: الرغبة في ممارسة األنشطة اخلاصة بدمجهم في املجتمع وأفضل املراحل العمرية الندماجهم وتأثير جلنة أصدقاء اليتيم واستضافة اليتيم لبعض زمالئه ومعلميه من خارج الدور ومعيشة األيتام في أحد األحياء مع مجموعة من زمالءه سواء داخل الدور أو خارجها وإمكانية زواج اليتيم من فتاه غير يتيمة والفكرة اخلاصة بإرضاع اليتيم من قبل أحد األسر املستقرة في املجتمع واملشاركة في املنتديات واللقاءات الدورية في املجتمع وكذلك ضرورة أن يعمل اليتيم أثناء اإلجازات في بعض األعمال التي تدر عليه دخال شهريا وتزيد من استقراره النفسي واالجتماعي في املجتمع. وركز احملور األخير على مجموعة البرامج واألنشطة اخلاصة مبعاجلة مشكلة الهوية لدى األيتام سواء كانت فردية أو جماعية أو مجتمعية ومبا يحقق الهدف اخلامس للدراسة. وتكون هذا املقياس من عشر عبارات تتضمن بعض البرامج املقترحة ملعاجلة مشكلة الهوية وهي: إحلاق األيتام مبجموعات تناقش القضايا املرتبطة مبشكالتهم واحتضان اليتيم في أسر حاضنة أو ارتباطه بأسر صديقة ومعاجلة مشكلة االسم بإضافة )ألف والم( في االسم األخير لليتيم وتعريض اليتيم لبعض املواقف التي يتجنب احلديث عنها بحرية وثقة... الخ. سابعا : الدراسات السابقة تناولت العديد من الدراسات األوضاع املعيشية لألطفال مجهولي األبوين. فقد أوضحت دراسة Sinclair أنه بالرغم من أن االحتياجات األساسية كالطعام واملأوى واإلشراف ومصروف اجليب من املمكن أن يتم إشباعها في الدور اإليوائية, غير أنها لن حتقق احلياة الطبيعية للمقيمني فيها )1988 Sinclair,.)c.f. كما أنه يغيب في مثل هذه الدور أن يشعر اليتيم/اليتيمة أنها جزء من أسرة وله/لها أقارب )السدحان, 2003(. وكنتيجة للعزلة االجتماعية التي تتسم بها حياة الدور اإليوائية فمن احملتمل أن يفتقر األيتام واليتيمات ذوي الظروف اخلاصة لبعض املهارات االجتماعية الهامة, فقد الثقة بالنفس, ضعف عالقاتهم باآلخرين وشيوع السلوك العدواني بني العديد منهم ( فقي, 1977, يونس, 1987, حسون, 1988, سنهوري, 1991, قناوي 1991, الزهراني, 1995, إدريس, 1995 في الزهراني 2000(. وفي هذا املجال أشارت دراسة األنصاري )2004( إلى أن األيتام وبسبب وضعهم االجتماعي فإن عالقاتهم االجتماعية مع اآلخرين قلما تتسم باإليجابية وأنهم قلما يشاركون في األنشطة واملناسبات االجتماعية. فالعديد من األيتام يتجنبون التواصل االجتماعي باآلخرين والقليل منهم من يستطيع جتاوز ذلك واالندماج في املجتمع دون أن يشعر بشي من التوتر والقلق. ويتأكد ذلك عندما يكون اآلخرون الذين يكونون في العادة زمالئهم في املدرسة أو احلي أو النادي...الخ ال يعرفون عن هويتهم وواقعهم االجتماعي Hyde,( Goffman in 2000(. ومن ثم, جعل مسافة اجتماعية مع اآلخرين وقضاء القليل من الوقت معهم تعد من امليكانزمات والتكنيكات التي عادة ما تستخدم من قبل العديد من األيتام ذوي الظروف اخلاصة خشية أن يعرف اآلخرون شي عن هويتهم )1963:99.)Goffman, وفي هذا الشأن يقول قاسم )البار, 2008(: 59 58

31 مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة املقيمني )في الدور( مييلون إلى عدم االندماج واالحتكاك مع أعضاء املجتمع فقط لتجنب املواقف غير املرغوبة واملخجلة )التي تفصح أي معلومة عن هويتهم( )البار, 2008(: كما أوضح أن ذلك ليس خطأ املجتمع وإمنا خطأ األيتام. لذا جتد أن معظم األنشطة والبرامج والتواصل مع اآلخرين كما يعتقد جابر يتم داخل الدور وبني األيتام أنفسهم كونهم يشعرون باخلجل عندما يقابلون أشخاص من غير فئتهم )البار, 2008(. وفي هذا الشأن يرى )1997 )cf. Cheung أن هناك تأثير سلبي على اليتيم واليتيمة بسبب طول الفترة التي يقضيها في الدار اإليوائية. كما حاولت دراسة )رطروط( اإلجابة عن سؤال رئيسي هو: ما املؤسسات املعنية بالتعامل مع قضية األطفال مجهولي النسب في األردن وما أدوارها الفعلية واملتوقعة وما السياسات التي قد تضمن زيادة كفاءة وفاعلية أدوارها. وأجابت الدراسة عن سؤالها احملوري من خالل استنادها إلى البحث النوعي وطرقه املتمثلة في حتليل مضمون الوثائق والتحليل املتوافر للبيانات واملعلومات املجمعة عن األطفال مجهولي النسب والعصف الذهني. وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها: هناك سبع مؤسسات تتعامل مع قضية األطفال مجهولي النسب في األردن لها أدوار فعلية وأخرى متوقعة وميكن إضافة مؤسسات جديدة إلى جانبها مثل: وزارة العمل وزارة التربية والتعليم واجلمعيات املتخصصة بشؤون املرأة والطفل. واألدوار التي متارسها وزارة التنمية االجتماعية أكثر عددا من األدوار التي متارسها بقية املؤسسات األخرى. وزيادة التدخل املهني في قضية األطفال مجهولي النسب من خالل اجتاهاتها الوقائية والعالجية والتنموية التي اقترحتها الدراسة احلالية وتستلزم مناقشتها واإلجماع أو التوافق عليها الذي قد يساعد على حتويلها إلى خطط إجرائية )رطروط وآخرون(. املجموع املتوسط احلسابي= 15.5 د. أحمد البار - د. أشرف أبو فراج االنحراف املعياري= مكان امليالد أوضحت بيانات اجلدول )2( توزيع األيتام وفقا ملكان امليالد. وتعكس بيانات هذا اجلدول أن الغالبية العظمى من عينة الدراسة ولدوا في مدينة الرياض. فقد اقتربت نسبة هؤالء من ثالثة أرباع األيتام داخل الدار وذلك مقابل ربع عينة الدراسة تقريبا ولدوا في مناطق خارج الرياض. وميكن تفسير ذلك لوجود دار للحضانة في مدينة الرياض والتي عادة ما يتم حتويل األيتام الذكور في سن معينة )12 سنة( لدار التربية االجتماعية. إضافة لتوجه الوزارة األخير بأن يبقى اليتيم/اليتيمة في نفس املنطقة التي تربى بها منذ صغره ما أمكن وهذا بحد ذاته شي ايجابي يحقق ولو بصورة جزئية نوع من االستقرار النفسي واالجتماعي لليتيم. جدول )2( توزيع عينة الدراسة وفقا ملكان امليالد الفئات داخل الرياض خارج الرياض العدد النسبة املجموع ثامنا : اخلصائص االجتماعية واالقتصادية والثقافية لأليتام اعتمدت الدراسة على مقياس للخصائص االجتماعية واالقتصادية والثقافية لأليتام. وشملت اخلصائص االجتماعية: الفئات العمرية ومكان امليالد وعدد السنوات التي قضاها اليتيم داخل الدار.. أما اخلصائص الثقافية فتناولت املستوى التعليمي لأليتام ونوع التعليم ومدى االستمرار في الدراسة. وسوف نتناول ذلك فيما يلي: - 1 فئات العمر أوضحت بيانات الدراسة امليدانية )جدول 1 ( أن نسبة األيتام الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما 39.2% من جملة األيتام داخل الدار مقابل نسبة 60.8% تقع أعمارهم فوق 15 عاما. وقد بلغ متوسط أعمار األيتام داخل الدار 15.5 سنة مع درجة تشتت 1.78 درجة. وكان العمر األقل بني عينة الدراسة 12 عاما فيما بلغ احلد األعلى 18 عاما. وتعد دار التربية االجتماعية املرحلة االنتقالية الثانية نظاميا بعد انتقال اليتيم من القسم النسائي الذي يشرفن عليه طاقم نسائي إلى القسم الرجالي. ووجود أكثر من النصف ممن يقع في الفئة العمرية 15 عاما فأكثر يؤكد على أهمية تصميم برامج للدمج وإعدادهم بوقت مبكر حلياة ما بعد الدور. جدول )1( توزيع عينة الدراسة وفقا لفئات العمر - 3 عدد السنوات داخل الدار وتعكس بيانات اجلدول )3( عدد السنوات التي قضاها اليتيم داخل دور الرعاية االجتماعية. حيث يالحظ أن هؤالء األيتام قد قضوا أغلب فترات حياتهم داخل هذه الدور. ومت تقسيم هذه الفترات إلى ثالث فئات. األولى تضم من زادت فترة إقامتهم في الدور على 12 عاما. وبلغت نسبة هؤالء ربع عينة الدراسة تقريبا. وهي نسبة مرتفعة جدا من وجهة نظر الباحث. وهذه أحد سمات وخصائص األيتام ذوي الظروف اخلاصة. فالدور اإليوائية هي املكان الوحيد املتاح لهم في حال عدم توفر أسر بديلة, األمر الذي يؤكد أهمية التوسع في برامج األسر البديلة, إذ هو التوجه العاملي كما هو توجه الوزارة في تقدمي الرعاية لهذه الفئة. كما أن بقاء اليتيم فترة طويلة في الدور يفقده الكثير من املهارات والقيم االجتماعية واملجتمعية, مما يؤكد على أهمية وضع األسس والبرامج واألنشطة الكفيلة باندماجهم في املجتمع في عمر مبكر. حيث يعد مدى تكيف األيتام واستعدادهم للخروج من الدار واندماجهم في مجتمعهم مقياسا ملدى جناح السياسات والبرامج اخلاصة برعايتهم وتأهيلهم لذلك. الفئات جدول )3( توزيع عينة الدراسة وفقا لعدد السنوات داخل الدار العدد النسبة الفئات العدد النسبة

32 مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة املجموع د. أحمد البار - د. أشرف أبو فراج وانقسم باقي األيتام, عينة الدراسة, بني فئتني متكافئتني تقريبا. األولى قضت في دور الرعاية االجتماعية فترة أقل من سبع سنوات والثانية قضت فيها فترة تقع بني سبع سنوات وأقل من 12 عاما. وقد بلغت نسبة كل منهما ما يزيد قليال على ثلث عينة الدراسة )37.3%(. السمة الغالبة إذن هي أن األيتام يقضون أغلب حياتهم داخل الدور وهذا يتفق مع دراسة )السعد, 2004, البار, 2008(. ويؤكد ذلك على أهمية اندماجهم اجتماعيا في مجتمعهم كون ذلك سوف يساهم في التقليل من مشكالت العزلة واخلوف من اخلروج واالعتماد على الذات. ويتطلب ذلك حتليل السياسات والبرامج السابقة ومدى جناحها في حتقيق أهدافها ثم اقتراح مجموعة من البرامج واألنشطة اخلاصة بتحقيق أهداف محددة في فترات زمنية محددة مسبقا. - 4 املستوى التعليمي وتوضح بيانات املستوى التعليمي لأليتام )جدول 4( أن ما يقترب من نصف هؤالء األيتام يدرسون في املرحلة الثانوية. فقد بلغت هذه النسبة 47.1% من جملة األيتام. بينما بلغت نسبة هؤالء الذين يدرسون في املرحلة املتوسطة ثلث عينة الدراسة تقريبا )33.3%(. أما نسبة الذين يدرسون في املرحلة االبتدائية فبلغت 19.6%. ويتفق ذلك مع ما ورد في بيانات الفئات العمرية لأليتام. ويشير ذلك إلى أن الغالبية العظمي من األيتام ملتحقون باملراحل الدراسية املختلفة وهو ما يعد رسالة وهدفا رئيسيا للدور اإليوائية. الفئات االبتدائية املتوسطة الثانوية املجموع جدول )4( توزيع عينة الدراسة وفقا للمستوى التعليمي العدد النسبة والغالبية العظمي من هؤالء األيتام ملتحقون بالتعليم العام. فقد بلغت نسبة هؤالء 90.2% من جملة عينة الدراسة. وذلك في مقابل 9.8% فقط ملتحقون بالتعليم املهني )جدول 5(. وتعكس هذه البيانات أن طبيعة ونوع التعليم ميثل أداه رئيسية لتوافق وتكيف هؤالء األيتام في املجتمع. فمن خالل التحاقهم بالتعليم العام شأن بقية أطفال املجتمع من شأنه أن يحصر اآلثار السلبية املترتبة على ظروفهم اخلاصة على أساس مراعاة النظم التعليمية داخل اململكة ملبدأ التكافؤ وعدم التمييز بني هؤالء األطفال وغيرهم. إن ما يريد الباحثان التأكيد عليه هنا أن النظم التعليمية باململكة ميكن أن تلعب أدوارا هامة ومؤثرة في دمج األطفال في املجتمع وفي غرس قيم االنتماء واملواطنة والهوية منذ مراحل التنشئة األولى. فإذا كانت األسرة تلعب الدور األساسي في تنشئة أبنائها اجتماعيا وثقافيا فإن الدور اإليوائية في املقام األول يليها املدرسة تقوم بذات الدور فيما يتعلق باأليتام. وفي هذه احلالة يكون على الدور االجتماعية املتخصصة برعاية األيتام أن تساند وتدعم من دور املدرسة وتأثيرها في هذا الشأن. الفئات التعليم العام التعليم املهني املجموع جدول )5( توزيع عينة الدراسة وفقا لنوع التعليم العدد النسبة عضوية النوادي واجلمعيات وقضاء أوقات الفراغ تعكس بيانات اجلدول )6( عضوية النوادي واجلمعيات لدى األيتام املقيمني في دار التربية االجتماعية موضع الدراسة. واملالحظة األولى على بيانات هذا اجلدول هي أن 23 مفردة فقط من إجمالي 51 مفردة ميثلون مجتمع الدراسة هم من يتمتعون بعضوية النوادي واجلمعيات. ومعنى ذلك أن هناك 28 مفردة ميثلون ما نسبته 55% تقريبا من جملة مجتمع الدراسة ليسوا أعضاء في نوادي أو جمعيات. ومن وجهة نظر الباحث ميكن تفسير ذلك بأن العديد من النوادي واجلمعيات تشترط حدا أدنى ألعمار األطفال الذين يلتحقون بها. املالحظة الثانية أن ما يقترب من نصف األيتام يتمتعون بعضوية أحد النوادي الرياضية. فقد بلغت نسبة هؤالء 47.8% من جملة هؤالء األيتام. ويعتقد الباحث أن هذا النمط من العضوية في العديد من النوادي واجلمعيات لم يتم من خالل مبادرات فردية من األيتام وإمنا من خالل أحد برامج دار التربية االجتماعية التي ينتمون إليها. ولذلك كانت النسبة األغلب تشترك في عضوية أحد النوادي الرياضية والتي ال تشترط متطلبات أو مهارات خاصة لاللتحاق بها. الفئات نادي رياضي جمعية الثقافة والفنون جمعية الكشافة املنتديات اإلليكترونية املجموع جدول )6( توزيع عينة الدراسة وفقا لعضوية النوادي واجلمعيات العدد 11 النسبة املالحظة الثالثة أن ما يقترب من ثلث هؤالء األيتام يشتركون بأحد املواقع أو املنتديات اإللكترونية. حيث بلغت نسبة هؤالء 30.5%. وبالتالي يعد ذلك مؤشرا إيجابيا باعتبار أن التواصل مع اآلخرين من خالل شبكة االنترنت ميكن أن يعالج الكثير من املشكالت لدى هؤالء األيتام. ولكن يجب الوعي أن ذلك ميكن أن ينطوي على نتائج عكسية من خالل خلق الطفل اليتيم لعالم افتراضي من خياله ومن خالل شبكة االنترنت أيضا. مبعنى أن اليتيم ميكن أن يقنع بهذا العالم االفتراضي غير املرئي والذي ال يسبب له ذات اآلثار النفسية السلبية التي 63 62

33 مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة ميكن أن تنتج من عالقته بأصدقاء وزمالء في الواقع. ويتطلب ذلك صياغة العديد من البرامج والسياسات الكفيلة باندماج اليتيم في العالم الواقعي وليس االفتراضي أو اخليالي. أما فيما يتعلق بأماكن قضاء وقت الفراغ لدى األيتام توضح بيانات اجلدول )7( أن أغلب هذه األوقات يتم قضاؤها داخل الدار مع األيتام. حيث بلغت هذه النسبة نصف عينة الدراسة تقريبا )51%(. ويالحظ على بيانات هذا اجلدول أن أغلب األيتام يقضون وقت فراغهم مع األيتام سواء داخل الدار أو خارجها. فقد بلغت نسبة من يقضون أوقات فراغهم مع األيتام خارج الدار 45% تقريبا من جملة العينة. وإذا أضفنا هذه النسبة إلى النسبة األولى اخلاصة بقضاء وقت الفراغ مع األيتام داخل الدار تصل النسبة الكلية 96% تقريبا. وهذا ما يفسر واقع العزلة التي يفرضها اليتيم على نفسه جراء اخلوف واخلجل من أن يعرف اآلخرين حقيقة وضعه االجتماعي. ومن ثم يجب, وفي عمر مبكر لليتيم, االهتمام بوضع البرامج واألنشطة الكفيلة بتقبل اليتيم لذاته وتقبله لآلخرين وعدم خوفه منهم وفي الوقت ذاته تقبل اآلخرين له باعتباره أحد الفئات اخلاصة التي لم يكن لها أدي دور في خلق الظروف التي يعيش فيها. الفئات داخل الدار مبفردي داخل الدار مع األيتام خارج الدار مع األيتام خارج الدار مع غير األيتام جدول )7( توزيع عينة الدراسة وفقا ألماكن قضاء وقت الفراغ العدد النسبة د. أحمد البار - د. أشرف أبو فراج ومن جهة أخرى أفادت نسبة تقترب من نصف عينة الدراسة أنها تقضي وقت فراغها مع غير األيتام خارج الدار. وقد بلغت نسبة هؤالء 45.1% من جملة عينة الدراسة. ومعنى ذلك أن هناك نسبة معقولة من هؤالء األطفال قد استطاعت التغلب على حاجز اخلوف وأصبح لها أصدقاء من غير األيتام ويتواصلون معا خارج الدار. وميكن االستفادة من هذه النسبة في التغلب على مشاعر اخلوف والقلق من وضعهم االجتماعي من خالل نقل خبراتهم وجتاربهم لآلخرين داخل الدار من خالل لقاءات دورية وجلسات جماعية تخصص لذلك الغرض. وهناك مجموعة من األيتام يقضون وقت فراغهم مبفردهم داخل الدار. وقد بلغت هذه النسبة 21.6% من جملة العينة. ومن وجهة نظر الباحثان أن هذه الفئة هي األشد خطورة حيث يكون من املتوقع أن تكون عرضة للعديد من اآلثار النفسية السلبية التي تنعكس في سلوكياتهم حاليا ومستقبال. ونخلص من ذلك على ضرورة وضع السياسات والبرامج اخلاصة بالدعم النفسي لكل فئة من هذه الفئات على حدة. فيتم وضع تصور ملعاجلة هؤالء الذين يقضون وقت فراغهم داخل الدور مبفردهم. وفي مستوى آخر يتم تصور بعض البرامج واألنشطة اخلاصة بدعم هؤالء الذين يعانون من العزلة وعدم االندماج في املجتمع وهم هؤالء الذين يقضون وقت فراغهم غالبا مع األيتام سواء داخل الدار أو خارجها. أما الفئة الثالثة والتي حققت قدرا نسبيا من التواصل مع اآلخرين خارج الدار فيكون من األفضل وضع البرامج واألنشطة الكفيلة باستمرار تواصلها مع املجتمع اخلارجي. ولذلك يفضل الباحثان أن يتم التفرقة بني البرامج والسياسات واألنشطة اخلاصة بكل فئة. وهذا من شأنه عدم التعامل مع األيتام كفئة واحدة بل من خالل عدة فئات لكل منها برامجها وسياساتها اخلاصة. وهذا من شأنه من وجهة نظر الباحث أن يدعم النتائج اإليجابية وكذلك حتقيق األهداف املطلوبة وفق جدول زمني محدد. تاسعا : التحديات واملشكالت التي تواجه األيتام حاولت الدراسة رصد أهم التحديات التي تواجه األيتام انطالقا من افتراض ضمني مؤداه أن حتديد املشكلة حتديدا دقيقا يؤدي إلى الوصول إلى أبرز الوسائل واألساليب حللها. ومن هذا املنطلق حدد الباحثان عددا من املشكالت والتحديات التي من املتوقع أن تواجه األيتام وحتد من اندماجهم مبجتمعهم ومن ثم تكيفهم واستقرارهم, وأبرز الوسائل حللها ثم تتبع مدى استجابة املبحوثني لها )جدول 8(. وجاءت النتائج كالتالي: لعل املشكلة األكبر التي تواجه األيتام هي انتماؤهم إلى هذه الفئة اخلاصة في املجتمع والتي من خاللها يعانون من الكثير من املشكالت والتحديات سواء اجتماعيا أو نفسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا. ينتج عن هذه املشكلة افتقادهم للدعم النفسي واالجتماعي من اآلخرين بسبب ظروفهم اخلاصة فقد تكررت هذه املشكلة بأعلى نسبة بني عينة الدراسة بنسبة مئوية بلغت 86.3%. أما املشكلة الثانية فتتمثل في اإلحساس مبشاعر اخلوف والقلق واخلجل من وضعهم االجتماعي في املجتمع فهم يخافون من أن يعرف الناس هويتهم ومن يكونوا وأين يعيشون. وقد جاءت هذه املشكلة بنسبة 84.3% من جملة عينة الدراسة. جدول )8( التحديات واملشكالت التي تواجه األيتام الفئات ك أوافق ك % أرفض % 1 أكبر حتدي يواجه اليتيم هو نظرته لنفسه أنه يتيم وأنه شخص مختلف. بسبب وضع اليتيم االجتماعي فهو يتجنب االحتكاك بغير األيتام. تكثر بني األيتام في الدور اإليوائية العزلة وعدم االختالط باآلخرين املجموع لدي تخوف من احلياة خارج الدار هناك الكثير من الصعوبات قد أواجهها عندما أخرج من الدار. أحد مشكالت األيتام أنهم يفتقدون للدعم النفسي واالجتماعي بسبب قلة عالقاتهم مبن هم خارج الدور. أحتاج أن أتعلم كيف أتخلص من مشاعر اخلوف واخلجل من أن يعرف الناس شي عن هويتي )من أكون وأين أعيش(

34 مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة إن االحتكاك باملجتمع اخلارجي في سن مبكر من الطفولة 8 يساعد اليتيم في التخلص من مشاعر اخلوف واخلجل من كونه يتيم بال أهل. مشاركة اليتيم في بعض املناسبات العامة )كاألعياد, االحتفاالت, مناسبات الزواج...( والتحدث مع اآلخرين يساعد في التخفيف من مشكلة اخلجل من الوضع االجتماعي. أعتقد أن إشراك اليتيم في بعض األنشطة الوطنية )كاليوم 10 الوطني, خدمة املجتمع, التطوع...( قد حتد من مشكالت األيتام. يغلب الطابع النفسي إذن على املشكالت والتحديات التي تواجه األيتام. وأغلب هذه املشكالت يترتب على بعضها البعض بحيث يصعب متييز أيها السبب وأيها النتيجة. نسبة كبيرة جدا من األيتام تزيد قليال على ثالثة أرباع عينة الدراسة يخافون من احلياة خارج الدور اإليوائية )76.5%(. فالكثير منهم يتوقع العديد من الصعوبات التي من احملتمل أن يواجهها عندما يخرج من الدار وكان ذلك بنسبة تقترب كثيرا من النسبة السابقة )78.7%(. ومن ثم يتطلب تأهيل األيتام للخروج من الدور واملؤسسات اإليوائية املزيد من التأهيل النفسي إلى جانب معاجلة العديد من املشكالت التي تعوق اندماجهم في املجتمع. ثم تأتي املشكالت االجتماعية في املرتبة التالية. وفي مقدمتها أن اليتيم يتجنب االحتكاك والتعامل مع غير األيتام خوفا من معرفتهم لوضعه االجتماعي. وقد جاءت هذه املشكلة بنسبة 57% تقريبا من جملة عينة الدراسة. ويترتب على ذلك مشكلة أخرى تتعلق بزيادة العزلة في دور الرعاية االجتماعية وعدم االختالط باآلخرين. وقد أفادت بذلك نسبة 55% تقريبا من جملة العينة. ومن ثم ميكن القول بأن أكبر حتدي يواجه اليتيم هو نظرته لنفسه باعتباره يتيم وأنه شخص مختلف عن اآلخرين. وقد بلغت نسبة تكرار هذه املشكلة 42.5% من األيتام موضع الدراسة. وهنا جتدر اإلشارة على أن مشكلة العزلة وعدم االندماج مع اآلخرين في املجتمع ال تعد مشكلة عامة بني جميع األيتام ولكنها تعد مشكلة نسبية حيث توجد نسبة 45% تقريبا من األيتام ال يعانون منها. وبالتالي ميكن معاجلة هذه املشكلة من خالل التهيئة النفسية لهم على تقبل أوضاعهم االجتماعية وكذلك من خالل االحتكاك والتعامل بني من يعانون من هذه املشكلة ومن ال يعانون منها. أفادت عينة الدراسة مبجموعة من املقترحات واحللول للمشكالت والتحديات التي يعانون منها. فمن وجهة نظرهم فإن إشراك اليتيم في بعض األنشطة الوطنية كاليوم الوطني أو التطوع أو خدمة املجتمع يعد كفيال باحلد أو التخفيف من هذه املشكالت والتحديات. وقد أفادت بذلك كل عينة الدراسة تقريبا )96.1%(. وفي االجتاه ذاته فإن مشاركة اليتيم في بعض املناسبات العامة كاألعياد واالحتفاالت ومناسبات الزواج أو العزاء...الخ وما يترتب على ذلك من التواصل مع اآلخرين في هذه املناسبات واالحتفاالت يساعد في التخفيف من مشكلة اخلجل من الوضع االجتماعي. وقد جاءت هذه الرؤية حلل مشكالتهم بنسبة 88.2% من جملة العينة. وإلى جانب ذلك يأتي احلل اخلاص بأن االحتكاك باملجتمع اخلارجي في سن مبكرة من الطفولة تساعد اليتيم على التخلص من مشاعر اخلوف واخلجل من كونه يتيم بال أهل. وقد جاء ذلك بنسبة 74.5% من إجمالي العينة. ومن ثم ميكن القول بأن اغلب احللول التي يقدمها األيتام ملشكالتهم تتعلق مبعاجلة اآلثار د. أحمد البار - د. أشرف أبو فراج النفسية اخلطيرة املترتبة على وضعهم االجتماعي في املجتمع. ولذلك ميكن اقتراح العديد من البرامج والسياسات واألنشطة التي من شأنها التخفيف من هذه اآلثار النفسية وتزيد من احتماالت اندماجهم في املجتمع كمواطنني شأن أي فرد آخر في املجتمع. ويقترح البحث ضرورة البدء بحل هذه املشكلة من املنظور الثقافي الذي يتعلق بتبني مجموعة من السياسات والبرامج اخلاصة بتهيئة املجتمع لتقبل هذه احلاالت والنظر إليها باعتبارها أحد الفئات اخلاصة التي تستحق العالج بدال من النظر إليها بنوع من الوصم االجتماعي. وفي نفس الوقت, تهيئة اليتيم ودمجه في املجتمع وإكسابه بعض املهارات التي تزيد من فرص اندماجه وثقته بنفسه كما مت اإلشارة لذلك أعاله. عاشرا : مشكالت الهوية لدى األيتام )نتائج التحليل الكيفي( تعد مشكلة الهوية من أكثر التحديات التي تواجه األيتام ذوي الظروف اخلاصة. واملصدر الرئيسي للشعور بالوصم stigma يأتي من نظرة اليتيم لظروفه االجتماعية باعتباره جاء للحياة بطريقة غير شرعية )والدة غير شرعية( وما تلى ذلك من تخلي األم وقبل ذلك األب عن هذا الطفل. كل ذلك ساهم في عزل هذه الفئة لنفسها واختيار أن تكون مع أشخاص يحملون نفس الهوية والوصم )أيتام غير معروفي األبوين(, مما كر س العزلة االجتماعية لهم وجعل البعض مييل للوحدة وقلل فرص االندماج االجتماعي مبجتمعة وباآلخرين من حولهم, األمر الذي أفقد الكثير من تعلم وفهم للمهارات والقيم والسلوكيات االجتماعية السائدة في املجتمع والتي ي حتاج إليها حتى يعيش ويتعايش ويتكيف مع مجتمعه الكبير. إن مشكلة الهوية من املرجح أن تصبح أكثر تعقيدا كون اليتيم ال يعرف شي عن جذوره )أسرته(. وبينت دراسة البار )2008( أن نظام الرعاية املقدم لهذه الفئة ساهم في حدوث وتعقد هذه املشكلة, بطريقة أو أخرى, كونه فشل في إخبار األيتام من الصغر وبأسلوب مناسب بواقعهم االجتماعي: ملاذا وكيف أصبحوا أيتام ونزالء لهذه الدور وفي حقيقة األمر, ال الرعاية اإليوائية ممثلة في الدور اإليوائية وال األسر احلاضنة, استطاعت التغلب على هذا اإلشكال. واحلل البديل في نظرهم, هو أن تبقى هذه احلقيقة طي الكتمان يتجرع اليتيم واليتيمة غصته ومرارته من وقت آلخر. إن جعل هذا األمر سرا, والتي قد تكون مبنية على نية حسنة بهدف حماية األيتام وعدم تذكيرهم مبا قد يؤثر على نفسيتهم, من شأنه أن يجعل األيتام يشعرون بالغربة وأنهم مختلفون )2003 Feast,.)c.f. فاألشخاص الذين يبقون غير مدركني لتأريخهم وماضيهم وجذورهم, عادة ما يجدون احلياة خارج أروقة الدور من الصعوبة مبكان, كما أنهم يكونون أقل قدرة من غيرهم في إدارة شؤون العديد من أمور احلياة )1995 al,.)c.f. Biehal et كما أن عالقاتهم مع اآلخرين عادة ما تتأثر كنتيجة لكتمان واقعهم االجتماعي وعدم إخبارهم به فتجدهم قلقني من تكوين عالقات مع اآلخرين, كما جتد من استطاع تكوين عالقات منع اآلخرين عادة ما يشعر بالذنب كونه لم يكن صادقا وأمينا في إخبار أصدقائه املقربني بواقعه االجتماعي Feast, 2003.))c.f. Goffman,,1963 إن العيش في غموض فيما يتعلق بهوية الشخص وواقعه االجتماعي من شأنها أن جتعل البعض من األيتام يربط بني ذلك وبني الوالدة غير الشرعية وأنها السبب الرئيس لتخلي األبوين عن الطفل )العساف, 1989, متولي, 1989, البار, 2008(. االقتباس التالي من مقابلة مع يتيم يوضح هذه املسألة )البار, 2008(: حامد: عندما كنا صغار, سألنا املوظفني عن أهلنا, ولكن حتى يجعلونا ما نستمر في طرح األسئلة قالوا لنا أنهم ماتوا. املقابل: لكن ما هو رأيك الشخصي في ذلك 67 66

35 مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة حامد: أحيانا نعتقد أننا في احلقيقة غير سعوديني...حظات صمت أو أننا كنا ضائعني...حلظة توقف أو إبائنا فعال ماتوا أو رمبا أكون نتيجة عالقة غير شرعية وهذا يخليني أفكر سلبا..توقف...نحن بحاجة أن نعرف من نكون حتى نرتاح. املقابل: ممكن املوظفني نفسهم مش عارفني! حامد: صحيح املقابل: ممكن يكونوا عايشني. حامد: ال, مستحيل..أحيانا أحس و أمتني أنه يكون لي أم, خصوصا ملن أحتك بناس عندهم أسر )حامد, 20, دار أهلية, جده( عامل أخر وجد أنه مؤثر ومساهم في مشكلة الهوية, أال وهو اختالف أسماء األيتام عادة عما هو شائع في املجتمع السعودي. اإلنسان عموما ال يريد أن يشعر باالختالف وأنه شخص مختلف اجتماعيا عن بقية أفراد مجتمعه. واأليتام كجزء من هذا املجتمع, يتضايقون من كون أسماءهم تختلف في مجملها عما هو سائد في مجتمعهم. فتجد اسم األب واجلد عادة غير متوافقة ومنسجمة مع ما هو شائع في املجتمع السعودي. كما أن معظم األيتام ال يحمل لقب محدد. وبعبارة أخرى, هم يريدون أن يشعروا أنهم أشخاص غير مختلفني, وأي شي يشعرهم أو يجعل غيرهم يشعر بذلك, من شأنه أن يساهم في تعميق مشكلة الهوية والشعور بالوصم والعزلة االجتماعية والنظرة الدونية للذات. كما أن الهوية تتأثر بالطريقة التي ي نظر لأليتام بها من قبل املجتمع األمر الذي أنعكس على األيتام أنفسهم وكو ن نظرتهم لذاتهم.self-image الكثير يشعر باإلحباط كونه ولد ألبوين غير معروفني,unknown parents يفتقر للكثير من املعلومات الشخصية وكونه قضى جل وقته في مؤسسات إيوائية ال ميكن وصف احلياة فيها بحياة األسرة. 41% من مجموعة العينة )ن= 138 ( في دراسة البار )2008( أشاروا إلى أن موت األبوين هو السبب الرئيس لكونهم بال أبوين في حني أن 10% ممن أختار خيار أخرى كتب في هامش االستبيان بأن العالقة غير الشرعية هي السبب في حني 30% من العاملني )أخصائيني وأخصائيات نفسيني واجتماعيني( أشاروا للوالدة غير الشرعية بأنها السبب في تخلي الوالدين عن الطفل. العديد يحاول عدم الكشف عن أي معلومة توضح هويته أو خلفيته, مبا في ذلك لألشخاص القريبني منه, كونه يشعر أن خلفيتهم )الطفولة, املراهقة, الدار...( فيها جوانب تبعث على اخلجل )1998 Jackson,.)c.f. حوالي النصف من املبحوثني ذكروا أنهم يشعرون باخلجل عندما يسألهم أحد عن أسرهم أو أبويهم. وتتفق هذه النتيجة مع وجهة نظر القائمني على رعاية األيتام واليتيمات حيث ذكر 70% من األخصائيني واألخصائيات بأن األيتام واليتيمات يشعرون باخلجل متى ما مت سؤالهم عن أسرهم. كما أن هناك قرابة النصف ذكروا أنهم يتجنبون إخبار اآلخرين أين يعيشون كونهم يشعرون باخلجل لو عرف زمالئهم أنهم يعيشون في دور إيوائية. وهذا الشعور ظهر بصورة أكبر بني فئة الذكور من اإليتام منه بني اإلناث )60% مقابل 35%(. وقد يعود ذلك إلى أن األيتام أكثر احتكاكا باملجتمع اخلارجي من اليتيمات بحكم سهولة خروجهم ودخولهم للدور مقارنة بالدور اإليوائية اخلاصة باإلناث )البار, 2008(. كل ذلك ساهم في إعاقة حتقيق النمو النفسي واالجتماعي للعديد من أبناء هذه الفئة وأخ ر منوهم واعتمادهم على ذاتهم, كون الكثير من األيتام كما كشفت عنه دراسة البار )2008(, يفضل أن يعزل نفسه عن املجتمع الكبير ويتجنب الشروع في بناء عالقات اجتماعية مع الغير بسبب انخفاض معدل تقدير الذات والثقة د. أحمد البار - د. أشرف أبو فراج لدى البعض وكون العديد منهم ينظرون ألنفسهم بأنهم ناقصون ومختلفون وفي أقل تقدير موصومون بوصمة )أيتام بال أسر(. إن مشكلة الهوية لدى األيتام واليتيمات ليست مقتصرة على مرحلة معينة من مراحل العمر. بل يرجح أن تكون مستمرة معهم لفترة طويلة مهددة مستقبلهم خاصة عندما يحني وقت الزواج وإجناب األبناء. واالقتباسيني التاليني ألحد املقابالت يشير لذلك )البار, 2008(: أنت شفت باألمس في حفل الزواج كيف دخل القاعة )العريس( حلاله ما معه إال أخصائي نفسي مو أهله. رغم أنه تزوج من يتيمة ومعظم احلضور أخوانه )من األيتام( اعتقد أنها مؤملة عندما يفكر فيها الواحد )حامد, 24 سنة, املنطقة الشرقية(. لها تأثير نفسي في املاضي واحلاضر واملستقبل. الواحد منا يشعر أنه شخص عدمي الفائدة. يشعر بعدم األمان ويخاف الناس. ليس لدينا شي نفقده, األمر الذي قد يجعله عدواني أو شخص منحرف )جابر, 25, دار حكومية, الرياض(. وفي هذا الشأن تشير أحد الدراسات أن شعورك باألمان واحلب مع األسرة احلاضنة التي تعيش معها لن مينعك من التفكير والرغبة في التعرف عن جذورك )2003 Feast,.)c.f. هذا ما جعل حامت يرغب في معرفة شجرة عائلته التي مت بتره منها كما يقول. فهو يرى أنه لو مت التصديق بأن أبويه متوفني, يتساءل حائرا متذمرا: أال يوجد أحد من أفراد األسرة هل ولدت من صخرة, حامت متسائال بال شك تلك النتائج وجدت لتؤكد قابلية هؤالء األيتام و عرضتهم لألذى )النفسي واالجتماعي( أكثر من غيرهم وخفض رصيدهم من رأس املال االجتماعي Social Capital كنتيجة لعدم اندماجهم في املجتمع ومتتعهم بشبكة من العالقات االجتماعية والدعم االجتماعي. كما أن إدراكهم لقيم وتقاليد وعادات املجتمع بوجه عام وشعورهم باالنتماء وأنهم جزء من مجتمعهم أقرب ما تكون ضعيفة. فعلى سبيل املثال هناك 18% من أفراد العينة ذكروا أنهم في النادر يشعرون أنهم جزء من املجتمع الذي يعيشون فيه. كما أن 19% ذكروا أنهم في بعض األحيان يشعرون بذلك )البار, 2008(. كل ذلك كما مت اإلشارة إليه في السابق يعمق العزلة االجتماعية وفرص اندماج هؤالء األيتام واليتيمات في املجتمع الذي يعيشون فيه. وذلك يعود للطريقة التي ينظر بها اليتيم/اليتيمة لذاته وللمجتمع احمليط به وللرعاية املقدمة لهم في الدور اإليوائية ومدى مساهمتها في تعميق هذا الشعور أو التقليل منه. وفي هذا الصدد يضيف كل من قاسم وجابر )البار, 2008(: النزالء مييلون لعدم االحتكاك بأفراد املجتمع لتجنب املواقف احملرجة وغير املرغوبة. هو ليس ذنب املجتمع ولكن ذنب النزالء )قاسم, 25 سنة, دار حكومية, الرياض(. كل األنشطة يتم ممارستها داخل الدور. واأليتام فيما بينهم يشعرون باحلرج عندما يقابلون اآلخرين )جابر, 25, دار حكومية, الرياض(. غير أن هناك نزالء كونوا عالقات مع املجتمع اخلارجي, غير أنهم يفضلون أن يجعلوا حقيقة أنهم أيتام وأنهم يسكنون في دار إيواء أن تبقى سرا )البار, 2008(. إن البحث عن هوية سليمة رغبه ملحة لدى معظم األيتام واليتيمات. هم يريدون أن يعرفوا أي شي من املمكن أن يربطهم بأصولهم )أسرهم( ويساعدهم في الشعور واإلحساس بأنهم يتمتعون بهوية سليمة وانتماء. فهم يحاولون يبحثون عن أي عذر, غير الوالدة غير الشرعية, تبرر ملا هم في الدار وملا مت هجرهم والتخلي عنهم من قبل ذويهم. البعض يحلم بأن يوما ما سيأتي وسيقابل أحد والديه

36 مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة د. أحمد البار - د. أشرف أبو فراج حادي عشر: البرامج واألنشطة اخلاصة مبعاجلة مشكلة الهوية تناولت الدراسة مشكلة الهوية لدى األيتام سواء ما يتعلق منها بالهوية الفردية أو اجلماعية أو االجتماعية. وتشير مشكلة الهوية الفردية إلى تلك التي تتعلق باليتيم كفرد وبالصورة التي يحملها عن نفسه وقيمة احلياة والوقت وكيفية استغالله واالستفادة منه. ومعاجلة مثل هذه املشكالت يجعل انطالق هؤالء األيتام في احلياة متسما بتحمل املسئولية والشعور بالطمأنينة والرضي والتعاطف مع اآلخرين. وقد أوضحت الدراسة امليدانية أن هناك عدد من املشكالت الفردية املتعلقة بهوية اليتيم أهمها ما يتعلق مبشاعر اخلوف والقلق لدى األيتام من وضعهم وظروفهم االجتماعية. ولذلك اقترح األيتام عددا من احللول لهذه املشكلة والتي ميكن أن تترجم وتصاغ في برامج قابلة للتطبيق. فمن وجهة نظرهم يعد أهم شيء حلل مشكلة الهوية الفردية واخلوف من أن يعرف الناس حقيقة وضعهم االجتماعي يعتمد على وجود أشخاص داعمني وقريبني لليتيم يحترمونه ويساعدونه في التخلص من مشاعر اخلوف واخلجل التي يشعر بها. وقد بلغت نسبة تأكيد األيتام على هذا االقتراح 80.4% من جملة عينة الدراسة. بينما اقترح آخرون أن تعرض اليتيم ملواقف متكررة في احلياة جتعله يحتك ويتعايش مع أشخاص من خارج الدار مما يساعد في حل الكثير من مشكالت خوف وخجل األيتام من وضعهم. وقد أفاد بهذا احلل ما نسبته 84.3% من جملة األيتام موضع الدراسة. كما اقترحت نسبة من األيتام تزيد قليال على ثالثة أرباع عينة الدراسة التحاق األيتام مبجموعات تناقش بعض القضايا املرتبطة مبشكالتهم واحتياجاتهم وكيف التصرف في مواقف احلياة املختلفة مما يساعدهم في كسب الثقة والتخلص من بعض املشاعر السلبية. وقد بلغت نسبة املستجيبني إيجابيا لهذا االقتراح 78.4% من جملة العينة. أما مشاكل الهوية اجلماعية فهي تلك الناجتة عن العالقة التي تربط اليتيم بزمالئه وأصدقائه ومجتمعه والعاملني داخل دور الرعاية وكذلك عالقته بغير األيتام واملدرسني وزمالء املدرسة وكل من تربطه به صله خارج هذه الدور. ومعاجلة مثل هذه املشاكل يتطلب صياغة سياسات وبرامج على مستويني: األول يتعلق مبعاجلة املشاكل املترتبة على مراحل النمو غير الطبيعية بحيث ال يشعر اليتيم بأن هناك اختالف بينه وبني اآلخرين وخاصة خالل فترة املراهقة والتي حتدد بشكل كبير موقف الفرد سلبا أو إيجابا في املجتمع. باإلضافة إلى معاجلة املشكالت الناجتة على عدم االنتماء إلى أسره وما يترتب عليها من آثار نفسية واجتماعية وعاطفية خطيرة وكذلك تلك املترتبة على عدم القدرة على تكوين أسرة طبيعية وتأثيث منزل الزوجية وتربية األطفال ورعايتهم. وهي املشكالت التي ميكن أن تنعكس في عزوف هؤالء األيتام عن الزواج بسبب عوامل نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية تتعلق بتكلفة الزواج وإيجاد السكن املالئم واالستعداد إلجناب األطفال وتربيتهم. وقد أوضحت الدراسة امليدانية عددا من احللول ملثل هذه املشكالت اجلماعية لعل أهمها احتضان اليتيم في أسر حاضنة بديلة متنحهم الشعور بالثقة وتساعدهم في قيم الوالء واالنتماء واالندماج في املجتمع. وقد بلغت نسبة من أفادوا بذلك 90.2% من جملة العينة. كما اقترحت نسبة كبيرة من العينة بلغت 82.4% اقتراحا آخر يرتبط باالقتراح األول وهو ضرورة ارتباط اليتيم بأسر صديقة. ومثل هذه األسر تتولى اإلنفاق على اليتيم وتلبية احتياجاته اقتصاديا واجتماعيا من خالل الزيارات املتكررة لليتيم واحتكاكه باآلخرين خارج الدور ولو لفترات مؤقتة. ولكن من وجهة نظر الباحثني يعد نظام األسرة الصديقة غير كاف لتلبية احلاجات األسرية النفسية والعاطفية لليتيم وميكن أن يأتي بنتائج عكسية إذا لم توضع الضمانات الكفيلة بتحقيق األهداف اإليجابية وجتنب الكثير من اآلثار السلبية له. جدول )10( البرامج واألنشطة اخلاصة مبعاجلة مشكلة الهوية الفئات أهم شي حلل مشكلة الهوية واخلوف من أن يعرف الناس أني يتيم يعتمد على وجود أشخاص داعمني وقريبني لليتيم يحترمونه ويساعدونه في التخلص من مشاعر اخلوف واخلجل التي يشعر بها. أعتقد أن تعرض اليتيم ملواقف متكررة في احلياة جتعله يحتك ويتعايش مع أشخاص من خارج الدار, يساعد في حل الكثير من مشكلة خوف وخجل اليتيم من وضعه وظروفه االجتماعية. تعريض اليتيم لبعض املواقف التي يتهرب منها في العادة واالحتكاك بأشخاص مختلفني وفي املواقف املختلفة التي نادرا ما يتحدث عنها اليتيم بحرية وثقة دون اللجوء لذكر احلقائق. التحاق األيتام مبجموعات تناقش بعض القضايا املرتبطة مبشكالتهم واحتياجاتهم وكيف التصرف في املواقف املختلفة تساعدهم في كسب الثقة والتخلص من بعض املشاعر السلبية. احتضان اليتيم في أسر حاضنة من شأنه أن يحل مشكلة الهوية. ك أوافق أرفض املجموع ارتباط اليتيم بأسرة صديقة يساعد في حل مشكلة الهوية. حل مشكلة االسم )بأن يعطى اليتيم ألف والم( قبل اسمه األخير, قد تساعد في التخفيف من مشكلة الهوية. ارتباط اليتيم بأحد العاملني في الدار كأخ أكبر يتواصل معه ويزوره يعد أمر هام ملساعدة اليتيم للتخلص من بعض مشكالت الهوية والنظرة لذاته بأنه شخص مختلف. أعتقد أن زواج اليتيم من فتاة غير يتيمة من شأنه أن يساعد في حل مشكلة الهوية لليتيم. إشراك اليتيم في بعض األنشطة الوطنية )كاليوم الوطني, خدمة املجتمع, التطوع...( قد حتد من مشكلة الهوية لليتيم. % ك %

37 مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة وثمة اقتراح آخر يرى أن ارتباط اليتيم بأحد العاملني في الدار كأخ أكبر يتواصل معه ويزوره يعد أمر هام ملساعدة اليتيم للتخلص من بعض مشكالت الهوية والنظرة لذاته بأنه شخص مختلف. وبلغت نسبة من أفادوا بذلك 84.3% من جملة عينة الدراسة. أما االقتراح األخير فيما يتعلق مبعاجلة مشكالت الهوية اجلماعية فيتمثل في زواج اليتيم من فتاه غير يتيمة. وقد وصلت نسبة تكرار هذا االقتراح ما يزيد قليال على ثالثة أرباع عينة الدراسة )78.4%(. ومن ثم يعكس حتليل البيانات السابقة إلى وجود عدد من االقتراحات واحللول ملعاجلة مشكالت الهوية لدى األيتام. ومن وجهة نظر الباحثني تعد بعض هذه احللول قابلة للتحقيق السريع على أرض الواقع ولذلك يتعني البدء بها كأحد السياسات والبرامج اخلاصة مبعاجلة هذه املشكلة. ولكن من جهة أخرى تعد بعض هذه احللول صعبة التحقيق وتتطلب املزيد من اإلجراءات األولية السابقة على البدء في تنفيذها في الواقع ومن أهمها االقتراح األخير املرتبط بزواج اليتيم من غير اليتيمة. فمن وجهة نظر الباحث يتطلب ذلك السعي اجلاد لتغيير ثقافة املجتمع وخاصة ما يتعلق بطبيعة النظرة إلى مثل هذه الفئات اخلاصة. وتتركز مشاكل الهوية االجتماعية في تلك املرتبطة بإمكانية وصول هؤالء األيتام إلى النضج االجتماعي. حيث يجب عليهم أن يعيشوا ويعملوا مع اآلخرين وأن يكونوا واثقني من أنفسهم في قدراتهم وأن يكون لديهم تسامح في مجال الفروق اإلنسانية ومع اآلخرين سواء كانوا من ذوي الظروف اخلاصة أو غيرها. وتتجسد مثل هذه املشكالت االجتماعية واقعيا في قلة االهتمامات بالشؤون العامة في املجتمع وإمكانية االرتباط مع مجموعات ذات اهتمامات سلبية والبعد عن الكثير من األنشطة ذات االرتباط باملجتمع وتبني املمارسات غير الرشيدة مع اآلخرين. وميكن معاجلة العديد من هذه املشكالت من خالل صياغة برامج وسياسات تراعي مجاالت اهتمامات الشباب مثل األنشطة املختلفة: الدينية والثقافية والفنية والرياضية والعلمية واالجتماعية والسياسية والترفيهية. وقد عكست الدراسة امليدانية مجموعة من مشكالت الهوية االجتماعية وطرق التعامل معها. أولها يتعلق باالقتراح اخلاص بأن إشراك اليتيم في بعض األنشطة الوطنية )كاليوم الوطني وخدمة املجتمع والتطوع وغيرها من األنشطة املجتمعية( قد يحد من مشكلة الهوية االجتماعية لليتيم. وقد بلغت نسبة من أفادوا بذلك 96.1% من جملة العينة. أما االقتراح الثاني فتمثل في أن حل مشكلة االسم )بأن يعطى اليتيم ألف والم( قبل اسمه األخير, قد تساعد في التخفيف من مشكلة الهوية االجتماعية. وبلغت نسبة تكرار هذا االقتراح 84.3% من العينة. كما أثار األيتام حل آخر يتمثل في أن تعريض اليتيم لبعض املواقف احلياتية التي يتهرب منها في العادة واالحتكاك بأشخاص مختلفني وفي املواقف املختلفة التي نادرا ما يتحدث عنها اليتيم بحرية وثقة دون اللجوء لذكر احلقائق. وهذا من وجهة نظرهم كفيل بأن يكون أحد احللول ملشكلة الهوية االجتماعية. وبلغت نسبة تكرار هذا احلل 64.7% من إجمالي عينة الدراسة. ثاني عشر: البرامج واألنشطة اخلاصة بدعم االندماج االجتماعي لأليتام ركزت العديد من الدراسات على برامج وقضايا التوعية والدمج االجتماعي لأليتام. فهما اآلليتان األكثر مالئمة لتحقيق أهداف املؤسسات وللوقاية من أسباب اليتم بأنواعه املختلفة ورفع مستوى قدرة املجتمع على استيعاب األيتام وإعطائهم فرصا وخيارات أسوة باألطفال غير األيتام والتعامل معهم باعتبارهم عناصر هامة لتحقيق االندماج االجتماعي على خلفية حتقيق العدالة االجتماعية والتي تصب في خدمة التنمية. وفي هذا اإلطار ميكن التركيز على وسائل اإلعالم املرئية واملقروءة واملسموعة باعتبارها من أهم وأسرع وسائل التوعية ولها دور فاعل في التعبئة والتغيير وذلك عبر استخدامها كمنبر عام وإدراج بعض البرامج والفقرات د. أحمد البار - د. أشرف أبو فراج اخلاصة باألطفال إلى جانب تعزيز القيم االجتماعية التي حتث على رعاية اليتيم واالهتمام به من خالل برامج تدخل متخصصة تساهم فيها كل األطر االجتماعية. وقد أوضحت الدراسة امليدانية )جدول 9( عددا من البرامج واألنشطة اخلاصة بتحقيق االندماج االجتماعي في املجتمع. وتوضح هذه البيانات أن الغالبية العظمى من عينة الدراسة يرغبون في ممارسة األنشطة التي تزيد من استعدادهم لالندماج في املجتمع. فقد بلغت هذه النسبة 94.1% من إجمالي العينة. ولضمان جناح هذه البرامج واألنشطة في حتقيق أهدافها يتعني البدء في هذه البرامج واألنشطة بالنسبة لأليتام وهم في سن صغيرة نسبيا. وقد أفادت بذلك نسبة 80.4% من جملة العينة. ومن بيانات )جدول 9( ميكن استنتاج عددا من البرامج واألنشطة اخلاصة باالندماج االجتماعي لأليتام كما يلي: يتمثل البرنامج األول في الدعم املهني لأليتام من خالل تبني االجتاه اخلاص بعمل اليتيم أثناء اإلجازات في بعض األعمال التي تدر عليه دخل ومتنحه فرصة االحتكاك بالناس ومواجهة اجلمهور. وبلغت نسبة تكرار هذا البرنامج 86.3% من جملة عينة الدراسة. ولذلك يعد عامل األمان املهني لأليتام ذو أهمية خاصة في حتقيق االندماج االجتماعي لأليتام في املجتمع. وفي هذا الشأن ميكن مخاطبة املؤسسات احلكومية واخلاصة لضمان تفعيل مبدأ وجود متثيل نسبي لهذه الفئات اخلاصة في مؤسسات العمل. ثم يأتي البرنامج اخلاص باستقبال اآلخرين ذوي الصلة باأليتام داخل دور ومؤسسات اإليواء مثل املعلمني والزمالء وتخصيص مكان مناسب الستقبالهم. وبلغت نسبة من أفادوا بذلك 86.3% من جملة األيتام داخل الدار مقابل نسبة 13.7% فقط ال يرون ذلك. وهي ذات النسب اخلاصة بالبرنامج األول اخلاص باألمان املهني لأليتام. ويتطلب حتقيق ذلك ضرورة تخصيص جزء من ميزانية دور األيتام لهذا البرنامج بحيث تتم هذه الزيارات على فترات متقاربة نسبيا. وهذا من شانه دعم اندماج هؤالء األيتام في املجتمع. جدول )9( البرامج واألنشطة اخلاصة باالندماج االجتماعي الفئات ك أوافق ك % أرفض % 1 أرغب أن أمارس أنشطة تزيد من دمجي في املجتمع اخلارجي املجموع 51 2 أفضل أن يتم دمج اليتيم في مجتمعه اخلارجي وهو في عمر صغير وجود جلنة باسم أصدقاء اليتيم من بعض رجال األعمال واملسئولني في املجتمع تقوم بزيارة اليتيم واستضافته في بعض املناسبات والسماع له يساهم في ربط اليتيم أكثر مبجتمعه اخلارجي. أرى أهمية متكني اليتيم من استضافة بعض معلميه أو زمالءه في املدرسة أو احلي داخل الدار وتخصيص مكان مناسب الستقبالهم

38 مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة أن يعيش اليتيم في بيت صغير مستقل في أحد األحياء مع مجموعة من األيتام بدل الدار حتت إشراف أحد العاملني الذي يلعب دور األخ األكبر لهم هو األفضل في دمج اليتيم 5 في املجتمع أعتقد أن زواج اليتيم من فتاة غير يتيمة من شأنه أن يساعد في حل مشكلة عدم اندماج اليتيم في املجتمع أن تقوم أسرة بإرضاع اليتيم وهو رضيع وجعله يشعر أن لديه أقرباء من الرضاعة تعد من األمور الهامة التي يحتاج لها 7 اليتيم حتى وإن بقي في الدار ولم يعش مع هذه األسرة أن يشارك اليتيم في سن معينة في بعض املنتديات واللقاءات االجتماعية والثقافية التي تقام بصورة دورية في 8 املجتمع يعد أمر هام في مساعدته في االندماج في املجتمع أرى ضرورة أن يعمل اليتيم أثناء اإلجازات في بعض األعمال التي تدر عليه دخل ومتنحه فرصة االحتكاك بالناس ومواجهة اجلمهور. 9 وفي الرتبة الثالثة يأتي البرنامج اخلاص بنظام الرضاعة األسرية. حيث تقوم أحد األسر بإرضاع اليتيم وهو رضيع مما يجعله يشعر أن لديه أقرباء من الرضاعة. وقد بلغت نسبة استجابة األيتام لذلك البرنامج من جملة األيتام مقابل نسبة 15.7% فقط ال يرون ذلك البرنامج ضروريا. وال شك أن مثل هذا البرنامج يعد من األمور الهامة التي يحتاج لها األيتام حتى في حالة بقائهم داخل الدار وعدم انتقالهم للمعيشة مع هذه األسر. ولضمان جناح مثل هذا البرنامج فإن ذلك يتطلب املزيد من التهيئة املجتمعية للمواطنني بأن هذا البرنامج هو أحد السبل الهامة لدمج هؤالء األيتام في املجتمع. ومن وجهة نظر الباحث يتطلب ذلك دعم علماء الدين لنشر ثقافة تقبل هذه البرامج نظرا للدور الذي يقومون به في توجيه اخلطاب الديني خلدمة هذه الشريحة )على مستوى النظرة جتاه اليتيم بشكل عام والتشجيع على احتضان وكفالة األيتام بشكل خاص(. وفي املرتبة التالية يأتي برنامج أصدقاء اليتيم والذي يتكون من جلنة من بعض رجال األعمال واملسئولني في املجتمع تقوم بزيارة اليتيم واستضافته في بعض املناسبات والسماع له مما يساهم في ربط اليتيم أكثر مبجتمعه اخلارجي واستشعار أهمية املساهمة في رعاية هذه الفئة من قبل بعض املسئولني في املجتمع. وقد بلغت نسبة االستجابات اخلاصة بهذا البرنامج 82.4% من جملة مجتمع الدراسة. وبالنسبة السابقة ذاتها تأتي استجابة األيتام للبرنامج اخلاص بضرورة مشاركة اليتيم في سن معينة في بعض املنتديات واللقاءات االجتماعية والثقافية التي تقام بصورة دورية في املجتمع يعد أمر هام في مساعدته في االندماج في املجتمع. ومن شان ذلك دعم اهتمام األيتام بالشؤون العامة في املجتمع وبالتالي دعم قيم الوالء واالنتماء واالندماج االجتماعي لديهم. برنامج الدعم االجتماعي لأليتام ويتضمن ذلك أن يعيش اليتيم في بيت صغير مستقل في أحد األحياء مع مجموعة من األيتام بدل الدار حتت إشراف أحد العاملني الذي يلعب دور األخ األكبر لهم باعتبار أن ذلك يعد األفضل في دمج اليتيم في املجتمع. وقد بلغت نسبة استجابة األيتام لذلك البرنامج 80.4% من جملتهم. أما البرنامج األخير املقترح من قبل األيتام فيتمثل في زواج اليتيم من فتاة غير يتيمة. وهو ما من شأنه أن د. أحمد البار - د. أشرف أبو فراج يساعد في حل مشكلة عدم اندماج اليتيم في املجتمع. وجاء هذا البرنامج بنسبة 78.4% من جملة األيتام عينة الدراسة. وإذا كان هذا البرنامج قد جاء في املرتبة األخيرة بني البرامج والسياسات املقترحة فإن ذلك ميكن أن يشير إلى مؤشر هام فيما يتعلق باأليتام وهو عدم اهتمامهم باملستقبل بقدر اهتمامهم بحياتهم اليومية. وهو ما يتطلب صياغة املزيد من البرامج والسياسات واألنشطة لدفعهم على التطلع للمستقبل وأخذه في االعتبار. ومن شان ذلك أن يدفعهم إلى اإلحساس بقيمتهم في احلياة وبالتالي يسعون إلى االندماج االجتماعي. كما أن صغر سن العينة, حيث بلغت فئة من يقع في عمر 18 هي األكبر, قد يفسر ملاذا جاء هذا البرنامج في املرتبة األخيرة. ثالث عشر: برنامج مقترح للحد من مشكالت الهوية وزيادة فرص االندماج االجتماعي لأليتام اسم البرنامج نوع البرنامج أهداف البرنامج هويتي برنامج تأهيلي اجتماعي )وقائي عالجي تنموي( التخفيف من حدة مشكلة الهوية والوصم لدى الكثير من األيتام واليتيمات من خالل دمج اليتيم واليتيمة وفي سن مبكرة باملجتمع اخلارجي التخلص من مشاعر اخلوف واخلجل من أن يعرف الناس شي عن هوية اليتيم/ اليتيم )من أكون, أين أعيش...( مساعدة اليتيم/اليتيمة بتقبل واقعهم االجتماعي ونقلهم من العزلة االجتماعية والشعور بأنهم أشخاص مختلفون وإخبارهم )الفئة العمرية الصغيرة( بواقعهم االجتماعي بطريقة مهنية

39 مشكالت االندماج االجتماعي والهوية لدى األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة مراجع الدراسة - األنصاري, عبدالله. )2004(. املشكالت النفسية والسلوكية لألطفال مجهولي األبوين: دمجهم من خالل األسر احلاضنة. الكويت: مجلس وزراء الدول اخلليجية للعمل والشؤون االجتماعية. - السدحان, عبدالله, ناصر. )2003(. أطفال بال أسر. الرياض: العبيكان. - السعد, نورة )2004(. تقومي وتطوير اخلدمات االجتماعية في دور التربية االجتماعية لليتيمات في اململكة العربية السعودية. دراسة غير منشورة. وزارة الشؤون االجتماعية. - الزهراني, موضي. )2000(. األساليب الفعالة في التعامل مع السلوك املنحرف لألطفال ذوي الظروف اخلاصة. الرياض: مكتبة امللك فهد الوطنية. - رطروط وآخرون األدوار احلالية واملستقبلية للمؤسسات املعنية بقضية األطفال مجهولي النسب في األردن والسياسات الضامنة لزيادة كفاءتها وفاعليتها. - العساف, صالح )1989(. تربية األطفال مجهولي الهوية )اجلزء األول والثاني(. الرياض: دار النشر باملركز العربي للدراسات األمنية والتدريب. - املؤسسة القطرية لرعاية األيتام توفير البيئة اآلمنة لأليتام: معايير وأشكال رعائية منوذجية مؤمتر األيتام الثاني البحرين. - متولي, محمد )رعاية اإلسالم للقيط. مجلة الدراسات اإلسالمية والقضاء. العدد : - مجلة العلوم االجتماعية 25/7/2009. Albar, Ahmed (2008). A Triangulate Multi-Sites Case Study of Abandoned Young People in Resi- - dential Care and Care Leavers in Saudi Arabia. Doctoral Thesis in Social Policy and Social Work. د. أحمد البار - د. أشرف أبو فراج اعتمدت هذه الدراسة على تطوير جانب من البيانات امليدانية التي مت جمعها في إطار دراسة تطوير البرامج واألنشطة في الفروع اإليوائية وحتويلها إلى برامج تأهيلية تنفذ خارج الدور والتي مت إجراؤها لصالح وزارة الشؤون االجتماعية عام يستخدم مصطلح األيتام ذوي الظروف اخلاصة أو مجهولي األبوين لأليتام الذين ولدوا بال أبوين معروفني. وزارة الشؤون االجتماعية في اململكة العربية السعودية تفضل استخدام ذوي الظروف اخلاصة للتفريق بينهم وبني األيتام الذين لهم في األساس أسر وأقارب. وهناك توصية في مؤمتر أقيم في القاهرة مؤخرا تفضل تسمية األطفال احملرومني من الرعاية الوالدية. * مت حساب النسبة املئوية من جملة امللتحقني بعضوية النوادي واملؤسسات في هذا اجلدول فقط دون بقية اجلداول اخلاصة بأسئلة االختيار املتعدد. فنظرا لصغر حجم هؤالء فضل الباحث ذلك وهو ما يكون ضروريا في اجلداول التالية حيث مت حساب النسبة املئوية من جملة العينة التي بلغت 51 مفردة. عامة ما تستخدم العالمة.c.f عندما يتم االستعانة مبصادر أو دراسات أجريت في مجتمعات مغايرة وعلى مبحوثني وثقافات مختلفة عن الدراسة واملبحوثني التي يقوم الباحث بدراستها. غير أن املصدر يشير ملعلومات تنطبق على مجتمع الدراسة فيلجأ الباحث لهذا األسلوب كإشارة وإقرار أنه مدرك لكون املصدر ومضمون الدراسة التي مت االستشهاد بها مختلفة عن مجتمع الدراسة احلالية ولكن النتائج واملعلومات تدعم الدراسة. حوالي 12% من األيتام واليتيمات لم يشعروا باالرتياح إلجابة هذا السؤال وتركوه فارغا. املؤسسة القطرية لرعاية األيتام توفير البيئة اآلمنة لأليتام: معايير وأشكال رعائية منوذجية مؤمتر األيتام الثاني البحرين. ولعل برنامج القرابة عن طريق الرضاعة الذي تقوم به اجلمعية اخليرية لرعاية األيتام في مكة املكرمة يهدف لتحقيق هذا الهدف ولعل برنامج»بيت البركة«في مدينة القصيم أحد النماذج االيجابية في هذا الشأن. * قدم هذا البرنامج مع غيره من البرامج من قبل الدكتور أحمد البار لوزارة الشؤون االجتماعية في مشروع يهدف لتطوير البرامج واألنشطة لقطاعات عديدة من املستفيدين تشرف عليهم وزارة الشؤون االجتماعية ومنها قطاع األيتام في 1432 ه وجزء كبير من البرنامج استفاد من نتائج الدراسة احلالية..York: University of York.Barker, Robert, L. (1996). The Social Work Dictionary. Washington D.C: NASW Press - Biehal et al. (1995) Moving on: Young People and Leaving Care Schemes, London - Feast, J. (2003) Searching questions: identity, origins and adoption, London: British Association -.for Adoption and Fostering Goffman, E. (1963) Stigma: Notes on the Management of Spoiled Identity, New Jersey: Prentice- -.Hall Inc Hyde, A. (2000) Age and Partnership as Public Symbols: Stigma and Non-Marital - Jackson, S. (1998) Looking After Children: A New Approach of Just and Exercise in Formfilling? -.A Response to Knight and Caveney in The British Journal of Social Work, Vol. 28, pp Motherhood in an Irish Context in European Journal of Women s Studies, Vol. 7, No 1, pp Sinclair, I. (1988) Residential Care: The Research Reviewed, London: Her Majesty s Stationery -.Office.Stein, M. (1997) What Works in Leaving Care? Barkingside: Barnardos - Alansary, A. (2004) Psychological and Behavioral Problems of Children of

40 د.أحمد حمزة فاعلية برنامج إرشادي تكاملي في تخفيف العنف لدى عينة من األطفال اجلانحني األيتام ملخص البحث هدفت الدراسة إلى التعرف على فاعلية برنامج إرشادي تكاملي فى تخفيف العنف لدى األطفال اجلانحني األيتام فى دور التربية فى مرحلة الطفولة املتأخرة وتكونت عينة الدراسة من 20 طفال من األطفال املوجودين فى دور التربية باجليزة وقد مت تقسيم عينة الدراسة إلى مجموعتني املجموعة التجريبية وتتكون من 10 أطفال واملجموعة الضابطة وتتكون من 10 أطفال ومت تطبيق الدراسة على مؤسسة دور التربية باجليزة. ولإلجابة عن فرضيات الدراسة فقد مت بناء برنامج ارشادى تكاملى يتكون من 20 جلسة استغرقت مدة تطبيقها شهرين ونصف باإلضافة إلى بناء مقياس للعنف ملرحلة الطفولة املتأخرة يتضمن ثالثة أبعاد )العنف نحو الذات- العنف نحو األخرين العنف نحو املمتلكات العامة واخلاصة( وقد مت إيجاد صدق املقياس من خالل عرضة على مجموعة من احملكمني وأجريت التعديالت املطلوبة بناء على رأيهم حيث تألف املقياس بصورتة النهائية من 30 فقرة موزعة على األبعاد الفرعية للمقياس كما مت التوصل إلى ثبات املقياس من خالل تطبيقة على عينة من 100 طفل فى مرحلة الطفولة املتأخرة فى دور التربية باجليزة وذلك باستخدام طريقة ألفا كرونباخ حيث كانت معامالت االتساق الداخلى لألبعاد الفرعية للمقياس 94, كذلك مت استخدام طريقة التجزئة النصفية )سبيرمان-جتمان( وكانت نسبة الثبات 90.. ولإلجابة على فروض الدراسة فقد استخدم الباحث أسلوب احصائى بارامترى )t( وكانت الفروق لصالح املجموعة التجريبية كما اتضح من خالل النتائج فاعلية البرنامج االرشادى فى كل أبعاد املقياس. إعداد: د.أحمد حمزة كلية التربية - قسم علم النفس جامعة األميرة نورة بنت عبد الرحمن مقدمة أصبح العنف مظهرا من مظاهر احلياة العصرية ومؤشرا يهدد العالقات على مستوي األفراد داخل األسرة الواحدة وداخل املجتمع الواحد وكذا العالقات بني اجلماعات والشعوب واحلضارات. ويرى املدهون ) 2004 ص 509 ( "بأن ظاهرة العنف ظاهرة نفسية إنسانية معقدة كانت موجودة منذ القدم إال أنها أصبحت سمة العصر حيث تعددت أشكاله واختلفت مجاالته مما يتطلب االهتمام من الباحثني ودراسة هذه الظاهرة لتقدمي التفسيرات العلمية لها وذلك إليجاد احللول خلفض سلوكيات العنف لدى األطفال واملراهقني وحتسني درجة التوافق والصحة النفسية لديهم". ويشير العيسوي ) 2001 ص 140 ( إلى أن "العنف ظاهرة إجرامية وشاذة ولكنها ظاهرة بالغة التعقيد تتدخل فيها وتتشابك العوامل النفسية والعقلية والفيزيقية والوراثية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية والعرقية والساللية ونظرا لكثرة إنتشارها في هذه األيام في معظم املجتمعات ينبغي دراسة أسبابها دراسة نفسية متعمقة كما ينبغي أن توضع البرامج التربوية والثقافية واإلعالمية للحد من ظاهرة العنف وقاية وعالجا ". ويذهب التير ) 1997 ص 11 ( إلى اعتبار "العنف من بني أولى مظاهر السلوك التي عرفتها املجتمعات البشرية لكن معدالته ارتفعت كثيرا خالل العقود األخيرة كما أن أنواعا جديدة ظهرت ألول مرة وال يكاد مجتمع معاصر يخلو من بعض أشكال العنف والتى عرفتها املجتمعات منذ زمن بعيد إال أن بعض أسبابه مرتبط ببعض خصائص املجتمع احلديث وخصوصا ما يبدو أنه تعبير عن الضغوط النفسية ". ويرتبط العنف باإلستعداد الشخصي ملمارس العنف من جهة وبالضغوط اخلارجية من جهة أخرى كما يرتبط بعوامل دافعة لعل من أبرزها هيمنة سلوك الرفض املطلق لدى الشخص جتاه الغير والتعصب وامليل للتطرف كما يرتبط بالتمييز العنصري واالجتماعي والتفرقة املذهبية والطائفية والطبقية كما يرتبط 79

41 فاعلية برنامج إرشادي تكاملي في تخفيف العنف لدى عينة من األطفال اجلانحني األيتام بالتغيرات االجتماعية وأساليب التنشئة ومشاهدة العنف اإلعالمي. ومن الفئات التى ينتشر فيها سلوك العنف فئة األطفال األيتام نظرأ لغياب الرعاية الوالدية واألسرية وتأثير جماعة الرفاق الذين ميارسون العنف والعدوان. ويري الباحث أن اإلرشاد اجلماعي يعتبر الطريقة اإلرشادية املثلي ملرحلة الطفولة انطالقا من طبيعة هذه املرحلة النمائية وكذلك لكون الطفل في حاجة دائمة للوسط االجتماعي الذي يحتويه ويشبع فيه حاجاته النفسية واالجتماعية وحلاجة الطفل باإلنتماء جلماعة يشعر معها بالرغبة في مناقشة أفكاره ومشكالته في مجتمع لديهم من الرغبة واملشكالت مثل ما لديه فيشعر باألهمية والقيمة االجتماعية واالنتماء ويشعر بتقبل اآلخرين وحرصهم عليه ولذلك اكتسب اإلرشاد اجلماعي أهمية خاصة في مرحلة الطفولة. ومن هنا جاءت فكرة هذه الدراسة لتشكل خطوة في االجتاه العلمي لتناول ظاهرة العنف لدى األطفال تناوال علميا وبأسلوب جديد من خالل إتباع الطريقة التكاملية التي تعتمد على استخدام املرشد للفنيات واألساليب اإلرشادية بحيث تسهم كل منها في مواجهة بعض أشكال العنف وتالئم الفروق الفردية بعيدا عن التمسك بنظرية واحدة قد ال حتقق فنياتها األثر الذي يجعل من اإلرشاد فاعال في تناول املشكالت لذا فإن البحث يتناول ظاهرة العنف بأسلوب إرشادي جديد في مرحلة لها من األهمية النفسية واالجتماعية والتربوية ما يجعلها جديرة بأن تكون موضع إهتمام الباحثني. مشكلة الدراسة : يعانى األطفال األيتام من العديد من املشكالت السلوكية وال سيما مشكلة العنف الذى أصبح ظاهرة فى الوقت احلاضر ونظرا ألن األطفال املوجودين فى دور التربية بعيدين عن السلطة االبوية واالسرية مما ينتج عنة ممارسة سلوك العنف لدى االطفال االيتام وبناء عليه : قام الباحث باعداد برنامج ارشادى جمعى تكاملى يتكون من العديد من اجللسات االرشادية باستخدام املنحى التكاملى بناء علية قام الباحث باالجابة على التساؤالت اآلتية: هل هناك فروق ذات داللة إحصائية بني درجات املجموعة التجريبية قبل وبعد تنفيذ البرنامج االرشادى هل هناك فروق ذات داللة إحصائية بني درجات املجموعة الضابطة قبل وبعد تنفيذ البرنامج االرشادى هل هناك فروق ذات داللة إحصائية بني درجات املجموعة التجريبية و الضابطة بعد تنفيذ البرنامج االرشادى هل هناك فروق ذات داللة إحصائية بني درجات املجموعة التجريبية فى القياس البعدى األول والثانى أهمية الدراسة : تأتى أهمية الدراسة من كونها الدراسة األولى فى حدود علم الباحث التى تتبنى برنامج ارشادى تكاملى التى طبقت على األطفال األيتام فى مرحلة الطفولة املتأخرة. إن الدراسة احلالية تساهم فى القاء الضوء على أهمية تدريب االطفال ذو السلوك العنيف على اخلطوات االرشادية التى من شأنها تزود االطفال باألفكار واخلطوات العملية التى تؤدى لتخفيف العنف لدى االطفال. وتعد هذة الدراسة ذات أهمية للمربني واملرشدين واملعاجلني النفسيني الذين يتعاملون مع أطفال دور رعاية االيتام إذ أنة باإلمكان االستفادة من البرامج االرشادية املتعلقة بسلوك العنف. وتساعد هذة الدراسة الباحثني إلجراء املزيد من الدراسات املتعلقة بالعنف وغيرها من املشكالت السلوكية االخرى لدى االطفال وغيرها من املراحل األخرى. د.أحمد حمزة فروض الدراسة: هدفت الدراسة اإلجابة على الفروض التالية: توجد فروق ذات داللة إحصائية بني املجموعة التجريبية والضابطة بعد تطبيق البرنامج لصالح املجموعة التجريبية. توجد فروق ذات داللة إحصائية بني املجموعة التجريبية وأعضاء نفس النمجموعة قبل وبعد تطبيق البرنامج لصالح القياس البعدى. ال توجد فروق ذات داللة إحصائية لدى أعضاء املجموعة الضابطة قبل وبعد تطبيق البرنامج. ال توجد فروق ذات داللة إحصائية لدى أعضاء املجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج وبعد شهرمن املتابعة. التعريفات االجرائية للدراسة: العنف: يعرف العنف بأنة السلوك الذى يقوم بة الطفل سواء موجها نحو الذات األخرين أو املمتلكات العامة واخلاصة. االرشاد النفسى : يعرف اإلرشاد النفسى بأنة مجموعة من اجللسات االرشادية املتكاملة وذلك من خالل عدد من األساليب الفنية دون تبنى وجهة نظر محددة. الطفل: ويقصد باألطفال في هذه الدراسة "األطفال الذكور الذين تقع أعمارهم من سن امليالد وحتى سن اثنتى عشرة سنة". نزالء دور التربية :يقصد بنزالء دار التربية فى الدراسة : األفراد الذين ح رموا من رعاية أسرهم األصلية ومت إيداعهم في دور التربية االجتماعية التابعة لوزارة الشؤون االجتماعية والتى يودع بها األطفال ذو الظروف األسرية الصعبة والتي حتول بينهم وبني استمرار معيشتهم داخل أسرهم الطبيعية ويوجد بها جهاز إداري مكون في بعض األحيان من املدير وعدد من األخصائيني النفسيني واالجتماعيني واملشرفني الليليني ومدرسني متخصصني لألنشطة املختلفة. احلدث اجلانح :يعرف احلدث اجلانح بأنه من يقوم بسلوك مضاد للمجتمع يقوم على عدم التوافق والصراع بني الفرد ونفسه وبني الفرد واجلماعة بشرط أن يكون الصراع والسلوك الإلجتماعي سمة واجتاها نفسيا واجتماعيا تقوم عليه شخصية احلدث املنحرف وتستند إليه في التفاعل مع أغلب مواقف حياته وأحداثها وإال كان هذا السلوك حدثا سطحيا عارضا يزول بزوال أسبابه. اليتيم : يعرف اليتيم فى هذة الدراسة بأنة الطفل الذى يقيم بدور التربية وال يتعدى عمرة اثنى عشر عاما وقد يكون معروف االبوين او غير معروف أو محكوم علية من محكمة االحداث. حدود الدراسة: تتحدد الدراسة من خالل عدد من املؤشرات التالية: اقتصرت الدراسة على األطفال املقيمني بدور التربية مبحافظة اجليزة على أن تقتصر الدراسة على مرحلة الطفولة املتأخرة من 9 الى 12 سنة من الذكورفقط

42 فاعلية برنامج إرشادي تكاملي في تخفيف العنف لدى عينة من األطفال اجلانحني األيتام تكونت عينة الدراسة من 20 من األطفال األيتام. أن يتسم سلوك األطفال بدرجة عالية من العنف. وقد مت تقسيم عينة الدراسة إلى مجموعتني املجموعة التجريبية وتتكون من 10 أطفال واملجموعة الضابطة وتتكون من 10 أطفال على أن تطبق الدراسة على املجموعة التجريبية دون املجموعة الضابطة. قام الباحث بتثبيت عدد من املتغيرات مثل السن درجة العنف. مفاهيم الدراسة: - 1 العنف : العنف لغة : "يرجع أصل الكلمة إلى عنف يقال عنف به وعليه يعنف عنفا وعنافة لم يرفق به فهو عنيف يقال عنف فالنا : أي المه بعنف وشدة وعتب عليه وأعنفه عليه واعتنف األمر أي أخذه بعنف" "والعنف بضم النون ضد الرفق والتعنيف مبعنى التعبير باللوم. ومن هنا فإن املعني اللغوي للعنف هو "املغاالة في الشدة" وهو ضد الرفق. )البستانى 1997 :ص 638 ( وتشير املوسوعة العلمية )universals( أن مفهوم العنف يعني كل فعل ميارس من طرف جماعة أو فرد ضد أفراد آخرين عن طريق التعنيف قوال أو فعال وهو فعل عنيف يجسد القوة املادية أو املعنوية. وذكر قاموس )Webster( أن من معاني العنف ممارسة القوة اجلسمية بغرض اإلضرار بالغير وقد يكون شكل هذا الضرر ماديا أو معنويا من خالل تعمد اإلهانة بالسباب أو التجريح. )بركات 2008 :ص 8 ( وعرف )التير( العنف بأنه : )االستعمال غير القانوني لوسائل القسر املادي أو البدني إبتغاء حتقيق غايات شخصية أو جماعية(. )التير 1414 :ص 43 ( وعرفه )الصيرفي( بأنه )امليل إلى اإلعتداء والتشاجر واالنتقام واملشاركة واملعاندة وامليل للتحدي والتلذذ في نقد اآلخرين وكشف أخطائهم وإظهارهم مبظهر الضعف أو العجز واإلجتاه نحو التعذيب والتنغيص وتعكير اجلو والتشهير وإحداث الفنت والنوبات الغضبية بصورها املختلفة املعروفة(. )الصيرفى 1990 :ص 114 ( وعرفه )حلمي( بأنه : )ممارسة القوة البدنية إلنزال األذى باألشخاص أو املمتلكات كما أنه الفعل أو املعاملة التي حتدث ضررا جسيما أو التدخل في احلرية الشخصية(. )حلمى 1999 :ص 9 ( مفهوم الطفل : الطفل لغة : ورد في مختار الصحاح أن الطفل يعني املولود والولد يقال له كذلك حتى البلوغ وذلك تطبيقا لقوله تعالي : )وإذا بلغ األطفال منكم احللم فليستأذنوا( )النور اآلية 59(. )الرازى 1992 :ص 78 ( ويقصد باألطفال في هذه الدراسة : "األطفال الذكور الذين تقع أعمارهم من سن امليالد وحتى سن اثنتى عشرة سنة". د.أحمد حمزة نزالء دور التربية : وفي هذه الدراسة يقصد بنزالء دار التربية االجتماعية : األفراد الذين ح رموا من رعاية أسرهم األصلية ومت إيداعهم في دور التربية االجتماعية التابعة لوزارة الشؤون االجتماعية والتى يودع بها األطفال ذو الظروف األسرية الصعبة والتي حتول بينهم وبني استمرار معيشتهم داخل أسرهم الطبيعية وتشمل كذلك االطفال اللقطاء ويوجد بها جهاز إداري مكون في بعض األحيان من املدير وعدد من األخصائيني النفسيني واالجتماعيني واملشرفني الليليني ومدرسني متخصصني لألنشطة املختلفة وتقبل املؤسسة االطفال بناء على الشروط التالية: وفاة األب أو األم أو اإلثنني مع ا وعدم قدرة الورثة على تربيتهم. التفكك األسري من طالق أو إنفصال أو وجود مشكالت أسرية أو التأكد والتحري من عدم كفاءة الوالدين أو أحدهما على تربية األبناء ليمثالن خطرا عليهم. وجود بعض الظروف التي حتول دون رعاية الطفل في أسرته مثل مرض الوالدين أو عدم القدرة االقتصادية على رعايته وهي حاالت نادرة. األفراد مجهولو األبوين )اللقطاء( اجلنوح: تشير كلمة "جنح" في قاموس اللغة العربية إلى معني "مال" واجلناح )بالضم( هو امليل إلى اإلثم وقيل : هو اإلثم عامة واجلناح: ما حتمل في الهم واألذي وأصل ذلك من اجلناح الذي هو اإلثم وقال أبو الهيثم في قوله تعالي : )وال جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن ال تواعدوهن سرا ال أن تقوال قوال معروفا( )البقرة 235( واجلناح هو اجلناية واجلرم أي ال إثم عليكم وال تشييق". )إبن منظور د.ت: ج ص ( ويعني مصطلح Delinquency في اللغة اإلجنليزية "التقصير واإلثم واجلنوحية )نزعة نفسية إلى اجلنوح وانتهاك القانون( وجند لهذا املصطلح ترجمة باللغة العربية كالسلوك اجلانح )املنحرف( وجناح األحداث وجناح الصغار أو إنحراف الصغار وإنحراف األطفال وجميعها مترادفات لغوية تشير إلى املعني نفسه" )البعلبكي 1984 م ص 285(. نخلص من هذه التعاريف اللغوية إلى أن إنحراف األحداث أو جنوحهم يعني ارتكاب صغير السن لآلثام واجلرائم أو سلوكيات جانحة. "يركز علماء النفس بإختالف نظرياتهم على شخصية احلدث اجلانح ومراحل منوه وتطوره ويؤكدون على أن أي اضطراب جسمي أو انفعالي البد أن يحدث إعاقة في عملية النمو الطبيعي للشخصية وبالتالي يؤدي إلى ظهور اضطرابات نفسية مختلفة قد تدفع احلدث إلى إرتكاب سلوك جانح أو غير متوافق" )السمالوطي 1983(. ويذكر الكتاني ) 1967 م( في دراسة عن ظاهرة انحراف األحداث أن احلدث املنحرف طفل يعاني من اضطرابات وصراعات نفسية يكشف عنها بأشكال من السلوك املنحرف وبأسلوب يؤذي نفسه أو غيره فهو بذلك ال يختلف عن املريض نفسيا لذا ينظر علماء النفس إلى شخصية احلدث املنحرف وليس إلى السلوك املنحرف أو نوعيته ومييزون بني املنحرف املريض واملنحرف السوي على اعتبار أن االنحراف في احلالة األخيرة سببه يرجع إلى املجتمع وما يحيط به من ظروف وليس إلى شخصية الفرد نفسه ويعللون ذلك بأن الفرد الذي يرتكب جرمية 83 82

43 فاعلية برنامج إرشادي تكاملي في تخفيف العنف لدى عينة من األطفال اجلانحني األيتام القتل مثال دفاعا عن عرضه أو نفسه إمنا يكون منحرفا أو مجرما من وجهة نظر القانون أو املجتمع العام فقط أي أنهم يعتبرون الفرد مجرما عندما يكون مضطربا في تكوينه النفسي بغض النظر عن االعتبارات القانونية واالجتماعية. وميكن تعريف جناح األحداث حسب املنظور النفسي بأنه "سلوك غير إجتماعي أو مضاد للمجتمع يقوم على عدم التوافق والصراع بني الفرد ونفسه وبني الفرد واجلماعة بشرط أن يكون الصراع والسلوك الإلجتماعي سمة واجتاها نفسيا واجتماعيا تقوم عليه شخصية احلدث املنحرف وتستند إليه في التفاعل مع أغلب مواقف حياته وأحداثها وإال كان هذا السلوك حدثا سطحيا عارضا يزول بزوال أسبابه. )املغربي 1960 م ص 30(. تعريف اليتيم : اليتيم لغة : اليتيم : بالضم هو فقدان األب واليتيم : الفرد وكل شيء يعز نظيره وهو يتيم ويتمان ما لم يبلغ احللم وجمعه أيتام ويتامي ويتمة )الفيروز أبادي ب ت 193(. وفي املعجم الوسيط : يتم ييتم يتما انفرد ويتم ييتم يتما : أعيا وأبطأ واليتيم هو الصغير الذي فقد أباه من اإلنسان والذي فقد أباه من احليوان )أنيس وآخرون 1063(. : 1972 عرف الرازي ) 1408 ه( اليتم ب : االنفراد واليتيم الفرد وكل شيء مفرد في نظره فهو يتيم. وتقول العرب اليتيم الذي مات أبوه ومن مات أبواه فهو يتيم إال أن اسم اليتيم يطلق جتاوزا على كل من فقد أحد والديه أو كليهما. )ص 136 ( األصل أن اليتيم معروف األهل له أقارب وله أصول وفروع وعائلة ونسب واسم وميراث واملسؤول عنهم األهل وذو والقربة إال في حاالت تكون الدولة هي املسؤولة عنه. أمااللقيط هو من يجده شخص في الطريق ال يعرف له نسبا وال ميلك ماال وال أي شيء فال يكون له أهل ألنه وجد منبوذا في الطريق وقد يكون مولده بطريقة غير شرعية والدولة هي املسئولة عن تربيته والعناية به. فنيات اإلرشاد التكاملى : وقد تعرض الباحث لتلك الفنيات التي تتصل مبوضوع البحث حيث إعتمد عليها في إعداد البرنامج اإلرشادي وذلك كما يلي : التعلم بالنموذج : Modeling تعرف النمذجة بأنها أسلوب التعلم عن طريق التقليد أو التعلم باملالحظة والنمذجة أحد أساليب تعديل السلوك عن طريق مالحظة النموذج أو تقليده وقد يحدث التعلم دون أن تظهر على الفرد استجابات متعلمة فورية بل قد حتدث الحقا )فاروق الرسوان 125(. : 2001 الواجبات املنزلية : Assignment تلعب الواجبات املنزلية دورا هاما في كل العالجات النفسية ولها دور خاص في زيادة فاعلية اإلرشاد املعرفي السلوكي حيث أنها الفنية الوحيدة التي يبدأ ويختم بها املعالج املعرفي كل جلسة عالجية وإرشادية تساهم في حتديد درجة التعاون واأللفة القائمة بني املعالج أو املرشد والفرد. احملاضرة واملناقشة : أشار )جمال شفيق أحمد( إلى أن أسلوب احملاضرة يقوم على تقدمي معلومات سيكولوجية بطريقة د.أحمد حمزة موضوعية مما ينمي لديهم إهتمامات مبدى حاجتهم ورغبتهم في تلقي املعلومات املتضمنة في احملاضرات والتي يراعي فيها أن تكون ذات صلة وثيقة مبشكالتهم اخلاصة مما يهئ لديهم موقفا تعليميا يبدأ من شعورهم بأن مشكالتهم هي نقص معلومات عن أنفسهم فيدفعهم ذلك إلى متابعة احملاضرات واستثارة نشاطهم العقلي واالنفعالي مما يساعد في خلق أهداف جديدة تتمثل في الرغبة في حل املشكالت التي يعانون منها. السيكودراما : Psychodrama وأشار )مورينو )Moreno من أهم املزايا التي تشترك فيها السيكودراما مع غيرها من أساليب العالج اجلماعي التركيز على شبكة العالقات البينشخصية. فالفرد هنا ال ينظر إليه على أنه وحدة مستقلة بل باعتباره عضوا في جماعة أو جزءا من كيان أكبر إنه الوحدة التي تتلخص فيها كل خصائص اجلماعة التي تنتمي إليها وهو ما يطلق عليه مورينو اسم الذرة االجتماعية Social Atom )أسعد نصيف سعد 152(. : 2001 دراسات سابقة لقد أجرى العديد من الدراسات األجنبية والعربية واحمللية على األطفال االيتام التى تتناول العديد من املشكالت السلوكية والسيما العنف الذى أصبح ظاهرة فى الوقت احلالى وقد أظهرت نتائج تلك الدراسات أن األطفال املقيمني بدور التربية يتسم سلوكهم بالعنف وذلك نتيجة غياب السلطة األبوية والتأثر بزمالئهم من ذوى السلوك العنيف. وقد أجرى املطيرى )2003( دراسة هدفت الى تقييم خدمات الرعاية االجتماعية وبرامجها فى املؤسسات االصالحية,واستخدم الباحث منهج املسح االجتماعى بالعينة,وتكونت عينة الدراسة من 232 مبحوثا,وتوصلت الدراسة إلى أن املؤسسات االصالحية ال تساعد فى احلصول على فرصة عمل بعد خروجهم من املؤسسة,وتوصلت الدراسة إلى أن املستوى التعليمى والطبى يقدم بصورة ايجابية للنزالء. كذلك أجرى عبداحملسن املطيرى )2006( دراسة تهدف إلى معرفة العالقة بني العنف األسرى وعالقتة بانحراف االحداث لدى نزالء دار املالحظة االجتماعية مبدينة الرياض وتكونت العينة من 180 من الذكور واستخدم املنهج الوصفى اإلحصائى وتوصلت الدراسة إلى وجود عالقة دالة بني العنف األسرى وانحراف االحداث. وقام عبده ) 1428 ه( دراسة تهدف الدراسة الى التعرف على بعض مشكالت مجهولى االبوين وحاجاتهم االرشادية و استخدم الباحث املنهج الوصفى وتكونت العينة من 187 من مجهولى االبوين,وتوصلت الدراسة إلى أن مجهولى األبوين يعانون من اخلوف من املستقبل ويعانون أيضا من مشكالت شخصية وتربوية واجتماعية ويرتبط ذلك باالجتاة نحو املهنة. كما أجرى )محمد 1993 ه( دراسة تهدف إلى التعرف على الدور الذى تؤدية املؤسسات اإليوائية لرعاية األطفال,وطبقت الدراسة فى عدد من املؤسسات االيوائية بالقاهرة وشمل البحث ثالث فئات رئيسية 38 مسؤال 15 خبيرا 51 من األطفال املودوعني باملؤسسات االيوائية وتتراوح الفئة العمرية من 12 الى 15 سنة وتوصلت الدراسة الى وجود العديد من املعوقات التى تعوق املؤسسات اإليوائية فى حتقيق أهدافها سواء أكانت معوقات اجتماعية نفسية تعليمية وكذلك معوقات تأهيلية ورياضية. وأجرى سليمان )2000( دراسة تهدف إلى تصميم برنامج إرشادي لتحسني مفهوم الذات عند أطفال املؤسسات اإليوائية في املرحلة العمرية من )9-12( سنة, ومتثلت إجراءات الدراسة في استخدام عينة من أطفال املؤسسات 85 84

44 فاعلية برنامج إرشادي تكاملي في تخفيف العنف لدى عينة من األطفال اجلانحني األيتام اإليوائية )ذكور إناث( في املرحلة العمرية )9-12( سنة )6 ذكور 6 إناث( وتطبيق البرنامج اإلرشادي. واستخدم الباحث إختبار الذكاء الغير لفظي إعداد عطية هنا اختبار مفهوم الذات لألطفال إعداد عادل عز الدين األشول وتوصلت الدراسة إلى توجد فروق ذات داللة إحصائية بني درجات األطفال )ذكور إناث( املودعني باملؤسسات اإليوائية من سن )9-12( سنة في مفهوم الذات قبل وبعد تطبيق البرنامج اإلرشادي لصالح تطبيقه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بني درجات األطفال الذكور واألطفال اإلناث املودعني باملؤسسات اإليوائية من سن )9-12( سنة في مفهوم الذات بعد تطبيق البرنامج اإلرشادي. وهناك العديد من الدراسات العربية التى أجريت فى املؤسسات االيوائية ومن هذة الدراسات أجرى )أبوجابر وأخرون 2009( دراسة تهدف إلى التعرف على نوعية ومستوي اإلدراكات والوعي واملعلومات املتعلقة باإلهمال واإلساءة اجلسدية واجلنسية لألطفال لدي اآلباء واألمهات املقيمني في مدينة عمان يستند البحث احلالي إلى املنهج الوصفي والتحليلي بإستخدام أسلوب املسح لعينة عشوائية طبقية ممثلة )ن = % ذكورا 66.87% إناثا ( من الوالدين في الفئة العمرية )25-65( سنة توصلت الدراسة إلى شيوع الوعي بخطورة مشكلة اإلهمال واإلساءة لألطفال وتصاعدها واآلثار النفسية املترتبة عليها وإلى عدم معرفة نسبة مرتفعة من أفراد عينة الدراسة بخطوات التبليغ عن حاالت اإلساءة لألطفال تأديب وضبط سلوك األطفال وعدم الوعي بخطورة قضايا اللجوء ألساليب الضرب البدني في معاقبة األبناء والتقليل من أهمية دور املرأة في تربية األطفال. كما أجرى )الشميميرى 1417 ه( دراسة تهدف إلى الكشف عن درجة )قوة األنا( لدى الفتيات اجلانحات على املقياس املعد لذلك ومعرفة الفروق في قوة األنا لدى الفتيات اجلانحات على املقياس املعد لذلك ومعرفة الفروق في قوة األنا تبعا لبعض املتغيرات الشخصية واالجتماعية قامت الباحثة بإستخدام املنهج الوصفي في دراستها معتمدة على بعض األساليب اإلحصائية إلختبار فروضها مثل املتوسطات واختبار )ت( وحتليل التباين آحادي االجتاه مت إجراء الدراسة على عينة مكونة من 120 )60 من نزيالت مؤسسة رعاية الفتيات و 60 من الفتيات العاديات من مدارس مكة املكرمة كعينة مقارنة( ومت إستخدام مقياس بارون لقوة )األنا( اختبار رافن للذكاء مقياس االجتاهات الوالدية وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية في قوة األنا بني النزيالت والعاديات وعدم وجود فروق ذات بني نزيالت مؤسسة رعاية الفتيات في قوة األنا تبعا للبيئة السكينة التى كانت تعيش فيها النزيلة. وأجرى أبوشمالة) 2002 ( دراسة هدفت إلى الكشف عن الفروق في مستوي التوافق النفسي واالجتماعي عند األطفال األيتام وفقا ألساليب الرعاية التي يتلقونها من مؤسسات رعاية األيتام في قطاع غزة وقد مت اختيار عينة الدراسة البالغ عددها )169( طفال يتيما من مؤسسات رعاية األيتام املوجودة في قطاع غزة وهي : معهد األمل لأليتام ومؤسسة دار الكرامة لرعاية أبناء الشهداء واأليتام ومدرسة الصالح اخليرية لأليتام والطالب األيتام الذين ال يتلقون رعاية في مؤسسات رعاية األيتام تتراوح أعمارهم بني سنة, وللوصول إلى النتائج الدراسة قام الباحث بتطبيق اختبار التوافق الشخصي واالجتماعي من إعداد علي الديب وتوصلت الدراسة إلى توجد فروق ذات داللة إحصائية في مستوي التوافق النفسي واالجتماعي بني متوسطات درجات أطفال الرعاية التعليمية ومتوسطات درجات أطفال التعليم العام لصالح أطفال الرعاية التعليمية ماعدا البعد اجلسمي حيث ال يوجد فروق بني املجموعتني. وهدفت دراسة الشريف) 1430 ه( إلى التعرف على املشكالت التربوية واإلجتماعية لنزالء دار التربية االجتماعية للبنني بقسم الفتيان والشباب مبكة املكرمة من وجهة نظر التربية اإلسالمية مع وضع تصور لهذه املشكالت إستخدمت الباحثة املنهج الوصفي صممت الباحثة استبانة مكونة من أربع وسبعني فقرة موزعة على د.أحمد حمزة محورين وكل محور له عدة أبعاد وهذه احملاور حتقق أهداف الدراسة وجتيب على تساؤالتها طبقت أداة الدراسة على دار التربية االجتماعية للبنني بقسم الفتيان والشباب مبكة املكرمة حيث وزعت االستبانة على 126 طالب من طالب دار التربية االجتماعية قسم الفتيان والشباب وتوصل الباحث إلى وجود العديد من املشكالت النفسية واالجتماعية التى تعوق املؤسسة عن حتقيق أهدافها. وأجريت العديد من الدراسات االجنبية على االطفال فى املؤسسات االيوائية من ذوى السلوك العنيف ومن هذة الدراسات دراسة هرست وأنسلي Harrist Ainslie 1998 هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى تأثر اخلالفات الزواجية على املشكالت السلوكية حيث تناولت عالقة الطفل بوالديه. وتكونت عينة الدراسة من )45( طفال في عمر )5( سنوات وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود عالقة غير مباشرة بني اخلالفات الزواجية وكل أعراض االنسحاب االجتماعي والسلوك العدواني لدى األطفال كما أوضحت نتائج الدراسة أن سلوك األبوين العاملني يساهم في توجيه سلوك أطفالهم. وأجرى مارجور وهينز Margo,Heinz 1988 دراسة على مجموعة من األطفال بهدف التعرف على درجة تكيفهم فى حياة العمل بعد خروجهم من القرية تكونت العينة من 157 من الذكور واالناث تقع أعمارهم من 12 الى 21 وتوصلت الدراسة الى قدرة هؤالء األطفال واملراهقني لإلندماج مع أسرهم بعد خروجهم من القرى. كما أجرى جليرت Gillbert 1999 دراسة هدفت إلى فحص طبيعة املشكالت السلوكية لألطفال ومدى تكرارها ضمن مطالب القضاء في رعاية األحداث األمريكية. وتكونت عينة الدراسة من مجموعة من األمهات واآلباء واملعلمني ذوي العالقة باألطفال األحداث حيث قاموا بتعبئة قائمة تدقيق خاصة بأمناط املشكالت السلوكية ألطفال األحداث وقد مت تقسيم األطفال ضمن مجموعات وذلك بناء على متغير اجلنس وفيما إذا كان للطفل أشقاء أم ال وقت إجراء الدراسة وبعد حتليل البيانات واملعلومات اخلاصة باألطفال التي مت تقدميها من قبل األمهات واآلباء وامللمني ذوي العالقة باألطفال األحداث تبني أن األمهات قد قمن بتقدمي معلومات أكثر عن املشكالت السلوكية لألطفال من اآلباء واملعلمني كما ظهر أن البنات أقل إيجادا للمشكالت السلوكية من األوالد. وأوضحت النتائج كذلك بأن األمهات يؤكدن بأن األطفال الذكور الذين لهم أشقاء قد أظهروا مشكالت سلوكية أقل من أقرانهم الذين لديهم أشقاء. وأجرى دومارت )Dumart,1988( دراسة للتعرف على اآلثار البعيدة املدى خالل الطفولة املبكرة وذلك بعد فصل األطفال عن البيئات احملرومة اجتماعيا واقتصاديا ووضعهم فى اماكن مستقرة وتكونت العينة من الذكور واالناث ) 7 الى 15 ( واتضح من الدراسة حتقيق نتائج ايجابية للعينة التى مت وضعهم فى اسر مستقرة. وأجرى المبرت وآخرون Al Lambert. et. دراسة هدفت إلى التعرف على املشكالت السلوكية واالنفعالية لدى األطفال واملراهقني احملولني من العيادات النفسية واملقارنة بني األطفال واملراهقني األمريكيني الذين ينتمون إلى أصول أفريقية ونظيرهم األمريكيني الذين ينتمون إلى أصول جامايكية وكذلك دراسة أثر االختالفات االجتماعية والثقافية على مشاكلهم وتكونت عينة الدراسة من مجموعة من األطفال واملراهقني املنحرفني ذوي املشكالت السلوكية واملشكالت االنفعالية من سن ( 4 18 سنة( من خالل مسح لسجالت األطفال واملراهقني اجلاماميكيني واألفريقيني املوجودة بالعيادة وكشفت نتائج الدراسة بشكل دال على أن مشكالت األطفال واملراهقني األمريكيني األفريقيني أكثر من مشكالت نظيرهم األمريكيني اجلاميكيني. وأجرى سكايا) 1995 )Skaia دراسة هدفت إلى املقارنة بني املعاقني عقليا مع أسرهم واملعاقني عقليا األيتام وتكونت العينة من 881 طفال من )8 إلى 14 ( سنة وتوصلت الدراسة إلى أن العينة املقيمة مع أسرهم كانت أكثر توافقا من العينة التى تكونت من األيتام

45 فاعلية برنامج إرشادي تكاملي في تخفيف العنف لدى عينة من األطفال اجلانحني األيتام اتضح من خالل الدراسات السابقة التى إطلع عليها الباحث سواء فى البيئة املصرية والعربية أو األجنبية قد تناولت دراسة االطفال ومايعانون من مشكالت سلوكية فى املؤسسات االيوائية خاصة مشكلة العنف فقد تناولتها الدراسات السابقة بشرح أسبابها والبرامج االرشادية لعالجها ولكن ال توجد دراسة واحدة تناولت سلوك العنف فى اطار املنحى التكاملى والذى ال يقتصر على وجهة نظر واحدة بل وجهة نظر متكاملة فى ضوء النظريات االرشادية. إجراءات الدراسة: لتحقيق أهداف الدراسة فقد مت تنفيذ اخلطوات التالية: إعداد برنامج ارشادى لتخفيف سلوك العنف لدى االطفال. إعداد مقياس للعنف ملرحلة الطفولة. استخراج دالالت الصدق من خالل عرضة على احملكمني وقياس الثبات من خالل طريقتى الفا كرونباخ والتاجزئة النصفية من خالل تطبيقة على عينة مكونة من 100 طفل. احلصول على موافقة دور التربية بتطبيق الدراسة. تقسيم األطفال إلى مجموعتني مجموعة جتريبية ومجموعة ضابطة. تطبيق مقياس العنف على املجموعتني الضابطة والتجريبية. إخضاع املجموعة التجريبية جللسات البرنامج االرشادى وعدم تطبيق البرنامج االرشادى على املجموعة الضابطة. تطبيق مقياس العنف على املجموعة التجريبية بعد شهر من التطبيق. متغيرات الدراسة: - 1 املتغير املستقل: يرى الباحث إن البرنامج اإلرشادى هو املتغير املستقل. - 2 املتغير التابع: سلوك العنف لدى االطفال ونتاكد من تاثير البرنامج االرشادى من خالل تطبيق مقياس العنف قبل وبعد تطبيق البرنامج اإلرشادى على املجموعتني التجريبية والضابطة املعاجلة االحصائية: إستخدم الباحث نوعني من املعاجلات االحصائية حيث استخدم الباحث االختبارات البارامترية )اختبار ))t.test للفروق بني املتوسطات. عينة الدراسة تكونت عينة الدراسة االستطالعية من 100 طفل ممن يتسم سلوكهم بالعنف مت إختيار العينة االساسية من 20 من األطفال بطريقة عمدية قصدية من 9 الى 12 سنة وقد روعى التجانس فى السن ودرجة العنف ومت إختيارهم من مؤسسة دور التربية باجليزة على أن تقتصر العينة على الذكور فقط. - 1 ضبط متغير السن: جدول )1( جدول يوضح الفروق بني املجموعتني التجريبية والضابطة في متغير السن املتغيرات السن املجموعة التجريبية ن= 10 الضابطة ن =10 املتوسط 14.5 االنحراف املعياري 0.5 قيمة )ت( مستوي الداللة غير دالة د.أحمد حمزة تفسيرها ال توجد فروق تشير نتائج اجلدول )1( إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيا بني املجموعة التجريبية واملجموعة الضابطة في متغيرات السن مما يدل على تكافؤ العينتني. 2 -ضبط متغير درجة العنف: قام الباحث بإعداد مقياس للعنف لدى املجموعتني التجريبية والضابطة. جدول )2( يوضح ضبط متغير العنف على مقياس العنف لدى املجموعتني التجريبية والضابطة املتغيرات العنف نحو الذات العنف نحو اآلخرين العنف نحو املمتلكات املجموعة التجريبية ن= 10 الضابطة ن =10 التجريبية ن= 10 الضابطة ن =10 التجريبية ن= 10 املتوسط 28.1 اإلنحراف املعياري.5 قيمة )ت(,349 مستوي الداللة , تفسيرها ال توجد فروق ال توجد فروق ال توجد فروق الضابطة ن =10 ال توجد فروق 1, التجريبية ن= 10 الدرجة الكلية الضابطة ن =10 يتضح من نتائج اجلدول )2( عدم وجود فروق دالة إحصائيا بني املجموعة التجريبية واملجموعة الضابطة في الدرجة الكلية لسلوك العنف وأبعاده في القياس مما يشير إلى تكافؤ مجموعتي الدراسة. أدوات الدراسة: 1 -مقياس العنف: قام الباحث بإعداد مقياس العنف يتناسب مع طبيعة املرحلة العمرية وهى مرحلة الطفولة املتاخرة من 9 الى 12 سنة ويتكون من ثالث أبعاد وهى:العنف نحو الذات والعنف نحو االخرين- العنف نحو املمتلكات 89 88

46 فاعلية برنامج إرشادي تكاملي في تخفيف العنف لدى عينة من األطفال اجلانحني األيتام العامة واخلاصة. البعد األول العنف نحو الذات: ويقيس السلوكيات التى يقوم بها الطفل نحو ذاتة. البعد الثانى العنف نحو االخرين: ويقيس السلوكيات التى يقوم بها الطفل نحو زمالئة ونحو االخرين. البعد الثالث العنف نحو املمتلكات العامة واخلاصة:ويقيس السلوكيات التى يقوم بها الطفل لتدمير املمتلكات العامة واخلاصة. وقد مت التوصل الى األبعاد السابقة من خالل اإلطالع على العديد من الدراسات السابقة التى تناولت موضوع العنف عموما والعنف لدى االطفال على وجة التحديد. ومت االطالع على العديد من املقاييس والدراسات السابقة منها عصام عبدالعزيز 1986 أحمد السحيمى 2000 كما أنة مت تطبيق استمارات استطالع رأى االطفال واالخصائيني النفسيني واالجتماعيني ملعرفة أرائهم حول مظاهر سلوك العنف بأبعادة املختلفة لدى االطفال. وقد مت عرض املقياس فى صورتة األولية على عدد من املتخصصني فى جامعتى القاهرة وعني شمس وبلغ فقرات املقياس 60 فقرة موزعة على األبعاد الثالثة ووصل عدد املقياس فى صورتة النهائية 30 فقرة, وقد مت حتديد تدرج مكون من ثالث فئات على النحو التالى:نعم أحيانا ال وتأخذ الدرجات التالية على التوالى) 3 (-.)1( -)2( كما مت التوصل إلى الثبات لهذا املقياس من خالل تطبيقة على عينة من 100 طفال فى مرحلة الطفولة املتأخرة فى دور التربية باجليزة وذلك بإستخدام طريقة ألفا كرونباخ حيث كانت معامالت اإلتساق الداخلى لألبعاد الفرعية للمقياس 94, كذلك مت إستخدام طريقة التجزئة النصفية )سبيرمان-جتمان( وكانت نسبة الثبات 90.. ثبات املقياس : حتقق الباحث من ثبات املقياس بإستخدام طريقة إعادة الفاكرونباخ. والتجزئة النصفية بطريقتى سبيرمان وجتمان. جدول) 3 ( معامل الثبات الب عد 0.94 الفاكرونباخ 0.90 سبيرمان 0.90 جتمان يتضح من اجلدول) 3 ( أن املقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات فنجد أن قيمة معامالت الثبات بطريقة "ألفا كرونباخ" 0.94 وقيمة معامالت الثبات بطريقة التجزئة النصفية سواء من خالل طريقتى سبيرمان 0.90 وطريقة جتمان 0.90 مما يترتب علية نتائج تتمتع بدرجة عالية من املصداقية. 2 -اإلستمارة املقدمة عقب اجللسة االرشادية: حتتوى اإلستمارة على عدد من احملاور وذلك لتقييم اجللسة االرشادية : ما رأيك فى موضوع اجللسة املوضوعات التى أثارت انتباهك فى اجللسة مادرجة اقتناعك باحللول املطروحة فى اجللسة أذكر جوانب القصور فى موضوع اجللسات حتدث عن مدى استفادتك من اجللسات هل ترى موضوعات أخرى ينبغى إضافتها للجلسة د.أحمد حمزة 3 -البرنامج اإلرشادى التكاملى: هدف البرنامج االرشادى الى تخفيف سلوك العنف لدى االطفال اجلانحني االيتام وقد تضمن البرنامج اإلرشادى أهدافا عامة وأخرى اجرائية وتتمثل األهداف العامة فى تخفيف حدة سلوك العنف وتتمثل األهداف االجرائية فى املمارسات السلوكية التى متارس فى داخل دور التربية وبعد خروجة من املؤسسة. جدول )4( يوضح التطبيق التجريبى للبرنامج االرشادى لكل من املجموعتني التجريبية والضابطة. املجموعة الضابطة التجريبية م املعاجلة قياس قبلي 1 - تطبيق البرنامج اإلرشادي 2 قياس بعدي 3 وقد عرض البرنامج على مجموعة من احملكمني بكامل جلساتة على عشرة من احملكمني وقد أبدوا بعض املالحظات وأخذ بها قبل تطبيق البرنامج وقد مت تنفيذ البرنامج خالل 20 جلسة تتضمن العديد من املهارات مثل السيكودراما اإلسترخاء مناقشة األفكار الالعقالنية العالج القصصى وغيرها من األنشطة استغرق كل نشاط من ساعة إلى ساعة ونصف وكان ذلك خالل الفترة من 11/1/2009 الى 1/4/2009. نتائج الدراسة: النتائج املتعلقة بالفرض األول: توجد فروق ذات داللة إحصائية بني املجموعة التجريبية واملجموعة الضابطة في سلوك العنف بعد تطبيق البرنامج اإلرشادي لصالح املجموعة التجريبية. وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث بحساب داللة الفروق بني املتوسطات بإستخدام اختبار )ت( -t test واجلدول )5( يوضح ذلك. جدول )5( الفروق بني متوسطات املجموعة التجريبية والضابطة في القياس البعدي لسلوك العنف املتغير العنف نحو الذات املجموعة التجريبية ن= 10 الضابطة ن =10 املتوسط االنحراف املعياري قيمة )ت( مستوي الداللة تفسيرها توجد فروق لصالح املجموعة التجريبية 91 90

47 فاعلية برنامج إرشادي تكاملي في تخفيف العنف لدى عينة من األطفال اجلانحني األيتام العنف نحو اآلخرين العنف نحو املمتلكات الدرجة الكلية التجريبية ن= 10 الضابطة ن =10 التجريبية ن= 10 الضابطة ن =10 التجريبية ن= 10 د.أحمد حمزة توجد فروق لصالح املجموعة التجريبية توجد فروق لصالح املجموعة التجريبية توجد فروق لصالح املجموعة التجريبية الضابطة ن 10= يتضح من نتائج اجلدول )5( وجود فروق ذات داللة إحصائية بني متوسطات املجموعة التجريبية واملجموعة الضابطة في أبعاد سلوك العنف والدرجة الكلية بعد تطبيق البرنامج اإلرشادي لصالح املجموعة التجريبية مما يشير إلى حتقق هذا الفرض. النتائج املتعلقة بالفرض الثانى: توجد فروق ذات داللة إحصائية بني درجات أعضاء املجموعة التجريبية وأعضاء نفس املجموعة على مقياس العنف قبل وبعد تطبيق البرنامج اإلرشادي لصالح القياس البعدي. وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث بحساب داللة الفروق بني املتوسطات باستخدام اختبار )ت( -t test واجلدول )6( يوضح ذلك. جدول )6( الفروق بني متوسطات القياس القبلي والبعدي لسلوك العنف لدى املجوعة التجريبية مستوي االنحراف قيمة )ت( املتغير املجموعة املتوسط الداللة املعياري العنف نحو الذات العنف نحو اآلخرين القبلي ن= 10 البعدي ن =10 القبلي ن= 10 البعدي ن = تفسيرها توجد فروق لصالح القياس البعدي توجد فروق لصالح القياس البعدي العنف نحو املمتلكات الدرجة الكلية القبلي ن= 10 البعدي ن =10 القبلي ن= توجد فروق لصالح القياس البعدي توجد فروق لصالح القياس البعدي البعدي ن =10 يتضح من نتائج اجلدول )6( وجود فروق ذات داللة إحصائية بني متوسطات الدرجات التي حصل عليها أعضاء املجموعة التجريبية في القياس القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي مما يشير إلى حتقق هذا الفرض. النتائج املتعلقة بالفرض الثالث: ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بني درجات أعضاء املجموعة الضابطة وأعضاء نفس املجموعة على مقياس العنف قبل تطبيق البرنامج وبعده. وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث بحساب داللة الفروق بني املتوسطات باستخدام اختبار )ت( -t test واجلدول )7( يوضح ذلك. جدول )7( الفروق بني متوسطات القياس القبلي والبعدي لسلوك العنف لدى املجموعة الضابطة تفسيرها مستوي االنحراف قيمة )ت( الداللة املعياري املتوسط املجموعة املتغير ال توجد فروق القبلي ن= 10 العنف نحو الذات البعدي ن =10 ال توجد فروق القبلي ن= 10 العنف نحو اآلخرين البعدي ن =10 ال توجد فروق القبلي ن= 10 العنف نحو املمتلكات البعدي ن =10 ال توجد فروق القبلي ن= 10 الدرجة الكلية البعدي ن =10 يتضح من نتائج اجلدول )7( عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بني متوسطات الدرجات التي حصل عليها أعضاء املجموعة الضابطة وأعضاء نفس املجموعة في القياس القبلي والبعدى على مقياس العنف مما يشير إلى حتقق هذا الفرض

48 فاعلية برنامج إرشادي تكاملي في تخفيف العنف لدى عينة من األطفال اجلانحني األيتام النتائج املتعلقة بالفرض الرابع: ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بني درجات أعضاء املجموعة التج ريبية على مقياس العنف بعد تطبيق البرنامج اإلرشادي وبعد فترة املتابعة )التتبعي( لدى أعضاء نفس املجموعة. وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث باستخدام داللة الفروق بني املتوسطات باستخدام اختبار )ت( - t واجلدول test )8( يوضح ذلك. جدول )8( الفروق بني متوسطات القياس )البعدي 1( والتتبعي )البعدي 2( لسلوك العنف لدى املجموعة التجريبية تفسيرها مستوي قيمة )ت( االنحراف املتوسط املجموعة املتغير الداللة املعياري ال توجد فروق البعدى 1 ن= 10 العنف نحو الذات البعدى 2 ن 10= ال توجد فروق البعدى 1 ن= 10 العنف نحو اآلخرين البعدى 2 ن 10= ال توجد فروق البعدى 1 ن= 10 العنف نحو املمتلكات البعدى 2 =10 ال توجد فروق القبلي 1=10 الدرجة الكلية التتبعي 10= 2 يتضح من نتائج اجلدول )8( عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بني متوسطات املجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج اإلرشادي )القياس البعدي( ومتوسطاتهم بعد فترة املتابعة )القياس التتبعي( مما يشير إلى حتقق هذا الفرض. التوصيات: فى ضوء نتائج الدراسة يوصى الباحث بالتوصيات التالية: 1 -إجراء العديد من الدراسات على مشكالت سلوكية أخرى لدى األطفال األيتام. 2 -إجراء دراسة اخرى عن العنف لدى الفتيات فى دور التربية. 3 -إجراء دراسات اخرى عن اإلنحرافات اجلنسية االخرى. 4 -دراسة مقارنة بني النزالء بدور التربية واملقيميني مع أسرهم. 5 -بناء مقاييس أخرى للعنف فى مراحل عمرية اخرى. د.أحمد حمزة املراجع: أوال :املراجع العربية: ابن منظور أبوالفضل جمال الدين)د.ت(.لسان العرب جزء 2:1 القاهرة دار املعارف. أبو حامد حامد واخرون) 2009 (.إدراكات الوالدين ملشكلة اهمال األطفال واإلساءة إليهم فى املجتمع األردنى املجلة األردنية والعلوم التربوية مجلد 5 عدد 1. أبو شمالة أنيس عبدالرحمن عقيالن) 2002 (.أساليب الرعاية فى مؤسسات رعايةاأليتام وعالقتها بالتوافق النفسى االجتماعى نرسالة ماجستير اجلامعة االسالمية غزة. آل رشود سعد بن محمد) 2000 (.اجتاهات طالب املرحلة الثانوية نحو العنف رسالة ماجستير غير منشورة جامعة نايف العربية للعلوم االمنية الرياض اململكة العربية السعودية. أنيس ابراهيم وأخرون) 1972 (.املعجم الوسيط دار احياء التراث العربى بيروت. بركات وجدان محمد) 2008 (.إسترتيجية التشبيك كمدخل لتفعيل دور جمعيات رعاية الطفولة ملواجهة العنف ضد االطفال فى عصر العوملة مجلة الطفولة اجلمعيةالبحرينية لتنمية الطفولة العدد التاسع. البستانى بطرس) 1997 (.محيط احمليط بيروت ساحة الصلح للنشر. البعلبكى منير) 1984 (.املورد بيروت دار العلم للماليني. التير مصطفى عمر ) 1997 (.العنف العائلى الرياض أكادميية نايف العربية للعلوم األمنية. التير مصطفى عمر) 1414 (.العدوان والعنف والتطرف املجلة العربية للدراسات االمنية العدد ) 16 (السنة 14. حلمى إجالل ) 1999 (العنف األسرى القاهرة دار قباء. الرازى محمد بنابى بكر) 1992 (.مختار الصحاح بيروت مكتبة لبنان. الروسان فاروق) 2001 (.مناهج وأساليب تدريس ذوى اإلحتياجات اخلاصة القاهرة دار الزهراء. سعد أسعد نصيف) 2001 (.مدى فاعلية برنامج عالجى سلوكى للعمل مع اجلماعات خلفض بعض املخاوف املرضية الشائعة لدىتلميذات املرحلة االبتدائية فى مرحلة الطفولة املتأخرة رسالة دكتوراة معهدالطفولة جامعةعني شمس. سليمان محمد عبدالعزيز) 2000 (.تصميم برنامج ارشادى لتحسني مفهوم الذات عندأطفال املؤسسات اإليوائية رسالة ماجستير معهد الطفولة جامعة عني شمس. السمالوطى نبيل محمد توفيق ) 1983 (.الدراسة العلمية للسلوك االجرامى جدة دار الشروق. الشريف منال بنت ابراهيم)املشكالت النربوية كما يدركها نزالء دار التربية االجتماعية للبنني مبكة املكرمة كليةالتربية جامعةأم القرى

49 فاعلية برنامج إرشادي تكاملي في تخفيف العنف لدى عينة من األطفال اجلانحني األيتام الشميمرى هدى بنت صالح بن عبدالرحمن) 1417 (.قوة األنا تبعا لبعض املتغيرات النفسية واالجتماعية لدى نزيالت مؤسسة رعاية الفتيات مبدينة مكةاملكرمة كلية التربية جامعة أم القرى. الصيرفى إميان سعيد) 1990 (.مظاهر العدوان لدى االطفال الذكور وعالقتها بعمل األم رسالة ماجستير مهد الطفولة جامعةعني شمس. الطيار فهد بن على عبد العزيز) 2005 (.العوامل االجتماعية املؤدية للعنف لدى طالب املرحلة الثانوية رسالة ماجستير جامعة نايف العربية للعلوم األمنية. عبدة عبدالله محمد على) 2007 (.بعض مشكالت مجهولى األبوين من طلبة املرحلة الثانوية فى اململكة العربية السعودية وحاجاتهم االرشادية كلية التربية جامعة امللك خالد. العيسوى عبدالرحمن ) 2001 (.مجاالت االرشاد والعالج النفسى بيروت دار الراتب اجلامعية. الفيروز أبادى مجد الدين محمد بن يعقوب )ب-ت( القاموس احمليط دار الفكر القاهرة. الكتانى ادريس) 1967 (.ظاهرة انحراف االحداث منظمةالتعاون الدولى املغرب مطبعةالتومى. املدهون عبدالكرمي سعيد) 2004 (.فاعلية برنامج ارشادى خلفض سلوكيات العنف وحتسني مستوى التوافق النفسى لدى الشباب الفلسطينى فى ظل االنتفاضة أبحاث املؤمتر السنوى احلادى عشر ملركز االرشاد النفسى جامعة عني شمس :املجلد 1. املطيرى ضيف نورسبهان) 2003 (تقييم خدمات الرعاية االجتماعية وبرامجها فى املؤسسات االصالحية من وجهة نظر نزالء شعبة سجن الدمام رسالة ماجستير جامعة نايف العربية للعلوم األمنية. املطيرى عبداحملسن بن عمار ) 2006 (.العنف األسرى وعالقتة بإنحراف األحداث لدى نزالء دار املالحظة االجتماعية مبدينة الرياض رسالة ماجستير جامعة نايف العربية للعلوم األمنية. املغربى سعد) 1960 (.انحراف الصغار القاهرة دار املعارف. ثانيا :املراجع االجنبية: Dumart, A. (1988). The SOS Children Village: School Achievement of Subject Reared in a Permanent Foster Care. Early Child Development and Care, 34, Gilbert, A. Michele (1999): Behavioral problems of children involved in custody legislation: The buffer effect associated with having siblings. Master Abstract International, Vol.37, No.(4), P1258. Harrist, A.W and Ainslie, R. (1998): Marital discord and child behavior problems. Journal of Family Issues, Vol.19, No (2), Pp Lambert, MC, et. al (1999) : Behavior and emotional problems of clinic Margo, R., & Heinz, W. (1988). Former SOS Village Children Today. SOS Kinderdrof Verleg, German. Referred Children in school of African and Jamaican children age (4-18). Journal of black psychology, vole.29, No (4), pp Skaia, Kryzhanov IJ, (1995) : " Comparison of the Results of the Clinico-Epidemiological Examination of Related Children Orphans And Retarded Children Brought Up In The Family", Zhnevropatol Psikhiatra Ims Skorsakova,Vol 90/31, P

50 أ. آمنه البراق حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام ودور اخلدمة االجتماعية في إشباعها دراسة استطالعية مطبقة على املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام مبنطقة الرياض ضمن مقتضيات احلصول على درجة املاجستير في اخلدمة االجتماعية إعداد: األستاذه / آمنه البراق قصائدنا بال لون.. بال طعم.. بال صوت.. اذا لم حتمل املصباح من بيت الى بيت.. وإن لم يفهم البسطاء معانيها.. فأولى أن نذريها ونخلد نحن للصمت.. الشاعر محمود درويش 99

51 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام متهيد : الشباب نصف احلاضر وكل املستقبل واملجتمع الذي ال يهتم بشبابه مجتمع ال مستقبل له واملجتمعات الواعية التي أدركت هذه احلقيقة يزداد اهتمامها يوما بعد يوم بالشباب فاملجتمع الذي يخطط ملستقبل زاهر وغد واعد البد أن يعطي الشباب حقه من الرعاية والعناية ويسخر كل إمكاناته لرعايته وإشباع احتياجاته. وإذا كان حق الرعاية والعناية واجب على املجتمع جتاه كل شبابه فإن هذا الواجب يصبح أكثر إحلاحا جتاه فئة األيتام ومن في حكمهم من الشباب من ذوي الظروف اخلاصة أو مجهولي النسب. إن فئة األيتام تعاني من الشعور بالوحشة والعزلة وافتقاد الكثير من االحتياجات الطبيعية من حب وحنان وتقدير وأمن واستقرار نفسي وهم ال يستطيعون مبفردهم وفي غياب أبويهم إشباع حاجاتهم وال معرفة ما ينفعهم إذ أنهم يفقدون القدوة واملوجه لهم. ورغم ما في اليتم من حرمان مادي وعاطفي إال أن هناك فئة هي أشد معاناة وأكثر إحساسا باحلرمان واالحتياج من فئة األيتام هي فئة مجهولي النسب فقد يجد اليتيم جده أو عمة أو خالة تؤدي بعض ما تؤديه األم أو تبذل له بعض عاطفتها أما مجهول النسب فهو يفتقد الكثير من االحتياجات الطبيعية والنفسية واالجتماعية نتيجة افتقاده األسرة الطبيعية وعيشه ملراحله العمرية بني املؤسسات اإليوائية التي وإن بذلت الكثير من اجلهود إلشباع احتياجات مجهولي النسب إال أنها تظل عاجزة عن توفير ما حتتاجه هذه الفئة وذلك نتيجة العديد من العوامل املؤثرة أهمها زيادة أعداد تلك الفئة في املؤسسات اإليوائية مقابل النقص امللحوظ في عدد األخصائيني االجتماعيني والعاملني في هذه املؤسسات ناهيك عن عدم مالئمة تلك املؤسسات للرعاية النفسية واالجتماعية التي ت شعر الشاب بفرديته واستقالليته عن اآلخرين لذلك آمل في هذه الدراسة أن نقف على أهم االحتياجات للبالغني من مجهولي النسب وذلك بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام لنتعرف من خاللها على أهم املشكالت التي تعترضهم حيال هذه االحتياجات وإسهامات اخلدمة اإلجتماعية في التعامل معها في املجتمع السعودي. مشكلة الدراسة : إن مشكلة وجود اللقطاء ليست قاصرة على مجتمع دون آخر فهي توجد في جميع املجتمعات على اختالف أجناسها أو ثقافتها أو دياناتها. كما أن هذه الفئة مهما وفرت لها الدولة سبل الرعاية واالهتمام من خالل املؤسسات اإليوائية إال أنه ال تزال قاصرة عن توفير الرعاية النفسية واالجتماعية التي توفرها لها األسرة الطبيعية. لذلك جند أن هناك العديد من احلاجات النفسية واالجتماعية التي قد ينتج عن عدم إشباعها وجود العديد من املشكالت لألفراد بشكل عام وملجهولي النسب بشكل خاص. لذلك ترتبط هذه الدراسة بفئة حرمت من رعاية الوالدين وهي فئة مجهولي النسب الذين عاشوا مراحلهم العمرية في مؤسسات الرعاية االجتماعية اإليوائية ثم خرجوا من بعد ذلك إلى احلياة العامة بعد سن الثامنة عشر بالنسبة للبنني. وال أحد ينكر أهمية مؤسسات الرعاية االجتماعية اإليوائية لفاقدي األبوين إال أن بعض نتائج الدراسات التي أجريت في مجتمعات مختلفة والتي تناولت التنشئة االجتماعية لتلك الفئة التي تعيش داخل مؤسسات إيوائية كشفت عن وجود قصور في إشباع بعض حاجاتهم فحرمان الفرد من اإلشباع النفسي والعاطفي املترتب على عدم وجوده في أسرة طبيعية - كما هو واقع ملجهولي النسب الذين فقدوا آباءهم يترتب عليه ظهور آثار أ. آمنه البراق سلبية على الصحة النفسية وظهور مشكالت سلوكية في املراحل التالية من منوهم. وتشير اإلحصاءات الصادرة من جهاز األمن العام حول مجهولي النسب إلى أن منطقة مكة املكرمة تقدمت بقية املناطق وسجلت 95 حالة لقيط ما معدله 33,4 في املائة من احلاالت املسجلة في السعودية رغم أن املنطقة تشكل سكانيا ما نسبته 26,1 في املائة من إجمالي سكان اململكة. وحلت الرياض ثاني منطقة بتسجيل 58 حالة لقيط بنسبة 20,5 في املائة من احلاالت فيما جاءت عسير في املرتبة الثالثة بتسجيل 36 حالة لقيط بنسبة 12.2 في املائة وتلتها املدينة املنورة ثم املنطقة الشرقية وجازان وجنران وتبوك والقصيم. ) وحيث أن رعاية مجهولي النسب ال تتم داخل مؤسسة واحدة فقط وإمنا من خالل عدة مؤسسات تبعا ملراحلهم العمرية فبدءا من سن امليالد وحتى سن العاشرة من العمر تتم رعايتهم في دور احلضانة االجتماعية. وبعد سن العاشرة ينتقل الطفل إلى دور التربية االجتماعية للبنني والبنات حيث يستمر بها حتى سن الرابعة عشرة من العمر للبنني ثم ينتقل إلى مؤسسات التربية النموذجية وذلك إلى أن يتم االنتهاء من دراسته أو إحلاقه بعمل مناسب مع تهيئته للتكيف مع املجتمع اخلارجي كعضو صالح لنفسه ومجتمعه بعد بلوغه سن الثامنة عشر عاما بينما تبقى البنات في دور التربية االجتماعية إلى أن يتزوجن وبدون شك أن انتقال الطفل من مؤسسة إلى أخرى يسهم في إدراكه حقيقة وضعه االجتماعي وتعرضه لكثير من االحتياجات واملشكالت سواء عند وجوده داخل الدور اإليوائية أو بعد خروجه منها. ولقد كانت ضآلة الفرص الضئيلة املتاحة ملواجهة حاجات هؤالء الشباب من مجهولي النسب باإلشباع وراء ما يعانوه من اضطرابات في السلوك والتي من أبرزها العدوانية الزائدة والسلوك اجلانح جتاه البيئة احمليطة بهم. وعن هذه احلاجات النفسية ملجهولي النسب الذين يعيشون باملؤسسات وعالقتها بالعدوانية قامت سلوى شوقي )1991( بدراسة للتعرف على هذه احلاجات في عالقتها بالعدوانية وأجريت الدراسة على مجموعتني من األطفال : األولى )35( طفال ذكورا وإناثا من أطفال املؤسسات اإليوائية في الصف اخلامس والسادس االبتدائي والثانية )35( طفال ذكورا وإناثا من أطفال األسر العادية وفي نفس الصفوف الدراسية واستخدمت الباحثة استبيانا للحاجات النفسية ومقياسا للسلوك العدواني واختبار تفهم املوضوع واستمارة مقابلة شخصية. وأوضحت الدراسة وجود عالقة ارتباطيه سالبة بني احلاجات النفسية والسلوك العدواني لدى أطفال املؤسسات واتضح كذلك وجود فروق دالة بني أطفال املؤسسات اإليوائية وأطفال األسر الطبيعية في السلوك العدواني الواقعي البدني املباشر وغير املباشر واملوجه نحو الزمالء واألشخاص اآلخرين وبالذات لصالح أطفال املؤسسات وكذلك اتضح أن هناك مجموعة من اخلصائص متيز األطفال في املؤسسات اإليوائية هي عجز اإلشباع للحاجة إلى الرعاية واحلنان من األم مشاعر متناقضة نحو األب )حماية مصدر تهديد( ونوع من التصور السلبي للبيئة احمليطة لألمن والشعور بالسعادة واألمان واتضح كذلك أن عدوانية هؤالء األطفال هي رد فعل للبيئة املعتدية غير املشبعة سيطرة مشاعر احلزن والقلق واملشاعر االكتئابية )أنس قاسم 185(. : 2002 لقد تناولت دراسات عديدة األيتام ومجهولي النسب في املجتمعات العربية عامة واملجتمع السعودي خاصة إال أن معظمها كان يجرى على مجهولي النسب في مرحلة الطفولة أو داخل الدور اإليوائية لهم إال انه لم تتمكن الباحثة من احلصول على أي دراسة تناولت حياة أو حاجات البالغني من مجهولي النسب أو بعد خروجهم من تلك املؤسسات اإليوائية حيث تعيش هذه الفئه فترة طويله من الزمن داخل هذه املؤسسات التي تفتقر لكثير من

52 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام االحتياجات امللحة لهم ولكن بعد خروجهم منها قد يصطدمون بالعديد من اإلحتياجات األكثر إحلاحا حيث يفتقدون الكثير من سبل العناية والرعاية واإلهتمام الذي اعتادو عليه داخل املؤسسات اإليوائية التي وإن وفرت لهم سبل الرعاية إال أنها لم تنجح في تهيئتهم للحياة املستقلة بعد خروجهم من تلك املؤسسات واإلعتماد على أنفسهم, ونظرا ملا متثله اخلدمة االجتماعية من دور هام ومؤثر في العمل مع فئة مجهولي النسب سواء أثناء وجودهم في املؤسسات اإليوائية أو بعد خروجهم منها. فإن مشكلة الدراسة تتحدد في : التعرف على حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من مؤسسات الرعاية اإليوائية لأليتام وحتديد أدوار ومسئوليات األخصائيني االجتماعني العاملني في مجال رعاية األيتام لتلبية هذه احلاجات مع محاولة الوصول ملقترحات من وجهة نظر كال من األخصائيني االجتماعيني العاملني في املؤسسات اإليوائية والبالغني من مجهولي النسب وذلك بهدف الوصول لتوصيات ميكن من خاللها إشباع حاجاتهم ومواجهة مشكالتهم بعد تخرجهم من مؤسسات الرعاية اإليوائية. أهداف الدراسة : التعرف على حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية من وجهة نظر كال من مجهولي النسب واخلصائيني اإلجتماعيني. التعرف على املشكالت التي تواجه البالغني من مجهولي النسب نتيجة عدم إشباع حاجاتهم بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية من وجهة نظر مجهولي النسب واألخصائيني اإلجتماعيني. التعرف على الصعوبات التي تواجهه األخصائيني االجتماعيني العاملني مع مجهولي النسب. التعرف على مقترحات األخصائيني اإلجتماعيني العاملني في مجال األيتام من مجهولي النسب للعمل على اشباع احتياجاتهم. أهمية الدراسة : تكمن أهمية هذه الدراسة في التعرف على أهم اإلحتياجات النفسية واإلجتماعية والتعليمية واإلقتصادية واملشكالت للبالغني من مجهولي النسب وذلك بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية للوصول ملقترحات ميكن أن تشبع احتياجاتهم وتواجهه مشكالتهم. سادسا : مفاهيم الدراسة عاجلت الدراسة املفاهيم التالية : مفهوم املؤسسات اإليوائية لأليتام. مفهوم مجهولي النسب. مفهوم احلاجات. مفهوم اخلدمة االجتماعية. ه- مفهوم الدور. و- مفهوم البالغني. أ. آمنه البراق أ : مفهوم مؤسسات الرعاية اإليوائية : تقدم الرعاية املؤسسية في اململكة لفئة احملرومني من الرعاية األسرية وهم صغار السن الذين فقدوا أسرهم والذين لهم أسر غير قادرة على رعايتهم لسبب من األسباب من خالل مؤسسات إيوائية تديرها الدولة وتشرف عليها )الباز 2002 م : 39(. وتتمثل مؤسسات الرعاية اإليوائية في كونها مؤسسة اجتماعية يوجد بها عدد من األيتام أو من في حكمهم من مجهولي النسب ويشرف عليهم عدد من املشرفني رجاال ونساء وكانت تسمى قدميا املالجئ ثم تغير أسمها إلى الدور وبعض الدول وهي قليلة الزالت تستخدم كلمة املالجئ ويوجد دور متخصصة لصغار السن ثم ينتقلون منها إلى دور خاصة بالكبار ثم دور أخرى باألكبر سنا تسمى في الغالب دور الضيافة ويغلب على هذه الدور تساوي أعمار األيتام واقترابهم من بعض في األعمار ويعيشون في هذه الدور ويتعلمون بها في مدارس خاصة داخلية وأحيانا تكون الدراسة في مدارس خارجية لتحقيق االندماج في املجتمع )السدحان 2006 م:.)123 وتعرف الباحثة مؤسسات الرعاية اإليوائية لأليتام إجرائيا على أنها»جميع املؤسسات التي تهتم برعاية األطفال األيتام ومن في حكمهم من مجهولي النسب إيوائيا ممن ال تتوفر لديهم الرعاية في األسرة الطبيعية حيث توفر الرعاية الصحية واالجتماعية والنفسية والتعليمية والترويحية املناسبة وتشرف على هذه املؤسسات إدارة الرعاية اإليوائية إحدى إدارات اإلدارة العامة لرعاية األيتام بوزارة الشئون االجتماعية«. ب : مفهوم مجهولي النسب : أطلقت وزارة العمل والشئون االجتماعية هذا املسمى على الطفل املولود في اململكة العربية السعودية ألبوين غير معروفني»مجهولي الهوية«)وزارة الشئون االجتماعية 1410 ه : 138(. واللقيط هو: املولود الذي لم ي عرف أبوه وال أمه وعند الشافعية كل صبي ضائع ال كافل له ويعرفه األحناف بأنه: اسم حلي مولود طرحه أهله خوفا من الفقر أو فرارا من تهمة الزنى ويتوسع احلنابلة في حتديد من هو اللقيط بقولهم: اللقيط هو طفل غير مميز ال يعرف نسبه وال رقه ط رح في الشارع أو ضل الطريق ما بني والدته إلى سن التمييز. أما االبن غير الشرعي : فهو املولود نتيجة لقاء محرم بني رجل وامرأة ال يربطهما عقد نكاح شرعي وفي هذه احلالة ميكن القول أن الطفل طفل غير شرعي ولكن هذا ال يكون إال إذا ثبت ذلك شرعا والبد أن تكون أمه معروفة واألب مجهول ومن ذلك مبا ال يلزمه شرعا وال يجوز أن نحكم على لقيط بعينه أنه ابن غير شرعي. )السدحان 2003 م : 10-12(. وتشير لوائح وزارة الشئون االجتماعية في اململكة العربية السعودية أن لفظ األيتام في املؤسسات اإليوائية يشمل اآلتي : من لم يتم التمكن من التعرف عن والديهم أو أسرهم. من هم نتاج عالقة غير شرعية بني أبويهما. وفاة من له حق حضانة الطفل كاألبوين وغيرهما أو عجز عن القيام بها أو إصابته مبرض عقلي أو عصبي أو مرض نفسي مستعصي أو معدي. األطفال الذين يشردون نتيجة فراق الزوجني شرعا أو فعال مع استحالة قيام الوالدين أو أحدهما بحضانة

53 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام الطفل أو رعايته )مجموعة نظم ولوائح وزارة الشئون اإلجتماعية 130(. : 1410 وتعرف الباحثة مجهولي النسب إجرائيا على أنهم»كل مولود في اململكة العربية السعودية ألبوين غير معروفني سواء من ذكور أو إناث. ج : مفهوم احلاجات : تعرف احلاجة»Need«على أنها : تلك األحوال اجلسمية والنفسية التي جتعل الفرد يحس بفقدان شيء معني يعتبر ضروريا أو مفيدا التزانه اجلسمي أو النفسي. )الدويبي 42(. : 1988 كما تعرف احلاجات بأنها»املطالب اجلسمية والنفسية واالجتماعية واالقتصادية التي يحتاج إليها اإلنسان للحفاظ على بقائه والعيش في سعادة والشعور بالرضا واإلشباع. )طاش 2000 م : 182(. وهي االفتقار إلى شيء ما إذا وجد حقق اإلشباع واالرتياح والرضا للكائن احلي فاحلاجات توجه سلوك الفرد سعيا إلشباعها )زهران 1999 م : 294(. وحسب نظرية ماسلو Maslow للحاجات الهرمية تأتي احلاجات الطبيعية في املستوى األول التي يسعى الفرد إلشباعها أوال قبل إشباع احلاجات األخرى مثل احلاجة إلى األمن احلاجة لالنتماء )احلاجات االجتماعية( واحلاجة للتقدير واحلاجة لتحقيق الذات وتتضمن احلاجات الطبيعية على اجلوع العطش التنفس املأوى اجلنس إضافة إلى احلاجات اجلسمية األخرى. )الدخيل 2006 م : 162(. وتعرف الباحثة مفهوم احلاجات إجرائيا على أنها ( جميع احلاجات النفسيه واإلجتماعية والتعليمية واملادية للبالغني من مجهولي النسب والتي يترتب على عدم إشباعها وجود العديد من املشكالت التي تؤدي إلعاقتهم عن آداء أدوارهم االجتماعية ). د : مفهوم اخلدمة االجتماعية : يعرف االحتاد الدولي لألخصائيني االجتماعيني Workers( )International Federation of Social اخلدمة االجتماعية بأنها مهنة تساهم في إحداث التغير االجتماعي واملساعدة على حل املشكالت في العالقات اإلنسانية ومنح القوة للناس وتعزيز الرفاهية اإلنسانية وتدعيم حقوق اإلنسان والعدالة االجتماعية في املجتمع. ويعرفها مدحت أبو النصر»اخلدمة االجتماعية مهنة إنسانية تهدف إلى مساعدة األفراد واجلماعات واملنظمات واملجتمعات على تنمية قدراتهم ومواردهم وزيادة فرصهم في احلياة ووقايتهم من املشكالت وإشباع حاجاتهم وحل مشكالتهم. ويتم ذلك في ضوء موارد وثقافة املجتمع ومن خالل مؤسسات املجتمع املختلفة أو إنشاء مؤسسات جديدة تظهر حاجة املجتمع إليها«)أبو النصر 2008 م: 30(. وتتبنى الباحثة مفهوم اخلدمة االجتماعية إجرائيا في مجال رعاية األيتام لهذه الدراسة بأنها: إحدى مجاالت املمارسة املهنية للخدمة االجتماعية التي يتعاون فيها األخصائيون االجتماعيون مع فريق من املتخصصني واملشرفني في مؤسسات متخصصة لرعاية مجهولي النسب بهدف مساعدتهم على إشباع حاجاتهم ومواجهة مشكالتهم التي تعترضهم من خالل سلسلة من اخلدمات والبرامج العالجية والوقائية والتنموية بهدف حتقيق تكيفهم النفسي واالجتماعي واندماجهم داخل املجتمع. أ. آمنه البراق ه : مفهوم الدور : وتعرف»هيلني برملان«مفهوم الدور : بأنه أمناط الشخص السلوكية املنظمة من حيث تأثرها باملكانة التي يشغلها و الوظائف التي يؤديها في عالقته بشخص واحد أو أكثر. أما هربرت سترين فيستخدم مفهوم الدور في اإلشارة إلى أنواع السلوك املقررة واحملددة لشخص يشغل مكانه معينه, مبعنى كيف يتعني على شاغل الدور أن يسلك ويتصرف حيال الشخص أو األشخاص اآلخرين الذين تضعه حقوق وواجبات مكانته في التعامل معهم. أما«نيودور ساربني«فيرى أن الدور هو منط من األفعال أو التصرفات التي يتم تعلمها إما بشكل مقصود أو بشكل عارض, والتي يقوم بها شخص ما في موقف يتضمن تفاعال )بدران, 2003 م : (. يعرف هار Hare الدور بأنه»مجموعة من التوقعات لشخص يشغل وضعا معينا من النسق االجتماعي«)بهجت 1982 م ص 35 (. وتعرف الباحثة مفهوم الدور إجرائيا بأنه : ما تقوم به مهنة اخلدمة االجتماعية ممثلة باألخصائيني االجتماعني العاملني في مجال رعاية األيتام من أدوار مهنية مبنية على أسس علمية ومهارات فنية متكنهم من التعامل مع حاجات مجهولي النسب ومشكالتهم بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية وذلك وفق ما يتوقع منهم اآلخرون عن هذا الدور املناط بهم كمهنيني مؤهلني للعمل في مجاالت رعاية األيتام احلكومية منها واألهلية. و: مفهوم البالغني: تأخذ كلمة بلغ في اللغة العربية عدة معان, فيقال «بلغ الشيئ : أي وصل وانتهى, واإلبالغ: اإليصال, وبلغ الغالم : احتلم كأنه بلغ وقت الكتاب عليه والتكليف, وشئ بالغ : أي نافذ, وميني بالغه : أي مؤكدة «وبلغ الرجل بالغه فهو يبلغ بليغ, وهذا قول بليغ. أما تعريف»البلوغ اصطالحا فهو «مرحلة من مراحل النمو الفسيولوجي العضوي وفيها يتحول الفرد من كائن الجنسي إلى كائن جنسي قادر على أن يحافظ على نوعه وإستمرار ساللته «ويعرف محمد قطب مرحلة البلوغ بأنها «مرحلة بداية النضج, يتفجر فيها الكيان البشري بكامله لينضج بكامله, ومن هنا يتم في بناء الفطرة السليم إنطالق شحنة اجلسد وشحنة الروح في دفعة واحدة «( الغامدي, 1418 ه: (. وأما في اصطالح الفقهاء فيما يلي عرض ملا أمكن الوقوف عليه في ذلك من كالمهم : يسوق جمع من احلنفية لتعريف البلوغ القول بأنه «انتهاء حد الصغر «ونحو هذا قول بعضهم بأنه «انتهاء الصغر «. ومن احلنفية من يعرف بلوغ الغالم بأنه «صيرورته بحال لو جامع أنزل «. ومن املالكية جاء عن املازوري قوله «البلوغ قوة حتدث للشخص تنقله من حال الطفولية الى حال الرجولية «. وقد جاء عن األجهوري أنه استحسن أن يستبدل بلفظ «الرجولية هنا لفظ «الى غيرها «, ليشمل التعريف بلوغ األنثى, ولكن بعض من نقل هذا القول أملح الى عدم فائدته, ألن لفظ الرجولية يشمل األنثى أيضا. وتعرف الباحثة مفهوم البالغني إجرائيا : على أنه كل من بلغ الثامنة عشرة من عمره من مجهولي النسب ذكورا وإناث والذين انتهى ارتباطهم مبؤسسات الرعاية اإليوائية وأصبحوا مستقلني بحياتهم عنها

54 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام اإلجراءات املنهجية : نوع الدراسة : تتتمي هذه الدراسة إلى الدراسات االستطالعية. منهج الدراسة : تعتمد الباحثة على منهج )املسح االجتماعي( بأسلوب العينة العشوائية البسيطة لألفراد الذين ينطبق عليهم مفهوم مجهولي النسب والذي حددته الباحثة في دراستها وذلك لعدة أسباب منها : مالئمة منهج املسح اإلجتماعي للدراسات اإلستطالعية. يركز املسح اإلجتماعي على الزمن احلاضر. ميكن تعميم نتائج الدراسة على مجتمعات مشابهة ملجتمع الدراسة. عينة الدراسة : حصر شامل جلميع مجهولي النسب الذين خرجوا من الدور اإليوائية والذين ترعاهم املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام بالرياض و جتاوزوا سن الثامنة عشر حيث يبلغ عددهم تقريبا )362( حيث يبلغ عدد الذكور )249( وسوف يحدد حجم العينة مبا يتناسب مع اإلطار العام حلجم األفراد من مجهولي النسب الذين ترعاهم املؤسسة حيث سيتم أخذ 50% من عدد الذكور ليبلغ عدد العينة ( 124( ذكر تقريبا ليكون حجم العينة ممثال ملجتمع الدراسة ليصبح عددهم اإلجمالي )124( مفرده ذكور. ب- حصر شامل جلميع األخصائيني و األخصائيات االجتماعيات العاملني في املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام بالرياض و يبلغ عددهم )4( ذكور و) 5 ( إناث باإلضافة ل) 4 ( مشرفني إسكان ليكون عددهم اإلجمالي )15( مفرده. حدود الدراسة : املجال املكاني : قامت الباحثة بتطبيق الدراسة على املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام مبدينة الرياض, والتي تعنى برعاية مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية, ممن جاوزوا الثامنة عشرة من العمر ذكورا وإناثا والذي انتهى ارتباطهم بوزارة الشئون االجتماعية نظاما باإلضافة لأليتام الذين تتخلى عن رعايتهم األسر احلاضنة وكذلك أبناء األسر الطبيعية الذين سبق لهم االستفادة من اخلدمات اإليوائية التي كانت تقدمها وزارة الشئون االجتماعية ومازالوا بحاجة للرعاية والعناية. أ. آمنه البراق - 2 استمارة مجهولي النسب : حيث قامت الباحثة بتصميم استمارة استبيان لكال من مجهولي النسب الذين ترعاهم املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام وذلك في ضوء الدراسات السابقة وفي ضوء أهداف وتساؤالت الدراسة احلالية. صدق أدوات الدراسة: صدق االستبانة يعني التأكد من أنها سوف تقيس ما أعدت لقياسه ( العساف 1995 م ص ( 429 كما يقصد بالصدق «شمول االستمارة لكل العناصر التي يجب أن تدخل في التحليل من ناحية ووضوح فقراتها ومفرداتها من ناحية ثانية بحيث تكون مفهومة لكل من تستخدمها, وقد قامت الباحثة بالتأكد من صدق أدوات الدراسة من خالل: أ الصدق الظاهري لألدوات : للتعرف على مدى صدق أدوات الدراسة في قياس ما وضعت لقياسه مت عرضها على عدد من احملكمني من أعضاء هيئة التدريس باجلامعات وبلغ عدد احملكمني )7( محكم ( ملحق رقم 1(. وفي ضوء آراء احملكمني قامت الباحثة بإعداد أدوات هذه الدراسة بصورتها النهائية وامللحق رقم ( 2( يوضح االستبيانني في صورتهما النهائية. ب صدق االتساق الداخلي لألدوات : بعد التأكد من الصدق الظاهري ألدوات الدراسة قامت الباحثة بتطبيقهما ميدانيا وعلى بيانات العينة الكلية قامت الباحثة بحساب معامل االرتباط بيرسون ملعرفة الصدق الداخلي لألستبانة حيث مت حساب معامل االرتباط بني درجة كل عبارة من عبارات االستبانة بالدرجة الكلية للمحور الذي تنتمي إليه العبارة كما توضح ذلك اجلداول التالية : صدق االتساق الداخلي ألداة األخصائيني : اجلدول رقم )1( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات بعد االحتياجات الشخصية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد ** ** ** ** ** املجال البشري : حددت الباحثة مجالها البشري والذي سوف حتصل منه على البيانات من خالل االستبيان في عينة عشوائية بسيطه قوامها ( 249 ) مفردة من فئة مجهولي النسب التي ترعاهم املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام. يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل أدوات جمع بيانات الدراسة : سوف تستعني الباحثة في هذه الدراسة باألدوات البحثية التالية: - 1 استمارة العاملني باملؤسسة اخليرية لرعاية األيتام : حيث قامت الباحثه بتصميم استمارة إستبيان لكل من األخصائيني اإلجتماعيني و العاملني في املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام )مجهولي النسب ). اجلدول رقم )2( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات بعد االحتياجات التعليمية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد ** **

55 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام أ. آمنه البراق **0.482 ** ** ** ** ** ** ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل اجلدول رقم )3( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات بعد االحتياجات النفسية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد اجلدول رقم )7( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات بعد املشكالت النفسية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد ** ** ** ** ** ** **0.955 ** ** ** ** ** ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل اجلدول رقم )4( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات بعد االحتياجات االجتماعية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد اجلدول رقم )8( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات بعد املشكالت املجتمعية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد ** ** ** **0.901 ** ** ** ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل اجلدول رقم )5( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات بعد املشكالت االقتصادية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد اجلدول رقم )9( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات محور الصعوبات التي تواجه األخصائيني االجتماعيني العاملني مع مجهولي النسب بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور ** ** ** ** ** ** ** ** **0.461 ** ** ** ** ** ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل اجلدول رقم )6( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات بعد املشكالت االجتماعية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد رقم العبارة معامل االرتباط بالبعد يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل اجلدول رقم )10(

56 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام أ. آمنه البراق **0.752 **0.725 ** **0.576 **0.667 ** معامالت ارتباط بيرسون لعبارات محور مقترحات األخصائيني االجتماعيني العاملني في مجال األيتام مع مجهولي النسب للعمل على إشباع احتياجاتهم بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور ** ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل **0.807 **0.726 ** **0.713 **0.713 ** ** ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل يتضح من اجلداول )1 10( أن قيم معامل ارتباط كل عبارة من العبارات مع محورها موجبة ودالة إحصائيا عند مستوي الداللة )0.01( فأقل مما يدل على صدق اتساقها مع محاورها. اجلدول رقم )14( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات محور االحتياجات االجتماعية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور ** ** ** ** ** ** صدق االتساق الداخلي ألداة األيتام : اجلدول رقم )11( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات محور االحتياجات الشخصية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور ** ** ** ** ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل اجلدول رقم )12( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات محور االحتياجات التعليمية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور ** ** ** ** ** ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل - - ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل اجلدول رقم )15( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات محور املشكالت االقتصادية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور ** ** ** ** ** ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل اجلدول رقم )16( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات محور املشكالت االجتماعية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور ** ** ** ** ** ** اجلدول رقم )13( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات محور االحتياجات النفسية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل اجلدول رقم )17(

57 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام معامالت ارتباط بيرسون لعبارات محور املشكالت النفسية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور أ. آمنه البراق ** ** ** ** ** ** ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل اجلدول رقم )18( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات محور املشكالت املجتمعية بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور ** ** ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل اجلدول رقم )19( معامالت ارتباط بيرسون لعبارات محور دور األخصائي االجتماعي بالدرجة الكلية للمحور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور رقم العبارة معامل االرتباط باحملور جدول رقم )20( معامل ألفا كرونباخ لقياس ثبات أداة الدراسة اخلاصة باألخصائيني محاور اإلستبانة االحتياجات الشخصية االحتياجات التعليمية عدد العبارات 5 ثبات احملور االحتياجات النفسية االحتياجات االجتماعية املشكالت االقتصادية املشكالت االجتماعية املشكالت النفسية املشكالت املجتمعية الصعوبات التي تواجه األخصائيني االجتماعيني العاملني مع مجهولي النسب مقترحات األخصائيني االجتماعيني العاملني في مجال األيتام مع مجهولي النسب للعمل على إشباع احتياجاتهم معامل الثبات العام يتضح من اجلدول رقم )20( أن معامل الثبات العام حملاور الدراسة عال حيث تراوح بني ) ) كما بلغ معامل الثبات العام )0.95( وهذا يدل على أن االستبانة تتمتع بدرجة عالية من الثبات ميكن االعتماد عليها في التطبيق امليداني للدراسة. ** ** ** ** **0.785 **0.819 **0.729 **0.843 ** **0.629 **0.736 **0.780 **0.739 ** يالحظ ** دال عند مستوى الداللة 0.01 فأقل يتضح من اجلداول )11 19( أن قيم معامل ارتباط كل عبارة من العبارات مع محورها موجبة ودالة إحصائيا عند مستوي الداللة )0.01( فأقل مما يدل على صدق اتساقها مع محاورها. - 3 ثبات أدوات الدراسة: لقياس مدى ثبات أداة الدراسة )االستبانة( استخدمت الباحثة )معادلة ألفا كرونباخ( Cronbach s( ))Alpha α) للتأكد من ثبات أداة الدراسة حيث طبقت املعادلة على العينة الكلية لقياس الصدق البنائي واجلدول رقم )20( يوضح معامالت ثبات أداة الدراسة. جدول رقم )21( معامل ألفا كرونباخ لقياس ثبات أداة الدراسة اخلاصة بااليتام محاور اإلستبانة االحتياجات الشخصية عدد العبارات ثبات احملور االحتياجات التعليمية االحتياجات النفسية االحتياجات االجتماعية املشكالت االقتصادية املشكالت االجتماعية املشكالت النفسية املشكالت املجتمعية

58 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام دور األخصائي االجتماعي في مساعدة البالغني من مجهولي النسب على إشباع احتياجاتهم معامل الثبات العام أ. آمنه البراق يتضح من اجلدول رقم )21( أن معامل الثبات العام حملاور الدراسة عال حيث تراوح بني ) ) كما بلغ معامل الثبات العام )0.94( وهذا يدل على أن االستبانة تتمتع بدرجة عالية من الثبات ميكن االعتماد عليها في التطبيق امليداني للدراسة. سعت الدراسة لتحقيق أهدافها من خالل اإلجابة على األسئلة التالية: ما احتياجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية ما املشكالت التي تواجه البالغني من مجهولي النسب نتيجة عدم إشباع احتياجاتهم بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية ما الصعوبات التي تواجه األخصائيني االجتماعيني العاملني مع مجهولي النسب الوصول ملقترحات ميكن من خاللها اشباع احتياجات مجهولي النسب وحل مشكالتهم ( استجابات أفراد عينة الدراسة على أسئلة الدراسة مرتبة تنازليا ( السؤال األول: ما احتياجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية أوال : االحتياجات الشخصية : رقم العبارة 3 العبارة توفير املالبس لفصول السنة الرعاية الطبية والصحية املستمرة توفير مقر دائم لإلقامة توفير الغذاء الصحي املتكامل إيجاد متخصص في النشاط الرياضي التكرار النسبة % ك % ك % ك % ك % ك دائم ا 69 درجة املوافقة أحيان ا إطالق ا املتوسط احلسابي 2.45 االنحراف املعياري 0.75 الرتبة % املتوسط العام رقم العبارة 1 5 العبارة استكمال املراحل التعليمية املختلفة التشجيع على أهمية مواصلة التعليم االلتحاق باجلامعات واملعاهد العليا توفير الكتب واملراجع العلمية توفير األدوات واملستلزمات الكتابية توفير فصول تقوية للطالب ثانيا : االحتياجات التعليمية : التكرار درجة املوافقة املتوسط االنحراف الرتبة دائما أحيان ا إطالق ا احلسابي املعياري النسبة % ك % ك % 2 ك % 3 ك % % 4 6 رقم العبارة العبارة ك % املتوسط العام أحتاج إلى االطمئنان بصفة مستمرة أحتاج إلى الشعور باألمان ثالثا : االحتياجات النفسية : التكرار درجة املوافقة املتوسط االنحراف الرتبة دائما أحيان ا إطالق ا احلسابي املعياري النسبة % ك % 7 ك %

59 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام أ. آمنه البراق أحتاج إلى فهم ذاتي وتقديرها أحتاج إلى التقدير من اآلخرين أحتاج إلي استقراري نفسيا أحتاج إلي الرضى عن مظهري العام أحتاج إلى املتخصص الذي يساعدني نفسيا أحتاج إلي من يسمع شكواي ك % ك % ك % ك % ك % ك % املتوسط العام أحتاج إلي اكتساب مهارات اجتماعية حياتية أحتاج إلي شخص متخصص يرشدني اجتماعيا احتاج الى املشاركة في املناسبات املتعددة ك % ك % ك % املتوسط العام السؤال الثاني: ما املشكالت التي تواجه البالغني من مجهولي النسب نتيجة عدم إشباع احتياجاتهم بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية رقم العبارة العبارة أحتاج إلى دمجي مع املجتمع أحتاج إلى إقامة عالقات اجتماعية مع اآلخرين أحتاج إلى تواجدي داخل جو أسري في املؤسسة أحتاج إلي تغير نظرة املجتمع نحو اليتيم/ مجهول األبوين رابعا : االحتياجات ااإلجتماعية : التكرار درجة املوافقة املتوسط االنحراف الرتبة دائما أحيان ا إطالق ا احلسابي املعياري النسبة % ك % ك % ك % ك رقم العبارة العبارة قلة املوارد املالية املتاحة صعوبة احلصول على عمل عدم التوجيه الوظيفي عدم احلصول على قرض عدم التشجيع لالستثمار نقص تدريبي على األعمال أوال : املشكالت االقتصادية : الرتبة التكرار درجة املوافقة املتوسط االنحراف دائما أحيان ا إطالق ا احلسابي املعياري % ك % ك % ك % ك % ك % ك % %

60 1 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام رقم العبارة العبارة املتوسط العام ثانيا : املشكالت االجتماعية: أ. آمنه البراق التكرار درجة املوافقة املتوسط االنحراف الرتبة دائما أحيان ا إطالق ا احلسابي املعياري النسبة % ك % ك % 5 ك % 1 ك % ك تعقد املشكالت املجتمعية األخرى وجود فئات حتتاج إلى الرعاية أكثر منهم جتاهل وسائل اإلعالم الحتياجاتهم ومشكالتهم عدم االنتماء إلى أسرة معينة عدم اهتمام املجتمع باحتياجات هذه الفئة % 6 عدم دمج هذه الفئة في املجتمع ثالثا : املشكالت النفسية : ك % املتوسط العام عدم الشعور باألمن واألمان عدم الشعور بالرضا عن الذات عدم وجود استقرار نفسي في املجتمع وجود صراعات نفسية داخلية ضعف االتزان النفسي الشعور باإلحباط واليأس عدم التقدير من اآلخرين ك % ك % ك % ك % ك % ك % ك % رابعا : املشكالت املجتمعية : رقم العبارة العبارة املتوسط العام نظرة املجتمع الدونية لهم عدم املساعدة في توفير وظائف لهم حتميل املجتمع مسئولية ظروفهم اخلاصة بهم الرتبة التكرار درجة املوافقة املتوسط االنحراف دائما أحيان ا إطالق ا احلسابي املعياري % ك % ك % ك % رقم العبارة العبارة التكرار درجة املوافقة املتوسط االنحراف الرتبة دائما أحيان ا إطالق ا احلسابي املعياري النسبة % املتوسط العام السؤال الثالث: ما الصعوبات التي تواجه األخصائيني االجتماعيني العاملني مع مجهولي النسب استجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات محور الصعوبات التي تواجه األخصائيني االجتماعيني العاملني

61 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام مع مجهولي النسب مرتبة تنازليا حسب متوسطات املوافقة الرتبة التكرار درجة املوافقة املتوسط االنحراف رقم العبارة دائما أحيان ا إطالق ا احلسابي املعياري العبارة % 1 ك 4 10 قلة الدورات التدريبية للعاملني في مجال % األيتام ك قلة عدد األخصائيني االجتماعيني العاملني % في مؤسسات األيتام ك % قلة اخلبرات امليدانية قلة اهتمام املسئولني ك 6 5 بهذه الفئة % ضعف امليزانية املقررة ك 9 3 لسد احتياجاتهم % ك نقص اإلمكانيات الالزمة لألخصائيني % االجتماعيني ك وجود غير املتخصصني في اخلدمة االجتماعية % يعملون بهذا املجال صعوبة توفير عمل ك للبالغني منهم % ك صعوبة توفير مكان إلقامتهم بعد خروجهم % من املؤسسة اإليوائية السؤال الرابع: ما هي مقترحات األخصائيني اإلجتماعيني العاملني في مجال األيتام مع مجهولي النسب للعمل على إشباع احتياجاتهم استجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات بعد الصعوبات التي تواجه األخصائيني االجتماعيني العاملني مع مجهولي النسب مرتبة تنازليا حسب متوسطات املوافقة رقم العبارة 2 العبارة توفير الدورات التدريبية الالزمة لألخصائيني ك أ. آمنه البراق التكرار درجة املوافقة املتوسط االنحراف الرتبة دائما أحيان ا إطالق ا احلسابي املعياري النسبة % % 1 زيادة األعداد الالزمة من األخصائيني االجتماعيني العاملني في هذا املجال االهتمام باحتياجات البالغني من األيتام توفير ميزانية مالية لهذا املجال زيادة اهتمام املسئولني في الدولة بهذه الفئة توفير أماكن إلقامة البالغني من األيتام توفير وظائف للبالغني منهم للعمل فيها استبعاد غير املتخصصني من العاملني في هذا املجال ك % 8 ك % ك % ك % ك % ك % ك % املتوسط العام توصيات ومقترحات الدراسة : وضع السبل املناسبة لتلبية احتياجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية. ضرورة االهتمام بتوفير االحتياجات الشخصية للبالغني من مجهولي النسب. املساعدة في إيجاد وخلق الشخصية اإلستقاللية لأليتام وذلك من خالل النشئة األولى لهم بالدور اإليوائية. العمل على توفير االحتياجات املادية الالزمة للمعيشة للبالغني من مجهولي النسب. العمل على توفير مقر مؤقت لإلقامة للبالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية

62 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام العمل على توفير املالبس املناسبة لفصول السنة للبالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية. العمل على توفير الرعاية الطبية والصحية املستمرة للبالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية. االهتمام بتوفير الغذاء الصحي املتكامل للبالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية. ضرورة االهتمام بتوفير االحتياجات التعليمية للبالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية ملا يعكسه ذلك من تغيير وتطوير حلياة األيتام. تشجيع البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية على مواصلة التعليم. تشجيع البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية على االلتحاق باجلامعات واملعاهد العليا. االهتمام بتوفير الكتب واملراجع العلمية للبالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية. وضع السبل املناسبة للحد من املشكالت التي تواجه البالغني من مجهولي النسب نتيجة عدم إشباع احتياجاتهم بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية. االهتمام بالتوجيه الوظيفي للبالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية. احلرص على تدريب مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية علي األعمال وتأمني الفرص الوظيفيه. على وسائل اإلعالم االهتمام بعرض احتياجات ومشكالت مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية بصوره جدية وموضوعيه. العمل على تغيير نظرة املجتمع الدونية ملجهولي النسب من خالل طرح مشكالتهم ومعاجلتها من خالل اجلهات املعنيه. توفير الدورات التدريبية الهامة للعاملني في مجال األيتام. توفير عدد كافي من األخصائيني االجتماعيني للعمل في مؤسسات األيتام. إجراء املزيد من الدراسات املستقبلية حول حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام ودور اخلدمة االجتماعية في إشباعها. ملخص الدراسة عنوان الدراسة: حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام ودور اخلدمة االجتماعية في إشباعها أ. آمنه البراق مشكلة الدراسة : إن مشكلة وجود اللقطاء ليست قاصرة على مجتمع دون آخر فهي توجد في جميع املجتمعات على اختالف أجناسها أو ثقافتها أو دياناتها. كما أن هذه الفئة مهما وفرت لها الدولة سبل الرعاية واالهتمام من خالل املؤسسات اإليوائية إال أنه ال تزال قاصرة عن توفير الرعاية النفسية واالجتماعية التي توفرها لها األسرة الطبيعية. لذلك جند أن هناك العديد من احلاجات النفسية واالجتماعية التي قد ينتج عن عدم إشباعها وجود العديد من املشكالت لألفراد بشكل عام وملجهولي النسب بشكل خاص. وحيث أن رعاية األطفال ذوي الظروف اخلاصة ال تتم داخل مؤسسة واحدة فقط وإمنا من خالل عدة مؤسسات تبعا ملراحلهم العمرية فبدءا من سن امليالد وحتى سن العاشرة من العمر تتم رعايتهم في دور احلضانة االجتماعية. وبعد سن العاشرة ينتقل الطفل إلى دور التربية االجتماعية للبنني والبنات حيث يستمر بها حتى سن الرابعة عشرة من العمر للبنني ثم ينتقل إلى مؤسسات التربية النموذجية وذلك إلى أن يتم االنتهاء من دراسته أو إحلاقه بعمل مناسب مع تهيئته للتكيف مع املجتمع اخلارجي كعضو صالح لنفسه ومجتمعه بعد بلوغه سن الثامنة عشر عاما بينما تبقى البنات في دور التربية االجتماعية إلى أن يتزوجن وبدون شك أن انتقال الطفل من مؤسسة إلى أخرى يسهم في إدراكه حقيقة وضعه االجتماعي وتعرضه لكثير من االحتياجات واملشكالت سواء عند وجوده داخل الدور اإليوائية أو بعد خروجه منها. ولقد كانت ضآلة الفرص املتاحة ملواجهة حاجات هؤالء األطفال باإلشباع وراء ما يعانيه األطفال من اضطرابات في السلوك والتي من أبرزها العدوانية الزائدة والسلوك اجلانح جتاه البيئة احمليطة بهم. أن اإلقامة في مؤسسات إيوائية يؤدي إلى احلرمان العاطفي للطفل ويجعله أقل مقدرة على مواجهة اخلبرات واملواقف احلياتية مما ينتج عنه االضطراب النفسي وسوء التكيف االجتماعي وذلك ألن نشأة الطفل في أسرة فقدت قطباها أو أحدهما جتعل الطفل يحمل معه خبرات وسلوكيات ومشاعر قاصرة أو غير سوية قد تؤدي به إلى العجز عن إشباع حاجاته ودوافعه أو إشباعها بصورة غير صحيحة. لقد تناولت دراسات عديدة األيتام ومجهولي النسب في املجتمعات العربية عامة واملجتمع السعودي خاصة إال أن معظمها كان يجرى على مجهولي النسب في مرحلة الطفولة أو داخل الدور اإليوائية لهم إال انه لم تتمكن الباحثة من احلصول على أي دراسة تناولت حياة أو حاجات البالغني من مجهولي النسب أو بعد خروجهم من تلك املؤسسات اإليوائية ونظرا ملا متثله اخلدمة االجتماعية من دور هام ومؤثر في العمل مع فئة مجهولي النسب سواء أثناء وجودهم في املؤسسات اإليوائية أو بعد خروجهم منها. فإن مشكلة الدراسة تتحدد في : التعرف على حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من مؤسسات الرعاية اإليوائية لأليتام وحتديد أدوار ومسئوليات األخصائيني االجتماعني العاملني في مجال رعاية األيتام لتلبية هذه احلاجات ذلك بهدف الوصول آللية ميكن من خاللها إشباع حاجاتهم ومواجهة مشكالتهم بعد تخرجهم من مؤسسات الرعاية اإليوائية. تساؤالت الدراسة : ما هي احتياجات مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية

63 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام ما هي املشكالت التي تواجه مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية نتيجة عدم إشباع االحتياجات ماهي الصعوبات التي تواجه األخصائيني اإلجتماعيني العاملني مع البالغني من مجهولي النسب ماهي مقترحات األخصائيني االجتماعيني العاملني في مجال األيتام من مجهولي النسب للعمل على اشباع احتياجات هذه الفئة اإلجراءات املنهجية للدراسة : نوع الدراسة : تنتمي هذه الدراسة إلى نوع الدراسات االستطالعية, والتي تسعى إلى الكشف عن خصائص ظاهرة معينة لتحديد أبعادها ومحاولة الوصول إلى بعض النتائج التي قد تساعد الباحثني في تفسير املشكلة وتوضيح أسبابها كما ميكن للقائمني على أمر هذه الفئة االستفادة من هذه النتائج ووضع برامج اجتماعية للتعامل معهم وتطويرها والسعي إلى وقايتهم من االنحراف أو التخفيف من حدة املشكالت التي تواجههم والتي تعود بالضرر على املجتمع وتهدد أمنه واستقراره. منهج الدراسة : اعتمدت الباحثة على منهج )املسح االجتماعي( بأسلوب العينة العشوائية البسيطة لألفراد الذين ينطبق عليهم مفهوم ذوي الظروف اخلاصة والذي حددته الباحثة في دراستها. حيث يسعى هذا املنهج للوصول إلى بيانات ميكن تصنيفها وتفسيرها وتعميمها على مجتمعات مشابهة ملجتمع البحث. مجتمع الدراسة: يشمل مجتمع الدراسة في الدراسة الراهنة على األيتام الذكور من )مجهولي النسب( الذين خرجوا من املؤسسات اإليوائية بعد سن الثامنة عشر, باإلضافة جلميع األخصائني واألخصائيات اإلجتماعيات العاملني في املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام. أدوات جمع البيانات : استعانت الباحثة ي هذه الدراسة باألدوات البحثية التالية: - 1 استمارة العاملني باملؤسسة اخليرية لرعاية األيتام : حيث ستقوم بتصميم )15( استمارة لكل من األخصائيني اإلجتماعيني و العاملني في املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام )مجهولي النسب ). - 2 استمارة مجهولي النسب : حيث ستقوم الباحثة بتصميم )124( استمارة لكال من مجهولي النسب الذين ترعاهم املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام وذلك في ضوء الدراسات السابقة وفي ضوء أهداف وتساؤالت الدراسة احلالية. حدود الدراسة ومجاالتها: أ- املجال املكاني : أ. آمنه البراق سوف تطبق الدراسة على املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام مبدينة الرياض, والتي تعنى برعاية مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية, ممن جاوزوا الثامنة عشرة من العمر من الذكور. ب- املجال البشري : حددت الباحثة مجالها البشري والذي سوف حتصل منه على البيانات من خالل االستبيان في فئة مجهولي النسب التي ترعاهم املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام باإلضافة إلى األخصائيني واألخصائيات االجتماعيات العاملني في هذه املؤسسة. ج- املجال الزمني : هي فترة جمع البيانات من مجتمع الدراسة, وحتليلها, واستخالص نتائج الدراسة. وقد استغرقت هذه الدراسة حوالي شهرين ابتداءا من 1431/1/1 ه إلى 1432/3/1 ه. نتائج الدراسة : أفراد عينة الدراسة من األيتام موافقون أحيانا على أن هناك احتياجات شخصية للبالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية. أفراد عينة الدراسة من األيتام موافقون دائما على أن هناك احتياجات تعليمية للبالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية. أفراد عينة الدراسة من األيتام موافقون دائما على أن هناك احتياجات نفسية للبالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية. أفراد عينة الدراسة من األيتام موافقون دائما على أن هناك احتياجات اجتماعية للبالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية. أفراد عينة الدراسة من األيتام موافقون أحيانا على أن هناك مشكالت اقتصادية تواجه البالغني من مجهولي النسب نتيجة عدم إشباع احتياجاتهم بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية. القرآن الكرمي املراجع واملصادر 1410 ه مجموعة نظم ولوائح وزارة العمل والشئون االجتماعية وزارة الشئون االجتماعية الرياض. - أبو النصر مدحت محمد 2008 م - االجتاهات املعاصرة في ممارسة اخلدمة االجتماعية الوقائية مجموعة النيل العربية القاهرة. - الباز راشد بن سعد 2002 م- تقييم الرعاية املؤسسية لنزالء دور مؤسسات التربية االجتماعية مجلة جامعة أم القرى للعلوم التربوية واالجتماعية واإلنسانية. - الدخيل عبدالعزيز عبدالله

64 حاجات البالغني من مجهولي النسب بعد خروجهم من املؤسسات اإليوائية لأليتام أ. آمنه البراق 2006 م- معجم مصطلحات اخلدمة االجتماعية والعلوم االجتماعية دار املناهج للنشر والتوزيع األردن. - الدويبي عبدالسالم بشير 1988 م- املدخل لرعاية الطفولة الدار اجلماهيرية للنشر والتوزيع واإلعالن ليبيا. - السدحان عبدالله بن ناصر 2006 م - أمناط رعاية األطفال ذوي الظروف اخلاصة )األيتام ومن في حكمهم( املؤمتر األول لأليتام البحرين. - السدحان عبدالله بن ناصر بن عبدالله 2003 م - أطفال بال أسر مكتبة العبيكان الرياض. - بدران, محمود عبد الرشيد وآخرون 2003 م- مناذج النظرية االجتماعية في تفسير الظواهر االجتماعية, املكتبة املصرية, اإلسكندرية. - العساف صالح بن حمد 1409 ه - تربية األطفال مجهولي الهوية دراسة وصفية تقوميية دار النشر باملركز العربي للدراسات األمنية والتدريب الرياض. - بهجت محمد 1996 م - تنظيم املجتمع من املساعدة على التنظيم املكتب العلمي للكمبيوتر والنشر والتوزيع اإلسكندرية. - زهران حامد عبدالسالم 1999 م - علم نفس النمو الطبعة اخلامسة عالم الكتب القاهرة. - قاسم أنسي محمد أحمد وسهير كامل أحمد 2002 م- أطفال بال أسر مركز اإلسكندرية للكتاب القاهرة. - نيازي عبداملجيد طاش محمد 2000 م - مصطلحات ومفاهيم إجنليزية في اخلدمة االجتماعية مكتبة العبيكان الرياض. السدحان عبدالله بن ناصر 2006 م - الرعاية االجتماعية لأليتام في اململكة النشأة والتطور وزارة العمل والشئون االجتماعية. السدحان عبدالله بن ناصر 1425 ه - الرعاية االجتماعية في اململكة العربية السعودية النشأة والواقع مكتبة امللك عبدالعزيز الرياض. الغامدي, عبدالرحمن بن عبداخلالق 1418 ه - دور األسرة املسلمة في تربية أوالدها في مرحلة البلوغ, دار اخلريجي للنشر والتوزيع, الرياض. - وزارة العمل والشئون االجتماعية 1410 ه - «مجموعة نظم ولوائح» الطبعة الثالثة الرياض مطابع اخلالد لألوفست. - وزارة العمل والشئون االجتماعية 1410 ه - «مجموعة نظم ولوائح» الطبعة الثالثة الرياض مطابع اخلالد لألوفست

65 أ. بارعة بهجت خجا مشكلة ثبات وكفاءة األم البديلة في قرى األيتام باملدينة املنورة إعداد: بارعة بهجت خجا جمعية طيبة اخليرية النسائية في املدينة املنورة تقدمي يعيش نزالء دور األيتام الذين حرموا من رعاية أسرهم األصلية حياة تختلف عن أقرانهم الذين يعيشون مع أسرهم األصلية مما يؤث ر في تربيتهم وتنشئتهم االجتماعية لذا فعند تقدمي الرعاية البديلة من قبل مؤسسات ودور اإليواء لأليتام احملرومني من الرعاية األسرية فإنه البد من دراسة الرعاية املقدمة لهم وتقييمها بني الفينة واألخرى وذلك للوقوف على نواحي القصور فيها لتفاديها وتصحيحها والعمل على تطوير ورفع مستوى الرعاية واخلدمة املقدمة فيها. وتعتبر جتربة قرى األيتام إحدى التجارب التي تبنتها عدد من املؤسسات االجتماعية باملدينة املنورة وتقوم فكرتها على تقدمي الرعاية األسرية الشاملة واملستمرة لألطفال األيتام احملرومني من الرعاية األسرية ضمن بيئة قريبة من جو األسرة الطبيعية من خالل توفير أم بديلة متتلك مستوى جيد من الكفاءة ميك نها من رعاية الطفل اليتيم وإشباع احتياجاته العاطفية واالجتماعية وتنشئته التنشئة الصاحلة. غير أن الوقوف على هذه التجربة يظهر مشكلتني أساسيتني عند تطبيقها : األولى: إيجاد األم البديلة التي متتلك الكفاءة اجليدة التي متك نها من رعاية الطفل اليتيم. الثانية: ثبات األم البديلة في حياة الطفل اليتيم حتى انتهاء فترة احتضانه ورعايته. إن كفاءة األم البديلة وعمر بقائها في حياة الطفل اليتيم احملروم من الرعاية األسرية يعتبر من أهم العوامل التي تؤثر على تنشئته فقد أثبتت كثير من األبحاث أن األطفال الذين يعيشون داخل مؤسسات الرعاية االجتماعية حتى مع توفير الرعاية الكاملة لهم وإشباع احتياجاتهم الطبيعية ال ينجحون في حياتهم ما لم يتم إشباع احتياجاتهم االنفعالية والعاطفية)حسن د.ت(. ففي دراسة مقارنة أجريت في مصر على أطفال يعيشون مع أسرهم وأطفال يعيشون في مؤسسة إيواء خاصة )قرية أطفال SOS ( وج د أن أطفال املؤسسة أقل تكيفا في اجلوانب االجتماعية والشخصية من األطفال الذين يعيشون مع أسرهم الطبيعية أي بني أمهاتهم وآبائهم)الكردي 1980 (. إن هذه الورقة تسلط الضوء على جتربة األم البديلة في قرى األيتام باملدينة املنورة وتسعى للتعرف على أهم األسباب التي تعيق توفر وثبات األم البديلة ذات الكفاءة اجليدة في حياة الطفل اليتيم وما يترتب على ذلك من املشكالت واالنعطافات النفسية احلادة التي يتعرض لها نتيجة انقطاع احتضانه. إن هذه الورقة قد تسهم في تطوير جتارب رعاية األطفال احملرومني من الرعاية األسرية داخل مؤسسات وقرى األيتام فيما لو كانت هذه الدور هي احلل وامللجأ األخير لهم. أهمية ورقة البحث: إن األطفال األيتام احملرومني من الرعاية األسرية الطبيعية غالبا ما يكونون عرضة لالضطرابات النفسية واالجتماعية األمر الذي يؤثر سلبا على حياتهم ويعيق مستوى تقدمهم واندماجهم بصورة ايجابية مع املجتمع احمليط بهم وعليه فإن بيئة الطفل اليتيم احملروم من الرعاية األسرية يجب أن تكون أقرب ما يكون إلى جو األسرة الطبيعية والتي يتوفر بداخلها أم بديلة ذات كفاءة عالية حتتضن الطفل اليتيم منذ حلظة ميالده وحتى بلوغه سن الثامنة عشر وذلك بحسب مشروع نظام حماية الطفل باململكة العربية السعودية. إن من أهم األهداف والسياسات التي تؤكد عليها وكالة الرعاية والتنمية االجتماعية باململكة العربية 129

66 مشكلة ثبات وكفاءة األم البديلة في قرى األيتام باملدينة املنورة السعودية )وزارة الشؤون االجتماعية:ص (:توفير الرعاية االجتماعية الضرورية لتحقيق اجلو األسري لألطفال األيتام املقيمني مبؤسسات الرعاية االجتماعية والتي من أهمها توفير أم بديلة مؤهلة وثابتة في حياة الطفل اليتيم وهو ما تسعى هذه الورقة إلى إيجاده. إن هذه الورقة ميكن أن تعطي حلوال عملية أو بدائل مناسبة ملشكلة األم البديلة ميكن أن تساعد صناع القرار في هذا املجال الستحداث التشريعات والقوانني التي تخص فئة األيتام احملرومني من الرعاية األسرية باململكة. أهداف ورقة البحث: تسعى هذه الورقة البحثية إلى حتقيق عدد من األهداف تتمثل فيما يلي : الوقوف على حجم مشكلة صعوبة توفر األم البديلة ذات الكفاءة العالية في قرى األيتام باملدينة املنورة. الوقوف على مشكلة صعوبة ثبات األم البديلة ذات الكفاءة العالية في قرى األيتام باملدينة املنورة. تقدمي التوصيات والبدائل التي ميكن أن حتسن أو حتل محل جتربة األم البديلة في قرى األيتام التي تتبنى هذه الفكرة. تساؤالت ورقة البحث: تسعى هذه الورقة البحثية لإلجابة على التساؤالت التالية: ما املعوقات التي حتول دون توفر األم البديلة ذات الكفاءة العالية في قرى األيتام باملدينة املنورة ما املعوقات التي تسبب عدم ثبات األم البديلة في حياة الطفل اليتيم احملروم أسريا في قرى األيتام باملدينة املنورة ما احللول واملقترحات التي ميكن أن حتسن أو حتل محل جتربة األم البديلة في قرى األيتام التي تتبنى هذه الفكرة حدود ورقة البحث: احلدود املكانية :تركز هذه الورقة على جتربة األم البديلة في قرى األيتام باملدينة املنورة. احلدود الزمنية: تستعرض هذه الورقة التجربة خالل الفترة من عام 1426 ه وحتى تاريخ إعداد هذه الورقة البحثية وهو تاريخ التحول إلى نظام قرى األيتام باملدينة املنورة. أداة ورقة البحث: لإلجابة على تساؤالت ورقة البحث مت تصميم استمارة استبيان تناولت محورين : األول:محور عدم ثبات األم البديلة ألسباب تتعلق بطبيعة الوظيفة. ثانيا :محور عدم ثبات األم البديلة ألسباب تتعلق بكفاءة األم البديلة. أ. بارعة بهجت خجا مفاهيم ورقة البحث: قرية األيتام: عبارة عن دار إيواء تقدم الرعاية الشاملة لفئة األيتام الذين حرموا من الرعاية األسرية ذكورا وإناثا ومن في حكمهم من سن الوالدة حتى سن الثانية عشرة للذكور واإلناث حتى سن الزواج وتقدم هذه الدار البرامج واألنشطة التي يراعى فيها التنوع واملرحلة العمرية لأليتام. األم البديلة: هي موظفة يتم تعينها في القرية مبسمى "أم بديلة " ومتتلك مؤهالت معينة وتكون على درجة من الكفاءة التي تؤهلها للقيام برعاية عدد 4-6 من األطفال احملرومني من الرعاية األسرية وتقيم معهم إقامة شبه دائمة وتعمل على تلبية كافة احتياجاتهم النفسية واالجتماعية واجلسدية مبساعدة فريق من األخصائيات النفسيات واالجتماعيات. الطفل اليتيم احملروم من الرعاية األسرية: هو كل طفل يتم رفضه أو إهماله من قبل أبويه أو أحدهما أو من قبل الذين يقومون برعايته سواء كانوا أشخاصا طبيعيني أو اعتباريني كما ميكن تعريفه بأنه ذلك الطفل الذي ال يحصل على إشراف وتوجيه أسري مناسب وال تتوفر له الرعاية التي تتطلبها مراحل منوه املختلفة أو هو الطفل الذي يتعرض إلساءة معاملة في مظاهرها اجلسمية والنفسية واالجتماعية.)احلوات وآخرون ) 1989 م(. املقدمة إن حقوق الطفل تعتبر التزامات على األسرة واملجتمع والدولة بوجه عام وقد أهتم املجتمع الدولي بحقوق الطفل فقد نص اإلعالن العاملي حلقوق الطفل الصادر عام 1948 م على حق الطفل في الرعاية واملساندة وأن على اإلنسانية أن تقدم للطفل خير ما عندها دون متييز بسبب اجلنس أو اجلنسية أو الدين وأن الطفل يجب أن يوضع في موضع ميكنه من النمو بشكل عادي من الناحية املادية والروحية مع توفير الغذاء والعالج والعناية وتوفير املأوى للطفل اليتيم واملشرد وان يكون الطفل أول من يتلقى العون في أوقات الشدة ويجب حمايته من جميع صور االستغالل واملعاملة السيئة)سالم 2010 م,ص: 124 ( إن ترعرع الطفل بني والديه يجعله يدرك العالقة التعاونية والتضامن بني الوالدين مما يخلق لديه شعورا باألمان واالستقرار ويزيد من ثقته بنفسه مما يتيح له فرص النمو والتكيف النفسي واالجتماعي السليم في هذا اجلو األسري كما ي نمي فيه روح التعاون مع اآلخرين في بيئته التي يعيش فيها ومت ثل األسرة الطبيعية املكان األنسب لتقدمي الرعاية للطفل وإشباع حاجاته. وفقدان اجلو األسري يؤثر على الطفل سلبا وقد ي فقده مقومات شخصيته ورمبا بعض اخلصائص اإلنسانية كالرغبة في االجتماع مع اآلخرين والتعاون وإقامة العالقات معهم. وت عتبر حاجة الفرد إلى أن يح ب وي ح ب من احلاجات األساسية للطفل والتي يتم إشباعها منذ الصغر من خالل الوالدين خاصة األم والطفل الذي فقد عاطفة احلب من أسرته قد ال يعرف ماذا تعني هذه العاطفة ومن املتوقع أن يفقد هذه العاطفة عند تعامله مع اآلخرين لذا فإن احلرمان من الرعاية األسرية

67 مشكلة ثبات وكفاءة األم البديلة في قرى األيتام باملدينة املنورة من أهم املؤثرات السلبية على منو األطفال اجلسمي والنفسي واالجتماعي والعقلي )احلوات وآخرون 1989 م(. البيئة األسرية ودورها في تشكيل شخصية الطفل إن شخصية الفرد تعبر عن أفكاره وانفعاالته ووجدانه واجتاهاته وسلوكياته واندفاعاته وطريقة تفاعله مع اآلخرين و قد أثبتت الدراسات التي أجريت في مجال علم النفس التربوي أن شخصية الفرد تتشكل متأثرة بعاملني مهمني هما الوراثة والبيئة )حجازي, 1429 ه:ص 34 (: الوراثة: تعني االستمرارية من جيل إلى جيل عبر عناصر معينة حتمل صفات مشتركة وهي مسئولة بصورة رئيسية عن بعض الصفات البشرية مثل السمات اخللقية كاملزاج والسمات اجلسمية كالطول والشكل,والسمات العقلية كالذكاء والذاكرة والتخيل وغيرها. البيئة: وهي ذلك الناجت الكلي جلميع املؤثرات التي تؤثر في الفرد من احلمل إلى الوفاة.وهي مجموعة العوامل املعروضة على الفرد من اخلارج والتي تؤثر عليه من بدأ منوه,مرورا باستعداداته,وقدراته وما إلى ذلك من جوانب الشخصية,فإما أن توجهها نحو اخلير أو نحو الشر,وإما أن ترقيها,أو تعوقها عن النمو واالرتقاء. وتعتبر العوامل األسرية من أهم العوامل البيئية التي تؤثر على الطفل وهي التي تالزمه فترة طويلة من حياته فتؤثر في شخصيته اإلنسانية ومنها يتعلم الطفل عاداته ولغته وتقاليده وقيمه. إن األسرة في طبيعتها التنظيمية هي املصدر الرئيس لتنمية احلب واالستقرار واألمان للطفل,كما قد تكون مصدر للمشكالت التي تنمي االضطرابات في املستقبل حيث يؤدي سوء التنشئة األسرية إلى انتماء الطفل إلى جماعات منحرفة في املراهقة بحثا عن اإلشباع العاطفي الذي فقده,ولألسرة عدة مقومات أساسية من أهمها)شفيق, 1997 م:ص (: أنها أول خلية يتكون منها البناء االجتماعي وهي أساس االستقرار االجتماعي. أنها مصدر التنشئة االجتماعية األساسي وهي مصدر العادات والتقاليد وقواعد السلوك واآلداب. تتحقق من خالل األسرة دوافع اإلنسان الرئيسية وتلبى حاجاته األساسية وغرائزه الطبيعية. تتحدد بداخل األسرة ادوار أعضائها وتتوزع وفق أسس ومعايير يتحدد على أساسها احلقوق والواجبات. وحيث أن األم متثل الدور األكبر داخل األسرة والتي من خاللها يحصل الطفل على فرصة النمو والتكيف النفسي واالجتماعي السليم كما يتحقق له من خاللها الوقاية والرعاية والتنشئة وخلق القيم االجتماعية اجليدة ولذا فإن توفير الرعاية االجتماعية للطفل اليتيم داخل قرى األيتام يتطلب توفير األم البديلة املؤهلة والثابتة التي تلبي كافة احتياجاته اجلسدية والنفسية واالجتماعية. قرى األيتام لألطفال احملرومني من الرعاية األسرية باملدينة املنورة - )حتليل الصورة العامة( وضعت وزارة الشؤون االجتماعية باململكة العربية السعودية ضمن خططها التنموية دعم وتشجع املؤسسات واجلمعيات اخليرية ألداء واجبها في تقدمي اخلدمات واملساعدات في مجال رعاية األطفال احملتاجني للرعاية "األيتام ومن في حكمهم" وعليه فقد قامت جمعية طيبة اخليرية النسائية باملدينة املنورة والتي تقع حتت إشراف وزارة الشؤون االجتماعية بإنشاء قرية أطفال طيبة والتي تعد األولى من نوعها في اململكة العربية السعودية ودول اخلليج العربي من حيث منوذج الرعاية الذي تقدمه ويسمى " منوذج الرعاية األسرية الشاملة أ. بارعة بهجت خجا واملستمرة " وكان ذلك سنة 1426 ه. وتطبق قرية أطفال طيبة منط الرعاية األسرية الشاملة واملستمرة حيث تؤوي عدد )61 ) فتي وفتاة في قسمني منفصلني موزعني على ( 16 ) وحدة سكنية في ( 8 ) عمائر سكنية ويسكن مع كل ( 4 5- ) أطفال أم بديلة مقيمة حتصل على إجازة يوم واحد كل عشرة أيام ولها إجازة شهر كامل كل سنة ومتثل كل وحدة أسرة مستقلة معيشيا عن باقي أسر القرية. ويشترك األطفال في األنشطة والبرامج التي تنفذها القرية. وفي عام 1428 ه قامت جمعية رعاية األيتام مبكة املكرمة واملدينة املنورة والطائف بإنشاء قرية املدينة املنورة النموذجية لأليتام بنظام الرعاية األسرية الشاملة واملستمرة حيث يسكن كل من الفتيان والفتيات بشكل منفصل موزعني على عمارتني سكنيتني يوجد في كل منهما أربع شقق ويسكن في كل شقة مجموعة من 5 أطفال ومعهم أم بديلة مقيمة.و حتصل األم على إجازة يوم واحد كل شهر كما متنح إجازة شهر واحد سنويا. وتهدف جتربة قرى األيتام القائمة على فكرة الرعاية األسرية الشاملة واملستمرة إلى : بناء أسرة لرعاية األيتام احملرومني من الرعاية األسرية يتوفر من خاللها لليتيم اجلو األسري القريب جلو األسرة الطبيعية. منح اخلصوصية ألفراد األسرة بعيدا عن اجلو املؤسسي. تنمية العالقات االجتماعية لأليتام احملرومني من الرعاية األسرية من خالل توطيد العالقات التي تربط األسرة الواحدة. تأهيل األيتام احملرومني من الرعاية األسرية دينيا وتربويا واجتماعيا وصحيا ليصبحوا عناصر فاعلة في املجتمع. مساعدة األيتام احملرومني من الرعاية األسرية حتى يتمكنوا من االعتماد على أنفسهم وحتقيق ذواتهم في مراحل حياتهم املتقدمة. ويتم تكوين األسرة البديلة داخل القرية بحيث تضم األم البديلة اخلالة البديلة األخوة واألخوات.كما يتم تعني أخصائية اجتماعية وأخصائية نفسية للقيام بدور الدعم واملساندة لألسرة حتى تتمكن من القيام بدورها بكفاءة عالية وفيما يلي وصف ألدوار افردا األسرة )الئحة شؤون العاملني بقرية أطفال طيبة:ص 2-5 (: األم البديلة: تقوم بدور األم و يقع عليها الدور األكبر في تنشئة الطفل ومن أهم أدوارها: بناء أسرة مترابطة يتعلم األطفال من خاللها القيم الدينية واألخالقية ومعاني القيم األسرية. إشباع حاجات األطفال النفسية وبناء عالقة وثيقة مع كل طفل وإعطائه الشعور باحلماية واألمان واالستقرار. العمل على توفير كافة االحتياجات الضرورية للطفل جسميا ونفسيا واجتماعيا وتربويا وصحيا. إدارة شؤون البيت الداخلية. تخطيط ميزانية األسرة ومصروفاتها مبا يحقق توفير كافة االحتياجات التي تتطلبها األسرة. التعاون مع األخصائية االجتماعية واألخصائية النفسية بالقرية ملواجهة املشكالت التي يعاني منها الطفل واتخاذ اإلجراءات الالزمة حللها وفق األسس العلمية الصحيحة. تهيئة األطفال الذكور لالنتقال إلى بيوت الشباب بعد إمتام سن الثانية عشرة. تهيئة الفتيات وتعزيز دور األخت الكبرى داخل األسرة البديلة وتهيئتها لتصبح أم املستقبل

68 مشكلة ثبات وكفاءة األم البديلة في قرى األيتام باملدينة املنورة اخلالة البديلة : حتل محل األم البديلة عندما تتغيب األم عن األسرة ألي سبب من األسباب سواء فترة األجازة الشهرية أو السنوية أو ألي ظرف طارئ وتتحمل جميع املسؤوليات التي تؤديها األم البديلة. األخصائية االجتماعية: تقوم بدور الدعم واملساندة مع األم لتحقيق منو اجتماعي سليم للطفل اليتيم ومن أهم أدوارها: توجيه األم البديلة إلكسابها مهارة تنمية الروابط والعالقات بني األطفال في جو اسري يسوده احلوار األسري. تقدمي التوجيه واإلرشاد لألم البديلة وجلميع احمليطني بالطفل اليتيم لفهم احتياجاته ومتطلبات ومراحل منوه. إيجاد احللول املناسبة للمشكالت التي تواجه الطفل اليتيم ومساعدته على حلها وتخطيها. العمائر السكنية 16 عدد العمائر السكنية الوحدات السكنية شاغرة مباني إدارية مستخدمة مبنى روضة األطفال مركز أنشطة تدريب غرف حراسة غرف الصيانة مبنى إداري ساحة مفتوحة لألنشطة أ. بارعة بهجت خجا عدد الوحدات 8 غرف سائقني وصف املباني بقرية املدينة املنورة النموذجية لأليتام املبنى اإلداري مبنى حضانة مبنى العيادة الطبية مبنى األخصائيات مسجد مبنى أنشطة رياضة األخصائية النفسية: تقدمي الدعم واملساندة لألم البديلة لتحقيق منو نفسي سليم للطفل يتطور مع تطور مراحله العمرية. مساعدة األم في وضع احللول للمشكالت السلوكية والنفسية التي تعترض الطفل باستخدام الطرق السليمة واملوضوعية ملعاجلتها. حتديد املشكالت السلوكية والنفسية التي قد تظهر عند األطفال وتنسق مع اجلهات ذات االختصاص لوضع اخلطط العالجية لها واإلشراف على تطبيقها ومتابعتها وفق املنهجية العالجية الصحيحة. مساعدة األطفال بطيئي التعلم ووضع البرامج اخلاصة بهم ومتابعتها. عمل جداول التقييم واملتابعة املستمرة للجوانب النفسية والسلوكية لكل طفل وفق الطرق العلمية الصحيحة. املنطقة املدينة املنورة عدد حاالت األطفال حسب اجلنس في قرى األيتام باملدينة املنورة اسم القرية قرية أطفال طيبة ذكر اجلنس أنثى املجموع الكلي املدينة املنورة قرية املدينة املنورة النموذجية لأليتام 35 0 وصف املباني بقرية أطفال طيبة جتربة األم البديلة في قرى األيتام باملدينة املنورة إن استطالع واقع قرى األيتام باملدينة املنورة يظهر وجود عائق كبير يواجهها وهو توفير األم البديلة التي متتلك قدرا جيدا من الكفاءة لرعاية األطفال األيتام احملرومني من الرعاية األسرية مع ضمان بقائها واستمرارها في احتضان الطفل حتى انتهاء مرحلة احتضانه. وللتعرف على حجم تلك املشكلة فقد مت استطالع أراء عشرين فرد من املشرفات واألخصائيات العامالت بقرى األيتام باملدينة املنورة وذلك من خالل بطاقة استبيان صممت لإلجابة على تساؤالت الورقة البحثية وقد جاءت اإلجابات على النحو الذي يظهره اجلدول التالي:

69 مشكلة ثبات وكفاءة األم البديلة في قرى األيتام باملدينة املنورة أ. بارعة بهجت خجا م احملور أسباب تتعلق بالوظيفة أسباب ترك العمل من وجهة نظر املشرفات واألخصائيات العامالت بقرى األيتام أن العمل بالقرية يتطلب إقامة شبه دائمة باملكان أن العمل بالقرية يتطلب البعد عن األسرة األصلية لألم البديلة أن العمل بالقرية يقيد حركة الدخول واخلروج لألم البديلة كونه سكن داخلي عدم قناعة األم البديلة بالوظيفة التي تقوم بها إن العائد املادي من العمل بوظيفة األم البديلة يعتبر قليل ضعف تفاعل األم البديلة داخل فريق العمل بالقرية عبء مهام العمل لالم البديلة عالي جدا النسبة املئوية عالي متوسط ضعيف اخلالصة والتوصيات: إن الوقوف على جتربة قرى األيتام باملدينة املنورة يظهر عدد من األسباب التي تؤدي إلى ظهور مشكلة صعوبة توفير األم البديلة ذات الكفاءة اجليدة وعدم ثباتها في حياة الطفل احملروم من الرعاية األسرية حتى انتهاء فترة احتضانه ويأتي في مقدمتها: أوال :أسباب تتعلق بطبيعة وظيفة األم البديلة : تظهر نتائج بطاقة االستبيان التي استخدمت الستطالع أراء املشرفات واألخصائيات العامالت في قرى األيتام باملدينة أن من أهم األسباب التي تؤدي إلى ترك األم البديلة ذات الكفاءة اجليدة للعمل هي : طبيعة العمل التي تتطلب اإلقامة شبه الدائمة بالقرية. شعور األم البديلة بعدم األمان الوظيفي. عبء املهام الوظيفية التي تؤديها األم البديلة. بعد األم البديلة عن أسرتها. ضعف تفاعل األم البديلة داخل فريق العمل بالقرية. الضغوط النفسية التي تسببها طبيعة العمل مع األيتام بالقرية عدم القدرة على حتمل ضغوط العمل الضغوط النفسية لبيئة العمل بالقرية ال تشجع على االستمرار عدم وجود أمان وظيفي للعمل بوظيفة أم بديلة أن سبب قبول وظيفة أم بديلة هو العائد املادي فقط ضعف املستوى التعليمي لألم البديلة عدم قدرة األم البديلة على حتمل األعباء املنزلية لألسرة ثانيا :أسباب تتعلق باألم البديلة: أظهرت نتائج بطاقة االستبيان أن من أهم األسباب التي تؤدي إلى فقد األم البديلة لوظيفتها داخل قرية األيتام هي: ضعف قدرة األم البديلة على التعامل مع املشكالت التي تواجه األيتام بطريقة صحيحة. ضعف املستوى التعليمي لألم البديلة. افتقار األم البديلة للخبرة املناسبة في مجال العمل مع األيتام. االفتقار للكفاءة العالية وخاصة في التعامل مع فئة األيتام احملرومني من الرعاية األسرية. نظرة األم البديلة واملجتمع ملثل هذه الوظيفة أسباب تتعلق باألم البديلة ضعف شخصية األم وعدم قدرتها على التفاعل مع األطفال عدم وجود خبرة سابقة عند األم البديلة عدم قدرة األم البديلة على إشباع االحتياجات النفسية لألطفال عدم تقبل األطفال لألم البديلة وجود مشكالت خاصة عند األم البديلة دفعتها لقبول هذه الوظيفة ضعف األم على تقوية أواصر الروابط بني أفراد األسرة البديلة ضعف قدرة األم على حل املشكالت التي تواجه األطفال بطريقة علمية التوصيات: في ضوء النتائج التي جرى استعراضها وللوصول حللول عملية تعود بالنفع على األطفال األيتام احملرومني من الرعاية األسرية وتعني على تطوير العمل في قرى األيتام فإن الباحثة توصي مبا يأتي: إعادة النظر في النظم التي حتدد مكانة دور األم البديلة بحيث تصبح وظيفتها رسمية وعلى كادر حكومي وبدرجة تعطي هذه الوظيفة قيمتها املثلى في نظر صاحبتها ونظر املجتمع مما يحقق االطمئنان النفسي لألم البديلة ويحقق لها األمان الوظيفي. إعادة النظر في نظام العمل في قرى األيتام التي تطبق منوذج الرعاية األسرية الشاملة واملستمرة والذي يتطلب إقامة األم البديلة إقامة شبه دائمة بالقرية وذلك من خالل تعديل نظام إجازة األم البديلة بحيث تكون أسبوعية. تنشيط دور اخلالة البديلة واألخت الكبرى داخل األسرة مما يعطي مرونة أكثر لتطبيق نظام املناوبات اليومية عوضا عن املبيت الدائم لألم البديلة. انتقاء من يتولون أمر تربية األطفال في قرى األيتام ملا في ذلك من اثر كبير في توجيه اجتاهاتهم

70 مشكلة ثبات وكفاءة األم البديلة في قرى األيتام باملدينة املنورة واهتماماتهم دينيا واجتماعيا وأخالقيا فاحمليط اجليد يستطيع أن يخفف األثر السيئ ملشكلة احلرمان األسري. تعزيز دور األم البديلة داخل فريق العمل بالقرية من خال ل االشتراك في إعداد اخلطط واقتراح وتنظيم البرامج. عقد احملاضرات والندوات وورش العمل والدورات التي تساعد األم البديلة وكافة العامالت بالقرية على ممارسة عملهن باحترافية عالية. بذل املزيد من اجلهد لتقدمي الرعاية األسرية لألطفال احملرومني منها من خالل األسر البديلة خارج مؤسسات ودور اإليواء وذلك من خالل تشجيع األسر على رعاية الطفل احملروم وتقدمي كافة التسهيالت واالمتيازات والدعم الالزم لألسرة الراعية للطفل. تشجيع أفراد املجتمع ممن يوثق في شخصياتهم وأخالقهم ليكونوا أسر صديقة راعية خاصة لأليتام الكبار الذين يصعب إيجاد أسر بديلة لهم بحيث يخصص لكل راغب من هؤالء األفراد يتيمني أو ثالثة بحيث تكون مبثابة أسرة راعية لهم وفق األنظمة املناسبة. إجراء املزيد من األبحاث والدراسات في مجال تنظيم بيئة العمل داخل قرى األيتام وخاصة التي تعمل بنظام الرعاية األسرية الشاملة واملستمرة. استحداث تخصصات جامعية تؤهل الطالبات ملثل هذا العمل االجتماعي املهم على غرار تخصص رياض األطفال مثال ويقترح مسمى رعاية األيتام بحيث يكون فرع من قسم اخلدمة االجتماعية. تدريب املوظفات املرشحات للعمل كأمهات بديالت قبل مباشرتهن العمل بحيث يتم توعيتهن بطبيعة الوظيفة وآلياتها واملهارات التي تتطلبها ونوعية املشكالت املتوقعة التي قد تظهر فيها. املراجع: شفيق,محمد) 1997 م(.التشريعات االجتماعية العمالية األسرية,املكتب اجلامعي احلديث, )د.ت(. حسن محمد)د.ت(.مقدمة اخلدمة االجتماعية منشورات ذات السالسل الطبعة الثانية ص: سالم سماح) 2010 م(.التشريعات االجتماعية منهاج عمل األخصائي االجتماعي في ميادين املمارسة املهنية عالم الكتاب احلديث الطبعة األولى. فريد قوت القلوب محمد ) 2000 م(.تنظيم املجتمع في اخلدمة االجتماعية استراتيجيات مهارات- أدوار املكتب اجلامعي احلديث الطبعة األولى. الئحة تنظيم العمل بقرية أطفال طيبة ) 1425 ه(. وزارة الشؤون االجتماعية ) 1431 ه(.الكتاب اإلحصائي السنوي. حجازي سناء نصر) 2009 (.علم النفس اإلكلينيكي لألطفال دار املسيرة الطبعة األولى. احلوات وآخرون على الهادي ) (.رعاية الطفل احملروم مكتبة وهبة )د.ط(. الكردي مها )د.ت(.املجلة االجتماعية القومية "التوافق والتكيف الشخصي واالجتماعي لدى أطفال املال جيء»اللقطاء«املجلد السابع العدد

71 إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من مشكالت اإلقصاء االجتماعي لأليتام دراسة عن أطفال املرحلة االبتدائية إعداد: أ. د. بدر الدين كمال عبده قسم االجتماع - جامعة القصيم

72 إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من مشكالت اإلقصاء االجتماعي لأليتام مقدمة إن تعرض الطفل حلالة اليتم في مرحلة ما قبل االلتحاق باملرحلة االبتدائية أو أثنائها يعرضه لكثير من املواقف واخلبرات غير العادية املؤملة بل واحلادة في أحيان كثيرة ومن ثم فاملتوقع أن تستمر تداعياتها وآثارها في املراحل العمرية الالحقة وذلك حلدة الصدمة املرتبطة بالوفاة من جانب ولطبيعة النمو االجتماعي واالنفعالي التي تتسم بها هذه املرحلة من جانب آخر ويتفق معظم العلماء أنه ميكن تقسيم هذه املرحلة إلى مرحلتني عمريتني األولى من )6 9 ) أعوام ومن أهم سمات النمو االجتماعي فيها السعي نحو االستقاللية ومنو الضمير ومفاهيم الصدق واألمانة ومنو الوعي االجتماعي واملهارات االجتماعية أما املرحلة الثانية )9 12( عام تطرد فيها عملية التنشئة االجتماعية فيعرف الطفل املزيد من املعايير والقيم ومعاني اخلطأ والصواب وتعلم املهارات الالزمة لشئون احلياة. وتعتبر هذه املرحلة من منظور النمو أنسب املراحل لعملية التطبيع االجتماعي. )زهران ( ويحتاج الطفل في منوه االجتماعي إلى مناخ أسري دافئ هادئ مستقر وأيضا يحتاج إلى مساندة أسرية للمرور اآلمن في هذه املرحلة االنتقالية. حيث ينتقل من عضوية اجلماعة األولية الصغيرة التي استمر في كنفها منذ والدته وهي األسرة إلى فضاء جديد أرحب وأوسع من حيث عدد أعضائه وجماعاته ونظمه ومعاييره ومتطلباته ومنط قيادته والفترة الزمنية الطويلة نسبيا التي يقضيها الطفل في جماعته الرسمية اجلديدة ( الفصل ) وبني جماعات األقران املتنوعة واملختلفة داخل جدران املدرسة. وقد يتعرض الطفل اليتيم في هذه املرحلة العمرية سواء داخل املدرسة أو خارجها إلى مشكالت متعددة ومختلفة يأتي في مقدمتها مشكالت عدم الشعور باألمن والذي يتأثر أيضا بنوعية وجودة احلياة لدى أسر األطفال األيتام ويؤثر من ناحية أخرى على ما اصطلح العلماء على تسميته باإلقصاء االجتماعي خاصة إذا تزامن انخفاض مستوى معيشة األسرة مع حالة اليتم التي يعاني منها الطفل. أوال : األيتام واإلقصاء االجتماعي :- علماء االجتماع أول من استخدم هذا املفهوم حيث اهتموا بوضع معامله ومت توضيحه بأنه «السبل التي تسد فيها املسالك أمام أعداد كبيرة من األفراد لالنخراط الكامل في احلياة االجتماعية الواسعة وهو يركز على منظومة واسعة من العوامل التي حتد أو متنع األفراد والفئات واجلماعات من الفرص املتاحة ألغلبية السكان «)غدير (. وهو يدل على العمليات التي عن طريقها يصبح األفراد معزولني عن املشاركة الكاملة في املجتمع الواسع ويتم إقصاء الناس اجتماعيا نتيجة لفقر املساكن واملدارس الرديئة وسائل النقل احملدودة رمبا ال تتوفر لهم الفرص للتحسني الذاتي الذي يتمتع به معظم الناس في املجتمع -soicialindex.net/intro8.htm ). ويستخدم العلماء مفهوم اإلقصاء االجتماعي للتعبير عن ثالثة مظاهر هي التمييز احلرمان عدم التمكني. ونحن نعتقد أن املظهر األول ال تعاني منه فئة األيتام في املجتمع السعودي حتى الفقراء منهم ولكن بعضهم قد يعاني بدرجات نسبية من املظهر الثاني والثالث والتي ميكن عرضهم كما يلي : - )األمم املتحدة )5 : 2009 أ احلرمان : - وهو يشير ليس فقط إلى احلرمان املادي الذي يرتبط بعدم القدرة على سد احلاجات األساسية أو إعالة الذات أو األسرة بل يتعدى ذلك إلى املساس باحلق في احلصول على خدمات اجتماعية أساسية مثل الرعاية الصحية والتعليمية املناسبة واحلرمان من املأوى والسكن الالئق. د. بدر الدين كمال عبده ب عدم التمكني : ونعني به مجموعة من عوامل التمييز أو ظروف احلرمان التي يعيشها فرد أو مجموعة فتحد من قدرته على حتقيق تغيير في ظروفه املعيشية أو في املجال العام في املجتمع بأسره. ومن املفيد اإلشارة إلى أدبيات التمكني التي تتبناها املؤسسات الدولية بوصفها «مصادر القوة التي ميكن منحها لألفراد واجلماعات وتتضمن امتالك املعرفة للذات امتالك الثقة الضرورية للعمل واإلجناز وأن يكون الفرد جزءا من اجلماعة أو مجتمع يشعر فيه باملواطنة وميكنه حترير طاقاته. وأن آليات حتقيق ذلك تتضمن بناء الوعي بناء القدرات بناء القاعدة املعرفية بناء االجتاهات الواضحة احملددة لدى الفرد وبينه وبني بيئته احمليطة. )مسعود )9 :2006 ويشير البعض إلى أنواع اإلقصاء التي ميكن أن يتعرض لها الطفل اليتيم إلى : - أ اإلقصاء االقتصادي : حيث يفصل ( جزئيا أو كليا ) األفراد عن البنية االقتصادية العامة للمجتمع في ناحيتي اإلنتاج واالستهالك فجماعات األيتام التي تعاني أسرها من درجة عالية من احلرمان املادي أكثر عرضة لهذا النوع من اإلقصاء خاصة من ناحية أمناط االستهالك أي ما يستطيع الطفل أن يبتاعه ويستخدمه ويستهلكه في حياته اليومية. ب اإلقصاء االجتماعي : ويرى الباحثون أنه قد يحدث في نطاق احلياة االجتماعية واليومية لألفراد واجلماعات فقد حترم كثير من جماعات األيتام من فرص الوصول واملشاركة في كثير من املرافق االجتماعية مثل املراكز الثقافية والرياضية والترويحية كما أنها قد ال تتمتع بقدر مناسب من الفرص واخليارات للتسلية وشغل وقت الفراغ أو االنتقال خارج األحياء واملناطق الذي يعيشون فيها. )غدير ) ومن ثم إذا ما أريد لألطفال األيتام وخاصة الفقراء منهم أن يتمتعوا بحياة مناسبة ومستقرة أن يتجاوزا قضايا التغذية والكساء واإليواء وأن يتاح لهم خيارات مناسبة ومتعددة في حصولهم على السلع واخلدمات األساسية وأن تتاح لهم الفرص لتكوين ما يرغبونه من عالقات اجتماعية فعالة ومن املشاركة في أنشطة اجتماعية مشتركة. بل قد يذهب البعض إلى أن بعض األسر قد متارس اإلقصاء مع أبنائها من األطفال األيتام وذلك من خالل ما عرفه بعض الباحثني باإلساءة االنفعالية وهو ما يعرف بأنه من منط سلوك يرتكب اآلباء أو مقدمي الرعاية في حق الطفل ميكن أن ينتج عنه ضرر خطير على النمو املعرفي االجتماعي االنفعالي النفسي له وتتضمن: )أبو حالوة 2007( التجاهل : Ignoring البدني أو النفسي ويشير إلى عدم استجابة اآلباء أو مقدمي الرعاية للطفل. ورمبا ال يقيم اآلباء أو مقدمو الرعاية تواصال بصريا مع الطفل ورمبا ال ينادونه باسمه. النبذ أو الرفض Rejecting ويتمثل الرفض النشط في عدم االستجابة الحتياجات الطفل, والسخرية الدائمة منه. العزل Isolating وفيه يحول اآلباء أو مقدمو الرعاية دون مشاركة الطفل في التفاعالت االجتماعية العادية مع األقران وبقية أعضاء األسرة والكبار بشكل عام ويتضمن أيضا تقييد حريته وحركته. االستغالل واإلفساد Exploiting or Corrupting وفي هذا النمط من إساءة املعاملة يعلم الطفل ويشجع أو يجبر على اإلتيان بسلوكيات غير اجتماعية أو غير قانونية أو مضادة للمجتمع. ومنها سلوكيات تدمير الذات, أو األفعال اإلجرامية املضادة للمجتمع. وفيه يعلم اآلباء أو مقدمو الرعاية الطفل السرقة أو إجبار الطفل على الفجور وممارسة الرذيلة. االعتداء أو الهجوم اللفظي Verbally Assaulting ويتضمن هذا النمط من إساءة املعاملة حتقير الطفل

73 إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من مشكالت اإلقصاء االجتماعي لأليتام املجال الكينونة )الوجود( Being األبعاد الفرعية الوجود البدني Physical Being الوجود النفسي Psychological Being الوجود الروحي Spiritual Being االنتماء املكاني ( البدني ) Physical Belonging االنتماء االجتماعي Social Belonging االنتماء املجتمعي Be- Community longing الصيرورة العملية Practical Becoming الصيرورة الترفيهية Leisure Becoming االنتماء Belonging الصيرورة Becoming الصيرورة التطورية )االرتقائية ) Growth Becoming والتقليل من شأنه واالستهزاء أو السخرية الدائمة منه والتهديد اللفظي بإيقاع األذى به. التخويف أو الترويع Terrorizing وفيه يهدد اآلباء أو مقدمو الرعاية الطفل بإيقاع األذى به ومضايقته وإزعاجه بصورة مستمرة وبث اخلوف والرعب في نفسه ووضع الطفل في مناخ نفسي مرعب أو مخيف. ووضع الطفل أو األشخاص أو اللعب التي يحبها الطفل في مواقف مخيفة. وفرض توقعات ومطالب مبالغ فيها على الطفل تتجاوز بكثير قدراته وإمكاناته على حتقيقها مع التهديد الدائم بالعقاب حال الفشل في إجناز أو حتقيق هذه التوقعات واملطالب. إهمال الطفل Neglecting the child ويتضمن هذا النمط من إساءة املعاملة اإلهمال التعليمي وفيه يفشل اآلباء أو يرفضون تقدمي اخلدمات التعليمية املناسبة للطفل وإهمال الصحة النفسية للطفل وفيه ال يقدم او ينكر اآلباء و مقدمو الرعاية أو يتجاهلون حاجة الطفل للعالج النفسي ملشكالته النفسية واإلهمال الطبي وفيه يرفض أو يتجاهل اآلباء أو مقدمو الرعاية تقدمي اخلدمات الطبية للطفل أو عالجه من املشكالت الطبية التي قد يعاني منها. وميكن أن حتدث اإلساءة االنفعالية في كل أمناط األسر بغض النظر عن اخللفية الثقافية واالجتماعية والعرقية. ويتمنى معظم اآلباء بطبيعة احلال كل اخلير ألطفالهم. ومع ذلك يسىء الكثير من اآلباء معاملة أطفالهم خاصة اإلساءة االنفعالية أو النفسية بسبب الضغوط النفسية واالجتماعية التي يتعرضون لها, وبسبب قصور مهارات رعاية وتربية األطفال والعزلة االجتماعية ونقص مصادر املساندة أو الدعم االجتماعي والتوقعات الوالدية غير املناسبة. ورمبا يرتكب اآلباء اإلساءة االنفعالية ألطفالهم نتيجة تعرض اآلباء أنفسهم لإلساءة االنفعالية في مرحلة طفولتهم. إن اجلروح اخلفية لهذا النمط من إساءة املعاملة تتضح في العديد من الطرق السلوكية وتتضمن عدم األمن النفسي قصور وانخفاض تقدير الذات, السلوك التخريبي أفعال الغضب ( مثل إشعال احلرائق وتعذيب احليوانات( االنسحاب االجتماعي تأخر أو قصور منو املهارات األساسية تعاطي املخدرات واخلمور صعوبة تكوين عالقات اجتماعية سوية مع اآلخرين. وينمو األطفال املساء معاملتهم انفعاليا ولديهم إحساس بعدم الكفاءة في الكثير من املجاالت. وتستمر مأساة اإلساءة االنفعالية مع التقدم في العمر ويصبح هؤالء األطفال آباء رمبا يواصلون هذه الدائرة مع أطفالهم. ثانيا : إقصاء األيتام وجوده احلياة : - إن األدبيات املرتبطة مبفاهيم ومضمون جودة احلياة غالبا ما تشير إلى تعريف منظمة الصحة العاملية )1995( بوصفه أقرب التعريفات إلى توضيح املضامني العامة لهذا املفهوم إذ ينظر إلى جودة احلياة بوصفها «إدراك الفرد لوضعه في احلياة في سياق الثقافة وأنساق القيم التي يعيش فيها ومدى تطابق وعدم تطابق ذلك مع أهدافه توقعاته قيمه واهتماماته املتعلقة بصحته البدنية وحالته النفسية ومستوى استقالليته وعالقاته االجتماعية واعتقاداته الشخصية وعالقاته بالبيئة بصفة عامة. )أبو حالوة 14( : 2008 وانطالقا من أن حالة اليتم أو الفقر أحداهما أو كالهما ليسا دائما السبب الرئيس في اإلقصاء مبعناه الشامل ومن ثم فاستراتيجيات اإلدماج االجتماعي هي عملية تهدف إلى إشراك العناصر املهمشة واملستعبدة في املجتمع في عملية متكني ذاتي تؤدي بهم إلى مزيد من املشاركة االقتصادية واالجتماعية وإلى حتسن نوعية حياتهم. )األمم املتحدة 2009( وعليه فإن تلك االستراتيجيات يجب أن تتضمن أهم مجاالت وأبعاد جودة احلياة والتي ميكن عرضها في اجلدول التالي : )أبو حالوة ) 7 : 2008 األمثلة د. بدر الدين كمال عبده القدرة البدنية على التحرك وممارسة األنشطة احلركية. أساليب التغذية وأنواع املأكوالت املتاحة. التحرر من القلق والضغوط. احلالة املزاجية العامة للفرد ( ارتياح / عدم ارتياح (. وجود أمل في املستقبل )االستبشار(. أفكار الفرد الذاتية عن الصواب واخلطأ. املنزل أو الشقة التي أعيش فيها. نطاق اجليرة التي حتتوي الفرد. القرب من أعضاء األسرة التي أعيش معها. وجود أشخاص مقربني أو أصدقاء ( شبكة عالقات اجتماعية قوية(. توافر فرص احلصول على اخلدمات املهنية املتخصصة ( طبية اجتماعية... الخ.) األمان املالي. القيام بأشياء حول منزلي. العمل في وظيفة أو الذهاب إلى املدرسة. األنشطة الترفيهية اخلارجية )التنزه التريض (. األنشطة الترفيهية داخل املنزل )وسائل اإلعالم والترفيه(. حتسني الكفاءة البدنية والنفسية. القدرة على التوافق مع تغييرات وحتديات احلياة. وقد ركز بعض الباحثني على الربط بني الصيرورة العملية خاصة الرعاية التعليمية والتحصيل الدراسي لألطفال األيتام وبني عملية اإلقصاء حيث أكد حتليل هوبكرافت لبيانات الدراسة القومية لنمو الطفل على أن نتائج االختبارات املدرسية خالل مرحلة التعليم اإللزامي أقوى مؤثرات مرحلة الطفولة وعلى سوء العاقبة عند البلوغ فتؤكد هذه الدراسة وغيرها أن األطفال الذين يتخرجون من املدرسة مبستويات منخفضة من التحصيل الدراسي معرضون بشدة خلطر االستبعاد االجتماعي عند البلوغ شأنهم في ذلك شأن أولئك الذين يفتقرون إلى املهارات األساسية في القراءة والكتابة واحلساب وتدل بعض الشواهد على أن هذا اخلطر يزداد بالنسبة لذوي املهارات الضعيفة في القراءة والكتابة وإلى ذوي املهارات الشديدة الضعف في احلساب. ومن حيث القدرة على االلتحاق بسوق العمل فال تتاح سوى وظيفة واحدة من بني كل خمسني وظيفة ألصحاب

74 إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من مشكالت اإلقصاء االجتماعي لأليتام املستوى املهاري األدنى ومعنى ذلك أن البالغني ذوي املهارات املنخفضة معرضون للبطالة مبعدل خمس أضعاف أصحاب املهارات املتوسطة وعند احلكم على قيمة األفراد طالبي العمل يطلب أصحاب العمل منهم بيانات ميكن احلصول عليها واملقارنة على أساسها بسهولة واملؤهالت الدراسية هي أكثر البيانات قدرة على الوفاء بهذا املطلب ومن هنا يتضح وجود عالقة بني املؤهالت واملشاركة في سوق العمل والدخل. وقد ركز فريق آخر من الباحثني على حتصيل املهارات التربوية غير املعرفية مؤكدين على أهميته أيضا في مستقبل الطفل حيث يحدد ( موس وتايلي( مجموعتني من تلك املهارات اخلاصة األولى خاصة بالتفاعل وتتصل بالقدرة على التفاعل مع زمالء الدراسة والعمل وتضم املودة والعمل في جماعة والقدرة على التكيف ومهارات االتصال اللفظي واملظهر والزى واملجموعة الثانية تتصل بالدافعية وتشمل خصائص مثل احلماس وحب العمل وااللتزام واجلدارة بثقة اآلخرين و الرغبة في التعلم وفي الدراسة نفسها العينة من أصحاب العمل األمريكيني ضمن 85 منهم مهارات التعامل اإلنساني قائمة ألهم معايير مهارات التعامل اإلنساني كذلك أكدت املسوح التي أجريت في اململكة املتحدة على أصحاب العمل أهمية مهارات التعامل اإلنساني ذلك األمر الذي نرى أن معطيات خدمة اجلماعة ميكن أن متارس دورا ملموسا وكبيرا في حتقيقه )هيلز, لوغران, بباشو 2007: ) لكي يتحقق ألسرة األطفال األيتام معرفة الضغوط التي يتعرضون لها واستثمارها بشكل بناء وإيجابي فالبد من التعاون مع أخصائي اجلماعة في عمل ما يسمى بالتقييم املعرفي ملصادر الضغوط ويتضمن هذا التقييم ستة محاور أساسية وهي : - )الكندري : 2009 )111 التكافؤ ( مدى مالئمته من عدمه ) : ويقصد به التكافؤ بني كمية الضغوط التي يتعرض لها الطفل وأسرته وما يتوفر لديهم من طاقات وإمكانات ملواجهتها. القدرة على التحكم ( هل ميكن تعديلها أو التخلص منها ) : وذلك يتعلق بقدرة الطفل وأسرته على مواجهة الضغوط ومدى قدرتهم على توظيف طاقاتهم للتخلص أو احلد منها. التغير ( هل سينتهي الضغط من تلقاء نفسه ) : ويتعلق ذلك بقدرة األسرة على إحداث تغييرات في حياتها وحياة أبنائها األيتام عند مواجهتهم للضغوط املختلفة. الغموض ( ما الذي سوف يحدث ) : قدرة األسرة وأبنائها على تغيير األحداث التي تدور حول مواقف معينة ضاغطة عليهم. إمكانية حدوث عوامل الضغط مرة أخرى. مدى تكرار هذه الظروف واملواقف الضاغطة مرة أخرى ونقترح أن يتبع أخصائي اجلماعة هذا النموذج متعدد األبعاد ملواجهة تلك الضغوط : )الكندري : ) التقييم املبدئي ملصادر الضغوط. حتديد وجتميع مصادر القوة لدى الطفل وأسرته وتنميتها واحملافظة عليها. التعرف على العوامل التي قد تهدد مصادر القوة وإمكانية احملافظة عليها. التفكير في اختيار استراتيجيه معينة للتأقلم وتطبيقها. تقييم األسرة والطفل ألدائهم في مواجهة تلك الضغوط ومصادرها. ثالثا : مشكالت عدم الشعور باألمن املرتبطة باإلقصاء : - نحن نتفق مع ما ذهب إليه كثير من الباحثني أن اإلقصاء االجتماعي ميكن أن يتم بشكل ال إرادي مفروض د. بدر الدين كمال عبده ومتعمد من بعض فئات املجتمع أو طبقاته أو منظماته نحو مجموعة أو فئة أو طبقة أخرى حيث يتم استبعادهم وتهميشهم من خالل سياسات وإجراءات وممارسات مختلفة وهناك إقصاء إرادي ونعني به أن يتخذ فرد أو مجموعة أو فئة إقرارا أو اجتاها لالنسحاب من احلياة االجتماعية وعدم املشاركة الفعالة في أنشطتها وفاعليتها وعادة ما يكون وراء هذا مجموعة من األسباب والدوافع واملشكالت ونحن نعتقد أن مشكالت الشعور وعدم األمن التي يتعرض لها كثير من األطفال األيتام خاصة الفقراء منهم قد ترفع بعضهم إلى ما نسميه باإلقصاء اإلرادي ما يشكل عائقا يحرمهم من اخلبرات واملهارات واإلمكانات التي متكنهم من إجناز عملية احلراك االجتماعي الصاعد بنجاح وحتقق لهم املستقبل األفضل وفيما يلي عرض مختصر لبعض هذه املشكالت: 1 اخلوف : وهو حالة انفعالية يحسها كل إنسان بل كل حي وكل خبرة وجدانية مخيفة يصادفها اإلنسان في طفولته قد يستعيدها ال شعوريا في كبره وقد يسقط مشاعره على املواقف واخلبرات املشابهة فيخاف منها وقد تلجأ بعض األسر إلى السخرية في تعاملهم مع خوف االبن وإثارة ضحك أعضاء األسرة عليه بل قد يلجؤون إلى تخويفه مما يخاف منه فيعقدون بذلك شخصيته كما تسوء عالقاته بأعضاء أسرته. ومن املتوقع أن يعتري الطفل اخلوف من املدرسة ومثل هذا اخلوف يعد أمرا طبيعيا ( خاصة لهؤالء الذين لم ينتظموا في رياض األطفال ) وذلك نظرا النتقاله إلى بيئة اجتماعية جديدة ولكن الشيء غير الطبيعي هو استمرار هذا اخلوف وحتوله إلى دافع لعدم الذهاب واالنتظام في املدرسة. )مجيد - 43 : ( 2 القلق : وهو ميثل حالة من الشعور بعدم االرتياح واالضطراب والهم املتعلق بحوادث املستقبل وحالة اليتم وفقدان األب قد تكون مدعاة لظهور القلق لدى الطفل حيث ميثل األب مصدرا لألمن واحلماية من األخطار ويستثار الشعور باخلوف لدى األطفال القلقني بسهولة كما أنهم فريسة سهلة للمرض والنكد ومفهوم الذات لدى الطفل القلق فقير نسبيا وقد يؤثر القلق أيضا على ذكاء الطفل وحتصيله الدراسي ومن أهم أسباب القلق فقدان الشعور باألمن تقليدا أعضاء األسرة حيث أن قلق األسرة بعد وفاة عائلها ينتقل إلى الصغار حيث يالحظ الصغار الكبار وهم يتعاملون مع معظم املواقف بتوتر واهتمام زائد اإلحباط املستمر والزائد الذي قد ينشأ من الفشل في حتقيق الهدف النظرة السلبية للذات وأيضا يؤدي الشعور املستمر بضعف األداء إلى درجة عالية من القلق وتنشأ لدى الطفل حلقة مفرغة من الشعور باإلحباط القلق التردد اليأس االضطراب. )سيفر, ميلمان : ) 3 تدني اعتبار الذات وضعف الثقة بالنفس : إن كثيرا من مشكالت الطفولة الباكرة ينجم عن الشعور بانخفاض اعتبار الذات فالشعور الذي يحمله الطفل نحو نفسه هو أحد محددات السلوك بالغة األهمية وشعور الطفل بأنه شخص بال قيمة يفتقر إلى احترام الذات يؤثر على دوافعه واجتاهاته وسلوكه فهو ينظر إلى كل شيء مبنظار تشاؤمي وتقاس قيمة الذات عادة باألداء في املدرسة وفي العمل وفي العالقات االجتماعية. ومن ثم فاألطفال الذين يفتقرون إلى الثقة بالذات ال يكونون متفائلني حول نواجت جهدهم فهم يشعرون باخلوف ويتعاملون مع اإلحباط والغضب بطريقة غير مناسبة وقد يصدر منهم سلوك انتقامي نحو اآلخرين أو نحو أنفسهم وقد يؤدي كل ذلك إلى أن ي ك ون اآلخرون فكرة سلبية عنهم كتلك التي يحملونها عن أنفسهم. )سيغر, ميلمان ) 150 : 2001 إن احلاجة إلى الثقة بالنفس تتبني عند التفكير في القيام بسلوك وعند البدء في تنفيذه فإذا كانت الثقة كافية فإن الطفل سيقدم على تنفيذ السلوك املراد وإذا كانت ناقصة ارتبك وتردد وأحجم عند التنفيذ. ومن

75 إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من مشكالت اإلقصاء االجتماعي لأليتام ثم نعني بالثقة بالنفس أن يكون لدى الطفل شعور كاف بأنه قادر على النجاح في األمر الذي يرغب القيام به. ( مجيد )162 : العزوف عن املشاركة في األنشطة واللعب االجتماعي : - وهو يتضمن قلة أو انعدام املشاركة في األنشطة بشكل فعال خاصة في األنشطة املدرسة الصفية والال صفية املنظمة منها أو التلقائية أو عدم املشاركة في اللعب االجتماعي فيشمل أي سلوك ال ينطوي على التفاعل مع األطفال اآلخرين مثل اللعب منفردا أو اجللوس منفردا أو السعي وراء صحبة الكبار والتحدث معهم فقط ويشير اللعب االجتماعي إلى االشتراك اللعبة نفسها أو املواد نفسها مع طفل آخر أو التحدث مع األتراب أو مشاركة اآلخرين في األشياء وما إلى ذلك من التفاعل مع األتراب بطريقة لفظية أو غير لفظية. )عيسى : 2004 )347 5 مشكلة القهرية : - يتصرف األطفال املتهورون بشكل عفوي فجائي وقوي وقهري وغير طوعي واستجاباتهم سريعة بدون تفكير وغير قادرين على حتمل أي تأخير في اتباع رغباتهم وغالبا ال يخططون للمستقبل في معظم األحيان تكون ردود أفعالهم األولى للمواقف غير مالئمة واألمناط األكثر عرضة للقهر هم األطفال املتوترون ( الذين يعانون من صراعات نفسية مختلفة ) واألطفال املتشائمون الذين يشعرون غالبا باحلزن حيث يتصرفون تبعا حلاجاتهم الفورية وال يتفحصون البدائل وينفذوا أول فكرة تطرأ على بالهم واألطفال األيتام أكثر عرضة للوقوع في مشكلة القهرية نظرا ملا قد يتعرضون له من ظروف حالية وأخرى متوقعة. )سيفر, ميلمان 19( : العزلة االجتماعية : هي شكل متطرف من االضطرابات في العالقات مع الرفاق والطفل االنعزالى يسعى إلى جتنب اآلخرين وتعني االجتماعية الصحبة والتفاعل مع مجموعة والشعور باالنتماء أما العزلة فتعنى االنفصال عن اآلخرين وبقاء الشخص منفردا وحيدا فى معظم الوقت وينفصل عن اآلخرين في أغلب األوقات ألسباب ليست ضمن سيطرة الطفل ثم يأخذ الطفل باالنسحاب بشكل متعمد أكثر فأكثر كما أن الطفل اخلجول يشعر بعدم االرتياح لكنه يستمر في البحث عن اتصال اجتماعي بينما ميتنع األطفال املنعزلون بشكل متعمد من التفاعل االجتماعي والعزلة االجتماعية ترتبط ارتباطا علميا مبشكالت أخرى مثل الصعوبات املدرسية وسوء تكيف الشخصية العام واملشكالت االنفعالية في مرحلة الرشد الحقا ومما يلفت االنتباه أن األطفال املعزولني غالبا ما يصدرون سلوكا منحرفا ومعظم األطفال املنعزلني يشعرون باخلوف وعدم التأكد والتنبؤ والهجر والوحدة بني اجلمع وبأنه يساء فهمهم. ومن املشكالت الهامة لألطفال املنعزلني أنهم ال يجدون فرصا كثيرة للتعلم االجتماعي إذا تعوذهم على نحو متزايد اخلبرات واملمارسات املتعلقة باالتصال باآلخرين وال ميتلك هؤالء فرصا لتطوير صداقات تتطلب انفتاحا متبادال لفترات زمنية طويلة. )سيفر ميلمان : ) ثالثا إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من املشكالت املؤدية إلى اإلقصاء : أ على مستوى جماعة األسرة : - أوال من املهم التأكيد على أن تخضع األسرة للدراسة والتقييم لإلجابة على سؤال أساسي مؤداه هل تتوفر في تلك األسرة خصائص اجلماعة املنظمة وبأي درجة وما اخلصائص التي حتتاج إلى تدعيم لتصل إلى املرحلة د. بدر الدين كمال عبده التي تؤهلها ملمارسة األدوار املنوطة بها جتاه االبن اليتيم بالدرجة التي متكنه من حتقيق أعلى درجات النضج والنمو االجتماعي املستهدف. فيما يتعلق مبشكلة اخلوف ميكن أن حتدد دور أخصائي خدمة اجلماعة جتاه جماعة األسرة في توعيتهم بأهمية تكوين عالقات طيبة مع أعضاء الهيئة التعليمية باملدرسة خاصة املرشد الطالبي ومساعدتهم على تكوين تلك العالقة لتحقيق عدة أهداف أولها التعرف على املشكلة بشكل مبكر, ولتشجيعهم على حث الطفل على االنتظام باملدرسة مع تعريفهم بأن هذه املخاوف ستزول تدريجيا وإن غيابه سيؤدي إلى تفاقمها. إحاطة األسرة قبل التحاق ابنها باملدرسة على أهمية زيارة املدرسة مع الطفل قبل بداية العام الدراسي عدة مرات حتى يتعود االبن على البيئة املدرسية جتنب أعضاء األسرة مناقشة الطفل في أي موضوع يتعلق بخوفه من املدرسة فال شيء يثير خوف الطفل أكثر من احلديث عن موضوع اخلوف نفسه أيضا على األسرة أن تقدم الدعم اإليجابي من مدح للسلوك وثناء على جناح االبن في الذهاب إلى املدرسة وميكن إقامة جلسات أسرية بسيطة لها طابع احتفالي مبناسبة االنتظام في الدراسة وكل ما سبق يستدعي أن يكون هناك ملف لكل أسرة وزيارات منزلية تقوم بها األخصائية أو األخصائي االجتماعي أو زيارة األسرة لألخصائي في مقر عمله وذلك بشكل دوري منتظم على أن يقوم األخصائي بتسجيل تلك االجتماعات متبعا القواعد العملية في التسجيل خاصة التقرير الدوري. أما فيما يتعلق بالقلق على األخصائي االجتماعي أن يعقد اجتماعات مع أعضاء األسرة ومع املدرسني ومع أصدقاء الطفل لدراسة وتشخيص حالته وحتديد األسباب الكامنة وراء حالة القلق وبشكل عام يقوم األخصائي مبساعدة جماعة األسرة على تدوين مالحظاتهم املرتبطة بالقلق لدى الطفل بعد تدريبهم على ذلك وعرضها على األخصائي أو في اجتماعات أولياء األمور وتعريفهم بأهمية أن يشعر الطفل في كل تصرفاتهم باألمن والطمأنينة وإذا كان هناك ما يستدعي التوتر واالهتمام الزائد فليكن هذا بعيدا عن الطفل متاما جتنبا لعدوى املشاعر مساعدتهم على حتديد أهداف مناسبة لقدرات الطفل سواء على مستوى الواجب املدرسي أو األعباء واملسئوليات املنزلية بحيث ينجح في تلك املسئوليات مما ينعكس إيجابيا على نظرته إلى ذاته. من املهم أيضا في حالة وجود أخوة كبار للطفل أن يقدموا له املساندة والدعم االجتماعي والنفسي الذي كان يقدمه األب حتى يشعر االبن باحلماية من األخطار ويقل الهم املتعلق باملستقبل وفي حالة عدم وجود أخوة كبار ميكن االستعانة بعم أو خال الطفل أو األخصائي االجتماعي املسئول عن متابعة حالته في أداء ذلك الدور. أن تدرك األسرة املواقف التي ميكن أن تعرض الطفل لإلحباط والفشل ومحاولة جتنبها ما أمكن أما فيما يتعلق بتدني اعتبار الذات وضعف الثقة في النفس فيمكن توظيف جماعة األسرة في مواجهة ذلك من خالل رصد وحتليل ممارساتها في عملية التنشئة والتطبيع االجتماعي جتاه أبنائها األطفال وتوعيتهم بسلبيات وأخطار ممارسات احلماية الزائدة واإلهمال والتسلط والعقاب اللوم وعدم االستحسان والتأكيد على أهمية احترامهم لذاتهم كأسرة وعدم جعل الشعور بالدونية يتمكن منهم ألن انتقاص األسرة لذاتها ومكانتها يؤثر سلبا على نظرة الطفل لذاته ومن ثم يقلد الكبار في تصرفاتهم وتعليقاتهم التي تنم عن عدم ثقة وتقليل من شأنهم كأسرة ومن املهم أيضا أن تعامل األسرة أبناءها الصغار معاملة عادية ال يشعرون من خاللها أنهم مختلفون عن اآلخرين وأنه ينقصهم شيء ما حتى ال يترسخ لديهم شعور بالدونية يتحول إلى غضب نحو أنفسهم وكراهية نحو اآلخرين. أما توظيف جماعة األسرة في مواجهة مشكلة العزوف عن املشاركة في األنشطة واللعب اجلماعي فيتضح في إقناع األخصائي ألعضاء األسرة بأهمية تشجيع ابنهم وإتاحة الفرصة له للمشاركة في األنشطة املشتركة واستثارة الدافعية لديه في هذا املجال وذلك بعد إقناعهم بأن ذلك ضروري وهام لتراكم اخلبرات واملهارات الالزمة لتحقيق النضج والنمو االجتماعي املستهدف وميكن في البداية مصاحبة االبن وتشجيعه أثناء وبعد

76 إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من مشكالت اإلقصاء االجتماعي لأليتام ممارسة األنشطة واالنسحاب تدريجيا مع اضطراد حالة النمو والنضج وتوفير ألعاب تستدعي تعاونه مع اآلخرين ومشاركتهم حتى يتم ممارستها. وجتنب األلعاب التي تكرس الفردية واألنانية وحتد من التفاعل اإليجابي مع اآلخرين والبعد عن عملية اإلجبار والضغط لدفعه إلى املشاركة املستهدفة. أما مشكلة القهرية فيمكن أن تساهم جماعة األسرة في جتاوزها من خالل تدريب الطفل على عملية تأجيل رغباته ومطالبه بعض الوقت ليدرك أنه من الصعب احلصول على ما يريده فورا حتى ينمو تدريجيا ويكون قادرا على انتظار املكافأة مع إحساسه بأقل قدر من التوتر والقلق وميكن أن تستثير خياله حيث يطلب منه توقع أو تخيل الهدية أو املكافأة التي في انتظاره حيث يتحول التركيز على ما يرغبه حاال إلى التركيز على تخيالت أو أحداث تكون في بؤرة اهتمامه. ومن خالل توعية األسرة بأعراض ونتائج العزلة االجتماعية وحثهم على متابعة ابنهم فيما يتعلق بالسلوك االنعزالي واالنسحاب من عضوية اجلماعات والبقاء وحيدا معظم الوقت ومحاولة معرفة أسبابها من حيث متابعة احلالة التعليمية لالبن والوقوف على مستواه الدراسي وانتظامه في الدراسة وتفاعله مع املدرسني أثناء العملية التعليمية ورصد أي سلوكيات غير مقبولة ومنحرفة عن نظم وقيم املجتمع وإكسابه عدد من اخلبرات داخل جماعة األسرة حيث انها متثل وسطا آمنا بالنسبة له مع التركيز على هذا النوع من اخلبرات التي تؤهله إلى االنضمام بيسر إلى عضوية اجلماعات وعلى األسرة أن تشجعه إلى االنضمام إلى اجلماعات املرغوبة واملناسبة له والتي متارس أنشطة محببة له ويفضل أن تكون ذات عدد صغير )ثالثة أو أربعة أعضاء ) ومن املمكن أن ينضم أخيه األكبر معه إلى اجلماعة نفسها على أن ينقل مالحظاته إلى األسرة واألخصائي للقيام بالعمل املناسب حياله على أن يبدأ األخ األكبر باالنسحاب التدريجي من اجلماعة حال االطمئنان على فاعلية وقدرة أخيه على االنتظام في عضوية اجلماعة. وأخيرا نحن نؤكد على أهمية مشاركة جماعة األسرة في صياغة السياسات واإلجراءات وصنع القرارات حيال الرعاية املقدمة لهم وألبنائهم األيتام ملا لها من مردود إيجابي يتضح فيما يلي :- 1. تساعد املسئولني على فهم األسر واحتياجاتها والكشف عن اجتاهاتها وفهم أسلوب حياتهم. 2. ميكن املسئولني من التعرف على فعالية البرامج املقدمة وتفعيلها لضمان جناحها. 3. تساعد األسرة على تعديل اجتاهاتهم السلبية نحو املسئولني. 4. تشجيع األسرة على دعم أبنائهم في اجلانبني التعليمي واالجتماعي وكسب الثقة في أنفسهم وفي قدراتهم على تقدمي ما هو أفضل. 5. حتسني العالقات بني املسئولني واألسر وتقليل مساحة اخلالف بينهم. 6. مشاركة األسرة تضمن لهم جودة احلياة وحتفظ لهم كرامتهم واحترامهم لذاتهم. )الكندري : ) ب على مستوى اجلماعة املنظمة : نعتقد أن أخصائي العمل مع اجلماعات سواء املمارس لعمله داخل نطاق املدرسة أو خارجها في األندية الرياضية واالجتماعية واملراكز الثقافية ميكن أن يساهم بدرجة ملحوظة في مواجهة مشكلتي اخلوف والقلق وذلك من خالل شعور الطفل بأنه متقبل ومحل تقدير واهتمام من األخصائي ومن قائد اجلماعة وكل أعضائها وأن يشيع داخل اجلماعة جو من األمن والتفاؤل واحلميمية وذلك من خالل ممارسات فعلية حتى يترسخ لدى الطفل إحساس بالطمأنينة ويؤمن بأن ما يخاف منه ويقلقه ويعاني منه أمر ميكن مواجهته وسوف مير بسالم ومن املهم أن تتضمن رسائل الطمأنينة التي ترسل له تباعا من احمليطني به خفض أهمية ما يتعرض د. بدر الدين كمال عبده أو سيتعرض له من حوادث مزعجة بسيطة حيث يدرك من خالل املناقشات اجلماعية بأن احلياة بها كثير من املشاكل التي ينبغي توقعها والتعامل معها ثم نسيانها وأن يتلمس ذلك واقعيا مع زمالئه في اجلماعة ويضيف بعض الباحثني تكتيكات أخرى ميكن تطبيقها من خالل العمل اجلماعي مثل عرض فكرة قراءة األعضاء لبعض الكتب البسيطة التي تتضمن خبرات وقيم الطفل في حاجة إليها وتلخيصها وعرضها في اجتماعات اجلماعة وتبادل الرأي حولها أو القيام باألنشطة اإلبداعية مثل الرسم أو الطبخ أو األعمال املستوحاة من البيئة باإلضافة إلى ذلك يجب أن تهيئ اجلماعة ألعضائها الفرص واملواقف التي تسمح لهم بالتعبير احلر عن انفعاالتهم وممارسة عملية اإلفراغ الوجداني حيث يشجع الطفل ليعبر عن ذاته بحرية تامة ذلك األمر يساعد الكثير من األطفال الذين يعانون من مشكلتي اخلوف والقلق. أما مشكلة تدني اعتبار الذات وضعف الثقة بالنفس تستلزم ملواجهتها أن يشجع وييسر األخصائي لألطفال األيتام االنضمام إلى عضوية اجلماعات داخل املدرسة وخارجها وأن يهتم أخصائي اجلماعة بدراسة نقاط القوة واإليجابيات لدى الطفل وإقناع الطفل بأنه ميتلك مصادر ونقاط قوة وتوضيحها له ودعمها وتنميتها وإيجاد فرص لذلك وميكن أن يشترك األعضاء في ذلك من خالل كتابة وعرض قائمة مبصادر القوة لديهم من مهارات وقدرات وخبرات ومعارف وينبغي على أخصائي اجلماعة وقائدها وأعضائها على االهتمام بتقدمي التغذية الراجعة لكل األعضاء مبا تتضمنه من استحسان وانتباه وتقدير ومدح ذلك من شأنه حتسني الشعور نحو الذات مع األخذ في االعتبار جتنب االمتداح الزائف ألنه قد يأتي بنتيجة عكسية. أيضا يجب االهتمام بتطبيق مبدأ إتاحة خبرات تقدمية وبناءة للطفل اليتيم وهذا يحتاج إلى تخطيط دقيق لبرامج وأنشطة اجلماعة وعليه يجب مراعاة ذلك في املوافقة على طلب العضو ألداء مهام معينة أو عندما تكلفة اجلماعة بأداء مسئولية محددة ففي كلتا احلالتني يجب التأكد من أنه سوف يؤدي تلك املسئولية بقدر مناسب من النجاح باإلضافة إلى تطبيق مبدأ العدالة واملوضوعية في توزيع املسئوليات ومشاركة اجلميع في إجناز األهداف ومن املفيد أيضا في هذا الصدد استخدام التعاقدات املكافآت من خالل تطبيق مبدأ التنظيم الوظيفي املرن حيث نركز على أهمية وجود اتفاق مكتوب أو شفهي واضح وملزم لكل من األخصائي واجلماعة والعضو يراعى فيه قدرات واحتياجات ورغبات العضو وواجباته ومسئولياته جتاه اآلخرين حيث يتدرب ويتعود على الوفاء بااللتزامات وهذا مبثابة خبرة هامة ومعززة. وحتقيق األهداف وأداء الواجبات املتفق عليها يترتب عليه احلصول على املكافأة وهي تؤدي في نفس الوقت إلى اإلحساس باجلدارة الشخصية وهذا ما يحتاجه الطفل اليتيم بشدة وميكن أن نطور تلك الفكرة بتشجيع الطفل على إقامة عقد بينه وبني ذاته وصوال إلى أن يتعلم شيئا فشيئا االعتماد على الذات واملساعدة الذاتية. ونحن نعتقد أن مشكلة عدم الثقة بالنفس ترتبط بثالثة محاور وهي النظرة إلى الذات والنظرة إلى اآلخرين ونظرة اآلخرين إلى الطفل اليتيم وعليه يجب أن يركز برنامج اجلماعة وأهدافه على تلك احملاور حتى تتحول النظرة إلى الذات من سلبية إلى إيجابية ويشعر من خالل انتمائه للجماعة وارتباطه بعضويتها بأن اآلخرين ينظرون إليه باحترام وتقدير ويؤمنون بأن له قدرات وطاقات وتقدم له املساندة والدعم ومن ثم تتبدل نظرته لهم وتتحول من اعتقاده أنهم يسخرون منه ويرفضونه إلى كونهم أعضاء يقبلونه ويرحبون بعضويته وبعطائه في حني أن مشكلة العزوف عن املشاركة في األنشطة واللعب االجتماعي تستدعي توظيف معطيات خدمة اجلماعة التي تركز على التقريب التتابعي لتعزيز سلوك الطفل اليتيم واحلد من مشاعر اخلوف والقلق لديه من خالل توفير جو اجتماعي آمن وإيجابي داخل اجلماعة يحقق له ذلك أيضا إيجاد مثيرات حسية ومعززات مناسبة تستثير لديه االهتمام والرغبة في ممارسة تلك األنشطة ومساعدة األعضاء على اختيار أنشطة متنوعة وأدوات مختلفة تناسب جميع رغبات وتطلعات األعضاء واالهتمام

77 إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من مشكالت اإلقصاء االجتماعي لأليتام بعمليات التسجيل خاصة التقارير الفردية والتقرير الدوري التي تيسر ألخصائي اجلماعة عملية متابعة النمو والنضج املستهدف وحتقيق األهداف االستراتيجية والتكتيكية, وتشجيع األطفال خاصة األيتام على القيام بأدوار قيادية حتقق لهم الثقة بالنفس وإشباع احلاجات املتنوعة, مع عدم ممارسة أي ضغوط على األطفال الهامشيني إلجبارهم على عملية املشاركة بل أن يتم ذلك من خالل تطبيق النماذج واملبادئ املفيدة في هذا الصدد خاصة مبدأ الدراسة املستمرة الذي يساعد األخصائي على دراسة حالة العضو وتشخيصها والتعرف على ظروفه األسرية وإسهاماتها في احلالة التي هو عليها اآلن وحتديد الوسائل اإليجابية احملققة للهدف املنشود. مع مراجعة حجم اجلماعة الذي نفضل أن يبدأ بأعداد صغيرة ثالثة أعضاء مثال ثم يزداد تدريجيا كذلك فحص مساحة التجانس واالختالف املوجودة بني أعضاء اجلماعة وبيان مدى إسهامها في زيادة التفاعل وتبادل الثقة من عدمه. ولعله من املفيد أيضا التعرف على مدى إسهام اآلخرين في حتقيق اإلشباع نفسه الذي ميكن أن حتققه له عضويته في اجلماعة ومن ثم ال يجد في االنضمام إلى اجلماعة أي ميزة جديدة. في حني أن أدبيات طريقة العمل مع اجلماعات ميكن أن تساهم في مواجهة مشكلة القهرية لدى بعض األطفال األيتام من خالل عضويته في جماعات منظمة تهتم بتدريبه على سلوك حل املشكلة من خالل عدة تكتيكات منها أن تطلب اجلماعة من كل عضو أن يقي م طريقة تفكيره وأن يتعلم أن هناك حلوال متعددة وبدائل متنوعة للتعامل مع ما يواجهه من مشاكل وأن يطرح عليهم األخصائي التفكير في أنشطة وبرامج متنوعة حتقق طموحاتهم وتلبي رغباتهم وتستلزم تعاونهم في تنفيذها, وفي ذلك حث للجميع على التفكير في أنشطة ترضي الذات واآلخرين في نفس الوقت وتوفر مساحة من االهتمامات واألهداف املشتركة ومن ثم يتعود العضو على حتويل أهدافه الفردية إلى أهداف جماعية مبا يتضمن ذلك من تدريب عملى على وضع بدائل وإبداع حلول مختلفة غير تقليدية, وكذلك ميكن من خالل اجلماعة أن يتم ممارسة لعب الدور أو اللعب التمثيلي حيث يركز على مواقف وأحداث يتعرض لها الطفل ويتعلمون كيف يتصرفون إيجابيا حيالها. ومن املتفق عليه بني الباحثني أن االنضمام إلى عضوية اجلماعات خاصة املنظمة منها عامل أساسي يساعد الطفل اليتيم على اخلروج من عزلته االجتماعية حيث يهتم األخصائي بتوظيف برنامج اجلماعة وأنشطته في إشباع رغبات العضو وتلبية احتياجاته وطموحاته حيث يشجع على ممارسة أدوار قيادية تناسب قدراته ويركز على شعور العضو بالتقدير واالهتمام ويهيئ له املواقف والفرص التي حتسن نظرته إلى ذاته وإلى اآلخرين مطبقا مبدأ التفاعل اجلماعي املوجه وإتاحة خبرات تقدمية بناءة ويقدم له املساندة املعرفية والنفسية والعاطفية بشكل منظم وهادف ويعطي الفرصة له لكي يعبر عن مشاعره وانفعاالته ومشكالته وميكن أن يحدث ذلك من خالل اجتماعات فردية مع العضو ويشجعه على تأكيد ذاته من خالل االنتظام في الدراسة والتحصيل الدراسي املناسب وحتقيق النجاح املرغوب وأيضا من املهم أن يتزود من خالل عضوية اجلماعة مبهارات االتصال والتفكير املنظم والقدرة على التعبير والعرض والتأثير واإلقناع والعمل اجلماعي التعاوني وأن يستثير لديه احلماسة والرغبة في العمل واإلجناز. ومن املهم أن نؤكد على أهمية زيادة جاذبية اجلماعة في تعاملها مع كل املشاكل السابق عرضها حتى ننجح في حتقيق النمو والنضج املستهدف وذلك من خالل : - املكانة : كلما زادت مكانة الطفل داخل اجلماعة أو كلما زادت املكانة التي يحتمل أن يحصل عليها إذا انضم إلى عضوية اجلماعة, زادت القوى التي تدفعه إلى االنضمام إلى اجلماعة. العالقات التعاونية: حيث تزداد جاذبية اجلماعة إذا اتضحت أهدافها بالنسبة للعضو وطريقة حتقيقه لتلك األهداف ودوره كعضو في ذلك. زيادة التفاعل اجلماعي اإليجابي املوجه داخل اجلماعة. د. بدر الدين كمال عبده درجة من التجانس لتسمح باستمرار اجلماعة ودرجة من االختالف حتقق احليوية لها. ( مليكة : 1998 )221 وكذلك أن تكون البناءات األربعة للجماعة محل دراسة مستمرة من جانب األخصائي وهي بناء االتصال التي يجب أن يكون مفتوحا ومتاحا في كل االجتاهات وبناء احلراك حيث يسمح ويتاح احلراك جلميع األعضاء بعدالة بكل أنواعه. والبناء السوسيومتري حيث شبكة العالقات االجتماعية القوية وأخيرا بناء القوة حيث يجب أن ميتلك كل عضو أحد مصادر القوة ونحد من احتكار البعض لتلك املصادر. ج: على مستوى جماعات الرفاق :- يحتل األصدقاء مكانة كبيرة في حياة األطفال خاصة خالل الطفولة الوسطى حيث تظهر رغبة قوية لديهم لالنتماء إلى مجموعة )شلة( تنشأ من خاللها هوية جماعية ذات قيم مشتركة وكذلك منط سلوكي متشابه قد يشمل لغة سرية بينهم وطريقة لباس معينة وينظر الباحثون إلى تلك اجلماعة على أنها جماعة أولية تتسم بالتماسك وبعالقات مباشرة تتصف باملودة وبها قدر من التجانس وتنطوي على تأثير متبادل بني أعضائها ومن أهم وظائفها إشباع ميول ورغبات أعضائها حتمي العضو ومتكنه من تكوين عالقات اجتماعية ناجحة مع أقرانه ميكن ألعضائها أن يكتسبوا خبرات ومهارات قد يصعب اكتسابها داخل األسرة بسهولة لها دور ملموس في عمليات التطبيع والتنشئة االجتماعية وذلك كما يلي : )ابراهيم يونس السيد 502( : 2007 أ تساعد على النمو املتكامل للطفل جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا عن طريق ما متارسه من أنشطة رياضية واجتماعية وثقافية متنوعة. ب يتعلم من خاللها أمناطا من العالقات املتساوية حيث تؤهله إلى مستوى مناسب من االستقالل الشخصي. ج تساعد على اكتساب االجتاهات واملكانة االجتماعية املناسبة وما يرتبط بها من توقعات. د تنمي لديهم اإلحساس بحقوق اآلخرين وتكوين معايير اجتماعية, وتتيح الفرص لتحمل املسئولية االجتماعية. إال أن هناك وجها آخر جلماعات الرفاق وهو ما ميكن أن نسميه الصحبة السيئة حيث غالبا ما يدرك األطفال بأن لصديق أو مجموعة من األصدقاء تأثيرا سيئا عليهم ولكنهم يستمرون في مصادقتهم ألسباب مثل : - االهتمام اخلاص والفرصة لالنتماء وبسبب قلة الصحبة أو الدعم من األسرة. املتعة واإلثارة. تشابه امليول واالهتمامات. احلفاظ على ما حصلوا عليه من مراكز ومكانات. احلاجة املؤقتة للتمرد وتأكيد االستقاللية عن األسرة. نقص الثقة بالذات مما يجعل بعض األطفال يصاحب من هم أصغر أو أقل ذكاء منه أو من هم أكثر سوء. وفي حاالت أخرى قد يكون الطفل اختار الصحبة السيئة بعد أن ظهرت لديه مشكالت في السلوك غير االجتماعي بسبب وجود التماثل في امليول االنحرافية ولتحقيق الفوائد املرجوة من جماعات الرفاق وجتنب األضرار احملتملة فيها وعلى أخصائي العمل مع اجلماعات متابعة ورصد عضوية األطفال األيتام في جماعات

78 إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من مشكالت اإلقصاء االجتماعي لأليتام د. بدر الدين كمال عبده املختلفة بطريقة مباشرة وتسجيل تلك املالحظات وعرضها في االجتماعات الدورية للجماعة أو على األخصائي ملناقشتها وحتليلها واتخاذ التصرف املناسب حيالها. رابعا : بعض النماذج العلمية املقترحة للحد من مشكالت األطفال األيتام : ( منقريوس - 67 : ) أورد العلماء الكثير من النماذج التي تعتمد عليها طريقة العمل مع اجلماعات في الوصول بأعضائها إلى أقصى مراحل النمو والنضج وسوف نركز في هذه الورقة على منوذجني جند أنهما األقرب إلى شريحة أطفال املرحلة االبتدائية من األيتام وهي : - أ منوذج التركيز على عضو اجلماعة. ب منوذج ثقافة األقران اإليجابية. أ منوذج التركيز على املهام فلسفة النموذج : يعتبر كارل روجرز مؤسس هذا النموذج سنة 1986 أن اجلماعة أداة تستخدم ملساعدة األعضاء على التغيير وهذه الفلسفة التي يقوم عليها النموذج حيث يرى أن اجلماعة تعمل على تنمية العضو وتركز على منوه الشخصي وحتسني االتصال بينه وبني اآلخرين وتنمية عالقاته معهم وعلى تأكيد ذاته وذلك من خالل إيجاد الظروف التي تسمح وتشجع على ذلك وقد أكدت أبحاث روجرز في اإلرشاد أن تأكيد الذات يساعد في حتقيق حاجتني هما : احلاجة إلى التقدير اإليجابي من اآلخرين. احلاجة إلى تقدير الذات. ولكن قد يحدث صراع لدى العضو بني ما ترغبه اجلماعة وبني احتياجاته اإليجابية وأهدافه الشخصية كعضو داخل هذه اجلماعة حيث جند العضو تستهويه النظرة اإليجابية من اآلخرين حيث انها تدفعه إلى إشباع احلاجة إلى تقدير الذات إال أنه يحرم نفسه من حتقيق أهدافه الشخصية والنتيجة يتحول هذا الصراع إلى انقسام في الشخصية ولهذا أشار روجرز إلى ثالث شروط أساسية تؤدي إلى حتقيق الذات وهي كاآلتي :.1 الواقعية.2 القبول..3 املشاركة. األقران وتدريب األسرة على ذلك سواء تلك الصداقات التي حتدث في نطاق املدارس أو خارجها في التجمعات املختلفة ومن خالل العالقة املهنية بني األخصائي والطفل وتطبيق معطيات وتكنيكات طريقة العمل مع اجلماعات ميكن أن يعظم املردود اإليجابي لتلك اجلماعات ويرى بعض الباحثني من جانب آخر أنه رغم أن جماعة الرفاق ( األقران( لها تأثيرها على السلوك االجتماعي للطفل )كما سبق اإلشارة إلى ذلك( إال أن هذه اجلماعة نفسها تتأثر في اختيار معاييرها وقيمها بالكبار ولعل أهم ما يحتاجه األطفال في هذه املرحلة بشكل عام واأليتام منهم بشكل خاص هو التقبل واألمن واإلحساس باإلجناز وهما يتصالن بالتفاعل الدنيامي داخل إطار النظام األسري وعندما يتحقق جلهود الطفل في هذه املرحلة العمرية )االبتدائية( النجاح ينشأ لديهم اإلحساس بالقدرة حيث تعد نتيجة الصراع بني اإلحساس بالتمكن واإلحساس بالنقص حاسمة بالنسبة للمسايرة االجتماعية للطفل ومن ثم يتمكن من اإلجناز مع نفسه ومع اآلخرين وإذا فشل الطفل نتيجة ملعوقات اجتماعية أو بيولوجية فقد ينشأ لديه اإلحساس بالنقص والعجز وضياع الهوية. ( أحمد الشربيني ) : 1998 د على مستوى جماعات أولياء األمور : - ميكن ألخصائي العمل مع اجلماعات أن يكون جماعات منظمة مكونة من أولياء أمور األطفال األيتام وذلك داخل جمعيات رعاية األيتام وميكن أن تكون هذه اجلماعات من أمهات األطفال أو من أخواتهم الكبار سواء من الذكور أو اإلناث على أن يعمل األخصائي مع جماعات الذكور واألخصائية االجتماعية مع جماعات اإلناث وذلك وفق ظروف وتكوين كل أسرة على أن يتوفر في تلك اجلماعات ما يلي : - أ أن يكون عددها يتراوح من عشرة إلى خمسة عشر عضوا. ب أن يكون ولي األمر قادرا على استيعاب ما يدور في اللجنة من مناقشات وتطبيق توجيهات وإرشادات اجلماعة. ج أن يكون أولياء األمور مسئولني عن أطفال أيتام في مرحلة عمرية واحدة مثل الطفولة املبكرة والوسطى واملتأخرة. د أن تسمح ظروفهم باالنتظام في اجتماعات اجلماعة الدورية. ه - أن يكون بينهم درجة من التجانس في جوانب هامة مثل املستوى االقتصادي واالجتماعي والثقافي يضمن استمرارية اجلماعة ودرجة من االختالف في خبراتهم وجتاربهم ومهاراتهم حتقق للجماعة وأعضائها احليوية واالستفادة املرجوة. وهناك ثالثة طرق أساسية ميكن تطبيقها مع تلك اجلماعة ليتحقق لها املشاركة الفعلية في وقاية وعالج أبنائهم من كافة املشاكل التي ميكن أن يتعرضوا لها: - منوذج تدريب الوالدين : ويتضمن عالجا لولي األمر هدفه املساعدة أن يكيف توقعاته مع ضوء ظروف الطفل وما يتعرض له من صدمة أثر وفاة والده. منوذج تبادل املعلومات : وهي طريقة فعالة لنقل اإلرشادات والنصائح واخلبرات بني أعضاء اجلماعة حيث الظروف املتشابهة والتجارب املتنوعة التي يتسم بعضها بالنجاح واآلخر بالقصور واستخالص الدروس املستفادة من تلك التجارب حتت إشراف وتوجيه األخصائي / األخصائية املسئولة. أيضا من خالل توزيع النشرات والكتب املبسطة واالطالع عليها ومناقشة ما فيها واستخالص دروس مستفادة ميكن تطبيقها عمليا داخل األسرة 0 منوذج الوالدين كمالحظني : - ويتضمن تدريب أولياء األمور على مالحظة سلوكيات أبنائهم في املواقف الواقعية : فأخصائي اجلماعة يستخدم هذه العناصر السابق اإلشارة إليها مع عضو اجلماعة حيث أن العضو البد وأن تكون أهدافه واقعية ومالئمة قدر اإلمكان مع أهداف اجلماعة وهذا هو دور أخصائي اجلماعة حيث ان األخصائي يضع أهدافا تتناسب مع أهداف أعضاء اجلماعة كما أنها يجب أن تكون أهدافا واقعية ولهذا البد أن يتفهم مشاعر أعضاء اجلماعة كما أنها يجب أن تكون أهدافا واقعية ولهذا البد يتفهم مشاعر أعضاء اجلماعة واجتاهاتهم ودوافعهم وبناء على ذلك يتم وضع أهداف اجلماعة. القبول : يتمثل هذا العنصر في قبول األخصائي لكل عضو في اجلماعة بغض النظر عن أفعاله وأقواله بحيث يبتعد

79 إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من مشكالت اإلقصاء االجتماعي لأليتام أخصائي اجلماعة عن إصدار األحكام على العضو. املشاركة : حيث يشارك أخصائي اجلماعة األعضاء وجدانيا في انفعاالتهم ودوافعهم ويقدر هذه االنفعاالت وميكن مناقشة أهم مكونات النموذج على النحو التالي : أوال : أهداف النموذج : الهدف األساسي من هذا النموذج هو مساعدة عضو اجلماعة على االعتماد على ذاته في حل مشكالته ومن ثم حتقيق ذاته. ولهذا فإن بؤرة االهتمام هنا هو العضو مبا لديه من دوافع وميول ورغبات. وقد حدد ماسلو عام 1970 بعض الصفات التي يجب أن يتسم بها العضو الذي استطاع أن يحقق ذاته وهي كاآلتي : قبول الذات واآلخرين. القدرة على اإلبداع. أن يكون لديه روح الفكاهة. تقبل اآلخرين. التلقائية. الدافعية لإلجناز. ثانيا : دور األخصائي من خالل النموذج : األخصائي الذي يستخدم هذا النموذج البد وأن يركز على العضو كوحدة متكاملة ومن هنا فاألخصائي ليس له دور محدد ولكن هذا النموذج يؤكد على وجود عالقة قوية بني األخصائي وعضو اجلماعة حيث ان التغيير على شخصية العضو ال تتم إال في إطار عالقة أساسها القبول والثقة والدميوقراطية. وفي ضوء ما سبق يستطيع األخصائي مساعدة العضو على استكشاف ذاته والتعبير عن مشاعره. وهناك دور آخر لألخصائي وهو تقبل كل عضو باجلماعة واالهتمام به من خالل اإلصغاء الكامل لكل ما يقوله لعضو حيث ان اإلصغاء وسيلة هامة من وسائل خدمة اجلماعة تهدف إلى الدراسة الكاملة للعضو باإلضافة إلى بناء العالقة بني األخصائي وعضو اجلماعة. تفهم العضو بشكل كامل هو أحد أدوار األخصائي وهو ما يطلق عليه الفهم العميق لكل دوافع العضو وسلوكياته ورغباته وانفعاالته ومشاعره واجتاهاته. دور الوسيط أحد األدوار اخلاصة باألخصائي ويتضح من خالل تدخل األخصائي بإبداء التعليقات أو مالحظات وتوضيح بعض األمور الغامضة. ثالثا : خطوات استخدام النموذج : انضمام العضو للجماعة لتحقيق أهداف معينة والبد أن يساعده األخصائي كي يكتشف هذه األهداف. األخصائي يوجه العضو أنه ال ميتلك القدرة على حل مشكلته أو حتقيق هدفه ولكنه يساعده على حل مشكالته بنفسه. يشجع األخصائي كل عضو على التعبير احلر عن مشاعره وأفكاره ومناقشة هذه األفكار في اجلماعة. من الضروري أن يتقبل األخصائي كل عضو ويحاول تنمية العالقة مع كل عضو باجلماعة. يساعد العضو على مناقشة مشكلته أمام اجلماعة. يحاول األخصائي مساعدة العضو بخبراته وجتاربه املتنوعة د. بدر الدين كمال عبده واخلطوات السابقة ال يشترط أن تتم بالتسلسل السابق ولكنها متداخلة وتوضح فقط أسلوب العمل مع العضو باجلماعة. رابعا : مهارات األخصائي الستخدام النموذج ومنها ما يلي : املهارة في االتصال باملشاعر. مهارة اإلصغاء. مهارة التقييم. املهارة في تكوين عالقة مهنية. مهارة املالحظة. خامسا : التكنيكات املستخدمة في النموذج ومنها ما يلي : املناقشة اجلماعية. النشاط الفني والثقافي. لعب الدور. النشاط الرياضي. منوذج ثقافة األقران اإليجابية في خدمة اجلماعة االفتراضات األساسية التي يقوم عليها النموذج : بعض األطفال ذوي السلوك املنحرف يتأثرون في البداية بجماعة األقران. يستجيب األطفال بصفة أساسية لسلوكياتهم اخلاصة كما أنهم يستجيبون لتوقعات ذوي العقليات الصارمة. القدرة على تغيير القيم واالجتاهات والسلوكيات متوفرة لدى جميع األطفال ولكن بنسب مختلفة. الطفل ذوي السلوك غير املقبول يستطيع أن يستخدم بعض سلوكياته اجلارية بطريقة إيجابية. كل طفل لديه احلاجة للشعور بأنه مهم وأن اآلخرين مهتمون به. يجب أن مينح كل طفل الفرصة لكي يساعد نفسه ويساعد اآلخرين. املفاهيم األساسية لنموذج ثقافة األقران اإليجابية: أوال : مفهوم األقران : األقران هم األصدقاء الذين ميكن أن يساعدوا وينصحوا وميكن استخدامهم في خدمة وتدعيم اآلخرين. ويعتبر تأثير األصدقاء األقران على القيم واالجتاهات كبير ومن الدراسات التي دعمت تأثير األصدقاء الدراسة التي أجريت على 700 طفل في الصف السادس والتي أجراها برونف بنريز حيث وجد هؤالء األطفال يقضون من 4 إلى 6 ساعات يوميا مع أصدقائهم في فترة نهاية األسبوع وتوصلت الدراسة إلى اختالف تأثير األصدقاء على بعضهم البعض وفقا ملرحلة منوهم. وهناك كثير من الدراسات استمرت في تدعيم هذا االجتاه نحو تأثير االقران حيث وجد كل من باترسون وأندرسون أن الطفل أصبح يستجيب أكثر وأكثر لقوى األصدقاء

80 إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من مشكالت اإلقصاء االجتماعي لأليتام كما أشارت دراسة أخرى إلى أن اجتاهات األصدقاء أثرت على األطفال بصورة أكبر في املراحل العمرية املبكرة. ومن خالل ذلك نستنتج : جماعة األقران في غاية األهمية للتنشئة االجتماعية للطفل. جماعة األقران لديها إمكانية إلنتاج سلوكيات إيجابية أو سلبية لدى اآلخرين. من خالل مساعدة الكبار ميكن إحداث تأثير إيجابي باستخدام ثقافة األقران. ثانيا : مفهوم التحكم في السلوك : يعتبر السلوك الفعلي اجلاري للشخص واملرتبط باملواقف احلياتية منطقة اهتمام في منوذج األقران. ويعتبر استخدام أسلوب التبصير من األساليب الهامة في تعديل السلوك الفعلي للشخص. تعتبر قصة حياة العضو جزء ا هاما من ثقافة األقران اإليجابية ولكنها ليست الهدف ولكنها مشاركة مع العضو ليوضح كيف يرى نفسه وخبراته احلياتية مع اآلخرين. والتحكم في السلوك هو استخدام بعض أساليب التعديل السلوكي لتغيير السلوك املباشر حيث ميتلك األقران القدرة اإليجابية على تغيير السلوكيات وتدعيم االجتاهات والقيم. وهناك أساليب هامة أيضا في تعديل السلوك باستخدام ثقافة األقران غير التبصير وهو أسلوب التقوية عن طريق اجلماعة. ثالثا : مفهوم املشكلة : قام كل من فورت بريندثرو عام 1985 بوضع معتقداتهم ومدركاتهم عن املشكالت في ضوء منوذج ثقافة األقران عن طريق اجلماعة. تعتبر املشكالت جزء طبيعيا من احلياة. األشخاص ذوي املشكالت ال يختلفون عن غيرهم. املعرفة باملشكلة عالمة قوة. لكي تصبح املشكالت ظاهرة يجب أن تكون مقبولة وطبيعية. عندما يصاب الشخص مبشكلة فهذه فرصة لآلخرين في البيئة أن يساعدوه لكي يصبحوا أكثر أهمية جتاه أنفسهم وجتاه اآلخرين أيضا. املشكالت ال حتتاج إلى التركيز عندما تكون حالة الشخص ضارة بنفسه أو باآلخرين. رابعا : االستراتيجيات املستخدمة من خالل منوذج ثقافة األقران : 1 الدمج االجتماعي : يعني تقليل البعد االجتماعي من خالل توسيع نطاق اخلبرة املكتسبة في ثقافة األقران اإليجابية. - 2 التغيير : والستخدام استراتيجية التغيير هناك مجموعة من االعتبارات الهامة التي تعتبر عامال مساعدا للتغيير هي : تكوين اجلماعة : حيث أن اجلماعات املتجانسة في العمر والنضج والثقافة تتاح لها فرصا مناسبة داخل هذا النموذج. حجم اجلماعة : وهو العدد األمثل للمشتركني في جماعة ثقافة األقران اإليجابية وهو يتحدد بعشرة أعضاء على األكثر حيث أنه كلما كانت اجلماعة صغيرة كلما استطاعت حتقيق التوازن الديناميكي لها. د. بدر الدين كمال عبده البيئة الفيزيقية: فأماكن اجتماع اجلماعة في منوذج ثقافة األقران يعتبر مؤثر هام على حتقيق األهداف اإليجابية باستخدام ثقافة األقران. خامسا : األساليب الفنية املستخدمة من خالل النموذج : هناك بعض األساليب احملددة التي ميكن وصفها كجزء من منهجية ثقافة األقران وكمثال لهذه األساليب ما يلي : التبصير : والهدف منه توضيح رؤية الفرد لنفسه واآلخرين. التقوية عن طريق اجلماعة : وتهدف إلى أنه يشعر أن هناك من يتشابهون معه في املشكالت. التدعيم : ولقد وصف )هارشيد 1976( التدعيم كأسلوب أنه يساعد في بناء الثقة بالنفس وحتقيق الذات. سادسا : اعتبارات أساسية في استخدام النموذج: العدد املثالي جلماعة األصدقاء اإليجابية )عشرة أعضاء (. تأخذ اجللسات شكل حلقة نقاشية ويكون األخصائي أحد حلقاتها وهو ليس عضوا في اجلماعة ولكنه يشغل موقفا أو صنعا مؤثرا في التفاعل داخل اجلماعة. يجب أال يزيد الوقت املخصص الجتماع اجلماعة عن 90 دقيقة حيث تشير اخلبرات أن هذه الفترة تسمح بالعمل مع بعض املشكالت وإذا أبقيت مشكالت لم يتم حلها تناقش في جلسات قادمة. تنعقد االجتماعات ملدة خمسة أيام في األسبوع وفي املؤسسات التي يستحيل معها تطبيق ذلك فيتم إعداد جدول مكثف ويكون من الضروري أن يستهدف في بناء وتدعيم ثقافة جماعة األصدقاء اإليجابية. يجب أن يتضمن االجتماع مكافأة تقررها اجلماعة لكل شخص بالتعبير عن مشكلته. حتديد من الذي يحتاج إلى اجللسات أكثر ومن الذي سوف يستخدم الوقت أحسن استخدام وكم املدة التي سوف يستغرقها الشخص في املقابلة ينبغي أن تكون مهمة األخصائي هي التوجيه وتعليم األعضاء كيفية توجيه األسئلة ويستمر األخصائي في عمليات التوجيه لها. البد أن ينتهي االجتماع مبلخص وتكون مسئولية األخصائي في هذا اجلزء هو تلخيص ما حدث في اجلماعة خالل هذا اليوم. تعتبر الفترة من 5 10 دقائق هي الفترة التي ميكن أن يستغرقها امللخص خالل جلسة اجلماعة. الغرض األساسي من امللخص هو تقدمي تغذية عكسية للجماعة عن أدائها خالل يوم وإدراك األسئلة وااللتزامات وغيرها من السلوكيات اللفظية وغير اللفظية والتي تساعد بصفة خاصة أو ال تساعد في حل مشكالت العضو والتي من املتوقع أن تتسبب في األداء الفعال للجماعة في املستقبل. قائمة املراجع إبراهيم محمد عبد الرازق يونس هاني محمد السيد وحيد )2007( ثقافة الطفل دار الفكر عمان. أبو حالوة محمد السعيد )2008( جودة احلياة املفاهيم واألبعاد ورقة عمل مقدمة إلى املؤمتر العلمي السنوي كلية التربية جامعة كفر الشيخ

81 إسهامات خدمة اجلماعة في احلد من مشكالت اإلقصاء االجتماعي لأليتام أبو حالوة محمد السعيد ) 2007 ( اإلساءة االنفعالية موقع أطفال اخلليج ذوى االحتياجات اخلاصة. أحمد عبد املجيد سيد الشربيني زكريا أحمد )1998( علم نفس الطفولة األسس النفسية واالجتماعية والهدي اإلسالمي دار الفكر العربي القاهرة. زهران حامد عبد السالم )2005( علم نفس النمو الطفولة واملراهقة عالم الكتب القاهرة. سيفر شازلز ميلمان هوارد )2001( مشكالت األطفال واملراهقني وأساليب املساعدة ترجمة داود نسيمة حمدي نزيه اجلامعة األردنية عمان. عيسى, إيفال )2004( املرشد العلمي حلل املشكالت السلوكية في مرحلة ما قبل املدرسة ترجمة الدخيل عبد العزيز بوحمدان يوسف مكتب التربية العربي لدول اخلليج الرياض غدير أنتوني )2005( علم االجتماع ( مع مد خالت عربية( ط 4 ترجمة الصباغ فايزة املنظمة العربية للترجمة بيروت. الكندري هيفاء يوسف )2009( العمل االجتماعي مع ذوي االحتياجات اخلاصة وأسرهم مكتبة الفالح للنشر والتوزيع بيروت. مجيد, سوسن شاكر )2007( مشكالت األطفال النفسية واألساليب اإلرشادية ملعاجلتها دار صفاء عمان. مسعود أماني )2006( مفاهيم األسس العلمية للمعرفة التمكني املركز الدولي لالستيراتيجات املستقبلية العدد 22 القاهرة. مليكة, لويس كامل )1998( سيكولوجية اجلماعات والقيادة مكتبة النهضة املصرية القاهرة. األمم املتحدة املجلي االقتصادي واالجتماعي )2009( اإلدماج االجتماعي االسكو. منقريوس نصيف فهمي )2007( أساسيات استخدام النماذج والنظريات في طريقة العمل مع اجلماعات مكتبة زهراء الشرق القاهرة. هيلز جون لوغران جوليان بياشو دافيد )2007( االستبعاد االجتماعي ترجمة اجلوهري محمد عالم املعرفة العدد 344 املجلي الوطني للفنون والثقافة واآلداب الكويت. soicialindex.net/intro8.htm

82 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية لتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية إعداد األستاذ الدكتور: حمدي عبد الله عبد العال عبد الله أخصائي اجتماعي بالتربية والتعليم دكتوراه خدمة اجتماعية قرية احلجيرات - محافظة قنا مصر

83 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية أوال: مشكلة الدراسة تعد األسرة ذات أهمية خاصة في حياة الطالب اليتيم نظرا ملا لها من بالغ األثر على توافقه وعلى شخصيته حيث جند أن أهم ما يتدخل في التكوين النفسي له هو العالقات العاطفية القائمة بينه وبني والديه أو بينه وبني إخوته حيث تتأثر هذه العالقات بعدد من املتغيرات من بينها عدد أفراد األسرة ومركز الطالب اليتيم بني إخوته وكذلك احلالة االقتصادية لألسرة وظروفها االجتماعية. لذا فدور األسرة له أهمية كبيرة في حياة األبناء ودور كل من األب واألم مكمل لبعضهما البعض فاألم متثل املصلحة البيولوجية والنفسية بصفة عامة واألب ميثل القانون والنظام واالحتاد بينهم يساعد في تكوين شخصية وسوية لألبناء تؤهلهم ألن يكونوا أفراد نافعني في املستقبل. وميكن أن تتأثر الوظائف التي تقوم بها األسرة إذا تعرضت ألية متغيرات خارجية قد تؤثر في الكيان األسرى ووظائفه أو توازنه ولكن غالبا ما يسعى الكيان األسرى إلى استعادة توازنه املفقود ويعود ملمارسة وظائفه فماذا لو غاب عن هذا الكيان قطب رعايته األب واألم بالطبع سيحدث خلل لدى األنساق الفرعية ولكون الطالب اليتيم بعد فقده أباه يشعر باحلاجة إلى من يحميه ويرعاه ويقوى من وحدته ويشد أزره ويعوضه عن الذل والضعف نتيجة وفاة احلاني واملربى له واملتكفل به لذا كان من التعويض لئال ينشأ منطويا منعزال سيئ النظرة إلى الناس ورمبا أدى به الشعور إلى اإلساءة إلى املجتمع الذي يعيش فيه باللجوء إلى االنحراف واإلجرام. وبالتالي فانه عندما تتعرض دعائم األسرة لالنهيار بسبب وفاة أحد الوالدين أو الطالق يؤثر ذلك على ما يتمتع به هؤالء األيتام من صحة نفسية ووجدانية وأيضا من إحجام عن التفاعل االجتماعي مع اآلخرين. ولقد كفل الله عز وجل لليتامى إناثا وذكورا حقوقا كثيرة ويتضح ذلك في قوله تعالى»و ي س أ ل ون ك ع ن ال ي ت ام ى ق ل إ ص ال ح ل ه م خ ي ر و إ ن ت خ ال ط وه م ف إ خ و ان ك م و الل ه ي ع ل م امل ف س د م ن امل ص ل ح» وأيضا قوله تعالى «و أ ن ت ق وم وا ل ل ي ت ام ى ب ال ق س ط و م ا ت ف ع ل وا م ن خ ي ر ف إ ن الل ه ك ان ب ه ع ل يما«وفى اآليات الكرمية حرص اإلسالم على رعاية اليتامى ومراعاة حقوقهم ومصاحلهم واحملافظة عليها. كما أصبح االهتمام بالتنمية البشرية هو الشغل الشاغل لكافة املهتمني مبجال التنمية في اآلونة األخيرة باعتبارها الغاية النهائية ألي تقدم اقتصادي واجتماعي تسعى إلى حتقيقه أي دولة كما أنها أساس جيد وفلسفة غاية في األهمية بالنسبة للبشر باعتبارهم قيمة مضافة يجب العمل على استثمارها أفضل استثمار وألنهم القوى احملركة لكل منو اقتصادي واجتماعي لذا يجب أن تكون التنمية البشرية لصالح البشر تنمية من أجلهم وبهم وباعتبارهم الهدف والغاية وصانعي التنمية واحلاصلني على ثمارها. ومن ثم يجب أن تتجه برامج التنمية البشرية نحو إحداث تأثيرات ايجابية مقصودة في شخصية هؤالء الطالب األيتام بجوانبها املختلفة ليكونوا قادرين على مواجهة مشكالتهم وإشباع احتياجاتهم بأكبر قدر ممكن من الكفاءة ومع تزويدهم باخلبرات واملهارات التي تزيد من فرص منوهم على نحو سليم ويتحقق مبقتضاها مفهوم املواطنة الصاحلة وعليه تشير التنمية البشرية إلى عملية متكني الطالب األيتام لالرتقاء بنوعية احلياة لهم ولغيرهم وأن أي جهد يوجه في الواقع إلى تنمية األيتام بشريا هو في نفس الوقت تامني ملستقبل املجتمع وتدعيم لسالمته وحفاظا على ثروته البشرية. كما تعتبر املدرسة مؤسسة اجتماعية على درجة كبيرة من األهمية ولها أهدافها االجتماعية والتربوية التي تسعى إلى حتقيقها وتخدم بها املجتمع فاملدرسة تعتبر مجتمعا صغيرا جلأت املجتمعات إلى إنشائها إلشباع احلاجات النفسية واالجتماعية التي عجزت عنها األسرة فأصبحت بذلك املجتمع الصغير الذي يعيش فيه الطالب ليتلقوا العلم واملعرفة وليتعودوا االعتماد على النفس وحتمل املسئولية والشعور باملسئولية د. حمدي عبد الله عبد العال عبد الله االجتماعية نحو مجتمعهم األكبر والتمسك باحلقوق وأداء الواجبات وهناك العديد من املؤسسات التي تشكل املواطنة وتنميها عند الفرد ومنها األسرة واملؤسسات الدينية والرفاق ومجموعة العمل واملدرسة التي تنفرد عن غيرها باملسؤولية الكبيرة في تنمية املواطنة وتشكيل شخصية املواطن والتزاماته وفي تزويده باملعرفة واملهارات الالزمة من أجل املواطنة الصاحلة. وت عد املواطنة من القضايا القدمية املتجددة التي ما تلبث أن تفرض نفسها عند معاجلة أي بعد من أبعاد التنمية باملفهوم اإلنساني الشامل بصفة خاصة ومشاريع اإلصالح والتطوير بصفة عامة. فاملواطنة ««Citizenship قيمة من القيم التي كانت وال تزال موضع اهتمام معظم الفالسفة والعلماء واملدربني على اختالف العصور ملا يالحظونه من نقص في معارف الناشئة والشباب حول مسئوليات املواطنة واغترابهم عن املجتمع ومؤسساته وعدم الوعي بعملياته فضال عن تدني البرامج الدراسية التي تهتم بتعليم احلقوق والواجبات واملسئوليات املدنية في املدارس واملجتمع لذا فمفهوم املواطنة يشير إلى التزامات متبادلة من جانب األشخاص واملجتمع فالطالب اليتيم يحصل على بعض احلقوق نتيجة انتمائه للمجتمع وفى نفس الوقت عليه أن يؤدى بعض الواجبات فهذا يوضح مدى االرتباط بني احلقوق والواجبات وعليه فان الطالب األيتام كنسق فرعى في املجتمع عليه واجبات وله أيضا حقوق وان من ابرز سمات املواطنة أن يكون املواطن مشاركا في األعمال املجتمعية والتي من أبرزها األعمال التطوعية لكل إسهام يخدم الوطن ويترتب عليه مصالح دينية أو دنيوية كالتصدي للشبهات وتقوية أواصر املجتمع وتقدمي النصيحة للمواطنني واملسئولني يجسد املعنى احلقيقي للمواطنة ومن هنا يتضح أن هناك اتفاق عام بني املختصني على أن حتقيق املواطنة الصاحلة ميثل الهدف الرئيسي للنظام التربوي في كل الدول كما أن األنشطة املدرسية تعد من أهم األساليب الفنية املستخدمة في دعم قيم املواطنة للطالب اليتيم تلك التي ميارسها الطالب خارج قاعات الدرس ومن خالل جلان األنشطة املنبثقة من احتادات الطالب واجلماعات املدرسية وأيضا تعمل األنشطة املدرسية على إشباع ميول ورغبات الطالب وتشجيعهم على القراءة واملطالعة وحتسني لغتهم وأسلوبهم وتساعد ممارسة تلك األنشطة على النمو العقلي للطالب من خالل زيادة بصيرتهم وتدريبهم على التفكير املنطقي السليم وتنمية القدرة على املناقشة واإلقناع والتخفيف من حدة التوترات الداخلية وتدعيم العالقات االجتماعية جلعلهم مواطنني صاحلني. فاملواطن الصالح هو املنتمي إلى مجتمعه ويظهر ذلك في سلوكه واجتاهاته نحو األحداث العامة وعالقته مع أفراد مجتمعه حيث أصبحت غاية اجلماعة إيجاد املواطن االجتماعي القادر على التفكير والعمل واإلنتاج واملشاركة في العالقات االجتماعية واملساهمة في بناء املجتمع وتقدمه ويتم ذلك عن طريق تفاعله مع اجلماعات واكتسابه الصفات االجتماعية التي تؤهله للعيش برخاء في مجتمعه. ونظرا للبعد القيمي الكامن في املواطنة تتضح مسئولية املدرسة في تنمية قيم املواطنة متمثلة في األنشطة املدرسية لتنمية وعي الطالب األيتام باألدوار املستقبلية ملسئولياتهم املجتمعية مبا يعني معايشة الفرد وتفاعله مع صورة رمزية مأمولة ملجتمعه في عالم املستقبل كما أن الشعور باملواطنة واالنتماء إلى جانب أنه القاعدة األساسية في دعم النظام الدميقراطي فهو املدخل احلقيقي لضمان توحد اإلدارة املجتمعية في صناعة حضارتها وأنه الشعور الذي يتجاوز معنى الهوية إلى سلوك املواطن لبناء مجتمع املستقبل وينبغي أن ننظر إلى قيم املواطنة باعتبارها أسمى القيم السياسية التي تتطلع إليها وذلك ألنها تنطوي ضمنيا على معاني الكفاية الفردية كما تنطوي في ذات الوقت على الشعور باملسئولية االجتماعية فإذا كانت الكفاية الفردية ترتبط مبنزلة الفرد ومكانته في النسيج املجتمعي وبأنه مساهم نشط في حتقيق أهداف التنمية فإن املسئولية االجتماعية ترتبط مبدى استجابة اإلدارة الفردية للعمل وفق الصورة الرمزية الكامنة في ضمير

84 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية املجتمع حول مستقبل الوطن في عالم الغد. ومما ال شك فيه أن ترسيخ قيم املواطنة في نفوس الطالب األيتام يؤدي إلى رفع قدراتهم التمكينية وجتاوز مرحلة القيم املادية إلى ما يعرف بالقيم الغير مادية وهي القيم التي تركز على اجلانب اإلمنائي والثقافي في املجتمع وذلك عن طريق عدة محاور للشعور باملواطنة وهي تنمية قيم املواطنة في نفوس هؤالء الطالب وتنمية املسئولية االجتماعية والسياسية لديهم. ومهنة اخلدمة االجتماعية لها أغراضها وأهدافها املجتمعية الواضحة وهى االرتقاء بحياة اإلنسان وحتسني ظروف معيشته ومساعدته على حل مشكالته فاخلدمة االجتماعية لها دور بالغ األهمية في إعداد أبناء املجتمع والتخطيط لبرامجهم وتنفيذ تلك البرامج مبا يتناسب مع ظروف املجتمع وأهدافه وإمكانياته وإذا كان للخدمة االجتماعية بصفة عامة دور هام مع األيتام حيث تقدم العديد من خدمات الرعاية الوقائية والعالجية والتنموية لهؤالء األيتام داخل املؤسسات التعليمية فان املمارسة العامة للخدمة االجتماعية يقع عليها العبء األكبر في هذا الدور كإحدى االجتاهات احلديثة في مهنة اخلدمة االجتماعية حيث تستهدف مساعدة الفرد كنسق فرعي على األداء االجتماعي السليم لوظائفه االجتماعية من خالل العمل على تدعيم قدراته وطاقاته حتى يصل إلى املستوى االيجابي املطلوب من فاعلية الذات. ومن هنا كان من الضروري تصميم برامج تدخل مهني لتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام ملا يعانون من عدة مشكالت اجتماعية تتمثل في ضعف العالقات االجتماعية والعزلة واالنطواء وعدم االعتماد على الذات, والتي تؤثر بالسلب على قيامهم مبسئولياتهم االجتماعية وواجباتهم نحو أوطانهم وعزوفهم عن املشاركة االجتماعية وبالتالي عدم حصولهم على حقوقهم ونظرا لنجاح البرامج اخلاصة باملمارسة العامة للخدمة االجتماعية في املجاالت املختلفة ومن ثم ميكن االستناد إلى مدخل املمارسة العامة للخدمة االجتماعية في تنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام مما دفع الباحث إلى اختبار العالقة بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«ثانيا : أهمية الدراسة:- - 1 قد تساعد هذه الدراسة في توجيه األنظار ملزيد من االهتمام باألنشطة ودورها الهام في إشباع احتياجات الطالب األيتام. - 2 التحوالت العاملية واحمللية وما تفرضه من قيم واجتاهات جديدة وغير مالئمة للمجتمع مما يجعل االهتمام بتنمية قيم املواطنة الصاحلة التي تتفق وقيم مجتمعنا وغرسها في الطالب األيتام من خالل إجراء املزيد من الدراسات والبحوث في هذا املجال أمرا ضروريا. ثالثا : مفاهيم الدراسة تستند هذه الدراسة على املفاهيم اآلتية: أ - األيتام: اليتيم orphan هو الشخص الذي فقد أباه أو كليهما قبل أن يبلغ احللم, أي قبل البلوغ. وقد أوصى اإلسالم برعاية اليتيم. كفالة اليتيم من األعمال الطيبة التي تقدسها الشرائع السماوية وتقدرها املجتمعات في مختلف األزمان. وأولى اإلسالم اليتيم أشد االهتمام وعظم مكافأة اإلحسان له. فيما يلي نقدم سردا ألهم النصوص د. حمدي عبد الله عبد العال عبد الله القرآنية واألحاديث النبوية الشريفة التي حتث على اإلحسان إلى اليتيم. واليتيم هو الصغير الفاقد أحد أبويه أو كليهما وميكن القول بأن األيتام هم كل من ال تسمح لهم ظروفهم العائلية أن ينشؤوا بني أحضان أسرهم نشأة طبيعية وذلك نتيجة إلهمال الوالدين أو وفاة أحدهما أو كالهما أو الستغاللهما لألطفال استغالال غير مشروع أو إلدمان املخدرات واالجتار فيها أو يكون احلرمان نتيجة سقوط الوالية األبوية عن األبناء. اليتيم في القرآن الكرمي»و ي س أ ل ون ك ع ن ال ي ت ام ى ق ل إ ص ال ح ل ه م خ ي ر و إ ن ت خ ال ط وه م ف إ خ و ان ك م و الل ه ي ع ل م امل ف س د م ن امل ص ل ح»»و أ ن ت ق وم وا ل ل ي ت ام ى ب ال ق س ط و م ا ت ف ع ل وا م ن خ ي ر ف إ ن الل ه ك ان ب ه ع ل يم»ل ي س ال ب ر أ ن ت و ل وا و ج وه ك م ق ب ل امل ش ر ق و امل غ ر ب و ل ك ن ال ب ر م ن آم ن ب الل ه و ال ي و م اآلخ ر و امل الئ ك ة و ال ك ت اب و الن ب ي ني و آت ى امل ال ع ل ى ح ب ه ذ و ي ال ق ر ب ى و ال ي ت ام ى و امل س اك ني ي س أ ل ون ك م إذ ا ي ن ف ق ون ق ل م آ أ ن ف ق ت م م ن خ ي ر ف ل ل و ال د ي ن و األ ق ر ب ني و ال ي ت ام ى و امل س اك ني و اب ن الس ب يل و م ا ت ف ع ل وا م ن خ ي ر ف إ ن الل ه ب ه ع ل يم»»و اع ب د وا الل ه و ال ت ش ر ك وا ب ه ش ي ئا و ب ال و ال د ي ن إ ح س انا و ب ذ ي ال ق ر ب ى و ال ي ت ام ى و امل س اك ني»»ك ال ب ل ال ت ك ر م ون ال ي ت يم»»ف أ م ا ال ي ت يم ف ال ت ق ه ر»»و ي ط ع م ون الط ع ام ع ل ى ح ب ه م س ك ينا و ي ت يما و أ س يرا * إ من ا ن ط ع م ك م ل و ج ه الل ه ال ن ر يد م نك م ج ز آء و ال ش ك ور» اليتيم في السنة النبوية الشريفة عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما رواه البخاري قال احلافظ ابن حجر في شرح احلديث: قال ابن بطال: حق على من سمع هذا احلديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في اجلنة وال منزلة في اآلخرة أفضل من ذلك ثم قال احلافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بني درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بني السبابة والوسطى. وقال احلافظ أيضا : قال شيخنا في شرح الترمذي: لعل احلكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول اجلنة أو شبهت منزلته في اجلنة بالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم أو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم لكون النبي صلى الله عليه وسلم شأنه أن يبعث إلى قوم ال يعقلون أمر دينهم فيكون كافال لهم ومعلما ومرشدا وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من ال يعقل أمر دينه بل وال دنياه ويرشده ويعلمه ويحسن أدبه فظهرت مناسبة ذلك. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الساعي على األرملة واملسكني كاملجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي ال يفتر وكالصائم ال يفطر رواه البخاري ومسلم. عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتني في اجلنة رواه مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم :من ضم يتيما بني مسلمني في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له اجلنة ] رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد عن أبي الدرداء قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه قال: أحتب أن يلني قلبك وتدرك حاجتك ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك رواه الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من وضع يده على رأس يتيم رحمة كتب الله له بكل شعرة مدت على يده حسنة رواه اإلمام أحمد

85 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية عن أبي هريرة قال»أن رجال شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له:إن أردت تليني قلبك فأطعم املسكني وامسح رأس اليتيم. رواه أحمد عن مالك بن احلارث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من ضم يتيما بني أبوين مسلمني إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له -اجلنة- ألبتة ومن أعتق أمرءا مسلما كان فكاكه من النار يجزي بكل عضو منه عضوا من النار«. رواه أحمد عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:»من مسح رأس يتيم لم ميسحه إال لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في اجلنة كهاتني وفر ق بني أصبعيه السبابة والوسطى«. عن أبي سعيد اخلدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا املال خضرة حلوة ونعم صاحب املسلم هو ملن أعطى منه اليتيم واملسكني وابن السبيل رواه أحمد عن ابن ع ب اس أ ن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال :»م ن ق ب ض ي ت يما م ن ب ني امل س ل مني إلى ط ع ام ه و ش ر اب ه أ د خ ل ه الله اجل ن ة الب ت ة إال أ ن ي ع م ل ذ ن با ال ي غ ف ر له«. رواه الترمذي قال علي بن أبي طالب أعينوا الضعيف واملظلوم والغارمني وفي سبيل الله وابن السبيل والسائلني وفي الرقاب وارحموا األرملة واليتيم كان من جملة ما أوصى به علي بن أبي طالب : «بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب... الله الله في األيتام فال تعفو أفواههم وال يضيعن بحضرتكم«هذا ويقصد الباحث بالطالب األيتام إجرائيا في هذه الدراسة :- أن يكون الطالب اليتيم محروم من الرعاية األسرية بسبب وفاة الوالدين أو أحدهما. أن يكون الطالب اليتيم مقيد بأحد الصفوف الدراسية باملرحلة اإلعدادية. ال يقل عمر الطالب اليتيم عن 12 سنه وال يزيد عن 16 سنه. ب - املمارسة العامة للخدمة االجتماعية أوال : ماهية املمارسة العامة للخدمة االجتماعية مع الطالب األيتام تعد املمارسة العامة للخدمة االجتماعية من االجتاهات احلديثة واملتقدمة علي مستوي العالم حيث يهدف هذا االجتاه إلي تزويد الدارسني والباحثني في اخلدمة االجتماعية مبجموعة من املهارات واملعارف والقيم التي تهدف إلي التعامل مع املشكالت االجتماعية املعاصرة مبنظور شمولي يتضمن كافة أنساق العمالء بدءا من مستوى الوحدات الصغرى Micro Level والتي تشمل الفرد الطالب اليتم واألسرة ثم مستوي الوحدات الوسطي Mezzo Level والتي تشملجماعة الطالب األيتام وانتهاء بالوحدات الكبرى Macro Level والتي تشمالملدارس اإلعدادية. حيث أشار كل من»شيفر والندور«Shefor And Londor إلى أن اخلدمة االجتماعية متضمنة في طبيعتها األساسية املمارسة العامة ألن بؤرة اهتمامها الواسعة في السطح البيني بني الناس وبيئاتهم احمليطة بهم كما الحظا أن املمارسني املهنيني امتدت اهتماماتهم من التعرف على حاجات األفراد إلى االهتمام بالسياسات االجتماعية وأنه أصبح يوجد إقبال على إعطاء املمارسة العامة الشكل املؤسسي في ممارسة اخلدمة االجتماعية وتعليمها وبحوثها وبالتالي صار لزاما على كل جهة علمية تعمل في مجال إعداد وتخريج األخصائيني االجتماعيني بالواليات املتحدة أن تدرج املمارسة العامة ضمن املتطلبات اإلجبارية لبرامجها الدراسية إذا كانت د. حمدي عبد الله عبد العال عبد الله تتطلع إلى احلصول على االعتراف العلمي بتلك البرامج األمر الذي يؤكد أهمية املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية وضرورة األخذ بها في املمارسة التطبيقية. أما في مصر فيمكن القول أنه منذ أن نشأت أول مدارس إلعداد األخصائيني االجتماعيني في مصر باإلسكندرية والقاهرة فإن برامج إعداد األخصائيني االجتماعيني على مستوى البكالوريوس اعتمد على تخريج ممارس عام وإن كان استخدام املمارسة العامة كهوية للتخصص في مجاالت اخلدمة االجتماعية على مستوى املاجستير والدكتوراه لم يبدأ إال مع بداية القرن احلادي والعشرين. وتنظر املمارسة العامة للخدمة االجتماعية مع األطفال األيتام باملدارس اإلعدادية على اعتبارها نسقا اجتماعيا قائما بذاته يحتوى على عدد من األنساق الفرعية وفى نفس الوقت على أساس أنه نسق فرعى من أنساق املجتمع احمللى كما ميكن اعتبار املدارس اإلعدادية مجتمع قائم بذاته له جمهوران األول هو اجلمهور الداخلي مجتمع داخلي وهم الطالب الطالب األيتام األخصائيني االجتماعيني املعلمني إدارة املدرسة وسائر العاملني بها وجمهور خارجي هم أعضاء املجتمع احمللى. ثانيا: مبررات استخدام منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية في تنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية أن التعامل مع الطالب األيتام يتطلب بالضرورة ممارس له اجتاهات واسعة مع مفهوم متعدد اجلوانب واملهارات بحيث يكون قادرا على التعامل مع أي عدد من األنساق وألن املمارسة العامة تقدم منظورا بواسطته يرى األخصائي االجتماعي موقف املمارسة بوجه عام حيث تستند على نظرية النسق االيكولوجي في التركيز على التفاعل بني األنساق أي تفاعل الشخص الطالب اليتيم - مع البيئة التي يعيش فيها مما يوفر له معرفة واسعة وأساسا مهاريا متنوعا بحيث يصبح املمارس قادرا على اختيار األسلوب املالئم خلدمة نسق العميل. مع تعدد حاجات ومشكالت اإلنسان بصفة عامة والطالب األيتام بصفة خاصة وتداخها فإن التعامل مع تلك احلاجات وكل املشكالت يستدعى اختيار العديد من مداخل ومناذج املساعدة املؤثرة واملالئمة تبعا لطبيعة املوقف حيث ال يوجد مدخل واحد للمساعدة يستطيع مواجهة املشكالت بفعالية ومن هنا تظهر أهمية اجتاه املمارسة العامة ألنه ييسر إمكانية التعامل مع املشاكل كوحدة واحدة مهما تعددت أسبابها حيث يؤكد على التعامل مع كافة األنساق الطالب اليتيم األسرة املدرسة املجتمع الذي يعيش فيه هذا باإلضافة إلى أنه يزودنا بأساس نظري انتقائي يسمح باستخدام النظريات وخطوات التدخل املهني لتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية. إن املمارسة العامة تبنى على منوذج تضامنى يركز على التبادلية مع نسق العميل الطالب اليتيم - وفريق العمل واملهنيني اآلخرين كما أنه يؤكد على جوانب القوة في نسق العميل وأساليب ذلك النسق في العمل من خالل عملية حل املشكلة مع التأكيد على قيمة أنساق العمالء وكرامتهم وقدرتهم حلل مشكالتهم مع جعل نسق العميل يعتمد على نفسه ويتضامن املمارس العام في حل مشكالته بل إنه يؤكد على ربط الكل نسق العميل نسق محدث التغيير نسق الهدف ونسق الفعل في العمل معا لتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية. ثالثا : أهداف املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية لتحقيق املساندة االجتماعية للطالب األيتام: - 1 منح القوة للطالب األيتام سواء بشكل فردي لكي يتمكنوا من حل مشكالتهم الشخصية واالستفادة من قدراتهم بفاعلية أكثر ومنح القوة دفع للقوى لدى األنساق االجتماعية واكتشاف وإيجاد املوارد والفرص لتعزيز األداء االجتماعي إليجاد حلول ملشكالتهم ومحاولة إلشباع حاجاتهم

86 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية - 2 تدعيم وضع اجتماعي بديل فيما يتعلق بسياسة تنمية اجتماعية واقتصادية للحد من مشكالت الطالب األيتام. - 3 تأييد تكامل املهنة في كل جوانب ممارستها وتؤكد على هذا قيم وأخالقيات املهنة. - 4 إقامة روابط بني الطالب األيتام واملوارد املجتمعية لتعزيز األداء االجتماعي وحتسني نوعية احلياة. - 5 إقامة شبكات متضامنة داخل نسق املوارد املؤسسية واملتصلة بالنظم االجتماعية فاملوارد اإلنسانية يشتمل على برامج اخلدمات االجتماعية التي تقدم من خالل املؤسسات مبا تشمله من نظم اقتصادية واجتماعية وسياسية وصحيحة وتعليمية وغيرها لتعزيز رفاهية الطالب األيتام. - 6 تسهيل استجابة أنساق املوارد املؤسسية ملقابلة االحتياجات الصحية واإلنسانية كنسق للطالب األيتام. - 7 حتقيق العدالة االجتماعية واملساواة بني جميع الناس حتى يتم مشاركتهم الكاملة في أمور مجتمعهم لتحقيق الرفاهية لهم وملجتمعهم. - 8 اإلسهام في تنمية األساس املعرفي ملهنة اخلدمة االجتماعية من خالل البحث والتقومي فاألخصائيون االجتماعيون يستخدمون نتائج البحث لتعزيز األداء االجتماعي وإحداث التغيير االجتماعي املطلوب. - 9 استخدام استراتيجيات تعليمية للعالج والوقاية من املشكالت حيث التعليم حافزا للتغيير وأسسا للتعميم على جهود حل املشكالت في املستقبل األخذ بوجهة نظر عاملية للقضايا اإلنسانية واحللول للمشكالت ورغم أن املشكالت تختلف من مجتمع ألخر من حيث نوعها ومداها وحجمها إال أن هناك تشابه في مشكالت عديدة عاملية والتي تتطلب حلوال عاملية. رابعا : خطوات التدخل املهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية لتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام: - 1 مرحلة االرتباط االرتباط هو فترة االستهالل التي ي هيئ فيها املمارس العام نفسه للمشاركة القائمة ويبدأ في بناء االتصال والعالقة املهنية مع الطالب األيتام الذين تنصب عليهم املشكلة وخالل مرحلة االرتباط يؤدي املمارس العام املهام اآلتية : أ - انغماس نفسه في املوقف. ب - بناء اتصال مع الطالب األيتام كأفراد وجماعات وشبكات املساعدة الطبيعة ومجتمع املؤسسة ومجتمع اجليرة واملجتمع احمللي وقد يصل إلى آخر متصل أنساق العميل. ج - يبدأ بتحديد أدوات العمل مع أنساق العميل الطالب األيتام. د - إيجاد بناء استهاللي للعمل. - 2 مرحلة التقدير يتم التقدير للمشكلة على متصل أنساق العميل من وحدات صغري ومتوسطة وكبري وقد تصل لألكبر والتقدير هو مرحلة هامة في املمارسة العامة وهو عملية جمع وحتليل البيانات البارزة امللحوظة وتركيبها في شكل معلومات ويشتمل التقدير على حتديد القضايا وجمع وتقدير البيانات. كما أن التقدير هو التفاضل والتفريد والتعيني الدقيق والتقومي للمشكالت لتقدمي أساس واضح لتدخل مهني مميز وبكلمات أخرى يشير التقدير إلي جمع املعلومات وثيقة الصلة عن املشكلة وبالتالي ميكن اتخاذ د. حمدي عبد الله عبد العال عبد الله القرارات عن كيفية حلها واملمارس العام موجه لالختيار بني مدي متسع من البدائل واملهارات عن مواجهة مشكلة قضية ولدية أساس متني ملداخل التدخل املهني والعالجي على جمع مستويات انساق العميل. وفي التقدير يتطلب أن يقوم األخصائي االجتماعي املمارس العام مبا يلي: أ - جمع البيانات وحتليلها. ب - صياغة التقدير. ج - حتديد أولويات املشكلة. د - حتديد مصادر القوة. ه - التعاقد. - 3 وضع خطة العمل و التعاقد خطة العمل هي حلقة الوصل بني عمليات التقدير من جانب اإلجراء األول في التغيرات ومن جانب آخر فهي التي حتول التقدير إلي أهداف محددة وإجراءات تنفيذية ذات نتائج متوقعة سلفا. وخطة العمل تتضمن ثالث جوانب رئيسية هي :- أ - األهداف األساسية Goals واألهداف الفرعية Objectives يبدأ وضع اخلطة بتحديد الهدف أو األهداف التي سوف تسعي هذه اخلطة لتحقيقها وحتيد الهدف عملية يشترك فيها كل من األخصائي والعميل وتكون درجة اشتراك العميل بالطبع متوقفة على درجة نضجه وعلى األخصائي أن يتيح له الفرص ملزيد من االشتراك كلما وجد فيه مزيدا من النضج وحتديد األهداف يتطلب قيام األخصائي والعميل مبراجعة وفحص كل احللول املمكنة ملشكلة ومعاونتها ثم اختيار أكثرها فعلية ملواجهة املوقف في ضوء اإلمكانيات والظروف القائمة. ب- وحدات العمل : واملقصود بهم أنساق العمالء الطالب األيتام الذين سوف يكونوا محال للتغيير والذين قد يكونوا نسقا واحدا أو أكثر من األنساق التالية فردا أسرة جماعة مؤسسة أو منظمة مجتمع محلي مشكلة عامة أو مجتمع وفي حالة اجتاه جهود التغيير ألكثر في نسق وهو املوقف األكثر حدوثا في الواقع فإن كل هدف فرعي يكون موجها نحو نسق معني كما تكون لكل نسق خطة فرعية تنصب عليه. ج- االستراتيجية: تعني األسلوب العام الذي سوف يستخدم األخصائي في تدخله املهني إلحداث التغيرات املطلوب والالزم لتحقيق األهداف املوضوعية مع مالحظة أنه إذا كانت االستراتيجيات تشمل األهداف واألساليب العريضة الواسعة فإن التكنيكات تشمل خطط العمل اليومية أو األسبوعية أو القصيرة املدى عموما. د- التعاقد: تعتبر عملية تخطيط التعاقد مبثابة اجلسر الذي يرتبط بني التقدير والتدخل املهني وحتقيق أهداف التغير فبعد حتديد املشكلة بني األخصائي االجتماعي ونسق العميل الطالب اليتيم فإنهما يبدأن في التخطيط لالحتياجات التي يجب إشباعها ومن الذي يشبعها ومتى يتم إشباعها وإذا اختار األخصائي االجتماعي ونسق العميل أن يعمال في أكثر من مشكلة في ذات الوقت فمن الضروري أن يكون هناك فهم تام للمشكلة التي يجب البدء بها وأسباب اختيارها وصياغة خطة التعاقد وفيها يتم صياغة املهام التي يجب أن يقوم بها كل من األخصائي االجتماعي ونسق العميل من أجل حتقيق أهداف التدخل املهني. - 4 تنفيذ التدخل املهني بعد مرحلة وضع اخلطة يبدأ املمارس العام مبساعدة كافة األنساق املشاركة في تنفيذ املسئوليات اخلاصة بهم على أسس خطة متفق عليها وتنظيم استخدام برنامج التدخل املهني وأنشطته ويعمل علي تعزيز فاعلية

87 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية األنساق الني تزود الناس باخلدمات واملوارد وزيادة فاعلية سياسة املدرسة التي يعمل بها واملشاركة بفاعلية في أنشطة لتحسني خدماتهم مبا يسهم في حتقيق عملية املساعدة. وعادة ما تدور األنشطة التي ميارسها املمارس العام حول تعديل عالقات أعطاء ماعون نفسية تنمية مواعيد توفير مساعدة اقتصادية تعديل سلوك املعاونة في فهم وأداء األدوار االجتماعية. - 5 التقييم التقييم قياس أو تقدير إلي أي مدي حقق التدخل أو املشروع أو البرنامج أغراضه,أهدافه وما هي بالتحديد أسباب جناح أو فشل التدخل أو البرنامج واإلجابة على هذين السؤالني تستخدم إلعادة حتديد بدائل أساليب التدخل وبدائل البرنامج أو إعادة حتديد األهداف واألغراض نفسها فالتقييم يهتم بتقدير البرنامج بعد استكماله لكي يتخذ قرار بشأنه في املستقبل فهو يرتكز على نتائج البرنامج - 6 اإلنهاء تعتبر خطوة اإلنهاء قبل األخيرة في عملية تنمية سمات املواطنة لدي الطالب األيتام في إطار املمارسة العامة للخدمة ويعتمد تنفيذ خطوة اإلنهاء على إجراءات تعاونية بني املمارس العام ونسق العميل الطالب األيتام كما يعتمد على مهارة األخصائي االجتماعي مع مشاركة أمينة مع نسق العميل في إطار من الواقع واألمل ومفهوم اإلنهاء ببساطة هو وضع نهاية لالتصال أو للعالقة بني املمارس العام ونسق العميل أو نسق الهدف فهو الوقت أو الزمن أو العملية التي تستخدم في إنهاء االتصال. - 7 املتابعة هي عملية مبوجبها تستطيع احلصول على معلومات تفيد في التعرف على مستوى أداء الطالب األيتام فيما يتعلق بأهداف التدخل املهني بعد انتهاء خطة التدخل املهني وهي تتضمن التعرف على كيفية سلوك العميل بعد انتهاء العالقة املهنية الرسمية بينه وبني املمارس العام. ج - مفهوم املواطنة املواطنة في اللغة العربية منسوبة إلى الوطن وهو املنزل الذي يقيم فيه اإلنسان واجلمع أوطان ويقال وطن باملكان وأوطن به أي أقام وأوطنه اتخذه وطنا وأوطن فالن ارض كذا أي اتخذها محال ومسكنا يقيم فيه وفي اللغة االجنليزية تأتي املواطنة ترجمة ملصطلحCitizenship ويقصد به غرس السلوك االجتماعي املرغوب حسب قيم املجتمع من اجل إيجاد املواطن الصالح Good Citizen وبالرجوع إلى املوسوعة العربية العاملية 1996 ت عرف املواطنة بأنها»اصطالح يشير إلى االنتماء إلى أمة أو وطن«واملواطنة هي صفه املواطن الذي يتمتع باحلقوق ويلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه إلى الوطن. وتعرف دائرة املعارف البريطانية Ency- clopedia Britannica املواطنة كما وردت عندالكواري 2001 بأنها«عالقة بني فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة ومبا تتضمنه تلك العالقة من حقوق وواجبات في تلك الدولة«. وفى قاموس علم االجتماع مت تعريفها على إنها مكانه أو عالقة اجتماعية تقوم بني فرد طبيعي ومجتمع سياسي دوله ومن خالل هذه العالقة يقدم الطرف األول الوالء ويتولى الطرف الثاني احلماية وتتحدد هذه العالقة بني الفرد والدولة عن طريق القانون. د. حمدي عبد الله عبد العال عبد الله وينظر إليها من منظور نفسي بأنها الشعور باالنتماء والوالء للوطن وللقيادة السياسية التي هي مصدر اإلشباع للحاجات األساسية وحماية الذات من األخطار املصيرية. ويقصد الباحث بسمات املواطنة الصاحلة: هي تلك العناصر واملكونات األساسية التي ينبغي أن تكتمل حتى تتحقق سمات املواطنة الصاحلة لدى الطالب األيتام. وللمواطنة عناصر ومكونات أساسية ينبغي أن تكتمل حتى تتحقق سمات املواطنة الصاحلة وهذه املكونات هي: - 1 االنتماء: إن من لوازم املواطنة االنتماء للوطن دار اإلسالم فاالنتماء في اللغة يعنى الزيادة ويقال انتمى فالن إلى فالن إذا ارتفع إليه في النسب وفى االصطالح هو االنتساب احلقيقي للدين والوطن فكرا جتسده اجلوارح عمال. ويعرف االنتماء في اللغة االجنليزية باللفظBelonging وهو مشتق من الفعل belong ينمى أي يتمتع بالصفات الجتماعيه الضرورية لالندماج في اجلماعة. ويعرف االنتماء جتاه الفرد بأنه توحد مع اجلماعات واعتباره جزء منها ومقبوال فيها وله فيها مكانه آمنه. واالنتماء هو شعور داخلي لدى الفرد ذو صبغه اجتماعية نفسية يدفع الفرد إلى االرتباط باملجتمع بلغته وثقافته ونظمه ومؤسساته املختلفة والى اإلحساس بأن الفرد جزء من هذا املجتمع عليه االلتزام مبعاييره ونصرته والدفاع عنه واملساهمة في حل مشكالته. وكذلك يعرف بأنه ارتباط باملكان وجدانيا وإنسانيا واجتماعيا والعمل على تطويره والدفاع عنه وااللتحام به مبعنى إذا أحب اإلنسان نسبيا ارتبط به والتحم به واشتبك معه ودافع عنه. ويقصد الباحث باالنتماء إجرائيا : أ- حاجه الطالب اليتيم إلى االرتباط باآلخرين والتوحد معهم. ب- ارتباط الطالب اليتيم بوطنه الذي يعيش فيه. - 2 حقوق وواجبات املواطنة: إن مفهوم املواطنة يتضمن حقوقا يتمتع بها جميع املواطنني وهى في نفس الوقت واجبات على الدولة واملجتمع منها تختلف الدول عن بعضها في الواجبات املترتبة على املواطن باختالف الفلسفة التي تقوم عليها الدولة فبعض الدول ترى أن املشاركة السياسية في االنتخابات واجب وطني والبعض اآلخر ال يرى املشاركة السياسية كواجب وطني. * ويقصد الباحث بحقوق وواجبات املواطنة إجرائيا وهى : - حق الطالب اليتيم في التعليم والرعاية الصحية واخلدمات األساسية. واجب الطالب اليتيم احملافظة على املرافق العامة واملمتلكات واملساهمة في تنمية املجتمع واحترام النظام اخلاص باملؤسسة. - 3 املشاركة املجتمعية: إن من أبرز سمات املواطنة أن يكون املواطن مشاركا في األعمال املجتمعية والتي من أبرزها األعمال التطوعية فكل إسهام يخدم الوطن ويترتب عليه مصالح دينيه أو دنيوية كالتصدي للشبهات وتقوية أواصر املجتمع وتقدمي النصيحة للمواطنني وللمسئولني يجسد املعنى احلقيقي للمواطنة. ويشير معجم العلوم االجتماعية إلى املشاركة على إنها اإلسهام أو التعاون في أي درجة من وجوه النشاط. كما تعرف املشاركة املجتمعية بأنها عملية املشاركة االيجابية في تنفيذ البرامج واملشروعات التي يشعر املواطنون أنها تشبع حاجات حقيقية لهم وتعود عليهم بالنفع وعلى مجتمعهم باخلير والتي تظهر في حال إحساس املواطنني بإهمال اإلدارة في إشباع حاجاته وفى حالة قصور املوارد احلكومية املالية عن الوفاء لبعض حاجاتهم الذي يحفزه للتعاون مع احلكومة لتلبية هذه احلاجات. كما تعرف املشاركة بأنها النشاط الذي يقوم به املشاركون أو املجتمعون في عمليه واحده وهى حقيقة الوضع املتعلق باهتمامات كبرى

88 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية وتعرف املشاركة بأنها تفاعل الفرد عقليا وانفعاليا في موقف اجلماعة تشجعه على املساهمة في حتقيق أهداف اجلماعة واملشاركة في حتمل املسئولية وقد تكون املشاركة رسمي Formalأو غير رسميه. Informal ويقصد الباحث باملشاركة املجتمعية إجرائيا. - 1 تشجيع الطالب اليتيم على املشاركة في املشاريع التطوعية. - 2 أن يشارك الطالب اليتيم في ممارسة األنشطة واملهارات التطوعية. أ - دراسات سابقة مرتبطة باأليتام رابعا: الدراسات السابقة - 1 دراسة جمال شحاتة حبيب 1995 عن املشكالت النفسية واالجتماعية التي يتعرض لها أطفال املؤسسات اإليوائية أتضح أن هناك العديد من املشكالت النفسية لديهم تتمثل في اخلجل واخلوف والكذب والتبول الالرادى والكسل واخلمول وأن أهم مشكالتهم االجتماعية هي عدم املشاركة والتفاعل مع اآلخرين وعدم القدرة على تكوين عالقات اجتماعيه ايجابية واالنسحاب من احلياة االجتماعية وضعف االنتماء للمؤسسة. - 2 دراسة عرفات زيدان 1995 التي أكدت على أن األيتام املودعني باملؤسسات اإليوائية يعانون من مشاعر العزلة واالنطواء والقلق والعدوانية والنظرة التشاؤمية للحياة واخلجل وضعف العالقات االجتماعية. - 3 دراسة رمضان أبو الفتوح 2004 التي أثبتت أن هناك حاجات اجتماعيه لأليتام احلاجة إلى التقدير االجتماعي احلاجة إلى تكوين عالقات اجتماعية- احلاجة إلى املشاركة في احلياة االجتماعية واثبت أن هناك عالقة ايجابية بني استخدام األخصائي االجتماعي لتكنيكات التفاعل اجلماعي وإشباع تلك احلاجات االجتماعية لأليتام. - 4 دراسة جونسون وجرو ز 1994 Grose Johnson and عن الرعاية املؤسسية لأليتام احملرومني من أسرهم في رومانيا أشارت إلى أن األطفال املودعني مبؤسسات الرعاية االجتماعية يعانون من بعض املشكالت منها ضعف التحصيل الدراسي والسلوك العدواني واالنطواء والسرقة كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن اجلهود املهنية التي تبذل مع هؤالء األطفال لزيادة توافقهم داخل املؤسسات تساهم في احلد من هذه املشكالت. ب - دراسات سابقة مرتبطة بتنمية سمات املواطنة - 1 دراسة باتريكيا Patrikia عام 1996 والتي توصلت إلى أهمية التعليم في عملية التنمية االجتماعية التي ميكن من خاللها غرس بعض القيم املتعلقة باملواطنة في نفوس الطالب. - 2 دراسة جيفري Jeffery W عام 1997 والتي توصلت إلى أهمية التعليم في االرتقاء بقدرات ومهارات الفرد مبا في ذلك القيم التي تتضمن مفهوم املواطنة وتعديل سلوكياته بحيث تتناسب مع النظام الدميقراطي السائد. - 3 دراسة هيج Hugh عام 2001 ولقد أكدت على أهمية املنظمات في املجتمع الناشئ في تعليم قيم وحقوق املواطنة. - 4 دراسة هاني عبد الستار عام 2004 والتي أوضحت أن للتعليم دورا محوريا ال ميكن جتاهله في بناء املواطن وغرس فضائل وقيم املواطنة فيه من خالل األنشطة االجتماعية والثقافية والرياضية والفنية. - 5 دراسة سامية بارح عام 2006 عن التدخل املهني لطريقة تنظيم املجتمع لتنمية قيم املواطنة عند الشباب ومن ضمن توجب شكلها نحدث قيم املواطنة في نفوس املواطنني. د. حمدي عبد الله عبد العال عبد الله - 6 دراسة حسني حسن طاحون عام 1990 عن تنمية املسئولية االجتماعية وقد توصلت إلى أن اإلنسان السوي لديه شعور باملسئولية االجتماعية نابعة من اهتمام حقيقي مبصالح اآلخرين وأنه مصدر قوة وليس عبء على املجتمع الذي يعيش فيه. - 7 دراسة سيد أحمد عثمان عام 1976 وقد توصلت إلى أن املسئولية االجتماعية تتكون من ثالث عناصر هي االهتمام الفهم املشاركة. - 8 دراسة سعيد محمود طه عام 1987 عن تنمية املسئولية لدى التالميذ وقد توصلت إلى أن املسئولية االجتماعية هي تبعات لالنتماء االجتماعي. - 9 دراسة رأفت محمد جالل عام 1995 عن منوذج مقترح لتنمية املسئولية االجتماعية لدى املواطنني في مواجهة التطرف الديني وأكدت صالبة هذا النموذج دراسة سيجناتيلى بار بارا 1997 Levick Segnatelli,Barbara والتي اهتمت بتعليم املواطنة من خالل املشاركة االجتماعية بني األجيال ودور منهج التربية الوطنية باملدارس الثانوية في التأثير على الطالب دراسة شعلة شكيب 2002 التي أكدت على دور األسرة في تعزيز املواطنة الصاحلة لدى أبنائها حيث حددتها في االنتماء للوطن املشاركة املجتمعية من خالل غرس حب العمل التطوعي دراسة أحمد عبد الفتاح 2004 االجتاهات العامة للشباب نحو املواطنة ثم ناقشت الدراسة املفاهيم املرتبطة باملواطنة كالدميقراطية واملشاركة والعدالة االجتماعية وحقوق اإلنسان وأوضحت الدراسة عالقة اخلدمة االجتماعية باملواطنة حيث أشارت إلى بعض اإلسهامات التي ميكن أن تسهم بها مهنة اخلدمة االجتماعية لتعزيز قيم املواطنة وتنميتها. ج - دراسات سابقة مرتبط بدور اخلدمة االجتماعية في تنمية سمات املواطنة - 1 دراسة سامية بارح 2006 وهدفت إلي التعرف على تأثير طريقة تنظيم املجتمع في تنمية قيم املواطنة لدى الشباب من خالل اقتراح برنامج للتدخل املهني اعتمد على مجموعة من األهداف واالستراتيجيات والتكنيكات واملهارات وادوار مهنية للمنظم االجتماعي وأثبتت الدراسة أن هناك عالقة ذات داللة إحصائية بني التدخل املهني لطريقة تنظيم املجتمع وتنمية قيم املواطنة عند الشباب. - 2 دراسة أماني صالح أحمد زرزورة 2006 والتي توصلت إلى تصميم برنامج في خدمة اجلماعة لتنمية خصائص املواطنة الصاحلة لدى الطالب املشاركني في النادي الصيفي من خالل تنمية الشعور باالنتماء املسئولية االجتماعية الشعور باحملافظة على امللكية العامة والتحقق من مدى فاعلية البرنامج املقترح في خدمة اجلماعة في تنمية خصائص املواطنة الصاحلة لدى الطالب. - 3 دراسة صفاء منير حجازى 2007 التي هدفت إلى التعرف على دور منظمات حقوق اإلنسان في دعم حقوق املواطنة ودعم واجبات املواطنة وحتديد املعوقات التي تواجه منظمات حقوق اإلنسان في دعم حقوق وواجبات املواطنة. - 4 دراسة عماد حمدى داوود 2007 التي تناولت الدور الذي ميكن أن تقوم به مناهج اخلدمة االجتماعية مبا حتتويه من مقررات دراسية وأنشطة طالبية وتدريب ميداني في اكتساب طالبها قيم وعادات وتقاليد املجتمع وتعلمهم مبادئ الوالء واالنتماء فاملساواة والعدالة واحترام الرأي اآلخر في جو تسوده قيم الدميقراطية وحقوق اإلنسان حتى يكونوا مواطنني صاحلني يهموا في بناء مجتمعهم وتوصلت الدراسة إلى وجود قصور في دور مناهج تعليم اخلدمة االجتماعية في تنمية ثقافة املواطنة لدى طالبها

89 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية - 5 دراسة محمود محمد صادق 2001 والتي هدفت إلي اختبار أثر البرنامج اإلرشادي للوالدين وتخفيف مظاهر السلوك العدواني لدى األطفال وكذلك تخفيف مظاهر سلوك التمرد وحتسني العالقات االجتماعية املضطربة لديهم. - 6 دراسة على السيد خضر 2001 والتي هدفت إلى وضع برنامج إرشادي علمي مخطط لتنمية مفهوم الذات لدى طالبات املدرسة اإلعدادية املهنية وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن البرنامج اإلرشادي املستخدم كان له اثر على تنمية مفهوم الذات لدى طالبات املدرسة اإلعدادية املهنية. خامسا : أهداف الدراسة تسعى الدراسة احلالية إلى حتقيق هدف رئيسي مغزاه»اختبار العالقة بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«وينبثق عن هذا الهدف مجموعة من األهداف الفرعية املتمثلة فيما يلي: - 1 اختبار العالقة بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية واستيعاب الطالب األيتام ملفهوم املواطنة باملدارس اإلعدادية«- 2 اختبار العالقة بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وتنمية االنتماء لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«- 3 اختبار العالقة بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وزيادة الوعي بحقوق وواجبات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«- 4 اختبار العالقة بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وزيادة املشاركة واملسئولية االجتماعية لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«سادسا : اإلجراءات املنهجية أ - فروض الدراسة تسعى الدراسة الراهنة إلى اختبار صحة فرض رئيسي مؤداه «توجد عالقة ايجابية ذات داللة إحصائية بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«وينبثق من هذا الفرض مجموعة من الفروض الفرعية وهي : - 1 توجد عالقة ايجابية ذات داللة إحصائية بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية واستيعاب الطالب األيتام ملفهوم املواطنة باملدارس اإلعدادية«- 2 توجد عالقة ايجابية ذات داللة إحصائية بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وتنمية االنتماء لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«- 3 توجد عالقة ايجابية ذات داللة إحصائية بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وزيادة الوعي بحقوق وواجبات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«د. حمدي عبد الله عبد العال عبد الله - 4 توجد عالقة ايجابية ذات داللة إحصائية بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وزيادة املشاركة واملسئولية االجتماعية لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«ب - نوع الدراسة تنتمي هذه الدراسة إلي منط دراسات تقدير عائد التدخل املهني في اخلدمة االجتماعية وذلك باستخدام التصميم شبه التجريبي الذي يهتم بدراسة العالقة بني متغيرين احدهم متغير مستقل وهو «استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية «واألخر متغير تابع وهو «تنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية». ج - منهج الدراسة اعتمدت هذه الدراسة على املنهج شبه التجريبي وذلك باستخدام املجموعة التجريبية الواحدة. د - أدوات الدراسة اعتمد الباحث في الدراسة احلالية على األدوات العلمية التالية : - 1 مقياس سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية إعداد الباحث - 2 استمارة املستوى االجتماعي االقتصادي إعداد عبد العزيز السيد - 3 برنامج التدخل املهني إعداد الباحث ه - مجاالت الدراسة - 1 املجال البشري : متثل املجال البشري في عينة عشوائية مكونة من 30 طالبا وطالبة من الطالب األيتام طبق عليها برنامج التدخل املهني باستخدام املمارسة العامة للخدمة االجتماعية. - 2 املجال املكاني : مت أجراء هذه الدراسة في مدرسة احلجيرات اإلعدادية بإدارة قنا التعليمية على عينة من الطالب األيتام باملدرسة حيث حتتوي هذه املدرسة على 100 طالب من األيتام. - 3 املجال الزمني : مت إجراء الدراسة في الفترة من 1/9/2010 وحتى 1/1/2011. سابعا برنامج التدخل املهني لتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام أ - األساس النظري لبرنامج التدخل املهني لقد مت وضع األساس النظري لبرنامج التدخل املهني لتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية من خالل اإلطار النظري للدراسة نتائج الدراسات السابقة نظرية األنساق االيكولوجية ومدخل تعديل السلوك. ب - أهداف برنامج التدخل املهني برنامج التدخل املهني يهدف إلي حتقيق هدف رئيسي وهو تنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«وينبثق من هذا الهدف الرئيسي أهداف فرعية كاآلتي :

90 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية 1 -استيعاب الطالب األيتام ملفهوم املواطنة باملدارس اإلعدادية. - 2 االنتماء لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«- 3 زيادة الوعي بحقوق وواجبات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«- 4 زيادة املشاركة واملسئولية االجتماعية لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية«ج - أنساق العمل نسق محدث التغيير: ويقصد به املمارس العام الذي يقوم بتنفيذ برنامج التدخل املهني وهو الباحث. نسق العميل : الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية نسق الفعل : وهو فريق العمل الذي يقوم بالتعاون مع الباحث بتنفيذ أنشطة برنامج التدخل املهني وهم األخصائيني االجتماعيني والنفسيني واملعلمني ومشرفي النشاط وإدارة املدرسة. نسق الهدف : ويقصد بهم الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية واملدرسة. د - االستراتيجيات والتكنيكات في برنامج التدخل املهني إستراتيجية بناء وتنمية القدرات املؤسسة : والهدف كما يرى الباحث من هذه اإلستراتيجية حتسني اخلدمات باملدرسة وأحداث تغيرات لصالح الطالب األيتام. إستراتيجية اإلقناع : ويرى الباحث أنها تستخدم من أجل إقناع إدارة بضرورة وأهمية مشاركة الطالب األيتام في األنشطة املدرسية وكذلك إقناع الطالب األيتام بأهمية األنشطة وهي حق لهم والبد من االستفادة بها. إستراتيجية املدافعة : من وجهة نظر الباحث تستخدم هذه اإلستراتيجية للدفاع عن حقوق الطالب األيتام من اجل تنمية سمات املواطنة لديهم. إستراتيجية إحداث التغيير : وتتضمن تنمية العالقات واملشاركة واستثمار إمكانية السنة. إستراتيجية إعادة البناء املعرفي : ويستهدف الباحث إلي تنمية وبناء معارف جديدة للطالب األيتام حول طبيعة العالقات بينهم وتوعيتهم مبشكالتهم ومدهم باملعلومات حول كيفية التفكير املنتظم. ه أدوات برنامج التدخل املهني املقابالت الفردية واجلماعية - الندوات - معسكرات اخلدمة العامة - املناقشة اجلماعية - حفالت ترفيهية - ورش عمل - الرحالت ي دور املمارس العام في التدخل املهني كجامع ومحلل بيانات - كتربوي - كمخطط للخدمات - كمنسق- كمعالج - كمدافع - كمقدم تسهيالت - كوسيط - كمقوم. و مراحل التدخل املهني لتنمية سمات املواطنة لدي الطالب األيتام باملدارس االعدادية مرحلة االرتباط: هي بداية العمل مع الطالب األيتام داخل املدرسة حيث يتم في هذه املرحلة عقد اجتماعات ومقابالت فردية وجماعية وفي هذه املرحلة يتم حتديد أدوات الدراسة وهنا يستخدم املمارس العام دوره كجامع للبيانات. مرحلة التقدير: ففي هذه املرحلة يتم حتديد املشكلة وصياغتها وحتديد نقاط القوة والضعف وكذلك حتديد األولويات في التعامل مع الطالب األيتام باملدرسة ويتم التقدير على أساس فردي لكل طالب يتيم وجماعي على مستوى جماعة األيتام وهنا يستخدم املمارس العام دورة كممكن وكتربوي. د. حمدي عبد الله عبد العال عبد الله مرحلة وضع خطة العمل والتعاقد: هذه املرحلة تتضمن حلقة الوصل بني التقدير واإلجراء الهادف للتغيير من جانب فيتضمن هنا حتديد األهداف واألنساق وكذلك حترير التعاقد مع الطالب األيتام مرحلة تنفيذ التدخل املهني: وتعني تنفيذ وحتقيق األهداف التي مت وصفها في املرحلة السابقة والتي مت وضعها في صورة مهام يؤديها كل من املمارس العام والطالب األيتام وتشمل مجموعة من اخلطوات : حتديد األولويات. تعيني الغايات واألهداف. معرفة مصادر القوى. إجراء التنفيذ. ويستخدم املمارس العام أدوار عديدة وتكنيكات على حسب محتوى البرنامج من مقابلة اجتماع ندوة حفلة رحلة زيارة. مرحلة تقييم العمل: معرفة مدى ما حققه التدخل ومعرفة التغيرات التي حدثت للطالب األيتام ويستخدم املمارس دورة كمقوم. مرحلة اإلنهاء في التدخل املهني: في هذه املرحلة تكون عملية أحداث التغيير قد انتهت وتكون األهداف قد حتققت ويكون هذا اإلنهاء ممهد له مع الطالب األيتام وفريق العمل. مرحلة املتابعة: هذه املرحلة تكون مباشرة بعد كل مرحلة من مراحل التدخل وأيضا ستكون بتطبيق األدوات بعد إنهاء مرحلة التدخل املهني وحتديد ما إذا كانت سمات املواطنة حتققت بعد فترة من برنامج التدخل املهني. جدول رقم 1 يوضح برنامج التدخل املهني لتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس االعدادية النشاط اجتماعات استقبال وتعارف واإلنهاء مقابالت مع مجلس اإلدارة مناقشات جماعية مقابالت مع املسئولني اإلستراتيجية املستخدمة إعادة البناء املعرفي بناء وتنمية القدرات املؤسسية اإلقناع املدافعة املساعدة التفاوض التأثير بناء وتنمية القدرات املؤسسية التفاوض الضغط التكنيك التوضيح والتفسير التوجيه واإلرشاد التدعيم التشجيع استثمار املوارد العمل املشترك التهديد والترغيب املناقشة اجلماعية كسب الثقة والتأييد تعديل سلوك التنسيق كسب الثقة والتأييد التهديد والترغيب املواجهة األدوار كجامع بيانات كتربوي كمحرك كمخطط كوضع سياسة كوسيط كمدافع كوسيط كمفاوض كمخطط كمفاوض كمرشد كمنسق

91 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية د. حمدي عبد الله عبد العال عبد الله النشاط اإلستراتيجية املستخدمة التكنيك األدوار جدول رقم 3 يوضح وصف عينة الدراسة من حيث السن م أ ب ج السن اقل من 13 ك 8 النسبة 26.7 كا من سنة من 14 سنة فأكثر املجموع مقابالت جماعية مع األعضاء ندوات رحالت حفالت ورش عمل للتعبير عن مقترحاتهم التدعيم السلبي واإليجابي اإلقناع املشاركة في األنشطة إعادة البناء املعرفي إحداث التغيير املساعدة إحداث التغيير املشاركة في األنشطة املساعدة التعاطف املشاركة في األنشطة التفاوض املساعدة املدافعة التعلم العامل املشترك العمل املشترك التعلم التوضيح والتفسير التوجيه واإلرشاد تنمية العالقات التعاون املالحظة استثمار إمكانيات البيئة العمل املشترك االتصال املباشر كسب الثقة والتأييد جلسات االستماع كمنسق كمخطط كجامع ومحلل بيانات كمرشد كمستشار كتربوي كوسيط كممكن كمنسق كتربوي كمنسق كمفاوض كمرشد كمساعد يتضح من اجلدول رقم 2 والذي يوضح وصف عينة الدراسة من حيث السن جاءت النتائج كما يلي : تشير النتائج إلي أن أغلبية املبحوثني يقعون في الفئة العمرية من 15 سنة فأكثر بنسبة مئوية 40 من املبحوثني ثم يلي ذلك الفئة العمرية من سنة بنسبة مئوية 33.3 وقد يرجع ذلك إلي أن املشاركني من الطالب األيتام في أنشطة برنامج التدخل املهني من الصف الثاني والثالث اإلعدادي مما يدل بان لديهم معرفة بالنشاط وأهميته في حتقيق وإشباع هوايتهم. كما جاءت قيمة كا 2 احملسوبة اعلي من قيمتها اجلدولية مما يعني وجود داللة عند مستوى معنوي 0.01 وان هناك اتساق بني إجابات املبحوثني كما تشير النتائج إلى أن نسبة قليلة من املرحلة العمرية من اقل من 13 سنة حيث بلغت نسبتها 26.7 تشارك في أنشطة برنامج التدخل املهني ويرجع ذلك لقلة خبرتهم وعدم معرفتهم بأنواع األنشطة التي متارس داخل املدرسة. م أ ب ج جدول رقم 4 يوضح وصف عينة الدراسة من حيث الصف الدراسي الصف الدراسي األولي الثانية الثالثة ك 9 النسبة 30 كا ثامنا : عرض وحتليل جداول ونتائج الدراسة أ - عرض وحتليل اجلداول والنتائج املرتبطة بخصائص مجتمع الدراسة جدول رقم 2 يوضح وصف عينة الدراسة من حيث النوع كا 2 النسبة ك النوع م ذكر أ أنثي ب املجموع يتضح من اجلدول رقم 1 أن نسبة الذكور من الطالب األيتام باملدرسة أعلى من نسبة اإلناث حيث بلغت نسبة الذكور بينما بلغت نسبة اإلناث 26.7 كما جاءت قيمة كا 2 دالة معنويا ويرجع ذلك لوجود املدرسة التي أجريت بها الدراسة مبنطقة ريفية بالصعيد مما يدل على إن عزوف األيتام اإلناث عن التعليم يرجع إلى العادات والتقاليد والقيم السائدة في الصعيد وعدم وجود مؤسسات لرعاية األيتام بتلك املناطق املجموع يتضح من اجلدول رقم 3 والذي يوضح وصف عينة الدراسة من حيث الصف الدراسي جاءت النتائج كما يلي: أن غالبية الطالب األيتام املشاركني في برنامج التدخل املهني الذي قام به الباحث من الصف الثالث حيث يحتل املرتبة األولي بنسبة مئوية 36.7 بينما يحتل الصف الثاني املرتبة الثانية بنسبة مئوية 33.3 ويحتل املرتبة األخيرة الصف األولى بنسبة مئوية 30 كما جاءت قيمة كا 2 احملسوبة اعلي من قيمتها اجلدولية مما يعني وجود داللة عند مستوى معنوي 0.01 وان هناك اتساق بني إجابات املبحوثني. ويرجع ذلك إلى أن طالب الصف الثالث والثاني قد تكون لديهم اجتاهات ايجابية نحو املشاركة في أنشطة برنامج التدخل املهني داخل املدرسة على عكس طالب الصف األول حديثي العهد بالنشاط. بعرض وحتليل اجلداول والنتائج املرتبطة بالتحقق من صحة الفرض الرئيسي للدراسة وفروضها الفرعية وأهدافها

92 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية د. حمدي عبد الله عبد العال عبد الله جدول رقم 7 يوضح الفروق املعنوية في القياس القبلي والبعدى ملؤشر ممارسة الطالب األيتام حلقوق ووجبات املواطنة Sig الوسط االنحراف األبعاد االختبار احلسابي املعياري قيمة p.value df T الداللة البعد ق دال 0.01 األول ب يتضح من اجلدول رقم 6 انه توجد فروق معنوية ذات داللة إحصائية بني القياس القبلي والبعدى ملؤشر ممارسة الطالب األيتام حلقوق ووجبات املواطنة وذلك لصالح القياس البعدي عند مستوي معنوية 0.01 هذا وقد يرجع ذلك إلى برنامج التدخل املهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية والذي قام به الباحث حيث ركز البرنامج على إتاحة الفرصة للطالب األيتام للمشاركة بحرية في األنشطة املدرسية الطالبية املختلفة واملتمثلة في احتاد الطالب والبرملان املدرسي ومعسكرات اخلدمة العامة ومناقشة وإتاحة الفرص لهم إلبداء اآلراء وطرح األسئلة على املعلمني واألخصائيني االجتماعية وإدارة املدرسة بخصوص املشكالت التي تواجه الطالب داخل املدرسة وتكون لدي رؤية مستقبلية في االستفادة من جتارب اآلخرين وبذلك يتمكن الطالب األيتام من القيام بواجباتهم ومسئوليتهم باملدرسة مما ينمى لديهم سمات املواطنة. جدول رقم 8 يوضح الفروق املعنوية في القياس القبلي والبعدى ملؤشر زيادة وعي الطالب األيتام باملشاركة واملسئولية االجتماعية األبعاد البعد األول االختبار ق ب الوسط احلسابي االنحراف املعياري Sig p.value df 29 قيمة T الداللة دال جدول رقم 5 يوضح الفروق املعنوية في القياس القبلي والبعدى ملؤشر استيعاب الطالب األيتام ملفهوم املواطنة األبعاد البعد األول االختبار ق ب الوسط احلسابي االنحراف املعياري يتضح من اجلدول رقم 7 انه توجد فروق معنوية ذات داللة إحصائية بني القياس القبلي والبعدى ملؤشر زيادة وعي الطالب األيتام باملشاركة واملسئولية االجتماعية وذلك لصالح القياس البعدي عند مستوي معنوية 0.01 هذا وقد يرجع ذلك إلى برنامج التدخل املهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية والذي قام به الباحث حيث ركز البرنامج على زيادة وعي الطالب األيتام باملشاركة واملسئولية االجتماعية من خالل أدوات املمارسة املهنية التي استخدمها الباحث مثل الندوات واحملاضرات واملقابالت واملناقشات اجلماعية والتي ساعدت الطالب األيتام على املشاركة الفعالة في املجتمع املدرسي وحتمل املسئولية االجتماعية نحو املدرسة واملجتمع ومما سبق يتضح أن برنامج التدخل املهني باستخدام املمارسة العامة للخدمة االجتماعية ساعد بدرجة كبيرة في تنمية املسئولية االجتماعية لدى الطالب األيتام من خالل إكساب الطالب مهارات التعاون واملشاركة االيجابية واملشاركة في اتخاذ القرارات اخلاصة بالنشاط والتعبير عن الرأي بحرية وتنمية الروح الرياضية والقدرة على القيادة والتبعية واالعتماد على النفس وتقبل اآلخرين وتنمية القدرة على التعامل مع املواقف الصعبة. Sig p.value df 29 قيمة T الداللة دال يتضح من اجلدول رقم 4 انه توجد فروق معنوية ذات داللة إحصائية بني القياس القبلي والبعدى ملؤشر استيعاب الطالب األيتام ملفهوم املواطنة وذلك لصالح القياس البعدي عند مستوي معنوية 0.01 هذا وقد يرجع ذلك إلى برنامج التدخل املهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية والذي قام به الباحث حيث ركز البرنامج على املعارف واملعلومات املرتبطة مبفهوم املواطنة مبا تشمله من حقوق وواجبات وحتمل املسئولية من خالل مجموعة من األدوات مثل احملاضرات واملناقشات اجلماعية ومن خالل مشاركة الطالب األيتام في األنشطة املدرسية املختلفة حيث أكدت بعض الدراسات ممارسة األنشطة املدرسية تساعد الطالب على اكتساب املعارف املرتبطة مبفهوم املواطنة والتي جتعلهم قادرين على تفهم عالقة اإلنسان مبجتمعه من حيث ممارسة احلقوق وأداء الوجبات وفهمهم للمواقف احلياتية التي تواجههم داخل املجتمع وذل من خالل تنمية روح املبادرة لدى الطالب األيتام وأيضا تنمية االنتماء للمدرسة وبالتالي للمجتمع وبناء التفكير السليم لديهم واحلصول على املكانة املناسبة داخل اجلماعة واملجتمع. جدول رقم 6 يوضح الفروق املعنوية في القياس القبلي والبعدى ملؤشر تنمية االنتماء للطالب األيتام األبعاد االختبار الوسط احلسابي االنحراف املعياري Sig p.value df قيمة T الداللة البعد ق دال األول ب يتضح من اجلدول رقم 5 انه توجد فروق معنوية ذات داللة إحصائية بني القياس القبلي والبعدى ملؤشر تنمية االنتماء للطالب األيتام وذلك لصالح القياس البعدي عند مستوي معنوية 0.01 هذا وقد يرجع ذلك إلى برنامج التدخل املهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية والذي قام به الباحث حيث ركز البرنامج على مشاركة الطالب األيتام في األنشطة اخلاصة باحملافظة على نظافة املدرسة وجتميلها واملساهمة في حل املشكالت التي تواجه الطالب مثل معسكرات اخلدمة العامة وورش العمل وجلسات البرملان املدرسي وبذلك يتضح أن برنامج التدخل املهني من منظور املمارسة العامة ساهم بدرجة كبيرة في تنمية االنتماء لدى الطالب األيتام مثل احملافظة على نظام داخل املدرسة والتعاون في نظافة املدرسة من خالل املشاركة الفعالة في األنشطة املدرسية وهذا ما أكدته الدراسات السابقة بان املدرسة وأنشطتها الطالبية لها دور محوري في تكوين السلوكيات االيجابية لدى الطالب وبعضهم ومع مجتمعهم وبالتالي تنمية االنتماء لديهم

93 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية جدول رقم 9 يوضح الفروق املعنوية في القياس القبلي والبعدى على مقياس سمات املواطنة لدى الطالب األيتام ككل Sig الوسط االنحراف الداللة قيمة df T األبعاد االختبار p.value احلسابي املعياري البعد ق دال األول ب يتضح من اجلدول رقم 8 انه توجد فروق معنوية ذات داللة إحصائية بني القياس القبلي والبعدى للتدخل املهني لتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية وذلك لصالح القياس البعدي عند مستوي معنوية 0.01 هذا وقد يرجع ذلك إلى برنامج التدخل املهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية والذي قام به الباحث حيث ركز البرنامج على تنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام من خالل مساعدتهم على استيعاب مفهوم املواطنة وتنمية االنتماء لديهم وزيادة وعي الطالب األيتام بحقوق ووجبات املواطنة وزيادة املشاركة واملسئولية االجتماعية وذلك باستخدام أدوات املمارسة املهنية للممارسة العامة مثل الندوات واحملاضرات ومعسكرات اخلدمة العامة واملقابالت واملناقشات اجلماعية واألنشطة املدرسية املختلفة والتي ساعدت في تنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام وهذا ما أكدته بعض الدراسات والتي توصلت إلي ضرورة وضع برامج للتدخل املهني التي تتصل بتنمية سمات املواطنة لدى الطالب بصفة عامة واأليتام بصفة خاصة وهذا ما يؤكد صحة الفرض الرئيسي توجد عالقة ايجابية ذات داللة إحصائية بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وتنمية سمات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية أوال: نتائج مرتبطة بالبيانات األولية نتائج العامة للدراسة - 1 بينت الدراسة أن معظم املبحوثني املمارسني لألنشطة برنامج التدخل املهني الذي قام به الباحث داخل املدرسة هم من الطالب األيتام الذكور ويرجع ذلك إلى العادات والتقاليد والقيم السائدة في الصعيد حيث أن ممارسة أنشطة التدخل في بعض األحيان تتطلب التأخر بعد اليوم الدراسي. - 2 أظهرت الدراسة أن أغلبية املبحوثني يقعون في الفئة العمرية من 15 سنة فأكثر و الفئة العمرية من سنة وقد يرجع ذلك إلي أن املشاركني من الطالب األيتام في أنشطة برنامج التدخل املهني من الصف الثاني والثالث اإلعدادي مما يدل بان لديهم معرفة بالنشاط وأهميته في حتقيق وإشباع هوايتهم. - 3 أكدت الدراسة أن غالبية الطالب األيتام املشاركني في برنامج التدخل املهني من الصف الثالث ويرجع ذلك إلى أن طالب الصف الثالث والثاني قد تكون لديهم اجتاهات ايجابية نحو املشاركة في أنشطة برنامج التدخل املهني داخل املدرسة على عكس طالب الصف األول حديثي العهد بالنشاط. ثانيا : النتائج املرتبطة بالتحقق من صحة الفرض الرئيسي للدراسة وفروضها الفرعية وأهدافها: - 1 أوضحت نتائج الدراسة أن برنامج التدخل املهني باستخدام املمارسة العامة للخدمة االجتماعية ميكن أن يسهم في استيعاب مفهوم املواطنة لدى الطالب األيتام من خالل تنمية روح املبادرة لدى الطالب األيتام وأيضا د. حمدي عبد الله عبد العال عبد الله تنمية االنتماء للمدرسة وبالتالي للمجتمع وبناء التفكير السليم لدى الطالب واحلصول على املكانة املناسبة داخل اجلماعة و املجتمع ومعرفة حقوق الطالب داخل املدرسة واملجتمع وبالتالي صحة الفرض األول للدارسة القائل بأنه توجد عالقة ايجابية ذات داللة إحصائية بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية واستيعاب الطالب األيتام ملفهوم املواطنة باملدارس اإلعدادية. - 2 بينت نتائج الدراسة أن برنامج التدخل املهني باستخدام املمارسة العامة للخدمة االجتماعية ميكن أن يسهم في تنمية االنتماء لدى الطالب األيتام كحد مؤشرات املواطنة من خالل حث الطالب األيتام على احملافظة على النظام داخل املدرسة والتعاون في نظافة املدرسة واملشاركة الفعالة في األنشطة املدرسية وهذا ما أكدته الدراسات السابقة بان املدرسة وأنشطتها الطالبية لها دور محوري في تكوين السلوكيات االيجابية لدى الطالب وبعضهم ومع مجتمعهم مما يؤدي إلى تنمية االنتماء لديهم. وبالتالي صحة الفرض الثاني للدارسة القائل بأنه توجد عالقة ايجابية ذات داللة إحصائية بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وتنمية االنتماء لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية - 3 أوضحت نتائج الدراسة أن برنامج التدخل املهني باستخدام املمارسة العامة للخدمة االجتماعية ميكن أن يسهم وزيادة الوعي بحقوق وواجبات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية من خالل تكون رؤية مستقبلية لدى الطالب في االستفادة من جتارب اآلخرين و إتاحة الفرصة لهم إلشباع هواياتهم بحرية كما جتعل الطالب ممثال عن املدرسة في املسابقات املختلفة وإتاحة الفرصة لإلبداع من خالل ممارسة الهواية وتوفر إمكانياتها كما تشعر الطالب باألمن واألمان داخل املجتمع واحترام قيادات املدرسة واملجتمع بدافع احلب وليس اخلوف وأداء واجبات املواطنة من خالل املساعدة على احترام اآلخرين وإقامة العالقة الطيبة معهم والعمل بجدية لتحقيق النجاح واحملافظة على املمتلكات العامة زيادة مستوى التحصيل الدراسي لدى الطالب وحب البحث والتعليم الذاتي وااللتزام باملوروث الثقافي وبالتالي صحة الفرض الثالث للدارسة القائل بأنه توجد عالقة ايجابية ذات داللة إحصائية بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وزيادة الوعي بحقوق وواجبات املواطنة لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية - 4 أظهرت نتائج الدراسة أن برنامج التدخل املهني باستخدام املمارسة العامة للخدمة االجتماعية ميكن أن تسهم في زيادة املشاركة واملسئولية االجتماعية لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية من خالل إكساب الطالب مهارات التعاون واملشاركة االيجابية واملشاركة في اتخاذ القرارات اخلاصة بالنشاط والتعبير عن الرأي بحرية تنمية الروح الرياضية القدرة على القيادة والتبعية واالعتماد على النفس وتقبل اآلخرين وتنمية القدرة على التعامل مع املواقف الصعبة وبالتالي صحة الفرض الثالث للدارسة القائل بأنه توجد عالقة ايجابية ذات داللة إحصائية بني استخدام برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وزيادة املشاركة واملسئولية االجتماعية لدى الطالب األيتام باملدارس اإلعدادية. املراجع أ- القرآن الكرمي ب- السنة النبوية ج- املراجع العربية إبراهيم بيومي مرعى مالك أحمد : اخلدمات االجتماعية ورعاية األسرة والطفولة املكتب اجلامعي

94 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية احلديث اإلسكندرية ابن منظور: لسان العرب لبنان دار صاد املجلد اخلامس ط احمد زكى بدوى : معجم مصطلحات العلوم االجتماعية بيروت مكتبة لبنان احمد عبد الفتاح ناجى : تصورات شباب اجلامعة حول حقوق وواجبات املواطنة بحث منشور في املؤمتر العلمي اخلامس عشر جامعة القاهرة أحمد محمد السنهوري : موسوعة منهج املمارسة العامة املتقدمة للخدمة االجتماعية وحتديات القرن الواحد والعشرين امليالدي اجلزء الثالث الطبقة السادسة دار النهضة العربية القاهرة أسماء أبو بكر عبد القادر يوسف محمد عبد احلميد : اخلدمة االجتماعية في املجال املدرسي ديجيتال للكمبيوتر الفيوم أماني صالح أحمد زرزورة: برنامج مقترح في خدمة اجلماعة لتنمية خصائص املواطنة الصاحلة لدى الطالب املشاركني في النادي الصيفي رسالة ماجستير غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان.2006 جابر عوض سيد أبو احلسن عبد املوجود : اخلدمة االجتماعية املدرسية املدخل املشاركة اجلودة املكتب اجلامعي احلديث اإلسكندرية جمال شحاتة حبيب :املمارسة العامة منظور حديث في اخلدمة االجتماعية املكتب اجلامعي احلديث اإلسكندرية.2009 جمال شحاتة حبيب : املخاطر النفسية واالجتماعية التي يتعرض لها أطفال املؤسسات اإليوائية ودور اخلدمة االجتماعية فى مواجهتها بحث منشور في املؤمتر السنوي الثالث كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان.1995 جمال شحاتة حبيب وآخرون: اخلدمة االجتماعية في مجال رعاية الشباب واملجال املدرسي من منظور املمارسة العامة مركز نشر وتوزيع الكتاب اجلامعي جامعة حلوان حسني حسن سليمان وآخرون : املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية مع الفرد واألسرة املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر القاهرة 2004 ص 24. حسني حسن طاحون : تنمية املسئولية االجتماعية رسالة دكتوراه غير منشورة كلية التربية جامعة عني شمس القاهرة حميدة عبد العزيز إبراهيم: أزمة اإلبقاء وأبعادها التربوية بحث منشور بكلية التربية جامعة اإلسكندرية.1990 خليل معوض : سيكولوجية النمو دار الفكر اجلامعي اإلسكندرية رأفت محمد جالل : نحو منوذج لتنمية املسئولية االجتماعية لدى املواطنني في مواجهة التطرف الديني بحث منشور في املؤمتر العلمي الثامن كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان رمضان أبو الفتوح: استخدام أخصائي اجلماعة لتكنيكات التفاعل اجلماعي في إشباع احلاجات االجتماعية رسالة دكتوراه غير منشوره كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان سامية بارح فرج: التدخل املهني لطريقة تنظيم املجتمع لتنمية قيم املواطنة عند الشباب بحث منشور في املؤمتر العلمي التاسع عشر كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان سعد جالل : الطفولة واملراهقة مكتب املعارف احلديثة اإلسكندرية د. حمدي عبد الله عبد العال عبد الله سعيد محمود طه أبو السعود : التعليم األساسي وتنمية أبعاد املسئولية االجتماعية لدى التالميذ دراسة ميدانية مبحافظة الشرقية رسالة ماجستير غير منشورة كلية التربية جامعة طنطا سيد أحمد عثمان : املسئولية االجتماعية والشخصية املسلمة مكتبة األجنلو املصرية القاهرة شعلة شكيب: دور األسرة في تعزيز املواطنة ورقة عمل مقدمة في مؤمتر حول التربية للمواطنة صفاء منير مرسى على: دور منظمات حقوق اإلنسان في دعم حقوق املواطنة رسالة ماجستير غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان عبد احلميد سيد احمد منصور زكريا الشربينى : الشباب بني صراع األجيال املعاصر والهدى االسالمى املشكالت القضايا مهارات احلياة دار الفكر العربي القاهرة ط عبد املنعم يوسف السنهوري : النتائج املرجوة من برامج التنمية البشرية بحث منشور باملؤمتر العلمي السادس عشر كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان عبد الناصف يوسف شومان : فعالية خدمة الفرد اجلماعية في تنمية املسئولية االجتماعية كأحد واجبات املواطنة لدى العمالة املؤقتة بحث منشور باملؤمتر العلمي اخلامس عشر كلية اخلدمة االجتماعية بالفيوم جامعة القاهرة عثمان بن صالح العامر : اثر االنفتاح الثقافي على مفهوم املواطنة لدى الشباب السعودي الباحة عرفات زيدان خليل: ممارسة العالج الواقعي في خدمة الفرد والتخفيف من حدة املشكالت النفسية واالجتماعية لأليتام بحث منشور باملؤمتر العلمي الثامن كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان عز الدين بحر العلوم: اليتيم في القرآن والسنة دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع بيروت. على السيد خضر:برنامج إرشادي لتنمية مفهوم الذات لدى طالبات املدرسة اإلعدادية املهنية رسالة ماجستير غير منشورة كلية التربية جامعة حلوان علي خليفة الكواري: مفهوم املواطنة في الدولة الدميقراطية مجلة املستقبل العربي مركز دراسات الوحدة العربية السنة 23 العدد عماد حمدي داوود : مناهج تعليم اخلدمة االجتماعية وتنمية ثقافة املواطنة لدى الطالب بحث منشور في املؤمتر العلمي العشرون للخدمة االجتماعية كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان فتوح املجادى: املواطنة والتربية البيئية مركز البحوث التربوية الكويت فهد إبراهيم احلبيب : تربية املواطنة االجتاهات املعاصرة في تربية املواطنة اللقاء الثالث عشر لقادة العمل التربوي الباحة كارل م. إيفنس : تشكيل املستقبليات التعليم من أجل الكفاية واملواطنة ترجمة : خميس بنحميده املركز العربي للتعريب والترجمة دمشق ماهر أبواملعاطى على: املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية أسس نظرية مناذج تطبيقية مكتبة زهراء الشرق القاهرة محمد سامح سعيد : تكنولوجيا التعليم القاهرة مطابع روزاليوسف محمد سعد القزاز : التربية الوالدية في مرحلة الطفولة املبكرة دار فرحة للنشر والتوزيع القاهرة محمد سيد خليل احمد حافظ : سيكولوجيه االنتماء دراسة ميزانية مبدينه برج العرب بحث منشور بكلية اآلداب جامعه عني شمس محمد عاطف غيث : قاموس علم االجتماع اإلسكندرية دار املعرفة اجلامعية

95 برنامج تدخل مهني من منظور املمارسة العامة في اخلدمة االجتماعية محمد علي اخلولي :قاموس التربية لبنان دار العلم للماليني محمد مدحت أبو بكر الصديق يس:استخدام الدراما النفسية في خدمة الفرد ومواجهة املشكالت االجتماعية والنفسية لألطفال باملؤسسات اإليوائية بحث منشور باملؤمتر العلمي الثاني عشر كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان.1999 محمود محمد صادق: اثر البرنامج اإلرشادي للوالدين في تخفيف اضطرابات النشاط الزائد لدى األطفال دراسة جتريبية في إطار خدمة الفرد السلوكية مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية والعلوم اإلنسانية كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان العدد منير البعليكى : قاموس املورد املوسوعة العربية العاملية: الرياض مؤسسة أعمال املوسوعة للنشر والتوزيع هاني عبد الستار : التربية واملواطنة دراسة حتليلية بحث منشور في مجلة مستقبل التربية العربية املجلد العاشر العدد 35 أكتوبر.2004 هالل فتحي وآخرون : تنمية املواطنة لدى طلبه املرحلة الثانوية بدوله الكويت مركز البحوث التربوية واملناهج بوزارة التربية الكويت وفاء احمد عبد الله : املشاركة الشعبية مفهومات أولية وبعض النماذج التطبيقية املعهد القومي للتخطيط املركزي التجريبي والتدريب على املشروعات اإلنتاجية العدد د- املراجع األجنبية Brenda Dubois and karla krogsrrad miley : social work an empowering profession, allgn and.bacon, boston, 1992 Hugh M. : Creating Citizenship, Youth Development For Free and Democratic Society, Precipita-.tion journal of youth studies, Vo. 14, N.13, 2001 Jeffry W. : Understanding The Value of Law Related and Civic for youth, are view of the litera-. ture, Report Prepared for The American Bar Association, April 1997 Johnson Alice, Grose Victor: The orphaned and Institutionalized Children of Romania, journal of.emotional and Behavioral Problems, VoL 2, No 2, 1994.,Longman dictionary contemporary English, typo press, 1990 Mik D., John F. : Cities For citizen, Planning and the Rise of civil society in Aglobul Age, John.Wiley, sons, N. 4, 1998 Potricia L. : Civility and Citizenship, The Roots of Community Connection, Journal of : Civility.and Citizenship, V. 27, N.3,2002 Segnatelli,Barbara Levick: learning Citizenship, Intergenerational Socialization and The Role of the High School Civics Curriculum in Adolescent Efficacy,University of Maryland,College.Park,PHD,

96 دور النظم الوطنية في حماية ورعاية حقوق األيتام إعداد: احملامي/خالد بن عبد العزيز النويصر

97 دور النظم الوطنية في حماية ورعاية حقوق األيتام إن حسن تربية وتأديب األطفال لها العائد الهام على املجتمع فاألطفال هم رجال املستقبل لذلك يجب حمايتهم حماية كاملة سواء كانت هذه احلماية اجتماعية أو نفسية أو نظامية وأن يتواكب ذلك مع احملافظة على حقوقهم التي قررها الشرع والنظام. وت عد رعاية األطفال خاصة الذين حرموا ألي سبب من األسباب من رعاية أبويهم من املجاالت اإلنسانية البالغة األهمية وذلك ألن هؤالء األطفال ال يستطيعون مبفردهم وفي ظل غياب أبويهم أو من يرعاهم رعاية أسرية طبيعة من إشباع احتياجاتهم وتوفير احلياة الكرمية والتربية والتعليم وما يتعلق بها من رعاية ضرورية لهم كأيتام في أمس احلاجة لذلك وهذا ليس مبررا حلرماتهم من الرعاية من طرف مؤسسات أخرى بل ينبغي أن يكون ذلك دافعا قويا ملوسسات املجتمع لتقدمي األفضل ملثل هذه الفئة من األطفال. هذا وقد غدا االهتمام باألطفال باعتبارهم مستقبل األمم والشعوب أمرا في غاية األهمية وي عد من أنواع التحضر والرقي فضال عن كونه مطلبا إنسانيا أساسيا وأنه يجب على الدول االهتمام باألطفال ووضح اخلطط الالزمة حلمايتهم ورعايتهم وإصدار النظم القانونية التي تنظم ذلك. وقد برزت أهمية مراعاة حقوق األيتام بعد تعقد احلياة االجتماعية تبعا لتحوالت منط احلياة وتفاقم قضايا الطفل النفسية واالجتماعية بعد أن صار محل اعتداء من أقربائه أو اآلخرين نتيجة للنظرة القاصرة لهذه الفئة مما يترتب عليه أن يتحول الطفل إلى مجرم صغير يصبح خطرا على نفسه ومجتمعه مستقبال ومن ثم يجب على الباحثني والدارسني العمل على محاصرة املشكالت التي تواجه األيتام في دور الرعاية اإلجتماعية والعمل على حلها حتى يشب هؤالء األطفال رجاال أسوياء نافعني ألنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم. لقد قررت الشريعة اإلسالمية العديد من احلقوق لليتيم وفرضت العقاب على من ينال أو يعتدي على هذه احلقوق فقد قال الله تعالى «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إمنا يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا«)( حتى ال يكون هؤالء الضعفاء عرضه الستغالل أصحاب النفوس اجلشعة ومن ال ذمم لهم مستغلني ضعفهم وقله حيلتهم وذلك حرصا من اإلسالم على حقوق األسرة كاملة ومن ثم املجتع بأسره)(ألن اليتيم أحوج ما يكون إلى العطف واإليواء. وقد حث القرآن الكرمي والسنة النبوية على كفالة األيتام ورعايتهم فعن بن عمر رضى الله عنهما قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن أحب البيوت إلى الله بيت فيه يتيمي كرم«)( كذلك فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال «إن رجال شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال: أمسح رأس اليتيم وأطعم املسكني«. وقد سبق اإلسالم جميع النظم القانونية في كفالة حقوق األيتام من الناحية النفسية واالجتماعية واملالية وأن النظم القانونية التي صدرت في حق األيتام كان مصدرها القرآن الكرمي والسنة النبويةوامتثاال لقوله تعالى «ويسألونك عن اليتامى قل إصالح لهم خير وإن تخالطوهم فأخوانكم«)( من حيث االهتمام بأمر األيتام ومن في حكمهم ووضعت العديد من احلقوق وحقا قال بعض الفقهاء بأنه «ميكننا القطع بأنه لم يوجد نظام على األرض يولي اليتيم حقه من العناية والرعاية ويحض على كفالته وينظمها ويكفل للقائمني عليها ويعطيهم من اجلزاء مثل ديننا اإلسالمي الذي جاء خامت األديان ومتمم للرساالت كيف ال وهو امل تنزل من السماء والذي جعله الله سبحانه وتعالى صاحلا لكل زمان ومكان حتى قيام الساعة»)(والسنة النبوية حيث كان املصطفى صلى الله عليه وسلم القدوة والنموذج للمعاملة الكرمية لليتيم ورعايته والعطف عليه حتى يشب إنسانا نافعا لذاتهولدينه ومجتمعه. د. خالد النويصر أوال : املقصود بالطفل اليتيم: اليتيم يعني اإلنفراد وهو من فقد أباه دون البلوغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم «ال يتم بعد حلم«وقد ذكر أبوبكر اجلزائري في تفسير «اليتامى«جمع يتيم ذكرا كان أو أنثي وهو من مات والداه وهو غير بالغ» فاليتيم هو كل طفل فقد أحد والديه أو كليهما أو ف صل عنهما لظروف ما أو هو الطفل الذي ال ي عرف له أب أو أم أو كليهما فهو مجهول الوالدين أو اللقيط أو من مات والديه أو أحدهما وكذلك االبن الشرعي وأبناء السجناء وهم من حكم على أبائهم بالسجن لسنوات طويلة. واملالحظ أن املجتمعات العربية تتزايد فيها نسبة األطفال األيتام بسبب وفاة أحد األبوين أو كليهما وأنه مع حدوث تضييق لبعض األسر لم يجد الطفل اليتيم سندا له في احلياة أو من يرعاه ويقوم عليه األمر الذي أصبح معه مصير األيتام مهددا من جميع النواحي فال عائل لهم وال مأوى وأصبحوا عرضه للتشرد وكان من نتيجة انتشار اجلهل في هذه املجتمعات أن تغيرت النظرة واملعاملة الكرمية لهذه الفئة. عوامل معاناة األيتام: لقد تعددت العوامل واألسباب التي تزيد من معاناة األيتام ومن هذه العوامل الفقر الذي انتشر بني املجتمعات اإلسالمية مما قد يؤدي إلى أن ي حرم األطفال من أبسط احلقوق التي تضمن له حياة كرميةأواحلماية مما يدفع بهم إلى العمل في سن صغيرة أو أن يضطر بعض األطفال إلى التسول أو اإلنحراف كما أنه من األسباب التي تزيد من معاناة األطفال األيتام احلرمان من التعليم واملالحظ أن املجتمعات اإلسالمية تعاني من ارتفاع نسبة األمية مقارنة بباقي الدول النامية وبذلك ي حرم الطفل احلصول على ما تؤمنه املدرسة من تعليم وتربية وفهم وإدراك وإندماج في املجتمع مما ينأى به عن اإلنحراف إلى السلوك غير القومي كما يعاني األطفال األيتام من التشرد وهي ظاهرة ناجتة عن البطالة وإنخفاض الدخل وي عد الطفل املشرد خطرا كبيرا على نفسه وعلى مجتمعه إذ أنه ي دفع إلى اجلنوح واإلجرام فضال على العنف األسري الذي يقع على األيتام وعدم وجود الرعاية املطلوبة لتشئتهم والذي يؤدى إلى االضطراب النفسي وعدم الشعور باألمان اإلجتماعي. ثانيا : حقوق األيتام في الشريعة اإلسالمية: ت عنى حقوق اليتيم املصالح الثابتة والواجبات املقررة شرعا ملن مات عنه أبوه ذكرا كان أو أنثى وهو دون البلوغ وقد حرص اإلسالم على ضمان حقوق الطفل عموما ويشمل بال شك اليتيم قبل الزواج وتكوين األسرة وقبل احلمل حيث أوصى اإلسالم باختيار الزوجة الصاحلة التي سوف تكون أما لهذا اليتيم واختيار الزوج الصالح للفتاة الصاحلة لتحمل املسؤولية وليقوم بواجبات القوامة. وتتعدد احلقوق في اإلسالم ومنها حق الوقاية واحلماية فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إال تفعلوا تكون فتنه في األرض وفساد كبيرا «)( ونظرا لكثره هذه احلقوق فسوف نسوق بعضها وهي ترتبط مبوضوع البحث. حق احلياة: جاء اإلسالم ووجد كفار اجلاهلية يقتلون بناتهم وقضى على وأد البنات الذي كان منتشرا في اجلاهلية وقضى أيضا على قتل األوالد خوفا من العيلة عمال بقوله تعالى ( وال تقتلوا أوالدكم خشية إمالق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا ( وبذلك يكون اإلسالم قد أبطل عادة اجلاهلية في قتل األوالد وقرر حق الطفل

98 دور النظم الوطنية في حماية ورعاية حقوق األيتام في احلياة بل إن هذا احلق قرره اإلسالم وإن كان طفال مجهول النسب فقد كفلت األنظمة حق الطفل وهو جنني في بطن أمه في احلياةوعدم إجهاضه بدون سبب صحي ثم أ ثبت حقه في امليراث. وتشكل مرحلة انتقال األيتام من املؤسسات اإليوائية إلى العيش واإلندماج في املجتمع مرحلة صعبه لهم حيث تواجهم مشكلة االصطدام بالواقع واملجتمع الذي لم يتعرفوا عليه إذ يواجهون هذه املرحلة لوحدهم ويفشلون في ذلك. حق النسب: لم يكن نسب الطفل إلى أبيه في اجلاهلية محددا أو محكما على النحو الذي جاء به اإلسالم فحق النسب هو حق انتساب الطفل إلى أبيه حتى ال يكون عرضه للجهالة وضمان حقوقه الناجتة عن اإلرث وحر م اإلسالم التالعب باإلنساب أو انتساب الطفل إلى غير أبيه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أدى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فاجلنة عليه حرام«. حق الرضاعة: لقد أوجب اإلسالم على األمهات إرضاع أوالدهن قال تعالى «والوالدات يرضعن أوالدهن حولني كاملني ملن أراد أن يتم الرضاعة«وقد أجمع الفقه على وجوب إرضاع الطفل ما دام في حاجة إليه وهو في سن الرضاع. حق النفقه: هذا احلق قرره اإلسالم لألبناء على اآلباء فقد قال الله تعالى «لينفق ذو سعه من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله«. حق الوالية: هذا احلق لألطفال وباألخص األيتام فهي والية احلضانة ووالية النفس ووالية املال واألولى ت عنى بالرعاية وتربية األطفال أما الثانية فاملقصود منها التأديب والتربية والتوفيق واإلرشاد بعد انتهاء فترة احلضانة في الوالية األولى أما الوالية املالية فهي تعني احملافظة على أموال الطفل اليتيم لكونه عدمي التجربة في احلياة. حق الرحمة: قررت الشريعة هذا احلق لليتيم على أساس أنه صغير لم ي رشد بعد ومن تعاليم اإلسالم الرحمة بالصغير ويتضح ذلك في حرص الدين احلنيف على الرحمة والعطف باأليتام ( وأما اليتيم فال تقهر(. حق اليتيم في استقالله إذا بلغ سن الرشد: حرصا من اإلسالم على حقوق األيتام قرر أنه إذا وصل الطفل مرحلة الرشد أ عطى استقالله في جميع شؤونه إذا ما توفر شرط البلوغ وشرط الرشد امتثاال لقوله تعالى «وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فأدفعوا إليهم أموالهم«كما ضمن اإلسالم لليتيم حق العيش بالكرامة والتحرر من عواقب استغالل ضعفه بأي شكل من األشكال فقد جاء في مجمع الفقه اإلسالمي عام 1412 ه إن اإلسالم يحظر على األبوين وغيرهما إهمال العناية باألطفال كما يحظر استغاللهم وتكليفهم باألعمال التي تؤثر على طاقاتهم اجلسدية والنفسية وكذلك يحظر اإلسالم االعتداء على األطفال في عقيدتهم أو أنفسهم أو أعراضهم أو أموالهم بالقول:«األطفال اليتامى واللقطاء واملشردين وضحايا احلروب وغيرهم ممن ليس لهم عائل لهم جميع حقوق الطفل ويقوم بها املجتمع والدولة» وبذلك يكون اإلسالم حقق السبق في ضمان حقوق األطفال ومنهم األيتام وقد استقت النظم القانونية في الغالب هذه احلقوق من الشريعة اإلسالمية. ثالثا : املواثيق الدولية وحماية األطفال: د. خالد النويصر وقد توالت االجتهادات التي حتض على حماية األطفال نظرا ألهمية هذا املوضوع وأثره على الفرد واملجتمع ومنعا من التغول على هذه احلقوق وكان أولها ما صدر عن األمم املتحدة في التصريح العاملي حلقوق الطفل الصادر في 20 نوفمبر 1959 م ثم تلتها اتفاقيات أخرى تهم جوانب األطفال مثل إعالن حق الطفل املعاق في 1969 م ثم اتفاقية الهاي بشأن الطفل املتبنى في 1993 م وانخراط الدول العربية في النظام العاملي الزمها بالتقيد مبا جاء في هذه االتفاقيات ومراعاة حقوق الطفل عامليا مع العلم بأن هذه احلقوق تتسع يوما بعد يوم. وقد انضمت اململكة العربية السعودية في فبراير 1996 م إلى االتفاقية الدولية اخلاصة بحقوق الطفل املنبثقة عن اجلمعية العامة لألمم املتحدة في 20/11/1989 م مع التحفظ على املواد التي تخالف الشريعة اإلسالمية ثم أ سندت متابعة بنود االتفاقية إلى حقوق الطفل إلى اللجنة الوطنية للطفولة والتي شكلت في عام 1979 م ثم أ عيد تشكيلها في عام 1997 ثم إعادة تشكيل أجهزتها في عام 2005 م وك لف معالي وزير التربية والتعليم برئاسة هذه اللجنة التي تقوم بالعديد من املهام منها اقتراح السياسات العامة واخلطط االستراتيجية للدولة واخلاصة برعاية األطفال وحمايتهم ومنها وضع القواعد املنظمة حلماية األطفال من اإليذاء والتعاون والتنسيق في مجال رعاية األطفال وحمايتهم مع املنظمات الدولية املتخصصة. كما انضمت اململكة إلى اتفاقية حظر أسوأ أشكال عمل األطفال واإلجراءات الفورية للقضاء عليه في 01/01/1422 ه التي أقرها مؤمتر العمل الدولي في جنيف يونيو 1999 م وبناء على ذلك صدر تعميم سمو وزير الداخلية في 08/07/1422 ه جلميع إمارات املناطق واجلهات احلكومية املعنية باتخاذ اإلجراءات الالزمة ملنع األطفال من مزاولة البيع في تقاطعات الطرق وغيرها من املهن األخرى داخل اململكة. كما أنضمت اململكة إلى عهد حقوق الطفل في اإلسالم الصادر عن منظمة املؤمتر اإلسالمي في دورته االستثنائية الثالثة املنعقدة في مكة في الفترة من 5-6/ ذى القعدة 1426 ه ومن بينها اجلوانب اخلاصة بالطفل. واجلدير بالذكر أن الرعاية املؤسسية في اململكة العربية السعودية لأليتام بدأت منذ عهد امللك عبد العزيز طيب الله ثراه إذ كانت توجد ثالث دور لرعاية األيتام ومن في حكمهم في كل من مكة واملدينة والرياض وأ حلقت تبعيتها اخلاصة امللكية وبعد تزايد هذه الدور أمر امللك سعود بعد مشاورة مفتي البالد السعودية واملشرف على دور رعاية األيتام الشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ يرحمه الله بإنشاء إدارة مستقلة تتولى اإلشراف ومتابعة أعمال الدور وسميت هذه اإلدارة «الرئاسة العامة لدور األيتام«. رابعا : على عاتق من تقع حماية حقوق الطفل. جميع احلقوق املقررة لألطفال تعطى حقوقا لألطفال والتزامات على غيرهم وقد أ نيط باألسر والدولة حماية هذه احلقوق واحلرص على أن ينعم الطفل بها في حياته وأال ي نتقص منها. فعلى األسرة حماية حق الطفل في االنتساب إليها وحمل اسمها منذ والدته وقد تضمن النظام وجوب تسجيل الطفل في األحوال املدنية على أبويه ثم األقربني بترتيب محدد أما في حال غياب األسرة واألقارب فيجب على املجتمع ممثال في املؤسسات املعنية واملختصة حتمل هذه املسؤولية وأخصها توفير املأكل واملسكن وامللبس واحملافظة على صحة األطفال وتربيتهم وتعليمهم كما فرضت الشريعة اإلسالمية والنظام حق حضانة الطفل وحتميل األسرة بواجب الرعاية واحلضانة والتربية واالنفاق والتعليم وتوفير األمن حتى يتحقق لدى الطفل نفسية سوية وقد بينت الكثير من األحاديث النبوية أصول التربية والتنشئة اإلسالمية السليمة لألطفال وكذلك التنشئة السليمة وأصولها وحتميل األبوين املسؤولية عن التقصير في واجباتهما جتاه ابنائهما مصداقا

99 دور النظم الوطنية في حماية ورعاية حقوق األيتام حلديث الرسول صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فاإلمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته واملرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها«رواه البخاري. كما أضحى دور الدول واحلكومات أكثر أهمية بعد أن أصبحت تلتزم بالعديد من االلتزامات وتضمن العديد من األمور االجتماعية لصالح الفرد والدولة وباألخص فيما يتعلق بحقوق األطفال لتكوين أطفال أسوياء ومن احلقوق التي تقع على الدول حق الطفل في التعليم وحقه في األمن ثم متويل األعمال االجتماعية مع مراعاة ما ورد النص عليه في القرآن الكرمي والسنة من ذلك قوله تعالى «فإن لم تعلموا أباءهم فإخوانكم في الدين«وقوله أيضا «وإن تخالطوهم فإخوانكم«. وتشجع حكومة خادم احلرمني الشريفني يحفظه الله على قيام األسر البديلة واحلاضنة ودعمها وتزويد مراكز التنمية الثقافية لألطفال باألدوات العلمية ملمارسة الهوايات كما أنشأت احلكومة مراكز التأهيل الشامل اخلاصة باملعوقني وتقدمي اإلعانات واملعاشات لألسر التي لديها أطفال معاقون حلني بلوغهم سن العمل. وقد تضمنت خطة التنمية اخلمسية الثامنة ه في فصلها السادس عشر برامج ت عنى برعاية األطفال األيتام من خالل أربع دور للحضانة االجتماعية وأثنتى عشرة دارا للتربية االجتماعية للذكور واإلناث ومؤسستني منوذجيتني للتربية االجتماعية وبلغ عدد املستفيدين من دور رعاية األيتام )1912( فردا عام 1423 ه كما قدمت الوزارة مجموعة من خدمات الرعاية غير املؤسسية كبرنامج األسر اخلاصة وفي إطار حتسني نوعية اخلدمات تعزيز التوجه نحو تشجيع قيام اجلمعيات األهلية. خامسا : دور النظم القانونية في حماية ورعاية األيتام: تتخد اململكة العربية السعودية كتاب الله دستورا لها وعمال باملادة العاشرة من النظام األساسي للحكم التي جاءت معبرة في احلفاظ على األسرة ورعايتها بالقول «حترص الدولة على توثيق أواصر األسرة واحلفاظ على قيمها العربية واإلسالمية ورعاية جميع أفرادها وتوفير الظروف املناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم«كما ع نيت منذ نشأتها بأمر األيتام ونهضت برعايتهم مبتابعة أوضاعهم وتلمس حاجاتهم مبا يحقق اعتمادهم على أنفسهم وذلك من خالل اإلدارة العامة لرعاية األيتام واملنوط بها وضع السياسات العامة لرعاية األطفال األيتام ومن في حكمهم وكذلك الفئات االجتماعية ذات الظروف اخلاصة والتي أ نشئت مبوجب قرار معالي وزير العمل والشؤون االجتماعية رقم في 22/06/1422 ه. وقد تضمنت النظم والقرارات االهتمام باأليتام بداية من مرحلة احلضانة وذلك باملوافقة على إنشاء دور احلضانة االجتماعية لتقدمي الرعاية لألطفال الصغار وتوفير املناخ االجتماعي والنفسي املناسب لألطفال من سن امليالد حتى متام السادسة من العمر وكذلك توفير أوجه الرعاية املناسبة داخل الدور االجتماعية سواء الصحية أو التعليمية أو النفسية أو الغذائية. وقد صدرت العديد من القرارات التي تؤكد حقوق األيتام وتقرر حقوق لهم ومنها قرار مجلس الوزراء رقم 157 وتاريخ 12/09/1401 ه والقرار رقم 105 وتاريخ 09/05/1419 ه واخلاص بصرف إعانة الزواج وكذلك قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 237 وتاريخ 23/09/1427 ه اخلاص بزيادة املخصصات املقدمة لأليتام وإعانة الزواج. ومما يؤكد حرص اململكة على حماية ورعاية حقوق األيتام توقيعها على االتفاقية الدولية اخلاصة بحماية حقوق الطفل والتي انضمت إليها اململكة باملرسوم امللكي رقم 7 في 16/04/1416 ه وبدأ نفاذها في 07/10/1416 ه وكذلك وجود نظام خاص ملعاجلة أوضاع األطفال املعاقني ورعاية األحوال الصحية لألطفال والتعليم وعدم تشغيل أو جتنيد األطفال ومن في حكمهم وضمان حماية سالمة األطفال ضد اإلخطار الناجمة عن النزاعات د. خالد النويصر السياسية والظروف االجتماعية. كما أن وزارة الشؤون االجتماعية تضع منظومة من البرامج واخلدمات الشاملة لأليتام ومنها اخلدمات املالية واملتضمنة استثمار أموال األيتام واحملافظة عليها لضمان منائها. كما أولت النظم القانونية حتديد الضوابط والشروط في األسر البديلة لرعاية األيتام وهو االقتراح الذي تبنته وزارة العمل والشؤون اإلجتماعية وحرص على اختيار األسرة املناسبة لتقدمي مثل هذه الرعاية وذلك بفرض احملافظة على الطفل اليتيم ورعايته صحيا وعلميا ودينيا وكذلك توافر الدعم املالي لألسرة البديلة لتوفير احتياجات الطفل الذي ترعاه حتى ال ميثل الطفل عبئا على األسرة إذ صدر قرار مجلس الوزراء بتاريخ 29/02/1398 ه بزيادة اإلعانة بنسبة 30% ثم صدر قرار مجلس الوزراء بتاريخ 12/09/1401 ه بزيادة اإلعانة بنسبة 92% كما شجعت الدولة على احتضان األطفال بتوفير احلوافز املادية ومنها صدر قرار مجلس الوزراء بتاريخ 13/10/1395 ه بصرف مكافأة حال انتهاء مدة رعاية الطفل وزيادة هذه املكافأة أكثر من مرة كما ت صرف مساعدات إضافية لألسرة التي تستمر في رعاية الطفل بعد بلوغه السادسة من العمر وهو منتظم في الدراسة وذلك بداية كل عام دراسي هذا التطور ساهم في زيادة هذه اإلعانات وصرف املكافآت لهو دليل على تشجيع الدولة لهذه السياسة التي تهدف إلى رعاية األيتام واالهتمام بهم. كما عملت الدولة على إشعار األيتام ومن في حكمهم من مجهولي األبوين باملواطنة وحتى يتم إدماجهم في املجتمع ليكونوا فاعلني فقد أكد تعميم وزارة الداخلية املرسل إلى وزارة العمل والشؤون االجتماعية في 20/08/1399 ه على أن املرسوم امللكي الصادر في 12/11/1379 ه قد تضمن مراعاة الشروط الواجب توافرها في اليتيم ومنها أن يكون سعوديا ممن ولد داخل اململكة العربية السعودية أو خارجها ألب سعودي أو ألم سعودية أوأب مجهول اجلنسية أو ال جنسية له أو ولد داخل اململكة ألبوين مجهولني وي عد اللقيط في اململكة العربية السعودية مولودا فيها ما لم يثبت العكس ثم صدر أمر وزارة الداخلية بتاريخ 20/08/1399 ه مبنح شهادات تسجيل سعودية لألطفال مجهولي األبوين للذكور واألناث دون سن الثامنة عشرة. وي عد من القرارات الهامة الصادرة في شأن األيتام قرار وزارة الشؤون اإلجتماعية مبد خدمة رعاية األيتام حتى سن )28( عاما بدال من )18( عاما وذلك عن طريق املؤسسة احلديثة لرعاية األيتام التابعة لوزارة الشؤون االجتماعية. وبذلك يتضح أن النظم والقرارات النظامية حتض وتشجع على كفالة األيتام كما أنها تضع العديد من القواعد حلماية األطفال اليتامى وهذا يعكس اجتاه اململكة في هذا اجلانب وحرصها على حماية حقوق األيتام

100 أ. داليا عبد الله محمد وزان التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة )بيت الطفل( إعداد الباحثة: داليا عبد الله محمد وزان إن املالبس تختلف تبعا الختالف القيم العامة واحلياة االجتماعية للفرد فاالجتاه امللبسي هو األسلوب املرئي الذي يختار به األفراد واجلماعات نوعيات مالبسهم وكذلك طريقة ارتدائها واستخدامهم لها من خالل تفاعلهم وتكيفهم مع البيئة التي يعيشون فيها واملجتمع الذي ينتمون إليه )شعبان 2010 م(. وترى الباحثة أن الفتاة في مرحلة املراهقة حتتاج إلى العناية واالهتمام والتوجيه للصواب وإلى إشباع احتياجاتها الصحية واالجتماعية وامللبسية وإذا أصبحت الفتاة ضمن مؤسسة اجتماعية فهي بحاجة إلى االهتمام والرعاية حتى ال تكون عرضة لآلثار السلبية الناجتة من املشكالت التي تواجه مرحلة املراهقة. واعتنت اململكة العربية السعودية برعاية األيتام منذ أن تأسست على يد املغفور له امللك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه ومنهجية رعاية األيتام في اململكة متتزج فيها عوامل كثيرة بدءا من مبادئ الدين اإلسالمي احلنيف الذي حث على رعاية اليتيم )أبو الريش 2009 م(. ويهدف البحث إلى التوعية والتوجيه والتثقيف امللبسي للفتيات املراهقات واملسئوالت عنهن بدار األيتام مبكة املكرمة ويهدف إلي إشباع االحتياجات امللبسية لهن واألداء الوظيفي واجلمالي للملبس واتبع هذا البحث املنهج الوصفي التحليلي واستخدام االستبيان كأداة للبحث للحصول على املعلومات والبيانات واحلقائق املرتبطة بواقع التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام )بيت الطفل( مبكة املكرمة واملسئولني عنه. وأهم النتائج التي توصل إليه البحث: أن أعلى نسبة من الفتيات املراهقات بدار األيتام بحاجة إلى تثقيف وتربية ملبسية وذلك يرجع للنسب التي كانت مرتفعة في )التخطيط العشوائي عدم معرفة الفرق بني املوضة والتقاليع - عدم الرغبة في تفصيل وحياكة املالبس التصرف اخلاطئ في املالبس املستهلكة - معرفة األسس الصحيحة للعناية باملالبس( وهذا ما يثبت صحة الفرض األول. أن أعلى نسبة من الفتيات املراهقات بدار األيتام ليس لديهن معرفة بصحة املالبس اجلسمية والنفسية ويهملن األداء الوظيفي للمالبس وهذا ما يثبت صحة الفرض الثاني. وجود عالقة حميمة بني الفتيات املراهقات واملسئوالت عنهن وهذا ما يثبت صحة الفرض الثالث. املقدمة: إن التربية بالقدوة احلسنة ذات أثر فعال في السلوك االجتماعي وإن أكثر مرحلة لها القابلية للتأثير والتأثر واكتساب املعلومات واخلبرات وطرق السلوك االجتماعي في مرحلة املراهقة وذلك ناشئ طبيعي ملا تتميز به مرحلة املراهقة من النضج العقلي املصاحب لهذه املرحلة النمائية وإن شعور املراهق بالتقدير وإحساسه بأن البيئة االجتماعية تبوؤه مكانة اجتماعية مناسبة لنموه وإدراكه وتعقله ذو تأثير كبير على شخصيته وسلوكه الشخصي واالجتماعي فمرحلة املراهقة مذخورة بالطاقات واالستعدادات التي حتتاج إلى توجيه جيد يصقلها فيجني منها املراهق ومجتمعه أطيب الثمار وإن تقدير املجتمع جلهود املراهق أكبر حافز يدفعه إلى استثمار هذه الطاقات )الزعبالوي 1998 م(. كما إن املالبس تختلف تبعا الختالف القيم العامة واحلياة االجتماعية للفرد فاالجتاه امللبسي هو األسلوب املرئي الذي يختار به األفراد واجلماعات نوعيات مالبسهم وكذلك طريقة ارتدائها واستخدامهم لها من خالل تفاعلهم وتكيفهم مع البيئة التي يعيشون فيها واملجتمع الذي ينتمون إليه )شعبان 2010 م(. ومرحلة املراهقة تتطلب وعيا من قبل احمليطني باملراهق لتفهم ما يطرأ على طباعه وسلوكياته ومساعدته 193

101 التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة على جتاوزها والتغلب عليها فالبيئة االجتماعية احمليطة باملراهق قد متارس ضغطا على سلوكياته وتصرفاته مما قد يوتره ويخلق له مشكالت حتتاج لعالج مهني قائم على أساس علمي )العبد الكرمي 2004 م( وأكد ماسلو Maslow أن احلاجة إلى حتقيق الذات تشير إلى قمة تطور الشخصية وأن الشخص يستطيع أن يوجه طاقته ملهمة حتقيق الذات كما أن هناك فروق فردية تختص في إشباع هذه احلاجات )الشعراوي 2008 م(. وإن نظام الرعاية االجتماعية في اإلسالم لأليتام واضح املعالم مؤكد في كثير من اآليات هي الطائفة التي أوصى الله بها في كتابه وصاية وصلت حلد التهديد بالعذاب ملن ال يرعى هذه الطائفة ويحفظ حقوقها ومن منطلقة ما متليه العقيدة اإلسالمية لتحقيق أسس التكافل االجتماعي بني الناس بدأت الرعاية االجتماعية باململكة العربية السعودية في وقت مبكر بعد أن أرسى املؤسس األول امللك عبد العزيز رحمه الله هذا الكيان الكبير عام 1932 م وكان في مقدمة األولويات التي اهتم بها إنشاء مصلحة الضمان االجتماعي ملساعدة احملتاجني والفقراء من املواطنني ورعايتهم ومن أبرزها إنشاء دور احلضانة ومؤسسات التربية االجتماعية لرعاية األيتام )فتيح 1998 م(. وتعد دار األيتام في مكة املكرمة الدار الثانية من حيث النشأة في اململكة العربية السعودية ولقد حدد النظام األساسي أهداف الدار ومنها العناية بأمر األيتام وتنشئتهم النشأة الصاحلة التي تهيؤهم في مستقبلهم خلدمة أنفسهم والدين اإلسالمي واملجموعة اإلنسانية مع توفير كامل الرعاية اإليوائية لهم من مأكل ومشرب وملبس وتعليم وإكسابهم حرفة من احلرف )السدحان 1999 م(. مشكلة البحث: حتتاج الفتاة في مرحلة املراهقة إلى العناية واالهتمام والتوجيه للصواب وإلى إشباع احتياجاتها الصحية واالجتماعية وإن املسئول عن تلبية هذه االحتياجات هما الوالدين فإذا حرمت املراهقة من الوالدين وأصبحت ضمن مؤسسة اجتماعية فهي بحاجة إلى املزيد من االهتمام والرعاية األسرية حتى ال تكون عرضة لآلثار السلبية الناجتة من املشكالت التي تواجه مرحلة املراهقة. تساؤالت البحث : ما االحتياجات امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام وهل لديهم ثقافة ملبسية من املسئول عن تخطيط وتوفير وترشيد املالبس للفتيات املراهقات بدار األيتام ما نوع العالقة بني املسئولني والفتيات املراهقات بدار األيتام أهداف البحث: التعرف على مدى وعي الفتيات املراهقات بدار األيتام )بيت الطفل( من حيث: األسس العامة للتخطيط امللبسي ويتضمن: حتديد االحتياجات امللبسية. ترشيد الشراء واالستهالك امللبسي. تأثير املالبس على الصحة اجلسمية والنفسية. العالقات االجتماعية واالقتصادية واإلدارية بني املسئولني عن الفتيات املرهقات. أهمية البحث: لقد أوصى الدين اإلسالمي في الكتاب والسنة برعاية األيتام واالهتمام بهم حيث قال تعالى: )في الدنيا أ. داليا عبد الله محمد وزان واآلخرة ويسألونك عن اليتامى قل إصالح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم في الدين والله يعلم املفسد من املصلح ولو شاء الله ألعنتكم إن الله عزيز حكيم( )سورة البقرة, آية 220 ( وفي حديث الرسول الله r قال: )من ضم يتيما فكان في نفقته وكفاه مئونته كان له حجابا من النار يوم القيامة ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة( رواه احمد )بن أسد 1993 م(, ومن خالل حرص الدين اإلسالمي على رعاية اليتيم تتمثل أهمية البحث في توعية وتوجيه الفتيات املراهقات واملسئولني عنها بدار األيتام )بيت الطفل( تربية ملبسية وتثقيفهم ملبسيا إلشباع احتياجات الفتاة املراهقة بدار األيتام )نفسيا وصحيا واجتماعيا ( من خالل اختيار امللبس املناسب لها ومراعاة األداء الوظيفي واجلمالي للملبس. فروض البحث: حتتاج الفتيات املرهقات بدار األيتام ( بيت الطفل ) إلى تثقيف وتربية ملبسية. تؤثر املالبس على الصحة اجلسمية النفسية للفتيات املراهقات بدار األيتام. هناك عالقة أكيدة بني املسئوالت والفتيات املراهقات بدار األيتام. مصطلحات البحث: التربية امللبسية :The Education of clothing التربية: من ر ب الولد رب ا: وليه وتعه ده مبا يغذيه وينميه ويؤدبه فالفاعل ر اب واملفعول م ر ب وب ور بيب )أنيس وأخرون 1973 م( امللبس: مصطلح عام يطلق على كل ما يتعلق بالكساء وفنون استخدامه واللباس هو ما يلبس ويستر العورة ويغطيها )شتا ونادر 1999 م(. التربية امللبسية: هي عملية ثقافية تهدف إلى تفهم الفرد للملبس املناسب وتذوق كل ما يتعلق به من قيم فنية وجمالية تؤدي إلى تكوين اجتاهات متيز بها الفرد املناسب وغير املناسب في السلوك امللبسي ويستطيع بواسطتها كيف يفكر ويختار ويتذوق ويقتصد حتى يتم حتقيق الوعي امللبسي السليم على كافة املستويات )نادر والغامدي 2007 م(. الفتيات املراهقات :Female Adolescence الفتيات: من ف ت ي ت البنت أ عطيت حكم الفتاة وجاوزت مرحلة الطفولة إلى مرحلة املراهقة وجمعها فتيات, واملراهقة: من ر ه ق فالن رهقا س ف ه وح م ق وجهل وك ذ ب وع ج ل فهو ر ه ق وهي ر ه قة وامل راهق ة هي الفترة من بلوغ احل ل م إلى سن الرشد )أنيس وآخرون 1973 م(. دار األيتام : Orphanag هو عبارة عن مبنى واحد أو أكثر مجهز لإلقامة الداخلية وقد يكون بها ملعب أو أكثر مخصص لألطفال احملرومني من الرعاية األسرية ويوجد بها جهاز إداري مكون من )مدير - األخصائيني االجتماعيني والنفسني واملشرفني ومدرسني متخصصني في األنشطة املختلفة( ويطلق عليها د ور رعاية األيتام أو د ور التربية االجتماعية إذا كانت حكومية ويطلق عليها )دار - ملجأ جمعية( إذا كانت تتبع إدارة أهلية أو خيرية أو دينية مع خضوعها إلشراف وزارة الشئون االجتماعية )السويهري 2009 م( وعرفت املطرفي ) 2001 م( دار األيتام

102 التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة أنه عبارة عن مؤسسة تهتم بإعطاء الطفل اليتيم واحملروم بداية جديدة من احلياة وذلك بتأمينه ببديل عن العائلة التي فقدها وهي تعني في املقام األول برعاية الطفل من جميع اجلوانب الدينية والنفسية واجلسدية والغذائية. بيت الطفل :Bait-Al tifl بيت الطفل لرعاية األيتام هو دار يأوي أكثر من مائة طفل وطفلة تقريبا من مختلف األعمار, بإشراف جمعية أم القرى التي تقوم بتقدمي الرعاية الشاملة لهؤالء األيتام, وتلبية احتياجاتهم االجتماعية والنفسية والصحية والتعليمية والترفيهية تأسس بيت الطفل لرعاية األيتام عام 1413 ه مبكة املكرمة.) هرم ماسلو :Maslow s hierarchy of needs ويعرف بهرم االحتياجات اإلنسانية فهي نظرية سيكولوجية اقترحها أبراهام ماسلو تتلخص في أن اإلنسان يعمل من أجل حتقيق خمس حاجات رئيسية )االحتياجات الفسيولوجية - األمن والسالمة - االحتياجات االجتماعية - التقدير - حتقيق الذات( ويتم إشباع هذه احلاجات على مراحل بحيث يندفع الفرد إلشباع إحداها فإذا فرغ منها وأشبعها انصرف إلى الثانية وهكذا.) الدراسات السابقة دراسة التركي هدى سلطان ) 1992 م( بعنوان»دراسة العادات واالجتاهات الشرائية ملالبس الفتيات السعوديات«. تهدف الدراسة إلى اجتاهات الفتيات السعوديات في اختيار وشراء مالبسهن ومعرفة املشاكل املتعلقة بشراء املالبس اجلاهزة وأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: أن نسبة 93% من الطالبات يحصلن على مالبسهن إما عن طريق شراء اجلاهز منها أو باحلياكة في املشاغل اخلاصة محليا بينما قامت نسبة بسيطة من الطالبات بشراء مالبسهن من األسواق الدولية. أن العوامل التي تؤثر على اختيار املالبس هي الرغبة في الشعور باألناقة واجلاذبية والتميز في الذوق والتناسب مع الشائع بني الزميالت وترك انطباع حسن عليهن في حدود التقاليد االجتماعية والتعاليم الدينية. دراسة فتيح إلهام عبد الوهاب ) 1998 م( بعنوان»تربية األيتام في منطقة مكة املكرمة ومنطقة - مان هامي -Mannheim بأملانيا دراسة وصفية حتليلية مقارنة«. تهدف الدراسة إلى الكشف عن جوانب الرعاية واالهتمام اللتني أولتهما التربية اإلسالمية لتربية األيتام وعنايتها والتعرف على واقع تربية األيتام في منطقة مكة املكرمة ومدينة مان هامي بأملانيا والتعرف على أوجه الشبه في تربية األيتام في منطقة مكة املكرمة ومدينة مان هامي بأملانيا وأجه االختالف بينهما وابرز اجلوانب التربوية التي ميكن االستفادة منها في تربية األيتام في منطقة مكة املكرمة وكانت أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة: وجود فروق ذات داللة إحصائية بني متوسط استجابات املقيمني واملقيمات حول مدى توفر اإلمكانات املتاحة في الدور ومدى حتقيق اجلوانب االجتماعية لصالح املقيمني واملقيمات في منطقة مكة املكرمة. دراسة حسن محمد السيد محمد وعيد رشدي علي ) 2003 م( بعنوان»دراسة العالقة بني السلوك امللبسي أ. داليا عبد الله محمد وزان واجلانب االجتماعي«. تهدف إلى دراسة العالقة بني السلوك امللبسي واجلانب االجتماعي وأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: وجود داللة إحصائية على تأثير البيئة االجتماعية على أسلوب اختيار أفراد العينة مللبسهم. وجود عالقة طردية بني املستوى االجتماعي لألفراد والسلوك امللبسي الصحيح وأن السلوك امللبسي الصحيح يؤدي إلى التوافق االجتماعي للفرد مع املجتمع. دراسة أبو النجا أماني صالح ) 2006 م( بعنوان»الشعور بالوحدة النفسية وعالقته بكل من السلوك العدواني ومفهوم الذات لدى أطفال دور األيتام القاطنات ضمن نظام أسري بديل والقاطنات ضمن نظام اإليواء العادي مبدينتي مكة - جدة )دراسة مقارنة(«. تهدف الدراسة إلى التعرف على عالقة الشعور بالوحدة النفسية والسلوك العدواني ومفهوم الذات لدى األطفال األيتام )الفتيات( املقيمات ضمن نظام اإليواء العادي واملقيمات ضمن نظام أسري بديل وهل توجد فروق بني الفئتني بالنسبة ملتغيرات الدراسة وهل ملتغير العمر أثر في تباين الدرجات على املقاييس املستخدمة أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: أنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في متوسطي مقياس الوحدة النفسية ومتوسطي مقياس املفهوم بالذات لدى مرحلة الطفولة املتأخرة ومرحلة املراهقة املبكرة بينما توجد فروق ذات داللة إحصائية في متوسطي مقياس السلوك العدواني بني مرحلة الطفولة املتأخرة ومرحلة املراهقة املبكرة لصالح مرحلة الطفولة املتأخرة. دراسة بارك لطفيه محمد ) 2006 م( بعنوان»دراسة السلوك االستهالكي ملالبس املراهقات«. تهدف إلى دراسة السلوك االستهالكي ملالبس املراهقات وأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: وجود فرق معنوي بني طالبات اجلامعة واحلرص على تتبع املوضة والتجديد املستمر في املالبس والشعور بالراحة النفسية والرغبة في التميز بني اآلخرين عن طريق املالبس ويرتدين املالبس التي تشعرن بإعجاب اآلخرين أكثر من طالبات الثانوية. الطالبات املتزوجات يخترن مالبس براقة المعة في املناسبات واختيار مالبسهن من منسوجات مخلوطة. أعلى نسبة من الطالبات غير املتزوجات يرتدين العباءة وغطاء الوجه من املنسوجات السادة. دراسة احلازمي خلود بنت حسن هجرس ) 2006 م( بعنوان»عالقة السلوك االستهالكي للمراهقني ببعض املتغيرات األسرية«. تهدف إلى دراسة السلوك االستهالكي للمراهقني واملراهقات ومدى تأثير بعض املتغيرات األسرية واملتغيرات اخلاصة باملراهق على أمناط سلوكه االقتصادي وأهم النتائج التي توصلت إليه الدراسة: وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بني بعض املتغيرات األسرية واملتغيرات اخلاصة باملراهقني وبني محاور استبيان السلوك االستهالكي للمراهقني. دراسة نادر خديجة سعيد مسفر والغامدي لولوه عزم الله أحمد ) 2007 م( بعنوان»واقع التثقيف امللبسي في مقررات كليات البنات لالقتصاد املنزلي باململكة العربية السعودية«. تهدف هذه الدراسة إلى االرتقاء بالذوق واملظهر العام للفتاة السعودية من خالل املقررات الدراسية والتعرف على مستوى الثقافة امللبسية لدى الفتاة السعودية ونشر الوعي امللبسي لديهن باإلضافة إلى واقع وأثر وأهداف مقرر )التثقيف امللبسي( في كليات البنات لالقتصاد املنزلي باململكة العربية السعودية وأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ما يلي:

103 التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة يوجد لدى طالبات االقتصاد املنزلي ثقافة ملبسية ولكن حتتاج إلى تطوير في بعض احملاور )اخلبرة في اختيار مالبس األطفال واالهتمام باملظهر الشخصي واالهتمام بالتكوين اجلسمي وأنواع وألوان املالبس شراء املالبس وتخطيط دوالب املالبس وتخزين املالبس والعناية بها( وبعض العبارات. مقرر التثقيف امللبسي الذي يدرس يحدث تعديل في السلوك امللبسي إال أنه يحتاج بعض التعديالت التي تسهم في رفع مستوى الوعي امللبسي والتي تتناسب مع دوافع التطورات احلديثة. دراسة شعبان ياسمني أمني عبد العزيز ) 2010 م( بعنوان»دراسة حتليلية للسلوك امللبسي لدى الفتيات في مرحلة املراهقة ومدى ارتباطه بثقافتهم الدينية. تهدف الدراسة إلى التعرف على السلوك امللبسي للفتيات في سن املراهقة ومدى ارتباطه بالثقافة الدينية لديهن وذلك مبساعدة الباحثني في مجالي )الثقافة الدينية وسيكولوجية املالبس( في إعداد دراسات لتنمية الثقافة الدينية ورفع الوعي امللبسي وخاصة للفتيات في مرحلة املراهقة وأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: وجود فروق ذات داللة إحصائية بنسبة عالية بني متوسطي درجات الفتيات املراهقات من احلضر والفتيات املراهقات من الريف في كل من محاور )االحتشام املوضة جذب االنتباه االنتماء للجماعة التزين( االحتشام واالنتماء للجماعة لدى فتيات الريف أما املوضة وجذب االنتباه والتزين لدى فتيات احلضر. دراسة ) 2010 م( الطويل عبد الله ناصر عائض بعنوان»الدور التربوي للجمعية اخليرية لرعاية األيتام مبكة املكرمة«. تهدف الدراسة إلى التعرف على رعاية األيتام في اإلسالم والتعرف على جهود اململكة العربية السعودية في رعاية األيتام والتعرف على واقع جمعية رعاية األيتام اخليرية مبكة املكرمة والبرامج التي تقدمها لليتيم والدور التربوي جلمعية رعاية األيتام اخليرية مبكة املكرمة أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: قيام اململكة العربية السعودية بتوفير الدعم املادي املجزي لأليتام بدور الرعاية احلكومية واخليرية. كان قيام اجلمعية اخليرية لرعاية األيتام بالدور التربوي بدرجة متوسطة في محاور الدراسة اخلمسة. يشتمل هذا البحث على جزئيني أساسيني كاآلتي: اجلزء األول: الدراسة النظرية للبحث وتتكون من عدة محاور: احملور األول: بيت الطفل لرعاية األيتام. احملور الثاني: مرحلة املراهقة. احملور الثالث: االحتياجات امللبسية للفتاة املراهقة. اجلزء الثاني: الدراسة امليدانية للبحث. اجلزء األول: الدراسة النظرية للبحث. احملور األول: بيت الطفل لرعاية األيتام. ي عرف اليتيم في اللغة: ي ت م ي ت ما انفرد وجمعه يتامى وأيتام )أنيس وآخرون 1973 م( وأصل اليتيم: الغفلة وبه س م ي اليتيم يتيما ألنه يتغافل عن بره واليتيم في كتب اللغة هو التفرد من كل شي وكل شيء يعز نظيره واليتيم من الناس هو من فقد أباه وهو دون البلوغ فإذا بلغ احللم زال عنه اليتم )السدحان 1999 م( و )مختار 2004 م(. أما في أنظمة اململكة العربية السعودية فإن اليتيم هو كل من ولد على أرض اململكة وهو من فقد والديه أو أ. داليا عبد الله محمد وزان أحدهما, أو كان مجهول األبوين أو مجهول األب فهو في حكم اليتيم من حيث املعاملة اإلدارية واالجتماعية ويطلق على هذه الفئة من األطفال اسم»ذوي الظروف اخلاصة«)السدحان 1999 م(. ولليتيم حقوق فرضها دين اإلسالم وأقرها له وتوعد بالعذاب الشديد للذين يظلمون اليتيم ويهضمون حقوقه وذكر السدحان ) 1999 م( حقوق اليتيم واتفق معه أبو النجا ) 2006 م( وأبو الريش ) 2009 م( والسويهري ) 2009 م( والطويل ) 2010 م(, وتتعد حقوق اليتيم فيما يأتي: حق احلياة: كفل اإلسالم وأثبت حق احلياة للطفل فال يحل انتهاك هذا احلق وخاصة للطفل اليتيم فحرم اإلسالم أفعال اجلاهلية اللذين كانوا يئدون البنات خشية العار ويقتلون األوالد خوفا من العيلة والفقر قال تعالى: )وال تقتلوا أوالدكم خشية إمالق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا ( )سورة اإلسراء آية 13( وأقر ذلك أيضا الرسولr في قوله:)إن الله حرم عليكم عقوق األمهات ووأد البنات ومنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة املال( أخرجه البخاري )العسقالني 1998 م(. حق النسب: ضمن اإلسالم للطفل يتيما كان أو غيره حق النسب واالنتساب ألب وانضمامه لفئة ينتمي إليها وأقر ذلك الله في قوله: )ادعوهم آلبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم( )سورة األحزاب آية 5( حتى ال يكون عرضة للجهالة وضياع حقوقه وخاصة املالية منها وحرم اإلسالم التالعب باألنساب وانتساب االبن لغير أبيه فلم يترك الدين اإلسالمي الطفل همال ومجهوال. حق الرضاعة: أجمع الفقهاء على وجوب إرضاع الطفل ما دام في حاجة إليه وهو في سن الرضاعة قال تعالى: )والوالدات يرضعن أوالدهن حولني كاملني ملن أراد أن يتم الرضاعة( )سورة البقرة آية 233( فاإلسالم ضمن للطفل حصوله على احلليب الالزم لنموه في صغره حتى إن مات والديه وأصبح يتيما. حق النفقة: النفقة على األبناء واألهل خير نفقة ينفقها الرجل قال الرسول r :)أفضل دينار ينفقه الرجل على عياله ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله( أخرجه البخاري )العسقالني 1998 م( والنفقة الواجبة هي كفاية من ميونه خبزا وإداما وكسوة ومسكنا وتوابعها كما تشمل النفقة الرضاعة واحلضانة والعالج واملصاريف املدرسية وغيرها من األمور الالزمة. حق الوالية: هذا احلق لألطفال وبخاصة األيتام مقرر من ثالثة أوجه هي: والية احلضانة: يكون الدور فيها للنساء وهي تربية الطفل ورعايته في الفترة التي ال يستغني فيها الطفل عن النساء واألم أحق بحضانة طفلها عن غيرها من النساء إذا توفرت فيها شروط أهلية احلضانة وإن لم يكن للطفل أم حتضنه أو أقارب يحضونه فالسلطان وليه وله حق إسناد رعايته ملن يحفظه وإال انتقل الواجب على الدور اإليوائية أو املؤسسات االجتماعية. والية النفس: واملقصود بها التأديب والتربية والتوجيه واإلرشاد بعد انتهاء فترة احلضانة وهذه الوالية

104 التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة خاصة بالرجال دون النساء فيلزم الولي والقائم على أمر الطفل واليتيم أن يتعاهده باحلفظ والصيانة والتعليم والتربية والتأديب والتوجيه واإلرشاد. والية املال: وتقتضي احملافظة على أموال اليتيم فيلزم الولي على اليتيم احملافظة على مال اليتيم واستثمارها وإخراج الزكاة عنها وإعادتها له عند الرشد. حق الرحمة: يستحق اليتيم الرحمة ألنه صغير لم يرشد بعد فاإلسالم به توجيهات متواصلة برحمة الصغير والعطف عليه واألخذ بيده فلو حرم الطفل اليتيم من الرحمة فلن يجود بها إذا كبر حلرمانه منها في الصغر. واعتنت اململكة العربية السعودية برعاية األيتام خاصة من ذوي الظروف اخلاصة منذ أن تأسست على يد املغفور له بإذن الله امللك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه ومنهجية رعاية األيتام في اململكة متتزج فيها عوامل كثيرة بدءا من مبادئ الدين اإلسالمي احلنيف الذي حث على رعاية اليتيم وبالقيم اإلنسانية التي تربط مجتمعنا السعودي بعضه ببعض ومتيزه بهذه امليزة احلميدة واهتمام وعناية قيادة هذا البلد )أبو الريش 2009 م(. وكانت البدايات األولى لنشأت دور األيتام في اململكة العربية السعودية في أول دار لأليتام في املدينة املنورة عام ) 1352 ه( ثم دار لأليتام في مكة املكرمة عام ) 1355 ه( ثم دار لأليتام في الرياض ) 1357 ه( ومن ثم إنشاء دور لرعاية اليتيمات املتمثلة في دار احلنان في جدة عام ) 1375 ه( ثم مبرة الكرميات في الرياض عام ) 1376 ه( )السدحان 1999 م(. وكانت لوائح وكالة الوزارة للشؤون االجتماعية التي حددت في عام ) 1424 ه( تقوم دور التربية االجتماعية بتقدمي برامج الرعاية التالية للمقبولني: اإليواء الكامل: من حيث السكن واإلعاشة وامللبس الصيفي والشتوي وكسوة كاملة في كل عيد. الرعاية الصحية: واملتمثلة في الكشف على األيتام ورعايتهم صحيا منذ أول يوم من دخولهم الدار وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة للقيام بأعمال الرعاية الصحية. الرعاية االجتماعية: تهدف إلى حتقيق التكيف االجتماعي السليم لليتيم مع مجتمعه داخل الدار وخارجها ومساعدتهم على حل املشكالت التي تواجههم عن طريق أخصائيني اجتماعني. الرعاية التعليمية: تعليم وتيسير حصول األيتام على الشهادات الدراسية من مدارس التعليم العام في شتى املجاالت والقطاعات باإلضافة إال برامج التقوية ودروس التقوية املسائية لرفع املستوى الدراسي. الرعاية الترويحية: حيث تضم الدور العديد من املالعب املغلقة واملكشوفة- املسابح واأللعاب الرياضية املختلفة والرحالت األسبوعية والنزهات اليومية. األنشطة الصفية: معسكرات تعقد كل سنة في الصيف في أحد مصايف اململكة العربية السعودية. الرعاية املهنية: حيث يلحق بعض الطالب األيتام في الثانوية الصناعية أو مراكز التدريب املهني. ويصرف لكل طالب وطالبة بدور التربية االجتماعية حسب مراحلهم الدراسية فالطالب والطالبات في املرحلة االبتدائية تكون مكافئتهم الشهرية )500( ريال وفي املرحلة املتوسطة مكافئتهم الشهرية )700( ريال وفي املرحلة الثانوية مكافئتهم الشهرية )900( ريال وفي املرحلة اجلامعية مكافئتهم الشهرية )1200( ريال كما حتصل الفتيات بدور التربية االجتماعية عند زواجهن على إعانة مقدارها )20000( ريال وكذلك حصل طالب دور التربية االجتماعية على إعانة الزواج املقررة للفتيات في بداية األمر ثم زادت اإلعانة إلى )60000( ريال أ. داليا عبد الله محمد وزان )وزارة الشؤون االجتماعية اإلدارة العامة لرعاية األيتام ) وترى الباحثة أن من العوامل األساسية التي البد أن تأخذها الفتاة املراهقة في دار الرعاية االجتماعية بعني االعتبار هي طريقة التخطيط للمكافئة املالية التي حتصل عليها وحسن توزيعها على االحتياجات الضرورية لها ومن ضمنها االحتياجات امللبسية من )مالبس - مكمالت - زينة(. احملور الثاني: مرحلة املراهقة. ت عرف مرحلة املراهقة بأنها مرحلة من مراحل النمو تقع بني الطفولة والرشد فهي مرحلة منائية انتقالية من عالم الطفولة إلى عالم الكبار فهي تعني مجموعة التغيرات املتميزة اجلسمية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية التي تتم في الفترة ما بني الطفولة وسن النضوج )مخيمر 2000 م(. فاملراهقة مرحلة الطاقات املتفجرة والقوى املتصارعة حيث ينتقل خاللها من الطفولة إلى الرشد فتنقل األفكار وتتكاثف املشاعر فهي استقالل ومترد وتناقض في األفكار واالجتاهات واملشاعر ورمبا تكون املراهق هي أولى خبرات اإلنسان في عدم اإلحساس باالتزان االنفعالي فإذا وجد املراهق التوجيه السليم خلت حياته من االضطرابات والفوضى النفسية واالنهماك في املشاغل اجلنسية والعدوان املدمر والتمرد الهدام أما إذا كانت معاملتنا للمراهق تقوم على الكبت واإلحباط فإنه يدعوه إلى العناد والسلبية وعدم االستقرار أو االلتجاء إلى بيئات أخرى يجد فيها منفذ للتعبير عن ذاته )احلازمي 2006 م(. وحدد مخيمر ) 2000 م( أن مرحلة املراهقة من 12 سنة إلى 21 سنة وذكرت كال من العبد الكرمي ) 2004 م( واحلازمي ) 2006 م( أن حامد زهران قسم مرحلة املراهق إلى ثالثة مراحل فرعية حسب املراحل التعليمية كاآلتي: املراهقة املبكرة من ) ( سنة وتقابل املرحلة املتوسطة. املراهقة املتوسطة من ) ( سنة وتقابل املرحلة الثانوية. املراهقة املتأخرة من ) ( سنة وتقابل املرحلة اجلامعية. وأوضحت دراسة شعبان ) 2010 م( تطور مرحلة املراهقة عند الفتاة إلى أربع مراحل تبدأ مبرحلة ما قبل املراهقة وحتى أوائلها حيث متر الفتاة مبرحلة من الطاعة واحلياء واحلشمة واألخالق احلميدة إلرضاء الوالدين تليها مرحلة االضطراب من )13-15( سنة وهي مرحلة اضطراب انفعالي وعاطفي إذ يالحظ على الفتاة املبالغة في االستجابة للمثيرات حتى الهادئ منها فهي تضحك وتبكي ملثيرات تافهة كما أنها تبالغ في العناية مبظهرها والتأنق في مالبسها وزينتها يليها مرحلة التقليد )15-16( سنة فتحاول الفتاة تقليد الفتيان فتميل إلى ارتداء أزياء الشباب كما تزج بنفسها في مغامرات جريئة ويلجأ عدد منهن إلى التدخني وأخيرا مرحلة االتزان )نهاية املرحلة( وفيها تتخلص الفتاة من االندفاع واخليال. وتختلف املراهقة من فرد آلخر فلكل فرد نوع خاص حسب ظروفه اجلسمية واالجتماعية والنفسية واملادية وحسب استعداداته الطبيعة واتفق مخيمر ) 2000 م( والعبد الكرمي ) 2004 م( واحلازمي ) 2006 م( أن علماء النفس وضعوا تقسيم للمراهقة بحسب األمناط السلوكية السائدة في كل جماعة منهم فإما أن تكون املراهقة متكيفة متيل إلى الهدوء النسبي واالتزان االنفعالي ويتصف فيها املراهق بعالقة طيبة وحميمة مبنية على احلب والتفاهم مع احمليطني به وقد تكون املراهقة انسحابية تتسم باالنطواء واخلجل والعزلة الشديدة والسلبية والشعور بالنقص مما يوصل املراهق إلى أحالم اليقظة واألوهام أو قد تكون املراهقة عدوانية تتميز بالتمرد الثائر والسلوك العدواني والتمتع مبخالفة النظام واألوامر نتيجة التربية الضاغطة واحلرمان وكثرة

105 التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة اإلحباط أو تكون املراهقة منحرفة ينغمس فيها املراهق في السلوك املنحرف كاإلدمان أو السرقة واالنحالل اخللقي واالنهيار العصبي وهذه االختالفات في املراهق تعتمد على أساليب ومنط احلياة واملشكالت لدى املراهق. كما وجد علماء النفس أن تكوين اإلنسان وعملياته الديناميكية تتطلب إشباع حاجات معينة في ظروف خاصة وبأساليب معينة فالشخصية ال تتحقق لها الصحة النفسية السليمة إال إذا أشبعت احتياجاتها أن احلاجات هي أساس مشكالت التكيف التي تواجه اإلنسان في مراحل عمره املختلفة مبا فيها مرحلة املراهقة )العبد الكرمي 2004 م(. وذكر مخيمر ) 2000 م( والعبد الكرمي ) 2004 م( واحلازمي ) 2006 م( أن املراهق يحتاج لألمان اجلسمي والصحة اجلسمية كما يحتاج إلى جتنب األلم وخطر القلق والشعور باخلوف ويتميز املراهق بعواطفه اجلياشة وأحاسيسه املرهفة فهو بحاجة إلى تكوين شعور ديني يقوي صلته بربه ليشعر باألمان والسالم الروحي والعقلي والطمأنينة واالستقرار النفسي. وذكرت ماضي ) 2005 م( أن املالبس لها دورا هاما في زيادة تعب الفرد أو تقليله ودور مباشر في حرية احلركة فاألقمشة القطنية لها القدرة على امتصاص العرق وهذه اخلاصية تكسب الفرد الشعور بالراحة ووجد أن بعض األفراد ال يتحملون ارتداء املالبس الصوفية أو الصناعية حيث تؤدي حلدوث حساسية والتهابات جلدية لديهم كما أن عادة ارتداء املالبس الضيقة لها تأثير ضار على عملية اخلصوبة وقد تتسبب في العقم وخاصة في فئات املراهقة والشباب فاالحتكاك الناجت من تالمس أنسجة املالبس باجللد يؤدي لظهور بعض املشاكل الصحية واألمراض اجللدية مثل احمرار اجللد ومشاكل اجلهاز التنفسي وأضرار تصيب العينني وأكثر تلك األقمشة املثيرة للحساسية هي األقمشة الصوفية يليها البولي استر ثم النايلون )البولي أميد(. ويسعى املراهق دائما إلى حتقيق ذاته واالستقاللية عن طريق اختبار قدراته وتفريغ طاقاته فال يحب أن يحاسب أو أن يخضع سلوكه إلى الرقابة أو الوصاية فاملراهق بحاجة إلى التفكير واخلبرات اجلديدة وتنوع املعلومات ومنو القدرات والتوجيه التربوي واملهني والنجاح االجتماعي واالنتماء للمجتمع كذلك فإنه يحتاج إلى الترفيه والتسلية واملال )احلازمي 2006 م(. والتربية في رعاية األم واألب لها دور ال تستطيع أي مؤسسة أخرى أن تقوم به من حيث قدرتها على العطاء واحلب وإحساس الشخص باألمان واالستقرار مما يحقق التكامل النفسي أما الشخص إذا تربى في وسط إنساني اجتماعي يفتقد لوجود األم واألب فإن هذا الوسط ال يستطيع أن يعوض وجودهما أو أن يقوما مقامهما أو يضمن توفير املناخ النفسي الذي يؤدي إلى الراحة والصحة النفسية فاحلرمان من الوالدين يكون سبب في اضطرابات نفسية شديدة تظهر في الشعور بالنقص الشديد إلى العاطفة الذي يدفع بالشخص إلى بذل احملاوالت الدائمة جلذب انتباه اآلخرين واهتمامهم والبحث القهري عن احلب والعاطفة عند اآلخرين )أبو النجا 2006 م(. وترى الباحثة الفتاة املراهق بدار األيتام بحاجة إلى اإلحساس بالراحة النفسية والثقة بالنفس وإشباع رغباتها حيث أن االختيار املناسب للمالبس ميكن أن مينحها الظهور مبظهر أنيق وجذاب يساعدها في حتقيق ذاتها والتفاعل مع املجتمع واالنتماء له فاملالبس للفتاة املراهقة وسيلة تعبر بها عن حياتها الشخصية واليومية. احملور الثالث: االحتياجات امللبسية للفتاة املراهقة. أ. داليا عبد الله محمد وزان املالبس من أهم املستلزمات والضرورات الشخصية اليومية فهي راسخة وقوية في احلياة االجتماعية والثقافية في أي عصر ولكن االختيارات واألمناط امللبسية التي نرتديها محددة ومقيدة باملجتمع الذي ننتمي له ونعيش فيه فاملالبس تؤثر في النشاط االجتماعي وتشجع الشخص على االندماج في احلياة االجتماعية بغض النظر عما يشعر به الشخص نفسه نحو درجة أهميته )عابدين 1996 م(. كما أن املالبس من حيث منفعتها ووظيفتها تعتبر من احلاجات األساسية للفرد فاملالبس مفتاح لشخصيته ولقد أباح اإلسالم وطلب من املسلم أن يكون حسن الهيئة كرمي املظهر متمتعا مبا خلق الله له من زينة وثياب فعلى اإلنسان أن يهيئ لباسه ويحسن مظهره دون تفريط أو مبالغة )حسن وعيد 2003 م(. والبد من توظيف املالبس إلشباع وتلبية احتياجاته األساسية وفق هرم ماسلو Maslow فاملالبس تنمي الشعور باالنتماء للجماعة من الناحية الثقافية والنفسية كما أنها متنح الثقة بالنفس وتعبر عن شخصية الفرد وتعبر عن النمط النوعي للفرد )ذكر أو أنثى( وميكن للمالبس أن حتدث تغيرا اجتماعيا بني أفراد املجتمع كاالجتاهات امللبسية املتطرفة التي تهدر قيم املجتمع بني الشباب نتيجة لرفضهم التفاوت الكبير بني طبقات املجتمع وقد تستخدم املالبس كوسيلة لالتصال ودافع جلذب االنتباه أو االنفصال أو النظام أو التمرد )حسن وعيد 2003 م(. هناك العديد من املعايير الختيار املالبس يجب مراعاتها فعلى الفرد أن يعرف كيف يختار مالبسه مبا يتالءم مع شخصيته وجسمه حتى ال يكون عرضة للسخرية, ويراعى اختيار املالبس املناسبة واملكان الذي سترتدى فيه إذا إن لكل مكان مالبسه اخلاصة ولكل مناسبة زيها اخلاص املناسب, وان للون املالبس القدرة على تهدئه املشاعر أو إثارتها كما أن للون القدرة على جذب انتباه اآلخرين ومقدرة اللون على اخلداع, ويجب عند اختيار املالبس تفقد التجهيزات النهائية )الناعوري ونشيوات 2002 م(. أما الدوافع القتناء املالبس هي صورة استداللية توضح العالقة بني الفرد وبيئته, وتعبر عن سلوكه, فقد تكون دوافع أولية وانتقائية يكون الفرد في حاجة ملحه إلى اقتناء نوع معني من االحتياجات حتتل املنزلة العليا في حدود ميزانيته, بينما بإمكانه أن يفاضل بني هذه االحتياجات, أو تكون دوافع عقلية وعاطفية فعندما يقبل الفرد على اقتناء احتياجاته بعد دراسة دقيقة حتقق املنفعة فتكون دوافعه عقلية, وفي حال قام الفرد بتقليد اآلخرين أو ظهر مبظهر تفاخر في اقتناء احتياجاته تكون دوافعه عاطفية )عابدين, 2002 م(. واألسلوب الشائع في وقت معني املوضة وتعني األناقة أو السعادة أو حتى القبح, وأيضا أسلوب من التعبير في أي فن وتظهر بوضوح في املالبس )احمد, 2001 م(, أما التقاليع فهي نوع من املوضة الصغيرة عادة ما تكون أتفه من املوضة أو أكثر غرابة عن املوضة العادية وغالبا ما تقتصر على مجتمع فرعي وتتميز بفترة زمنية قصيرة وفي حاالت قليلة نادرة تبقى البدع وتتحول موضات باقية مثل القميص )التي شيرت( )عابدين, ( 2002 وفي بعض األوقات يقع بعض األفراد وخاصة املراهقات في حبائل التقليعات وهذه قد تكون حاالت فردية وال يقبلها املجتمع ألنها غالبا ما تكون غير متوقعة وغير معقولة أو غريبة املظهر والشباب مغرم بالتقليعات ألنها مبثابة وسيلة للتعبير ضد التعب وعدم الرضا في حياتهم اليومية )شعبان 2010 م(. وحتديد االحتياجات امللبسية من أهم أسس التخطيط الكسائي االقتصادي الناجح, يتطلب معرفة ما هو موجود بدوالب املالبس وبالتالي ميكن توفير األنواع التي يوجد بها نقص فتحدد كاحتياجات ضرورية وهناك أنواع من املالبس يجب االتساع فيها لكثرة استعمالها واالحتياج لها وأنواع أخرى موجودة ال تستعمل فهي زيادة عن احلاجة أو غير مناسبة فيجب إصالحها أو االستغناء عنها وبذلك ميكن وضع خطة مبدئية ملا يجب إضافته الستكمال االحتياجات امللبسية ومن أهم فوائد التخطيط الكسائي اجليد أنه:

106 التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة يساعد على امتالك مجموعة من املالبس تنسجم مع بعضها وتسد االحتياجات في كل املناسبات في تناسق وجمال. تطوير املالبس القدمية بإضافة ملسات جتعلها أنيقة وحديثة. يساعد على الشعور بالراحة وحسن املظهر والثقة. يشبع االحتياجات والرغبات امللبسية بأقل إنفاق مالي )شتا ونادر, 1999 م(. إن العوامل التي تتحكم في امليزانية امللبسية تختلف باختالف طبقات املستهلكني من ناحية وطريقتهم في االستهالك وبعض املؤثرات األخرى كالدخل واجلنس, والسن والعادات والتقاليد من ناحية أخرى فشراء املالبس البد أن يأتي بعد دراسة وقبل موسم الشراء بوقت كافي, فعند وضع امليزانية امللبسية يراعى إشباع احلاجات األكثر أهمية أوال ثم األقل أهمية, ولكي تكون امليزانية واقعية يجب مراعاة مستويات وظروف اإلفراد, ويجب أن تتصف امليزانية باملرونة والبعد عن اجلمود, ووضع تقدير تقريبي لتكاليف كل االحتياجات امللبسية, والبد من أن تتمشى ميزانية االحتياجات امللبسية مع احلالة االقتصادية العامة )عابدين 1996 م( و)شتا ونادر 1999 م( وترى خليل ) 1999 م( أنه يجب مراعاة الدقة واالقتصاد في اختيار مكمالت امللبس فإضافة قطعة واحدة ذات ذوق جميل ميكن أن جتعل املظهر اخلارجي مشرق ومثير فاملكمالت إذا حسن اختيارها فإنها تعمل على التعبير عن الفردية والتميز في السلوك امللبسي. ومتيل الفتيات إلى إشباع الرغبات في الشعور واإلحساس باألناقة واجلاذبية مع مراعاتهن للعادات والتقاليد وتعاليم الدين اإلسالمي وترك انطباع مقبول لدى أفراد املجتمع احمليط بهن حيث يوجد رابط بني السن ومدى تقبل األفراد للمظهر امللبسي فكلما كان السن صغير كلما مييل الفرد الختيار املالبس التي تتبع خطوط املوضة بينما بتقدم العمر يتم اختيار املالبس على أساس إخفاء العيوب)التركي 1992 م( وأن املالبس في سن الشباب حتتل املركز األول وأن االهتمام بالتزين واجلاذبية الشخصية أعظم بني الفتيات وأن الفتاة في مرحلة املراهقة املتأخرة أكثر اهتماما باملالبس واملوضة من الفتاة في مرحلة املراهقة املبكرة فاالهتمام باملالبس يتزايد أثناء املراهقة من السن األصغر حتى األكبر وكلما زاد الشعور باألمان في املركز االجتماعي قل اهتمام الفرد بامللبس وبالتالي يقل تأثره بها وهذا يرجع لتأثير املالبس احلسنة املظهر على املشاركة االجتماعية )شعبان 2010 م(. ويرى سوليفان Sullivan أن الشعور بالوحدة النفسية يحدث كثيرا وبقوة لدى املراهقني كنتيجة الحتياجاتهم الشخصية للمودة حيث أن من أهم مشكالت املراهق: فقدانه ملصدر املودة والتواد وميله إلى العزلة إذا لم يشبع الدافع للتواد على نحو جيد )أبو النجا 2006 م(. وترى الباحثة أن الفتاة املراهقة في دار األيتام بحاجة إلى توجيه تربوي ملبسي سليم يساعدها على تلبية احتياجاتها امللبسية بطريقة سليمة ومتزنة حتقق به الفائدة من األداء الوظيفي واجلمالي للملبس. اجلزء الثاني: الدراسة امليدانية للبحث. منهج البحث: املنهج الوصفي التحليلي يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبر عنها تعبيرا كيفيا أو تعبيرا كميا فهو األكثر استخداما واألكثر مالئمة في دراسة الظواهر اإلنسانية واالجتماعية والتربوية )عبيدات وآخرون 2005 م( ومن خالل هذا املنهج سوف يتم قياس ووصف التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام )بيت الطفل(. أ. داليا عبد الله محمد وزان أدوات البحث: االستبيان: يعتبر أداة للحصول على احلقائق وجتميع البيانات عن الظروف القائمة )ياركندي 1998 م( وكما هو متبع في البحث الوصفي التحليلي إلثبات الفروض عن طريق الوصف والتحليل قامت الباحثة بقياس ووصف التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام )بيت الطفل( باستخدام االستبيان كأداة للبحث. وكانت محاور استبيان العينة األولى )الفتاة املراهقة بدار األيتام( كاآلتي: البيانات األساسية. مكافئة الفتيات الشهرية. االحتياجات امللبسية. الفتيات واملوضة. اجتاهات الفتيات في املالبس والعناية بها. الصحة امللبسية. العالقات االجتماعية مع املسئوالت. أما محاور استبيان العينة الثانية )املسئوالت عن الفتيات املراهقات بدار األيتام( كاآلتي: مدى عالقة املسئولة بالفتاة املراهقة بدار األيتام. دور املسئوالت في توفير احتياجات الفتاة امللبسية. عينة البحث: اشتملت عينة البحث على ما يلي: أوال : الفتيات املراهقات بدار األيتام )بيت الطفل( من سن )13: 21( وعددهن 30 فتاة في مرحلة املراهقة من أصل )48( فتاة. ثانيا : املسئوالت عن الفتيات املراهقات بدار األيتام )بيت الطفل( وعددهن )17( من أصل )47( مسئولة. البيانات املعلومات اإلجابات ت العمر جدول رقم )1( يوضح البيانات األساسية للعينة األولى املتوسطة املرحلة الدراسية الثانوية اجلامعية املكافئة الشهرية % % % 7 23% 15 50% 8 27% 3 10% 22 73% 5 17% % يتضح من اجلدول رقم )1( أن نسبة )73%( للفتيات الالتي تتراوح أعمارهن ما بني )16-18( سنة ونسبة )17 %( منهن تتراوح أعمارهن بني )12-15( سنة ونسبة )10 %( كانت أعمارهن بني )19-21( سنة. أما بالنسبة للمرحلة الدراسية فنجد أن نسبة )50 %( من الفتيات في املرحلة الثانوية ونسبة )27%( منهن في املرحلة املتوسطة كما أن نسبة )23 %( منهن في املرحلة اجلامعية. أما بالنسبة للمكافئة الشهرية للفتيات وجد أن نسبة )50 %( منهن مكافئتهن )600( ريال ونسبة )27 %( مكافئتهن )400( ريال ونسبة )23 %( مكافئتهن )1000( ريال وهذا مطابق ألعمارهن ومرحلتهن الدراسية

107 م التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة وهذا يتفق مع دراسة فتيح ) 1998 م( التي تهدف إلى الكشف عن جوانب الرعاية واالهتمام اللتني أولتهما التربية اإلسالمية لتربية األيتام مبكة املكرمة. ودراسة الطويل ) 2010 م( التي توصلت إلى دور اململكة العربية السعودية في توفير الدعم املادي لأليتام وقيام اجلمعيات اخليرية برعاية األيتام. جدول رقم )2( يوضح خطوات صرف املكافئة الشهرية العبارات ال نعم أحيان ا ال إجابة أ. داليا عبد الله محمد وزان 1 هل لديك مكافئة شهرية ت % ت % ت % % 5 17% 24 80% 2 هل تدخرين من مكافئتك الشهرية 2 7% % 6 20% 21 70% 3 م هل تقومني بتخطيط مبكر ملشتريتك من املكافئة الشهرية 14 47% 1 3% 15 50% يتضح من اجلدول رقم )2( أن نسبة )80 %( من أفراد العينة لديهن مكافئة شهرية كما أن نسبة )17 %( منهن أجنب بعدم وجود مكافئة شهرية لديهن وذلك يرجع لعملية إشراف املسئوالت على عملية صرف املكافئة حسب االحتياج ونسبة )3 %( كانت إجابتهن أحيانا. أما بالنسبة لالتي يدخرن من املكافئة الشهرية كان بنسبة )70 %( والالتي ال يدخرن من املكافئة الشهرية بنسبة )20 %( وبنسبة )3%( أحيانا يدخرن من املكافئة الشهرية وبنسبة )7 %( لم يجاوبن. ويتضح أن بنسبة )50 %( من الفتيات املراهقات يقمن بتخطيط مبكرة قبل شراء ما يلزمهن و) 47 %( يخططن أحيانا و) 3 %( ال يخططن قبل الشراء. وهذا يتفق مع دراسة فتيح ) 1998 م( حول مدى توفر اإلمكانات املتاحة ومدى حتقيق اجلوانب االجتماعية للمقيمني واملقيمات بدور الرعاية االجتماعية في منطقة مكة املكرمة وإن اإلشراف على املكافئة الشهرية للفتيات املراهقات بدار األيتام يتم من قبل املسئوالت عن الدار حسب احتياجاتهن. جدول رقم )3( يوضح التخطيط لالحتياجات امللبسية العبارات ت عند التخطيط الحتاجتك امللبسية تقومني ب 4 جرد ما بخزانة املالبس 8 اإلطالع على املوضة 18 تخطيط عشوائي 30 املجموع تتم عملة التسوق للحصول على احتياجاتك ومتطلباتك 9 3 أشهر 12 6 أشهر 7 12 شهر 7% 2 ال إجابة 100% 30 املجموع اقتنائك للحلي ومكمالت الزينة من حيث 3 87% 26 األناقة 3% 1 الفخامة 10% 3 املوضة 100% 30 املجموع اختيارك للمالبس يعتمد على: 4 7% 2 خطوط املوضة 7% 2 اخلامة املصنوعة منها 67% 23 قناعتك الشخصية 10% 3 اختيار شخص آخر 100% 30 املجموع عند اختيارك للمالبس تراعي مدى مالئمتها 5 37% 11 لقوام جسمك 33% 10 لون بشرتك 30% 9 وقت ارتدائها 100% 30 املجموع يتضح من اجلدول رقم )3( أن نسبة )60 %( من أفراد العينة تخططن لالحتياجات امللبسية بدون دراسة وبطريقة عشوائية وأن نسبة )27 %( يطلعن على املوضة عند تخطيط احتياجاتهن امللبسية ويتضح أيضا أن نسبة )13 %( فقط يجردن ما لديهن بخزانة املالبس. كما أن عملية التسوق تتم لديهن كل 6 أشهر بنسبة )40 %( وكل 3 أشهر بنسبة )30 %( وكل 12 شهر بنسبة )23 %( بنسبة )7 %( منهن لم يجاوبن على هذا السؤال. ويتضح أن أفراد العينة يقتنني احللي ومكمالت الزينة بنسبة )87 %( من حيث األناقة وبنسبة )10 %( من حيث املوضة وبنسبة )3 %( من حيث الفخامة. ويتضح إن نسبة )67 %( من أفراد العينة يخترن مالبسهن حسب القناعة الشخصية ونسبة )10 %( باختيار شخص آخر ونسبة )7 %( حسب خطوط املوضة واخلامة املصنوعة منها كذلك تراعي أفراد العينة عند اختيار املالبس مدى مالئمتها لقوام اجلسد بنسبة )37 %( وللون البشر بنسبة 33( )% ووقت ارتدائها بنسبة 30(.)% مما سبق يتضح أن الفتيات املراهقات أغلب تخطيطهن عشوائي عند حتديد احتياجاتهن امللبسية ويهتمون باألناقة وقناعتهن الشخصية في اختيار مالبسهن مع االهتمام بالقوام فهن بحاجة إلى معرفة عالية باألسس العامة للتخطيط الكسائي اجليد وقد يتفق هذا مع دراسة حسن وعيد ) 2003 م( في تأثير البيئة االجتماعية على أسلوب اختيار أفراد العينة مللبسهم وجود عالقة طردية بني املستوى االجتماعي لألفراد والسلوك امللبسي الصحيح وأن السلوك امللبسي الصحيح يؤدي إلى التوافق االجتماعي للفرد مع املجتمع ومع دراسة احلازمي ) 2006 م( في وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بني بعض املتغيرات األسرية واملتغيرات اخلاصة باملراهقني % 1 13% 27% 60% 100% 30% 40% 23%

108 التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة وبني محاور استبيان السلوك االستهالكي للمراهقني ويتفق مع دراسة نادر والغامدي ) 2007 م( أنه يوجد لدى طالبات االقتصاد املنزلي ثقافة ملبسية ولكن حتتاج إلى تطوير في بعض احملاور )اخلبرة في اختيار مالبس األطفال واالهتمام باملظهر الشخصي واالهتمام بالتكوين اجلسمي وأنواع وألوان املالبس شراء املالبس وتخطيط دوالب املالبس وتخزين املالبس والعناية بها(. جدول رقم )4( يوضح وجهة نظر الفتيات للموضة % ت العبارات م 10% 3 هل تؤثر املوضة في بناء شخصيتك نعم 1 33% 10 ال 57% 17 أحيانا 100% 30 املجموع 40% 12 اختيارك للموضة يتم بواسطة اإلطالع 2 50% 15 االقتناع 7% 2 التأثر باألخريات 3% 1 تطبق كما هي 100% 30 املجموع 20% 6 ماذا تفعلني إذا وجدتي املوضة تتعارض مع العادات والتقاليد تتبعي املوضة 3 40% 12 تتبعي العادات والتقاليد 37% 11 تطوعي املوضة لتناسب العادات والتقاليد 3% 1 ال إجابة 100% 30 املجموع 27% 8 هل تعرفني الفرق بني املوضة والتقاليع نعم 4 73% 22 ال 100% 30 املجموع 40% 12 هل حتاكني املوضة في اختيار مكمالت املالبس نعم 5 27% 8 ال 33% 10 أحيانا 100% 30 املجموع يتضح من اجلدول رقم )4( أن نسبة )57 %( من أفراد العينة يجدن أن املوضة أحيانا تؤثر في شخصيتها ونسبة )33 %( ال تؤثر املوضة في شخصيتها ونسبة )10 %( تؤثر املوضة في شخصيتها. ويتضح في اختيار أفراد العينة للموضة أن بنسبة )50 %( باالقتناع ثم االختيار وبنسبة )40 %( باإلطالع أ. داليا عبد الله محمد وزان قبل االختيار و) 7 %( بالتأثر باألخريات و) 3 %( بالتطبيق كما هي. كما إن نسبة )40 %( من أفراد العينة يتبعن العادات والتقاليد إذا وجدن املوضة تتعارض معها ونسبة )37 %( يطوعن املوضة لتناسب العادات والتقاليد ونسبة )20 %( تتبع املوضة ونسبة )3 %( لم جتاوبن. ويتضح في سؤال هل تعرفني الفرق بني املوضة والتقاليع أن نسبة اإلجابة بال )73 %( ونسبة اإلجابة بنعم )27 %( وكذلك يتضح أن نسبة )40 %( يفضلن محاكاة املوضة في مكمالت املالبس ونسبة )33 %( أحيانا ما يفضلن محاكاة املوضة في مكمالت املالبس ونسبة )27 %( ال يفضلن محاكاة املوضة في مكمالت املالبس وعلى ذلك فالفتاة املراهقة بدار األيتام متيل الختيار املالبس التي تتبع خطوط املوضة وهذا يتفق مع دراسة شعبان ) 2010 م( في وجود فروق لدى الفتيات املراهقات )االحتشام املوضة جذب االنتباه االنتماء للجماعة التزين(. جدول رقم )5( يوضح اجتاهات ورغبات الفتيات في املالبس والعناية بها % ت العبارات م هل لديك رغبة في تصميم األزياء اخلاصة بك 1 43% 13 نعم 20% 6 ال 37% 11 أحيانا 100% 30 املجموع هل لديكي املوهبة أو الرغبة في حياكة وتفصيل املالبس اخلاصة بك 2 13% 4 نعم 60% 18 ال 27% 8 أحيانا 100% 30 املجموع كيف تتصرفني في مالبسك املستهلكة 3 7% 2 إحداث بعض التغيير والتجديد عليها 30% 9 تتصدقني بها 53% 16 تعطينها ألخرى محتاجة 7% 2 تستغني عنها وتتلف 3% 1 ال تعلم 100% 30 املجموع هل تعتنني مبالبسك 4 60% 19 نعم 3% 1 ال 37% 10 أحيانا 100% 30 املجموع هل عنايتك باملالبس 5 40% 13 يومية

109 25 التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة 40% 12 أسبوعية 17% 4 شهرية 3% 1 ال تعلم 100% 30 املجموع يتضح من اجلدول رقم )5( أن نسبة )43 %( من أفراد العينة لديهن رغبة في تصميم األزياء اخلاصة بهن ونسبة )37 %( أحيانا لديهن رغبة في تصميم األزياء اخلاصة بهن ونسبة )20 %( ال يوجد لديهن رغبة في ذلك بينما نسبة )60 %( ال يوجد لديهن املوهبة أو الرغبة في حياكة وتفصيل مالبسهن ونسبة )27 %( أحيانا لديهن موهبة رغبة في حياكة وتفصيل مالبسهن ونسبة )13 %( نسبة لديهن موهبة ورغبة في حياكة وتفصيل مالبسهن. كذلك يتضح أن نسبة )53 %( من أفراد العينة يعطني مالبسهن للمحتاجات وبنسبة )30 %( يتصدقن مبالبسهن وبنسبة )7 %( يستغنني عن مالبسهن ويتلفنها وبنسبة )7 %( يحدثن بعض التغيير والتجديد وبنسبة )3 %( ال يعلمن كيف يتم التصرف في املالبس املستهلكة. أما عن العناية باملالبس فإن نسبة )60%( من أفراد العينة يعتنني مبالبسهن وبنسبة )37 %( يعتنني أحيانا مبالبسهن وأن )3 %( ال يعتنني مبالبسهن, وإن نسبة )40 %( يعتنني مبالبسهن يوميا و) 40 %( يعتنني بها أسبوعيا و) 17 %( يعتنني بها شهريا و) 3 %( ال تعلم عن عناية مالبسها. فالفتيات املراهقات بدار األيتام بحاجة إال تنمية مهارتهن في تصميم األزياء واحلياكة والتفصيل لكي يستطعن إحداث التغير والتجديد على مالبسهن ويحسن التصرف في املالبس اجليدة املستهلكة وذلك لتفادي األضرار الصحية الناجتة من سوء التصرف في املالبس املستهلكة كذلك هن بحاجة ملعرفة األسس الصحيحة للعناية باملالبس والتعرف على البطاقة اإلرشادية للعناية باملالبس. جدول رقم )6( يوضح الراحة النفسية والصحة امللبسية % ت العبارات م 97% 29 أي من القطع اآلتية حتقق لك الراحة امللبسية بنطال 1 0% 0 جونلة 3% 1 فستان 100% 30 املجموع 33% 10 أي من األلوان اآلتية حتقق لك الراحة النفسية أسود 2 7% 7 أبيض 3% 3 أحمر 7% 7 أخضر 17% 17 أصفر 10% 10 زهري 13% 13 أزرق 3% 3 بني أ. داليا عبد الله محمد وزان 0% 0 برتقالي 7% 7 بنفسجي 100% 30 املجموع أي من اخلامة النسجية اآلتية حتقق لك الصحة امللبسية 3 43% 13 القطن 27% 8 الصوف 17% 5 احلرير 3% 1 النايلون 10% 3 ال إجابة 100% 30 املجموع يتضح من اجلدول رقم )6( أن الغالبية العظمى من مالبس أفراد العينة البنطال بنسبة )97 %( ويليه الفستان بنسبة % 3 أما نسبة اجلونلة % 0 وهذا قد يؤثر على صحتهن اجلسمية. كذلك يتضح أن أعلى نسبة كانت في اللون األسود وهي )33 %( يليه اللون أصفر بنسبة )17%( يليه اللون األزرق بنسبة )13 %( يليه اللون الزهري بنسبة )10 %( يليه اللون األبيض واألخضر والبنفسجي بنسبة )7 %( يليهم اللونان األحمر والبني بنسبة )3 %( واللون البرتقالي بنسبة )0 %( وكانت معظم اإلجابات عن سبب اختيار األلوان املفضلة أنها تعبر عن احلالة النفسية سواء كانت سعيدة أو منزعجة. وأكثر اخلامات التي يفضلنها القطن بنسبة )43 %( ثم الصوف بنسبة )27 %( ثم احلرير بنسبة )17 %( ثم النايلون بنسبة )3 %( بينما )10 %( لم يجنب على السؤال. وهذا يتفق مع أهداف دراسة شعبان ) 2010 م( في التعرف على السلوك امللبسي للفتيات املراهقات ومساعدة الباحثني في مجالي )الثقافة الدينية وسيكولوجية املالبس( ورفع الوعي امللبسي للفتيات في مرحلة املراهقة. جدول رقم )7( يوضح العالقات االجتماعية مع مسئوالت الدار العبارات هل تسمح لك مسئوالت الدار اختيار مالبسك ت ال نعم أحيان ا 10 33% 3 10% 17 57% % 26 هل جتدين توجيه وإرشاد واستحسان من املسئوالت عند اختيارك للمالبس ت 8 27% 3 10% 19 63% % 27 هل تهتمني بتوجيهات مسئوالت الدار عن اختيار مالبسك ت % 1 3% 2 7% 27 90% يتضح من اجلدول رقم )7( أن نسبة )57 %( من أفراد العينة يسمح لهن اختيار مالبسهن ونسبة )33 %( أحيانا يسمح لهن اختيار مالبسهن كما أن نسبة )10 %( ال يسمح لهن اختيار مالبسهن وأن بنسبة )36 %( من أفراد العينة يجدن توجيه وإرشاد واستحسان من املسئوالت عند اختيار املالبس ونسبة )27 %( أحيانا يجدن وبنسبة )10 %( ال يجدن كذلك كانت نسبة )90 %( من أفراد العينة تهتم باختيار املسئوالت ملالبسها وبنسبة )7 %( ال تهتم وبنسبة )3 %( أحيانا تهتم

110 التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة أ. داليا عبد الله محمد وزان % 76% 12% 12% 100% 59% 6% 23% 12% 100% 82% 12% 6% 100% 76% 12% 12% 100% 88% 0% 12% 100% % 17 % 41 35% % 6 فالعالقة بني الفتيات املراهقات بدار األيتام وبني املسئوالت عنهن عالقة حميمة واملعاملة بينهن حسنة وهذا يتفق مع دراسة الطويل ) 2010 م( أن قيام اجلمعية اخليرية لرعاية األيتام بالدور التربوي بدرجة متوسطة في محاور الدراسة اخلمسة. جدول رقم )8( يوضح مدى العالقة بني املسئولة والفتاة املراهقة بدار األيتام )بيت الطفل( % ت العبارات م هل هناك قوانني وأسس متبعة في اإلشراف على الفتيات املراهقات بدار األيتام 1 88% 15 نعم 0% 0 ال 12% 2 أحيانا 100% 17 املجموع هل توجد صداقة بينك وبني الفتاة املراهقة بدار األيتام 2 59% 10 نعم 6% 1 ال 35% 6 أحيانا 100% 17 املجموع ما األسلوب األمثل في توجيه وإرشاد الفتاة املراهقة بدار األيتام 3 % لغة احلوار السهل املفهومة % 6 1 اللوم والعتاب % 12 2 الثواب والعقاب % 6 1 ال إجابة 100% 17 املجموع يتضح من اجلدول رقم )8( أن أفراد العينة بنسبة )88 %( أجنب بوجود قوانني وأسس متبعة في اإلشراف على الفتيات املراهقات بدار األيتام وبنسبة )12 %( أجنب أن أحيانا بوجود قوانني وأسس متبعة في اإلشراف حيث يتم اإلشراف على الفتيات املراهقات بدار األيتام )بيت الطفل( من قبل جمعية أم القرى اخليرية النسائية مبكة املكرمة حتت رعاية وزارة الشئون االجتماعية. ويتضح أن نسبة )59 %( من أفراد العينة توجد صداقة بينها وبني الفتاة املراهقة بدار األيتام وبنسبة )35 %( توجد أحيانا صداقة بينها وبني الفتاة املراهقة بدار األيتام وبنسبة )6 %( ال توجد صداقة بينها وبني الفتاة املراهقة بدار األيتام وعلى هذا فإنه توجد فروق مبستوى العالقة في التعامل بني املسئوالت وبني الفتيات املراهقات بدار األيتام. كما أن أفراد العينة من املسئوالت بنسبة )76 %( أجنب أن األسلوب األمثل في توجيه وإرشاد الفتاة املراهقة بدار األيتام بلغة احلوار السهل املفهومة وبنسبة )12 %( بالثواب والعقاب وبنسبة )6 %( باللوم والعتاب أما الالتي لم يجنب كانت نسبتهن )6 %( من أفراد العينة. جدول رقم )9( يوضح دور املشرفة في توفير احتياجات الفتاة املراهقة امللبسية ت العبارات هل توجهي الفتاة املراهقة بدار األيتام عند اختيارها القطع امللبسية 13 نعم 2 ال 2 أحيانا 17 املجموع هل هناك تخطيط لالحتياجات امللبسية للفتاة املراهقة بدار األيتام 10 نعم 1 ال 4 أحيانا 2 ال إجابة 17 املجموع هل تهتم الفتاه املراهقة بدار األيتام بتوجيهاتك عند اختيار مالبسها 14 نعم 2 ال 1 أحيانا 17 املجموع هل تشارك الفتاة املراهقة بدار األيتام في العناية مبالبسها 13 نعم 2 ال 2 أحيانا 17 املجموع هل متارس الفتاة املراهقة عمليات غسل وكي مالبسه 15 نعم 0 ال 2 أحيانا 17 املجموع متى تتم عملية التسويق للفتاة املراهقة بدار األيتام القتناء احتياجاتها امللبسية 3 كل 3 اشهر 7 كل 6 اشهر )نصف سنة( 6 كل 12 شهر )سنة( 1 ال إجابة

111 التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة املجموع كيف تختار الفتاة املراهقة في دار األيتام احتياجاتها امللبسية مشاركتها في االختيار ترك حرية االختيار له مما يوفر في الدار املجموع أ. داليا عبد الله محمد وزان 100% % 53 % 29 % % ويتضح من اجلدول رقم )9( أن أفراد العينة بنسبة )47 %( توجه الفتاة املراهقة بدار األيتام عند اختيارها القطع امللبسية وبنسبة )12 %( ال توجه الفتاة املراهقة بدار األيتام عند اختيارها القطع امللبسية, وبنسبة )12 %( أحيانا توجه الفتاة املراهقة بدار األيتام عند اختيارها القطع امللبسية ويتضح أيضا أن بنسبة )59 %( يوجد تخطيط لالحتياجات امللبسية للفتاة املراهقة بدار األيتام وبنسبة )23 %( يوجد أحيانا تخطيط لالحتياجات امللبسية للفتاة املراهقة بدار األيتام وبنسبة )6 %( ال يوجد تخطيط لالحتياجات امللبسية للفتاة املراهقة بدار األيتام كذلك يتضح بنسبة )82 %( أن الفتاه املراهقة بدار األيتام تهتم بتوجيهات املسؤوالت عند اختيار مالبسها وبنسبة )18 %( ال تهتم الفتاه املراهقة بدار األيتام بتوجيهات املسئوالت عند اختيار مالبسها وبنسبة) 6 %( أحيانا تهتم الفتاه املراهقة بدار األيتام بتوجيهات املسئوالت عند اختيار مالبسها. أما في محاور العناية باملالبس فإن بنسبة 76% أجنب أن الفتاة املراهقة بدار األيتام تشارك في العناية مبالبسها وبنسبة % 12 أجنب أنها ال تشارك وبنسبة 12% أجنب أحيانا ما تشارك وفي السؤال هل تعرف املراهقة غسل وكي مالبسها فإن نسبة % 88 نعم ونسبة % 0 ال ونسبة % 12 أحيانا وفي السؤال هل يترك للفتاة املراهقة بدار األيتام فرصة نظافة مالبسها كل أسبوع مرة فإن نسبة % 88 نعم ونسبة % 6 ال ونسبة % 6 أحيانا. ويتضح أن بنسبة )41 %( من أفراد العينة أجنب أن عملية التسويق تتم كل 6 أشهر القتناء االحتياجات امللبسية للفتاة املراهقة بدار األيتام, وبنسبة )35 %( تتم عملية التسوق كل 12 شهر, وبنسبة )17 %( عملية التسويق تتم كل 3 أشهر و بنسبة )6 %( لم جتنب على السؤال. كذلك يتضح أن نسبة )53 %( من أفراد العينة يشاركن الفتاة املراهقة بدار األيتام اختيار احتياجاته امللبسية وبنسبة )29 %( يتركن للفتاة املراهقة حرية االختيار وبنسبة )18 %( أجنب أن الفتاة املراهقة تختار مما يوفر في الدار. وعلى ذلك فإن املسئوالت عن الفتيات املراهقات بدار األيتام يقمن بالتوجيه واإلرشاد والنصح للفتيات املراهقات ويعتنني بالفتيات كذلك فإن معظم الفتيات املراهقات بدار األيتام يعتنني مبالبسهن ومبساعدة من األم البديلة وأيضا فإن للمسئوالت بدار األيتام دور في اختيار االحتياجات امللبسية للفتاة املراهقة بدار األيتام )بيت الطفل(. مناقشة النتائج: أن أعلى نسبة من الفتيات املراهقات بدار األيتام بحاجة إلى تثقيف وتربية ملبسية وذلك يرجع للنسب التي كانت مرتفعة في )التخطيط العشوائي بنسبة )60 %(- عدم معرفة الفرق بني املوضة والتقاليع بنسبة )73 %(- عدم الرغبة في تفصيل وحياكة املالبس بنسبة )60 %(- معرفة األسس الصحيحة للعناية باملالبس فبنسبة )60 %( منهن يعتنني مبالبسهن( وهذا ما يثبت صحة الفرض األول. أن أعلى نسبة من الفتيات املراهقات بدار األيتام ليس لديهن معرفة بصحة املالبس اجلسمية والنفسية فإن نسبة )53 %( منهن يقمن بإعطاء مالبسهن املستهلكة ألخريات دون معرفتهن باألضرار التي تنقل عن طريق العدوى من املالبس املستعملة ونسبة )97 %( منهن يرتدين املالبس الضيقة والبنطال دون معرفتهن بتأثيرها الضار على عملية اخلصوبة وأعلى نسبة للون املفضل لديهن كانت )%33( للون األسود بسبب أنه يدل على حالتهن النفسية فهن يهملون األداء الوظيفي للمالبس وهذا ما يثبت صحة الفرض الثاني. وجود صداقة وعالقة حميمة بني الفتيات املراهقات واملسئوالت عنهن وكذلك تتوافق النسب املرتفعة ألجوبة الفتيات املراهقات وأجوبة املسئوالت عنهن في توجيه الفتيات املراهقات عند اختيار احتياجاتهن امللبسية واهتمام الفتاة املراهقة بتوجيهات املسئوالت عنها وهذا ما يثبت صحة الفرض الثالث. التوصيات تقدمي دورات للفتيات املراهقات بدار األيتام واملسئوالت عنهن في التثقيف والتربية امللبسية. تعني مسئولة ذات خبرة وكفاءة في مجال التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام. إعطاء الثقة للفتاة املراهقة بدار األيتام في استالم املكافئة واختيار وشراء احتياجاتها امللبسية. عمل زيارات للفتاة املراهقة بدار األيتام إلى اجلامعات, ومراكز اخلدمة االجتماعية. املراجع املراجع العربية: أبو الريش صفوان حامد ) 2009 م( أساليب تعامل اإلدارة املدرسية واملعلمني مع الطالب األيتام ذوي الظروف اخلاصة وعالقتها بالتحصيل دراسة مسحية آلراء الطالب رسالة ماجستير قسم اإلدارة والتخطيط كلية التربية جامعة أم القرى مكة املكرمة. أبو النجا أماني صالح ) 2006 م( الشعور بالوحدة النفسية وعالقته بكل من السلوك العدواني ومفهوم الذات لدى أطفال دور األيتام القاطنات ضمن نظام أسري بديل والقاطنات ضمن نظام اإليواء العادي مبدينتي مكة - جدة )دراسة مقارنة( رسالة ماجستير جامعة أم القرى مكة املكرمة. أحمد, يسري معوض عيسى ) 2001 م( قواعد وأسس تصميم األزياء, عالم الكتب, الطبعة األولى, القاهرة. أنيس إبراهيم ومنتصر عبد احلليم والصواحلي عطية وأحمد محمد خلف الله ) 1973 م( املعجم الوسيط دار إحياء التراث العربي الطبعة الثانية القاهرة. بارك لطفيه محمد ) 2006 م( دراسة السلوك االستهالكي ملالبس املراهقات امللتقى العلمي األول ترشيد االستهالك األسري في املجتمع السعودي كلية التربية لالقتصاد املنزلي والتربية الفنية وزارة التربية والتعليم جدة. بن أسد احمد بن محمد بن حنبل ) 1993 م( مسند اإلمام أحمد دار إحياء التراث العربي القاهرة. التركي هدى سلطان ) 1992 م( دراسة العادات واالجتاهات الشرائية ملالبس الفتيات السعوديات نشرة بحوث االقتصاد املنزلي العدد األول املجلد 2 كلية االقتصاد املنزلي جامعة املنوفية املنوفية. احلازمي خلود بنت حسن هجرس ) 2006 م( عالقة السلوك االستهالكي للمراهقني ببعض املتغيرات األسرية رسالة ماجستير كلية التربية لالقتصاد املنزلي قسم السكن وإدارة املنزل مكة املكرمة

112 التربية امللبسية للفتيات املراهقات بدار األيتام مبكة املكرمة حسن محمد السيد محمد وعيد رشدي علي ) 2003 م( دراسة العالقة بني السلوك امللبسي واجلانب االجتماعي مجلة بحوث االقتصاد املنزلي العدد الثالث والرابع املجلد 13 جامعة املنوفية املنوفية. خليل نادية محمود ) 1999 م( مكمالت املالبس اإلكسسوار فن األناقة واجلمال دار الفكر العربي القاهرة. الزعبالوي ) 1998 م( املراهق املسلم حاجات املراهق واملشكالت اجلسمية التي تنشأ عنه احلاجات واملشكالت اجلسمية والنفسية واالجتماعية والعقلية اجلزء السادس مؤسسة الكتب الثقافية بيروت. السدحان عبد الله ناصر عبد الله ) 1999 م( رعاية األيتام في اململكة العربية السعودية األمانة العامة لالحتفال مبرور مئة عام على تأسيس اململكة الرياض. السويهري علي عبد الله ) 2009 م( املشكالت النفسية واالجتماعية لدى األيتام في اجلمعية اخليرية مبكة املكرمة رسالة ماجستير كلية التربية قسم علم النفس جامعة أم القرى مكة املكرمة. شتا عايدة فهمي ونادر خديجة سعيد مسفر ) 1999 م( االقتصاد واالستهالك امللبسي دار الثقافة للطباعة الطبعة األولى مكة املكرمة. شعبان ياسمني أمني عبد العزيز ) 2010 م( دراسة حتليلية للسلوك امللبسي لدى الفتيات في مرحلة املراهقة ومدى ارتباطه بثقافتهم الدينية رسالة ماجستير كلية االقتصاد املنزلي قسم املالبس والنسيج جامعة املنوفية املنوفية. الشعراوي صالح فؤاد ) 2008 م( نحو مفهوم نظري موحد في تفسير النمو النفسي كلية املعلمني مبحافظة جدة جامعة امللك عبد العزيز جدة. الطويل عبد الله ناصر عائض ) 2010 م( الدور التربوي للجمعية اخليرية لرعاية األيتام مبكة املكرمة رسالة ماجستير كلية التربية قسم التربية اإلسالمية واملقارنة جامعة أم القرى مكة املكرمة. عابدين,علية ) 1996 م( دراسات في سيكولوجية املالبس, دار الفكر العربي, الطبعة األولى, القاهرة. عابدين,علية ) 2002 م( املدخل لدراسة النسيج واملالبس, دار الفكر العربي, الطبعة األولى, القاهرة. العبد الكرمي خولة عبد الله السبتي ) 2004 م( مشكالت املراهقات االجتماعية والنفسية والدراسية دراسة وصفية على عينة من الطالبات السعوديات في املرحلة املتوسطة في املدارس احلكومية في مدينة الرياض رسالة ماجستير قسم الدراسات االجتماعية كلية املجتمع جامعة امللك سعود الرياض. عبيدات ذوقان وعدس عبد الرحمن وعبد احلق كايد ) 2005 م( البحث العلمي مفهومه/ أدواته/ أساليبه دار أسامة للنشر والتوزيع الرياض. العسقالني أحمد ابن حجر ) 1998 م( فتح الباري في شرح صحيح البخاري دار احلديث القاهرة. فتيح إلهام عبد الوهاب ) 1998 م( تربية األيتام في منطقة مكة املكرمة ومنطقة - مان هامي -Mannheim بأملانيا دراسة وصفية حتليلية مقارنة رسالة ماجستير كلية التربية اإلسالمية واملقارنة جامعة أم القرى مكة املكرمة. ماضي جندة ) 2005 م( صحة املالبس مكتبة بستان املعرفة كفر الدوار. مختار السيد ) 2004 م( عناية القرآن الكرمي بتربية وحقوق اليتيم مكتبة صيد الفوائد االلكترونية. مخيمر هشام محمد ) 2000 م( علم نفس النمو الطفولة واملراهقة اشبيليا الطبعة األولى الرياض. املطرفي فوزية محمد عبد احملسن ) 2001 م( دراسة العالقة بني احلالة الغذائية والوجبات املقدمة ألطفال دور األيتام في منطقة مكة املكرمة ألطفال السن املدرسي )6-12 سنة( رسالة دكتوراه كلية التربية لالقتصاد أ. داليا عبد الله محمد وزان املنزلي قسم التغذية وعلوم األطعمة مكة املكرمة. نادر خديجة سعيد مسفر والغامدي لولوه عزم الله أحمد ) 2007 م( واقع التثقيف امللبسي في مقررات كليات البنات لالقتصاد املنزلي باململكة العربية السعودية مجلة بحوث االقتصاد املنزلي العدد الرابع املجلد 17 جامعة املنوفية املنوفية. الناعوري, سعاد عساكرية ونشيوات, ليلى حجازي ) 2002 م( املنسوجات, دار الشروق, الطبعة األولى, ع مان. ياركندي هامن حامد ) 1998 م( دليل الباحثة املبتدئة في كتابة البحث العلمي دار القادسية جدة. املواقع االلكترونية: وزارة الشؤون االجتماعية اإلدارة العامة لرعاية األيتام

113 أ. ر با بنت حامد املفلحي حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية إعداد: ر با حامد املفلحي مديرة بيت الطفل لرعاية األيتام مبكة املكرمة املقدمة لقد أهتم اإلسالم بالعلم اهتماما عظيما فكانت أول آية نزلت في القرآن الكرمي أمرة بالعلم قال تعالى:»اق ر أ ب اس م ر ب ك ال ذ ي خ ل ق» )1(. وفي هذه اآلية تبرز حقيقة التعليم في اإلسالم إذ ق دم العلم على اخل لق فضال عن أنه كرر لفظ العلم مرتني وقد نوه بفضل الكتابة وق رنت بالعلم فالعلم كان وما يزال أعمق أدوات التعليم أثرا في حياة اإلنسان.)2( واهتمام اإلسالم بالتعليم لم يقتصر على الرجال بل أن من سماحة اإلسالم وتكرميه للمرأة أنه لم يفرق بني تعليمها وتعليم الرجل فنادى املصطفىr بالتعليم لكل مسلم ويدخل في هذا اللفظ العام املرأة لقوله صلى الله عليه وسلم:طلب العلم فريضة على كل مسلم«فلفظ )مسلم( ي ثبت للمرأة أحقية العلم وإمنا جاء اخلطاب باسم الذكر للتغليب )3(. واململكة العربية السعودية إحدى أهم الدول التي أولت التعليم جل اهتمامها بل أنها سعت ألن حتضى املرأة بأكبر نصيب من التعليم خاصة وأن تعليم املرأة في اململكة العربية السعودية مرتبط باجلذور اإلسالمية التي ت كرم املرأة وتهتم بها فلم يقتصر تعليم الفتاة في اململكة على مرحلة معينة أو على تخصص بعينه بل ف تحت أمامها جميع املجاالت املتوافقة مع طبيعتها والتي حتترم مكانتها وحتميها من االختالط بالرجال. بل أن من أهم السياسات التي قام عليها التعليم في اململكة العربية السعودية منذ نهضته وتطوره هو اإلقرار بحق الفتاة في التعليم مبا يالئم فطرتها وي عدها ملهمتها في احلياة على أن يتم هذا بحشمة ووقار وفي ضوء شريعة اإلسالم فإن النساء شقائق الرجال )4(. ولم يقتصر االهتمام بتعليم الفتاة في اململكة العربية السعودية على فئة معينة منهن بل شمل جميع الفتيات في جميع األماكن وحتت أي ظرف فكان لليتيمات من ذوات الظروف اخلاصة نصيبا وافرا من التعليم من خالل ما تقدمه لهن وزارة الشؤون االجتماعية من خدمات شتى كان التعليم وما يزال أولها وأهمها. حيث قامت وزارة الشؤون االجتماعية بتقدمي كافة اخلدمات التي من شأنها أن جتعل اليتيمات نساء صاحلات في املجتمع يساهمن في نهضته وبنائه بكافة الوسائل واإلمكانيات املتاحة حيث عملت وكالة الوزارة للشؤون االجتماعية على إنشاء دورا للحضانة ودورا للتربية االجتماعية في عدد من مناطق اململكة بحيث تقدم تلك الدور العناية والرعاية لليتيمات )من ذوات الظروف اخلاصة( حيث ه يئت في هذه الدور وسائل الراحة والعناية من تأمني املسكن والغذاء واحلضانة والتعليم والعالج واإلشراف االجتماعي والنفسي...من خالل هيئة إدارية وفنية ت شرف على راحة الفتيات اليتيمات ولم يقتصر دور وزارة الشؤون االجتماعية على ذالك بل أنها حثت اجلمعيات اخليرية لتتولى بعض املهام في رعاية اليتيمات من خالل إنشاء الدور اإليوائية إميانا منها بأهمية العمل التطوعي واجلهد األهلي في األعمال االجتماعية) 5 (. إن رعاية اململكة العربية السعودية لليتيمات من ذوات الظروف اخلاصة ما هي إال وجه من أوجه الرعاية التي تقدمها الدولة للرعية انطالقا من قوله صلى الله عليه وسلم :»كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته...«رواه البخاري )6(. هذه املسؤولية هي مسؤولية شاملة جلوانب الرعاية كلها وما حتمله من وجوه ومعان فالرعاية اقتصادية واجتماعية وطبية ونفسية وفكرية تعليمية حت قق لليتيمات التنشئة االجتماعية السليمة على أسس وتعاليم الدين اإلسالمي احلنيف )7(. ولن تتحقق التنشئة والتنمية االجتماعية السليمة لليتيمات من ذوات الظروف اخلاصة و التي ننشدها 219

114 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية لهن إال من خالل مستوى الرعاية التعليمة التي ت قدم لهن داخل الدور اإليوائية وداخل املؤسسات التعليمية حيث يعتبر التعليم واحدا من أهم عناصر التنمية والتنشئة البشرية فهو في حد ذاته أحد م دخالت عملية التنمية البشرية وهو أيضا أحد مخرجاتها فالتعليم كناجت يجعل الناس أكثر إنتاجية وصحة وأكثر قدرة على االبتكار ومن ثم يصبحون أكثر غنى في كل نواحي احلياة كما أن التعليم مدخل ضروري للتقدم في مجاالت التنمية البشرية خاصة إذا تعدى مرحلة تعليم الكتابة وجترد من معنى احلصول على املعرفة الالزمة لتنفيذ مهام العمل فحسب واصال إلى أبعد من مجرد تلقي املهارات لي علم الناس كيف يفكرون بطريقة ناقدة وخالقة )8(. إال أننا ال نستطيع أن جن زم أن هذا النوع من التعليم هو ما توفره الدور اإليوائية لليتيمات فيها وال بنسبة ضئيلة جدا _ إن كنا ننظر للموضوع نظرة موضوعية _ خاصة إذا ما علمنا أن اليتيمات من ذوات الظروف اخلاصة لديهن حتديات وحتديات تعليمية خاصة ناجتة من أسباب عدة البد أن يتجاوزن ها ليصلن ملرحلة التفكير بطريقة ناقدة وخالقة ت وصلهن ألن ي كن أحد أهم مخرجات التعليم وأحد أهم روافده بل ويستطعن أن يتخطني بتعليمهن كافة التحديات التي تواجههن سواء كانت تعليمية أو اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية أو طبية. إن نظرة إجمالية جل ل اخلدمات التي ت قدمها الدور اإليوائية لليتيمات من ذوات الظروف اخلاصة يجعل الناظر ي جزم أنهن ذوات مستوى دراسي م رتفع وحتصيل دراسي م رضي بل أنهن ال ي عانيني من أي حتديات ولكن لو تعمق الناظر بنظرته قليال لوجد أن فئة عظمى من اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة ذوات حتصيل دراسي وتعليمي متدني ال يرتقى للجهد املبذول في رعايتهن وال للمال امل نصرف على تلك الرعاية وهذا أمر طبيعي جدا ألننا لم نضع أيدينا على األسباب احلقيقية لهذه التحديات والتي تعددت أسبابها ولن تزول إال بزوال كل األسباب أو التقليل من حدتها في أضيق احلدود والتي حتتاج جلهود مشتركة من الدار التي تقطن فيها اليتيمة ومن املؤسسة التي تتلقى فيها تعليمها. مشكلة البحث : يكتسب احلديث عن الي تم أهمية خاصة باعتباره ظاهرة ذات بعد إنساني يتضمن قصة مأساة لم تتضح مالمح أنشودتها بعد ولها ب عدا اجتماعيا يتمثل في مفهوم كائن لم يتكيف مع ذاته ومجتمعه ومشروع إنساني لم يكتمل لذالك فقد أولى ديننا اإلسالمي احلنيف رعاية اليتيم وكفالته عناية بالغة وألقى على عاتق املجتمع املسلم مسؤولية كفالته ورعايته وتربيته وتشكيل البدايات األولى ملفردات مستقبله. وهذه املسؤولية ال تتحدد بحدود الزمان أو املكان بل تتعلق بكل شرائح املجتمع اإلسالمي انطالقا من قوله تعالى: )و ي س أ ل ون ك ع ن ال ي ت ام ى ق ل إ ص ال ح ل ه م خ ي ر و إ ن ت خ ال ط وه م ف إ خ و ان ك م و الل ه ي ع ل م امل ف س د م ن امل ص ل ح و ل و ش اء الل ه ألع ن ت ك م إ ن الل ه ع ز يز ح ك يم ). )9( واملتمعن جيدا في معنى اإلصالح يجد أنه ذو معنى شامل لكل أوضاع األيتام...ولن يك ن صالح حال اليتيم إال من خالل إصالح عقله وإنارته بنور العلم واملعرفة التي ما إن زود بها بالطريقة الصحيحة بل وأتيحت له الفرصة اجليدة ليستزيد بنور العلم سيكون فردا بناء في املجتمع وعقال ي سهم في إصالحه في شتى املجاالت. إال أن املستبصر في التعليم الذي تتلقاه الفتيات اليتيمات في الدور اإليوائية يجد أنه قد يقص ر عن اإليفاء لهذا اإلصالح مبعناه الشمولي بسبب التحديات التي تواجه تعليمهن والنابعة من كونهن يتيمات وما يعتري هذا الي تم من ظواهر نفسية واجتماعية وصحية تؤثر بشكل مباشر أو غير م باشر عليهن فضال عن وجودهن داخل أ. ر با بنت حامد املفلحي الدور اإليوائية وما يترتب عليه من أنظمة ومتغيرات قد تخرج في كثير من األحيان عن أيدي القائمني على الدار واملشرفني عليه باإلضافة للتحدي األهم وهو حتدي البيئية املدرسية التي تتلقى فيها اليتيمة تعليمها على مراحله املختلفة. ومبا أن نتاج التعليم )التحصيل الدراسي( ي عتبر مؤشرا ذو أهمية كبيرة لبعض اخلصائص النفسية التي تعتري اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة وغيرهن من الطالب والطالبات وي عد أيضا م حصلة ملجموعه من العوامل الشخصية أو البيئية التي يعشن فيها ومبا أن ارتفاع التحصيل الدراسي ي عد مؤشرا إيجابيا للتفاعل اإليجابي لليتيمات مع أنفسهن ومع بيئتهن فإن انخفاضه أيضا قد يكون مؤشرا للتفاعل السلبي لليتيمات مع أنفسهن وبيئتهن )10(. وعلى الرغم من أن وزارة الشؤون االجتماعية حرصت وما تزال على تهيئة بيئة إيوائية اجتماعية تربوية تعليمية تستهدف حتقيق منو متكامل لليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في جميع اجلوانب الدينية واجلسمية والعقلية واالجتماعية حتى تكون بيئة الدور اإليوائية بيئة صحيحة لليتيمات... إال أن انخفاض املستوى التعليمي لهن أمرا يستحق التوقف أمامه بالبحث عن أسبابه والعوامل املؤثرة فيه في ظل ما ي وفر لهن من خدمات بل مجابهة حتديات تعليمهن والعمل على جتاوزها قدر املستطاع خاصة إذ ما علمنا أن املستوى التعليمي اجليد لهن هو السبيل خلالصهن من كل املشكالت وهو السبب في تنميتهن في كل املجاالت. ومن ما تقدم تظهر مشكلة الدراسة التي تتمثل في أهمية الكشف عن التحديات التي تواجه تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية والعمل على مجابهتها ووضع احللول املناسبة لها لتنعم اليتيمات ببيئة تعليمية صحيحة داخل الدور اإليوائية يستطعن من خاللها إثبات وجودهن وتقدير ذواتهن والتغلب على ما يعتريهن من حتديات بسالح العلم واملعرفة. أهداف البحث : تسعى الباحثة من خالل هذا البحث لبلوغ األهداف التالية: التعرف على معنى األيتام وكيف وجه اإلسالم برعايتهم وما أبرز حقوقهم وما مظاهر رعايتهم في اململكة العربية السعودية. التعرف على أهم املشكالت النفسية واالجتماعية والتعليمية التي ي عانني منها اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية. التعرف على دور الرعاية املؤسسية والتعليمية املقدمة لليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية وفي املؤسسات التعليمية)املدرسة( في نشأة التحديات التعليمية لهن. التعرف على أسباب التحديات التي تواجه تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية أسئلة البحث: ما معنى األيتام من ذوي الظروف اخلاصة وكيف وجه اإلسالم برعايتهم وما أبرز حقوقه م وما مظاهر رعايتهم في اململكة العربية السعودية ما أهم املشكالت النفسية والسلوكية واالجتماعية والتعليمية التي ي عانني منها اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية وتؤثر على مستوياتهن التعليمية في مراحلها املختلفة ما دور الرعاية املؤسسية التي تعيشها اليتيمة ذات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية والتي تتلقاها في املؤسسات التعليمية )املدرسة( في نشأة وتطور التحديات التعليمية التي ت قلل من فرص االستثمار في عقولهن

115 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية بنجاح ما أسباب التحديات التي تواجه تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية أهمية البحث: تنبثق أهمية البحث من أهمية رعاية األيتام التي أوصانا بها ديننا اإلسالمي احلنيف في الكتاب والسنة في عدة مواقع حيث قال تعالى «ف أ م ا ال ي ت يم ف ال ت ق ه ر «( 11(. وقول الرسول rفي احلديث الصحيح:»أنا وكافل اليتيم كهاتني في اجلنة«)12 ) وقد جاء في اخلبر عن النبي rقوله :»خير بيت من املسلمني بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت من املسلمني بيت فيه يتم ي ساء إليه «أخرجه ابن ماجه ( 13(. وتعود أهمية الدراسة إلى التزايد الواضح في أعداد األيتام ذوي الظروف اخلاصة في اململكة العربية السعودية حيث ت شير اإلحصاءات إلى وجود) 1775 (يتيم موزعني على دور احلضانة والتربية االجتماعية واملؤسسات النموذجية إضافة إلى ما عدده )2187( يتيم ويتيمة في الدور اإليوائية باجلمعيات اخليرية حيث بلغت نسبة تواجد ذوي الظروف اخلاصة في اململكة العربية السعودية حتى عام 1424 ه )96%( )14(. وتأتي أهمية املوضوع أيضا من قلة تناول تعليم األيتام ذوي الظروف اخلاصة بشكل عام واليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية بشكل خاص في أدبيات الدراسة العلمية بعد التطورات في اجلوانب التعليمية التي تتسابق عليها معظم الدول في كافة املجاالت. كما أن األهمية النظرية لهذا البحث تبرز من خالل إثراء املكتبة بنسق من النتائج واملقترحات واملعلومات التي توضح أهم التحديات التي تواجه تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية وسبل مجابهتها والتقليل من حدتها لي سهمن بناتنا بشكل فاعل في نهضة املجتمع وتطوره في كافة املجاالت وليكن التعليم سببا رئيسا في تخليصهن من كافة العقبات. كما أن لهذا البحث أهمية للباحثني والباحثات في مجال رعاية األيتام عل ه ي قدم لهم أرضية معلوماتية سهلة وميسرة وجتربة فكرية ناضجة ومصدر علمي نافع إذ أنه قد يكون هو البحث األول على مستوى اململكة العربية السعودية بحسب علم الباحثة الذي يتناول هذا املوضوع من خالل ما قامت به من بحث واستقصاء ملراكز البحوث احمللية مما قد ي كسبه أهمية خاصة في ضوء الطفرة التعليمية التي تشهدها اململكة العربية السعودية على كافة املراحل واملستويات. كما أن لهذا البحث أهمية كبيرة جدا لوزارة الشؤون االجتماعية السيما فيما يتعلق باأليتام اللذين ي شكلون أعدادا كبيرة داخل الدور اإليوائية واالرتقاء مبستواهم التعليمي من خالل الكشف عن كافة التحديات التي تعتري تعليمهم سواء كانت نابعة من اليتيم ذاته لكونه يتم أو من البيئية التي يعيش فيها أو يتلقى تعليمه من خاللها لتحقيق الهدف األسمى وهو االستثمار في عقل اليتم استثمارا يكفل له العيش بأمان واستقرار قلما يجده بال تعليم قوي يجابه كل التحديات ويتغلب عليها. حدود البحث ميكن حتديد البحث احلالي من حيث باحلدود املوضوعية والزمانية على النحو التالي: احلدود املوضوعية أ. ر با بنت حامد املفلحي اقتصرت هذه الدراسة على معرفة معنى اليتيمات وكيف وجه اإلسالم برعايتهن وما أبرز حقوقهن وما مظاهر رعايتهن في اململكة العربية السعودية. وما أهم املشكالت النفسية واالجتماعية والتعليمية التي ي عانني منها داخل الدار وفي املدرسة وما دور الرعاية املؤسسية التي تعيشها اليتيمة ذات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية والتي تتلقاها في املؤسسات التعليمية )املدرسة( في نشأة وتطور التحديات التعليمية التي ت قلل من فرص االستثمار في عقولهن بنجاح وما أهم أسباب التحديات التي تواجه تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية احلدود الزمانية ط بق هذا البحث في عام 1431 ه. مصطلحات البحث: من أجل أن ال يكون هناك لبس في بعض املصطلحات الواردة في هذا البحث فقد مت إيضاح املصطلحات التالية: التحديات التحديات في اللغة»من حدو حدا يحدو حدوا وأعرفه حداءا إذا زجر احلادي خلف اإلبل وحدا يحدو حدوا إذا تبع شيئا وتقول للسهم إذا مضى حدا الريش واحل ديا من التحدي ي قال فالن يتحدى فالنا أي يباريه وي نازعه الغلبة يقول: أنا ح دياك بهذا األمر أي أبرز لي وجارني«)15(. والتحديات تعني»إشكالية وثغرة حتتاج إلى مواجهة وحل«)16(. كما تعني»رد فعل ألزمة جنمت عن شيء جديد يأخذ صفة امل عاصرة في ظهوره«)17(. وتستطيع الباحثة تعريف التحديات إجرائيا بالعوامل التي تواجه اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة سواء كانت تلك العوامل ذاتية نابعة من شخصية اليتيمة أو عوامل بيئية نابعة من البيئة التي تعيش فيها اليتيمة أو عوامل مدرسية نابعة من املدرسة التي تتلقى فيها اليتيمة تعليمها متنعهن من االستفادة من اخلدمات التعليمية التي ت قدمها لهن اململكة العربية السعودية وت ضعف االستثمار في عقولهن بنجاح. التعليم عرف التعليم بأنه»جملة التدابير واألنشطة الرسمية التي ت عدها ومتارسها السلطات أو الهيئات املسؤولة عن إعداد وتثقيف األجيال من الصغار والشباب حتقيقا ألهداف قومية مرسومة«) 18 ( كما ي عرف بأنه «العملية التي يتم مبقتضاها إعداد فئات وكوادر مختلفة من ذوي التخصصات املتباينة إعدادا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا وإكساب األفراد املعرفة واملهارات وتنمي فيهم القدرات واالستعدادات والقيم وتنمي البناء أو التكوين الكلي للشخصية اإلنسانية األكثر فعالية وتوافقا وتفاعال وإنتاجية في مجتمعها ويتم عن طريق املدارس واملعاهد التعليمية التي ت نشئها الدولة لهذا الغرض وذالك بهدف املشاركة في التنمية االجتماعية واالقتصادية«) 19 (. وميكن للباحثة تعريف التعليم إجرائيا بأنه»جملة املعارف واملهارات واخلبرات التي تتلقاها اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في املؤسسات التعليمية والتي تتفق مع سياسات التعليم في اململكة العربية السعودية

116 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية وأنظمته ويستطعن من خاللها التهيئة للحياة وممارسة أدوارهن كمواطنات صاحلات ومنتجات في مجتمعهن ويسهمن في نهضته مستقبال «. اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة ومفردها يتيم وهو«كل من توفي والداه أو أحداهما أو كان مجهول األبوين أو أحداهما)ذوي الظروف اخلاصة(. وي عرف اليتيم في أنظمة اململكة العربية السعودية بأنه هو«كل من فقد والديه أو أحداهما وكذلك كل من ولد على أرض اململكة وهو مجهول األبوين أو مجهول األب فهو في حكم اليتيم من حيث املعاملة اإلدارية واالجتماعية ويطلق على هذه الفئة من األطفال اسم ذوي الظروف اخلاصة«)20 ). والتعريف السابق ما تقصده الباحثة إجرائيا في هذا البحث فحيثما وردت كلمة يتيمات فهي تعني من فقدن والديهن أو أحداهما أو من كانت مجهولة األب أو مجهولة األبوين الدور اإليوائية. ومفردها دار وت عرف بأنها»دار رعاية تقوم بتنمية األطفال األيتام واللقطاء وفاقدي الرعاية الوالدية غذائيا وفكريا وتعليميا واجتماعيا مبا يكفل خلق جيل مؤمن بالله U قوي صحيح الفكر والبدن«( 21(. وتعرف أيضا بأنها«مؤسسات اجتماعية عبارة عن مبنى أو أكثر مجهز لإلقامة الداخلية وقد يكون بها ملعب أو أكثر يودع بها األطفال احملرومني من الرعاية األسرية ويوجد بها جهاز إداري يتكون من املدير/ة وعدد من األخصائيني االجتماعني والنفسيني واملشرفني الليلني ومدرسني متخصصني في األنشطة املختلفة وي طلق عليها مؤسسة إيوائية إذا كانت حكومية أي تديرها وزارة الشؤون االجتماعية وت نفق عليها كما ي طلق عليها دار أو جمعية إذا كانت تتبع إدارة خيرية أهلية أو دينية مع خضوعها إلشراف وزارة الشؤون االجتماعية«)22(. ويقصد بالدور اإليوائية في إجرائيا هذا البحث كل دار تأوي األيتام ومن هم في حكمهم فاقدي الرعاية الوالدية مبختلف األعمار واألجناس سواء كانت هذه الدار تابعة لوزارة الشؤون االجتماعية أم تابعة جلمعية خيرية وت شرف عليها وزارة الشؤون االجتماعية وتقدم لهم كافة اخلدمات التعليمية والنفسية واالجتماعية والغذائية والطبية والتربوية الفكرية. األيتام تود الباحثة اإلشارة إلى أنها ستستخدم لفظ األيتام ذوي الظروف اخلاصة داللة على اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة حيث أن لفظ األيتام شمل لفظ اليتيمات أيضا ولكن ذكر لفظ األيتام في كل األدلة واألحاديث للتغليب فأينما يرد لفظ األيتام في الصفحات القادمة فاملقصود منه اليتيمات أيضا ذلك أنهم ي عانني من نفس املشكالت تقريبا ويقاومون نفس التحديات كما تود الباحثة اإلشارة إلى أنها أثناء سياق احلديث في بعض املشكالت تتحدث عن الطفل اليتيم أو الطفلة اليتيمة ذاك أن أكثر املشكالت التي تعاني منها الفتيات اليتيمات هي ذات جذور قدمية تعود للمراحل العمرية الصغير التي عشن ها داخل الدار واستمر أثرها عليهن حتى الكبر لعدم وجود برامج عالجية لتلك املشكالت فاستمرت معهن. لقد اهتم اإلسالم بشأن األيتام اهتماما بالغا من حيث تربيتهم ورعايتهم ومعاملتهم وضمان سبل العيش الكرمية لهم حتى ينشأ كل فرد فيهم نشأة تساعد على أن يكون عضوا نافعا في املجتمع املسلم.قال تعالى:»ف أ م ا ال ي ت يم ف ال ت ق ه ر «)23( وقال تعالى :»أ ر أ ي ت ال ذ ي ي ك ذ ب ب الد ين ف ذ ل ك ال ذ ي ي د ع ال ي ت يم» )24(. أ. ر با بنت حامد املفلحي وهاتان اآليتان تؤكدان على العناية باليتيم والشفقة عليه كيال يشع ر بالنقص عن غيره من أفراد املجتمع فيتحطم ويصبح عضوا هادما في املجتمع املسلم. ومما يؤكد حرص التشريع اإلسالمي على األيتام والتأكيد املستمر على العناية به وحفظه من هو ورود كلمة )اليتيم(ومشتقاتها في ثالث وعشرين آية من آيات القرآن الكرمي وبالنظر في نصوص القرآن العديدة في شأن األيتام فإنه ميكن تصنيفها إلى خمسة أقسام رئيسة كلها تدور حول :دفع املضار عنهم وجلب املصالح لهم في مالهم وفي أنفسهم وفي زواجهم واحلث على اإلحسان إليهم ومراعاة اجلانب النفسي لديهم ( 25(. معنى اليتيم لغة وشرعا : الي تم:اإلنفراد واليتيم الفرد وكل شيء يعز نظيره فهو يتيم«ومنه درة يتيمة أي ال نظير لها«واليتيم في الناس من فقد األب وال ي قال ملن فقد أمه من الناس يتيما ولكن منقطعا كما ي قال ملن فقد أبويه لطيم والوصف يتيم ويتيمة واجلمع أيتام ويتامى وميتمة ( 26(. وقيل أصل اليتيم:الغفلة و به سمي اليتيم يتيما ألنه يتغافل عن بره وقيل أصله اإلبطاء ومنه أخذ اليتيم ألن البر يبطئ عنه. واليتيم شرعا هو«من فقد أباه وهو دون البلوغ«ملا روي عن رسول الله rأنه قال«ال ي تم بعد احتالم«وي قال ملن بلغ يتيما على سبيل االستصحاب ألصله )27(. الرعاية اإلسالمية لأليتام: لقد حرص اإلسالم على العناية باأليتام ورعايتهم واإلحسان إليهم والقيام بتربيتهم واحملافظة على أموالهم وتظهر تلك العناية فيما ورد من نصوص في كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولقد كانت عناية الله Uباليتامى في القرآن الكرمي واضحة إذ جعل األمر باإلحسان إليهم واحلنو عليهم بعد األمر بتوحيده قال تعالى:»و اع ب د وا الل ه و ال ت ش ر ك وا ب ه ش ي ئ ا و ب ال و ال د ي ن إ ح س ان ا و ب ذ ي ال ق ر ب ى و ال ي ت ام ى و امل س اك ني«)28(. وهذا دليل على أن العقيدة ال تكون كاملة في األمة وحتت عيونهم يتيم قد أهملوه وحرموه العطف واحلنان وهذا التصرف ال يكون إال عند نقص العقيدة فنقص العقيدة ينشر األنانية في األمة ويجعل كل فرد يهتم مبصاحله دون النظر إلى حقوق اآلخرين ووجود عقيدة التوحيد يجعل األمة متماسكة كالبنيان يشد بعضه بعضا كاجلسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر اجلسد بالسهر واحلمى وهذا هو املجتمع املثالي الذي دعا إليه اإلسالم )29(. كما تظهر عناية الله سبحانه باأليتام من أمره لنبيه r بإيواء اليتيم وإكرامه وعدم قهره قال تعالى:»ف أ م ا ال ي ت يم ف ال ت ق ه ر «) 30 (.ومن عناية الله سبحانه وتعالى باأليتام أنه نهى عن اإلساءة إليهم قال تعال:»أ ر أ ي ت ال ذ ي ي ك ذ ب ب الد ين ف ذ ل ك ال ذ ي ي د ع ال ي ت يم» )31( ففي اآلية ربط بني زجر اليتيم ودعه وبني إنكار البعث وهذا ما يصور عظم اإلساءة إليه وكما أمرنا القرآن الكرمي باالهتمام بشخص اليتيم أمر باالهتمام له من حيث احملافظة على ماله وعد أكل مال اليتيم ظلما قال تعالى:»إ ن ال ذ ين ي أ ك ل ون أ م و ال ال ي ت ام ى ظ ل م ا إ نم ا ي أ ك ل ون ف ي ب ط ون ه م ن ار ا و س ي ص ل و ن س ع ير ا«)32(. فالعناية باأليتام واحلنو والعطف عليهم والرحمة والبر بهم وحسن املعاملة واحملافظة على أموالهم والقيام بحسن تربيتهم سبب في الوصول إلى أعلى درجات النعيم قال تعالى:»ي وف ون ب الن ذ ر و ي خ اف ون ي و م ا ك ان ش ر ه م س ت ط ير ا و ي ط ع م ون الط ع ام ع ل ى ح ب ه م س ك ين ا و ي ت يم ا و أ س ير ا«)33(

117 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية والسنة النبوية املطهرة تستجيش النفوس وتدعوا إلى االهتمام برعاية األيتام وجعلت ثواب تلك الرعاية دخول اجلنة التي هي غاية املطالب واملساعي التي يسعى إليها الفرد في هذه احلياة التي خلقه فيها خليفة في األرض فعن سهل بن سعد عن النبي rقال:»أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا وقال بإصبعيه السبابة والوسطى«.)34( وملا كان اليتيم منكسر النفس شديد التأثر بالكلمات العابرة التي ال تثير انتباه أي إنسان آخر و ال حترك فيه شيئا فإن على كافل اليتيم والقائم على شؤونه أن يكون دقيق املالحظة ويتجنب إثارة أحاسيسه وشعوره من تلك النواحي فإذا لم يجد اليتيم اليد احلانية التي حتنوا عليه والقلب الرحيم الذي يعطف عليه وإذا لم يجد من األوصياء املعاملة احلسنة والرعاية الكاملة التي ترفع مستواه واملعونة التامة التي تسد جوعه فال شك أن ذلك اليتيم سيتجه نحو االنحراف ويصبح في املستقبل أداة هدم وتخريب لهذه األمة ويعمل على إشاعة الفوضى واالنحالل بني أبنائها) 35(. حقوق األيتام في التشريع اإلسالمي: لقد اهتم التشريع اإلسالمي بأمر األيتام وأحاطهم بالرعاية وأقر لهم من احلقوق ما يضمن لهم حياة كرمية واستقرارا نفسيا واجتماعيا مع اإلحاطة إلى أن هذه احلقوق هي لألطفال عامة وت قاس على األطفال األيتام الذي قد ت همل حقوقهم وت هضم بسبب فقد والديهم وال يجد من ي طالب لهم بها ومن هذه احلقوق: حق احلياة وهذا احلق من أبرز ما كفله التشريع اإلسالمي للطفل حيث كان وأد البنات منتشرا في اجلاهلية خشية العار إضافة إلى قتل األوالد خوفا من العيلة والفقر فحرم اإلسالم ذلك وشدد عليه قال تعالى:»و ال ت ق ت ل وا أ و الد ك م خ ش ي ة إ م الق ن ح ن ن ر ز ق ه م و إ ي اك م إن ق ت ل ه م ك ان خ ط ء ا ك ب ير ا» ( 36(. ويستوي في ذلك الكبير والصغير والذكر واألنثى والصحيح والعليل كما يستوي في ذلك اجلنني من نكاح صحيح أو اجلنني من وطء محرم والدليل على ما سبق قصة املرأة التي جاءت للرسول rمخبرة عن حملها من الزنا فأمرها أن تنتظر حتى تضع ومن ثم ت رضع وليدها وتكرر األمر مع عمر رضي الله عنه فأشار عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أال ي قيم احلد على امرأة زنت إال بعد أن تضع وليدها وقال له:»إن كان لك عليها سبيل فال سبيل لك على ما في بطنها فخلي عنها«)37(. حق احلرية وهذا احلق م قرر لكل إنسان في اإلسالم الذي ي حرم استرقاق اإلنسان دون سبب مشروع ولعل ما يروى في هذا مقولة عمر بن اخلطاب رضي الله عنه:)متى استعبدمت الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا (وهذه احلرية التي منحها الله لإلنسان تشمل حتى الطفل اللقيط أو املنبوذ من أهله ويروى عن اإلمام مالك رحمه الله قوله: )األمر عندنا في املنبوذ اللقيط أنه حر وأن والءة املسلمني هم يرثونه ويعقلون عنه( وقال ابن املنذر:أجمع أهل العلم على أن اللقيط حر )38(. حق النسب أي أن يكون الطفل منسوبا ألبيه حتى ال يكون عرضة للجهالة ومن ثم ضياع حقوق اإلرث واإلنفاق ويقرر أ. ر با بنت حامد املفلحي الله U ذلك في قوله تعالى:»اد ع وه م آل ب ائ ه م ه و أ ق س ط ع ند الل ه ف إ ن ل م ت ع ل م وا آب اءه م ف إ خ و ان ك م ف ي الد ين و م و ال يك م و ل ي س ع ل ي ك م ج ن اح ف يم ا أ خ ط أ مت ب ه و ل ك ن م ا ت ع م د ت ق ل وب ك م و ك ان الل ه غ ف ور ا ر ح يم ا...» ( 39(. أما بالنسبة للطفل اللقيط أو مجهول النسب فمن احلقوق املقررة له شرعا أن ي جعل له اسم ي دعى به ويشترط في االسم أن يكون اسما إسالميا ال يتنافى مع أحكام التسمية في الشرع املطهر. حق الرضاعة حيث أوجب اإلسالم على األمهات إرضاع أوالدهن قال تعالى:»و ال و ال د ات ي ر ض ع ن أ و ال د ه ن ح و ل ني ك ام ل ني مل ن أ ر اد أ ن ي ت م الر ض اع ة «)40( وذلك لنموه في صغره وهذا احلق مقرر أيضا للطفل اللقيط وللجمعية اخليرية لرعاية األيتام مبكة املكرمة والطائف واملدينة املنورة السبق في هذا األمر حيث أنشأت برنامجا حتت مسمى القرابة من الرضاع لألطفال ذوي الظروف اخلاصة وتقوم فكرة البرنامج على إتاحة الفرصة لألسر السعودية في إرضاع طفل أو أكثر من األطفال ذوي الظروف اخلاصة كما ييسر للطفل وميكنه من الرضاعة الطبيعية من أكثر من أم بهدف إيجاد جذور أسرية وقرابة شرعية بني الطفل امل رضع وأفراد األسرة امل رضعة مما يدعم انتماء البناء ألسر طبيعية يستمدون منها احلب واحلنان ويشعرون من خاللها بالرضا والطمأنينة على أن ت ثبت بنوة االبن لألسرة املرضعة بصك شرعي صادر من احملكمة إثباتا للقرابة من الرضاع) 41 (. حق اليتيم في النفقة لقد أجمع الفقهاء على أن على املرء نفقة أوالده األطفال اللذين ال مال لهم والنفقة الواجبة كما يعرفها الفقهاء هي :كفاية من ميونه خبزا و أداما وكسوة ومسكنا وتوابعها كما تشمل النفقة الرضاع واحلضانة والعالج...وإذا مات األب أو كان في حكم املعدم غير القادر على الكسب فتكون النفقة على كل اللذين يرثونه على قدر إرثهم لو مات هو فإن تعذر ذلك فعلى بيت مال املسلمني مبا يقدمه من مساعدات نقدية ومن ذلك األسر البديلة التي ترعى بعض األيتام أو األطفال اللقطاء أو من خالل الدور اإليوائية واملؤسسات االجتماعية. حق اليتيم في الوالية وهذا احلق لألطفال وبخاصة لأليتام وهو مقرر من ثالثة أوجه هي: - والية احلضانة ويكون الدور األكبر فيها للنساء وهي تربية الطفل ورعايته في الفترة التي يستغنى فيها الطفل عن النساء والنساء أحق بحضانة الطفل في هذه املرحلة مع تقدمي األم في حق احلضانة لطفلها دون غيرها متى ما توافرت فيها الشروط التي تؤهلها لهذا الغرض وتستمر احلضانة حتى يستغني الطفل عن غيره في تلبية حاجاته اليومية وقد قدرها الفقهاء ب 7 سنوات وإن لم يكن للطفل أحد من األقارب فالسلطان وليه وله احلق في إسناد رعايته إلى من يقوم بحفظه من األسر البديلة وإال انتقل الواجب على الدولة من خالل الدور اإليوائية أو املؤسسات االجتماعية التي تقيمها لهذا الغرض على أن هذه املؤسسات عليها دور كبير في حضانة األطفال األيتام وتعويضهم عن الفقد الذي يعانون منه ففي دراسة أجراها الدويبي على نزالء املؤسسات اإليوائية لرعاية الطفولة بني فيها أن األطفال اللذين تتم رعايتهم بعيدا عن أسرهم الطبيعية يعانون الكثير من املشاكل وتقل قدرتهم على التحصيل العلمي والتكيف االجتماعي) 42 (. والية النفس واملقصود بها التأديب والتربية والتوجيه واإلرشاد بعد انتهاء فترة احلضانة والدور األكبر لهذه املرحلة يكون للرجال ملا جبلوا عليه من القدرة والشدة أكثر من النساء ولقد حث الله U اآلباء على

118 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية القيام بتربية أوالدهم في قوله تعالى:»ي ا أ ي ه ا ال ذ ين آم ن وا ق وا أ نف س ك م و أ ه ل يك م ن ار ا و ق ود ه ا الن اس و احل ج ار ة ع ل ي ه ا م ال ئ ك ة غ ال ظ ش د اد ال ي ع ص ون الل ه م ا أ م ر ه م و ي ف ع ل ون م ا ي ؤ م ر ون «)43( كما ألزم الرسول rكل راع بالعناية مبن حتت يده في قوله r»كلكم راع و مسئول عن رعيته...«وعلى ذلك فإنه يلزم على القائم على أمر اليتيم أن يتعاهده باحلفظ و الصيانة والتعليم والتربية والتأديب والتوجيه واإلرشاد ويتعني تبعا لذلك أن تتأكد اجلهات املسئولة عن األطفال األيتام أو اللقطاء في األسر البديلة أو في املؤسسات اإليوائية أنها تقوم بهذا الدور على أكمل وجه. - والية املال والتي تقتضي احملافظة على أموال الطفل اليتيم بخاصة لكونه عدمي التجربة مبعترك احلياة ولم يكتمل بناءه اجلسمي والعقلي ثم إرجاعها له عند بلوغه الرشد. حق الكفالة وهذا احلق خاص بالطفل اليتيم أو اللقيط الذي هو بحاجة إلى رعاية خاصة تختلف عن غيره من األطفال فهو قد فقد والده أو والديه ومن هنا أمر الله I املسلمني بالعناية بهذا اليتيم ويولونه عناية خاصة وقد توالت اآليات في نحكم التنزيل التي حتث على العناية بهذه الفئة بخاصة ومن جوانب عدة ومن ذلك عدم قهره وحفظ حاله واإلحسان إليه وإكرامه وفي الغالب كانت معظم اآليات التي وردت بحق اليتامى أن الله U يوجه األمر بلفظ اجلماعة وهذا دليل على املسؤولية اجلماعية في اإلسالم فاجلماعة كلها مسؤولة عن رعاية الضعفاء) 44 ( كقوله تعالى:»و اع ب د وا الل ه و ال ت ش ر ك وا ب ه ش ي ئ ا و ب ال و ال د ي ن إ ح س ان ا و ب ذ ي ال ق ر ب ى و ال ي ت ام ى و امل س اك ني» )45(. حق اليتيم في التربية و التعليم حث اإلسالم على طلب العلم وفرضه على كل مسلم لقولهr :»طلب العلم فريضة على كل مسلم«واخلطاب يشمل الذكر واألنثى وقد أوجب اإلسالم على اآلباء تعليم أطفالهم وهذا ما فهمه علي بن أبي طالب t من قوله:»يا أ ي ه ا ال ذ ين آم ن وا ق وا أ نف س ك م و أ ه ل يك م ن ار ا و ق ود ه ا الن اس و احل ج ار ة ع ل ي ه ا م ال ئ ك ة غ ال ظ ش د اد ال ي ع ص ون الل ه م ا أ م ر ه م و ي ف ع ل ون م ا ي ؤ م ر ون «) 46 (.حيث قال علموهم وأدبوهم.وقال احلسن: )مروهم بطاعة الله وعلموهم اخلير( مع مراعاة الفروق الفردية بني األطفال وإعطاء كل عمر ما يناسبه من التعليم بحيث يتوافق مع قدراته و يتواءم مع مرحلته العمرية وهذا احلق أيضا مقرر على الطفل اليتيم أو اللقيط من خالل القائمني عليه وعلى رعايته فمن خالل التربية والتعليم يتم تكوين فكر الطفل وتعديل سلوكه وتنمية مهاراته وإعداده للحياة بكل ما تعنيه من أبعاد جسميه ونفسية واجتماعية وأخالقية وإميانية. حق اليتيم في اللعب إن من األمور املقرر لدى العلماء حاجة الطفل إلى اللعب واللهو البريء فهي جزء من شخصية الطفل التي تنمو بقدر منوه اجلسمي والعقلي حتى أن بعض العلماء اعتبر اللعب ميزة من مميزات مرحلة الطفولة وحاجة الطفل أيا كان إلى اللعب تأتي من األثر الكبير الذي يحدثه في شخصيته فهو أسلوب تربوي فطري ميارسه الطفل على سجيته ودومنا تكلف ويشبع في الوقت نفسه حاجات أساسية جسدية ونفسية و اجتماعية وعقليه والسيما لألطفال األيتام اللذين يشتكون من النقص االجتماعي والنفسي ومحدودية املعارف العقلية نظرا لوضعهم داخل الدور اإليوائية والدور الذي ي حتم على إدارتها النظر لهذا األمر بعني االعتبار. أ. ر با بنت حامد املفلحي حق الرحمة وهذا احلق يستحقه اليتيم على أساس أنه صغير لم يرشد بعد و قد جاء اإلسالم موجها برحمة الصغير والعطف عليه واألخذ بيده فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن الرسول rقال:»من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس من ا«والتوجيهات برحمة الصغير إمنا ي هدف من ورائها إلى تعزيز شعور الرحمة لديه وملء قلبه ليقيض به عندما يكبر فمن املعروف أن فاقد الشيء ال يعطيه فلوا ح رم الطفل اليتيم من الرحمة فلن يجود بها إذا كبر حلرمانه منها في الصغر ولقد أثبت علماء النفس والتربية واالجتماع أن عادات األهل وطباعهم ومسالكهم في احلياة تنتقل إلى األبناء بحكم التنشئة والتربية واحملاكاة وهذا احلق مما ي حسن العناية به كثيرا في املؤسسات والدور االجتماعية فقد تطغى العناية باجلوانب املادية للطفل اليتيم أو اللقيط على حتقيق ماله من حق مقرر من الرحمة ومن هذا املنطلق يجب ح سن اختيار العاملني مع األطفال في الدور اإليوائية ليكونوا ممن عرفوا بالشفقة وتفيض قلوبهم باحملبة وعيونهم بالنظرات العاطفة فاأليتام بحاجة إلى الغذاء الروحي أكثر من الغذاء املادي والرعاية الصحية. حق اليتيم في املخالطة قال تعالى :»و ي س أ ل ون ك ع ن ال ي ت ام ى ق ل إ ص ال ح ل ه م خ ي ر و إ ن ت خ ال ط وه م ف إ خ و ان ك م و الل ه ي ع ل م امل ف س د م ن امل ص ل ح و ل و ش اء الل ه ألع ن ت ك م إ ن الل ه ع ز يز ح ك يم» )47( إن مقتضى التكافل االجتماعي في اإلسالم أن يتم مخالطة األيتام في املجتمع ومشاركتهم في الطعام والشراب بل تتعداها للمخالطة االجتماعية من خالل التودد إليهم واملخالطة النفسية ومراعاة ظروفهم ودمجهم مع املجتمع وعدم عزلهم في دور أو مالجئ ففي اآلية الكرمية دعوة كافية للمجتمعات املسلمة إلى النظر لهذا األمر وجعل األطفال ي كفلون لدى أسر بديلة ملا في ذلك من قدرة على جتاوز السلبيات التي تفوق االيجابيات من التربية اجلماعية داخل املؤسسات اإليوائية والتي قد تؤثر على فكرة وسلوكه وتقوده لالنحراف ويصبح فردا غير بناء ملجتمعه ووطنه ولنفسه )48(. مظاهر رعاية األيتام في اململكة العربية السعودية: اهتمت حكومة اململكة العربية السعودية باأليتام وعملت على رعاية شؤونهم و ما يحتاجون إليه من خالل إنشاء وزارة الشؤون االجتماعية حيث تقوم الوزارة بتقدمي كافة اخلدمات التي من شأنها أن جتعل اليتيم فردا صاحلا في املجتمع ومن ضمن اهتمام اململكة العربية السعودية متمثلة في وكالة الوزارة للشؤون االجتماعية باأليتام أن أنشأت دورا للحضانة ودورا للتربية االجتماعية ومؤسسات تربوية اجتماعية في عدد من املناطق ومهمة هذه الدور واملؤسسات تقدمي العناية والرعاية لأليتام )ذوي الظروف اخلاصة( حيث ه يئت في هذه الدور وسائل الراحة والعناية من تأمني املسكن والغذاء واحلضانة والتعليم والعالج واإلشراف االجتماعي باإلضافة إلى هيئة إدارية في كل دار أو مؤسسة ت شرف على راحة األطفال والعناية بهم من خالل عدد من األفراد الذين يعملون على تقدمي تلك اخلدمات ولم مظاهر رعاية األيتام على اجلهات احلكومية فقط بل عمدت وزارة الشؤون االجتماعية على حث اجلمعيات اخليرية لتتولى بعض املهام في رعاية األيتام من خالل إنشاء الدور اإليوائية إميانا منها بأهمية العمل التطوعي واجلهد األهلي في األعمال االجتماعية) 49 (. الدور اإليوائية التي ترعى األيتام في اململكة العربية السعودية

119 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية أوال / الدور اإليوائية احلكومية التابعة لوزارة الشؤون االجتماعية إن وزارة الشؤون االجتماعية ترعى األيتام من خالل عدد من الدور اإليوائية تتمثل في اآلتي: دور احلضانة االجتماعية ويكون األيتام فيها من سن) 0 6 (سنوات()للبنني والبنات( وعددها أربعة دور موزعة على كل من مدينة الرياض الدمام جده الرس.وتهدف هذه الدور إلى تقدمي الرعاية املناسبة لألطفال الصغار األيتام)ذكور وإناث( من ذوي الظروف اخلاصة ممن أعمارهم دون السادسة وال تتوفر لهم الرعاية السليمة في األسر أو املجتمع الطبيعي وتقدم دور احلضانة االجتماعية العديد من اخلدمات تشمل النواحي التالية: إيواء الطفل والعناية به. تقدمي الغذاء بحسب املعايير الصحية وحتت إشراف طبي. احملافظة على نظافة الطفل في بدنه ومالبسه. كسوة الطفل صيفا وشتاء مبا يناسب سنه وجنسه. توفير احمليط االجتماعي املناسب والذي يسد بقدر املستطاع النقص احلاصل نتيجة لغياب األسرة الطبيعية. غرس بذور القيم والتنشئة اإلسالمية في الصغار بحسب ما يسمح به سنهم. توفير فرص التعليم التمهيدي لألطفال بحسب ما تسمح به استعداداتهم وأعمارهم. تهيئة فرص الترفيه البري والنشاط الفردي واجلماعي لألطفال حتت إشراف احلاضنات. ويتكون اجلهاز الوظيفي لدار احلضانة من : مديرة للدار تكون مسؤولة عن جميع مجاالت العمل بالدار يعاونها جهاز سكرتارية كامل. عدد من األخصائيات االجتماعيات املؤهالت تأهيال كافيا في طبيعة العمل واملشرفات الفنيات املناسبات وتتولى كل فيما يخصها اإلشراف على خدمات الرعاية االجتماعية بالدار وحت دد الالئحة الداخلية شروط ومواصفات كل وظيفة وفقا للمستويات الفنية التي تضعها الوزارة. طبيبة أو طبيب لتقدمي الرعاية الطبية والصحية حسب احلاجة) 50(. وبعد بلوغ الطفل سن السادسة ينتقل إلى دار التربية االجتماعية بعد أن ي هيأ من خالل برامج معدة سابقا بهذه اخلصوص هذا وقد بلغ إجمالي األيتام املودعني بدور احلضانة حتى عام 1428 ه ما عدده )699( يتيم ويتيمة )51(. دور التربية االجتماعية)للبنني أو البنات( وهذه هي املرحلة الثانية من مراحل رعاية األيتام في اململكة وتهدف هذه الدور إلى توفير أسباب الرعاية الكاملة لأليتام من اجلنسني كل على حدا ملن كانت أعمارهم تزيد عن ستة سنوات ودون الثانية عشرة وميكن أن يبقى اليتيم فيها إلى سن الثامن عشرة إذا كانت ظروفه النفسية واالجتماعية أو الدراسية ال تسمح بانتقاله إلى املؤسسة النموذجية أما الفتيات فتستمررن في دور التربية للبنات حتى يتم زواجهن ومن أهم اخلدمات التي تقدمها دور التربية االجتماعية ما يلي: اإليواء الكامل من حيث السكن واإلعاشة وامللبس. الرعاية الصحية واملتمثلة في الكشف على األيتام ورعايتهم صحيا. أ. ر با بنت حامد املفلحي الرعاية االجتماعية من خالل حتقيق التكييف االجتماعي السليم لليتيم مع مجتمعه داخل وخارج الدار. الرعاية التعليمية وذلك بتعليمهم وتيسير حصولهم على الشهادات الدراسية من مدارس التعليم العام ومراحل التعليم العالي وكذلك العمل على تعليمهم تعليما فنيا مهاريا من خالل األنشطة املقامة داخل الدار والدورات التي ي لحقوا بها خارجه. الرعاية الترويحية حيث تضم الدور العديد من املالعب املغلقة واملكشوفة كاملسابح والرحالت األسبوعية وعمل األنشطة الصيفية املختلفة. ويقوم على هذه الدور كادر وظيفي يعمل على حتقيق األهداف التي أ نشئت من أجلها هذه الدور ويتكون من مدير/ة للدار مساعد محاسب أخصائي اجتماعي واحد لكل 60 يتيما ويتيمة مراقب/ة واحد/ة لكل 30 يتيما أو يتيمة مدرب مهني وهوايات ناسخ وكاتب صادر ووارد مأمور ملفات أمني صندوق ومستودع باإلضافة للعمال الفنيني كالغسال والطباخ و املكوجي السائقني واخلدم) 52 (. هذا ويبلغ عدد دور التربية االجتماعية للبنني والبنات ما يقارب ال 12 دارا خ صصت ثالثة منها للبنات في كل من جده والرياض و اإلحساء والباقي خ صصت للذكور في كل من مكة املكرمة الرياض شقراء املدينة املنورة بريدة الدمام أبها وحائل إجمالي عددهم )1076( يتيم ويتيمة )53(. مؤسسات التربية النموذجية وهذه هي املرحلة الثالثة من مراحل رعاية األيتام في اململكة العربية السعودية حيث ينتقل إليها األيتام اللذين حصلوا على الشهادة االبتدائية وكانت ظروفهم االجتماعية والنفسية والتعليمية تسمح بذلك وتقدم املؤسسة كل أنواع الرعاية املختلفة مثل: اإليواء الكامل من سكن وإعاشة وكسوة مناسبة للمناسبات املتعددة. الرعاية االجتماعية ملساعدة األيتام على التكيف مع حياة املؤسسة والتغلب على مشكالت املراهقة التي قد تظهر عليهم في هذه املرحلة. الرعاية الصحية بجانبيها الوقائي والعالجي. الرعاية التعليمية بتسهيل التحاقهم باملدارس اخلارجية املتوسطة والثانوية أو املعاهد املتخصص العلمية والثانوية التجارية واملعاهد الصحية. الرعاية املهنية حيث ي لحق بعض الطالب األيتام في الثانويات الصناعية أو مراكز التدريب املهني. الرعاية الترويحية من خالل تهيئة اجلو الترفيهي املأمون واملناسب ألعمار الطالب أو ميولهم ويشمل الرحالت األسبوعية و املوسمية و التنزهات اليومية باإلضافة إلى األلعاب الرياضية الداخلية واخلارجية )54(. ويوجد باململكة العربية السعودية حاليا اثنتان من املؤسسات النموذجية هما: املؤسسة النموذجية بالرياض و بها ) 44 (يتيم من الذكور. املؤسسة النموذجية بجده و بها) 70 (يتيم من الذكور. أما عن نظام العمل في هذه املؤسسات فتضعه املؤسسة من خالل الئحة داخلية يبني فيها نظام العمل فيها وي حدد فيها االختصاصات على أن توافي املؤسسة وزارة الشؤون االجتماعية بصورة من الالئحة العتمادها والسير مبقتضاها ويكون للمؤسسة هيئة إشرافية تكون مسؤولة عن سير العمل فيها ويكون مدير املؤسسة منفذا لقرارات الهيئة )55(

120 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية ثانيا /الدور اإليوائية األهلية التابعة للجمعيات اخليرية. يوجد في اململكة أكثر من 230 جمعية خيرية ويوجد )13( جمعية تقريبا من بني هذه اجلمعيات من ي قدم برنامج رعاية الطفولة الذي ميثل إنشاء دور احلضانة اإليوائية لألطفال ذوي الظروف اخلاصة أو رعاية األيتام الكبار في دور خاصة بهم وهناك جمعيتان متخصصتان في رعاية األيتام وهي اجلمعية اخليرية لرعاية األيتام في مكة املكرمة واملدينة املنورة والطائف واجلمعية اخليرية لرعاية األيتام بالرياض )إنسان( )56(. وتشرف وزارة الشؤون االجتماعية على عمل اجلمعيات وتقدم لها العديد من اخلدمات واملعونات املادية واملعنوية باإلضافة إلى ما يقدمه احملسنون من خدمات للجمعيات في هذا الشأن و ال تختلف اخلدمات التي تقدمها الدور التابعة للجمعيات اخليرية لأليتام عن مجمل اخلدمات املقدمة في الدور اإليوائية التابعة لوزارة الشؤون فالهدف هو رعاية األيتام وتقدمي كافة اخلدمات التي تساعدهم في تقبلهم لوقعهم والعمل على جعلهم أفرادا صاحلني. أهم مظاهر الرعاية التعليمية لأليتام ذوي الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية : ال يخفى على أحد ما للجانب التعليمي من أهمية في التربية والتعليم والتنشئة االجتماعية لألفراد وتطور املجتمع وحضارته كما ال يخفى أن أهمية التعليم تتعاظم يوما بعد يوم إذ هو ركيزة أساسية ي عتمد عليها بعد الله في بناء مستقبل األيتام ذوي الظروف اخلاصة لينطلقوا من خالله إلى املشاركة البناءة و االندماج في املجتمع بكل ي سر وسهولة. هذا وقد أولت اململكة العربية السعودية متمثلة في وزارة الشؤون االجتماعية جل اهتمامها بالنواحي التعليمية ألبنائنا وبناتنا األيتام اعتبارا لتلك األهمية اخلاصة بدمج واستقرار وتفاعل األيتام مع مجتمعهم باإلضافة إلى أهميتها في جعلهم أعضاء منتجني ونافعني لذالك فقد أوجدت الوزارة برامج تعليمية داخل الدور اإليوائية تتمثل في التالي: رياض األطفال داخل دور احلضانة اعتبرت وزارة الشؤون االجتماعية حاجة أطفال دار احلضانة للتعليم منذ الصغر وسعت ملعاجلة ضعف املهارة واملكتسبات اللغوية لدى أطفال الدار بسبب غياب الوالدين وأفراد األسرة الطبيعية وظهر أثر هذا االعتبار في تصميم مباني دور احلضانة حيث ص مم ضمن مرافقها روضة إعدادية ومتهيدية للمرحلة العمرية قبل سن املرحلة االبتدائية وج هزت مبا حتتاج إليه من وسائل وأدوات تربية وتعليم الطفل حيث تعمل منسوبات وزارة التربية والتعليم في إدارة الروضة وتعليم أطفال الدار امللحقني بالروضة في الفترة الصباحية خالل الفصول الدراسية من كل عام الزيارات التتبعيية امليدانية تتولى كل دار ومؤسسة متابعة األبناء والبنات امللتحقني باملدارس وفي كل دار ومؤسسة مناذج خاصة بهذه الزيارات التتبعيية التي من أهدافها التعرف على النواحي السلوكية و التحصيلية للطالب والطالبة داخل املدرسة ومعاجلة ما يعترض األبناء أو البنات من صعوبات أو قصور أثناء العملية التعليمية. تأمني اللوازم املدرسية تؤمن الوزارة كافة اللوازم املدرسية التي يحتاجها املشمولني بالرعاية االجتماعية في دور ومؤسسات التربية االجتماعية بل أنه يتم صرف ما مقداره 2400 ريال لكل ابن وابنه في كل جمعية خيرية ترعى األيتام ذوي الظروف اخلاصة وذالك لتأمني االحتياجات واللوازم املدرسية الالزمة لهم. أ. ر با بنت حامد املفلحي تعني مدرسات على مالك الوزارة في دور التربية للبنات يقوم على رعاية وتربية وتعليم املشموالت بالرعاية االجتماعية في دور التربية للبنات عدد من األخصائيات االجتماعيات والنفسيات واملدرسات املتخصصات واملشرفات االجتماعيات تقديرا حلاجة املشموالت في دور التربية االجتماعية إلى املتابعة واملساندة في التحصيل العلمي والسلوك االجتماعي واملتابعة واملراجعة والسؤال عن كل ما يخص اجلانب التعليمي للفتاة وذلك لتعزيز النجاح والتفوق وتذليل صعوبات التعلم وإشكاليات الدروس واملستجدات العارضة. املكتبة يوجد ضمن مرافق كل دار ومؤسسة مكتبة علمية وتعليمية)مقروءة وسمعية ومرئية( مجهزة ببعض األدوات الالزمة للبحث واإلطالع وتختلف املكتبات من دار ألخر حسب جهود إدارة الدار أو املؤسسة وإمكاناتها في تشغيلها واالستفادة منها. معامل احلاسب اآللي: مت جتهيز كل فرع إيوائي لأليتام مبعمل متكامل للحاسب اآللي يتم عن طريقه منح األيتام بعضا من دروس احلاسب اآللي وتطبيقاته وتدريبهم على كيفية استخدامه ويظل جناح املعمل واالستفادة منه بحسب اجلهود التي تبذلها كل دار في تفعيله بشكل صحيح. برنامج دروس التقوية تقديرا للظروف االجتماعية والنفسية التي مير بها أو يعيشها األيتام في الدور اإليوائية ساندت وزارة الشؤون االجتماعية الهيئة اإلدارية القائمة على رعاية األيتام في الدار ببرنامج دروس تقوية الذي تخول فيه إدارة الدار بتحديد عدد املدرسني واملدرسات بحسب حاجته مراعني األعداد املستفيدة من البرنامج من األيتام ومستوياتهم الدراسية من الصفوف العليا للمرحلة االبتدائية حتى الصف األخير من املرحلة الثانوية وذلك عن طريق التعاقد معهم في كل عام. مكافأة الطالب والطالبات املتفوقات : حيث يتم من خالل هذا البرنامج تشجيع األيتام في الدور اإليوائية من أجل التفوق في التحصيل العلمي حيث وجه صاحب املعالي األستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة)وزير الشؤون االجتماعية آنذاك( مبنح مكافأة نقدية لكل طالب وطالبة يحصل على تقدير جيد جدا فأعلى من الصف الرابع االبتدائي إلى السنة النهائية في الكليات أو املعاهد العليا واجلامعات وقد حقق هذا البرنامج أهدافه حيث دفع املشمولني إلى التحصيل اجليد والسعي احلثيث للنجاح بتفوق) 57(. السلبيات التي ظهرت على برامج الرعاية التعليمية املقدمة لأليتام في الدور اإليوائية : هناك العديد من السلبيات التي أفقدت برامج الرعاية التعليمة ألهميتها داخل الدور اإليوائية وتتمثل أهم السلبيات في التالي: العملية التعليمية داخل املؤسسات االجتماعية تواجه صعوبة املعاناة النفسية والظروف االجتماعية لليتيم ولكون بعض األيتام يعايشون كثيرا واقعهم االجتماعي بحيث يسيطر على تفكيرهم و يؤزم نفسياتهم من حني آلخر. يشعر بعض األيتام من خالل نظرة خاطئة بعدم أهمية ما يقوم به من جهد وما يحققه من جناح ويبدأ

121 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية خطوة اإلهمال والتأخر الدراسي والبعد عن أجواء املدرسة ومراكز التعليم متعلال بظرفه االجتماعي ونظرة من حوله. سيطرة العالقة الوظيفية البحتة في متابعة األيتام في مدارسهم ولذا يصعب حل األخطاء السلوكية التي تقع منهم في محيط املدرسة كما يصعب إقناعهم بالعودة إلى املدرسة بعد تسربهم منها. اختالف اإلمكانيات املساندة للعملية التعليمية والتربوية لأليتام في كل دار ومؤسسة وخاصة املباني املستأجرة التي ت عاني من ضعف ظاهر في توفير البرامج الكافية أو في االستفادة املثلى من البرامج املتاحة. ضعف السيطرة على التسرب املدرسي للفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة مع انعدام البديل املناسب حلالهن بعد التسرب والزالت اجلهود املقدمة غير كافية في هذا املجال. خضوع معايير اختيار القائمني على أي برنامج تعليمي داخل الدار أو املؤسسة لضوابط عامة مرنة مما أثر سلبا على بعض الدور واملؤسسات فكانت الفائدة والنتيجة محدودة جدا ال تتناسب مع ما ب ذل من جهد) 58 (. وتضيف الباحثة أمرا مهما في عدم االستفادة من البرامج التعليمية املقدمة لأليتام في الدور اإليوائية أال وهو تخصيص كافة البرامج أليتام الدور املؤسسات التابعة لوزارة الشؤون االجتماعية وافتقار الدور اإليوائية التابعة للجمعيات اخليرية والتي ت شرف عليها الوزارة إشرافا مباشر مما جعل العملية التعليمة في الدور اإليوائية التابعة للجمعيات اخليرية تتوقف على مدى اجلهد والنشاط املقدم من اجلمعية في االهتمام باجلوانب التعليمية لأليتام فظهر تفاوت كبير جدا في االستفادة التعليمة من تلك البرامج أنعكس على املستوى التعليمي ألبناء اجلمعيات. أهم املشكالت النفسية واالجتماعية والتعليمية التي تعاني منها اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية: إن من أثر احلرمان من الرعاية الوالدية على اليتيمات و األيتام بشكل عام وجود مشكالت نفسية واجتماعية عديدة يجب تسليط الضوء عليها ومساعدتهم في التخلص منها ليعيشوا مثل كافة أطفال املجتمع الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة وتوافق اجتماعي مثمر ي سهم بشكل أو بأخر في جتاوزهم للمشكالت التعليمية التي ي عانون منها في الدور اإليوائية وتؤثر على حياتهم بشكل كبير في املستقبل حيث ميثل احلرمان من الرعاية الوالدية وخصوصا في مرحلة الطفولة املتأخرة التي ت عد مرحلة تثبيت لكل مظاهر النمو السابقة واستعدادا وتأهبا لظهور خصائص جديدة في املرحلة الالحقة)املراهقة( وبهذا يكون احلرمان في إشباع عدد من احلاجات النفسية واالجتماعية التي ال تتحقق إال في وجود الوالدين أو العيش في أسرة طبيعية مشكلة تؤثر على اليتيم و ي عاني من آثارها كثيرا ( 59 ) وهذا ال يعني عدم تواجد تلك املشكالت في أبناء األسر الطبيعية ولكن قد تزول بزوال السبب املؤقت الذي يعتري االبن في األسرة الطبيعية ولكن عند األيتام قد تستمر املشكلة وتتفاقم في ظل التربية اجلماعية لهم في الدار وفي ظل كثرة عددهم وتعدد مشكالتهم لذا فتلك املشكالت متواجدة بشكل كبير وواضح في الدور اإليوائية لفقدهم الرعاية الوالدية وقصور الرعاية املقدمة لهم داخل الدار عن اإليفاء بنواحي القصور. على أن الباحثة تود قبل اخلوض في عرض أهم املشكالت التي ت عاني من اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية إلقاء حملة عن خصائص اليتيم واليتيمة ذوو الظروف اخلاصة والتي تتركز تلك اخلاصية في البحث عن إجابة لسؤال أوحد يصبح أسرا له أال وهو من أنا وملاذا مت التخلي عني ومن هما والداي... أي افتقارا للمرجعية الذاتية التي ت شكل لب بناء الهوية والتوجه نحو الذات واآلخرين والعالم مما ي صيب أ. ر با بنت حامد املفلحي اليتيم باخللل في مفهوم الذات بحيث ال تنمو صورة إيجابية عنها لديه وهو ما ينعكس حقدا على الذات وعلى اآلخرين يتجلى في ثورات الغضب التي تتفجر في وجه القائمني على رعايته بني الفينة والفينة والتي تأخذ أشكال عدة وتتولد منها املشكالت النفسية واالجتماعية التي سنخوض في احلديث عنها في األسطر القادمة والتي قد يتبادر لذهن القارئ ألول مرة أنها مشكالت ي عاني منها جميع األطفال أو غالبيتهم ولكنها لدى األيتام تظهر بقوة أكثر وتأخذ منحى أكثر شدة بل أنها ظاهرة منتشرة في الدور اإليوائية التي ترعى األيتام من ذوي الظروف اخلاصة بسبب الظروف التي يعيشون فيها داخل الدار )60 (. أوال / املشكالت النفسية والسلوكية واالجتماعية لأليتام واليتيمات ذوي الظروف اخلاصة: احلرمان العاطفي والذي يعني»فقدان العالقة مع الوالدين نتيجة لغيابهما الفيزيقي«واحلرمان العاطفي لدى يتيمات الدور اإليوائية هو حرمان كلي ذو آثار شديدة وخطيرة على منو اليتيمة وصحتها النفسية والتي تتمثل في تأخر عام في النمو على جميع األصعدة اجلسمية واحلسية واحلركية واللغوية والذهنية واالنفعالية وتدن لدرجة املناعة لألمراض وتكرار شديد حلركات الهز الرتيب املصحوب باألنني للجسم كله وحرمان لفرصة إقامة رباط إنساني نوعي انتقائي متني وثابت مع شخص راشد مما أدى إلعاقة منوهن االجتماعي والتعليمي وتدني لذكائهن االنفعالي وكفاءتهن االجتماعية خاصة مع نظام الرعاية في الدور اإليوائية والتي يتمثل وضع األطفال في السنتني األولى من أعمارهم في مجموعات كبيرة العدد وي عهد برعايتهن على مربيات موظفات يعملن بنظام الدوام الرسمي ويتغينب عنهن في اإلجازات وبعد انتهاء الدوام حيث تقتصر الرعاية لهؤالء اليتيمات على العناية بالتغذية والنظافة دون توافر فرص التفاعل الكافي )61 (. العدوان: والذي ي عرف بأنه»استجابة يرد بها املرء على اخليبة واإلحباط واحلرمان مبهاجمة مصدر اخليبة أو بديال عنه«62( ). وتعود أسباب مشكلة العدوان لدى اليتيمات من ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية لعوامل عدة تتمثل في التالي: إحباطات احلياة اليومية. تعلم السلوك العدواني عن طريق املالحظة لآلخرين سواء في اللعب أو مشاهدة أفالم العنف. الشعور بالفشل واحلرمان من العطف. أسباب نفسية كاإلهمال واحلرمان والشعور بالنقص كاحلقد والكراهية. أسباب اجتماعية كالفقر الشديد الغنى الشديد التربية اخلاطئة واجلو البيئي املتوتر والتأخر الدراسي.. عدم حتمل املسؤولية والشعور مبحاباة ذوي السلطة لغيرههن وتفضيل الغير عليهن. حب إبراز القوة العضلية واجلسمية على من معهن من اليتيمات جلذب االنتباه. التغيير في السلطة الضابطة وعدم ثباتها مما يؤدي إلى اختالط القيم في نظرا اليتيم. تعرض اليتيمات ألزمات نفسية ومواقف وجتارب جديدة انفعالية وعاطفية ألول مرة الشعور بالغضب وعدم األمان

122 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية العقاب اجلسدي ( )63. وترى الباحثة أن العدوان الذي يقومن به اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة هو سلوك ي قصد به إحداث األذى باآلخرين سواء أكان عدوانا أو لفظيا أو بدنيا داخل الدار أو في املؤسسة التعليمية. الكذب الكذب سلوك اجتماعي غير سوي يؤدي لكثير من املشكالت االجتماعية التي تتمثل في عدم احترام الصدق واألمانة ويرتبط الكذب بالسرقة والغش فخلف كل منهما تكمن األمانة نظرا ألن الكذب عدم أمانة في القول والسرقة عدم أمانة في حقوق املجتمع وأفراده و الغش تتزيف للواقع من قول أو فعل ( 64( وي عرف بأنه«اإلخبار عن الشيء بخالف ما هو عليه عمدا أو جهال «)65 ). ويتخذ الكذب أنواعا عديدة تتمثل في اآلتي: الكذب اخليالي وهو نوع من اللعب عند األطفال واليتيمات منهم أيضا حتركه قوى خيالية. الكذب االلتباسي وفيه يلتبس على اليتيمة احلقيقة باخليال. الكذب اإلدعائي وفيه تبالغ اليتيمة في وصف جتاربها اخلاصة للحصول على اللذة وأن تصبح مركز إعجاب وتعظيم سامعيها إشباعا لنزعة السيطرة وتأكيدا للذات وتعويضا عن شعورها بالنقص لوجودها في بيئة تتحدى قدراتها ومستواها االجتماعي كإدعائها املرض واالضطهاد والظلم لكي حتصل على أكبر قدر من الرعاية والعطف... الكذب ألغرضي األناني وكذب اليتيمة هنا واألطفال بوجه عام من أجل حتقيق غرض شخصي كاحلصول على النقود والدافع لهذا النوع من الكذب هو عدم الثقة في البيئة احمليطة لتحقيق رغباتها. الكذب االنتقامي حيث تكذب اليتيمة لتتهم غيرها باتهامات يترتب عليها عقابها وخاصة عندما ال تتوفر املساواة في املعاملة. الكذب الوقائي)الدفاعي( وفيه تكذب اليتيمة خوفا من العقاب أو أن تكذب لتحتفظ لنفسها بامتياز قد يضيعه الصدق) 66 ). كما ميكن اإلشارة هنا إلى أن مشكلة الكذب تظهر بشكل كبير لدى األيتام في الدور اإليوائية وقد يظهر الكذب جليا في نوعني يغلبان على غيرهما وهو الكذب الوقائي والكذب االنتقامي بسبب املعاملة التي يتعرض لها اليتيم في الدار من قبل القائمني عليه كما تود الباحثة اإلشارة إلى أن مشكلة الكذب لدى األيتام بوجه عام وخاصة التي لم جتد حلوال جذرية تستمر معهم حتى الكبر لألسف وهذا ما ي عانى منه في الدور اإليوائية كثيرا. اخلوف املرضي : اخلوف عائق كبير مينع اإلنسان من النجاح وبالتالي ال يتقن عمله أو يتقدم في حياته مما يجعله يتصنع ويتظاهر وي رائي ويتشدق ويكلف نفسه مبا هو ليس موجودا لديه مما يؤثر على شخصيته وقوته ونفسيته ويومه خاصة عند مواجهة املشكالت والصعاب. وي عرف اخلوف بأنه«حالة من التوجس تتبلور حول خطر محدد ميكن التحقق منه من وجوده في عالم الواقع بحيث ميكن تقدير أهميته ومواجهته بشكل واقعي«) 67 (. أنواع اخلوف املرضي: أ. ر با بنت حامد املفلحي اخلوف من البقاء منفردا في املنزل. اخلوف من احليوانات. اخلوف من الظالم. اخلوف من األماكن املفتوحة. اخلوف من دالئل املوت وما يرتبط به. اخلوف من ركوب بعض وسائل املواصالت. اخلوف من املوت اخلوف من بعض األدوات كالسكاكني واإلبر واحلقن )68(. وتود الباحثة اإلشارة إلى أن هذا النوع من املشكالت ظاهر بدرجه كبيرة لدى اليتيمات ذوات لظروف اخلاصة في الدور اإليوائية حيث تظهر حالة اخلوف وت الحظ أكثر عندما ال تتناسب مع طبيعة املوقف وتؤثر على سلوك اليتيمة وانفعاالتها مع اآلخرين. الشعور بالوحدة النفسية: ميثل الشعور بالوحدة النفسية مشكلة مهمة في حياة إنسان عالم اليوم وت عتبر هذه املشكلة نقطة بداية لكثير من املشكالت التي ي عانيها و ي عايشها ويشكوا منها هذا اإلنسان فكثيرا ما يترتب على شعور الفرد بالوحدة مشكالت عدة وكثيرا ما يدعم هذا الشعور مشكالت أخرى كانت قائمة في حياة الفرد قبل بدء شعوره بالوحدة. ويتحدد معنى الوحدة النفسية من وجهة نظر علماء االجتماع وفقا ملدى العزلة االجتماعية للفرد عن اآلخرين وت عرف بأنها «عجز سلبي ناجت عن االنعزال االجتماعي للفرد عن شبكة العالقات االجتماعية لألتراب«)69 ) وت عرف أيضا بأنها»إحساس الفرد بوجود فجوة نفسية تباعد بينه وبني أشخاص وموضوعات مجاله النفسي إلى درجة يشعر معها بافتقاد التقبل والتودد واحلب من جانب اآلخرين«( 70(. وتظهر الوحدة النفسية لدى في مرحلة املراهقة والتي تتطلب منه الرغبة في تكوين عالقات ناضجة مع رفاق السن من اجلنسني ومنو الثقة في الذات والشعور الواضح بكيان الفرد وامتداد االهتمامات إلى خارج حدود الذات واملشاركة األخالقية املسئولة في اجلماعة التي ينتمي لها واالتصال والتفاعل السليم في حدود البيئة واالستمتاع باحلياة وتوسيع دائرة امليول والهوايات وتنمية املهارات التي حتقق التوافق النفسي االجتماعي كمطلب من أهم مطالب النمو االجتماعي السليم في مرحلة املراهقة ( 71(. وهذا النمو االجتماعي السليم ال يتحقق لليتيمات بدرجة كافيه مما يصيبهن بالوحدة النفسية مقارنة بأقرانهن في األسر الطبيعية نظرا ملا يشعرن به اليتيمات من انعزال وانسحاب ملا يعشنه من صراع نفسي يعوقهن عن حتقيق أهدافهن وحاجاتهن النفسية واالجتماعية والذي قد يصل إلى حالة مرضية في كثير من األحيان. التمرد والعناد: وي قصد بالعناد»حالة الرفض واإلصرار املتكرر التي يبديها الطفل أو املراهق دائما جتاه اإلرشادات املوجهة إليه من غير عذر أو مبرر منطقي«)72 (. وي عرف التمرد بأنه«العصيان والرفض السلبي املستمر وقد يصل لدرجة اخلروج على السلطة والقيم

123 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية والقوانني والعقائد واألعراف السليمة أو هو اخلروج على ما ينبغي االلتزام به وفي املدرسة يعني اخلروج عن الضوابط احملددة واملتعارف عليها«) 73(. أسباب مشكلة العناد: إصرار الوالدين أو القائمني على رعاية الطفل واليتيم على تنفيذ أوامرهم الغير متناسبة مع الواقع. رغبة الطفل أو اليتيم في تأكيد ذاته واستقالليته عن األسرة أو عن اجلماعة التي ترعاه خاصة إذا كانت ال تنمي ذالك الدافع في نفسه. القسوة فالطفل واليتيم أيضا يرفض اللهجة القاسية ويتقبل الرجاء ويلجأ للعناد خاصة عندما يتدخل الوالدين أو األفراد القائمني على رعايته للتدخل في كل صغيره وكبيره في حياته ويقيدونه باألوامر. الرغبة في تأكيد الذات وهذا دليل على التمتع بالصحة النفسية. تقييد حركة الطفل واليتيم ومنعه من اللعب ومزاولة ما ي حب من نشاط. إرغام الطفل واليتيم على إتباع نظم معينة في املعاملة وآداب األكل واحلديث... تدخل األمهات البديالت في حياة الطفل بصفة مستمرة ووقايتهن له وحرصهن الشديد على سالمته. تفضيل األم البديلة أو املشرفة أحد األبناء عليه وإهماله فيلجأ للعناد كجذب انتباه اآلخرين من حوله. غياب الوالدين منذ الصغر فال يجد الطفل من يتحدث معه ليتعرف على احلياة والعالم احمليط به فيتأثر منوه وتتأثر عالقاته االجتماعية والعاطفية. عدم إعطاء الطفل احلب واحلنان وعدم توفير الرعاية الكافية واالطمئنان لعدم فهم القائمني على رعايته لألسس السليمة للتربية. التذبذب في معاملة الطفل واضطراب سلوك الوالدين أو القائمني على رعاية اليتيم في الدار )74(. االنحرافات اجلنسية : االنحراف اجلنسي هو»التمتع اجلنسي بطرق ترفضها القيم األخالقية والدينية وتدينها األعراف والتقاليد والقوانني االجتماعية أو فقد الشخص السيطرة على توازنه بسبب اضطراب نفسي ما ويتأكد ارتباط االنحراف اجلنسي باالضطراب النفسي«) 75 (. قد ال تبدو املشكلة واضحة أو تصل لدرجة االنتشار في املرحلة العمرية من ) 2 7 ( سنوات لألطفال األيتام في دور احلضانة لكننا قد نلمسها لدى مجموعة قد ت عاني من مشكالت أخرى لم جتد حقها من الدراسة والعالج وبالتالي احتمالية استمرارية تلك املشكلة للفئة العمرية من ) 7 12 ( سنة وتواجهنا الصعوبة حينها في إدراكها وأكثر ما تتمثل في «مشكلة العادة السرية» وهي العبث باألعضاء التناسلية للحصول على املتعة والتي قد تكون أسبابها عند الطفل اليتيم ما يلي: احلماية الزائدة أو اإلهمال. القلق والتوتر وعدم الثقة بالنفس )76 (. السرقة : السرقة كغيرها من الصفات يتعلمها الفرد نتيجة للظروف احمليطة به وت كتسب عادة عن طريق املمارسة حتت ظروف معينة أو نتيجة االقتداء بالغير وت عرف بأنها»االستحواذ على ما ميلكه اآلخرون بدون وجه حق«.)77( أ. ر با بنت حامد املفلحي دوافع قيام الفرد بالسرقة: اجلهل مبا هو له وما هو لغيره فعلى املربي أنه يهتم لهذا األمر ويوجه ويدرب الطفل منذ الصغر عليه وأن ي دربه على ما هو له وما هو لغيره ويوجهه بعدم التعدي عليه. التعويض عن احلرمان فقد يلجأ الطفل واليتيم على وجه اخلصوص إلشباع االحتياجات املادية املفقودة لديه خاصة عندما يرى أنها ت لبى لدى اآلخرين بسهولة االنتقام من املربي حيث أن التطرف واملبالغة في القسوة والعقاب وعدم اإلحساس باألمن يدفع الطفل إلى السرقة ممن ميثل لديه السلطة عقب الشعور بقسوة العقاب الشديد على ذنب تافه وبذالك تكون سرقة أشياء قيمة أو مهمة هي رغبة في االنتقام من السلطة الظاملة. التأثير اإلعالمي املضلل أمام القصص واألفالم التي تشوه ومتسخ القيم بأن ت ظهر السارق شجاعا وعظيما وأن األمني جبانا أو خائفا فتتشكل شخصية الطفل اليتيم تبعا لذالك فيقوم بتقليد تلك الشخصيات خاصة في ظل غياب الرقابة من قبل الرعاة له) 78(. مشكلة القلق: ويعني «الشعور بالضيق واحلزن واالكتئاب وعدم االرتياح والتوتر واخلوف مع الشعور بآالم في البطن وضيق في التنفس وصداع واآلم في أجزاء اجلسم املختلفة«. أعراضه: البكاء النوم املتقطع مع رؤية كوابيس فقدان الشهية لألكل مع إمساك أو إسهال وسرعة دقات القلب األيدي املرتعشة الباردة املبتلة بالعرق أو استمرار في مص األصابع وقضم األظافر أو هز اجلسم والقيام بحركات عصبية ال إرادية بالوجه عدم القدرة على التركيز السرحان النسيان اخلجل ورفض الذهاب للمدرسة.)79( وت شير بعض الدراسات إلى أن األيتام ذوي الظروف اخلاصة ترتفع بينهم نسبة القلق مقارنة باألطفال العاديني مما يؤثر على نظرتهم الذاتية واالجتماعية وعلى مقدار استفادتهم من اخلدمات املقدمة وهذه نتيجة طبيعية لتعرضهم للحرمان والشعور بالنقص لعدم انتمائهم ألسرة مستقرة وطبيعية. كما أن طفل الظروف اخلاصة يعيش فترات انفصالية مستمرة ومؤملة منذ الطفولة املبكرة وهذه الفترات املفاجئة له واملستمرة في حياته تسيء الستقراره النفسي فيعيش حالة من الشعور غير اآلمن واالضطراب وعدم االرتياح وهذه املشاعر ي عاني منها منذ مرحلة الطفولة املبكرة النفصاله عن أمه احلقيقية أو في مراحل طفولته املتعاقبة لفقدانه لألم احلاضنة املسئولة عن تربيته منذ الصغر ألي سبب كان. أسباب القلق لدى أيتام ويتيمات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية: التعلق املستمر غير اآلمن لألطفال بأكثر من حاضنة خالل مرحلة طفولتهم. الشعور بعدم األمان النفسي واالطمئنان ملصير التعلق العاطفي الذي يعيشه األطفال سواء مع األم احلاضنة املسئولة عنهم أو مع أي شخص آخر يرتبطون به. عدم استمرارية العالقات العاطفية التي يعيشها األطفال مع بعض األفراد املقربني منهم سواء من داخل الدار أو خارجها. عدم قدرتهم على بناء عالقات عاطفية سليمة) 80 (. مشكلة تشتت االنتباه وفرط احلركة :

124 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية واملقصود با الطفل املصاب بتشتت االنتباه وفرط احلركة هو «الطفل قليل االنتباه وكثير احلركة فهذا الطفل ال يستقر على حال أو في مكانه ولو لبعض الوقت فهو كالفراشة ينتقل من مكان ملكان وهو شديد االندفاع والتهور وقد يعرض نفسه للمخاطر دون أن يفكر بالنتائج«)81(. ي عاني أطفال املؤسسات من آثار التربية اجلماعية التي ال متنحهم القدر الكافي من احلرية في التنقل واإلجناز واللعب واملشاركة كحاجة الزمة للنمو االجتماعي وتطور السلوك بالقدر الذي يتمتع به أطفال األسر البديلة أو العادية فنمط الرعاية الذي يتسم بالتقييد داخل الدار يؤخر نضج الطفل ومنوه احلركي فإتاحة املجال أمام الطفل في الدار يعني من وجهة نظر املشرفات كسرا للقواعد والنظام داخل الدار وقد يكون سببا لفشلها في العمل من وجهة نظر اإلدارة ووجهة نظرها لنفسها فالكثير من األطفال يقوم نشاطهم احلركي على حب االستطالع واالكتشاف أو تكوين عالقات مع األشخاص احمليطني بهم إلى جانب رغبتهم في التنفيس واإلحساس مبتعة اللعب والتفاعل االجتماعي وهذا ما يفتقر إليه طفل الدور اإليوائية الذي عادة ما يشعر بالفشل من جراء تقييد جريته فيلجأ لألعمال التخريبية والعدوان في محاولة منه للحصول على االهتمام واالستقالل في صاب بفرط احلركة الذي قد ال يتجاوزه )إذا مت أكتشافه( إال من خالل إخضاعه للعالج السلوكي والدوائي للحد من استمرارية نشاطه احلركي والذي لو أوجدنا له بيئة صحيحة لنموه لكان طاقة إيجابية تساعده على اإلحساس مبكانته االجتماعية وقيمته الذاتية) 82 (. صعوبات التعلم والتي ت عرف بأنها «اضطراب في العمليات العقلية أو النفسية األساسية التي تشمل االنتباه واإلدراك وتكوين املفاهيم والتذكر وحل املشكلة ويظهر صداه في عدم القدرة على تعلم القراءة والكتابة واحلساب وما يترتب عليه سواء في املدرسة أساسا أو فيما بعد من قصور في تعلم املواد الدراسية املختلفة«) 83 ). حيث أجمعت دراسات عدة وبحوث في هذا امليدان على ارتباط صعوبات التعلم بإصابة املخ البسيطة وهذه اإلصابة أو هذا اخللل يرتبط بواحد أو أكثر من العوامل التالية: إصابة املخ املكتسبة. العوامل الوراثية واجلينية. العوامل الكيميائية احليوية. احلرمان البيئي والتغذية. فاألطفال األيتام اللذين ي عانون من صعوبات التعلم في الدور اإليوائية قد يعانون من خلل وظيفي في اجلهاز العصبي املركزي نتيجة لنقص التغذية أثناء احلمل أو نتيجة األمراض التي ت صاب بها األم احلامل بسبب اإلدمان على الكحول و العقاقير أو تعرضها للسقوط أو أثناء عملية الوالدة التي قد تنتج عنها االختناق الناشئ عن نقص األوكسجني الذي يصل إلى خاليا املخ ومن ثم حتدث اإلصابة أو نتيجة حملاوالت بعض األمهات الالتي يحملن بطريقة غير شرعية في التخلص من هذا احلمل غير املرغوب فيه مما يؤثر على صحة الطفل وتعرضه لإلصابات املخية البسيطة) 84(. والكثير من الدراسات تشير إلى أن أطفال الدور اإليوائية يتأخرون سنتني أو ثالثا حتى يتمكنوا من الكالم مع األخذ في االعتبار جلودة هذا الكالم وإتقانه كما أنهم يتأخرون أيضا في ضبط عمليتي التبول واإلخراج واملشي والقدرة على االعتماد على النفس واالستقاللية فيظهر لديهم القصور في املهارات اللغوية األساسية ويؤثر هذا القصور على مهارات القراءة والكتابة واحلساب عبر مراحل التعليم املختلفة بل أن اكتشاف هذه أ. ر با بنت حامد املفلحي املشكلة قد ال يكون في الوقت املناسب وإذا مت اكتشافها قد ال تلقى اهتماما في املتابعة والعالج ذاك أن أطفال الدور اإليوائية ال يلقون أصال االهتمام الكافي والتركيز الفردي لنمو أحد املهارات لديهم وذالك الزدياد أعدادهم وعدم استطاعة األم احلاضنة أن تولي جل اهتمامها لطفل واحد فقط) 85 (. مشكلة اضطرابات الكالم واللغة : واملقصود به هو«االضطرابات التي حتدث في جانب اللغة االستقبالية والتي تعني الصعوبة في فهم واستيعاب اللغة وفي جانب اللغة التعبيرية والتي تعني الصعوبة في إنتاج اللغة«) 86 (. وي عاني األطفال ذوو الظروف اخلاصة من ضعف احملصول اللغوي في مرحلة الطفولة املبكرة ومن التأخر في النطق الذي قد يستمر مع بعضهم حتى سن الثالثة وتشير بعض الدراسات إلى أن التأثير السيئ لإلقامة داخل الدور اإليوائية ينعكس سلبا على عملية اكتساب اللغة والنمو اللغوي للطفل ويكون على درجة من البطء في تعلم الكالم وقد يدوم تأخرهم في اللغة والكالم خالل احلياة كلها )87 (. أسباب ظهور مشكلة اضطرابات الكالم واللغة عند أيتام ويتيمات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية: وجود حاضنات غير عربيات ي شرفن على رعاية األطفال في مرحلتهم املبكرة مع عدم التوازن بني أعداد األطفال وأعداد احلاضنات فقد يكون هناك عشرة أطفال في مقابل حاضنتني غير عربيتني. انعدام التواصل والتفاعل اللغوي واالجتماعي والعاطفي بني احلاضنات واألطفال الختالف اجلنسية والبيئة. عدم التجاوب مع الطفل على ما يصدره من أصوات في مرحلة املهد مثل املناغاة. وجود أسباب عضوية مثل انتشار األمراض التنفسية بني أطفال الدور اإليوائية لقلة املناعة) 88(. ثانيا / املشكالت التعليمية التي ي عاني منها اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية وتظهر في املؤسسات التعليمة إن العملية التعليمية لأليتام مسؤولية مشتركة بني وزارة الشؤون االجتماعية )ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون االجتماعية( وبني وزارة التربية والتعليم )ممثلة في إدارات التربية والتعليم واملدارس( وامل الحظ أن الشراكة في هذه املسؤولية الزالت يعتني بها الطرفان داخل املؤسسة التعليمية واملؤسسة االجتماعية فاملدرسة بيت و محضن اليتيم والفرع التربوي التعليمي اخلاص بإيواء اليتيم هو مدرسته. والعالقة بني املدرسة والدور اإليوائية ومؤسسات التربية االجتماعية عالقة تكاملية يشعر الكل بالواجب الذي ينبغي فعله كي ينجح األيتام في احلياة ( 89(. إال أن األيتام واليتيمات ذوات الظروف اخلاصة ي عانني من عدد من املشكالت التعليمية التي تؤثر على مستواهن التعليمي وجتعلهن غير قادرات على مواكبة مجريات احلياة وتطوراتها بشكل جيد ومن هذه املشكالت: مشكلة التأخر الدراسي ميكن تعريف التأخر الدراسي بأنه«انخفاض في املستوى التحصيلي إلى الدرجة التي لم تسمح للطالب مبتابعة الدراسة مع أقرانه مما يؤدي إلى رسوبه وتكرار ذالك«) 90(. أسباب التأخر الدراسي : ميكن تصنيف أسباب التأخر الدراسي لدى أيتام ويتيمات الظروف اخلاصة إلى ثالثة عوامل على النحو

125 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية التالي: أ.عوامل شخصية تتمثل في العوامل العقلية كالذكاء والذاكرة واالنتباه وما تلعبه تلك العوامل من دورا هاما في التأخر الدراسي.والعوامل اجلسمية كضعف البصر أو ضعف السمع وعوامل انفعالية املتمثلة في مقدرة اليتيم على فهم وتقبل وتقدير الذات والقلق وقلة االتزان االنفعالي. ب.عوامل أسرية وما توفره األسرة )والدار( لألبناء والفتيات اليتيمات من بيئة يستطيعون معها تكوين شخصياتهم وتكوين تفكيرهم الذي يهتدي به األبناء في حياتهم التعليمية وهذا ما يفتقده اليتيم فاقد الرعاية األبوية.. ج.عوامل مدرسية فإذا كانت املدرسة هي املؤسسة الرئيسة املسئولة عن التعليم إال أنها في بعض األحيان هي املسئولة أيضا عن التأخر الدراسي بسبب النظام الذي يتسم بالصالبة واملناهج غير املالئمة وطرق التدريس الغير مشجعه ونقص اإلرشاد التربوي وسوء التوافق املدرسي وبعد املواد املدرسية عن الواقع وسوء املن اخ املدرسي العام وعيوب نظام االمتحانات وضعف العالقة بني الطالب ومعلمه) 91 (. مشكلة الرسوب واملقصود به»الفشل في اجتياز اختبارات الصف الدراسي الواحد إلى الصف الذي يليه«( 92(. أسباب الرسوب تعود أسباب الرسوب لدى التالميذ وأيتام الدور اإليوائية لعدد من األسباب منها: أ.أسباب نفسية كالشعور بالرهبة واخلوف والقلق والغيرة واخلجل وتأخر الذكاء العام أو ضعف القدرات اخلاصة مثل القدرة احلسابية والقدرة املهارية اللغوية واالضطرابات الصحية والنفسية مثل سوء التوافق ونقص االتزان االنفعالي واضطراب التفكير والتذكر وعدم تلبية احلاجات النفسية أو عدم إشباعها) 93(. ب.أسباب صحية كضعف البصر والسمع أحدهما أو كالهما وضعف الصحة العامة كالهزال واإلصابة باألنيميا وعيوب النطق. ج.أساب اجتماعية واقتصادية كسوء معاملة األيتام أو سوء األحوال االقتصادية كعدم توافر املكان املناسب للمذاكرة وعدم توفر التغذية الصحية الالزمة. د.أسباب مدرسية كعدم تلبية املنهج الحتياجات الطالب والطالب اليتيم أو عدم جدوى طرق التدريس املستخدمة أو عدم توافر املباني املدرسية املناسبة...) 94(. مشكلة صعوبة النطق : واملقصود بها«اختالف في التوافق احلركي بني أعضاء النطق املختلفة وقد تعددت األشكال تبعا لتعدد أنواع صعوبات النطق فهناك التمتمة و التأتأة و احلبسة و العقلة و اللثغة و اخلنة و الرنة ( 95(. أ. ر با بنت حامد املفلحي أسباب صعوبة النطق تعود للعوامل التالية: األسباب العضوية مثل خلل اجلهاز العصبي املركزي أو إصابة املراكز الكالمية في املخ بتلف أو غيره باإلضافة إلى عيوب اجلهاز الكالمي والسمعي. األسباب النفسية مثل الصرع والقلق واخلوف والصدمات االنفعالية وضعف الثقة بالنفس والكبت والرعاية الزائدة واحلرمان من العطف والتوتر االنفعالي. أسباب أخرى كتأخر النمو بصفة عامة وتعدد اللغات والكسل واالعتماد على اآلخرين وسوء التوافق األسري املدرسي. مشكلة الغياب ويرجع غياب الطالب ومنهم األيتام ذوي الظروف اخلاصة لألسباب التالية: أ.املرض. ب.كثرة الواجبات املنزلية. ت.اإلهمال وعدم االهتمام بالدراسة لعدم وعي التالميذ ومنه األيتام. ث.عدم حزم املدرسة في مسألة الغياب. ج.عدم تلبية الوالدين والقائمني على رعاية اليتيم في الدار فيما يتعلق باللوازم املدرسية التي تطلبها املدرسة. د.سوء معاملة بعض املعلمني للتالميذ ومنهم األيتام. ح.تكليف األبناء واأليتام ببعض األعمال مما يؤثر عليهم ويجعلهم يتغيبون عن املدرسة) 96(. خ. وتضيف الباحثة سببا أخر وهو عدم حزم إدارة الدار في التعامل مع مشكلة غياب األيتام. 4.مشكلة ضعف القراءة وعادة ما تنشأ هذه املشكلة في املرحلة االبتدائية حيث إن لضعف القراءة والكتابة في املرحلة االبتدائية أمر خطير ينعكس سلبا على مستقبل التلميذ اليتيم وهو موضوع يكتسب أهميته من عدة عوامل منها: أن تعلم القراءة والكتابة يكاد يكون الهدف الرئيس في املرحلة االبتدائية. أن مشكلة األمية هي من أدق املشكالت التي تهدد املستقبل االجتماعي واالقتصادي وكل طفل يتسرب من املدرسة االبتدائية قبل أن يتقن مهارات القراءة والكتابة يصبح بعد قليل في عداد جيش األمية الذي يجب مكافحته بأقصى جهد. القراءة والكتابة هي الوسيلة األساسية للتعليم في املدرسة ومن هنا كان الضعف في القراءة والكتابة في املرحلة االبتدائية نذير بتخلف أوسع في ميادين التعليم) 97(. وت ضيف الباحثة أن مشكلة ضعف القراءة والكتابة من املشكالت التي تظهر كثيرا لدى األيتام واليتيمات في الدور اإليوائية الفتقادهم عملية املتابعة على إتقان هذه املهارات منذ الصغر وقد ت سهم املدرسة في عدم اإلتقان عندما تنظر لليتيم نظرة شفقه ليست في مكانها فتتجاوز عن ضعفه ومتنحه الدرجات والنجاح وهو لم يتقن أهم مهارتني في املرحلة االبتدائية مما نتج عنه اآلن جيل من الفتيات اليتيمات ليس لديهن القدرة

126 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية على القراءة الصحيحة أو الكتابة الصحيحة وأصبح التعليم لهن مشكلة وعقبة ال يستطعن جتاوزها بنجاح. 5.مشكلة اإلهمال وعدم الشعور باملسؤولية : وتوجد هذه الظاهرة لدى بعض التالميذ في املرحلة االبتدائية ومنهن اليتيمات حيث تتمثل في اإلهمال في املذاكرة وعدم االنتباه لشرح املعلم وعدم االهتمام بعمل الواجبات املنزلية وعدم االنضباط داخل املدرسة وكذالك عدم االهتمام بالنجاح أو الرسوب. ومن األسباب التي تؤدي إلى هذه املشكلة: عدم وجود الدافع القوي للدراسة من قبل الطالب و الطالبات اليتيمات. شعور الطالبة اليتيمة بعدم االهتمام به من قبل )الدار( أو املدرسة. عدم راحة الطالبة اليتيمة العقلية والنفسية وهذا يظهر جليا في ذوي الظروف اخلاصة بالذات. كثرة وصعوبة الواجبات املنزلية. عدم اهتمام أولياء األمور )والقائمني على رعاية األيتام(مبتابعة أبنائهم دراسيا. عدم اهتمام اإلدارة املدرسية نفسها بالطالب وبالطالبات اليتيمات. عدم احترام املعلم ألنظمة املدرسة مع ما يالحظه التلميذ على معلمه من عدم اجلدية واالنضباط في العمل وهو القدوة) 98(. 6.مشكالت تربوية هناك مشكالت تربوية مختلفة ومتعددة في املدارس ويقوم بها الطالب واليتيمات ذوات الظروف اخلاصة بالذات و بشكل كبير نتيجة لتظافر العوامل املتعددة التي ت عزز سلوكهم جتاه تلك املشكالت والنابعة من العوامل الذاتية لهم والعوامل البيئية املتمثلة في بيئة الدار وما يكتسبونه منها وعوامل تتعلق بالبيئة املدرسية وما فيها من مؤهالت تزيد من تلك املشكالت ومن هذه املشكالت ما يلي: مشكالت تتعلق بالسلوك األخالقي مثل االستهتار بالقيم الدينية كالسرقة والكذب وامليوعة والنميمة والشتم وغيرها. مشكالت تتعلق مبخالفة القواعد واألنظمة املدرسية مثل إتالف املمتلكات التأخر عن مواعيد الدراسة النوم أثناء الدرس. مشكالت تتعلق بالتعامل مع اآلخرين مثل عدم احترام املعلم والزمالء ومحاولة السيطرة على اآلخرين أو السخرية بهم. مشكالت تتعلق بالصفات الشخصية املذمومة مثل العناد واإلهمال واحلقد والكراهية واألنانية واخلوف واالنطواء والعصبية و الغيرة و حب اجلدال ( 99(. 7.مشكلة االنحراف الفكري : قد يحدث االنحراف في تفكير الفرد الذي ينشأ في ظروف غير طبيعية أو مير مبرحلة يأس وفقد آلماله وتطلعاته محاولة للهرب من واقعه. واأليتام ذوي الظروف اخلاصة واليتيمات ينشئون في مجال يؤثر تأثيرا كبيرا على منوهم فإذا ساعد هذا املجال على إشباع حاجاتهم البيولوجية والنفسية ظهر ذالك في سلوكهم أما إذا تعددت املواقف التي تشعرهم أ. ر با بنت حامد املفلحي باحلرمان وزادت حدتها فإن شخصياتهم ستعاني من االضطراب والصراع حيث تتوقف سلوكياتهم واجتاهاتهم على نوع الرعاية والتربية التي يتلقونها في السنوات األولى من حياتهم )100 (. إن شعور األيتام باألمن النفسي واالجتماعي واالقتصادي والبيئي والتعليمي ما هو إال ضمانا ألمنهم الفكري ذاك أن العقل هو مناط القيادة العليا الواعية املميزة لدى اإلنسان وهو اجلهة القيادية املوكلة بكل أصناف األمن األخرى فإذا صل حت هذه القيادة صل ح كل أفراد عائلة األمن وإذا فسدت فسد كل أفراد عائلة األمن 101( ). فالشخصية اإلنسانية خاصة في مرحلة الشباب لها حاجات أساسية يتطلب إشباعها وتوجيهها وفي حني ال يتم إشباعها فمن املؤكد أن يأخذه تفكيره إلى مسار آخر قد ي خرجه من األطر املجتمعية. أسباب االنحراف الفكري لدى الشباب ومنهم األيتام: أسباب اجتماعية وتربوية وتشمل األسرة واملدرسة واملعلمني واألصحاب واجللساء كما أن غياب الوالدين وتفكك األسرة وانهيار املستوى األخالقي لها كلها عوامل تؤثر على سلبا على شخصية األبناء منهم األيتام بل وعلى فكرهم ونفسياتهم واالضطرابات النفسية والتربية القاسية والغلظة واالستبداد في املعاملة وخاصة في املراحل العمرية األولى. أسباب اقتصادية حيث تؤثر العوامل االقتصادية سلبا وإيجابا على اإلنسان وفي مرحلة الشباب يكون أكثر تأثرا بها فكثيرا ما تكون النواحي االقتصادية وراء مشكلة انحراف الشباب وتطرفهم بل أن خروج املتطرفني واملنحرفني فكريا كان من األماكن التي ت عاني من الفقر وانعدام اخلدمات وغياب تأمني االحتياجات) 102(. دور الدور اإليوائية واملؤسسات التعليمية)املدرسة(في نشأة وظهور التحديات التعليمية لليتيمات ذوات الظروف اخلاصة: إن الدور الذي يقوم به الدار في تنشئة اليتيم مي اثل متام دور األسرة في تنشئة أبنائها مع االختالف اجلوهري بني الدورين لصالح األسرة الطبيعية بالطبع ولكن تظل الدور اإليوائية ومؤسسات الرعاية البديلة هي املكان األنسب لرعاية األيتام ذوي الظروف اخلاصة حيث حت دث البرامج الرعائية بالدور اإليوائية تغيرات هامة في تنمية شخصية اليتيم طبقا لألهداف السلوكية املرغوبة وذلك بإدراك ووعي كامل اجلهاز العامل في الدار بواجباته ومسؤولياته والتي تتمثل في : حتقيق مشاعر احلب واحلنان والرحمة واملودة من خالل الصبر على رعاية األيتام وتنشئتهم على الفضيلة وتربيتهم في ظل شرع الله املستقيم. جتنيبهم العنف والغلظة والقسوة في املعاملة عن طريق إشعارهم باملساواة والعدالة بينهم. اإلقتداء بالقائمني على رعايتهم باعتبارهم منوذجا طيبا ي حتذى به وقدوة حسنة ي قتدى بها ومثال أعلى يسيروا على طريقهم وصورة للتمسك بالعقيدة السليمة القوية الراسخة واخلالق الفاضلة والسلوك القومي. تعويدهم على خصال اخلير واألخالق احلميدة التي حض عليها اإلسالم من خالل تدريبهم على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والتزام العبادات كالصالة والصوم وااللتزام باألخالق اإلسالمية الفاضلة وتعليمهم القرآن. إكسابهم العلم النافع وتنشئتهم على علم شرعي ووعي ثقافي وعلمي ينتفعون به في أنفسهم وقومهم. متتعهم بالرعاية البدنية والصحة اجلسمية حتى يشبوا صحيحي األبدان وحمايتهم من األمراض ومزاولة أنواع الرياضة البدنية التي تقوي اجلسم وتنشطه مما يساعدهم على حمايتهم من املوبقات والوقوع فيها) 103 (

127 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية إن األيتام في الدور اإليوائية فئة من فئات املجتمع التي تعرضت لظروف ال ذنب لهم فيها نتيجة لفقدانهم األسر التي ترعاهم وتوجههم فإن ذالك يؤدي إلى معاناتهم من مشكالت وصعوبات في حياتهم مما ي ختم علينا مضاعفة اجلهود املبذولة لتعويضهم عن احلرمان من الرعاية األسرية ومساعدتهم على التكييف في مجتمعهم ليكونوا أعضاء فاعلني فيه وإن كانت الرعاية من خالل الدور اإليوائية ليست األسلوب املفضل في رعاية األيتام ولكنها تظل أحد أفضل اخليارات املوجودة لذا فإن اجلهود يجب أن ت بذل للرفع من مستوى اخلدمات املقدمة لأليتام ذاك أن رعايتهم في جو قريب من أسرهم األصلية يجنبهم الكثير من االضطرابات واألمراض النفسية واالجتماعية واملشكالت التعليمية وي ساعد على تنشئتهم تنشئة صاحلة ليصبحوا فاعلني في مجتمعهم ( 104(. إن الدور اإليوائية قد تكون ناجحة في إشباع احلاجات املادية لأليتام ولكنها في الوقت نفسه تخفق بدرجة أو بأخرى في إشباع احلاجات االجتماعية والنفسية املختلفة لهم مما ينتج عنه حاالت كثيرة من عدم التكييف مع النفس ومع اآلخرين يكون سببا في ظهور العديد من املشكالت والتحديات ومنها التحديات التعليمية) 105 (. وقد يكون السبب في ذلك عدة أمور ميكن إجمالها فيما يلي: يتخذ أسلوب الرعاية اإليوائية لأليتام في الدور اإليوائية شكال رسميا رتيبا يبعده كثيرا عن النمو األسري. تتم الرعاية في الدور اإليوائية من قبل موظفني يتقاضون مرتبات وأجور مما يعني قيامهم بالرعاية في هذه الدور اإليوائية على أساس املردود املادي بحيث يصبح تقدمي الرعاية نوعا من االرتزاق. إتباع بعض الدور اإليوائية أسلوب تصنيف وتقسيم األيتام وفقا للسن واجلنس وهو أمر يخالف نسق وطريقة أسلوب الرعاية األسرية. ت عد بيئة الدور اإليوائية غير محفزة لنمو األطفال قياسا إلى األسرة الطبيعية. االنعزال النسبي للدور اإليوائية عن النمط الطبيعي للعالقات داخل املجتمع. إن حركية انتقال الطفل من طفولته إلى رشده يعتبر مزيجا من التغير والثبات ويتأثر بأمناط وأساليب التفاعل بني الطفل وبيئته وهذا ال يكون متأتيا بالشكل الطبيعي داخل الدور اإليوائية حيث يقل خصب العالقات وتضيق دائرة التفاعل. تنعدم داخل الدور اإليوائية الكثير من األدوار والعالقات االجتماعية كعالقة األمومة واألبوة واألخوة وصلة القرابة وهي عالقات ضرورية في بيئة الطفل وإعداده ملمارسة هذه األدوار مستقبال ) 106(. افتقار معظم الدور اإليوائية إلى دليل يوضح حقوق الطفل واخلدمات التي يجب أن يحصل عليها حتت تلك الظروف القاسية. النقص الشديد في الكوادر املتخصصة في مجال رعاية األيتام وحمايتهم. غياب املراقبة ونظام املساءلة. انتشار العنف في أغلب الدور اإليوائية وعدم وجود آليات لألطفال لإلبالغ عن اإلساءة وعدم اتخاذ اإلجراءات الرادعة في حالة التبليغ) 107 ( إن من أهم الواجبات على الدور اإليوائية هو العمل على أن يتجنب اليتيم واليتيمة الشعور بالدونية أو النقص أو احلرمان أو اإلحساس باإلهانة واإلذالل فتلك املشاعر واألحاسيس تعيق البيئة النفسية لليتيمات وتكون باعثة لألمراض النفسية وقد تدفعهن إلى سلوكيات منحرفة إما عدوانية أو انعزالية تؤثر على مستواهن التعليمي مستقبال. وهذا يقودنا إلى أهمية إدراك القائمني على رعاية األيتام في الدور اإليوائية للحاجات النفسية أ. ر با بنت حامد املفلحي لليتيمات والتي تساعدهن على تشكيل شخصياتهن وت سهم في بناء عقلياتهن بناء صحيحا ميكن من خالله التغلب على مشكالتهن املتأصلة في ذواتهن ومن أهم تلك احلاجات ما يلي: احلاجات الفسيولوجية والتي ترمي إلى حفظ النفس وبقاء النوع كالطعام والشراب والهواء والدفء والصحة والنوم...وكلها حاجات فسيولوجية تهدف إلى حفظ احلياة والبقاء وتستمر مدى احلياة إال أن اليتيم قد ت لبى له تلك احلاجات ولكن البد أن يطلب ويطلب بإحلاح وقد يصاحب الطلب البكاء ليتحصل عليها وهذا يؤثر على نفسيته كثيرا. احلاجة لألمن والتي يفتقدها اليتيم ويشعر دائما بالتهديد املستمر من قبل القائمني على رعايته باحلرمان بالطرد أو احلرمان من املسكن أو من املأكل فهو مزعزع متردد خائف قلق غير مستقر ويظهر ذلك عليه من خالل بعض االضطرابات السلوكية الظاهرة كالتبول الالإرادي وقضم األظافر في الطفولة أما في الرشد فيكون لديه الشعور بالنبذ وعدم رغبة اآلخرين به. احلاجة إلى االنتماء واحملبة وهي حاجة الفرد إلى االنتماء إلى جماعة ومجتمع ووطن فاإلنسان كائن اجتماعي وميارس إشباع هذه احلاجة عن طريق اندماجه في حب اجلماعة أو األسرة أو الرفاق وتتسع دائرة االنتماء في الرشد ليتضح حب الوطن واألهل واألصدقاء والناس وعدم إشباع هذه احلاجة ي شعر الفرد بالغربة الدائمة وعدم الشعور بجماعة مما يؤدي إلى ظهور مشكالت واضطرابات في الشخصية وهذا ما يحدث لأليتام. احلاجة إلى التقدير أو املكانة االجتماعية إن حتقيق هذه احلاجة يحقق للفرد بوجه عام الشعور بالطمأنينة والرضا عن النفس في حني أن عدم إشباعها يولد القلق وشخصية عدوانية قابلة لالنحراف وهذا ما يحدث لأليتام عادة وهذا ما أكدته دراسة)الرشيد و الضحيان 1428 ه( حيث خل صت نتائجها إلى أن درجة العدوان لدى أطفال املؤسسات اإليوائية أكثر منها لدى أطفال األسر) 108 (. احلاجة للمعرفة والفهم والتي تظهر من خالل ما ميتلكه الطفل الصغير من الفضول املعرفي للعالم احمليط وإذا فشل الفرد في إشباع هذه احلاجة فإن شخصيته تفتقر للمعارف مما يجعلها شخصية غير مستمتعة باحلياة بل أن احلياة لديه غير ذات معنى كما أنه يجد صعوبة في حتقيق التفاعل مع البيئة وبالتالي ينعدم لديه حتقيق الشعور باألمن والطمأنينة واحملبة والتقدير. احلاجة لتحقيق الذات ذلك أن حتقيق الفرد إلنسانيته يتحقق عن طريق حتقيق الدور االجتماعي واملهني واإلنساني الذي يريد أن يحققه في مختلف املجاالت في احمليط الذي يعيش فيه فهذه احلاجة تهدف إلى بناء اإلنسان وبناء

128 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية شخصيته وإلى النمو والزيادة وعدم إشباعها يولد اضطرابات نفسية عامة ومشكالت في الشخصية بوجه خاص) 109 (. وتضيف الباحثة في هذا الصدد حاجات مهمة تؤثر في شخصية اليتيمات أال وهي: احلاجة إلى سلطة ضابطة موجهة حيث أن اليتيمات في مراحل عمرهن األولى مازلن يحتجن إلى التوجيه واإلرشاد وتعلم معاني االنضباط ليتعلمن املعايير السلوكية التي تساعدهن على توافقهن االجتماعي. احلاجة إلى احلرية واالستقالل وعدم شعورهن باالتكالية وتوفير اجلو والظروف املناسبة إلعطائهن فرصة ليتعلمن أهمية حتديد اخليارات املناسبة واتخاذ القرار املناسب واملالئم وتقديرهن لنتائج خياراتهن والقرارات املترتبة عليها) 110 (. إن العمل على تلبية احلاجات سابقة الذكر ي نتج لنا جيال ذو شخصية ايجابية ويساهمن في بناء املجتمع ويساعدن في حل مشكالته ولكن الصورة احلقيقية لوضع اليتيمات داخل الدور اإليوائية ي ظهر لنا عمق املشكلة بل أننا ميكن أن نرصد معاناة اليتيمات نظرا للقصور في تلبية االحتياجات داخل الدور اإليوائية حيث أن أهم ما يعاني منه اليتيمات هناك ما يلي: عدم وضوح الهوية الشخصية لهن تلك الهوية التي يستمددن منها تقديرهن لذاتهن وال يستطعن العيش بدونها بني أقرانهن وفقدان الهوية يجعل اليتيمات يدخلن في دوامة من التساؤالت املتكررة وغير املنتهية مثل:من نحن من أين أتينا أين أسرنا وكيف تركتنا هنا وعادة ما تصاب اليتيمات بحالة من عدم االستقرار النفسي وعدم التكيف االجتماعي. عدم القدرة على اكتساب القيم واملفاهيم االجتماعية والعادات والتقاليد السائدة في البيئة اخلارجية بل أن اليتيمات في الدور اإليوائية يخفقن في ممارسة تلك القيم واملفاهيم والعادات عند أول حاجة لها مما يجعلهن محل استهجان و ازدراء من اآلخرين. عدم القدرة على اكتساب اخلبرة احلياتية الالزمة للتعامل اليومي مستقبال فهن ال ميارسن أي دور اجتماعي كما يحصل لألبناء لدى األسر في املجتمع فاليتيمات في الدور اإليوائية قد توفر لهن كل شيء ونادرا ما يعملن على ممارسة دور اجتماعي يساعدهن على تنامي اخلبرة في احلياة. ظهور العديد من األعراض التي تدل على عدم توافقهن النفسي فهناك عدد من األعراض ميكن مالحظتها على كثير من يتيمات الدور اإليوائية رغم توافر اإلمكانات املادية ومن ذلك الشعور باحلرمان وعدم األمن واخلوف من املستقبل والقلق واالكتئاب والشرود الذهني وأحيانا العزلة والكذب واخلجل والعناد وعدم الثقة في النفس وضعف التحصيل الدراسي وغيرها من املظاهر التي تزيد كثرة وقلة بحسب قدرة الدار على ممارسة دورها االجتماعي والنفسي جتاه اليتيمات أثناء إقامتهن بها) 111 (. فضال عن هذا وذاك فإن الدور اإليوائية في الغالب تشتكي من نقص تأهيل العاملني في مجال رعاية األيتام بصفة عامة ونقص في تأهيل األمهات البديالت واملشرفات ذات االضطالع املباشر بتربية اليتيمات مباشرة بحكم الفترات الطويلة التي تقضيها األم البديلة مع اليتيمة خالل اليوم وفي هذا يرى فرانكلني أن املشرفني الذين يعملون في خدمات األيتام وخصوصا من يعملون برعاية النواحي السلوكية لديهم ينبغي إعدادهم إعدادا جيدا بحيث يكون لديهم القدرة على قياس وتقومي مدى فاعلية برامج الصحة السلوكية املقدمة لهؤالء األيتام. أ. ر با بنت حامد املفلحي وعلى هذا فإن اخلبرات التربوية والنفسية السليمة ال تتوفر في الغالبية العظمى من الدور اإليوائية كما أن األمهات البديالت واملشرفات نادرا ما تتوفر لديهن خصائص األمومة حيث أن أطفال املؤسسات أكثر تعرضا لألمراض السلوكية السلبية من األطفال اللذين نشئوا في أسر طبيعية. ويرى ادلر أن األم لها التأثير األكبر في منو اهتمام الطفل باملجتمع واملسؤولية االجتماعية ألنها أول اتصال حميم للطفل باآلخرين حيث يعتبر ادلر الفرد جزء ال يتجزأ من نظام عام كاألسرة واملجتمع بل واإلنسانية بأسرها فعلم النفس الفردي يدرس الفرد في إطاره االجتماعي الذي ال ميكن إخراجه عنه ونقصد باألم هنا هي األم البديلة التي ترعى األيتام في الدور اإليوائية على مدار اليوم وتتقاضى أجرا ماديا نظير عملها إن السمات الشخصية لألم لها تأثير على اليتيمات فكلما اتسمت الشخصية بالدفء واحلنان وسرعة استجابتها لطفلها الصغير كلما شعر الطفل بالثقة واألمان وعلى جانب آخر فإن األمهات اآلتي نشأن في أسر مفككة في الغالب تختلف رعايتهن ألبنائهن عن الالتي نشأن في أسر طبيعية حيث يرى فرومر وأوشي أن النساء الالتي نشأن في أسر تعيسة ومفككة كن أكثر قسوة على أوالدهن لذا فإن على إدارة الدور اإليوائية أمر بالغ األهمية في عملية اختيار األم البديلة لألطفال األيتام واليتيمات. إن الثقافة التي تعيش فيها األم تؤثر تأثيرا كبيرا في أسلوب الرعاية األمومية حيث جند أن األمهات الالتي يعشن في مستويات اقتصادية واجتماعية متباينة واألمهات الالتي يعشن في طبقات اجتماعية منخفضة ميلن إلى العقاب البدني في إحداث الطاعة في السلوك االجتماعي ألبنائهن. إن إيضاح أسلوب املعاملة قبل العقاب وإعطاء البدائل أمام األطفال إلحداث الطاعة وإعطاء الفرص للمناقشة في أسباب عدم الطاعة واحلوار واإلقناع...كلها أساليب صحيحة في تربية األطفال تربية صحيحة تبعدهم عن االنحراف السلوكي الذي قد يؤثر على التحصيل الدراسي لألبناء األيتام وعلى عالقاتهم االجتماعية بل ويؤثر أيضا على اجلوانب النفسية لهم) 112 (. ولعلنا هنا نذكر دور األم البديلة دون غيرها من األدوار التي يقدمها املوظفون واملوظفات داخل الدار ألن الم البديلة هي التي تقضي جل وقتها مع األبناء والفتيات بل وي عتمد عليها في تنفيذ كافة التوجيهات واإلرشادات املقدمة لأليتام داخل الدار ولكن تظل مشكلة األمهات البديالت واملشرفات مشكلة قائمة ومازالت وحتتاج حلل جذري ي جنب األبناء ألم خوض التجارب الفاشلة مع معظمهن ممن ال تتوفر فيها أدنى متطلبات القيام بدور األم البديلة لألسف وتظل األسس واملعايير التي يتم اختيارها للعمل داخل الدار إن و جدت غير مقننة وغير مدروسة مما ي سبب استمرار املشكلة وتفاقمها على نفسية األيتام وعلى سلوكياتهم وعالقاتهم مع اآلخرين وعلى مستواهم وحتصيلهم الدراسي. أما املؤسسات التعليمية والتي تتمثل في املدرسة فهي أيضا لها دورا كبيرا في نشأة وظهور التحديات التعليمية للفتيات اليتيمات فاليتيمة تنشأ داخل املؤسسات اإليوائية في بيئة أسرية مفتعلة يترتب عليها السير على طرق ونظم روتينية مرسومة من بداية تناولها التغذية غير الطبيعية فتفتقر إلى األمن واالستقرار وعدم القدرة على التفاعل االجتماعي...كما مت عرضه سابقا. إال أن ما يبذله القائمون على رعاية األيتام من جهد للسمو بهم والنهوض بنشأتهم بصورة مثالية ال ميكن إغفاله إال أن الظروف احمليطة بهؤالء األيتام أكبر مما نتصور فمما يؤسف له أن نظرة املجتمع لهذه الفئة نظرة ضيقة ودونية وسلبية على أنه يسودهم السلوك املنحرف والتربية السيئة وهذه النظرة غير صحيحة ألن تلك األمور تسود املجتمع بصفة عامة فال يكفي أن املجتمع أوجد املؤسسات اإليوائية ولكن البد أن يقوم املجتمع أيضا بتغذية أفراده بالقيم اإلنسانية العادلة و ال يتم ذلك إال بتضافر جهود جميع مؤسسات هذا

129 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية املجتمع مبا فيها وزارتي التربية والتعليم والشؤون االجتماعية ليكونا مبثابة األب واألم لهذه الفئة. وباعتبار املؤسسات اإليوائية البيت األول لليتيم فإن املدرسة هي البيت الثاني وأكبر مؤثر على اليتيمة ولها دور مهم في تنمية شخصيتها وتوجيهها التوجيه الصحيح بل ميكن أن تكون املدرسة هي العني الثانية لرعاية اليتيمات. فقد كان هناك وما يزال رفض تام من بعض املدارس في قبول اليتيمات ودمجهن مع الطالبات في مراحل التعليم العام إال بعد قرار إداري من إدارة التربية والتعليم ي لزم املدرسة بقبولهن بسبب الفكرة السائدة حول سلوكهن العدواني وتأثير ذالك على بقية الطالبات وإن كان لنشر الوعي عن طريق الدورات والندوات واللقاءات التربوية بني مسؤولني في اإلشراف االجتماعي واملدارس أدى إلى جعل بعض املدارس أكثر تقبال لليتيمات وأكثر تفهما لنفسياتهن. إال أننا نستطيع أن جن زم أن هناك حلقة مفقودة بني اجلهتني تكمن في استمرارية معاناة رفض بعض املدارس لليتيمات بل وجتسيم أخطائهن ووضع سلوكايتهن بشكل مستمر حتت املجهر والترصد ألي سلوك غير مرغوب دون تفهم للخلفية واألبعاد النفسية والسلوكية لهذا التصرف وقد تكون املعاجلة لهذا السلوك بطرق خاطئة وصب اللوم على الدار الراعي لليتيمات ومن فيه) 113 (. إن النظرة االجتماعية القاصرة نحو اليتيمات في مدارس التعليم العام واملتأرجحة بني نظرة الشفقة وإعطاء اليتيمة ماال تستحق بغض النظر عن إمكانياتها األدبية والفنية وبني النظرة الدونية لهن باعتبارهن ثمارا لبذور سيئة في األساس من وجهة نظر املدرسة فيبخسن ها حقها تعليميا متجاهالت ظروفهن وطرق رعايتهن منذ الصغر والتي مازالت آثارها عليهن حتى الكبر...فت حرم اليتيمة من فرصة التعليم اجليد ألسباب غير إنسانية تنحصر في جملتها في عدم قدرة املدرسة على مشاركة اجلهات التي ت شرف على رعاية اليتيمات في املسؤولية الدينية واالجتماعية والتعليمية نحوهن وجتاوز عقباتها. ولعل الباحثة هنا تستدل على هذا األمر من خالل جتربتها العملية في دار إيوائي يتعامل مع املؤسسات التعليمية فقد تبدأ التحديات التي تواجه اليتيمات تعليما في املدرسة منذ دخولهن لها صباحا حيث يتعذر على الطالبات اليتيمات الوصول في الوقت احملدد للمدرسة بسبب أعدادهن الكبيرة داخل الدار ومحدودية عدد وسائل املواصالت مع تعدد املدارس التي يتم إحلاقهن فيها حتى ال ي شكلن جماعة قد حت دث نوعا من الفوضى واإلزعاج داخل املدرسة إذ ارتأت إدارة الدار أن يتم توزيعهن على مدارس مختلفة للمرحلة التعليمية الواحدة كحال لتلك املشكلة ولكن أغلب إدارات املدرس ال تعي هذا األمر وتبدأ في إلقاء اللوم على اليتيمات لتأخرهن وإسماعهن من الكالم ما ال يرضني و ال ي سمح لهن باحلديث أو التبرير وقد يكون ذلك أمام املال من بقية الطالبات واملعلمات مما ي سبب لهن احلرج الشديد خاصة وأن الغالبية العظمى منهن ال ي ردن أن يعرف أحد بوضعهن وأنهن يتيمات من دار إيوائي وهذا األمر ينطبق متاما على وقت خروجهن عند انتهاء الدوام املدرسي بل أن كل خطأ يقع في املدرسة هن سبب له وهن أيضا من يفعلن األمور املشينة وال أحد سواهن مع العلم أنه في كل مره وفي أغلب املرات تظهر براءتهن ولكن استمرارية النظرة الدونية لهن جعلتهن محل الشك وحتت وطأة االتهام دوما. وهذا ال يعني أن بناتنا اليتيمات ال ي خطئن أبدا ولكن حجم اخلطأ ودرجته ومسؤوليته البد أن تختلف في كل مرة يحدث فيها هذا اخلطأ!! إن عدم تقبل املجتمع املدرسي لليتيمات بسلوكياتهن التي نحاول جاهدين أن ن عدلها بحسب إمكانياتنا وقدراتنا جعلت العملية التعليمية لليتيمات أمرا في غاية الصعوبة بالنسبة لنا كعامالت معهن في الدار أ. ر با بنت حامد املفلحي فذنبهن ال ي غتفر وخطأهن ال ي عذر و ال ي نسىى والصبر على أفعالهن يصل سريعا ألقصى مداه فيطالنب بخروجهن من املدرسة ونقلهن لغيرها في أي وقت وكأن لدينا املقدرة على ذلك والسلطة على فعله. كما أن عدم قدرة الهيئة التعليمية على مراعاة الفروق الفردية بني يتيمات الدور اإليوائية وغيرهن من الطلبات اآلتي نشأن في أسر طبيعية مع عدم مراعاة األوضاع التي نشأن فيها ومازلن يعشن في أجوائها جعل بناتنا اليتيمات هن األقل حظا في االهتمام والتقدير من قبل املعلمات والعامالت في املدرسة مما جعلهن يفتقدن الرغبة في مواصلة التعليم وفقد الدافعية نحوه بل وقد يلجأن اليتيمات داخل املدرسة الفتعال املواقف السلوكية املرفوضة رغبة منهن في جذب االنتباه واحلظي بالتقدير واالهتمام من قبل معلماتهن. إن تقبل اليتيمات من قبل املجتمع املدرسي وتفهم أوضاعهن وتقديرها وعدم وصمهن بصفات ليس لهن ذنب فيها قد ي سهم بطريقة أو بأخرى في جتاوز مشكالتهن املدرسية مع عدم إلقاء املسؤولية كاملة على الدار ومن فيها بل العمل على التعاون املستمر مع الدار في رعايتهن واالشتراك في مسؤوليتهن التعليمية مما قد ينتج عنه جيال من الطالبات املزودات بعقول رائعة جدا من خالل معاملتهن معاملة حسنة تهدف في املقام األول إلى اكتشاف مكنوناتهن وتسعى جاهدة إلى استغاللها االستغالل األمثل في خطوة لالستثمار في عقولهن استثمارا يكفل لهن العيش بأمان في شخصية تفتقد لألمان وفي بيئة يسودها عدم األمان في أغلب األوقات. وفي هذا املقام نحن ال ننكر جهد بعض املدارس والقائمني عليها في املساهمة مع الدار في هذه املسؤولية بل أننا لم نشعر في يوم أن لنا فتيات فيها لعظم الدور الذي تقوم به املدرسة من خالل إدارتها وهيئتها التعليمية ولكن تظل الغالبية العظمى من املدارس تفتقر لهذا النوع من التعاون الذي يسفر عن نتائج ال ي حمد عقباها تتأثر بها اليتيمة في املقام األول. بعض األساليب التي ميكن من خاللها تعزيز دور الدار واملدرسة في مجابهة التحديات التعليمية التي تواجه اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة: نظرا ملا ت عانيه بيئة الدار من عوامل ت سهم بطريق مباشر أو غير مباشر في صنع التحديات التعليمية للفتيات اليتيمات كان البد من حتقيق وتأكيد عدد من األهداف واملبادئ واإلجراءات اخلاصة بهذه البيئة والتي من شأنها إخراج جيل صالح على الرغم من ظروفه النفسية واالجتماعية الغير جيده وأهمها ما يلي: أن يكون حجم الدار وعدد النزالء فيها وكذلك القائمني على الرعاية يعادل إلى حد ما النمط املوجود في األسر الطبيعية. احلرص على تصميم الدور اإليوائية تصميما قريبا من البيوت السكنية وأن يكون موقعها في وسط األحياء السكنية. يجب أن ال تتميز الدور اإليوائية بأي إشارات أو عالمات أو لوحة حتمل اسمها على البوابة تدل عليها ملا قد يرتبط بها من وصم ونعت للنزالء. حتسني العالقات اإلنسانية وتطويرها داخل الدار والعمل على إبراز مشاعر الود واحملبة والتعاطف بني العاملني واملقيمني من اليتيمات. العمل على وضع آلية لقبول العاملني في الدور اإليوائية بحيث تكشف عن قدراتهم وإمكانياتهم وصفاتهم وتوجهاتهم ومبادئهم وعدم االكتفاء باملؤهالت الدراسية إن وجدت )114(. كما أن من أهم املواصفات واملبادئ التي يجب أن حترص إدارة الدور اإليوائية على توافرها في األم البديلة

130 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية وغيرها ممن يشرف على رعاية وتربية اليتيمات بحيث يكونون قدوة صاحلة لهن من جهة ويحفظ لهن كرامتهن ويشعرهن أنهن يعيشن في محضن آمن من جهة أخرى مما يساهم في تنشئة مواطنات صاحلات يكن لبنة في بناء مجتمع سوي ما يلي : احللم والذي ي عد من املبادئ املهمة الضرورية في التعامل مع اليتيمات ويظهر هذا املبدأ من خالل كظم الغيظ وتوجيه املخطئ إلى الصواب بالتي هي أحسن مما يشجعهن على تصحيح أخطائهن بشكل أسرع والتعامل مع جميع اليتيمات باحللم و األناءة. العفو وهو من أسمى األخالق اإلسالمية التي دعا إليها اإلسالم وميكن تطبيقه عن طريق تدريب النفس على العفو والتسامح في املواقف التي يكون فيها متمكنا وقادرا على إنزال العقوبة و ال تظن األم أنه دليل على ضعف الشخصية بل أنه من أهم مميزات القوة في الشخصية فالعفو يرتبط بالرحمة وبذلك ت كتسب محبة اليتيمة لألم. التواضع حيث أن التواضع مع اليتيمات يضمن لألم واملشرفة وكل ذي صلة بهن الكثير من احملبة واأللفة والتودد فيعملون معهن براحة وبذلك ميكن إرساء قواعد سليمة في التعامل مع اليتيمات من خالل كسب قلوبهن وتقديرهن واحترامهن بعيدا عن الذل واخلضوع الذي قد يؤدي لفقد الشخصية السوية ومن خالل ذلك ميكن غرس التواضع في نفوس اليتيمات اللذين هن أحد أعمدة املستقبل. الرحمة التي حتقق الترابط وتبني عالقات سليمة بني األفراد ومتى ما ط بق هذا املبدأ نستطيع أن جنزم بحول الله أن كل األهداف التي و ضعت لتربية األيتام قد حتققت والرسول صلى الله عليه وسلم خير قدوة لنا في ذلك فسيرته تؤكد رجمته على املساكني والضعفاء واأليتام. الصدق وهو أحد خصال القدوة التي يجب أن يتصف بها أي فرد يعمل مع اليتيمات حتى يتطابق قوله مع فعله ويثقن به و ال ت تاح الفرصة للغير بزعزعة ثقة اليتيمات به. الوفاء بالوعد والذي يدل على سمو اإلنسان وعلو مكانته وح سن إسالمه فيحرص من يتعامل مع اليتيمات وخاصة األم البديلة وإدارة الدار فال يعطون وعودا إال بعد دراسة نتائجها االيجابية والسلبية حتى ال يتراجعوا وتنعدم الثقة فيهم مستقبال على أن يحرصوا أن يكون الوعد موفيا للجميع دون استثناء حتى ال تتولد مشاعر احلقد والكراهية بني اليتيمات. الوضوح في التعامل والذي ي عد مبدأ مهما إلزالة ما قد يرد إلى األذهان من شكوك وظنون وحتى تكون الرؤية أكثر وضوحا أما جميع اليتيمات وحتى تكون كل يتيمة على بينة من أمرها وتعرف ما هو املطلوب منها والواجب عليها. الصبر وذلك بتدريب النفس عليه خاصة عند مواجهة املشكالت وبغرسه في نفوس اليتيمات بحيث تكون قدوة ماثلة أمامهن فيسهم هذا اخل لق في بناء الشخصية السوية للفتيات في الدار. احلزم خاصة أن اليتيمات في الدور اإليوائية يحتجن حلزم مع تعدد املوجهني لهن وتباينهن وفي هذا اجلانب البد من مراعاة عدم حتول احلزم إلى سلطة ويفقد احلزم أهدافه على أنه يجب مراعاة عدة نقاط في تطبيق هذا املبدأ منها : االستشارة في العمل قبل أخذ القرار في تنفيذه و ترجيح أفضلها. التفكير في العمل مسبق قبل اإلقدام عليه. العدل والذي هو أساس بناء املجتمعات والذي ال يختص بفئة بعينها بل هو شامل فال يتأثر بقرابة وال صداقة وال ب غض وال عداوة) 115 (. أ. ر با بنت حامد املفلحي العمل على االكتشاف امل بكر للمشكالت التي ي عانيني منها اليتيمات على اختالفها ثم وضع احللول اجلذرية لها من قبل الهيئة اإلدارية والفنية في الدار. تعزيز دور القسم التعليمي في كل دار إيوائي إن وجد وتزويده باخلبرات والدورات والبرامج التي تساعد العامالت فيه على اإلبداع واالبتكار في متابعة أوضاع اليتيمات في مدارس التعليم العام والعمل على الرقي مبستواهن التعليمي. أما املؤسسة التعليمية )املدرسة (فيمكن أن تقوم بعدد من األمور لتساهم في تقليص وتالشي التحديات التي تواجه بناتنا اليتيمات فيها ومن هذه األدوار: تقبل الطالبات اليتيمات بكل ما فيهن من سلبيات من وجهة نظرهن وعدم محاسبتهن على ذنب ال ذنب لهن فيه أصال. عدم التعميم واجلمع في احلكم على الطالبات اليتيمات من خالل موقف صدر من إحداهن قد يكون رغما عنها ألي ظرف أو وضع كانت ت عاني منه. بناء الثقة بني الهيئة اإلدارية والتعليمية في املدرسة وبني الطالبات اليتيمات وعذرهن على ما يقترفن من أخطاء. عدم تهديد الطالبات اليتيمات باخلروج من املدرسة أو النقل في حال خطأهن أو إحداثهن ألي مشكلة كانت. عدم حتجيم األخطاء التي تقع فيها الطالبة اليتيمة أوتهويلها بدرجة كبيرة. التودد لهن ومبادلتهن مشاعر احلب واالحترام وعدم النظر لهن بشفقة قد حت طم كل عزم لديهن والصبر على سلوكياتهن والعمل على التعاون مع الدار لتعديلها. الوسطية في التعامل معهن وعدم املغاالة أو التساهل بل احلزم ثم احلزم ألنهن يحتجن حلزم مع رحمة. تفهم وضعهن جيدا وإدراك سلوكياتهن التي في الغالب هي ردات فعل منهن جلذب االنتباه لهن وتقديرهن وتقدير مجهوداتهن وإن كانت بسيطة. إشراكهن في البرامج واألنشطة املختلفة داخل املدرسة وخاصة اآلتي ي عانيني منهن من مشكالت تعليمية لتحفيزهن ومحالة اكتشاف جوانب أخرى مضيئة في حياتهن يشعرن من خاللها بقيمتهن وتقديرهن لذواتهن. األخذ مببدأ النصيحة والتوجيه لهن ولكن مراعني في ذالك قول اإلمام الشافعي : تعمدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في اجلماعة فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ ال أرضى استماعه وإن خالفتني وعصيت قولي فال تجزع إذا لم تعط طاعة التعاون مع الدار تعاون مثمرا في متابعة أوضاع الفتيات اليتيمات تعليميا وسلوكيا وعدم إلقاء املسؤولية على الدار فقط فاملدرسة كانت ومازالت مؤسسة تربوية في املقام األول. املساواة والعدل في التعامل مع اليتيمات ومساواتهن بغيرهن من الطالبات داخل املدرسة. لقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من ضياع حق اليتيم ومن يفعل ذالك أو يتهاون فيه هو آثم ال محالة لذا كان البد أن يكون هناك تعاون مشترك بني وزارة الشؤون االجتماعية متمثلة في اجلهات املشرفة على األيتام والهيئات اإلدارية والفنية في كل دار وبني وزارة التربية والتعليم متمثلة في إدارة التربية والتعليم واملؤسسات التعليمية والهيئات اإلدارية والتعليمية في كل منطقة ومدينة على أن يكون التعاون على النحو

131 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية التالي: تكوين جلنة دائمة مكونة من اجلهتني وأن حت دد مسؤوليات هذه اللجنة ومهامها. عمل برامج لتوعية املرشدات الطالبيات واملعلمات في كيفية رعاية هذه الفئة واالهتمام بشؤونها واحتوائها وحل مشاكلها أيا كانت) تعليمية أو سلوكية( مع احلرص على السرية التامة ومعاقبة املدارس التي تتهاون في ذالك وتقدمي امل عززات االيجابية املناسبة. التعميم على املدارس بجميع مراحلها باملوافقة على قبول وتسجيل اليتيمات في أي مدرسة يتم اختيارها تبعا حلالة الطالب)تعليم عام أو صعوبات تعلم...( ووضع أنظمة خاصة للتسجيل والقبول في املدارس والتشديد على االلتزام بذلك. إقامة دورات دورية سنوية ملنسوبي املدارس التي بها بناتنا اليتيمات تتضمن طرق التعامل معها واالستزادة من نشر الوعي لتفهم نفسية وواقع وسلوك ذوات الظروف اخلاصة وكيفية التعامل معهم باستخدام الطرق التربوية السليمة بال إفراط أو تفريط على أن يكون احلضور إجباريا وت عطى املعلمة شهادة حضور إمتام دورة. التنسيق مع إدارة اإلشراف التربوي حلضور معلمات التقوية بالدور االجتماعية ودور احلضانة والدور اإليوائية التابعة للجمعيات اخليرية حلصص دراسية في املدارس لالستفادة من طرق التدريس احلديثة وتبادل اخلبرات أو إقامة دورات تدريبية لهم. إقامة الندوات والزيارات لطالبات املدارس لتعريفهم بهذه الفئة باعتبارها جزء من املجتمع والتنسيق مع الدور اإليوائية لهذه الزيارات. التعاون على حل بعض املشكالت املشتركة خاصة باملدارس االبتدائية واملتوسطة وذلك بالتواصل املستمر بني املدرسة واملؤسسات االجتماعية والدور اإليوائية. االهتمام مبرحلة ما قبل االبتدائية )رياض األطفال (وتوفير حاضنات مسلمات عربيات ملا للحضانة من أثر كبير على شخصية ونفسية ولغة األيتام. التعاون على جتاوز كافة املشكالت املشتركة التي ت عاني منها املدارس والدور اإليوائية وذلك من خالل الطرق العلمية في حل املشكالت والبعد عن التعامل معها مبسلمات قاتلة لكل إبداع وابتكار ( 116(.. ترسيخ مبدأ احلوار الهادف والنقد البناء في التعامل مع اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدار أو املدرسة فهو الطريق الطبيعي الذي يسلكه الناس للتعايش والتفاهم وهو السبيل األمثل لقبول األخر وتقريب وجهات النظر واالنفتاح على اجلديد واملفيد من اآلراء واألفكار والثقافات وذالك من خالل : تقبل الرأي اآلخر واحترام االختالف. االعتماد على اإلقناع ال اإلخضاع أو اإلقصاء. الشفافية في الطرح ومناقشة احلجة باحلجة. التأكيد على إشاعة قاعدة اإلمام الشافعي»رأي صواب يحتمل اخلطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب«. تربية اليتيمات تربية ت رسخ في أذهانهن ثقافة الدميقراطية وحقوق اإلنسان وثقافة التسامح )117(. النتائج والتوصيات واملقترحات : أ. ر با بنت حامد املفلحي أوال / نتائج البحث : إن العمل مع اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة ي حمل أصحابه أمانة ع ظمى ومسؤولية جسيمة حلساسية وضعهم النفسي واالجتماعي والتعليمي والصحي مما ي حتم على القائمني على رعايتهن مراعاة هذا األمر في كل أفعالهم وتصرفاتهم وأن الله سبحانه وتعالى سيؤاخذ وي حاسب كل إهمال مقصود جتاههن ويؤدي إلى اخللل برعايتهن. إن التمسك والتقيد بالتوجيهات اإلسالمية فيما يخص رعاية األيتام واليتيمات ذوات الظروف اخلاصة كفيال مبواجهة كل مشكالت األيتام على اختالفها والتقليل من حدتها. إن هناك عدد كبير من التحديات التي تواجه تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة نابعة من شخصيتهن ومن البيئة التي يعشن فيها ومن املؤسسات التعليمية التي يدرسن فيها. إن القصور في التعاون املثمر وفي املسؤولية االجتماعية بني الدور اإليوائية وبني املؤسسات التعليمية فيما يخص متابعة أوضاع اليتيمات جعلهن بني سندان وضعهن وظروفهن النفسية واالجتماعية والتعليمية والصحية ومطرقة التعامل معهن داخل الدار واملدرسة. تظل البيئة التي تعيش فيها اليتيمة واألفراد اللذين تتعامل معهم املسئول األول عن ظهور وتفاقم العديد من املشكالت التي ت عاني منها. السنوات األولى من عمر اليتيمات هي السنوات التي تتشكل فيها شخصيتهن وقدراتهن ومعارفهن وهي العامل األول في استمرار مشكالتهن التعليمية حتى اآلن. ثانيا / توصيات البحث : توصي الباحثة وزارة الشؤون االجتماعية املسئول األول عن رعاية اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة بعدد من التوصيات التي قد ت فيد في معاجلة أوضاع اليتيمات النفسية واالجتماعية والتعليمية ومنها: أن تتبنى وزارة الشؤون االجتماعية املقترح املقدم من الباحثة في مؤمتر األمن الفكري والذي ينص على أن يخضع كل متقدم للعمل داخل الدور اإليوائية لنوع من االختبار والقياس النفسي والديني واالجتماعي والتعليمي...على أن ينشأ هذا االختبار من خالل تعاون إمارات املناطق ووزارة الشؤون االجتماعية ووزارة الصحة وزارتي التربية والتعليم و التعليم العالي وجامعة نايف للعلوم األمنية إلعداده ودراسته والنظر في مدى إمكانية تطبيقه في القريب العاجل. إعادة النظر في وضع يتيمات الدور اإليوائية التابعة للجمعيات اخليرية من حيث حصولهن على نفس املستوى من االهتمام والرعاية املقدم ليتيمات املؤسسات والدور التابعة لوزارة الشؤون االجتماعية. إعادة هيكلة الدور اإليوائية وتطوير خدماتها فيما يعود بالنفع على اليتيمات ويجعلهن أكثر مشاركة في املجتمع. افتتاح أقسام تعليمية في الدور اإليوائية وحتديد مهامها ونصابها من املوظفات ووضع معايير لقبول املوظفات فيها بل معايير لقبول جميع املوظفات اآلتي يعملن مع اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة. عمل أبحاث حول تقييم الرعاية الفكرية املقدمة لليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية واالستفادة من مادة اقتصاديات التعليم في قراءة نتائج هذه األبحاث

132 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية إعادة تنظيم وإيجاد آلية لبرامج دروس التقوية التي ت قام في الدور اإليوائية واالستفادة من خبرات املدارس النموذجية والدور العاملية في هذا املجال. التشديد على متابعة أوضاع اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في األسر احلاضنة وتقييم مستوى الرعاية املقدم لهن في تلك األسر. االهتمام بالعاملني والعامالت مع اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة بل وتصنيفهم بحسب مباشرتهم لليتيمات وحتسني أوضاعهم املعيشية وحتفيزهم للعمل داخل الدار من خالل ما يقدم لهن من أجور وحوافز. ثالثا / مقترحات البحث من خالل ما مت عرضه مقدما حول التحديات التي تواجه تعليم الفتيات اليتيمات داخل الدور اإليوائية يسر الباحثة تقدمي املقترحات التالية : 1 بالنسبة للتحديات التعليمية الذاتية أو الشخصية تقترح الباحثة أن ي كون كل دار جلنة مكونة من مديرة الدار ونائبتها واملشرفة التعليمية وأخصائية نفسية وأخصائية اجتماعية وعدد من األعضاء ذوي اخلبرة في هذا املجال لوضع خطة إستراتيجية لتطوير التعليم لليتيمات على أن تبدأ اخلطة بوضع مهام ومسؤوليات كل عضو والبدء بعمل اختبارات للذكاء وللشخصية تستطيع اللجنة من خالله وضع يدها على مكامن الضعف لدى كل يتيمة وتعاجلها وتعزز من اجلوانب االيجابية لديها وتستثمرها في معاجلة املشكالت االجتماعية والنفسية التي ت عاني منها من خالل البرامج التي يتم إيجادها بناء على نتائج االختبارات والتي تراعي كل مجموعة متشابهة من اليتيمات توصلت لها نتائج االختبارات التي أجريت عليهن. 2 بالنسبة للتحديات التعليمية البيئية تقترح الباحثة أن يتم دراسة فكرة إعادة هيكلة الدور اإليوائية وقراءة جلميع مشكالتها وتصنيفها ثم البدء في معاجلتها كل على حدا على أن يتم اعتماد إعادة الهيكلة وصرف ميزانيات وحوافز للقيام بهذا األمر من قبل وزارة الشؤون االجتماعية بل تستطيع أن تتقدم مبسابقة حول هذا األمر جلميع العاملني وأهل االختصاص في هذا اجلانب بتقدمي خططهم ودراساتهم إلعادة الهيكلة. 3 بالنسبة للتحديات املدرسية التي ت ساهم هي األخرى في التقليل من فرص االستثمار في عقل اليتيمات فتقترح الباحثة أن تتبنى وزارة الشؤون االجتماعية برنامج وسام التكامل املقدم من األخصائية النفسية منال محمد سيف الرهيدي )األخصائية السابقة في بيت الطفل لرعاية األيتام ) والذي مت البدء في وضع أولى لبناته ولم يكتمل البناء... والذي حمل رؤية ورسالة وأهداف رائعة ميكن عرضها على النحو التالي: رؤية برنامج وسام التكامل دمج اليتيمات في املجتمع بصورة طبيعية من خالل البيئة املدرسية. الرسالة : أن تكون البيئة املدرسية بيئة متوازنة ت ساهم في عالقة تكاملية مع الدور اإليوائية لتنشئة اليتيمات من ذوات الظروف اخلاصة تنشئة اجتماعية تربوية ونفسية وتعليمية. أهداف البرنامج: أن تكون البيئية املدرسية بيئة محببة وجذابة لليتيمات. أ. ر با بنت حامد املفلحي أن تركز املدرسة على النمو االجتماعي والنفسي و املهاري لليتيمات. أن تكتشف املدرسة هويات واهتمام وميول اليتيمات وتوفير البيئة املناسبة لتحقيقها. أن ت ساهم املدرسة في تشكيل القيم األخالقية واالجتاهات االيجابية نحو الذات واملجتمع والوطن. حتقيق التكامل بني الدور اإليوائية واملؤسسات التعليمية. على أن يتم إعداد استخبار يوزع على جميع املدارس التي تتواجد بها فتياتنا اليتيمات ويحمل أسئلة حتقق أهداف البرنامج ثم يتم معاجلة تلك األسئلة واالستفادة من اإلجابات في وضع معايير ميكن للدار والقائمني على رعاية األيتام تعليما فيه بتقييم تلك املعايير في كل عام بعد وضعها في استمارة مت نح على أثره املدرسة التي تنجح في حتقيق أكبر قدر من املعايير وسام التكامل في حفل يقام في احتفاالت وزارة الشؤون االجتماعية بيوم اليتيم العربي كنوع من إثارة احلوافز والدافعية جتاه اليتيمات والتعامل معهن بطريقة سليمة تضمن استفادتهن مما ي قدم من تعليم داخل املدرسة بشكل كبير. هوامش البحث: سورة الفلق من آية رقم 1 5. الظهار بدون ص 134. مرجع سابق ص السدحان 1423 ه ص 110. البخاري 1419 ه مج السدحان 1419 ه ص 77. شوره بدون مج 2 ص سورة البقرة آية 220. العساف 1430 ه ص 14. سورة الضحى آية 9. البخاري 1419 ه مج 2 ص 66. ابن ماجه 1421 ه ص 350. السويهري 1430 ه ص ص 5 6. ابن منظور 2005 م ج 4 ص 62. احلديبي 1430 ه ص 10. املرجع السابق ص 11. شوره بدون مج 3 ص جاب الله 2004 م ص 29. نظم ولوائح وزارة الشؤون االجتماعية 1411 ه ص 37. سخيطة 2008 م ص 289. انتهى وبالله التوفيق

133 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية أ. ر با بنت حامد املفلحي العباسي 1999 م ص 15. سورة الضحى آية 9. سورة املاعون من آية 1 2. السدحان 1419 ه ص 35. السلمي 1415 ه ص 16. فتيح 1419 ه ص 13. سورة النساء آية 36. السلمي 1415 ه ص 17. سورة الضحى آية 9. سورة املاعون من آية 1 2. سورة النساء آية 10. سورة اإلنسان من آية 7 8. البخاري 1419 ه مج 2 ص 70. السلمي 1415 ه ص ص سورة اإلسراء آية 31. السدحان 1423 ه ص 28. املرجع السابق ص ص سورة األحزاب آية 5. سورة البقرة آية الدويبي 1993 م ص 65. سورة التحرمي آية 6. صالح 1415 ه ص 235. سورة النساء آية 36. سورة التحرمي آية 6. سورة البقرة آية 220. السدحان 1423 ه ص ص املرجع السابق ص 110. نظم ولوائح وكالة الوزارة للشؤون االجتماعية 1424 ه ص ص الكتاب اإلحصائي السنوي ه ص 23. نظم ولوائح وكالة الوزارة للشؤون االجتماعية 1424 ه الكتاب اإلحصائي السنوي ه ص 49. السدحان 1423 ه ص ص املرجع السابق ص 44. املرجع السابق ص 118. أبو الريش 1429 ه ص ص اجلميلي 1425 ه ص ص الناصر 2005 م ص 5. حجازي 2004 م ص 22. املرجع السابق ص 3. يوسف 2000 م ص 120. الكحيمي وآخرون 1424 ه ص 171. غباري 1990 م ص 142. السويهري 1430 ه ص 25. القوصي 1981 م ص ص السويهري 1430 ه ص 35. الشحيمي 1999 م ص 106. السويهري 1430 ه ص 35. قشقوش 1983 م 190. زهران 1998 م ص املرجع السابق. أشرف 2000 م ص أبو الريش 1429 ه ص 64. القوصي 1981 م ص 258. عبد املعطي 2000 م ص أبو الريش 1429 ه ص ص الزهراني 1421 ه ص الزهراني 1421 ه ص ص املرجع السابق ص ص أبو الريش 1429 ه ص 66. الزهراني 1421 ه ص ص أبو الريش 1429 ه ص 36. خضر 2005 م ص 81. العساف 1430 ه ص ص

134 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية أبو الريش 1429 ه ص 57. باقارش 1417 ه ص 653. أبو الريش 1429 ه ص 57. املرجع السابق ص 75. باقارش 1417 ه ص 131. زيدان 1992 م ص 226. أبو الريش 1429 ه ص 60. املرجع السابق ص 62. املفلحي 1430 ه ص 4. عفيفي 1425 ه ص 334. أبو الريش 1429 ه ص 63. املفلحي 240 ه ص 30. الباز 1422 ه ص 2. السهلي 2003 م ص 2. السدحان 1423 ه ص ص بلبل 2008 م ص 18. الرشيد و الضحيان 1428 ه ص 9. البشر 2008 م ص ص منصور وآخرون 2008 م ص 224. السدحان 1423 ه ص ص أبو الريش 1429 ه ص ص السدحان 1423 ه ص ص أسود 2008 م ص ص أبو الريش 1429 ه 1249 ه ص ص املفلحي 1430 ه ص 42. املصادر واملراجع أوال / املصادر القرآن الكرمي. السنة النبوية. ثانيا /املراجع املراجع العربية 1.ابن ماجة) 1421 ه(.سنن ابن ماجة دار السالم الرياض. أ. ر با بنت حامد املفلحي 2.ابن منظور أبي الفضل جمال الدين ) 2005 م(. لسان العرب ط 4 دار صادر بيروت لبنان. 3.أبو الريش صفوان حامد) 1429 ه(.«أساليب تعامل اإلدارة املدرسية واملعلمني مع الطالب األيتام ذوي الظروف اخلاصة وعالقتها بالتحصيل«متطلب تكميلي لنيل درجة املاجستير في اإلدارة التربوية والتخطيط التربوي كلية التربية جامعة أم القرى مكة املكرمة. 4.أسود محمد بن عبد الرزاق) 2008 م(.«صفات اإلدارة التربوية وأساليبها في جمعيات كفالة الطفل اليتيم» ورقة عمل مقدمة للمؤمتر الثاني لرعاية األيتام. مركز البحرين الدولي للمعارض املنامة. 5.أشرف عبد القادر ) 2000 م(.«دراسة مقارنة لبعض احلاجات النفسية واملشكالت االنفعالية لدى عينة من األطفال األيتام والعاديني في مرحلة الطفولة املتأخرة«مجلة كلية التربية بالزقازيق العدد 34 القاهرة. 6.الباز راشد بن سعد ) 1422 ه(.«الرعاية االجتماعية لألطفال ذوي الظروف اخلاصة في اململكة العربية السعودية«بحث غير منشور وزارة الشؤون االجتماعية الرياض. 7.باقارش صالح سالم واآلنسي عبد الله علي ) 1417 ه(.مشكالت وقضايا تربوية معاصرة دار األندلس للنشر والتوزيع حائل. 8.البخاري محمد بن إسماعيل) 1419 ه(.صحيح البخاري.دار السالم الرياض. 9.البشر سعاد عبد الله) 2008 م(.«احلرمان العاطفي وأثره على شخصية اليتيم«ورقة عمل مقدمة للمؤمتر الثاني لرعاية األيتام.مركز البحرين الدولي للمعارض املنامة. 10.بلبل ملياء ) 2008 م(.«واقع الرعاية البديلة في العالم العربي:دراسة حتليلية«املجلس العربي للطفولة والتنمية القاهرة. 11.جاب الله سيد) 2004 م(.«التعليم والتنمية رؤية نظرية ودراسة واقعية«ط 1 الوراق للنشر والتوزيع القاهرة. 12.اجلميلي عوض علي) 1425 ه(.«اجلهود التربوية والتعليمية لأليتام«ورقة عمل مقدمة للمهرجان اخليري الثاني لرعاية األيتام وزارة الشؤون االجتماعية املنطقة الشرقية. 13.حجازي مصطفى) 2004 م(.«احلرمان العاطفي وآثاره على األطفال مجهولي الهوية«سلسلة الدراسات االجتماعية والعلمية ) 42 ( املكتب التنفيذي مبجلس وزراء العمل والشؤون االجتماعية بدول مجلس التعاون لدول اخلليج العربية. 14.احلديبي رأفت محمد علي عبد الله) 1430 ه(.«املهارات احلياتية لدى طالب املرحلة الثانوية في ضوء التحديات واالجتاهات املعاصرة رؤية تربوية إسالمية»متطلب تكميلي لنيل درجة الدكتوراه في التربية كلية التربية قسم التربية اإلسالمية املقارنة جامعة أم القرى مكة املكرمة. 15.خضر عبد الباسط ) 2005 م(.التدريس العالجي لصعوبات التعلم والتأخر الدراسي دار الكتاب احلديث القاهرة

135 حتديات تعليم الفتيات اليتيمات ذوات الظروف اخلاصة في الدور اإليوائية 16.الدويبي عبد السالم) 1993 م(. اإلسالم والطفل.ط 1 قبرص دار امللتقى. 17.الرشيد بنية محمد والضحيان سعود بن ضحيان) 1428 ه(.«السلوك العدواني لألطفال ذوي الظروف اخلاصة«ورقة عمل مقدمة للملتقى األول لرعاية األيتام الرياض. 18.زهران حامد ) 1998 م(. علم نفس النمو الطبعة اخلامسة القاهرة عالم الكتب. 19.الزهراني موضي بنت حمدان) 1421 ه(.«طرق التعديل املناسبة لالضطرابات السلوكية لألطفال ذوي الظروف اخلاصة«.بحث منشور مكتبة امللك فهد الوطنية الرياض. 20.زيدان عماد) 1992 م(.سيكلوجية العدوان دار النهضة املصرية القاهرة. 21.سخيطة محمد عزام فريد) 2008 م(.«املشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية السائدة في املؤسسات اإليوائية وسبل الوقاية من مخاطر اإلساءة واالنحراف عند اليتيم :دراسة حالة«ورقة عمل مقدمة للمؤمتر الثاني لرعاية األيتام.مركز البحرين الدولي للمعارض املنامة. 22.السدحان عبدالله بن ناصر بن عبدالله) 1419 ه(.رعاية األيتام في اململكة العربية السعودية األمانة العامة لالحتفال مبرور مائة عام على تأسيس اململكة العربية السعودية الرياض. 23.السدحان عبدالله بن ناصر بن عبدالله ) 1423 ه(.أطفال بال أسر.مكتبة العبيكان الرياض. 24.السلمي مصلح صليح خامت) 1415 ه(.«تربية األيتام باململكة العربية السعودية دراسة تقوميية«.بحث غير منشور متطلب تكميلي لنيل درجة املاجستير قسم التربية اإلسالمية املقارن جامعة أم القرى مكة املكرمة. 25.السهلي أسماء غنام) 2003 م(.«كفاءة ممارسة اخلدمة االجتماعية في إشباع احتياجات األطفال احملرومني من األسر الطبيعية«.بحث غير منشور متطلب تكميلي لنيل درجة املاجستير في اآلداب قسم اخلدمة االجتماعية كلية اآلداب جامعة امللك سعود الرياض. 26.السويهري علي عبد الله) 1430 ه(«املشكالت النفسية واالجتماعية لدى األيتام في اجلمعية اخليرية مبكة املكرمة«دراسة وصفية متطلب تكميلي لنيل درجة املاجستير في علم النفس )تخصص اإلرشاد النفسي(كلية التربية قسم علم النفس جامعة أم القرى مكة املكرمة. 27.شحيمي محمد ) 1999 م(.«استخدام السيكودراما في تخفيض العدواني لدى األطفال اللقطاء مجهولي النسب ما قبل املدرسة«رسالة ماجستير غير منشورة معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عني شمس. 28.شوره أحمد حمدي)ب.د(«دور املشاركة املجتمعية في تطوير التعليم في مصر في ضوء المركزية التعليم»بحث مقدم للمؤمتر العلمي الدولي العشرون للخدمة االجتماعية مج 2 القاهرة. 29.صالح محمد عزمي) 1415 ه( الرعاية االجتماعية لليتامى في اإلسالم.القاهرة :مكتبة وهبه. 30.الظهار جناح بنت أحمد عبدا لكرمي )ب د(.تعليم املرأة في اململكة العربية السعودية وازدهاره في عهد امللك فهد دار احملمدي للنشر والتوزيع املدينة املنورة. 31.العباسي عبلة حسني) 1999 م(.«احلرمان األسري وعالقته بالوحدة النفسية لدى املراهقات بدور الرعاية االجتماعية باملنطقة الغربية«.بحث غير منشور متطلب تكميلي لنيل درجة املاجستير في التربية كلية التربية فرع جامعة امللك عبد العزيز املدينة املنورة. 32.عبد املعطي حسني مصطفى) 2000 م(. االضطرابات النفسية في الطفولة واملراهقة.ط 1 القاهرة دار القاهرة. 33.العساف صالح بن حمد ) 1430 ه(.«العوامل املؤثرة في التحصيل الدراسي لدى طالب وطالبات مؤسسات الرعاية االجتماعية في اململكة العربية السعودية دراسة سببية مقارنه«بحث غير منشور املركز الوطني للدراسات والتطوير االجتماعي وزارة الشؤون االجتماعية الرياض. أ. ر با بنت حامد املفلحي 34.عفيفي محمد بن يوسف) 1425 ه(.«دور األسرة في أمن املجتمع«مركز البحوث والدراسات كلية امللك فهد األمنية الرياض. 35.غبارى محمد) 1990 م(.اخلدمة االجتماعية املدرسية.دار عكاظ للنشر والتوزيع الرياض. 36.فتيح إلهام عبد الواحد مغربي) 1419 ه(.«تربية األيتام في منطقة مكة املكرمة ومنطقة مان هامي بأملانيا Mannheim :دراسة وصفية حتليلية مقارنة«.بحث غير منشور متطلب تكميلي لنيل درجة املاجستير قسم التربية اإلسالمية املقارنة جامعة أم القرى مكة املكرمة. 37.قشقوش إبراهيم زكي) 1983 م(. أسس الصحة النفسية.ط 6 القاهرة كتبة النهضة املصرية. 38.القوصي عبد العزيز ) 1981 ه(.أسس الصحة النفسية.دار النهضة املصرية ط 7 القاهرة. 39.الكحيمي وجدان عبد العزيز) 1424 ه(.الصحة النفسية للطفل واملراهق.ط 1 مكتبة الرشد الرياض. 40.املفلحي ر با بنت حامد ) 1430 ه(.«الدور املرتقب إلدارة الدور اإليوائية في تعزيز األمن الفكري لأليتام«بحث مقدم للمؤمتر الوطني األول لألمن الفكري كرسي األمير نايف لدراسات األمن الفكري جامعة امللك سعود الرياض. 41.منصور فاطمة محمد سلمان وآخرون) 2008 م(.«املؤسسة اخليرية امللكية الريادة في البرامج واألنشطة«ورقة عمل مقدمة للمؤمتر الثاني لرعاية األيتام.مركز البحرين الدولي للمعارض املنامة. 42.الناصر فهد عبد الرحمن) 2005 م(«نظرة وتعامل املجتمع واملؤسسات مع األطفال مجهولي الهوية«وزارة الشؤون االجتماعية الكويت. 43.وزارة الشؤون االجتماعية ) ه(.الكتاب اإلحصائي السنوي.إدارة التخطيط والتطوير اإلداري الرياض. 44.وزارة العمل والشؤون االجتماعية ) 1416 ه(.إجنازات وكالة الوزارة للشؤون االجتماعية الرياض. 45.وزارة العمل والشؤون االجتماعية) 1424 ه(.مجموعة نظم ولوائح وزارة العمل والشؤون االجتماعية وكالة الوزارة لشؤون الرعاية االجتماعية الرياض. 46.يوسف سيد جمعة) 2000 م(.االضطرابات السلوكية واالنفعالية.الطبعة األولى دار غريب القاهرة. املواقع االلكترونية

136 أ.سمها بنت سعيد الغامدي الرعاية اإليوائية لأليتام ذوي الظروف اخلاصة إعداد : أ.سمها بنت سعيد الغامدي املقدمة: - اهتمت الدولة السعودية " حفظها الله" منذ عهد املؤسس امللك عبد العزيز آل سعود " رحمه الله" برعاية األيتام. وتنطلق أسس رعاية هؤالء األبناء في دولتنا الرشيدة من تعاليم الشريعة اإلسالمية وما تضمنه من حق اليتيم في العيش داخل املجتمع وضمان تكيفه وتوفير فرص النمو السليمة له كغيره من أبناء املجتمع وجعل رعايتهم من العبادات املقربة لله فقال عليه الصالة والسالم )أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا وضم إصبعيه السبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا( البخاري 0 ولتحقيق تلك األسس تولت وزارة الشئون االجتماعية مسئولية رعاية األيتام ومن في حكمهم من ذوي الظروف اخلاصة من جميع النواحي االجتماعية واالقتصادية والتربوية والنفسية والصحية وفق نظم ولوائح حتدد حقوق هؤالء األيتام في توفير الرعاية الكاملة سواء كانت الرعاية حكومية أو مبشاركة املجتمع املدني متمثال في اجلمعيات اخليرية. وإميانا من قيادة اململكة العربية السعودية بأهمية توفير اإلمكانيات املادية لذوي الظروف اخلاصة من األيتام فقد مت زيادة املخصصات املالية لهم أثناء إقامتهم في الدور وبعد خروجهم منها مبا يحقق لهم العيش الكرمي داخل املجتمع وكان من أهم ما ساهم في دمجهم داخل املجتمع دعم هيئة كبار العلماء لهم بإصدار الفتوى التي تشجع على تولي رعايتهم وتربيتهم ووضع البرامج االجتماعية التي حتقق لهم ذلك االندماج وتنمي لديهم روح االنتماء والوطنية وسأتناول في هذه الورقة أحد خدمات الرعاية اإليوائية ممثلة في دار احلضانة االجتماعية بالرياض وفلل الربوة كنموذج في مجال تطبيق النظام األسري في رعاية األيتام والتي ساهمت في تقريب حياتهم ملا يشابه حياة أقرانهم في األسر الطبيعية و التخفيف من معاناتهم النفسية واالجتماعية. حملة تاريخية : أنشأت أول دار لأليتام في عام 1352 ه 1934 م في املدينة املنورة توالى بعد ذلك انتشار الدور إلى أن أنشأت وزارة الشئون االجتماعية في عام 1380 ه 1960 م وتولت هذه املسئولية ومت تطوير آليات العمل بها واشتراك اجلمعيات اخليرية في هذا العمل االجتماعي وأنشأت أول دار للحضانة االجتماعية مبدينة الرياض في 1392/5/3 ه حتت هدف تقدمي الرعاية الشاملة لأليتام ومن في حكمهم ممن ال تتوافر لهم الرعاية السليمة في األسرة أو املجتمع الطبيعي بسعة استيعابية ال تتجاوز خمسون طفال إال أن عددهم بلغ بعد افتتاحها بعام ثمان وعشرون طفال. وتال ذلك افتتاح دار احلضانة بالدمام عام 1398 ه.ثم دار احلضانة بجدة عام 1399 ه ومن ثم دار احلضانة بالرس عام 1404 ه إضافة إلى الدور اإليوائية في اجلمعيات اخليرية. وحتوي تلك الدور احلكومية حاليا 616 ابنا وابنة.كما تضم دور التربية االجتماعية للبنني والبنات والبالغ عددها أربعة عشر دارا 634 ابنا و 298 ابنة من األيتام ومن في حكمهم. وال شك أن ما شهدته اململكة من زيادة عدد السكان وكثرة العمالة الوافدة قد صاحبها تأثيرا مباشرا على إعداد هذه الفئة من األيتام إال أن اجلهود املبذولة لتخفيف منابع هذه املشكلة ساهمت في احلد منها إلى مستوى كبير وخاصة في مجال ترحيل األبناء الغير شرعية ألمهات أجنبيات وكذلك نشر التوعية بني طبقات املجتمع للوقاية من االنحرافات السلوكية.كما أن االنفتاح على املجتمع وتشجيع برنامج األسر الكافلة ساهم في تقليل أعدادهم بالدور في السنوات األخيرة. 265

137 الرعاية اإليوائية لأليتام ذوي الظروف اخلاصة رعاية األيتام ومن في حكمهم: أن الهدف األسمى لرعاية األيتام هو تلقي األطفال األيتام ومن في حكمهم من مجهولي األبوين ( ذوي الظروف اخلاصة ) الرعاية البديلة في بيئة قريبة من األسرة الطبيعية مبا يساهم في دعم التنشئة السليمة لهم وينعكس على شخصياتهم ومستقبلهم ويساعدهم على التكيف مع مجتمعهم. وهو ما هدفت إليه الالئحة األساسية لهم الصادرة في عام 1395 ه )*(والتي تخضع حاليا للتحديث في هيئة اخلبراء مبجلس الوزراء لتحديثها مبا يواكب اخلدمات املتطورة لأليتام منذ بداية الدولة حفظها الله وضمانا حلقوق هذه الفئة فقد تضمنت الالئحة أن وزارة الشئون االجتماعية هي اجلهة الوحيدة املختصة واملسئولة عن كل ما يتعلق بهم وتشمل هذه الفئة : األطفال اللذين يولدون في اململكة من أبوين مجهولني. األطفال اللذين يولدون ألب غير شرعي. األطفال اللذين يحرمون من رعاية الوالدين بسبب الوفاة أو االنفصال أو السجن أو مرض األم مبرض عقلي أو جسمي مستعصي أو أي سبب آخر يحول دون الرعاية السليمة. وألهمية األسرة في حياة الطفل فقد كانت األولوية لرعايتهم في أسر بديلة توفر مناخا مناسبا لرعايتهم وال يتم اللجوء للرعاية املؤسسية إال عند عدم توفر األسر البديلة املناسبة وفي ذلك حتقيقا حلق الطفل في احلياة الذي أقره له الدين اإلسالمي وضمنت له هذا احلق أيضا إذا كان األب غير شرعي فحافظت على حياته وهو جنني وقدمت الرعاية لألم حتى تضع مولودها فإذا رغبت في حضانته فلها ذلك وإال يؤخذ منها تنازال عن حضانته إلحدى األسر البديلة أو املؤسسات اإليوائية. ومن احلقوق التي حتفظ له حق في االنتساب ألمه املعروفة, وحقه في التسمية باألسماء الشائعة في املجتمع كما يتم منحه الوثائق الثبوتية ويعطى اجلنسية السعودية وفق نظام اجلنسية الذي ينص على ( يكون سعوديا كل من ولد داخل اململكة أو خارجها ألب سعودي أو ألم سعودية وأب مجهول اجلنسية أو ال جنسية له... الخ( 1( الرعاية من خالل األسر البديلة: إن األصل في التربية املتوافقة مع الفطرة السليمة أن ينشأ الطفل في كنف أسرة تشبع احتياجاته العاطفية ويتشرب قيم املجتمع وعاداته وثقافته كما انه مهما بلغ مستوى األداء داخل الدور االجتماعية من رعاية واهتمام باليتيم إال أن ذلك ال يضاهي رعايته في أسرة طبيعية )*(فكان من أولى حقوق الطفل مجهول الهوية اختيار األسر البديلة املناسبة له ويتم ذلك من خالل عدد من الشروط منها: أن تكون األسرة سعودية اجلنسية. أن تكون األسرة مكونة من زوجني وأال يتجاوز سن الزوجة اخلمسني عاما ويجوز عند الضرورة رعايته من قبل امرأة فقط. أن تثبت التقارير الطبية سالمة األسرة من األمراض املعدية. أن ال يزيد عدد أطفال األسرة ممن هم دون السادسة من العمر عن ثالثة أطفال. مراعاة عدم وجود فرق واضح بني لون بشرة الطفل ولون بشرة أفراد العائلة. حسن سير األسرة وسلوكها. أن يثبت البحث االجتماعي صالحية األسرة من النواحي النفسية واالجتماعية واالقتصادية وأال يكون أ.سمها بنت سعيد الغامدي الدافع للحضانة االستفادة من اإلعانة التي تصرف للطفل. وبالتالي فقد وضعت هذه الشروط لضمان حق الطفل في التنشئة األسرية املناسبة ويتضمن الدعم املالي لألسرة مبلغا مت زيادته هذا الشهر ليصبح خمسة االف ريال شهريا ويصرف إعانة مدرسية قدرها 2400 في بداية العام الدراسي كما يصرف لألسرة بعد نهاية االحتضان إعانة قدرها عشرون ألف ريال مكافأة لها على تربيتها له. وقد حظي األيتام بزيادة املخصصات ضمن األوامر امللكية الصادرة بعد عودة موالي خادم احلرمني الشريفني امللك عبد الله بن عبد العزيز ساملا إلى ارض الوطن. وقد بلغ عدد األسر البديلة هذا العام 2011 م أكثر من ستة أالف أسرة و يتم دعم االسره باإلرشاد التوجيه و املتابعة من قبل أقسام األسر البديلة ملكاتب اإلشراف النسائي ومكاتب الشئون االجتماعية ومكاتب املتابعة للتأكد من حصول الطفل على أوجه الرعاية السليمة وكفالة كامل حقوقه داخلها ومساعدة األسرة على حل ما يعترضها من مشكالت من خالل املختصات في اخلدمة االجتماعية وعلم النفس. 2 (الرعاية اإليوائية في الدور االجتماعية : وتتولى الدور االجتماعية سواء احلكومية أو التابعة للجمعيات اخليرية رعاية األيتام من النواحي االجتماعية والصحية والنفسية والتربوية وترعى تلك الدور أيضا أبناء األسر املفككة بسبب اليتم أو الطالق أو املرض املزمن ألحد الوالدين أو غيرهما إذا تعذر إقامته داخل أسرته مع االهتمام باستمرار تواصله بأسرته األصلية ودعم وشائج القربى واعتبار إقامته في الدار بصورة مؤقتة حلني العمل على حتسني ظروفه األسرية. وتتفاوت أساليب وإمكانيات تقدمي تلك الرعاية في الدور احلكومية عن نظيراتها في بعض الدور التابعة للجمعيات وليس املجال هنا متاح للتطرق لهذا األمر وما يهمنا هو مدى تطبيق النظام األسري بها. حيث أن الواقع يبني أن النظام الداخلي للدور في غالبها اليساعد على اإلشباع املناسب والكامل الحتياجاتهم االجتماعية والنفسية والتربوية رغم اجلهود الكبيرة واإلمكانيات املادية والبشرية املقدمة لهم وذلك لغياب مفهوم احلياة األسرية التي يحتاجها األيتام الكتمال منوهم بصورة طبيعية وإليضاح ذلك األمر سنعرض بصورة عاجلة لنتائج تطبيق النظام املؤسسي في حياتهم. نتائج النظام املؤسسي في رعاية األيتام: لقد أكدت الدراسات على أن احلرمان من األسرة ومدى إشباع احتياجات الطفل املختلفة في مرحلة الطفولة يؤثر بصورة مباشرة على تشكيل شخصيته مستقبال و للنظام املؤسسي في رعاية األيتام دور أساسي في مضاعفة هذه املشكلة وذلك لألسباب التالية : إن اعتمادها على الرعاية اجلماعية,صالة طعام مشتركة, ودراسة جماعية وخالفه. وجودهم في غرف وممرات ودورات مياه مشتركة يؤدي بهم للشعور بأنهم داخل مؤسسة شبيهة بالبيئة املدرسية وليس دارا يؤويهم ويعتبرونه بيتا لهم مما سبب افتقاد أبنائنا في الدور اإليوائية للحياة األسرية القريبة للحياة األسرية الطبيعية وشعورهم أنهم مختلفون عن اقرأنهم في األسر الطبيعية عند احتكاكهم بهم في مدارسهم وتبادلهم ألبسط األحاديث واملواقف التي متر بهم في أسرهم مما يدفع أبناءنا األيتام لالنسحاب أو اختالق األكاذيب عن حياته الشخصية أمامهم. كما يفتقد األبناء في ظل هذه الرعاية املؤسسية املمارسة الفعلية ألدوارهم األسرية مما أثر على تقبلهم

138 الرعاية اإليوائية لأليتام ذوي الظروف اخلاصة وممارستهم لهذه األدوار بعد خروجهم من الدار في جميع نواحي حياتهم. عدم املشاركة في خدمة الذات أو االعتماد على النفس داخل الدار أو السكن. فينشأ االبن أو االبنة اتكاليا مما يسبب لهم العديد من املشكالت مستقبال في حياتهم الزوجية أو حياتهم العامة وقد ملسنا تأثير هذه القضية على حياة البعض بعد خروجهم من الدار حيث ال يستطيعون أالعتناء بأنفسهم أو تنظيف منازلهم أو القيام بشئونهم اليومية من طبخ وتنظيف أو شراء املستلزمات اليومية. ومن املسببات الرئيسة العتمادهم على الغير عدم تهيئة البيئة السكنية ( الدور ) لتطبيق االعتماد على النفس وعدم اإلتكاليه كوجود مطابخ مركزية كبيرة وخدمات الغسيل العامة. ال يحسن البعض من أبنائنا وبناتنا الصرف املالي سواء للمكافأة املالية أو ملا يشترى من هذه املكافأة أو احلسابات االستثمارية عند كبرهم ونشأتهم في املؤسسات لعدم ممارسة مناشط احلياة الطبيعية التي تعودهم على عمليات الشراء والبيع الحتياجاتهم املعيشية اليومية منذ سن مبكرة. احتواء الدور على عدد كبير حيث ال تقل الدور عن 100 مائة ابن وابنه وغالبا يكونون في مراحل عمرية متقاربة جدا. كما تبني أن كثرة األعداد مع قلة الكادر الوظيفي ساهمت بشكل مباشر في قضايا كثيرة ومتشعبة أثرت على احلياة اليومية. يؤدي استقبال الدور اإليوائية حلاالت التفكك األسري ودمجها مع األيتام مبا تبثه تلك احلاالت من خبرات سيئة وجتارب مؤملة ونقلها لليتيم من ذوي الظروف اخلاصة بشكل خاطئ مما يسبب لهم كثير من املشاكل داخل الدور وتؤثر تأثير سلبي كبير في حياتهم اليومية. نظام املناوبات اليومي الذي قد يصل إلى أربع فترات و بصفة خاصة للموظفني القريبني منهم كاألم واملراقب أو املراقبة مما سبب عدم الثبات لدى األبناء األيتام لتعدد مصادر التوجيه وتباينها في بعض األوقات واثر ذلك على منوهم الصحي والنفسي * أن افتقاد اخلصوصية ميثل مشكلة أساسية ويتمثل ذلك في جانبني اجلانب األول/ افتقاد التميز في املمتلكات : حيث يفتقد بعض األبناء في الدور اإليوائية للخصوصية في ممتلكاتهم اخلاصة بسبب طريقة التأمني اجلماعي عن طريق محالت اجلملة. اجلانب الثاني /اخلصوصية الشخصية: أن الكثير يعيشون حالة من القلق نتيجة انعدام الشعور باخلصوصية الشخصية بسبب النظام املؤسسي املعمول به في الدور,عدم مراعاة الفروق الفردية واالحتياجات اخلاصة...الخ مما اثر سلبا على شخصيتهم. ال يتيح النظام املؤسسي لالبن أو االبنة املشاركة في صنع أو اتخاذ القرار لكثرة اإلعداد وغالبا يتم اتخاذ قرارات جماعية دون نقاش مما اثر على األبناء في أسلوب تفكيرهم وتعاملهم مع املشكالت و على شخصياتهم مستقبال... تواجد هم في مرحلة عمرية واحدة فقد يضم السكن أو املهجع على ما ال يقل عن عشرة في نفس املرحلة العمرية مما يزيد في مشكالتهم مع بعضهم ويصعب عملية توجيههم. افتقاد اجلو املؤسسي إلمكانية اإلعداد والتهيئة للحياة الزوجية الفتقاده معنى احلياة األسرية وبالتالي مواجهتهم للعديد من املشكالت األسرية في حياتهم الزوجية وشعورهم بعدم األمان والقلق كنتاج لطبيعة أ.سمها بنت سعيد الغامدي التنشئة املؤسسية التي عايشوها في املراحل األولى لطفولتهم و)*(. كثرة تنقالتهم سواء من دور احلضانة لدور التربية ومن ثم التربية النموذجية وغيرها كان له األثر البالغ على شعورهم باالستقرار واالنتماء. التجارب الناجحة في مجال تطوير العمل بدار احلضانة االجتماعية: في ضوء ما سبق طرحة من نتائج تطبيق النظام املؤسسي فقد انصب اهتمام وزارة الشئون االجتماعية على تطوير قطاع األيتام وفق األساليب املناسبة لتقدمي اخلدمة لهذه الفئة التي حتمل مسؤوليتها بصورة مباشرة ومن أهم تلك اجلهود املشروع التطويري لدور احلضانة االجتماعية والذي نفذ بحضانة الرياض عام 1408 ه بالتعاون مع خبيرات مختصات في الطفولة في منظمات األمم املتحدة حتت إشراف املديرة العامة لإلشراف النسائي بالرياض سمو األميرة سارة بنت محمد وسعادة د.يوسف العثيمني املستشار في الوزارة في ذلك احلني ومعالي الوزير حاليا.. والذي هدف إلى توفير بيئة أسرية مشابهة وفق اإلمكانيات للجو األسري الطبيعي. املشروع التطويري لدور احلضانةاالجتماعية : لقد كانت احلاجة ماسة إلى بناء خطة تتناول كافة جوانب رعاية األيتام من النواحي الصحية واالجتماعية والنفسية والتعليمية والتربوية فتم تشكيل فرق عمل لتغطية تلك اجلوانب وشارك في تنفيذها جميع املوظفات بالدار وكذلك املسؤالت مبكتب اإلشراف النسائي بالرياض لالستفادة من اإلمكانيات البشرية وتطوير أداءها داخل الدار وتضمنت اخلطوات التالية : - تهيئة البيئة املكانية للدار وفق اإلمكانات املتاحة لتتناسب ومفهوم النظام األسري رغم صغر املساحة املتاحة حيث مت وضع قواطع تفصل كل قسم عن اآلخر لتتكون االسره من غرفة للنوم وأخرى للجلوس وثالثه للطعام. -توفير اخلصوصية قدر اإلمكان وحتديد املمتلكات الشخصية والعامة. - توزيع األطفال من عمر سنتني وحتى اكبر مرحلة عمرية في الدار بحيث يراعى التدرج في أعمارهم ذكورا وإناثا ال يتجاوز عددهم ستة أطفال وسميت األسرة باسم اكبر طفل فيها. - توزيع األبناء في مراحل التعليم العام في مدارس متعددة لدمجهم فيها بسهولة بحيث ال يزيد عددهم عن خمسة في املدرسة الواحدة. - تطوير روضة الدار الداخلية لتكون روضة منوذجية ووضع منهج تربوي متطور لها إلعداد األطفال للخروج ملدارس التعليم العام واالندماج فيها بسهولة.وذلك لقلة الروضات في حينها وقد مت في السنوات الالحقة إغالقها لتوفر اإلمكانية إلحلاقهم برياض األطفال في املجتمع حتقيقا لدمجهم مبكرا. - إتاحة الفرصة للبنات ملمارسة أدوارهن واملساهمة في رعاية األطفال الصغار وتولي مسئولية النظافة الشخصية. - إنشاء حديقة منوذجية تناسب احتياجات مراحل الطفولة خاصة للدار تستقطب أطفال من خارجها في املهرجانات التي تقام بها.بهدف دمجهم باملجتمع. - التأخر في حتويل األطفال الذكور بعد بلوغهم سن السادسة الى دور البنني و إحلاقهم بسكن األشبال املستقل داخل سور الدار الذي يعتبر فترة تهيئة النتقالهم إلى دار التربية للبنني بعد إكمالهم سن العاشرة

139 الرعاية اإليوائية لأليتام ذوي الظروف اخلاصة ووضع برنامج لتهيئتهم لهذا االنتقال. - تهيئة الكوادر البشرية من األمهات السعوديات القادرات على العمل سواء على فترتني في اليوم او على مدى 24 ساعة لتوفير االستقرار النفسي لألبناء. - إعداد برنامج خاص للمفاهيم االجتماعية واملهارات التي يفتقدها طفل الدار وخاصة مجهولي األبوين وتطبيقه داخل األسر. - التركيز على البرامج التي تنبع من األسرة والتقليل قدر اإلمكان من األنشطة اجلماعية. - تنفيذ سجل ذكريات يوثق حياة األطفال االجتماعية ومنا شطهم املختلفة بالصور في مراحل حياتهم الهميتة في دعم انتماءهم وشعورهم مبشابهتهم ألقرانهم في املجتمع. - تنفيذ اقتراح وجود أخصائي اجتماعي ميثل لألبناء دور األب لتعويض النقص لديهم في معنى الرجل ودوره في حياتهم. - وإميانا بحاجة األبناء إلى األسرة البديلة الدائمة التي تعتبر احلل األمثل لرعايتهم إال أن العديد منهم لم تتاح لهم هذه الفرصة مما اضطرنا إلى إيجاد برنامج بديل يساهم في إتاحة الفرصة لهم ملشاركة األسر حياتهم الطبيعية في نهاية األسبوع أو في اإلجازة الصيفية او في األعياد ومشاركتهم املناسبات املختلفة مبا يشمله من عادات وتقاليد وقيم مجتمعنا السعودي املسلم 0 مبسمى األسرة الصديقة. والبدء بتنفيذها حملاولة ربطهم مبجتمعهم وتعويدهم على احلياة الطبيعية فيها. - تطبيق جتربة بقاء عدد من البنات ممن جتاوزن عمر السادسة في احلضانة وعدم حتويلهن لدار التربية للبنات في الرياض وفق النظام بهدف استمرارها في أسرتها كأخت كبرى و التأكد من إمكانية دمج دور احلضانة بدور التربية للبنات لتماثل أهدافهما في رعاية اإلناث. النتائج : رغم ما مت مواجهته من بعض الصعوبات أثناء التطبيق ومنها كثرة األعداد داخل الدار والتي بلغت في عام 1420 ه حوالي 250 طفال. كذلك التغير املستمر لبعض األمهات البديالت من السعوديات خاصة في بداية التجربة. وضيق املساحة املخصصة لألسرة الواحدة وعدم وجود مطبخ داخلها. إال انه خالل السنوات التالية لتطبيق هذا البرنامج بدأنا نلمس األثر االيجابي على سلوكيات األبناء وانتمائهم ألسرهم الصغيرة بالدار. وبدء تكوين عالقات أخوية بينهم استمرت لسنوات عديدة. و وجود نتائج ايجابية لبقاء البنات بعد سن السادسة بالدار وعدم حتويلهن لدار التربية أدى إلى اتخاذ اخلطوة التالية بوقف انتقال الفتيات إلى دار التربية للبنات بهدف دعم انتمائهن للبيئة التي نشان بها و قد أدت هذه املبادرة من صاحبة السمو األميرة سارة بنت محمد املديرة العامة لإلشراف االجتماعي في ذلك الوقت إلى تغير مفهوم الرعاية لألبناء أليتام داخل دور احلضانة االجتماعية التي أصبحت تضم فتيات بقني فيها حتى إكمالهن الدراسة وتزويجهن. ومت فعال تزويج عدد منهن قبل اربع سنوات. أ.سمها بنت سعيد الغامدي للنظام األسري. بحيث يوفر لألبناء األيتام الفرصة ملمارسة احلياة األسرية بصورة قريبة قدر اإلمكان لألسرة الطبيعية وهو ما حتقق الحقا في مشروع فلل الربوة بالرياض. حيث قامت الوزارة بتوفير مجمع سكني منذ ما يقارب عشر سنوات عام 1422 ه حتت إشراف مباشر من أم األيتام األميرة سارة بنت محمد بن سعود التي ساهمت في وضعت النظام األسري اجلديد مبا يتناسب وما يعيش فيه أقرانهم من أبناء األسر الطبيعية فيه و لتكون منوذجا مقاربا لقرى األطفال األيتام في العالم ولكن مبا يتناسب مع املجتمع السعودي املسلم, وانتقلت بعد تأسيسها للتشغيل من قبل املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام ثم استمر العمل بها حتت إشراف اإلدارة العامة لإلشراف النسائي االجتماعي منذ 1424 ه وكان الهدف من هذا املجمع إلى إعطاء الطفل اليتيم بيتا عائليا ينمو فيه ويعيده ثانية إلى مناخ النظام األسري الطبيعي الذي انتزع منه لسبب او أخر, وليجعل منه في املستقبل عضوا فعاال في مجتمعه. فتحقق حلم األيتام في فلل الربوة بنظام الوحدات السكنية املستقلة حتتوي على 16 فيال حتوي ما يقارب 65 ابنا وابنة من األيتام ذوي الظروف اخلاصة فقط وذلك ملا سبق ذكره من تأثر األيتام باخلبرات السلبية لدى أطفال األسر املفككة. الفلل السكنية تضم كل منها " 6" أطفال بأعمار متفاوتة تبدأ من سن الثانية وتتدرج حتى تصل في بعضها إلى املرحلة اجلامعية ومت الدمج باختيار عدد من فتيات دار التربية للبنات ليمثلن دور االبنة الكبرى في األسرة. 0 ولتحقيق الشعور باالستقرار األسري فانه يتولى رعاية األطفال أمهات سعوديات مقيمات على مدار " 24 ساعة " و خالة بديالت لتحقيق اإلشباع العاطفي والنفسي واالجتماعي, الفلل محاطة بسور خارجي واحد وتشترك باملرافق الترفيهية والثقافية كمبنى املكتبة ومعمل احلاسب اآللي وغرفة ألعاب والصالة الرياضية واخليمة ويعيش األطفال صبيانا حتى سن الثانية عشر وبنات حتى تزويجهن معا بأعمارهم املختلفة كإخوة وأخوات وال ينفصلون عن بعضهم البعض, وينشا بينهم وبني والدتهم رابط متني يدوم مدى احلياة حيث تبني إالم عالقة وثيقة مع كل طفل يوكل إلى عنايتها لتوفر له احلماية واألمان وتشمله باحملبة والعطف وتنمي فيه الشعور باالستقرار وتشعره بأنه جدير بالثقة, وتشرف على منوهم وتدبر شؤون منزلها باستقالل تام, وأالم ال تفارق أبنائها إال نهاية كل أسبوع 0 خميس وجمعة( في زيارتها ألهلها تنوب عنها اخلالة التي تتابع مهمة األم وتشرف على شؤونهم اليومية. يتم اختيار إالم واخلالة في نظام السكن العائلي وفق أسس ومعايير ثابتة, فتتم مقابلة شخصية لتحديد سماتها الشخصية ومدى تقبلها للعمل مع األبناء والبنات وحتمل املسئولية ومدى قدرتها على تلبية االحتياجات النفسية والعاطفية كاالحتواء والتقبل والتوجيه التربوي املناسب, ومن ثم تخضع للتجربة امليدانية ليتم احلكم على قدرتها املهنية والشخصية بعد إعطاء تقارير من األخصائيات النفسيات واالجتماعيات حول مناسبة قدرتها للعمل مع األطفال. اعتماد مسمى اخلالة لالم التي تناوب يومي اخلميس واجلمعة إطالق اسم األخت الكبرى على املراقبة. جتربة فلل الربوة : في ضوء هذه النتائج كان الطموح يتزايد للوصول إلى هدف توفير بيئة مكانية تساعد على التطبيق الفعلي

140 الرعاية اإليوائية لأليتام ذوي الظروف اخلاصة اخلدمات املقدمة لهم : وتقدم لأليتام جميع أنواع الرعاية الشاملة حتت إشراف عدد من املختصات في اخلدمة االجتماعية وعلم النفس وتشمل مايلي : الرعاية الصحية : توفير الرعاية الصحية الشاملة عن طريق طبيبة األطفال واملمرضات و في حال عدم توفر الطبيبة يتم فتح ملف لكل طفل في املركز الصحي وحتويل األطفال عند احلاجة. الكشف الطبي على امللتحقني حديثا وفتح ملف صحي لهم. إعطاء احلصينات الالزمة حسب املراحل العمرية واملتعارف عليها دوليا ومبا يوافق املستجدات في هذا اخلصوص. توفير أساليب الوقاية والعالج ألبناء الدار ونشر التوعية الصحية بني القائمني على الرعاية واملقيمني مبا يضمن إكسابهم العادات الصحية. متابعة احلاالت املرضية وحتويل من يحتاج إلى املستشفى املشاركة في اختيار الوجبات الغذائية املناسبة ملراحلهم العمرية ومتابعة نظافة املطابخ ومرافق املبنى. الكشف الطبي الدوري على األبناء ومعاجلة حاالت العزل املرضي الرعاية االجتماعية والنفسية : وتهدف إلى توفير سبل التنشئة االجتماعية والنفسية وفق تعاليم الشريعة اإلسالمية وقيم املجتمع السعودي حسب مراحلهم العمرية ومبا يضمن إعدادهم للحياة املستقبلية من خالل: توفير فرص التنمية الذاتية وفق إمكانياته واحتياجاته عن طريق توفير اخلدمات وإعداد األنشطة داخل الدار وخارجها. ضمان بناء القيم واملبادئ املتفقة مع تعاليم الدين اإلسالمي وعادات املجتمع. توفير فرص الدمج مع املجتمع احمليط واملشاركة في فعالياته احلياتية. تنمية روح االنتماء والوالء للوطن وتوعيتهم مبا يدور حولهم من إحداث لتشكيل اجتاهات سويه جتاه مجتمعهم. تتضمن البرامج احلياتية االعتماد على النفس وتنمية روح املسئولية منذ سن مبكرة. توفير اجلو املناسب الكتشاف قدراتهم وميولهم ومواهبهم ووضع البرامج الفردية وفق احتياجات كل فرد منهم. تعريفهم بواقعهم االجتماعي منذ سن مبكرة ومبا يتناسب مع مراحلهم العمرية واخلصائص النفسية لكل فرد منهم. وضع البرامج واخلطط التي تؤهلهم للحياة الزوجية مستقبال وتعدهم ملمارسة أدوارهم املستقبلية في مجتمعهم. وضع اخلطط املناسبة لتهيئة انتقال األبناء الذكور إلى دور البنني. توفير الرعاية الالحقة املناسبة للفتيات بعد زواجهن. الرعاية التعليمية والثقافية : يعتبر التعليم هدفا أساسيا في تربية وتأهيل األيتام حيث يتم إحلاقهم وفق احتياجاتهم مبراحل التعليم املختلفة مبا يحقق هدف اندماجهم داخل املدارس. أ.سمها بنت سعيد الغامدي توفير فرص التعليم املبكر لتنمية القدرات لألطفال دون سن رياض األطفال مبا يساهم في منو ذكائهم. إحلاق األبناء برياض األطفال منذ بلوغهم سن الثالثة. تتولى الدار توزيعهم في رياض األطفال واملدارس اخلارجية في املجتمع بحيث ال يزيد العدد في املدرسة الواحدة عن 3 أبناء لتحقيق فرص الدمج لهم مع أقرانهم.وتبلغ عدد املدارس امللتحقني بها حوالي العشرون مدرسة. عمل االختبارات واملقاييس التي تضمن اكتشاف حاالت التأخر أو التخلف أو صعوبات التعليم منذ سن مبكرة والسعي نحو توفير فرص التعليم املناسبة لها مبا يحقق استثمار قدراتهم والتوجيه املناسب لها. تشجيع املواهب في املجاالت املختلفة وضمان استفادتها من اخلدمات املقدمة في املجتمع. متابعة حاالت التأخر الدراسي ومعاجلة أسبابها وإيجاد البدائل املناسبة لهم. تربية األبناء على االعتماد على النفس في االستذكار وتشجيع املتفوقني ومساندة املتعثرين منهم. التواصل والتنسيق مع اجلهات التعليمية والتربوية لضمان تكيف األبناء داخل املدارس وحل ما يعترضهم من مشكالت. تطوير قدرات األبناء التقنية والثقافية وباملشاركة في البرامج التي تنمي قدراتهم وتدعم مواهبهم. توجيه األبناء منذ سن مناسبة نحو التخصصات التعليمية املطلوبة في سوق العمل ومساندتهم لتحديد توجهاتهم املستقبلية نظام احلياة اليومية : - ميارس األبناء في تلك الدار حياتهم اليومية مبا يشابه أقرانهم من أبناء املجتمع فيذهبون إلى املدرسة صباحا ومن ثم العود إلى الدار بعد انتهاء اليوم الدراسي 0 ويتم توفير التغذية السليمة مبا يناسب رغبات األبناء من خالل قيام إالم بإعداد الوجبات مبساعدة الكبار منهم كما توضع اخلطط والبرامج الفردية واجلماعية من قبل املختصات االجتماعيات والنفسيات وفق احتياجات كل فرد منهم وخصائصه وصفاته ورغباته الفردية 0 ويتم االهتمام بتوفير الكوادر البشرية املتخصصة على مدار اليوم مبا يضمن في تقدمي الرعاية الشاملة لهم 0 وتوفر الدار األنشطة الداخلية التي تهدف إلى تنمية قدراتهم وإمكانياتهم واكتشاف مواهبهم وقد شهدت الدار تطويرا للنادي الرياضي بالدر بدعم مباشر من معالي وزير الشئون االجتماعية د.يوسف العثيمني ليضم مسبحا كامل التجهيزات ونادي رياضي وصالة للتدريب واللقاءات بني األبناء فكان لها األثر الكبير في تنفيذ البرامج املختلفة املناسبة لهم. اما األنشطة اخلارجية : فتشمل الدورات التدريبية والتأهيلية املختلفة واملشاركة في املناسبات االجتماعية والوطنية والبرامج الثقافية إضافة إلى البرامج الترفيهية املختلفة كما يتم الترتيب لهم سنويا لرحالت خارج مدينة الرياض للتعرف على إرجاء وطنهم وتدعم انتمائهم 0 وتهدف جميع تلك البرامج إلى حتقيق االنفتاح على املجتمع ونقل ثقافته وقيمه لألبناء ودعم انتمائهم ووطنيتهم

141 الرعاية اإليوائية لأليتام ذوي الظروف اخلاصة وتضع الدار خطة مناسبة للبرامج واألنشطة وفق مراحل األبناء العمرية واحتياجاتهم الشخصية وتهدف هذه البرامج إلى: دمج األبناء مع مجتمعهم في كل مناشطه ومناسباته. إشغال وقت الفراغ بصورة كاملة مبا يحقق النمو السليم نفسيا واجتماعيا وصحيا. دعم ترابط األبناء داخل األسرة الواحدة وشعورهم باالنتماء لها ومن ثم للدار ككل وملجتمعهم. املشاركة في املناسبات االجتماعية وغيرها في املجتمع مثل األعياد اليوم الوطني الندوات واحملاضرات العلمية. تكوين فرق رياضية وثقافية من أبناء الدار تشارك مع أقرانهم في املجتمع وتنمي روح املنافسة بينهم. استضافة املعسكرات و امللتقيات الصيفية لدمجهم مع اقرأنهم وجعل الدار بيئة جاذبة لهم. تشجيع األبناء على التطوع وإشراكهم منذ املرحلة املتوسطة في برامج تطوع في املستشفيات واملراكز التاهيلية واجلمعيات اخليرية طوال أيام السنة. التخطيط اجليد لتشغيل الفتيات منذ بلوغهم سن السابعة عشرة إثناء اإلجازة الصيفية مبا يدعم ثقتهم بأنفسهم ويعودهم على ثقافة العمل. توفير وسائل مواصالت صغيرة وبدون وضع اسم الدار عليها كما مبنى ال يحمل أي لوحة تشير إلى اسمه ليحقق االندماج داخل احلي. كما يتم تشجيعهم على تكوين الصدقات بني إقرانهم في الدور االجتماعية داخل املنطقة وخارجها ليصبح لهم معارف وصداقات جديدة تفيدهم بعد الزواج ويتم التركيز على برامج اخلدمة الذاتية داخل األسرة مثل الطبخ والنظافة اليومية وفق برامج متدرجة تبدأ من سن مبكرة كما مت تأهيل الفتيات األكبر سنا في األسرة بتولي مسئولية األسرة في حال خروج األم في اإلجازات مما يدعم تأهيلها لتجمل املسؤولية عند زواجها 0 برامج تهيئة الفتيات للزواج: وتتضمن دورات تدريبية متخصصة داخل الدار وخارجها إلعداد االبنة ملسئوليات الزواج والتأكد من استعدادها لبدء احلياة اجلديدة واخلروج للمجتمع ومساعدتها على اختيار شريك حياتها وتستمر الرعاية لها بعد الزواج مبا يساهم في مساعدتها على التكيف والتأقلم مع املجتمع وحياتها اجلديدة وقد مت تزويج من الفتيات خالل السنوات املاضية وجميعهن ولله احلمد مستقرات 0 في حياتهن الزوجية. املصروفات املادية : يقدم لالبناء بالدار كغيرهم من األيتام في الدور االجتماعية مخصصات سنوية للكسوة الصيفية والشتوية واألعياد يتم تأمينها مبشاركة األبناء مبا يحقق اخلصوصية وتوفير ما يحتاجه منها 0 وتتضمن اإلمكانيات املادية مكافآت شهرية كمصروف جيب متت زيادتها بأوامر ملكية من موالي خادم احلرمني الشريفني " حفظه الله" لتبدأ من " 200 ريال" ملن هم اقل من سن السادسة و" 500 ريال" ملن هم في املرحلة االبتدائية و " 700 ريال " للمرحلة املتوسطة و " 900 ريال" للمرحلة الثانوية " 1200 ريال" للمرحلة اجلامعية 0 ويتم استثمار جزء من تلك املبالغ مبا يعود عليهم بالفائدة مستقبال مع توجيه األبناء لكيفية الصرف واالدخار كما يصرف مكافأة للزواج زيدت إلى " 60 ألف ريال"لكل شاب وشابه منهم ويتم توعيتهم لالستفادة منها في تأسيس بيت الزوجية. أ.سمها بنت سعيد الغامدي برنامج األسر الصديقة : كما يتيح النظام الداخلي في الدار كغيرها من دور األيتام االلتحاق ببرنامج األسرة الصديقة التي تفتح مداركهم على مفهوم احلياة األسرية الطبيعية إميانا بأنه بالرغم مما يقدم لهم من خدمات مادية ومعنوية تناسب مراحلهم العمرية املختلفة وتضمن النمو االجتماعي والنفسي السليم ألبنائنا األيتام داخل الفلل 0 إال أن احلياة األسرية الطبيعية ال ميكن تعويضها كاملة ولن يدركها الطفل إال بالتعايش الفعلي داخل إحدى األسر خارج الدار 0 الرعاية الالحقة : وتتولى الدار الرعاية الالحقة للفتيات الالتي انتهت إقامتهن لزواجهن وذلك من خالل: متابعة أمورهن احلياتية وتوفير اإلرشاد األسري املناسب منذ بدء احلياة الزوجية. استضافة الفتيات عند احلاجة مثل النفساء أو سفر الزوج أو غير ذلك من الظروف التي تتطلب الدعم واملساندة. تيسير سبل احلياة الكرمية لها ومساعدتها لالندماج في حياتها األسرية. نتائج تطبيق النظام األسري من خالل فلل الربوة : لقد بدا واضحا منذ البداية مؤشرات جناح هذه التجربة على نفسيات األبناء واستقرارهم النفسي.وكذلك ارتفاع مستوى التحصيل الدراسي 0 وزيادة انتمائهم للدار.رغم ما واجهنا من صعوبات في التطبيق مثل - عدم تقبل البنات األكبر سنا للنظام املطبق في الزيارات املتبادلة بني األسر والذي يتم وفق وقت محدد. - كذلك متللهن من القيام بإعمال النظافة والطبخ داخل األسرة لعدم اعتيادهن على اخلدمة الذاتية. - صعوبة اختيار األمهات احلاضنات السعوديات ممن يقبلن اإلقامة الكاملة بالدار في بداية التطبيق.إال انه مت جتاوز هذه الصعوبات الحقا. وقد أظهرت نتائج تطبيق دراسة الدكتورة بنية الرشيد على الفلل ان هناك ارتفاع في مستوى السلوك التكيفي لدى األطفال مقارنة بدار احلضانة االجتماعية وقسم األشبال بدار التربية للبنني وأوصت بتعميم فكرة هذه الفلل على جميع مؤسسات رعاية األيتام لقربها من اجلو األسري الذي يحتاجه األبناء. وقد اعتمدت الوزارة مؤخرا إنشاء ثالث قرى لأليتام في مناطق اململكة إميانا منها بجدوى النظام األسري في رعاية األيتام. التوصيات : أهمية تطبيق النظام األسري على جميع الدور اإليوائية للبنني والبنات احلكومية واخليرية. تعميم فلل الربوة كنموذج لرعاية األيتام على كافة مؤسسات رعاية األيتام والتطوير املستمر آلليات تقدمي اخلدمة بها. أهمية تخصيص أماكن مستقلة لرعاية األيتام ذوي لظروف اخلاصة بعيدا عن أبناء األسر املفككة. دعم وظيفة األم احلاضنة املقيمة برفع مستوى أدائها وتدريبها على مهامها باعتبارها األساس في تنشئة

142 الرعاية اإليوائية لأليتام ذوي الظروف اخلاصة اليتيم.وزيادة الراتب املخصص لهذه املهنة مبا يساعد على استقطاب الكفاءات املناسبة. تقليل األعداد داخل الدور بافتتاح املزيد منها في أحياء مختلفة داخل املدينة الواحدة مبا يساعد على جودة اخلدمة املقدمة لهم. أهمية اعتماد فكرة بيت الشباب املستقل و املجاور للفلل مبا يحقق لألبناء الذكور االستقرار النفسي حلني إكمالهم مرحلة التعليم العام تشجيع األسر البديلة والصديقة وفق خطط مدروسة على رعاية األيتام ممن جتاوزوا مرحلة الرضاعة باعتبار أن األسرة الطبيعية هي األساس في رعاية اليتيم. دعم برنامج التعريف بالواقع في سن مبكرة لتخفيف معاناة األيتام في الدور أو األسر البديلة. تقدمي البرامج التوعوية لتشجيع املسئولية االجتماعية من األفراد واملؤسسات جتاه اليتيم وخاصة الشباب منهم. والله املوفق... املراجع: أ.د.صالح العساف,تربية األبناء مجهولي الهوية, 1409 ه د.أحمد البار.تصور مقترح لتحويل البرامج واألنشطة إلى برامج تأهيلية م د.عبدالله املباركي.مشكالت التكيف األسري لدى أصحاب الظروف اخلاصة 2010 م الندوات العلمية للمهرجان اخليري الثاني بوزارة الشئون االجتماعية 1425 ه دراسة إحصائية عن الدور االجتماعية باململكة ه د.اجلوهرة إدريس,دور خدمة الفرد في تعديل السلوك العدواني لدى األطفال احملرومني من الرعاية األسرية, 1416 ه د.جناح ناصيف.النمو االجتماعي والثقة بالنفس لدى األطفال احملرومني من الوالدين, 1413 ه د.بنية الرشيد,التغيرات االجتماعية والنفسية لألطفال ذوي الظروف اخلاصة وارتباطه بتكيفهم االجتماعي ه د.مزاد املرشد.مشكالت األطفال ذوي الظروف اخلاصة املترتبة على تغيير األم احلاضنة م دليل لوائح وأنظمة الشئون االجتماعية الكتاب اإلحصائي السنوي لوزارة الشئون االجتماعية ه 276

143 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية دراسة حالة مطبقة على اإلدارة العامة لرعاية األيتام بوزارة الشؤون اإلجتماعية إعداد: د. عادل عزت محمد عيد األستاذ املشارك بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية كلية العلوم اإلجتماعية - قسم اإلجتماع واخلدمة االجتماعية

144 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية أوال : مشكلة الدراسة تطورت اجلهود والبرامج التي تستهدف تقدمي الرعاية املناسبة لألطفال بشكل عام واألطفال احملرومني من الرعاية بشكل خاص وقد جاءت هذه التطورات في أطار سعي البشرية املتواصل لتحقيق الرفاهية لكل إنسان ومتكينه من بلوغ أقصى درجة من إشباع حاجاته باعتبار أن هذا هو الوسيلة املناسبة ليحقق الفرد منوه املتوازن املتكامل وليكون عضوا نافعا في املجتمع. وللطفل احتياجاته املتعددة والتي إذا لم تشبع تؤدي إلى املزيد من املشكالت وتتحول احلاجة إلى مشكلة عندما ال تشبع أو إذا أشبعت بطريقة غير مالئمة أو إذا أشبعت بطريقة غير كافية. ومن الضروري حصول الطفل على احتياجاته الضرورية وهي حقوق ال يقابلها واجبات وال يجوز للطفل أو من يتولى رعايته التنازل عنها وهذه احلقوق يدخل املجتمع طرفا فيها ويتولى مسؤولية إشباع هذه االحتياجات. وتأكيد على ذلك فقد اجته اهتمام املجتمع الدولي منذ بداية األلفية الثانية إلى ضمان حقوق الطفل وذلك في مواجهة ما تتعرض له الطفولة من حرمان ومعاناة وأصدرت األمم املتحدة في شهر مارس 1959 م إعالنا يتضمن احلقوق األساسية للطفل وقد كان لهذا األعالن دوره في نشر الوعي العاملي بحقوق الطفل عموما واألطفال احملرومني من الرعاية بصفة خاصة. وهناك حاجيات ومشكالت كثيرة تواجه األطفال عندما تهتز دعائم األسر وتنهار بسبب وفاة أحد الوالدين أو كالهما ويؤثر هذا على ما يتمتع به هؤالء األطفال من صحة نفسية ووجدانية جيدة مما يؤدي إلى االخفاق في تنشئتهم على نحو مالئم فغياب األب مثال عن األسرة سواء أكان بالطالق أو الوفاة يؤدي إلى فقدان النموذج الذي ميكن أن يحتذي به الطفل فاألوالد في حاجة دائمة لرعاية الوالدين وابتعادهم عن األسرة يؤثر على حتقيق احتياجاتهم أو تنشئتهم التنشئة السليمة واملرجوة. وتعد احلاجيات االجتماعية مكونا أساسيا في هرم االحتياجات اإلنسانية جلميع البشر وهما في حاجة إلى الشعور باألمن والتقبل االجتماعي ليمارسوا حياتهم بصورة طبيعية وتعد هذه احلاجة من أهم احلاجيات لدى أبنائنا األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة مما يتطلب إشباعها بصورة سليمة ليحقق من خاللها التكيف مع نفسه ومع بيئته ومبا ميكنه أن ينطلق بكل جناح في مجاالت حياته املختلفة بطريقة جتعله يستطيع أن يتحمل املسئولية في املستقبل. وما نشهده اليوم من مشكالت وشكاوي وتداعيات ومظاهر مختلفة في سلوك أبنائنا وبناتنا األيتام ال يستغرب فكلنا نعلم أنه نتاج املتغيرات التي طرأت في مجتمعنا إضافة إلى وجود خلل وتراكمات ليست وليدة اليوم بل على امتداد سنوات طويلة ال ينكرها أحد خصوصا من عمل وعايش أوضاع األبناء األيتام في الواقع امليداني. وتقوم وزارة الشئون االجتماعية في غالبية الدول العربية ومن بينها )مصر( وإداراتها املتخصصة برعاية األيتام بتقدمي العديد من اخلدمات االجتماعية و أوجه الرعاية املختلفة لأليتام إال أنها في الواقع ال تتناسب مع الواقع الفعلي الحتياجاتهم ومشكالتهم من ناحية ومع الزيادة املضطردة في أعداد األطفال األيتام من ناحية أخرى وأصبحت أعداد األيتام في الدور االيوائية املختلفة تفوق الطاقة االستيعابية لهذه الدور وإمكانياتها وقدراتها على مقابلة احتياجاتهم وحل مشكالتهم الفعلية املتعددة واملتجددة. ومن ثم فإن برامج الرعاية االجتماعية لأليتام يجب أن تبنى على تقدير شامل وواقعي الحتياجاتهم الفعلية وهنا تظهر أهمية تقدير االحتياجات للخدمات االجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية وذلك بهدف د. عادل عزت محمد عيد توفير بيانات ومعلومات كافية ودقيقة وحديثة عن تلك االحتياجات ووضع أحكام مرتبطة بهذه االحتياجات وأساليب إشباعها مما يساعد على الوصول إلى أنسب القرارات التخطيطية املقابلة الحتياجاتهم واملبنية على حقائق ثابتة وواقعية. ووصوال لتحديد دقيق ملشكلة الدراسة احلالية : تناول الباحث مجموعة من الدراسات السابقة املتصلة مبوضوع الدراسة من مداخل مختلفة وفيما يلي عرض لتلك الدراسات : - 1 دراسة جمال شحاتة حبيب ) 1981 م( :- استهدفت الدراسة التعرف على االحتياجات األساسية من خدمات الرعاية االجتماعية في املجتمعات الصحراوية والوصول إلى بعض املؤشرات التي ميكن االستفادة بها في إمكانية تطوير سياسات الرعاية االجتماعية والتي تالءم طبيعة هذه املجتمعات وأشارت الدراسة إلى حاجة هذه املجتمعات إلى العديد من اخلدمات ومت ترتيب هذه االحتياجات حسب أولوياتها بالنسبة لسكان املجتمع. - 2 دراسة إسماعيل مصطفى سالم ) 1987 م( :- استهدفت الدراسة املقارنة بني الرعاية األسرية البديلة والرعاية املؤسسية من حيث التوافق النفسي واالجتماعي لألطفال مجهولي النسب وتوصلت الدراسة إلى أن هناك فروق جوهرية بني االجتاهات الوالدية لألطفال الذين يتلقون الرعاية األسرية البديلة واألطفال الذين يتلقون رعاية مؤسسية وأن الفرق ملتغير الضبط االجتماعي كان لصالح األطفال ذوي الرعاية األسرية البديلة أما بالنسبة للتمسك الشديد بالتأديب واالستقالل والتقبل والدميقراطية فكانت للرعاية املؤسسية. - 3 دراسة أحمد شفيق السكري ) 1988 م( :- استهدفت الدراسة الوصول إلى منوذج تخطيطي للخدمات االجتماعية على املستوى احمللي يحقق التكامل واستخدام املوارد احمللية املتاحة ملواجهة املشاكل احليوية في املجتمع احمللى مبا يحقق الترابط بني اخلطط احمللية و اخلطط القومية ولكي تكون للخطة القومية صدى لالحتياجات احمللية مبا يحقق الواقعية للخطة احمللية وأشارت الدراسة أنه من الضروري أن تعكس اخلطط القومية احتياجات ومشاكل السكان احملليني. - 4 دراسة منى عطية عزام ) 1999 م( :- أشارت الدراسة أن اخلدمات االجتماعية مبؤسسات رعاية األيتام ليست على املستوى الالئق واملقبول و ال تشبع احلد األدنى من االحتياجات الالزمة لألطفال بتلك الدور وأشارت الدراسة إلى ضرورة العمل من أجل حتسني سياسات الرعاية املؤسسية لألطفال األيتام ومن في حكمهم وشمولهم بالرعاية وفقا ملبادئ الشريعة اإلسالمية. - 5 دراسة نوره خالد السعد ) 2004 م( :- استهدفت الدراسة تقومي وتطوير اخلدمات االجتماعية التي تقدمها دور التربية االجتماعية للبنات وإشارة الدراسة أن غالبية طالبات دور التربية االجتماعية يشعرن مبناخ أسري رديء داخل الدور وأعربوا عن عدم رضائهم ببرنامج اإلعاشة املقدم لهم وعدم توفير الدور لالحتياجات واملستلزمات الضرورية لهم وأوصت الدراسة بضرورة منوذج اخلدمات االجتماعية التي تقدمها دور التربية االجتماعية للطالبات ذوي الظروف اخلاصة يعالج جوانب الضعف واخللل والقصور في الرعاية احلالية وذلك في ضوء الواقع الفعلي حلياتهم ومعيشتهم داخل هذه الدور األمر الذي من شأنه أن يساعدهن على التكيف واالستقرار النفسي واالجتماعي لدى الطالبات والشعور بالثقة والطمأنينة داخل هذه الدور مما يزيد من قدرتهن على الطموح واإلجناز في حاضرهم ومستقبلهم

145 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية - 6 دراسة محمد رشدي محمد ) 2004 م(: استهدفت الدراسة تقومي فعالية املؤسسات االجتماعية االيوائية في مواجهة مشكالت األيتام املودعني بها وأشارت الدراسة إلى أن األيتام لديهم ارتفاع في الشعور بالقلق أكثر من األسوياء وهذا باإلضافة إلى معاناتهم من كثير من املشكالت بصفة عامة مثل سوء التكيف الشخصي واالجتماعي وانخفاض تقدير الذات وأوصت الدراسة بضرورة إجراء مزيد من الدراسات في مجال رعاية األيتام بهدف تقدير احتياجاتهم ومشكالتهم املتعددة وإيجاد احللول املناسبة لها. - 7 دراسة راشد بن سعد الباز ) 2005 م( : أشارت الدراسة أن مستوى الرعاية االجتماعية املؤسسية املقدمة من قبل دور ومؤسسات التربية االجتماعية سيئا وله أثار سلبية على املقيمني بها من األطفال وأن هناك ضرورة إلعادة النظر في نظام تقدمي الرعاية االجتماعية لألطفال ذوي االحتياجات اخلاصة في ضوء الظروف واالحتياجات الفعلية لألبناء وأوصت الدراسة بضرورة وجود دراسات تهتم بتقدير احتياجات األيتام من اخلدمات االجتماعية التي يجب أن تقدم لهم في دور رعاية األيتام مبا يتناسب والواقع الفعلي الحتياجاتهم وإمكانات املؤسسة على تلبية هذه االحتياجات. - 8 دراسة سامي عبد الله الدامغ مجيدة محمد إبراهيم ) 2007 م( : أشارت الدراسة إلى أهمية حتديد الشكل العام لقرى األيتام في اململكة العربية السعودية ووضع دليل عمل لقرى األيتام وحتديد طرق دمج األيتام في املجتمع بهدف العناية بأمر األيتام والنهوض برعايتهم ومتابعة أوضاعهم وتلمس حاجياتهم واألخذ بأيديهم مبا يكفل لهم كرامتهم واعتمادهم على أنفسهم. - 9 دراسة خالد محمد سيد عبيدو ) 2008 م( : أشارت الدراسة إلى أننا إزاء واقع مرير يعيش فيه كثير من األيتام وما زالت رعايتهم متروكة ألصحاب النوايا الطيبة وأننا بحاجة إلى أن ندفع علوم وفنون هذه الرعاية إلى دائرة التخصص والتنظيم وتدريب من يتعاملون مع اليتيم على إشباع احتياجاته ومتطلباته األساسية والتعرف عليها من أجل حتسني نوعية حياة اليتيم وقدمت الدراسة تصورا لبرنامج إرشادي معرفي عن أهم االحتياجات النفسية واالجتماعية والصحية واالقتصادية التي يجب أن يلم بها احمليطني باليتيم. وفي ضوء ما مت عرضه من معطيات نظرية ودراسات ميدانية سابقة جند أنها أكدت على أهمية فئة األيتام وحاجاتهم إلى مزيد من الرعاية واالهتمام وأكدت على ضرورة تقدير احتياجاتهم املتعددة من اخلدمات االجتماعية مبا داعما قويا لصانع القرار عند التخطيط لبرامج الرعاية االجتماعية لأليتام مبا يتفق والواقع الفعلي الحتياجاتهم ومشكالتهم حتى يكونوا أفراد نافعني ميكن االستفادة منهم في دفع عملية التنمية في البالد ومن ثم فتحدد مشكلة الدراسة احلالية في تقدير االحتياجات للخدمات االجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية ودراسة حالة مطبقة على اإلدارة العامة لرعاية األيتام بوزارة الشئون االجتماعية. د. عادل عزت محمد عيد أن الفلسفة العامة التي من خاللها تناول قضايا ومشكالت األيتام تستند على قاعدة أساسية تتلخص في أن اإلنسان هو غاية في حد ذاته واحلفاظ على كرامة هذا اإلنسان هو أثمن ما ميكن أن ننشده في شتى مراحل حياته. أن رعاية األيتام تعد خدمة واستثمار في آن واحد وواجب متليه القيم الدينية واألخالقية لهذه الفئة التي حرمت من الرعاية األسرية وينتظرون من املجتمع املزيد من االهتمام بقضاياهم وحاجاتهم املتزايدة إلى الرعاية. حتقيق فعالية برامج الرعاية االجتماعية لأليتام عن طريق توفير كافة املعلومات خلدمة عمليات تخطيط هذه البرامج في ضوء تقدير فعلي وواقعي الحتياجاتهم. االرتقاء باخلدمات االجتماعية والنفسية والتربوية والتعليمية والصحية والثقافية التي تقدم لأليتام بوزارة الشئون االجتماعية للوصول بها إلى أمناط مشابهة لظروف األسرة الطبيعية لتحقيق مستوى عال من الرعاية والتكيف االجتماعي واالنتماء الوطني. أن إستراتيجية تطوير قطاع األيتام بالوزارة أحد املهام الرئيسية التي تقدمها الوزارة لفئة األيتام على املستوى املؤسسي واألسري والفردي للوصول بتلك اخلدمات إلى مستوى يواكب جهود الدولة واجنازاتها احلضارية ويحقق تطلعات التي ينشدها أفراد املجتمع جتاه األيتام الذين رفع الله شأنهم بذكرهم في أكثر من موضع في القرآن الكرمي. ثانيا مبررات اختيار الدراسة :- قد تكون من املالئم التأكيد على األهمية التي يعلقها الباحث من وجهة نظره على هذه الدراسة على النحو التالي :- أنها تتناول بالبحث جهازا هاما من أجهزة الرعاية والتنمية االجتماعية في املجتمع املصري وهي وزارة الشئون االجتماعية بغية مساعدتها على حتقيق أهدافها وترشيد قراراتها وإحداث التغير املطلوب بها

146 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية ثالثا : أهداف الدراسة تسعى هذه الدراسة إلى حتقيق األهداف التالية: 1 حتديد الطرق املتبعة في تقرير اإلحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام 2 حتديد مدى اإلستفادة من تكنولوجيا املعلومات في تقدير اإلحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام. 3 حتديد الصعوبات التي تواجه عملية تقدير اإلحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام. 4 الوصول إلى مجموعة من املؤشرات التخطيطية لزيادة كفاءة وفعالية الطرق واألساليب املتبعة في تقدير اإلحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام. رابعا : مفاهيم الدراسة: )1( مفهوم تقدير االحتياجات : من املعروف أن ألي إنسان إحتياجات متعددة هذه اإلحتياجات تنبع من تكوينه البيولوجي والنفسي واإلجتماعي )17( ونظرا ألن هذه اإلحتياجات غير مشبعة فهذا التكوين إلشباع هذه اإلحتياجات حتى يستطيع أن يعني ويستمر في حياته العامة وتعدد هذه اإلحتياجات حسب تكوينه فمنها ما يشبع حاجاته للغذاء ومنها ما يشبع حاجاته للكساء ومنها ما يشبع حاجاته للتعلم ومنها ما يشبع حاجاته للرعاية الصحية ومنها ما يشبع حاجاته للعمل املناسب ومنها ما يشبع حاجاته لتكوين األسرة ومنها ما يشبع حاجاته إلشباع هواياته وممارسة األنشطة األنشطة املختلفة ومنها ما يشبع حاجاته إلى تكوين عالقات إجتماعية مع اآلخرين ومنها ما يشبع حاجاته إلى القيادة. ولكي يتم حتديد تلك اإلحتياجات ال ميكن حتديدها دون الرجوع إلى النظم اإلجتماعية التي تقوم في املنبع فكل نظام إجتماعي يقوم أساسا حول إشباع حاجة أو مجموعة من احلاجات اإلجتماعية األساسية لإلنسان )18(. أ املفهوم اللغوي للحاجة. احلاجة: حاجة أو حوج أي أفتقر إليه وجعله محتاجا وحتوج وطلب حاجته: أي إحتاج إليه واحلاجة هي ما يحتاج إليه )19(. وهذا يعني أن احلاجة«لفظ يستخدم لإلعراب عما يفتقر إليه الكائن احلي للحفاظ على حياته كاحلاجة إلى الطعام والشراب أو احلاجة إلى توفي اآللم وتنب املخاطر أو لتحقيق اللذة وأيضا حفاظه على جنسه كاحلاجة اجلنسية»على أن احلاجة ليست مجرد اإلفتقار بل البد من توفر اإلحساس املالزم بضرورة حتقيق هذه احلاجة )20(. ويستعمل مفهوم احلاجة غالبا في اإلشارة إلى مدلوالت مختلفة خلدمات معينة ضرورية ملجموعة من الناس أو ما يرغب املجتمع في تقدميه من خدمات ألفراده )21(. وفي هذا اإلجتاه تعريف احلاجة «بأنها حالة عدم توازن يشعر بها فرد أو جماعة أو مجتمع )مجتمع منظم مجتمع جغرافي مجتمع وظيفي( نتيجة اإلحساس بالرغبة في حتقيق هدف معني يحتاج حتقيقه إلى توافر ظروف إمكانيات أو موارد معينة «)22(. ونحن نتفق مع وجهة النظر التي تأخذ مبفهوم اإلحتياجات من منظوراملجتمع والذي يحدد االحتياجات د. عادل عزت محمد عيد املجتمعية من خالل الرجوع إلى النظم اإلجتماعية حيث أن النظم اإلجتماعية متثل القنوات التي من خاللها يتم توصيل تلك احلاجات إلى أعضاء املتبع من خالل ما تقدمه من خدمات. ب تصنيف احلاجات اإلنسانية: هناك أكثر من تصنيف حلاجات اإلنسان األساسية فالبعض يصنفها إلى حاجات أساسية وحاجات ثانوية ويصنفها البعض اآلخر إلى حاجات مادية وحاجات معنوية بينما يصنفها فريق ثالثل إلى حاجات بيولوجية وحاجات نفسية وحاجات إقتصادية وحاجات إجتماعية وسنتناول بعض هذه التصنيفات بالتوضيح: 1 تصنيف ماسلو للحاجات )23( :- تصور»ماسلو«احلاجات مرتبة بنظام هرمي ليمتد من أكثر احلاجات فسيولوجية إلى أكثرها نضجا ومترينا من الناحية النفسية لذا يفترض خمس مستويات لنظام احلاجات األساسية على النحو التالي: أ املستوى األول: احلاجات اجلسمية : األكثر أساسية وتتمثل في السعي إلى الطعام واملاء والهواء والدفئ واإلشباع اجلنسي وهكذا. ب املستوى الثاني: حاجات األمن : وتتمثل في جتنب األخطار اخلارجية أو أي شيء قد يؤذي الفرد. ج املستوى الثالث: حاجات احلب : وتتمثل في احلصول على احلب والعطف والعناية واإلهتمام. د املستوى الرابع: حاجات التقدير واالحترام : وهي حاجات ترتبط بإقامة عالقات وثيقة مع الذات واآلخرين. ه املستوى اخلامس: احلاجة إلى حتقيق الذات: وترتبط بالتحصيل واإلجناز والتعبير عن الفرات. 2 ويصنف أحمد عزت راجح احلاجات إلى ) 24 (: أ حاجات تكفل احملافظة على بقاء الفرد: كاحلاجة إلى الطعام واحلاجة إلى املاء وإلى التبول والتبرز... وغيرها.. ب حاجات تكفل احملافظة على بقاء النوع: وهي احلاجة اجلنسية أو الدوافع اجلنسية أو دوافع األمومة. ج احلاجة إلى تنمية احلس اخلارجي. د احلاجة إلى استطالع البئية ومعاملها. وهاتان احلاجتان فطريتان لكنهما أقل ارتباطا باحملافظة على بقاء الفرد أو نوعه. 3 وهناك من يرى احلاجات تنقسم إلى نوعني هما )25( :- أ حاجات فسيولوجية وهي تتعلق بالدوافع الفسيولوجية عند الكائن احلي. ب الدوافع النفسية: وهي ذات طابع إجتماعي. 4 وهنك تقسيم آخر للحاجات هو )26( :- أ احلاجات العضوية البحتة: وتشمل التنفس وجتنب األلم والبرد واحلاجات لألفراد. ب احلاجات العضوية النفسية: وتشمل دوافع الراحة والبحث عن الطعام واحلاجات اجلنسية. ج احلاجات النفسية البحتة: وتشمل إنفعاالت الغضب وحب اإلستطالع واحلاجة لألمن والتقدير. ومن ثم فاإلحتياجات األساسية التي تلزم الفرد تنقسم إلى ) 27 (: 1 احتياجات بيولوجية: وهي الزمة لتكوين اجلسم ومنوه وحمايته واحملافظة عليه حيث أنها احلاجات التي يولد الفرد مزودا بها في حاجات فطرية. 2 احتياجات اقتصادية: كالعمل واإلنتاج واإلستهالك والتبادل. 3 احتياجات نفسية: وهي الزمة لإلنسان يعيش في أمان مع نفسه ومع اآلخرين متحررا من كل الضغوط

147 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية النفسية كالشعور باألمن والطمأنينة والراحة النفسية. 4 احتياجات اجتماعية: وهي الزمة لإلنسان ليكون عالقات إجتماعية سليمة مع غيره من األفراد. وليعيش متوافقا مع املجتمع بقيمة ونظمه ومؤسساته كالتعليم والترويج واإلمتثال للمعايير والقيم القرينية واخللقية. وبالتالي فإن هناك ضرورة بأن تكون هذه احلاجات مؤمنة في الواقع ألي فرد ولن يأتي ذلك األمن إال من خالل تبني الدولة بأجهزتها املختلفة للخطط والبرامج واملشروعات التي من شأنها تزويد األفراد بوسائل إشباع هذه احلاجات )28( ويتم القيام بعمليات التخطيط اإلجتماعي في ضوء احلاجات اإلجتماعية التي يحتاجها األفراد )29(. ج مداخل تقدير اإلحتياجات: ليس هناك مدخل مقبول عاملا لتقدير اإلحتياجات وهناك عوامل متعددة متضمنة ألغراضها لذلك فإنه السلطة أو املنطقة التي تتولى تقدير اإلحتياجات ومدى إمكانية توافر البيانات ودرجة مالئمة وسهولة استخدام املقاييس سوف تعلى بدرجة كبيرة املنهج الذي ينبغي إتباعه لتقدير احلاجة. وينبغي أن تعنى مناهج تقدير احلاجات بتحليل ثالث أبعاد: املواقف أو املشاكل«وأفراد أو جماعات الناس واخلدمات أو استراتيجيات التدخل واإلعتماد على األبعاد الثالثة كنواة لتقدير اإلحتياجات فإنه ميكن تصنيفها كحاجة موجهة نحو العميل أو نحو اخلدمة املتوقعة أو نحو املجتمع. وتختلف املداخل الثالثة لتقدير احلاجة في إيضاح ما يتخذ كنقطة بداية من التوجهات الثالثة والتي تعتمد بدورها على نوع املنظمة أو البرمنج الفردي ينبغي أن تتجه إليه وذلك على النحو التالي ) 30 (: املدخل األول: تقدير احلاجات املوجهة نحو العميل: يقوم بها برنامج أو منظمة قائمة لترقية اهتمامات جماعات فرعية محدودة من املتبع العام منال األطفال األيتام أو كبار السن أو املعاقني وتبدأ العميلة بتحديد جماعة مشكلة لهذا الغرض أو من الناس الذين يحدق بهم الغضب اخلطر ثم حتديد املشكلة املتوقعة داخل اجلماعة وأخيرا حتديد مستوى اخلدمات التي ميكن ان نحقق مدة هذه املشكالت أو تفي بها. أما املدخل الثاني فهو تقدير احلاجة املوجهة نحو اخلدمة: يتم حتديده من خالل منظمة مسئولة عن تقدمي خدمات خاصة ومن املفترض في هذه املرحلة من تقدير احلاجة وجود تقنية خدمة تعيني على حل مشكالت معينة ومثال ذلك التقنية الطبية القادرة على حل املشكالت الصحية وعند هذه النقطة فإن متخذي القرارات سيحاولون حتديد الناس املعرضني للخطر في ضوء توقع املشاكل وعلى ضوء يعدد ميكن حتديد مستوى احلاجات خلدمة. أما املدخل الثالث فهو تقدير اإلحتياجات املوجهة نحو املجتمع: فهو يزودنا بحل للمعضلة ويعكس تأليفا )تركيبا ( ملدخل احلاجة نحو العميل واحلاجة املوجهة نحو اخلدمة ويركز مدخل تقدير اإلحتياجات املوجهة نحو املجتمع على املستوى أو الدرجة الكلية للظروف اإلنسانية واإلجتماعية غير املرغوب فيها أو املشكالت الكائنة في منطقة جغرافية محددة كذا إستقاللية التحديد السابقة للجماعات املتاحة من الناس أو أمناط اخلدمات املطلوبة وفي كل هذه الظروف تبدأ عملية تقدير اإلحتياجات بتحديد أولويات حلول املشكلة واحلجم األمثل للناس املعرضني للخطر والتدخل املالئم أو مقدار اخلدمات الالزمة حلل املشكلة. د- مراحل عملية تقدير اإلحتياجات: وهناك مراحل متعددة لعملية تقدير اإلحتياجات وهي جميعا تضم نشاطني ملئيني )حتديد اإلحتياج وحسابه عدديا ( فتحيد احلاجة هي عملية حتديد الظروف اإلنسانية واإلجتماعية التي تتطلب تدخال منظما لصالح املجتمع بينما حساب احلاجة عدديا فإنه يتضمن منهيجة إحصائية كمية وكيفية لعدد األشخاص د. عادل عزت محمد عيد املعوزين )الذين في حاجة( وعدد وحدات اخلدمات املطلوبة ويقوم اإلستقصاء والبحث بالدور الرئيسي في حتديد املشكالت واإلحتياجات التي تدعوا إلى تدخل منظم ومعرفة األوضاع التي تدعو لهذا التدخل والطريقة املثلى لهذا التدخل. وينبغي مراعاة أن نقص البيانات واملعلومات يدفع إلى اللجوء إلى اخلبراء املهنيني لتقدير احلاجات كما في حاالت املرض والبطالة من أجل اإلخالل أو تالقي حدوث املضاعفات أو النتائج املترتبة على احلاجة في حالة عدم تقديرها إلشباعها وميكن اإلعتماد على مشاركة األفراد واجلماعات للوصول إلى التقدير األدق وبالتالي احللول املالئمة للمشاكل اإلنسانية واإلجتماعية وهنا نؤكد على اإلنصاف إذا مت إعطاء هؤالء املشاركني الفرص من أجل التنظيم. ه - كيفية قياس اإلحتياجات: وضع جوناثان برادشو johathan bradshaw أربعة تصنيفات لقياس احلاجة طبقا لدرجة التعبير عن احلاجة املعبر عنها وهذه التصنيفات هي: 1 احلاجة املعيارية: : Normative need وهي التي يرى اخلبير أو املهني أنها متثل حاجة تبعا ملوقعه املهني أو تخصصه.. والتعريف املعياري للحاجة ليس له معنى مطلق فمن اجلائز أال يستجيب مع احلاجة احملدودة بتعاريف أخرى وثمة عقبة في التعريف املعياري للحاجة تتمثل في وجود مستويات مختلفة أو متصارعة مت وضعها مبعرفة خبراء ولهذا يصبح تعريف احلاجة املعيارية مختلفا طبقا للتهيؤ القيمي للخبراء في حكمهم على كمية املوارد التي ينبغي تكريسها ملقابلة )إشباع( احلاجات وسواء أمكن حل املشكالت باملهارات املتحة من عدمه فإن املستويات املعيارية تتغير على مر الزمن كنتيجة لتطور املعرفة والقيم في املجتمع. 2 احلاجة الشعورية: : Felt Need وهي التي يشعر الناس بها ويحسون أنها متثل حاجة بالنسبة لهم فعند تقدير احلاجة خلدمة ما فإننا نسأل الناس مدى إحساسهم باحلاجة ودميقراطيا ميكن تصور أن احلاجة الشعورية )احملسوسة( هي بطبيعتها مقياس ناقص )غير مالئم( للحاجة احلقيقية واإلدراك احلسي لألفراد قدرة محدودة على املعرفة أو متيز خدمة متاحة مثلها مثل مقاومة اإلعتراف في مواقف كثيرة بفقدان اإلستقاللية أو من ناحية أخرى فمن املعتقدات أن هناك طنني ملن يطلبون املساعدة بدون حاجة حقيقية لها. 3 احلاجة املعبر عنها )املطلوبة( :expressed need وهي احلاجة احملسوسة حينما تتحول إلى فعل أي تصبح معلنة وحتت هذا لتعريف ميكن تعريف احلاجة الكلية بأنها طلب الناس خلدمة ولن يطلب إمرؤ خدمة ما لم يشعر بحاجته إليها واحلاجة املعبر عنها تستخدم عادة في اخلدمات الصحية أو في خدمات الضمان اإلجتماعي حيث تعتبر قائمة اإلنتظار كمقياس للحاجة غير املشبعة. 4 احلاجة املقارنة :comparative need وفي ضوء هذا التعريف ميكن أن جند مقياس للحاجة بدراسة خصائص أو سمات أولئك الذين تليقون اخلدمة فلو أن هناك أناسا متشابهي اخلصائص والسمات ال يتلقون للخدمة منهم إذن فهم في حاجة واحلاجة املقدرة بهذه الطريقة هي مبثابة الفجوة بني اخلدمات الكائنة مبنطقة ما واخلدمات التي ال توجد باملناطق االخرى وهي محاولة لتقليل احلرمات. ومن املالحظ تداخل هذه األنواع األربعة من اإلحتياجات وأن قياس اإلحتياجات سوف يختلف من نوع آلخر. )2( مفهوم اخلدمات اإلجتماعية: استحوذ املقصود باخلدمات االجتماعية اهتمام األمم املتحدة منذ عام 1959 عندما عرفت في أحد املؤمترات املعنية بالرعاية اإلجتماعية واخلدمات اإلجتماعية على أنها»األنشطة املنظمة التي تهدف للمساعدة على

148 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية التوافق املتبادل لألفراد وبيئتهم ويتحقق هذا الهدف من خالل تصميم تكنيقات وطرق تساعد على مواجهة احتياجاتهم وحل مشاكلهم من خالل عمل جماعي تعاوني لتحسني أحوالهم اإلقتصادية واالجتماعية» )33(. ولقد ظهرت هذه اخلدمات ملقابلة احتياجات األفراد باملجتمع نتيجة عدم كفاية أو فعالية موارد الفرد وأسرته اخلاصة وكذلك لعجز البرامج والنظم احمللية عن مقابلتها. وتعرف اخلدمات اإلجتماعية بأنه«البرامج التي تصمم ملواجهة مشاكل أو احتياجات أفراد أو جماعات أو مجتمعات والتي تقدم من خالل مجاالت مهنية وبناءات تنظيمية»)34(. كما تعرف بأنها «مجموعة من األنشطة والبرامج التي يقوم بوضعها األخصائيون واإلجتماعيون وغيرهم من املهنيني ملساعدة الناس ليكونوا أكثر كفاءة وقدرة على اإلعتماد على أنفسهم وتقوية العالقات بينهم «)35(. ويشير مفهوم اخلدمات اإلجتماعية أيضا»إلى اجلهود املهنية املنظمة أو مجموعة األنشطة املنظمة بواسطة كل من املنظمات احلكومية واملنظمات األهلية واجلماعات املختلفة في التبع وذلك إلشباع احلاجات اإلنسانية وحتسني الظروف املعيشية «)36(. وتعتمد وزارة الشئون اإلجتماعية في مصر )التضامن اإلجتماعي حاليا ( على اجلمعيات التطوعية في تقدمي برامج اخلدمات اإلجتماعية وتتبع وزارة التضامن اإلجتماعي هنا طريقتني الطريقة األولى: هي إعطاء اجلمعية التطوعية إعاقة مالية وتزويدها باملساعدة الفنية والطريقة الثانية: وهي التعاقد مع هذه اجلمعيات لتنفيذ أحد البرامج أو املشروعات حيث يتم إعطاء اجلمعية امليزانية الكاملة لتنفيذ املشروع بتفاصيل برنامج اخلدمة التي سوف يقدم ويقوم مجلس إدارة اجلمعية بتنفيذ البرامج حتت إشراف وتوجيه املسئولني بوزارة التضامن اإلجتماعي )37(. وغالبية مشروعات اخلدمات التي تندرجة في اخلطة السنوية لوزارة التضامن اإلجتماعي مثل دور الرضاعة وبرامج رعاية األيتام ومشروعات رعاية املسنني وبرامج التدريب املهنني وفصول محو األمية وبرامج التأهيل اإلجتماعي للمعوقني جسميا وعقليا وغيرها تأخذ طريقها للتنفيذ من خالل التعاقد مع اجلمعيات التطوعية وهذه اجلمعيات مطالبة بتنفيذ فلسفة وزارة التضامن اإلجتماعي في تقدير اخلدمات اإلجتماعية عن طريق اإلعتماد على املشاركة وتوظيف املوارد احمللية في مواجهة املشاكل واإلحتياجات ومن هنا فإن التكامل والتعاون مع هذه اجلمعيات هو أمر ضروري وحيوي في التخطيط للخدمات اإلجتماعية )38(. )3( مفهوم اليتيم: جاء ذكر اليتيم أو اليتامى في كثير من اآليات القرآنية منها قوله تعالى:»واعبدو الله والتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى واملساكني«)النساء: 36( وقوله ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل املشرق واملغرب ولكن البر من أمن بالله واليوم اآلخر واملالئكة والكتاب والنبيني وآتى املال على حبه ذوي القربى واليتامى واملساكني وابن السبيل والسائلني وفي الرقاب«)البقرة: 177( وقوله تعالى:»أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم وال يحض على طعام املسكني«)املاعون: 1 3( وقوله تعالى»فأما اليتيم فال تقهر«)الضحى 9( وآيات أخرى كثيرة. أما السنة فقد جاءت أيضا حاضنة على اإلحسان باليتيم ملا في ذلك من منافع ورحمة ملن يهتم باليتامى فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال صلى الله عليه وسلم: أتريد أ يلني قلبك وتدرك حاجتك أرحم اليتيم وأمسح رأسه وأطعمه من طعامك يلني قلبك وتدرك حاجتك«. واليتيم في أصل إطالقه اللغوي هو: د. عادل عزت محمد عيد 1 اإلنفراد: فكل منفرد ومنفردة عن العرب يتيم ويتمية فيقال مثال : درة يتيمة. 2 الغفلة: وبه سمى اليتيم يتيما ألنه يتغافل عن بره. 3 اإلبطاء: ومنه أخذ اليتيم ألن البر يبطئ عنه. فكلمة اليتيم في أصلها اللغوي تدل على اإلنفراد والضعف والبطء واحلاجة وتلك ضعاف في واقع احلال لليتيم في الغالب أما اليتيم في الشرع: فهو من فقد أباه وهو دون البلوغ آخذا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم )ال يتم بعد إحتالم..( رواه ابو داود. وتقول العرب: اليتيم الذي ميوت أبوه والعجى الذي متوت أمه ومن مات أبواه فهو لطيم إال أن أسم اليتيم يطلق جتاوزا لكل من فقد أحد والديه أو كالهما ويقال للصبي يتيما إذا فقد أباه قبل البلوغ فهو يتيم حتى يبلغ احللم ويقال للمرأة يتيمة مالم تتزوج فإن تزوجت زال عنها اسم اليتيم. هذا كله في أصل اطالق الكلمة لغويا ومعلوم ما في لغتنا العربية من غنى في األلفاظ حتى نفي بعضهم الترادف فيها لذا أطلقوا على من فقد أمه العجى ومن فقد أبواه اللطيم وإال فمن فقد أمه فيحصل له اليتم بوجه من الوجوه إذا يحرم من العطف واحلنان وباقي األمور التي ال ميكن تعويضها من غير األم وفقد األب مؤثر من حيث أمه العائل فبوجوده يبقى املورد موجودا أما من حيث اإلستخدام العرفي في الوقت احلاضر فإن اليتيم يطلق على من فقد أحد أبويه. كما ميكن القول بأن األيتام «هم كل من ال تسمح لهم ظروفهم العائلية أن ينشؤوا بني أحضان أسرهم نشأة طبيعية وذلك نتيجة اإلهمال الوالدين أو وفاة أحدهما أو كالهما أو إلستغاللهما لألطفال أستغالال غير مشروع أو اإلدمان املخدرات وال جتار فيها أو يكون احلرمان نتيجة سقوط الوالية األبوية عن األيتام«)39(. كما يعرف اليتيم «بأنه الذي يحرم من األب بسبب الوفاة اعتبارا من يوم والداته أو خالل فترة طفولته وتزول عنه صفة اليتيم ببلوغه«وهناك من يحدد اليتيم على مستويني ) 40 (: املستوى األول: وهو وفاة أحد الوالدين )أألم أو األب( ويطلق عليه نصف يتيم أو اليتيم املنفرد. املستوى الثاني: هو وفاة كل من األب واألم معا فاحلرمان من الوالدين بالوفاة يطلق عليه اليتيم املزدوج أو اليتيم التام. ومما يلحق باأليتام بل إن أمرهم أشد اللقطاء أو من كان مجهول األب واألم أو كليهما فقد يفقد الطفل أبويه ألي سبب من األسباب وألسباب كثيرة فقد يتوفى الوالديان وهو صغير وقد يفقداه في زحاج احلج أو حادثة احلريق أو حادث مروري وما أكثرها في أيامنا هذه والشك أن العناية بهذه الفئة قد تكون أفضل فاليتيم قد ربحو العم أو اخلال أو اجلد أو القريب أما مجهولي األبوين ألي سبب من األسباب ال يجد أيا من ذلك إال رحمة الرحمن الرحيم وهو خير وأبقى. تأكيدا لهذا األمر وحتى يزول األشكال الذي يرد إلى بعض الناس ومحبي اخلير فقد صدرت فتوى من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء برقم وتاريخ: 24/12/1419 ه حول هذا األمر وجاء فيها ما نصه )إن مجهولي النسب في حكم اليتيم لفقدهم لوالديهم بل هم أشد حاجة للعناية والرعاية من معروفي النسب لعدم معرفة قريب يلجأون إليه عند الضرورة وعلى ذلك فإن من يكف طفال من مجهولي النسب فإنه يدخل في األجر املترتب على كفالة اليتيم لعموم قومه صلى الله عليه وسلم«أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا «رواه البخاري. ثم صدرت فتوى أخرى الحقة لها وبتفصيل أكبر برقم وتاريخ 22/10/1420 ه وجاء في أول فقرة منها ما يلي: )من أبواب اإلحسان في شريعة اإلسالم خصائصه اللقيط املجهول النسب واإلحسان إليه في كفالته

149 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية وتربيته تربية إسالمية صاحلة وتعليمه فرائض الدين وآداب الشرع وأحكامه وفي هذا أجر عظيم وثواب جزيل ويدخل في األجر املترتب على كفالة اليتيم. أما اليتيم في لوائح وزارة الشئون اإلجتماعية وأنظمتها: هو كل طفل محتاج إلى الرعاية من األيتام ومن في حكمهم من ذوي الظروف اخلاصة الذين يندرجون ضمن الفئات التالية: 1 األطفال مجهولو األبوين. 2 األطفال الذين يولدون ألب غير شرعي. 3 األطفال الذين يحرمون من رعاية الوالدين أو أحدهما أو األقارب بسبب الوفاة أو اإلنفصال بني الزوجني أو سجن األم أو إصابتها مبرض عقلي أو جسمي مستعصي أو معد أو أي سبب آخر مشابه يحول دون رعايتهما لطفلها رعاية سليمة. 4 األطفال الذين يصابون بالشلل أو مبرض مستعصي وتعجز أسرهم عن رعايتهم وعالجهم. )4( الرعاية االجتماعية لأليتام: تعتبر الرعاية اإلجتماعية مبثابة املظلة التي تعطي كافة اخلدمات اإلجتماعية والتي تقدمها الهيئات احلكومية واألهلية ملقابلة اإلحتياجات اإلجتماعية والتعليمية والصحية واإلقتصادية ألفراد املجتمع )41( وهي إطار دائم متجد وجهد متالزم يتعني التخطيط خلدماتهما وتوجيهها بإضطرا لتحقيق أفضل توقع ممكن لشكل املتبع الذي يتبناه سكانه ألنفسهم مجتمع املساواة والعدل )42(. وتشير موسوعة وبتسر Webster إلى الرعاية اإلجتماعية «على أنها مجموعة من اخلدمات اإلجتماعية التي تقدم من خالل املنظمات احلكومية أو األهلية وذلك ملساعدة الفئات احملرومة أو اجلماعات اخلاصة «)43(. ويشير إليها أيضا «على أنها»اخلدمات املتنوعة التي تقدمها احلكومة أو منظمات تنوب عنها لتحقيق النقع والفائدة واالستفادة جلميع أفراد املجتمع»)44(. ويعرف معجم مصطلحات العلوم اإلجتماعيةالرعاية االجتماعية»بأنها نسق منظم من اخلدمات اإلجتماعية واملؤسسات يرجى إلى مساعدة األفراد واجلماعات للوصول إلى مستويات مالمئة للمعيشة والصحة»)45(. ويرى تشارلز وتروب مان «Charles & tropman أن الرعاية اإلجتماعية تعتبر مبثابة أحد النماذج التي يتضمنها املجتمع إلمداد أفراده باإلحتياجات األساسية من مأكل وملبس ورعاية شخصية وغيرها«)46(. وأشار رونالد فريدريك «Ronald Frederic إلى الرعاية اإلجتماعية على أنها»تلك اجلهود احلكومية وغير احلكومية ملساعدة أعضاء املجتمع على داء وظيفتهم بكفاءة أكثر كأفراد مشاركني في هياكله اإلجتماعية املنظمة»)47(. وأخيرا أشارت اجلمعية القومية األمريكية لألخصائيني اإلجتماعيني للرعاية االجتماعية»على أنها مجموعة األنشطة املنظمة التي متارس من خالل املؤسسات احلكومية والهئيات األهلية التطوعية والتي تسعى إلى التعرف على املشكالت اإلجتماعية وإيجاد احللول املناسبة لها وحتسني األحوال اإلجتماعية لألفراد واجلماعات واملجتمعات «)48(. وفي ضوء ما سبق ميكن حتديد مفهوم الرعاية اإلجتماعية لأليتام إجرائيا على النحو التالي: 1 مجموعة من البرامج واملشروعات. 2 يتم تصممها من خالل وزارة الشئون اإلجتماعية وإداراتها املتخصصة. 3 تصمم طبقا لدراسة مسبقة لتقدير مدى اإلحتياج إليها. د. عادل عزت محمد عيد 4 تهدف إلى مساعدة األيتام على مواجهة مشكالتهم وإشباع احتياجاتهم املتجددة. لينشأوا كأفراد أسوياء وقادرين على إدارة شئون حياتهم في املستقبل بالكفاءة والفاعلية املناسبة. )5( تقدير االحتياجات كمهنة تخطيطية :- التخطيط هو لغة العصر وهو السمة األساسية والغالبة في حياة اإلنسان وكذلك في حياة املجتمعات وهو الوسيلة الهادفة إلى حتقيق التنمية املتكاملة وبالتالي ال ميكن إحداث التنمية دون األخذ بالتخطيط كأسلوب علمي ألشباع احلاجات ومواجهة املشكالت مما يؤدي إلى حتقيق معدالت أعلى من الرفاهية ألفراد املجتمع. ويستهدف التخطيط االجتماعي في مهنة اخلدمة االجتماعية حتقق ما يلي) 49 ( : حتقيق أقصى استثمار ممكن لإلمكانيات واملوارد البشرية واملادية والتنظيمية املتاحة. التنبؤ بالكثير من املشكالت قبل حدوثها وجتنب الوقوع فيها. مواجه املشكالت التي حدثت فعال ولم يكن قد مت التنبؤ بها وتوفير أفضل احللول لها. اشباع أكبر قدر ممكن من احتياجات األفراد وحل عدد كبير من مشاكلهم. والتخطيط للخدمات االجتماعية هو جزء من التخطيط الشامل وإن أختلف عنه في مفهومه ومنهجه فهو يهتم بتقدمي خدمات اجتماعية تعني الفرد أو اجلماعة أو املجتمع على التكيف أو التغلب على مشاكله االجتماعية باستخدام أنشطة متنوعة )حكومية وغير حكومية( في ميادين مختلفة وهو أكثر تركيزا على قطاع اخلدمات االجتماعية) 50 (. وتخطيط اخلدمات االجتماعية يتضمن اتخاذ القرارات اخلاصة بتوزيع أو تخصيص املوارد احملددة بني البرامج االجتماعية املتنافسة بهدف توزيع أو تخصيص املوارد هذه بطريقة حتقق الغايات االجتماعية بأحسن الوسائل املمكنة )51(. والتخطيط للخدمات االجتماعية ينصب بوضوح على احتياجات األفراد واألسر واجلماعات األكثر عرضة للمشكالت االجتماعية وبالطبع فإننا إذا بدأنا من هذه النقطة فأن مهمة املخططني للخدمات تصبح ترجمة احتياجات األفراد واألسر و املجموعات املستهدفة إلى خدمات وهنا تكون املهمة الشاقة أمام العملية التخطيطية وهي البحث عن أنسب البرامج واملؤسسات التي ميكن بواسطتها أو من خاللها إشباع هذه احلاجيات اإلنسانية بأفضل الطرق وبأقل التكاليف ومبشاركة املجتمع في اختيارها وتنفيذها عن طريق هيئات ومؤسساته التطوعية والرسمية. وبهذا التحديد فان عملية تقدير االحتياجات كمهمة تخطيطية تساعد في االتى:- التعرف على أماكن تواجد جتمعات الناس األكثر تعرضا للمشاكل االجتماعية. التعرف على احلاجات اإلنسانية التي حتتاج إلى إشباع. التعرف على مؤسسات اخلدمة القائمة )حكومية أهلية ) واملوارد املتاحة في كل منهما وما ميكن توظيفه منها ملواجهة هذه االحتياجات وحل هذه املشاكل. البحث عن أنسب البرامج والتنظيمات أو املؤسسات التي ميكن بواسطتها أو من خاللها إشباع هذه االحتياجات اإلنسانية بأفضل الطرق وبأقل التكاليف. مشاركة أفراد املجتمع في ترتيب االحتياجات وتخصيص املوارد وأختيار أنسب البرامج عن طريق هيئاته

150 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية د. عادل عزت محمد عيد التربيعي ملعامل الثبات فكان ( 0 94( وبذلك كان معامل الصدق والثبات لألدارة مقبوال وصاحلا ب- املقابالت املقننة : مع مديرى إدارات التخطيط والبحوث واملعلومات ورعاية االيتام باستخدام دليل املقابلة للتعرف على دور االدارة العامة لرعاية االيتام في تقدير االحتياجات للخدمات االجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية والتي متكن صانع القرار من اتخاذ القرار املناسب في ضوء االحتياجات الفعلية لأليتام وحتديد الصعوبات التي تواجة عمليات تقدمي االحيتاجات للخدمات االجتماعية لأليتام وصوال إلى مجموعة من الؤشرات التخطيطية لزيادة كفاءة وفعالية الطرق واألساليب املتبعة في تقدير االحتياجات للخدمات االجتماعية لأليتام «كمهمة حتطيطية«. ج- حتليل محقوق الوثائق والسجالت والتقارير باالدارة العامة لرعاية األيتام. ومؤسساته. خامسا : تساؤالت الدراسة : حتاول الدراسة اإلجابة على مجموعة التساؤالت التالية :- س 1 : ما الطرق املتبعة في تقدير االحتياجات للخدمات االجتماعية لأليتام س 2 : ما مدى االستفادة من تكنولوجيا املعلومات في تقدير االحتياجات للخدمات االجتماعية لأليتام س 3 : ما الصعوبات التي تواجه عملية تقدير االحتياجات للخدمات االجتماعية لأليتام س 4 : ما املؤشرات التخطيطية لزيادة كفاءة وفعالية الطرق واألساليب املتبعة في تقدير االحتياجات للخدمات االجتماعية لأليتام نتائج الدراسة امليدانية )1( وصف حتليل خلصائص عينة الدراسة جدول رقم )1( يوضح النوع للمبحوثني النوع ذكر أنثى املجموع ك % 72,2 27,7 100% أشارت بيانات اجلدول رقم )1( أن غالبية العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر من الرجال حيث بلغت نسبتهم )72,8 %( مقابل )27,8 %( من السيدات وقد يفسر ذلك إلى طبيعة العمل في اإلدارة العامة لرعاية األيتام والتي حتتاج إلى جهود كبيرة وشاقة مما يؤهل الرجال للعمل بها أكثر من السيدات. جدول رقم )2( يوضح السن للمبحوثني السن أقل من 30 سنة ك % 55, سادسا : اإلستراتيجية املنهجية للدراسة : نوع الدراسة واملنهج املستخدم : تنتمي هذه الدراسة إلى منط الدراسات الوصفية التحليلية للحصول على معلومات دقيقة تصور الواقع وتسهم في حتليله واعتمدت على منهج دراسة احلالة كأساس لتحقيق أهدافها. مجاالت الدراسة : املجال املكاني : اإلدارة العامة لرعاية األيتام بوزارة الشئون االجتماعية )التضامن االجتماعي( بالقاهرة. املجال البشري : جميع العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام وعددهم )36( مفردة. عينة عمرية ملديري األدارات املهتمة بالتخطيط لبرامج الرعاية االجتماعية لأليتام وهم)مدير إدارة التخطيط مدير إدارة البحوث- مدير إدارة األسرة والطفولة مدير املكتب الفني بوزارة الشئون اجلتماعية مدير مركز معلومات الوزارة )ج( املجال الزمني : مت جمع بيانات الدارسة في الفترة من 15/ م 9/ 5/ - 3 أدوات الدراسة : أ- االستبيان طبق علي جميع العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام وقد قام الباحث بتصميم االستبيان وفقا ملجموعة من املصادر واحملركات املستنبطة من القضايا النظرية والقيم اإلجرامية والدارسات السابقة وذلك جلميع البياناتالهامة. ومت عرض االستبيان على عدد ( 12( من احملاكمني من أعضاء هيئة التدريسي بكلية التربية االجتماعية جامعة حلوان بالقاهرة وقسم االجتماع والتربية االجتماعية بجماعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية بالرياض وبعض اخلبراء والفنيني في مجال الرعاية االجتماعية لأليتام وقد مت تعديل صياغة وإضافة وإلغاء بعض األسئلة وفقا لدرجة إتفاقهم والتي التقل عن ( 75 % ) وكان ذلك صدمه احملتوى وثم حساب ثبات االسثبيان عادة التعليق على) 10( مفردات من العاملني باالدارة العامة االيتام بطارقة زمنى أسبوعني بني التطبيق االول والثاني وثم حساب معامل إرتباط الرتب ليبرمان بني التطبيق باستخدام املعادلة االحصائية وتطبيق املعادلة وجأن الثبات )0 88( وهي قيمة عاليه وثم حساب معيار الصدق اإلحصائي باستخدام اجلذر 44, سنة فأكثر % املجموع أوضحت بيانات اجلدول رقم )2( أن غالبية العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر كبار في السن ألنهم انتقلوا إلى العمل باإلدارة بحكم ترقيتهم حيث تراوحت أعمارهم ما بني )40 49 سنة( بنسبة % 55,6 يليها بنسبة 44,4% ممن تراوحت أعمارهم ما بني )50 60 سنة( وكشفت بيانات اجلدول أيضا أنه ال يوجد

151 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية د. عادل عزت محمد عيد 38,9 44, , جنيه فأكثر % املجموع أوضحت بيانات اجلدول رقم )5( أن متوسط الدخل الشهري للعاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر )589 جنيه( وهو متوسط دخل ضعيف ال يتاسب مع تقدمهم في السن والعمل في اإلدارة من ناحية ومع الظروف اإلقتصادية التي نعيشها واإلرتفاع املستمر في األسعار من ناحية أخرى وأيضا مع طبيعة وأهمية وحجم العمل الذي يقومون به في اإلدارة األمر الذي قد يدفع البعض إلى التراخي وعدم اجلدية في العمل أو تفضيل البعض منهم العمل في املؤسسات اإلستثمارية وخاصة ممن يجيدون العمل في مجال اإلحصاء واحلاسبات والبرمجيات بهدف حتسني مستوى وزيادة العائد املادي لهم. جدول رقم )6( يوضح عدد سنوات العمل في اإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر ك عدد سنوات العمل أقل من 5 سنوات % 5,6 11, , سنة فأكثر 100% 36 املجموع أفادت بيانات اجلدول رقم )6( أن غالبية العاملني في اإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر )83,3%( جتاوزت عدد سنوات اخلبرة لديهم في العمل الوظيفي باإلدارة أكثر من )15 سنة( يليها بنسبة )11,1 %( ممن جتاوزت مدة خبرتهم في العمل باإلدارة )10 سنوات( في حني أن نسبة )5,6 %( فقط تراوحت مدة خبرتهم في العمل باإلدارة من )5 10 سنوات(. وبذلك يتضح أن غالبية العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر قد مضى سنوات طويلة على عملهم باإلدارة وقد يرتبط هذا بتوافر اخلبرة لديهم بطبيعة عمل اإلدارة وأهدافها والطرق واألساليب املختلفة لتحقيق تلك األهداف مما يكون آلرائهم بعد مهم جدا في الوقوف على مدى اسهام اإلدارة في تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام والصعوبات التي تواجههم في هذا الشأن وسبب مواجهتها. جدول رقم )7( يوضح عدد الدورات التدريبية التي حصل عليها العاملني باإلدارة ك عدد الدورات التدريبية لم أحصل على دورات تدريبية 2 أقل من 3 دورات دورات 30 6 دورات فأكثر % 5,6 11,1 38,3 كوادر شابة ممثلة في العمل باإلدارة وذلك راجع إلى تراجع سياسات الدولة عن تشغيل اخلريجني في اآلونة األخيرة مما قد يكون له انعكاسات سلبية على قدرة اإلدارة على حتقيق أهدافها حيث أن فئة الشباب تتميز غالبا بالطموح والنشاط واحلركة والقدرة على بذل اجلهد من الفئات األكثر سنا. جدول رقم )3( يوضح املؤهل الدراسي للمبحوثني املؤهل الدراسي مؤهل متوسط مؤهل فوق املتوسط مؤهل عالي دراسات عليا ك % 2,8 8,3 83,3 5, % 36 املجموع أفادت بيانات اجلدول رقم )3( أن غالبية العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر )83,3%( من احلاصلني على مؤهالت عليا جامعية تخصصات خدمة اجتماعية )40,7 %( وبكالوريوس تعاون بنسبة )22,2%( وبكالوريوس جتارة بنسبة )19,4 %( ونسبة )5,6 %( ماجستير في اإلحصاء وفي ضوء هذه النسب يرى الباحث أنه من املتوقع أن يكون لدى عينة الدراسة وعي بوظيفة اإلدارة وأهدافها ودورها في دعم إتخاذ القرار لبرامج الرعاية اإلجتماعية لأليتام. % ك جدول رقم )4( يوضح احلالة اإلجتماعية للمبحوثني احلالة اإلجتماعية 5,6 2 أعزب متزوج 2,8 1 مطلق 5,6 1 أرمل % املجموع أشارت بيانات اجلدول رقم )4( أن احلالة اإلجتماعية لغالبية العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر من املتزوجني وأن )5,6 %( أرمل وأن نسبة )2,8 %( أعزب وبنفس النسبة مطلق وبذلك فإن غالبية العاملني في اإلدارة من املتزوجني وتعد راجع إلى ارتفاع متوسط السن للمبحوثني كما هو موضح في اجلدول رقم )2(. جدول رقم )5( يوضح الدخل الشهري للمبحوثني الدخل الشهري أقل من 300 جنيه ك %

152 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية د. عادل عزت محمد عيد قبل إدارة البحوث بالوزارة في هذا الشأن واستطالع آراء اخلبراء واملختصني في مجال رعاية األيتام وذلك بنسبة.)% 5,2( ويالحظ هنا أن املصادر التي حتصل بها اإلدارة على بيانات في مجال رعاية األيتام هي مصادر منطية ال تعكس إال احتياج نسبة ضئيلة جدا من األطفال األيتام وأن هذه املصادر ال تعكس احتياجات الشريحة الكلية من األيتام من التمتع عامة حيث أن اإلدارة لم تقم بعمل استطالعات دورية أو دراسة ميدانية لتحديد مشكالت واحتياجات األيتام في الواقع وذلك من خالل االتصال املباشر بهم كما أن آلية تعاونه مشترك بني اإلدارة واملراكز البحثية املتخصصة واجلامعات واجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء وغيرها واإلستفادة من نتائج دراساتهم وأبحاثهم التي توصلوا اليها في هذا الشأن والشك أن ذلك كله يؤثر على نوعية وكمية البيانات املتوافرة في اإلدارة والتي ميكن االعتماد عليها عند التخطيط لبرامج الرعاية اإلجتماعية لأليتام. جدول رقم )10( يوضح هل الطرق التي حتصل بها اإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر على بيانات في مجال رعاية األيتام تعطي صورة كافية ودقيقة عن احتياجاتهم الفعلية % ك البيان نعم 41,3 15 ال 58,3 21 إلى حد ما % املجموع وبسؤال العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر عما إذا كانت الطرق التي حتصل بها اإلدارة على بيانات ومعلومات في مجال رعاية األيتام تعطي صورة كافية ودقيقة عن احتياجات األطفال األيتام ومشكالتهم بحيث ميكن االعتماد عليها عند اعداد وتعميم خطط وبرامج الرعاية االجتماعية لأليتام أفاد )58,3 %( من العاملني أنها إلى حد ما ولكنها ليست بالشكل املطلوب أو املأمول في حني جاءت استجابات )41,7 %( منهم بالنفي مبعنى أنها ال تعطي صورة واقعية ميكن اإلعتماد عليها عند التخطيط لبرامج الرعاية االجتماعية لأليتام. جدول رقم )11( يوضح السبب في أن الطرق التي حتصل بها اإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر على البيانات ال تعطي صورة كافية ودقيقة عن احتياجاتهم % ك البيان تركز هذه املصادر على خدمات الرعاية املؤسسية فقط. تركز هذه املصادر على احتياجات املعلنة واملعبر عنها فقط. هذه األساليب تعكس احتياجات نسبة ضئيلة من األيتام. 27,8 16,7 27, املجموع % ك جدول رقم )8( مدى استفادة العاملني من الدورات التدريبية 16,7 6 لم استفد منها 55,5 20 استفادة محدودة 27,8 10 استفادة كبيرة % املجموع أوضحت بيانات اجلدول رقم )7( أن غالبية العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر )83,3 %( قد حصلوا على أكثر من 6 دورات تدريبية وأن )11,1 %( قد حصلوا على )3 5 دورات( في حني حصل )5,6 %( على أقل من ثالث دورات وبسؤال العاملني باإلدارة عن مدى اإلستفادة من هذه الدورات التدريبية أشارت )27,8 %( إلى أن استفادتهم كانت كبيرة في حني أفد غالبية العاملني باإلدارة )72,2 %( أن استفادتهم من هذه الدورات كانت محدودة وأن البعض لم يستفد منها وقد يكون ذلك راجع إلى أن الدورات التدريبية التي حصلوا عليها كانت بهدف الترقية فقط أو إلى منطية هذه الدورات التدريبية أو أن بعض العاملني باإلدارة ليس لديهم اإلستعداد لتقبل األفكار اجلديدة واملتطورة. )2( اإلجابة على التساؤل األول للدراسة ما الطرق املتبعة في تقدير االحتياجات للخدمات االجتماعية لأليتام جدول رقم )9( يوضح املصادر التي تعتمد عليها اإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر في احلصول على البيانات واملعلومات التي من باأليتام % ك مصادر احلصول على البيانات واملعلومات 94,4 24 مركز معلومات وإدارات رعاية األيتام مبديريات الشئون اإلجتماعية 88,9 32 البيانت املتوافرة في اإلدارة العامة لرعاية األيتام 11,1 4 مؤسسات رعاية األيتام 5,2 2 استمارات أعدت من قبل إدارة البحوث بالوزارة تقدم لإلدارة إلستيفائها 2,8 1 دراسات ميدانية تقوم بها اإلدارة العامة لرعاية األيتام 2,8 1 تقارير اجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء 2,8 1 نتائج دراسات املراكز البحثية املتخصصة واجلامعات 2,8 1 استطالعات دورية تقوم بها اإلدارة العامة لتحديد احتياجات األيتام 5,6 2 استطالع آراء اخلبراء واملختصني في مجال رعاية األيتام. أفاد العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر أن أهم مصدر للحصول على بيانات في مجال رعاية هو مديريات الشئون اإلجتماعية باحملافظات وذلك بنسبة )94,4 %( يليه البيانات املتوافرة في اإلدارة العامة لرعاية األيتام نفسها بنسبة )88,9 %( وأحيانا مؤسسات رعاية األيتام بنسبة )11,1 %( واستمارات أعدت من

153 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية ال تستند هذه األساليب على دراسات علمية واقعية ملعرفة احتياجات األيتام تركز هذه األساليب على استيفاء استمارات أعدة مبعرفة إدارة البحوث بالوزارة. عدم متابعة عدم متابعة حاالت األطفال األيتام في املؤسسات اإليوائية د. عادل عزت محمد عيد جدول رقم )13( يؤضح النظام املستخدم في توفير املعلومات باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر % ك النظام املستخدم 38,9 14 النظام اليدوي النظام اآللي 61,1 22 اإلثنني معا حتى يتم اإلعتماد والكلي على تكنلوجيا املعلومات 100% 36 املجموع أشارت بيانات اجلدول رقم )13( إلى أن النظام املستخدم في توفير البيانات واملعلومت باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر هو النظام اليدوي واآللي معا حتى يتم اإلعتماد الكلي على تكنولوجيا املعلومات حيث مثلت أعلى نسبة )61,1 %( يليها بنسبة )38,9%( تشير إلى استخدام النظام اليدوي وهذا ما أكدته النتائج من أنه إلى األمن لم يتم اإلستخدام الفعلي لتكنولوجيا املعلومات بالدرجة املطلوبة وهذا بالشك يؤثر على درجة كفاية ودقة وحداثة البيانات واملعلومات الالزمة لدعم اتخاذ القرارات التخطيطية لبرامج الرعاية اإلجتماعية لأليتام. جدول رقم )14( يوضح املدى الزمني لتبادل املعلومات بني اإلدارة العامة لرعاية األيتام ومؤسسات رعاية األيتام % ك املدى الزمني 2,8 1 بصورة مستمرة 44,4 16 مع بداية كل عام 38,9 14 عند اعداد اخلطة اخلمسية للوزارة 55,6 20 كلما دعت احلاجة لذلك 38,9 24 عند جتميع البيانات واملعلومات استعداد للتجيهز والنشء 27,8 10 ال يوجد وقت محدود لتداول البيانات واملعلومات أما عن الفترة الزمنية التي يتم فيها تبادل البيانات واملعلومات بني اإلدارة ومؤسسات رعاية األيتام في مصر فنجد أن أعلى نسبة )55,6%( تشير إلى أنه يتم تداول البيانات واملعلومات بني اإلدارة ومؤسسات رعاية األيتام عند احلاجة إليها يليها بنسبة )44,4%( مع بداية كل عام ثم بنسبة )38,9%( عند إعداد اخلطة اخلمسية للوزارة وعند جتميع البيانات واملعلومات استعدادا لنشر الدوريات وفي النهاية اليوجد وقت محدود لتداول البيانات واملعلومات وذلك بنسبة )27,8%(. ويالحظ هنا أن عملية تداول البيانات واملعلومات بني اإلدارة ومؤسسات رعاية األيتام بصورة مستمرة يتم بصورة ضئيلة جدا وذلك بنسبة )2,8%( مع العلم أنه يجب أن يتم تبادل املعلومات بصورة مستمرة للوقوف على املستجدات التي حتدث في الواقع بإستمرار ومتابعتها حتى يتم التخطيط اجليد لها. جدول رقم )15( يوضح طبيعة املعلومات التي توفرها اإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر والتي تساهم في تقدير 55,6 5,6 88, وبسؤال العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر عن السبب في ذلك أشاروا إلى مجموعة من العوامل واألسباب أهمها عدم متابعة اإلدارة العامة حلاالت األطفال األيتام في املؤسسات اإليوائية املقيمني بها للتعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم في ضوء الواقع وذلك بنسبة )88,9 %( وأن هذه األساليب ال تستند على دراساتن علمية ملعرفة احتياجات األيتام الفعلية بنسبة )27,8 %( وأن هذه الطرق تركز فقط على خدمات الرعاية املؤسسية وذلك بنسبة )27,8 %( كما تركز هذه املصادر على اإلحتياجات املعلنة فقط وذلك بنسبة )16,7%( وفي ضوء هذا كله ال تتوافر البيانات التي ميكن اإلعتماد عليها كلية في وضع اخلطط والبرامج املناسبة لهم بالشكل املأمول أو املطلوب. 3 اإلجابة عن التساؤل الثاني للدراسة: ما مدى اإلستفادة من تكنولوجيا املعلومات في تقدير اإلحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام جدول رقم )12( يوضح مدى توافر قاعدة بيانات مبرمجة باإلدارة العامة لرعاية األيتام خاصة بإحتياجات األيتام ومشاكلهم % ك هل يتوافر قاعدة بيانات مبرمجة باإلدارة نعم 55,6 20 في دور اإلنشاء لم تكتمل 44,4 16 ال 100% 36 املجموع وبسؤال العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر عن مدى استخدام التطبيقات التكنولوجية في تكوين قاعدة بيانات ومعلومات مبرمجمة باإلدارة في مجال رعاية األيتام أفاد )55,6 %( من العاملني أن قاعدة البيانات واملعلومات باإلدارة في طور اإلنشاء لم تكتمل بعد بينما أفاد )44,4 %( من العاملني بأنه ال يتوافر قاعدة بيانات ومعلومات مبرمجمة باإلدارة في مجال رعاية األيتام وهذا بالشك يؤثر على قدرة اإلدارة في توفير البيانات واملعلومات الكافية والدقيقة واحلديثة بالسرعة املطلوبة والتي تنعكس بالتالي على قيام اإلدارة بدورها في دعم اتخاذ القرارات التخطيطية في مجال رعاية األيتام بصورة أفضل

154 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية % ك اإلحتياجات للخدمات اإلجتماعية لألطفال األيتام طبيعة املعلومات التي توفرها اإلدارة 88,9 32 معلومات إحصائية. 38,9 14 معلومات دميوجرافية. 77,8 38 معلومات عن توزيع خدمات الرعاية اإلجتماعية لأليتام. 77,8 38 معلومات عن مستوى اخلدمات القائمة لألطفال األيتام. 77,8 38 معلومات عن اإلحتياجات املتنوعة لألطفال األيتام. 77,8 38 معلومات عن أولوية برامج الرعاية اإلجتماعية لألطفال األيتام. 77,8 38 ملعومات عن تكلفة البرامج واملشروعات الالزمة لألطفال األيتام. 77,8 38 معلومات عن حجم التمويل الالزم للبرامج واملشروعات اجلديدة املطلوبة. 77,8 38 معلومات عن العائد اإلجتماعي واإلقتصادي لبرامج الرعاية اإلجتماعية لأليتام. 77,8 38 معلومات عن إمكانية مساهمة الهئيات األهلية في رعاية األيتام. 77,8 38 معلومات عن إمكانية مساهمة القطاع اخلاص في رعاية األطفال األيتام. 77,8 38 معلومات عن نواحي القصور في مؤسسات رعاية األيتام. وفيما يرتبط بطبيعة املعلومات التي توفرها اإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر للمساهمة في دعم إتخاذ القرارات عند التخطيط لبرامج لرعاية لأليتام فقد أفاد العاملني باإلدارة أن هذه املعلومات تتمثل في املعلومات اإلحصائية وذلك بنسبة )88,9%( ومعلومات عن توزيع خدمات الرعاية االجتماعية لأليتام بنسبة )77,8 %( ومعلومات دميجرافية وذلك بنسبة )37,9%(. وتشير بيانات اجلدول على هذا النحو أن هناك املزيد من املعلومات التي يتعني على اإلدارة إعدادها وجتهيزها وتوفيرها ملا لها من أهمية في جميع مراحل عملية صنع القرار التخطيطي وإتخاذه مثل معلومات عن مستوى اخلدمات القائمة لألطفال األيتام ونواحي القصور فيها ومعلومات عن احتياجات األيتام املتعددة واملتنوعة ومعلومات عن أولويات برامج الرعاية الالزمة لهم ومعلومات عن تكلفة هذه البرامج واخلدمات وكذا العائد اإلجتماعي واإلقتصادي لها ومعلومات عن مدى مساهمات املؤسسات األهلية والقطاع اخلاص في عملية التمويل والرقابة واملتابعة وغيرها من املعلومات كاألجر الذي يتيح لصانع القرار إملام كامل بكافة البيانات واملعلومات التي حتتاجها عملية صنع واتخاذ القرار على أساس علمي رشيد يتفق والواقع الفعلي لإلحتياج. جدول رقم )16( األساس الذي يتم في ضوئه وضع خطط وبرامج رعاية األيتام في مصر في ضوء البيانات واملعلومات املتوافرة باإلدارة في ضوء مامت حصره من احتياجات ومشكالت األطفال األيتام. في ضوء املخصصات املالية احملددة من الوزارة في هذا الشأن. في ضوء ما هو وارد في اخلطة اخلمسية للدولة. في ضوء اسهامات املؤسسات األهلية. في ضوء إسهامات القطاع اخلاص. في ضوء ما يراه صانع القرار لتحقيق مصلحة معينة في وقت معني في هذا الشأن ك د. عادل عزت محمد عيد وفيما يرتبط باألساس الذي يتم في ضوئه وضع خطط وبرامج رعاية األيتام أفاد العاملني باإلدارة أنه يتم ذلك في ضوء املخصصات املالية احملدودة عن الوزارة في هذا الشأن وذلك بنسبة )50%( وفي ضوء البيانات واملعلومات املتوافرة في اإلدارة وذلك بنسبة )44,4%( وفي ضوء ما مت حصره من احتياجات ومشكالت األيتام بنسبة )33,3%( وفي ضوء ما يراه صانع القرار وذلك بنسبة )27,8%( وفي ضوء ما هو وارد في اخلطة اخلمسية للدولة بنسبة )22,2%( وأخيرا في ضوء اسهامات املؤسسات األهلية والقطاع اخلاص وذلك بنسبة )2,8%(. ويالحظ هنا أن اعتماد صانع القرار على البيانات واملعلومات املتوافرة في اإلدارة العامة لرعاية األيتام كانت أقل من املتوسط بنسبة )44,4%( وقد يكون ذلك راجع إلى أن مركز املعلومات باإلدارة في مرحلة التطوير والتحديث ولم تتمكن من تكوين قاعدة للبيانات واملعلومات على أساس تكنولوجي يتوافر بها مختلف املعلومات التخطيطية بالشكل والكيفية التي ميكن اإلعتماد عليها بصورة أكبر عدد صنع واتخاذ القرار التخطيط فيما يرتبط ببرامج الرعاية اإلجتماعية لأليتام وصوال لتحقيق األهداف بصورة أفضل. تعقيب: في ضوء ما سبق يتصح أن اإلدارة العامة لرعاية األيتام تقوم إلى حد ما بدورها في تقدير اإلحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام ولكن هذا الدور ليس بالشكل املطلوب أو املأمول وذلك لإلعتبارات التالية: 1 عدم توافر قاعدة بيانات مبرمجة باإلدارة في مجال رعاية األيتام وأن قاعدة البيانات في طور اإلنشاء لم تكتمل بعد وهذا بالشك يؤثر على كفاية ودقة وسرعة احلصول على املعلومة املقدمة لصانع القرار. 2 منطية املصادر واألساليب التي حتصل بها اإلدارة على البيانات اخلاصة باأليتام وأن هذه املصادر واألساليب ال تعكس احتياجات الشريحة الكبرى من األطفال األيتام في املجتمع عامة. 3 أن اإلدارة تفتقد إلى العديد من البيانات املرتبطة باأليتام مثل بيانات عن الشرائح العمرية والنوعية ولطبقية لأليتام وبيانات عن احلاجات الصحية واجلسمية والنفسية واإلجتماعية واإلقتصادية... وغيرها مما تسهل مهمة صانع القرار. 4 أن النظام املستخدم في توفير البيانات واملعلومات باإلدارة هو النظام اليدوي ولم يتم اإلستخدام الفعلي لتكنولوجيا املعلومات حتى اآلن مما يؤثر على قدرة اإلدارة في توفير املعلومات املطلوبة في الوقت املناسب. 5 ال يوجد آلية لتبادل املعلومات بصورة مستمرة للوقوف على املستجدات التي حتدث في الواقع بإستمرار حتى يتم التخطيط اجليد لها. 6 أن هناك الكثير من املعلومات التي يتعني على اإلدارة إعدادها وجتهيزها وتوفيرها مما يسهل مهمة صانع القرار مثل معلومات عن مستوى اخلدمات القائمة لألطفال االيتام ونواحي القصور فيها ومعلومات عن احتياجات األطفال األيتام املتعددة واملتنوعة واخلدمات والعائد اإلجتماعي واإلقتصادي لها ومعلومات عن مساهمة القطاع اخلاص في عمليات التمويل والرقابة واملتابعة.. وغيرها. وهذا يتفق مع رأي عينة الدراسة من اخلبراء واملختصني بالتخطيط لبرامج الرعاية اإلجتماعية لأليتام حيث أفادوا من خالل املقابالت التي أجريت معهم بإستخدام دليل املقابلة أن اإلدارة العامة لرعاية األيتام تقوم بدورها ولكن هذا الدور يشوبه بعض القصور وأشاروا إلى أن هناك توافر نسبي من حيث نوعية املعلومات التخطيطية مثل املعلومات اإلحصائية واإلجتماعية والدميوجرافية واحتياجات األيتام املتعددة واملتنوعة وأولويات اخلدمات وتقدير اإلمكانات املادية والبشرية ومعلومات عن تنفيذ اخلطط والبرامج ومتابعتها وتقومي اخلطط والبرامج وقياس العائد اإلجتماعي واإلقتصادي للخدمات املختلفة ملا لهذه املعلومات من % 44,4 33, , ,8 27,

155 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية أهمية في جميع مراحل عملية القرار التخطيطي واتخاذه. 4 اإلجابة على التساؤل الثالث للدراسة: ما الصعوبات التي تواجه عملية تقدير اإلحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام: توضح اجلدول أرقام )17 19( 18 الصعوبات التي تواجه اإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر من تقدير اإلحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام من وجهة نظر العاملني باإلدارة على النحو التالي: جدول رقم )17( % ك الصعوبات املتعلقة باحلصول على البيانات 66,7 24 منطية األساليب التي يتم بها احلصول على البيانات واملعلومات 22,2 8 عدم اإلستجابة من معطى البيانات أحيانا. 55,6 20 عدم مصداقية ودقة البيانات. 61,1 22 تضارب البيانات في حالة جمعها من أكثر من مصدر. 44,4 16 نقص خبرة بعض الباحثني يعود الوصول إلى بيانات دقيقة. 33,3 12 تخوف بعض املسئولني في املؤسسات من إعطاء بيانات صادقة. 55,6 20 صعوبة اإلتصال بني اإلدارة والهيئات العامة في مجال رعاية األيتام يعوق احلصول على البيانات في الوقت املناسب. أفادت عينة الدراسة من العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام في مصر أن هناك العديد من الصعوبات التي تواجه اإلدارة في احلصول على البيان بالدقة والسرعة املطلوبة حيث أفادت نسبة )67,7%( إلى منطية االساليب التي يتم بها احلصول على البيانات وعدم كفاية الوسائل العلمية الالزمة لهذه العملية يليها نسبة )66,1%( تشير إلى عملية تضارب البيانات في حالة جمعها من أكثر من مصدر ومن ثم عدم التأكد من مصداقية ودقة البيانات وأفاد )55,6%( من العاملني أن هذه الصعوبات ترجع أيضا إلى عدم توافر شبكة إتصاالت بني اإلدارة وأجهزة رعاية األيتام محليا وقوميا للحصول على البيانات بالسرعة والدقة املطلوبة تعدا إلى جانب تقصي خبرة بعض الباحثني يعوق الوصول إلى بيانات دقيقة )44,4%( فضال عن تخوف بعض املسئولني في املؤسسات من إعطاء بيانات صادقة )33,3%( وعدم اإلستجابة أحيانا من معطى البيان )22,2%(. جدول رقم )18( % ك صعوبات التعامل مع البيان 38,9 14 عدم توافر اإلعتمادات املالية الالزمة 44,4 16 عدم توافر املواصفات القياسية للحاسبات اآللية املستخدمة 44,4 16 عدم توافر العدد الكافي من احلاسبات اآللية. 61,1 22 عدم توافر البرامج ملعاجلة البيانات 27,2 26 قلة عدد املتخصصني الالزمني للتعامل مع البيان أما جدول رقم )18( فيوضح وجهة نظر العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام حوص الصعوبات التي تواجه اإلدارة في التعامل مع البيان وحتويله إلى معلومات يستفاد بها عند التخطيط لبرامج الرعاية اإلجتماعية لأليتام فقد أفاد غالبية العاملني باإلدارة )27,2%( أن أهم الصعوبات ترجع إلى قلة عدد املتخصصني املؤهلني د. عادل عزت محمد عيد للتعامل مع البيان كما أفاد )66,1%( من العاملني أن هذه الصعوبات ترجع إلى عدم توافر البرامج احلديثة الالزمة ملعاجلة البيانات وحتديثها بصورة مستمرة وأفد البعض أن هذا يرجع أيضا إلى عدم توافر العدد الكافي من احلاسبات اآللية باإلدارة وعدم توافر املواصفات القياسية للحاسبات اآللية املستخدمة وذلك بنسبة )44,4%( وأخيرا أفاد العاملني أن ذلك يراجع إلى عدم توافر االعتمادات املالية الالزمة وذلك بنسبة )38,9%(. جدول رقم )19( يوضح ك % صعوبات متعلقة بالعاملني باإلدارة زيادة األعباء اإلدارية عدم إملام بعض العاملني بالطرق العلمية لتكنولوجيا املعلومات إنخفاض أداء العاملني لقلة العائد املادي واملعنوي عدم توافر برامج تدريببة كافية عدم توافر مراكز تدريبية متخصصة كما أوضحت بيانات اجلدول رقم )19( أن أهم الصعوبات التي تواجه العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام وتؤثر على درجة مساهمتهم في توفير البيانات واملعلومات بالصورة املطلوبة لدعم اتخاذ القرارات التخطيطية تتمثل في عدم إملام بعض العاملني بالطرق العلمية لتكنولوجيا املعلومات ومن ثم عدم توافر كوادر بشرية مؤهلة ومدربة للتعامل مع البيان في جميع مراحله وذلك بنسبة )72,2%( وعدم توافر برامج تدريبية كافية بنسبة )50%( وإنخفاض أداء العاملني لقلة العائد املادي واملعنوي بنسبة )33,3%( وزيادة األعباء اإلدارية امللقاة على العاملني بنسبة )27,8%( وأخيرا عدم توافر مراكز تدريبية متخصصة وذلك بنسبة )% 16,7 (.وفي هذا الصدد أفادت عينة الدراسة من اخلبراء واملختصني بالتخطيط لبرامج الرعاية اإلجتماعية لأليتام وذلك من خالل اللقاءات التي متت معهم بإستخدام دليل املقابلة أن أهم الصعوبات التي تواجه إسهامات اإلدارة العامة لرعاية األيتام في تقدير اإلحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام تتمثل فيما يلي: 1 عدم توافر شبكة معلومات تربط اإلدارة بجميع ميادين عمل الشئون اإلجتماعية في إدارتها ووحدتها املتعددة مما يصعب معه توفير البيان في الوقت املناسب وبالدقة املطلوبة. 2 عدم توافر نظام ميكنى آلي للمعلومات واإلعتماد على الطرق اليدوية في إعداد اإلحصاءات. 3 عدم توافر املخصصني في التحيل اإلحصائي وإستخراج املؤشرات اإلحصائية. 4 استغراق وقت طويل في احلصول على املعلومة من جميع املديريات وأن تأخر إحدى املديريات في توصيل البيان يعوق استكمال البيان ويعطله. 5 غياب التعاون والتنسيق بني اإلدارات املعنية باملوضوع داخل الوزارة مركز املعلومات إدارة التخطيط إدارة البحوث شئون املديريات املتابعة. 6 عدم كفاية البيانات التي تساهم في هذا الشأن لعدم وجود بحوث الزمة إلستكامل النقص واستبعاد الزيادة في هذا املجال. 7 أن برامج الرعاية التي تخص األيتام البد أن تنبع من حل للمشاكل التي يعانون منها وهذا ال يتم حيث ال يتم اإلتصال باألطفال األيتام أنفسهم. 8 ال توجد آلية تعاون بني اإلدارة ودور التربية اإلجتماية لأليتام مباشرة. 9 صعوبة الوصول إلى املعلومة باإلدارة في مجال املعلومات وأن خبراتهم في هذا املجال راجعة فقط إلى

156 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية خبراتهم السابقة فيما درسوه في املرحلة اجلامعية والدورات التدريبية املدودة التي أخذوها. 11 عدم توافر اإلستعداد لدى العاملني لتقبل كل ما هو جديد في عالم الكمبيوتر واملعلومات. 12 ال يوجد متثيل كوادر شابة للعمل باإلدارة ومعظم العاملني باإلدارة كبار في السن. 13 عدم فعالية الدورات التدريبة وأن الدورات التدريبية التي تؤخذ تكون بهدف الترقية كما أن الذي يعمل في وحدة معينة باإلدارة يظل يعمل بها وال ينتقل من مكان آلخر وال ينقل خبرته التي تعلمها لآلخرين. 14 ضعف نظم اإلتصال بني اإلدارة واإلدارات واملؤسسات التنفيذية. 15 النقص في توافر النظم والبرمجيات والتطبيقات احلديثة التي تساعد على توفير املعلومات الالزمة. 16 عدم توافر أجهزة احلاسبات اآللية املتطورة بصورة كافية جلميع إدارات الوزارة. 17 عدم كفاية اإلمكانيات املادية وعدم التحفيز املادي للعاملني. 18 عدم كفاية الدراسات واألبحاث التي يجريها مركز املعلومات بالوزارة واإلدارات املختصة عن أنشطة األيتام للمساهمة في توفير البيانات الالزمة. وبإمعان النظر في هذه الصعوبات واملشكالت جند أنها بالشك تؤثر على وجود مشكلة أساسية تتمثل في عدم فاعلية اإلدارة في الوصول للمساهمة الكاملة في دعم اتخاذ قرارات تخطيط برامج الرعاية اإلجتماعية لأليتام. 5 اإلجابة على التساؤل الرابع للدراسة: ما املؤشرات التخطيطية الالزمة لزيادة كفاءة وفعالية الطرق واألساليب املتبعة في تقدير اإلحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام وفيما يلي عرض ملجموعة من املؤشرات التخطيطية التي تزيد من إسهامات اإلدارة العامة لرعاية األيتام بوزارة الشئون اإلجتماعية في تقدير اإلحتياجات للخدمات اإلجتماعية واإليتام من وجهة نظر عينة الدراسة من العاملني باإلدارة العامة لرعاية األيتام بوزارة الشئون اإلجتماعية ومديري اإلدارارات املسئولة عن عملية التخطيط لبرامج الرعاية اإلجتماعية لأليتام بالوزارة وأيضا في ضوء مالحظات وحتليالت واستنتاجات الباحث نوردها على النحو التالي: 1 العمل على إنشاء قاعدة بيانات خاصة باأليتام باإلدارة ذات سعة تخزينية عالية تتحمل جميع البيانات من جميع مديريات اجلمهورية وتكون لديها القدرة على استقبال أي بيانات جديدة تضاف إليها على املدى الطويل مستقبال وتكون بها خاليا نشطة قابلة للربط واإلحالل والتبديل وبذلك ميكن احلصول على البيان املطلوب في الوقت املناسب وفي ذلك اقتصادا للوقت واجلهد والتكاليف. 2 عند إعداد قاعدة البيانات اخلاصة باأليتام البد أن يتم حصر الدور واقعيا ومناقشة األطفال األيتام أنفسهم ملعرفة كل ما يخص مؤسسات رعاية األيتام سواء إيجابيا أو سلبيا. 3 إنشاء وحدة للبحوث باإلدارة العامة لرعاية األيتام يكون الهدف منها احلصول على املعلومة والبيان من مصادره األولية ومقارنته مبا هو متاح باإلدارة من ناحية واإلحتكاك باملستفيدين للتعرف على احتياجاتهم الفعلية من ناحية أخرى. 4 إنشاء شبكة معلومات الوزارة تربط الوزارة بجميع ميايدين عمل الشئون اإلجتماعية مما يسهل معه توفير البيان املطلوب في الوقت املناسب وبالسرعة والدقة املطلوبة. 5 إنشاء شبكة معلومات الوزارة يضع نوع من الدقة والضبط واألحكام للمعلومة والبيان ويحدد املسئول عن أي خطأ أو تضليل في املعلومة احململة حيث أن من يحمث أي معلومة يضع تاريخ املعلومة ومصدرها ومن الذي قام بتحميل البيان ومن ثم ال يكون هناك أي فرصة للتراخي أو التالعب في إعطاء البيان الصحيح. د. عادل عزت محمد عيد 6 التأكيد على أهمية التعاون والتنسيق بني اإلدارة واإلدرات الفنية املعنية باأليتام داخل الوزارة مثل إدارة األسرة والطفولة والتخيطيط والبحوث وشئون املديريات. 7 ضرورة وجود تعاون بني اإلدارة ومراكز اإلحصاء املتعددة لثقل خبرات ومهارات العاملني في مجال التحليل اإلحصائي وإستخراج املؤشرات اإلحصائية التي تساعد على دعم اتخاذ القرارات التخطيطية. 8 التعاون بني اإلدارة ومراكز البحوث املتخصصة على املستوى القومي وأيضا التعاون بني اإلدارة واجلامعات املصرية واإلستفادة من نتائج دراساتهم وأبحاثهم في التعرف على اإلحتياجات املتجددة لأليتام وأفضل السبل في التخطيط لتلبية هذه اإلحتياجات وحل املشكالت. 9 تدريب فريق اإلدارة على أحداث التطورات في عالم املعلومات يكون نواة لتدريب جميع العاملني باإلدارة وذلك إقتصادا للتكاليف العالية التي تصرف على الدورات التدريبية وتوجيه هذه النفقات إلى تطوير مجاالت أخرى باإلدارة مثل شراء أجهزة حديثة ذات سعة تخزينية عالية.. وغيرها مما يتطلبه طبيعة العمل باملركز. 10 تزويد اإلدارة بكوارد شابة مدربة على املعلوماتية واإلجتاهات احلديثة في عالم الكمبيوتر واملعلومات واإلحصاء وذلك من خريجي كليات احلاسبات اآللية واملعلومات. 11 توثيق الصلة بني اإلدارة وجميع القطاعات التي تعمل في مجال رعاية األيتام. 12 تزويد اإلدارة باخلبراء واملختصني في إعداد دراسات دعم اتخاذ القرار. 13 ضرورة وجود ممثلني عن اإلدارة عند وضع خطط وبرامج الرعاية اخلاصة لأليتام. 14 زيادة اإلهتمام بتوفير الدعم املادي لضمان كفاية الوسائل العلمية والتكنولوجية الالزمة وتذليل الصعوبات التي تواجه العمل في مجال تكنولوجيا املعلومات. 15 توفير العدد الكافي من احلاسبات اآللية املتطورة ذات املواصفات القياسية العالية. 16 زيادة اإلعتمادات املالية املخصصة ملؤسسات رعاية األيتام والبرامج املقدمة لهم. 17 على وزارة الشئون اإلجتماعية وضع سياسة عامة واضحة لتخطيط وتنظيم إدخال نظم املعلومات على جميع املستويات احمللية واإلقليمية والقومية يساعد في تخطيط وتنفيذ اخلدمات اإلجتماعية عامة باإليتام خاصة. 18 إجراء املزيد من الدراسات للتعرف على مشكالت األطفال األيتام واحتياجاتهم في بيئاتهم الطبيعية ووضعها أمام متخذ القرار إلشباع احتياجاتهم وحل مشكالتهم

157 االجتماعية جامعة القاهرة 1989 ص 93 تقدير االحتياجات للخدمات اإلجتماعية لأليتام كمهمة تخطيطية 22(- سامية فهمي : تنظيم املجتمع االسكندرية دار املعرفة اجلامعية 1995 ص 37 23(- كلعت منصور : علم النفس العام القاهرة مكتبة عني شمس 1979 ص 70 ص 74 24(- أحمد عزت راجح : أصدك علم النفس القاهرة دار العارق 1994( ص 85 ص 86 د. عادل عزت محمد عيد 25(- حتية النهزي : علم النفس والحصائي االجتماعي القاهرة مكتبة بن شمس 1973 ص (- املرجع السابق ص ( محمد السيد األيط : التكيف والصحة النفسية األسكندرية املكتب اجلامعي احلديث 1985 م ص (محروس محمد خليفة : ممارسة اخلدمة االجتماعية قراءة جديدة في قضايا الرعاية االجتماعية األسكندرية دار املعرفة اجلامعية 1989 م ص ( أنور عطية العدل : التخطيط للتقدم االجتماعي األسكندرية دار املعرفة اجلامعية 1987 م ص (الفاروق إبراهيم بسيوني تقدير االحتياجات املؤمتر العلمي الدولي الثاني عشر اخلدمة االجتماعية وتنمية املوارد البشرية للمشروعات القومية كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان 1999 م ص ( الفاروق بسيوني املرجع السابق ص. 410 Neel Glber I & Harry speeht, planning for social welfare,(new jersy, PienTic Hall,inc 1977))32.pp ( أحمد شفيق السكري : قاموس اخلدمة االجتماعية واخلدمات األجتماعية األسكندرية دار املعرفة اجلامعية ص ( أحمد شفيق السكري : املدخل في تخطيط وتنمية املجتمعات احمللية احلضرية والريفية االسكندرية دار املعرفة اجلامعية ص 34. H.wayne johson : the social setrices An Introduction,(N.y) F.E Peacock Pablishers,Inc,1986) )35 pp12-13 Charles D, Gravin& John Tropman, social work in Contemn portray socity (newjersey Engle- )36 wood cliffs, Prentice Hall Inc1992 p 226 املراجع محمد عبد املؤمن حسني : مشكالت الطفل النفسية االسكندرية دار الفكر اجلامعي 2006 ص 514 عبد السالم بشير : الطفولة وفقدان السند العائلى القاهرة الدار العربية للنشر والتوزيع 2005 ص 0195 علياء شكري : االجتاهات املعاصرة واخلدمة االجتماعية القاهرة دار املعارف 2001 ص هدي محمد عبد العال : االسرة والطفولة املعاصرة القاهرة مكتبة غريب 1999 ص 074 وزارة الشئون االجتماعية : املؤشرات االجتماعية في مجال الرعاية والتنمية االجتماعية االدارة العامة ملركز املعلومات والوثيق القاهرة 2002 ص 017 Jack Mc Killip : Analysis, Tools for the Human services and Education, London, Sage, Publication, 37( أحمد شفيق السكري محمود عرفامندخل في التخطيط للتنمية األسكندرية دار املعرفة اجلامعية 2001 صص ( املرجع السابق ص ( منى عطية عزام فاعلني اخلدمات اإلجتماعية مبؤسسات رعاية األيتام مرجع سابق ص ( املرجع السابق ص LTD, London, 1999, P12- ) 7 (جمال شحاته حبيب : احتياجات الرعاية االجتماعية في مجتمع صحراوي رساله مجبني غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان 1981 ( 8 (اسماعيل مصطفي سالم : دراسة وصعطية حتليلية مقارنة بني الرعاية االسرية البديلة والرعاية املؤسسة من حيث التوافق النفسي واالجتماعي لألطفال مجهولي النسب رسالة ماحيث غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعية بني حلوان (- أحمد شفيق السكري : تقدير االحتياجات لتكامل التخطيط االجتماعي بني القطاعني األهلي واحلكومي دراسة ميدانية خلدمات وزارة الشئون االجتماعية مدينة طنطا رسالة دكتوارة غير منشورة القاهرة كلية اخلدمة االجتماعية (- منى عطية عزام : فاعلية اخلدمات االجتماعية مبؤسسات رعاية االيتام مبحافظة القاهرة رسالة ماجسني غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعة جامعة حلوان (- نورة خالد السعيد : تقومي وتطوير اخلدمات االجتماعية التي تقدمها دور التربية االجتماعية للفتيات باملللكة العربية السعودية (- محمد رشدى محمد : تقومي فعالية املؤسسات االجتماعية االبوايئة في مواجهت مشكالت االيتام املودعني بها حيث منشور في املؤثر العلمي السابعى عشر كلية اخلدمات االجتماعية جامعة حلوان (- راشد سعد الباز : الرعاية االجتماعية لألطفال ذوي الظروف اخلاصة باململكة العربية السعودية (- سامي عبدالله الدافع مجيدة محمد الناجم : دراسة قري االيتام باململكة السعودية (- خالد محمد سيد عبيدو : حتويد ناجح تدريبي لدعم االحتياجات املعرفية للمحيطني باليتم بحث منشور في مجلة القاهرة للخدمة االجتماعية ع 19/ ج (- علي الدين السيد : التربية االجتماعية بني االصالة واملعصرة القاهرة املعهد العالي للخدمة االجتماعية 1990 ص (- عبد الباسط محمد حسن : التنمية االجتماعية ج 5 / القاهرة مكتبة وهب 1988( ص 35 19(- املنجد في اللغة العربية واالدب والعلوم بيروت الكانولوكنية 1965 ص (- معجم العلوم االجتماعية تصوير ومراجعة ابراهيم مدكور القاهرة مهيم املصرية العامة للكتاب 1975 ص (- أحمد شفيعة السكري : تقدير االحتياجات والتخطيط في اخلدمة االجتماعية كلية اخلدمة

158 د. عايده إسماعيل الريفي دور الفن التشكيلي في رعاية األيتام إعداد: أ. د. عايده إسماعيل الريفي أستاذ بكلية اإلقتصاد املنزلى قسم التربية الفنية جامعة األميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض املقدمة ومشكلة البحث : إهتم اإلسالم بشأن األيتام وحث على شمولهم بالرعاية والتربية وتنمية مهاراتهم ومواهبهم وتعويضهم عن فقدهم لذويهم كما حث على اإلحسان إليهم وحذر من إيذائهم أو قهرهم وفي ذلك قال تعالى في كتابه الكرمي : " ف أ م ا ال ي ت يم ف ال ت ق ه ر " { الضحى } 9 ورعاية األيتام لها األجر والثواب العظيم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا وكافل اليتيم كهاتني في اجلنة وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما قليال " رواه البخاري ومن هذا املنطلق يتجه البحث نحو إلقاء الضوء على رعاية األيتام وبناء شخصيتهم من خالل االهتمام باكتشاف مواهبهم الفنية وتنميتها حيث أن الفن التشكيلي يجعل من االنسان فنانا يتفاعل مع ظروفه ومشاكله وكذلك مع قضايا مجتمعه وال يستطيع جتاهلها حتى يعبر عن ذلك كله من خالل فنه ولذلك يسهم هذا البحث في بناء العقول وتنمية املواهب الفنية لأليتام كأسلوب من أساليب رعايتهم للتعبير عما يجول بخاطرهم عن طريق الفن التشكيلي. ثم يتطرق البحث الى توضيح سيكولوجية فنون الطفل اليتيم بهدف حتليل ما ينتجه من فنون تشكيلية للكشف عن شخصيته واجتاهاته املزاجية ومستوى ذكائه وقدرته اخلالقة ونفسيته وتبنى هذه املواهب والعمل على تنميتها كما يتعرض البحث الى إلقاء الضوء على سيكولوجية اللون في فنون الطفل اليتيم واعتبارها كوسيلة تساعد على حتليل شخصيته ورعايته من خالل مدلوالت ما يستخدمه من ألوان في فنونه التشكيلية ثم يتجه البحث الى توضيح أثر ممارسة الفن التشكيلي كأسلوب لرعاية االيتام ثم يخلص البحث الى طرح رؤى مختلفة توضح دور الفن التشكيلي في رعاية األيتام. وعليه فإن رعاية األيتام من الناحية الفنية جتعل منهم مواطنني صاحلني في املستقبل ميكنهم التعبير عما يدور حولهم بإبداعاتهم الفنية ومن ثم يهدف البحث إلى تنشئة األيتام في بيئة تصقل احلس الفني لديهم وتنمى مواهبهم الفنية وتكسبهم التجريب واإلبداع حتى يكون باستطاعتهم القيام بدور فاعل يشعرهم بأهميتهم في مجتمعهم مما ينمى لديهم روح اإلنتماء للوطن تنعكس على أعمالهم من الفنون التشكيلية وبذلك ميكن حتديد مشكلة البحث في التساؤل التالى : ما هو الدور الذى ميكن أن يقوم به الفن التشكيلي في رعاية األيتام وتنمية مواهبهم الفنية هدف البحث : يهدف البحث الى : إلقاء الضوء على دور الفن التشكيلي في رعاية األيتام. طرح رؤى حديثة توضح دور الفن التشكيلي في رعاية األيتام. تأكيد اإلنتماء والهوية السعودية في اعمال الفن التشكيلي لأليتام. أهمية البحث : يسهم البحث في تهيئة بيئة مناسبة لرعاية األيتام تصقل لديهم احلس الفنى واجلمالى. يساعد البحث على تنمية املواهب الفنية لأليتام وإكسابهم اخلبرة والتجريب واالبداع الفنى والقيام بدور فاعل يشعرهم بأهميتهم في املجتمع. يسهم البحث في تنمية روح االنتماء الوطنى لدى االيتام وبناء شخصيتهم لينعكس ذلك على أعمالهم من الفن التشكيلي في تأكيد الهوية السعودية. 307

159 دور الفن التشكيلي في رعاية األيتام خطة البحث : تتناول خطة البحث مجموعة من الدراسات الوصفية والتحليلية في إطار احملاور املرتبطة مبشكلة البحث وفقا للنقاط التالية : رعاية األيتام كمطلب ديني وواجب إنساني. رعاية األيتام وبناء الشخصية. سيكولوجية فنون األيتام. سيكولوجية اللون في فنون األيتام. أثر ممارسة الفن التشكيلي كأسلوب لرعاية األيتام. طرح رؤى حديثة لدور الفن التشكيلي في رعاية األيتام. نتائج البحث وتوصياته. املراجع. وفيما يلى عرضا مفصال خلطوات البحث والتى ميكن توضيحها من خالل املخطط التالي : مخطط توضيحي خلطوات البحث رعاية األيتام كمطلب ديني وواجب إنسانى : حتظى الطفولة باهتمام بالغ من جميع املهتمني بهذا الشأن فالطفولة صانعة املستقبل ومن ثم فإن إعداد الطفل تربويا وتنشئته تنشئة اجتماعية صاحلة بعيدة عن التوترات النفسية والصراعات ميكننا من صناعة أجيال ي عتمد عليها في بناء مستقبل البالد. وميكن تعريف مرحلة الطفولة بأنها " املدة التى يعتمد فيها الفرد على والديه في املأكل وامللبس واملأوى والتعليم والصحة والترويح سواء أكانت مدة الطفولة حتى البلوغ أو النضج االقتصادى والنفسى والعقلى واالجتماعى وبتعبير آخر ميكن حتديد فترة الطفولة استنادا على نوع العالقات املتبادلة بني الطفل واآلخرين املهتمني به والذين يتفاعل معهم" ( العنانى 2005 م 12 ). ويعرف " اليتيم في اللغة : االنفراد واليتيم تعنى : الفرد واليتيم فقدان األب. قال ابن برى اليتيم الذى فقد األب والعجى الذى فقد األم واللطيم الذى فقد كال أبويه. ومرحلة اليتم في الشريعة اإلسالمية تتوقف ببلوغ اليتيم سن االحتالم وهؤالء االطفال قد يطلق عليهم االطفال ذوى الظروف اخلاصة وهم أطفال ولدوا محرومني من أبائهم " ( الضحيان 2007 م 203(. كما يعرف اليتيم إصطالحا بأنه الصبى الذى فقد أباه قبل سن البلوغ فإن لم يجد من يؤويه ويرعاه ويكفله كان عرضه للضياع وخاصة إذا كان فقيرا ومطمعا ملن يرعاه بغير تقوى الله إذا كان غنيا. وفي القرآن الكرمي جاء ذكر اليتامى باجلمع واملثنى واملفرد ثالثا وعشرين مرة كلها تدعو إلى إصالح حالهم واحلفاظ على أموالهم ومصاحلهم. وفي رعاية التشريع يجد اليتيم تلك اليد الرقيقة التي حتنو عليه ومتسح على رأسه لتزيل عنه غبار اليتم وتضفي عليه هالة من العطف واحلنان حيث أولت الشريعة اإلسالمية عناية فائقة لليتيم, وحثت على رعايته واحملافظة على أمواله وحذرت من التجاوز على حقوقه وفي القرآن الكرمي استوفت اآليات القرآنية جميع اجلوانب احلياتية لليتيم وحثت املجتمع على رعايته, وتهيئة احلياة الكرمية له واحلث على تربيتة تربية صاحلة حتى ال يصبح عالة على املجتمع ال تستفيد األمة من مواهبه كما حث القرآن الكرمي على رعايتهم وعدم قهرهم حيث قال تعالى :} ف أ م ا ال ي ت يم ف ال ت ق ه ر } الضحى ( 9( فدفع اليتيم وقهره د. عايده إسماعيل الريفي كان سببا ألن يكون القاهر في القرآن هو املكذب بالدين حيث قال تعالى : { أ ر أ ي ت ال ذ ي ي ك ذ ب ب الد ين * ف ذ ل ك ال ذ ي ي د ع ال ي ت يم } املاعون )1 ) 2 فاملتمسك بالدين ال يقهر اليتيم وال مينعه حقه فإكرام اليتيم وعدم قهره واجب ديني ففي كنف اإلسالم يأمن الضعيف. وفي اآلية الكرمية { و و ج د ك ض اال ف ه د ى } الضحى) 7 ( يتضح لنا في سياقها مدى أهمية رعاية اليتيم مذكرا النبي األكرم صلى الله عليه وآله وسلم مبا من الله عليه من قبل فقد نشأ صلى الله عليه وآله وسلم يتيما في جو مليء بالعقائد الضالة واألوضاع املتلونة النابعة من عادات جاهلية سالفة لذلك شملته العناية اإللهية بإمتام العقل والهداية وجعله باملنزلة الالئقة لتحمل أعباء الرسالة السماوية ألبناء األرض ومن ثم يجب تطبيق هذا الدرس على يتامى الناس واحتضانهم وهدايتهم بتثقيفهم وتعليهم ورعايتهم في جميع نواحى احلياة كمطلب دينى وواجب إنساني. - 2 رعاية األيتام وبناء الشخصية : يرى علماء النفس أن بناء الشخصية يستدعي حتقيق منو متوازن للشخصية ومن ثم يتضح أنه من الضروري تنمية الوظائف الوجدانية جنبا الى جنب مع الوظائف العقلية خاصة " وان الصلة وثيقة بني هذين النوعني من الوظائف النفسية بحيث أن ما يؤثر على الوجدان البد في الوقت نفسه من أن يؤثر على التفكير فليست التربية الوجدانية عملية نفسية مستقلة متام االستقالل عن التربية الذهنية بل هى جزء ال يتجزأ من تلك العملية السيكولوجية املتكاملة التى اصطلح على تسميتها باسم بناء الشخصية " ( إبراهيم 1973 م 144 ). ومعنى هذا أن الرعاية وتكامل شخصية اليتيم يستوجب أصالة وجدانه وصدق عاطفته وعمق احلياة االنفعالية من خالل تنمية قدرته على " التعجب وتربية إحساسه بالقيم حتى يصبح أقدر على االنفعال بضروب الثراء الكامنة في الوجود وأرهف إحساسا بصنوف اجلمال واالنسجام الباطنة في احلياة وهنا تأتي التربية اجلمالية فتكون مبثابة الوسيلة الفعالة إلتاحة الفرصة أمام احلدث الصغير حتى يقف على خير ما مت حتقيقه " ( إبراهيم 1973 م 147.) وما من شك أن رعاية اليتيم وامتالكه ملهارات فن من الفنون أو حرفة من احلرف إمنا هو عامل هام من عوامل بناء الشخصية ألن مثل هذا االمتالك ينتقل به من مستوى معاناة اخلبرة الى مستوى حتقيقها وإجرائها ومن ثم فإن التفتح الوجداني والقدرة على التأمل واالعجاب واملمارسة والتجريب هو السبيل لبناء شخصية اليتيم بشكل سوى. فتربية ورعاية اليتيم وبناء شخصيته إجتماعيا وأخالقيا تعينه على " الرقى مبشاعره وتهذيب نفسه وااللتصاق مبجتمعه وانتمائه له وهذا كله في نهاية االمر يدفعه الى العمل واإليثار في مراحل عمره املقبلة فينتج ويبدع ال لنفسه ومجتمعه فقط ولكن للحضارة اإلنسانية بشكل عام" ( العنانى 2005 م 9 ). ويفهم من ذلك أن النضج العاطفي الذى يحتاج إليه اليتيم أمر هام من أمور تكامل الشخصية فقيام التوازن الصحيح بني مجموعة االنفعاالت املختلفة التى تعمل عملها في باطن شخصية الفرد بصفة عامة وشخصية اليتيم بصفة خاصة هو العالمة املميزة للصحة النفسية وسالمة شخصيتة ليصبح فردا نافعا ومؤثرا في املجتمع. - 3 سيكولوجية فنون األيتام : اهتم املفكرون والعلماء في جميع أنحاء العالم بدراسة فنون الطفل ومدى تأثرها بحالته واجتاهاته وكذلك

160 دور الفن التشكيلي في رعاية األيتام مدى تأثيرها على شخصية الطفل بشكل عام واليتيم على وجه اخلصوص والتعرف على قدراته وتطور ذكائه ونفسيته وأخالقياته من خالل ممارسته للفن التشكيلي. " وتعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل بناء الكيان البشري إذ هى مستهل حياته كما أن الطفل فيها أكثر شغفا للتعلم وأكثر طواعية وانقيادا للتنميط القيمى واملهاري فهذه املرحلة وهي السابقة على كل مراحل العمر ذات أثر فعال حتى كل ما يليها من مراحل ومن ثم كانت أهميتها للفرد واملجتمع لذا فإن مستقبل األمم إمنا يكتب في مؤسسات إعداد أطفالها " ( العنانى 2005 م 12 ). وعن سيكولوجية رسوم الطفل اليتيم أو تشكيالته الفنية باعتبارها إنعكاس لشخصيتة حيث يرى علماء النفس أن " الطفل الذى يرسم في حافة الصفحة ويترك الفراغ كبيرا دون استغالل قد يكون مبعث ذلك خوف من التكيف االجتماعي وببعض التشجيع الذى يكسب الطفل جرأة على استغالل الفراغ ينتقل تدريجيا من االنعزال واالحساس بالوحدة الى االنخراط أكثر في اجلماعة واكتساب املهارة في التعامل االجتماعى بدال من التوارى")البسيونى 1985 م 222 ). وال شك أن ممارسة اليتيم للفن التشكيلي جتعله يضع نفسه في صورة يتخيلها بحيث تخرج رموزه التشكيلية بدافع الشعوري معبرة عن حقيقة شخصيته حيث يجد الفرصة لإلفصاح عن الضيق الذى بداخله وإبراز مشاعره التى قد ال جتد إستجابة أو فهما من البيئة احمليطة محاوال إيضاح تلك املشاعر من خالل ممارسته للفن التشكيلي فيستطيع االتصال باآلخرين ونقل مشاعره اليهم في فنونه. " فالطفل الذى يتكيف إجتماعيا بصورة ناجحة ينتج فنونا متيل إلى االستقرار والى ابراز النمو املتجانس والسليم " كما أن اختيار ألوانه متيل الى أن تنسج بعضها مع بعض في أوضاع مستقرة. كما تعكس رسومه خبراته اليومية. وأن ذبذبة الطفل التى تظهر أحيانا في االنتقال من الشكل الكلى الى مجرد مساحات أو بقع قد يساعد على استنتاج املشكل االنفعالى الذى يعانيه الطفل ويعترضه في حياته ونظرا ألن الطفل يرسم ما يعرفه ال ما يراه لذلك فإنه يستوجب عدم الضغط عليه ليرسم ما يراه ألن ذلك يعتبر محاولة إلفساد النزعة اخلالقة لديه وقد أكد هربرت ريد أن الشخص إذا أراد أن ينقل انفعاالته أو مشاعره فليس هناك أفضل من الفنون التشكيلية " ( البسيونى 1985 م 227 ). وتأتى رعاية اليتيم من خالل ممارسته للفن التشكيلي كأسلوب للتعبير عن حالته املزاجية والنفسية ولذلك فإن تلك املمارسة ينبغى أن تتم برغبة ذاتية منه دون أمر أو تقييد قد يحد من حرية التعبير عن املشاعر األساسية التى يشعر بها هؤالء االطفال اليتامى وبهذه الطريقة تأتى فنونهم التشكيلية تتسم بالتلقائية والعفوية كلغة تعبيرية ووسيلة للتكيف مع البيئة في عالقات جمالية تعكس سيكولوجية فنون هذا الطفل اليتيم محملة بخياالته وأحالمه البسيطة والنامية وما يرتبط بها من ذكريات املاضي القريب التى يعبر عنها بالتجريب بطالقة وحرية مما يكسبه ثقته بالنفس والقدرة على نقل أفكاره وانفعاالته التى ميكن ان تفسر شخصيتة والدوافع النفسية وراء ما ينتجه من فنون تشكيلية. وجدير بالذكر أن ما ميارسه الطفل اليتيم من فنون تشكيلية "متر في حالة مستمرة من التغير تتفق مع ما يحدث له من تغير نتيجة منوه الذاتى وما يحدث كذلك من تغير في البيئة التى يتفاعل معها الطفل فالبد من النظر اليها كظاهرة متغيرة في إطار متغير " )البسيونى 1985 م 226 ). إن حتليل ما ينتجه اليتيم من فنون تشكيلية ومعرفة سيكولوجية هذه الفنون يكون ناجحا إذا تتبعنا تطورها بصفة مستمرة ومدى استجابته وميوله إلتقان مهارة معينة ملصنفات الفنون التشكيلية املتعددة كالرسم والتصوير والنحت...الخ والتى ميكن من خاللها الكشف عن شخصية هذا اليتيم وحتديد اجتاهاته وذكائه د. عايده إسماعيل الريفي وقدرته املهارية واألخذ بيده وتنمية مواهبه ليصبح فنان املستقبل املمثل لوطنه واملعبر عنه واملسجل حلضارته إذا أرادنا التربية من خالل ممارسة الفن التشكيلي. - 4 سيكولوجية اللون في فنون األيتام : إن قيام عالقة بني الطفل اليتيم والعمل الفني الذى يقوم بعمله ينمى اإلدراك احلسي والبصري من خالل إحساسه باللون واخلط واملساحة والكتلة واحلركة واستخدامه األدوات واخلامات وااللوان الفنية التي تقوى لديه احلس البصري وتساعد على تخفيض ما لدى هذا الطفل من توتر إنفعالى ومساعدته على التكيف االجتماعي. وهناك دراسات قام بها بعض العلماء محاولني الكشف عن الصلة بني األلوان التي يختارها األطفال للتعبير عن فنونهم التشكيلية وطبيعة شخصيات هؤالء االطفال حيث وجد " إن ألوان األطفال تتأثر بحالتهم املزاجية وبالسعادة التى تغمرهم فقد لوحظ أن االوقات التى يغمر األطفال فيها نوع من السعادة كانوا يستخدمون األصفر وما يعادله من ألوان زاهية في لوحاتهم. ومن كان يغمرهم جو من عدم السعادة كانت األلوان التى يختارونها متيل الى القتامة كاألسود والبنفسجي وغيرها من األلوان الداكنة. ونستنتج من ذلك أن هناك صلة بني احلالة املزاجية واأللوان املختارة " ( البسيونى 1985 م 226 ). ومن هذا املنطلق يتبني أن دراسة سيكولوجية اللون في الفنون التشكيلية للطفل اليتيم تساعد على حتليل شخصيته و استخدام نتائج هذه التحليالت كوسيلة تساعد على رعايتة وإدخال البهجة والسرور في حياته بالتعرف على مشاكله من خالل ممارساته للفن التشكيلي. كما أنه عند ترقب ومراجعة ممارسة الطفل اليتيم للفنون التشكيلية " فإذا لوحظ أنه يغير في الشكل املألوف في تعبيره وأن بروز هذا التغيير حدث بصورة موازية لسلوك عدوانى أو ملخاوف ليلية أو ألية إضطرابات يعانيها الطفل في املنزل فإن هذه املالحظات حتتاج الى نوع من البحث والتقصى كما أنه إذا لوحظ مصاحبا لهذه احلالة إجتاه الطفل الستخدام لون واحد مثل األحمر أو األسود أو البني أو البنفسجى فإن ذلك يعني أن الطفل يحتاج الى توجيه ورعاية " ( البسيونى 1985 م 227 ). وبذلك يتضح أن لأللوان دورا مهما في تفسير احلالة النفسية للطفل اليتيم وأن اختياره أللوان معينة داللة على ميوله ورغباته واستعداداته وحالته النفسية كما أن رد الفعل النفسي لديه جتاه بعض األلوان إمنا يرجع الى املعانى الرمزية التى تعبر عنها تلك األلوان وهكذا تأتى دالالت األلوان كرموز يعبر بها الطفل في فنونه التشكيلية والتى ميكن من خاللها التعرف على حالتة النفسية ومساعدته على إجتياز أى حالة قد مير بها واألخذ بيده لتنمية مواهبه الفنية وفيما يلي نوجز الدالالت املختلفة لبعض الأللوان التى يعبر بها الطفل اليتيم في فنونه التشكيلية : داللة اللون األبيض : يستخدم الطفل اللون األبيض في فنونه ليعبر به عن السالم والطهارة واألمانة والثقة بالنفس كما يعبر عن حرصه على النظافة والوضوح عند استخدامه لهذا اللون. داللة اللون األسود : يعبر الطفل عن احلزن األلم الظالم الشر واملوت فيما ينتجه من فنون باستخدام اللون األسود. وعند

161 دور الفن التشكيلي في رعاية األيتام مالحظة استخدام اليتيم لهذا اللون يدل على انه مير بحالة حتتاج الى رعاية ومتابعة للخروج مما مير به من أزمة نفسية. داللة اللون األحمر : إن مدلول استخدام الطفل اليتيم للون األحمر في فنونه التشكيلية هو للتعبير عن القوة الشجاعة اجلرأة و املغامرة ويالحظ أن معظم االطفال يكثرون من استخدام اللون األحمر في فنونهم التشكيلية. داللة اللون األزرق : إن شخصية الطفل اليتيم املستخدم للون األزرق في فنونه التشكيلية تتسم باحلياة الهادئة والصفاء وذلك ألن هذا اللون فيه من البرودة التي يستخدمها الطفل غالبا للتعبير عن االنفراد وفقدانه للدفء األسري كما يعبر به أحيانا للداللة عن صفاء البحر والسماء. داللة اللون البرتقالي : يدل هذا اللون على الود املساملة البهجة واملرح ومن ثم فكثيرا ما يستخدمه الطفل اليتيم في فنونه التشكيلية للتعبير عن تلك الدالالت وتأتى في صورة الشروق وسطوع شمس يوم جديد في حياة هذا الطفل للداللة عن املستقبل الذى يتمناه. داللة اللون األصفر : وهذا لون يدل على ذكاء الطفل اليتيم وفطنته وانطالقه وسعادته فيستخدمه للتعبير عما هو جديد وعن األمل والتفاؤل فيما ينتجه من فنون تشكيلية. داللة اللون األخضر : يعبر الطفل في فنونه التشكيلية عن السالم الهدوء اخلصوبة االنتماء باستخدام اللون األخضر وغالبا ما يتصف هؤالء األطفال كثيرى االستخدام لهذا اللون بالهدوء والصبر والنظام والدقة فيما ينتجونه من فنون تشكيلية. داللة اللون البنفسجي : قد يستخدم الطفل اليتيم اللون البنفسجي القامت في فنونه التشكيلية للداللة عن حالة من عدم الرضا أو احلزن مير بها هذا الطفل أما إذا استخدم اللون البنفسجى بدرجات مختلفة فإنه يعبر عن التميز والعظمة ويتسم بالثقة بالنفس وحبه للتفرد ولفت االنتباه إليه بني أقرانه. وهكذا من خالل هذا العرض لدالالت بعض األلوان يتبني أن سيكولوجية األلوان تلعب دورا مهما في حتديد شخصية الطفل من خالل ما يستخدمه منها في فنونه التشكيلية وما يتضمنها من دالالت تعبر عن انفعاالت وأحاسيس مختلفة تعكس حالة الطفل اليتيم والتى ميكن تفسيرها للوصول الى الرعاية املتكاملة لأليتام من خالل ما ميارسونه من فنون تشكيلية. د. عايده إسماعيل الريفي أثر ممارسة الفن التشكيلي كأسلوب لرعاية األيتام : يشير مفهوم الفن بصفة عامة الى أنه صيغة تعبيرية حلالة إنسانية شعورية تنبع من أحاسيس وأعماق الفنان املتأثر بواقعه االجتماعي والطبيعي والذاتي ومهما اختلفت تعاريف الفن بصفة عامة فال تخرج عن إنه تعبير باللون واخلط والكتلة واحلركة لتشكيل جديد كالفنون التشكيلية أو تعبير بالكلمة كالشعر أو تعبير بالنغم كاملوسيقى. واالنسان بفطرته يبحث دائما عن اجلمال كما إنه ينفر من القبح ومن خالل ممارسته للفن التشكيلي يتحقق هذا الغرض حيث يتمكن الفرد من معايشة اجلمال بكل مقوماته حينما يتوفر له ذلك. وتدل " الدراسات السيكولوجية والتربوية أننا أصبحنا نعلم حق العلم أن هناك تربية للوجدان Feel- Education of ing كما أن هناك تربية للتفكير Education of Thinking وأن تربية الوجدان ال تقتصر على تنمية الشعور اخللقى بل متتد أيضا الى تنمية الشعور اجلمالى " ( ابراهيم 1973 م 144 ). ويفهم من ذلك املعنى أن ممارسة االيتام للفن التشكيلي وحتليل أعمالهم الفنية كما بيناه في سياق البحث كأسلوب لرعايتهم يساعد على اكتشاف قدراتهم على اإلبداع بل وحتقيق مستويات عالية لإلبداع من خالل إبتكار أعمال فنية تشكيلية معبرة ومحملة باملعاني والقيم اجلمالية وليس بالضرورة أن تأتى النتيجة مرضية على مستوى جميع االيتام فهم متفاوتون في القدرات االبداعية فمنهم من هو موهوب بطبيعته وقادر على ممارسة الفن التشكيلي فيصل بدراسته الى آفاق إبداعية متسعة تضعه في مصاف الفنانني املبدعني ومنهم من هو ضيق األفق وال يصل في محاوالته إال الى قدر محدود من اإلبداع وهنا يأتى دورنا كمتخصصني في توجيهه وتزويده بالقدرة واملهارة الالزمة للتحكم في اخلامة مما يكسبه اخلبرة والتربية اجلمالية التى تضعه على أولى خطوات ممارسة الفن التشكيلي. ومن خالل ممارسة اليتيم للفن التشكيلي ميكن الوصول الى حالته املزاجية والنفسية مما يساعد على تنمية مواهبه أو معاجلة سلبياته من خالل مخرجاته الفنية فال شك أن ما يشعر به اليتيم جتاه بيئته يؤثر بالتأكيد في عمله الفنى ومقدرته اإلدراكية فقد يكون توتر اليتيم نابع من تهديد أو خوف تعرض له والذى من شأنه يحول دون تعبيره عن البهجة والسرور باخلط والشكل واللون في فنونه التشكيلية بل وقد ينعكس عليه باإلخفاق والضعف في القدرة على التعبير. والفنون التشكيلية على إختالف أنواعها هى " تعبير يعكس العالقة النوعية بني اإلنسان والعالم الذى يعيش فيه بكل ما يطرأ عليه من تغيرات متثل النظم املختلفة للمجتمع ومقوماته املادية وبناءه االساسى الذى ينهض عليه ويعبر عنه ويعكس حقائقه وعالقاته التى تكون ثقافته " ( إبراهيم 2006 م 9 ). إن تهيئة البيئة السليمة لأليتام تصقل حواسهم وتهذبها فينعكس ذلك على ممارساتهم للفن التشكيلي فيحدث تكامل التفاعل بينهم وبني مجتمعهم وما مير به من أحداث متنوعة ومناسبات مختلفة فيحملون من املشاعر واألحاسيس ما يعبرون به في أعمالهم الفنية مما يجعلهم أشد إرتباطا مبجتمعهم وأقوى إنتماءا لوطنهم فيعملون دائما على رفعته وإعادة رؤيته من جديد بأفكار وعواطف وخواطر في صورة أعمال حسية من الفنون التشكيلية تؤكد هويتهم وتصنع حضارتهم. وجدير بالذكر في هذا السياق أن ممارسة االيتام للفن التشكيلي تعمل كذلك على تنمية القدرة على النقد الفنى ووزن األعمال الفنية فيكون لديهم اخلبرة اجلمالية على إصدار األحكام حيث يبدأ ذلك بالنقد الذاتى بتدريبهم على نقد أعماهم الفنية وحتليلها وإبداء الرأى مما يكسبهم الثقة بالنفس والعمل دائما للوصول الى أعلى مستويات اإلبداع الفنى باحملاولة والتجريب. وال شك أن " مهمة التربية اجلمالية ال تقف عند النقد والتقييم بل متتد أيضا الى الفعل واإلنتاج فليس في إستطاعة املربى أن يقتصر على دعوة الطفل الى التأمل واملشاهدة بل البد له من أن يدعوه أيضا الى التحقيق

162 دور الفن التشكيلي في رعاية األيتام واملمارسة ولعل هذا ما قصد إليه بعض علماء التربية حينما دعوا إلى تطبيق مبدأ العمل الشخصى The Principle of Do - It Your Self في مضمار تربية اإلحساس اجلمالى " ( إبراهيم 1973 م 148 ). ومن ثم يتضح أن ممارسة الفن التشكيلي كأسلوب لرعاية األيتام لها دور كبير في تنمية القدرة اإلبداعية بالتجريب والتدريب على إيجاد حلول جديدة بأسلوب غير مألوف مما يساعد على اإلحساس بالقيم والعالقات اجلمالية والشعور ببهجة احلياة وثرائها فتكون النتيجة االرتقاء بالتربية اجلمالية ومدى أهميتها في صقل الذوق العام لهؤالء األيتام. ونظرا ألن الفن التشكيلي يعكس ثقافة الشعوب ويكون حضارتها ومن ثم يتحتم علينا كأكادمييني ومتخصصني في هذا املجال أن نعمل بكل جهد على تنمية التفكير اإلبداعى لدى األيتام وحتديثه بصفة مستمرة وتدريبهم على إبتكار احللول املختلفة ملا يواجهونه من مشكالت فنية باستخدام أساليب متنوعة وخامات وتقنيات حديثة تواكب هذا العصر ملمارسة الفن التشكيلي. طرح رؤى حديثة لدور الفن التشكيلي في رعاية األيتام : إن النهوض بأساليب رعاية األيتام ملواكبة العصر احلديث يعتبر من األمور الهامة وامللحة بهدف اإلرتقاء بتلك الفئة التى تستحق الرعاية واإلهتمام مما يؤثر على إكسابهم اخلبرة واملهارة ملمارسة الفن التشكيلي بأسلوب حديث يتوافق مع ما نشهده في هذا العصر من تقدم علمى وتكنولوجى في جميع نواحى احلياة. ولعل هذا التقدم يساعد على سهولة تبادل الفكر وتطور العلوم وتنمية اخليال واحلس اجلمالى مما يجعل عملية تعلم األيتام للفن التشكيلي أكثر متعة وتشويق وبناء على ذلك ومن خالل ما مت عرضه في سياق هذا البحث ميكن طرح تصور لرؤى مختلفة تتفق مع التطور احلديث تساهم في النهوض بأساليب رعاية األيتام وتوضح دور الفن التشكيلي في هذا املجال وفيما يلى عرضا لتلك الرؤى املقترحة : تنظيم زيارات دورية للمعارض الفنية العامة واخلاصة باململكة العربية السعودية تهدف الى رؤية األعمال الفنية والذي يعد عنصرا فعاال في تنشيط دوافع اإلبداع الفني لأليتام من خالل تنمية اخلبرة البصرية والرؤية احململة بالقيم التى تساعد على حتقيق التربية اجلمالية. ربط دور األيتام باملتاحف الوطنية وإعداد برامج تواصل للعمل مببدأ التربية املتحفية بهدف تفعيل الدور الذى يجب أن تلعبه املتاحف في تعريف التراث السعودى لأليتام وإثراء تعبيرهم الفنى وربطهم بحضارة بالدهم لتأكيد هويتهم وتقوية روح اإلنتماء لديهم مما ينعكس على ما يقدمونه من فنون تشكيلية باعتبارها مرآة لثقافة الشعوب وحضارتها. تشجيع األيتام ملمارسة الفن التشكيلي باستخدام الطرق التقليدية واحلديثة كاستخدام احلاسب اآللى في التصميم ملا فيه من إمكانات هائلة والتعامل مع ألوان وصور ثابتة ومتحركة الحصر لها جتذب األيتام ملمارسة الفن التشكيلي واكتشاف الواقع ممزوجا باخليال. التوسع في تصميم املواقع األلكترونية اجلذابة لتصفح اليتيم لشبكة االنترنت تصفحا آمنا بحيث حتتوى تلك املواقع على وسيلة للتحكم في البرامج املصممة للطفل اليتيم وحتديد درجة احلماية ملنعه من زيارة املواقع املرفوضة وفقا لعمره مما يجعل تعلم الفنون التشكيلية الكترونيا وسيلة سهلة ومسلية لشغل وقت الفراغ بأسلوب ممزوج بالتثقيف والتعلم واملرح مما يساعد على إحتواء هؤالء االيتام وإبعادهم عن رفقاء السوء. تنظيم زيارات متبادلة بني دور رعاية األيتام وكليات ومعاهد الفنون املتخصصة بهدف وضعهم في بيئة مناسبة ملمارسة الفن التشكيلي وقد تدرج هذه الزيارات ضمن اخلطة الدراسية للتربية امليدانية لضمان تفعيل التطبيق. االستفادة بالدراسات العلمية للرسائل اجلامعية والبحوث العلمية في مجال رعاية االيتام وتفعيل ما تسفر عنه د. عايده إسماعيل الريفي من نتائج وتوصيات في مجال دور الفن التشكيلي في رعاية االيتام للنهوض بهذا املجال بأسلوب علمى مدروس واحتواء هؤالء االيتام وابعادهم عن رفقاء السوء. - 7 نتائج البحث وتوصياته : من خالل ما مت عرضه في سياق البحث ميكن التوصل الى النتائج والتوصيات التالية : أن رعاية األيتام تعد مطلب دينى وواجب إنسانى ينبغى حتقيقه لصالح هؤالء الفئة ذات الظروف اخلاصة ولصالح املجتمع ككل. أن بناء شخصية اليتيم يستدعى منو متوازن للشخصية من حيث تنمية الوظائف الوجدانية والوظائف العقلية. أن مخرجات الفن التشكيلي لليتيم هى إنعكاس لشخصيتة وهى اللغة التى يتصل من خاللها باآلخرين وينقل مشاعره إليهم مسجال ثقافته ومؤكدا لهويته وصانعا حلضارته. لأللوان دالالت مختلفة عند اليتيم تدل على حالته النفسية من سعادة حزن ألم وخوف... الخ والتى ميكن من خاللها حتديد شخصية اليتيم وحالته املزاجية. أن ممارسة الفن التشكيلي كأسلوب لرعاية األيتام لها دور كبير في شغل وقت فراغهم واحلفاظ عليهم من االنحراف باإلضافة الى تنمية احلس اجلمالى لهم. يجب تنمية الذوق اجلمالى واإلبداعى وبناء شخصية اليتيم من خالل ممارسة الفن التشكيلي. ينبغى طرح رؤى حديثة وغير تقليدية وعرض تصورات مختلفة من خالل املتخصصني في املجاالت املتعددة للفن التشكيلي تهدف الى تطوير أساليب رعاية األيتام وتفعيل املناسب منها بشكل مستمر. يجب تطوير أساليب رعاية األيتام لتواكب هذا العصر االلكترونى السريع التطور. املراجع : إبراهيم أمل مصطفي ( 2006 م ) الفنون التعبيرية في العصر احلديث مصر : دار حورس للطباعة والنشر. إبراهيم زكريا ( 1973 م ) الفنان واإلنسان مصر : دار غريب للطباعة والنشر. البسيوني محمود ( 1985 م ) أصول التربية الفنية مصر : عالم الكتب. الضحيان سعود بن ضحيان ( 2007 م ) السلوك العدواني لألطفال ذوي الظروف اخلاصة بحث منشور السعودية : امللتقى األول لرعاية األيتام. العناني حنان عبد احلميد ( 2005 م ) تنمية املفاهيم االجتماعية والدينية واألخالقية في الطفولة املبكرة األردن : دار الفكر. - w - ww.saffar.org -.wwwmosa.gov.sa

163 د. عبد الله بن ناصر السدحان متهيد الرعاية املؤسسة لأليتام: بداياتها وبدائلها د. عبد الله بن ناصر السدحان وزارة الشؤون االجتماعية احلمد لله والصالة والسالم على رسول الله وبعد: فقد تنوعت أمناط رعاية األيتام على مر التاريخ وصورها وكان الغالب على هذه األشكال والصور هو ضم الطفل اليتيم إلى إحدى األسر لكي تقوم برعايته وحفظه والعناية به سواء أكان هذا الطفل يعيش يتم ا حقيقة أم في حكم اليتيم )لقيط( ومع التطور احلادث في الرعاية االجتماعية على مستوى العالم ومع تزايد أعداد األطفال األيتام واألطفال ذوي الظروف اخلاصة )اللقطاء( إضافة إلى التغيرات التي مرت بها املجتمعات وما اتصفت به من انشغال وانحسار في النزعة اخليرية بني أفرادها تطور شكل الرعاية االجتماعية التي ت قدم لأليتام على مستوى العالم وبدأ يأخذ أشكاال وصور ا أخرى غير الوضع السائد سابق ا وهو رعاية اليتيم بني أحضان أسرة طبيعية لينمو بينها منو الطفل السوي في األسرة كأي طفل في أسرة عادية في أي مجتمع. وقد استقرت مظاهر رعاية األيتام في الوقت احلاضر على مستوى العالم على أربع صور أساسية هي: نظام التبني والرعاية في املؤسسات االجتماعية )الرعاية املؤسسية( والرعاية في قرى األطفال.)SOS( وأخيرا نظام األسر البديلة أو ما ميكن أن ي طلق عليه في املجتمع كفالة األيتام. وت عد الرعاية املؤسسية هي األظهر على مستوى العالم وما زال هو األكثر انتشارا في بلدان كثيرة من دول العالم والى وقت قريب كان هو النمط الشائع واملعروف في املجتمع السعودي. وحتاول هذه الورقة التعرف على بدايات الرعاية املؤسسية باعتباره نظام دخيل على املجتمع املسلم وعلى املجتمع السعودي بطبيعة احلال وبعد ذلك احلديث عن البدائل األخرى املطروحة في الساحة االجتماعية وتناولها بالشرح لكل واحدة من هذه الصور بإيجاز وأخيرا محاولة حتديد النمط األنسب للمجتمع السعودي. والله املوفق 317

164 الرعاية املؤسسة لأليتام: بداياتها وبدائلها أوال : بدايات الرعاية املؤسسية على الرغم من احلث الشديد واملتواصل في الدين اإلسالمي واحلرص الكبير من املسلمني على رعاية األيتام وتربيتهم إال أنه مما يالحظ على مر التاريخ اإلسالمي عدم وجود مؤسسات إيوائية كاملة مبعنى الكلمة لأليتام كما هو قائم اآلن في عصرنا احلاضر بحيث ينشأ اليتيم فيها منذ صغره في تلك املؤسسات وهذا يعود إلى أمرين أساسيني األول: حرص األسر املسلمة على رعاية يتيمها فالتكافل كان على أشده سابقا فال توجد مشكلة تخلي األسر عن رعاية أيتامها. واألمر اآلخر: قلة عدد اللقطاء في املجتمع مقارنة بالعصر احلالي ويعود ذلك إلى الضبط األخالقي العام في املجتمع املسلم األول فكل يتيم سيعيش في وسط أسرته رغم وفاة والده أو لدى أسرة قريبة له ترعاه. ومن هنا فلم يكن هناك ثمة حاجة إلى مثل هذه املؤسسات اإليوائية. و قد يكون هناك أسباب أخر في عدم وجود مثل هذه املؤسسات اإليوائية ولكنها ليست رئيسة مثل: صعوبة اإلنفاق على املؤسسات اإليوائية لكثرة ما حتتاجه فإنه يلزمها مصاريف مادية أكثر مما يحتاجه غيرها من املشروعات اخليرية واالجتماعية مثل: املدارس واملساجد واألسبلة حيث يلزم توفير جميع االحتياجات املعيشية والتعليمية والتاريخ يثبت أن أول املؤسسات االجتماعية تضررا من تناقص املوارد املالية في املجتمع وبخاصة ما كان من موارد األوقاف حيث كانت هي املصدر األساس للصرف على محاضن األيتام. )أمني: 1980 م ص 242 (. إال أنه البد من اإلشارة إلى أن اإلمام )الذهبي( ذكر في كتابه )العبر( أن )زين الدين علي كجك( والد )مظفر الدين كوكبوري( بنى دارا لأليتام واللقطاء وأن ابنه )مظفر الدين( املتوفى عام ) 630 ه/ 1232 م( بنى كذلك دارا للقطاء ورتب فيها جماعة من املراضع وكل مولود يلتقط يحمل إليهن فيرضعنه )الذهبي: 1405 ه ج 3 ص 208 (. وبكل حال فهذه حالة فريدة. وقد تكون انتهت في وقتها ولم تستمر طويال لألسباب املذكورة آنفا. فلم أعثر فيما بني يدي من مراجع عن استمرار هذه الدار أو تكرار لها. وهي منشأة فريدة على مر التاريخ اإلسالمي املعلوم خبره. ولقد حاولت تتبع بداية نشأة هذه املؤسسات االجتماعية املتخصصة في إيواء األيتام إيواء كامال في الدول اإلسالمية أو العربية كما هو قائم حالي ا أو ما ي عرف بالدور اإليوائية أو املالجئ أو امليتم. فلم أجد سوى إشارة يسيرة إلى أن اإلمام فيصل بن تركي آل سعود وهو أحد حكام الدولة السعودية الثانية قد أوقف دارا لليتامى عام ) 1259 ه/ 1843 م( بجوار قصر احلكم مبدينة الرياض وكانت ترعى األيتام واللقطاء وأبناء الذين يفقدون في القتال )بن عساكر: 1420 ه ص 330 ( ذلك أن تلك الفترة من تاريخ الدولة السعودية الثانية كانت فترة معارك متواصلة وغزوات متتابعة لتوطيد احلكم. كما وردت إشارة عابرة إلى أن اإلرسالية األجنبية في سوريا أقامت دارا لأليتام سمتها )دار األيتام السورية( في عام ) 1277 ه/ 1860 م( ث م تبع ذلك دار أخرى أنشأها الوالي مدحت باشا بعد عشرين عام في سوريا عام ) 1297 ه/ 1879 م( )شاكر النابلسي: 1999 م ص 429 (. وكان في أسطنبول بتركيا مدرسة ت سمى )دار الشفقة( أنشأتها )اجلمعية التدريسية اإلسالمية( عام ) 1281 ه/ 1864 م( وتهدف هذه املدرسة إلى مساعدة األيتام واألوالد املقطوعني بتوفير التربية والتعليم على األسس الدينية والعلمية وكانت املدرسة داخلية تقوم بإيواء الطالب وتوفير احتياجاتهم كافة من مأكل وملبس ومشرب إضافة إلى الرعاية الصحية وهي حتوي املراحل التعليمية الثالث: االبتدائية واإلعدادية والثانوية وقد بلغ عدد الطالب في عام ) 1331 ه/ 1913 م( 300 طالب ويرجع السبب في تسميتها مبدرسة )دار الشفقة( كونها خاصة بأوالد يحتاجون إلى اإلشفاق عليهم والى االهتمام والعناية بهم كما أن هذا االسم يجلب أصحاب د. عبد الله بن ناصر السدحان اخليرات إلى التبرع للمدرسة وقد كان هناك محاولة من القائمني على املدرسة أن تفتتح لها فرع في مكة املكرمة في عام ) 1329 ه/ 1911 م( ولكن تلك احملاولة لم ي كتب لها النجاح )صابان: 1426 ه ص 149 (. وفي مصر أنشأ أحد الواقفني ملجأ لأليتام مبدينة )سمود( في عام ) 1339 ه/ 1920 م( وقد استمر امللجأ يؤدي وظيفته حتى عام ) 1378 ه/ 1958 م( )غامن 1419 ه ص 313 (. أما ظهور هذا النوع من رعاية األيتام املنظم من قبل الدولة في مصر وما ي عرف باملالجئ اخلاصة باأليتام فقد ظهرت عام ) 1355 ه م( وكانت تتبع وزارة الداخلية أو املجالس البلدية وبعض اجلمعيات اخليرية ثم أصبحت تابعة لوزارة الشؤون االجتماعية بعد إنشاء الوزارة عام 1357 ه / 1939 م )قاسم: 1998 م ص 45 (. كما تشير بعض املراجع إلى أنه في عام ) 1341 ه/ 1922 م( قام بعض األعيان في بيروت بتأسيس ما ي سمى )امليتم اإلسالمي( في مبنى استأجروه لهذا الغرض )قرقوتي: 1428 ه ص 114 (. وفي عام ) 1345 ه/ 1927 م( أوقفت إحدى احملسنات عددا من األفدنة الزراعية إلنشاء ملجأ لليتيمات في مصر )غامن 1419 ه ص 313 (. كما تشير بعض املراجع إلى أنه في العشرينات من هذا القرن امليالدي كان هناك مؤسسة لألطفال اللقطاء ومجهولي األبوين أقامتها اإلرساليات األجنبية في البحرين وتولت رعايتهم فيها ولكن دون حتديد تاريخ السنة بشكل دقيق وهناك إشارة أخرى إلى أنه في الثالثينات من هذا القرن امليالدي كان هناك دور لأليتام في العراق وفي عام ) 1352 ه/ 1934 م( أما الرعاية العامة لأليتام التي تتم دون إيواء لهم فقد كانت منتشرة وبشكل كبير جدا وت رعى ماليا من خالل األوقاف وذلك بإنشاء مكاتب لتعليمهم ورعايتهم دون أن يكون هناك إيواء لهم وال يعدو أن تكون هذه املدرسة مخصصة لأليتام الذين هم بطبيعة احلال لدى أسرهم الطبيعية أو لدى من يقوم بكفالتهم في املجتمع وال يتصور من واقع االستقراء للمراجع التاريخية أو من خالل من قام بوصف هذه املكاتب املخصصة لأليتام أنها دور إيوائية مبعنى الكلمة كما هو الوضع اآلن في وقتنا املعاصر. بدايات الرعاية املؤسسية لأليتام في اململكة: ت ع د دار التربية في املدينة املنورة أول دار تنشأ في اململكة العربية السعودية لرعاية األيتام وتعود أسباب نشأة هذه الدار إلى عام ) 1351 ه 1933 م( عندما ساءت األحول االقتصادية في املدينة املنورة وما حولها من البوادي جراء انقطاع املطر واجلفاف فهاجر العديد من أبناء البادية قاصدين املدينة املنورة ومن هنا فكر الشيخ/ عبد الغني دادا وهو أحد جتار املدينة املنورة مبساعدتهم وقام بتقدمي الطعام والشراب لهم وبزغت فكرة وجود دار إليواء أبناء البادية ومن مات أبوه منهم. وافتتحت الدار في محرم من عام ) 1352 ه( وسميت )دار أيتام احلرمني الشريفني والصنائع الوطنية(. وبلغ عدد الطالب في الدار من األيتام والفقراء من أبناء املدينة املنورة وباديتها عند التأسيس 150 طالبا أما متويل الدار فكان يعتمد على التبرعات التي تصل إلى املؤسس الشيخ عبد الغني دادا والي الناظر بعد وفاة املؤسس ومعظم هذه التبرعات كانت ترد من احلجاج الهنود حيث كانوا يرسلون التبرعات بصفة مستمرة للصرف على الدار. واستمرت الدار في مواصلة عملها وتقدمي الرعاية لأليتام بشكل عام حتى قامت الرئاسة العامة لدور األيتام وضمت لها الدار ثم انضمت الدار إلى وزارة الشئون االجتماعية شأنها في ذلك شأن دور األيتام األخرى التي كانت قائمة. أما الدار الثانية من حيث النشأة فهي دار األيتام في مكة املكرمة وكان صاحب الفكرة هو مدير األمن العام آنذاك األستاذ / مهدي بك املصلح ولقد كانت دار األيتام استكماال جلهوده االجتماعية واملتمثلة في إنشاء

165 الرعاية املؤسسة لأليتام: بداياتها وبدائلها دار للعجزة مبكة املكرمة وملا رأى حاجة الناس وإقبال املوسرين ودعم الدولة لهذه املشاريع اخليرية أقدم على طرح فكرة إنشاء دار لأليتام ونشر مقاال في صحيفة )أم القرى( يوضح فيه فكرته وما ينوي أن ينفذه في الدار اجلديدة التي سيخصصها لأليتام بعد جناح فكرة دار العجزة. ومت االفتتاح في عام في عام ) 1355 ه 1936 م( وبلغ عدد األيتام في السنة األولى قرابة 50 يتيما. أما متويل الدار فكان عماده التبرعات التي جتود بها أنفس احملسنني وبخاصة احلجاج الذين يفدون إلى مكة املكرمة في كل عام حيث تقوم الدار بدعوتهم لزيارتها كما كانت التبرعات تصل بشكل دوري للدار من خارج اململكة وبخاصة من الهند ومصر. واستمرت الدار في مواصلة عملها وتقدمي الرعاية لأليتام البالد حتى قامت الرئاسة العامة لدور األيتام وضمت لها الدار ثم انضمت الدار إلى وزارة الشئون االجتماعية شأنها في ذلك شأن دور األيتام األخرى التي كانت قائمة. أما الدار الثالثة املخصصة لرعاية األيتام في اململكة فكانت دار األيتام في مدينة الرياض التي أقيمت عام ) 1357 ه 1938 م(. وال يوجد إحصاء دقيق عن عدد الطالب األيتام بالدار ويقدر عددهم بحوالي )190( يتيما في عام ) 1378 ه 1958 م(. أما متويل الدار فلقد كان املمول الرئيسي لها األمير منصور بن عبد العزيز فهو الذي أنشأ الدار في قصره إال أن هذا لم مينع من قيام بعض املوسرين من التبرع للدار بحثا عن األجر في هؤالء األيتام. ثم أصبحت ميزانيتها ضمن ميزانية إدارة القصر امللكي واستمر الوضع املالي كذلك حتى ضمت دور األيتام بكاملها إلى اإلدارة العامة لأليتام عام ) 1375 ه( ثم إلى وزارة الشئون االجتماعية حيث أصبحت بكامل أمورها املالية جزءا من ميزانية الوزارة. أما بالنسبة ألول مؤسسة إيوائية للفتيات اليتيمات في اململكة فت ع د دار احلنان أول دار تقام لرعاية اليتيمات في اململكة فلقد أنشأها امللك فيصل حني كان وليا للعهد على نفقته اخلاصة ووضعت منذ تأسيسها حتت رعاية حرمه األميرة )عفت( سميت دار احلنان. وكان ذلك في عام ) 1375 ه/ 1955 م( في مدينة جدة وتعتمد الدار في متويلها على التبرعات والهبات من أهل اخلير إضافة إلى األسواق اخليرية التي تقيمها الدار باستمرار. ويعد امللك فيصل املتبرع األساسي للمشروع وعند افتتاح الدار كان عدد الطالبات )30( طالبة فقط وأصبح يزيد باطراد كل عام وبخاصة أن الدار أصبحت تقبل غير اليتيمات. وت ع د دار احلنان اآلن كأي مدرسة في الوقت احلاضر من الناحية التعليمية إال أنها تزيد عنها بوجود قسم داخلي للفتيات اليتيمات. إضافة إلى كثافة األنشطة غير املنهجية املقدمة للبنات حيث يوجد بالدار عدة أنشطة خارج النظام التعليمي. أما في مدينة الرياض فت ع د )مبرة الكرميات( أول دار إليواء الفتيات اليتيمات في مدينة الرياض والثانية على مستوى اململكة ويعود سبب تسميتها بهذا االسم نسبة إلى القائمات على إنشائها واإلشراف عليها وهن كرميات امللك سعود األميرة: حصة وموضي ونوره. أما سبب إنشاء املبرة فهو االحتفاء بعودة امللك سعود من إحدى رحالته الطويلة في العالم اإلسالمي عام ) 1376 ه/ 1956 م(. وبدأت بذلك فعال بثالثني طفلة يتيمة إال أنها فتحت املجال للفتيات غير اليتيمات للدراسة في مدرسة املبرة وكانت تقدم املبرة جميع أوجه الرعاية اإليوائية من ملبس ومأكل ومشرب وسكن وتدريس لليتيمات واستمرت املبرة في ذلك حتى انتقلت تبعيتها إلى الرئاسة العامة لتعليم البنات عام ) 1385 ه 1965 م(. أما متويل املبرة فهو من تبرعات كرميات امللك سعود وقد حتملن كامل مصاريف. وفي عام ) 1381 ه( أ لغي القسم الداخلي اخلاص باليتيمات لتحل محله دار التربية للبنات التي أنشأتها وزارة الشئون االجتماعية عام ) 1383 ه 1963 م(. وقبل ذلك التاريخ أنشئت الرئاسة العامة لأليتام في عام ) 1375 ه/ 1955 م( ووضع على رأسها سماحة الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ املفتي العام للمملكة العربية السعودية في ذلك الوقت. وبادرت الرئاسة بافتتاح العديد من الدور إضافة القائم منها وهي ثالث دور: )دار األيتام في املدينة املنورة ودار األيتام في د. عبد الله بن ناصر السدحان مكة املكرمة ودار األيتام في الرياض( وخالل أقل من عامني مت افتتاح خمس وعشرين دارا لأليتام في اململكة. واستمرت الرئاسة هذه في عملها حتى ضمت كل أعمالها إلى وزارة الشئون االجتماعية التي أنشئت في عام ) 1380 ه/ 1960 م(. وأخذت عملية الضم وانتقال اإلشراف اإلداري واملالي للوزارة على هذه الدور قرابة السنتني وبحلول عام ) 1382 ه 1962 م( كانت جميع هذه الدور منضوية حتت إدارة املؤسسات بوزارة الشئون االجتماعية وبدأت مرحلة جديدة من رعاية األيتام. وقامت الوزارة بعد ذلك بعمليات مراجعة وتنظيم وضم بعض الدور إلى بعضها البعض وافتتاح املزيد من الدور للبنني والبنات ووفق التمايز العمري. ومراعاة لشعور األيتام بتلك الدور قامت الوزارة بتغيير أسماء دور األيتام وأصبحت تسمى دار التربية االجتماعية )وزارة العمل والشؤون االجتماعية: 1381 ه(. وفي عام ) 1383 ه 1963 م( مت افتتاح أول دار للتربية للبنات في مدينة الرياض حيث خصصت لرعاية الفتيات اليتيمات وفي عام ) 1384 ه 1964 م( مت إنشاء مؤسسة التربية النموذجية وهي مختصة باأليتام الذين يتخرجون في دور التربية. )وزارة العمل الشؤون االجتماعية: 1383 ه ص 62 ( وفي عام ) 1392 ه 1972 م( قامت الوزارة بإنشاء دار احلضانة االجتماعية بالرياض وهي تختص برعاية األيتام الذين تقل أعمارهم عن سن السادسة ومن هنا ميكن القول: إن رعاية األيتام من قبل وزارة الشؤون االجتماعية استقرت حتى وقتنا احلاضر على األقسام الثالثة اآلتية: أ - دور احلضانة االجتماعية من سن )0-6 سنوات(. ب - دور التربية االجتماعية من سن )7-12 سنة(. ج - مؤسسة التربية النموذجية من سن )12 - فأكثر( )السدحان: 1425 ه ص 63(. ويوضح اجلدول اآلتي عدد املستفيدين من هذه الدور حسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الشؤون االجتماعية )وزارة الشؤون االجتماعية: 1432 ه ص 47 (: عدد الدور واملؤسسات عدد املستفيدين ذكور 1428 ه/ 1429 ه ) 2009 م( إناث اجلملة ذكور 1430 ه/ 1431 ه ) 2010 م( إناث اجلملة وهذا النمط من رعاية األيتام وهو - الرعاية املؤسسية - هو السائد في معظم دول العالم ويتمثل في مؤسسة اجتماعية يوجد بها عدد من األيتام أو من في حكمهم من ذوي الظروف اخلاصة )اللقطاء( ويشرف عليهم عدد من املشرفني رجاال ونساء وكانت تسمى قدمي ا املالجئ ثم تغير اسمها إلى دار اجتماعية أو مؤسسة اجتماعية أو مركز اجتماعي أو دار الرعاية أو امليتم وبعض الدول - وهي قليلة - ما زالت تستخدم كلمة مالجئ ويوجد منها ما هو مخصص لصغار السن ثم ينتقلون منها إلى دور خاصة بالكبار ثم دور أخرى خاصة باألكبر سن ا تسمى في الغالب دور الضيافة ويغلب على هذه الدور تساوي أعمار األيتام واحتاد جنسهم واقترابهم من بعض في األعمار ويعيشون في هذه الدور ويتعلمون بها في مدارس خاصة داخلية وأحيان ا تكون الدراسة في مدارس خارجية لتحقيق االندماج مع املجتمع. وهذا النوع من الرعاية كما ذكر سابق ا يوجد في معظم دول العالم وهو النمط الغالب على رعاية األيتام وهو ما تقوم به معظم احلكومات وتصرف عليه من ميزانية الدولة كما تقوم بتوظيف العاملني فيه وتضع البرامج للطالب فيها كما يضطلع بهذه املهمة عدد كبير من اجلمعيات واملنظمات اخليرية في العالم

166 الرعاية املؤسسة لأليتام: بداياتها وبدائلها وعلى الرغم من ذلك االنتشار الواسع له في معظم دول العالم إال أنه يعد أقل مظاهر رعاية األيتام في اإليجابيات وأكثرها من حيث السلبيات وإن كان له من إيجابية فهو سهولة اإلنشاء واالفتتاح ولكن ال تسأل عن حقيقة الرعاية االجتماعية والنفسية في هذا النمط من الرعاية فاملؤسسات االجتماعية في الغالب ال تعمد إلى العناية الفردية بالطفل وال تقوم بعملية التنبيه احلسي واحلركي للطفل ويفتقد فيها الفرصة السانحة للعب مع غيره من األطفال وتناول األشياء وامتالكها وحرية احلركة والتنقل واحلديث وهذا النمط من التربية في هذه املؤسسات االجتماعية اإليوائية مسؤول إلى حد كبير عن التأخر الواضح في منو الطفل اليتيم الذي يعيش في هذه املؤسسات في جوانب كثيرة. )السدحان 1423 ه(. كما أن هذا النموذج من الرعاية لأليتام لم يأخذ في حسبانه النموذج األسري بل إن اخلدمة تقدم بأسلوب جماعي ويعيش اليتيم حياته في برنامج جماعي وتختلط لديه مفاهيم عديدة أهمها ذوبان الشخصية االستقاللية وتنامي مظاهر شيوع امللكية فال خصوصية واضحة للطفل في ظل الزي شبه املوحد واألدوات واألثاث املوحد واحلركة والتنقل والسكون املتحد شكال ومضمون ا. وبالتالي يفقد األطفال فرديتهم املتميزة خلضوعهم لنظم موحدة وأساليب متميزة في املأكل وامللبس ونظم التعليم فاحلياة في املؤسسة تفقد احلياة األسرية معناها فهي تفتقر إلى احلب واالنتماء اللذين تتميز بهما احلياة األسرية. وميكن إجمال السلبيات التي تتصف بها املؤسسات اإليوائية القائمة حالي ا لرعاية األيتام في ظل أسلوب الرعاية التي تتبعه من خالل جتميع هؤالء األطفال وجعلهم في عنابر أو مهاجع كما تسمى أحيان ا في اجلوانب اآلتية )الضبيب: 2005 م ص 36 ( )الدويبي: 1988 م ص 104 (: يتخذ أسلوب الرعاية اإليوائية لألطفال األيتام شكال رسمي ا رتيب ا يبعده كثير ا عن النمط األسري الطبيعي. تتم الرعاية في هذه املؤسسات اإليوائية من قبل موظفني يتقاضون مرتبات وأجور ا مما يعني قيامهم بالرعاية على أساس املردود املادي بحيث يصبح تقدمي الرعاية نوع ا من االرتزاق. تتبع مؤسسات الرعاية اإليوائية أسلوب تصنيف وتقسيم األطفال وفق ا للسن واجلنس وهو أمر يخالف نسق وطريقة أسلوب الرعاية في األسرة الطبيعية. ت عد بيئة املؤسسة اإليوائية غير محفزة لنمو الطفل قياس ا إلى األسرة الطبيعية. على الرغم من اجلهود املبذولة لفتح املؤسسات اإليوائية على املجتمع اخلارجي تظل هذه املؤسسات معزولة نسبي ا عن النمط الطبيعي للعالقات داخل املجتمع. إن حركية انتقال الطفل من طفولته إلى رشده تعبر عن مزيج من التغير والثبات وتتأثر بأمناط وأساليب التفاعل بني الطفل وبيئته وهذا ال يكون متأتي ا بالشكل الطبيعي داخل املؤسسة حيث يقل خصب العالقات وتضيق دائرة التفاعل.. تنعدم داخل املؤسسات اإليوائية الكثير من األدوار والعالقات االجتماعية كعالقة األمومة واألبوة واألخوة وصلة القرابة وهي عالقات ضرورية في تنشئة الطفل وإعداده ملمارسة هذه األدوار في املستقبل. كما ميكن رصد العديد من صور املعاناة لألطفال األيتام داخل هذه املؤسسات االجتماعية وهي معاناة نفسية واجتماعية وي عد من أبرزها: عدم وضوح الهوية الشخصية بالنسبة لهم تلك الهوية التي يستمد منها تقديره لذاته بل ال يستطيع العيش بدونها بني أقرانه وهذا الفقدان للهوية يدخله في دوامة من التساؤالت املتكررة وغير املنتهية مثل: من د. عبد الله بن ناصر السدحان أنا من أين أتيت أين أسرتي وكيف تركتني هنا ومثل هذه التساؤالت تتقاذف على الطفل وهو غض لم ينضج النضج النفسي واالجتماعي الكافي مما يدخله في دوامة من احليرة والقلق لتنتهي به في الغالب إلى حالة من عدم االستقرار النفسي وعدم التكيف االجتماعي. عدم القدرة على اكتساب القيم واملفاهيم االجتماعية والعادات والتقاليد السائدة في البيئة اخلارجية وإخفاقهم في ممارستها عند أول حاجة لها مما يجعلهم محل استهجان وازدراء من اآلخرين فعلى سبيل املثال قد ال يستطيع الطفل الذي عاش في املؤسسات االجتماعية التعامل مع اآلخرين وإنزالهم منازلهم االجتماعية الشخصية باعتبار عدم تلقيه التربية املناسبة لذلك بل وعدم وجود الظروف الالزمة لهذا األمر. كما قد يجهل الطفل بعض املظاهر االجتماعية مثل حفالت الزواج أو العزاء أو االجتماعات األسرية. عدم القدرة على اكتساب اخلبرة احلياتية الالزمة للتعامل اليومي مستقبال فهو ال ميارس أي دور اجتماعي كما يحصل للطفل لدى األسر في املجتمع فالطفل في املؤسسة قد توفر له كل شيء ونادر ا ما يعمل على ممارسة دور اجتماعي يساعده على تنامي اخلبرة في احلياة فقد جتد شاب ا ممن عاش في املؤسسات االجتماعية اإليوائية ال يعرف التعامل بالنقود وال كيفية تلبية االحتياجات الشخصية وال يستطيع التفاعل مع بقية أفراد املجتمع بشكل إيجابي. ظهور العديد من األعراض التي تدل على عدم توافقهم النفسي فهناك عدد من األعراض ميكن مالحظتها على كثير من أطفال املؤسسات اإليوائية رغم توافر اإلمكانات املادية الضخمة فمن ذلك: الشعور باحلرمان وعدم األمن واخلوف من املستقبل والقلق واالكتئاب والشرود الذهني وأحيان ا العزلة والكذب واخلجل والعناد وعدم الثقة في النفس وغيرها من املظاهر التي تزيد كثرة وقلة بحسب قدرة املؤسسة على ممارسة دورها االجتماعي والنفسي جتاه الطفل أثناء إقامته بها. )السدحان 1423 ه ص 72(. وكما ذكر آنف ا فإن كل هذه املعاناة السابقة تظهر بقدر ما تفقد املؤسسة اإليوائية دورها االجتماعي والنفسي والتربوي جتاه الطفل ومن هنا فليس بالضرورة أن نرى كل هذه املعاناة في شخصية كل مقيم في املؤسسة ولكن تتفاوت علو ا وانخفاض ا مبقدار ما يبذله القائمون على العمل في مؤسسات الرعاية اإليوائية من جهد لتلبية احتياجات الطفل اخلاصة والعامة التي سيرد احلديث عنها بعد صفحات. ثانيا : بدائل الرعاية املؤسسة يوجد العديد من األمناط لرعاية األيتام في العالم فهناك نظام التبني ونظام قرى األطفال باإلضافة إلى الرعاية املؤسسية لهم والرعاية من خالل برامج األسر البديلة ويصاحب ذلك برامج رديفة وهي: الرعاية من خالل األسر الصديقة ونظام املرضعات ولكن انتشار هذين البرنامجني األخيرين ليس كبيرا لذا سيتم التركيز على النظم األساس وهي: 1( نظام التبني: أي اتخاذ الشخص ولد غيره ابن ا له ويجعله كاالبن املولود له ويتسمى باسمه ويرثه ويغلب في استعمال العرب لفظ )ادعاء( على التبني ومنه الدعي وهو امل تبنى وهذا واضح في قول الله عز وجل: )م ا ج ع ل الل ه ل ر ج ل م ن ق ل ب ني ف ي ج و ف ه و م ا ج ع ل أ ز و اج ك م الال ئ ي ت ظ اه ر ون م ن ه ن أ م ه ات ك م و م ا ج ع ل أ د ع ي اءك م أ ب ن اءك م ذ ل ك م ق و ل ك م ب أ ف و اه ك م و الل ه ي ق ول احل ق و ه و ي ه د ي الس ب يل ) )سورة األحزاب اآلية: 4( وهذا النمط من رعاية األيتام هو الغالب في العديد من الدول الغربية ويتم التبني في تلك الدول بواسطة عقد أو مبقتضى حكم أو قرار ويصبح

167 الرعاية املؤسسة لأليتام: بداياتها وبدائلها هناك شخصان أبوان قانونيان لطفل لم ينجباه ويربيانه كفرد من أفراد األسرة ويصبح هذا الطفل عضو ا دائم ا في العائلة املتبنية وله عليها احلقوق نفسها والواجبات التي للطفل الشرعي )بدوي: 1403 ه 1986 م ص 109 (. ويفوق عدد األسر الراغبة في التبني األطفال املتاحني للتبني في بلدان الغرب وتسمح بعض الدول حالي ا لغير املتزوجني تبني األطفال ويتحتم على األبوين اللذين ينويان تبني طفل ما أن يرعياه مدة ثالثة أشهر على األقل قبل تقدمها بطلب أمر التبني وهذا األمر الذي متنحه احملكمة يجعل الطفل في قوانني الغرب الوضعية أحد أوالد األبوين ووفق ا للقانون هناك فإن لألشخاص املتبنني الذين تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة احلق في االطالع على شهادات ميالدهم األصلية ويعني ذلك أنه ال ميكن إخفاء التفاصيل املتعلقة باآلباء الطبيعيني عن األطفال بالتبني إلى األبد )املوسوعة العربية العاملية: 1416 ه ج 6 ص 82 (. ولقد كان التبني معروف ا في اجلاهلية عند العرب وكان الولد امل تبنى يكون في مرتبة االبن احلقيقي متام ا ويرى بعض العلماء أن نظام التبني الذي كان سائد ا في اجلاهلية مستمد ا من شرائع اليونان والرومان حيث كان التبني معروف ا في القانون الروماني فيلحق الشخص بنسبه من يشاء سواء أكان من أحلقه معروف النسب أم مجهول النسب )أبو زهرة بدون تاريخ ص 125 (. ولقد جاء اإلسالم مقرر ا ما قررته األديان السماوية السابقة كلها من أن النسب ال يثبت إال بوالدة حقيقية ناشئة من عالقة غير محرمة لذلك أبطل اإلسالم هذا النوع من الرعاية وهو )التبني( وأبطل كل اآلثار املترتبة عليه قال الله عز وجل: )اد ع وه م ال ب ائ ه م ه و أ ق س ط ع ند الل ه ف إ ن ل م ت ع ل م وا آب اءه م ف إ خ و ان ك م ف ي الد ين و م و ال يك م و ل ي س ع ل ي ك م ج ن اح ف يم ا أ خ ط أ مت ب ه و ل ك ن م ا ت ع م د ت ق ل وب ك م و ك ان الل ه غ ف ور ا ر ح يم ا( )سورة األحزاب اآلية: 5 ( فأبطل االدعاء وهو ما يعرف بالتبني وأبدلهم باألخوة في الدين واملواالة ويكون ذلك عوض ا عما فاتهم من النسب. ولقد شدد اإلسالم على من ي د عى إلى غير أبيه وهو يعلم ذلك ففي احلديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )ل ي س م ن ر ج ل اد ع ى ل غ ي ر أ ب يه و ه و ي ع ل م ه إ ال ك ف ر و م ن اد ع ى ق و م ا ل ي س ل ه ف يه م ف ل ي ت ب و أ م ق ع د ه م ن الن ار ) )البخاري: 1421 ه حديث رقم 3508(. إن تشدد اإلسالم وغيره من الديانات السابقة في هذه املسألة والتغليظ فيها يعود إلى أسباب عدة وقد توسع فيها )أبو زهرة بدون تاريخ ص 127( ومن هذه األسباب: أ ) أن التبني مخالف للفطرة اإلنسانية وكذب فإن جعل شخص ولد ا وهو ليس مبولود له كأن هذا افتراء على احلقيقة وضد الطبيعة اإلنسانية ذلك أن األبوة أو األمومة ليست ألفاظ ا تردد والعقد ا يعقد ولكنها حنان وشفقة وارتباط حلم ودم وال ميكن أن يكون هذا االرتباط الصناعي كهذا االرتباط الطبيعي ألنهما متباينان متغايران ولذلك قرر القرآن الكرمي أن التبني ليس إال بنوة باألفواه ال بالطبع والفطرة واحلقيقة إذ قال سبحانه: )ذ ل ك م ق و ل ك م ب أ ف و اه ك م و الل ه ي ق ول احل ق و ه و ي ه د ي الس ب يل ) )سورة األحزاب اآلية: 4 (. ب( أن ذلك اللصيق في األسرة والذي يتخذ مكان االبن فيها ال ميكن أن يأتلف مع سائر آحادها فإذا كان للرجل الذي أحلق بنسبه ولد ا أسرة ال ميكن أن يكون مؤتلف ا مع آحاد هذه األسرة فإذا كان للرجل أوالد آخرون ال يشعرون نحو هذا الدخيل شعور األخوة الذي يربطهم به وإذا كان للرجل إخوة ال يشعرون نحوه بأنه ابن أخيهم فال ميكن أن تتكون أسرة مع هذا التنافر والتنابذ. ج( أنه في كثير من األحيان ي تخذ التبني للمكايدة في داخل األسرة ال للشفقة بالولد امل ت ب ن ى فيتبنى ليمنع ميراث قريب له وال يصح أن يقر نظام يتخذ سبيال للكيد وهو ال ميكن أن يكون داعي ا لتقوية األسرة وبث روح املودة واحملبة فيها. د ) أن اإلسالم وسع نطاق األسرة اإلسالمية فجعلها متتد إلى درجات بعيدة فاألخوال من أي طبقة كانوا أقارب لهم حقوق واألعمام من أي جد كانوا أقارب وكذلك أوالدهم مهما تكن طبقة أجدادهم أقارب لهم حقوق د. عبد الله بن ناصر السدحان وعليهم واجبات. وهذه احلقوق بعضها أدبي وبعضها له مظهر مادي مثل: صلة ذوي القربى بالزيارة واملودة واإلحسان إلى األقارب. ومن احلقوق املادية وجوب نفقة القريب العاجز عن الكسب على قريبه الغني فتجب نفقة األخ على أخيه والعم على ابن أخيه واخلال على ابن أخته وهكذا وال يتصور أن تثبت هذه احلقوق ألولئك الذين يلحقون باإلنسان من غير والدة وال أسباب هذه الوالدة وكذلك من احلقوق املادية امليراث وما كانت هذه احلقوق لتثبت بأنساب زائفة مكذوبة هي ضد الفطرة وضد الطبيعة اإلنسانية. ه( يؤدي التبني إلى حتليل احلرام وحترمي احلالل إذ يصبح هذا الدخيل فرد ا من أفراد األسرة في الظاهر ومحرم ا لنساء أجنبيات عنه فيرى منهن ما ال يحل له. ويحرم عليه الزواج بإحداهن وهن حالل له في الواقع. وهذا النوع من أنواع الرعاية لأليتام موجود - ولألسف - في بعض البالد اإلسالمية ولكن من الواضح حرمته ابتداء ملخالفته للنصوص الصريحة الصحيحة عن الله عز وجل ورسوله عليه أفضل الصالة والسالم. وإن كان في هذا مصلحة للقيط - أي التبني - فهي مصلحة أهدرها الشارع ولم يجعل لها قيمة ألنها تتعارض مع مصالح كلية قطعية ضرورية أخرى مثل: إثبات النسب ألهله ملن يستحقه وترت ب األحكام واآلثار الشرعية عليه )القرضاوي: 1421 ه ص (. 2( قرى األطفال :)sos( وفكرة هذه القرى تتمثل في وجود عدد من املنازل املتجاورة ال يزيد عددها عن خمسة عشر منزال وفي كل بيت عدد من األطفال األيتام يتراوح عددهم بني )4-9( أطفال من اجلنسني من ذوي أعمار متباينة وتوجد امرأة ترعى هؤالء األطفال بحيث تكون مبثابة األم لهم وتقوم بتربية األطفال وخدمتهم كما لو كانوا أبناءها متام ا لذا يشترط في هذه املرأة املشرفة على املنزل أن تكون غير متزوجة بل ويشترطون عليها عدم الزواج إن كانت ترغب في االستمرار في العمل لديهم. كما تقوم فلسفة هذا املشروع االجتماعي لرعاية األيتام على االقتراب من احلياة األسرية في املجتمع ويكون ذلك بأن تقوم كل أسرة بتنظيم شؤون منزلها بنفسها ليشعر األطفال باجلو األسري كما يجب أن يكون هناك اتصال وثيق بني أطفال القرية واملجتمع من حولهم ويكون ذلك باالنتظام في املدارس اخلارجية وكل طفل ذكر ينهي مرحلة التعليم اإلجباري ينتقل إلى بيت الشباب ليواصل تعليمه ويلتحق بعمل وغالب ا ما تبقى الفتيات في القرية حلني تزويجها )منظمة قرى األطفال الدولية: 1989 م(. ويقوم هذا املشروع االجتماعي لرعاية األيتام على عدد من املبادئ مجملها يتمحور في أن قرى األطفال تعيدهم إلى البيئات الطبيعية وهي األسرة وأن تربية األطفال في تلك القرى تربية أسرية أي أن كل بيت في القرية يضم عدد ا من األفراد يكونون أسرة ويكون تسعة أطفال من اجلنسني تقريب ا في أعمار مختلفة. يعيشون ويشبون أخوة وأخوات وتقوم على رأس األسرة )أم( يشترط أن تكون امرأة غير متزوجة كرست حياتها لتكون أم ا طيبة عطوف ا على هؤالء األطفال ترعاهم وتربيهم وتقوم على خدمتهم كما لو كانوا أبناءها متام ا. وأن كل أسرة من تلك األسر تقيم في منزلها وتنظم حياتها وشؤونها املنزلية وتؤدي قاعة املعيشة التي يتجمع فيها األطفال وأمهم دور ا هام ا في إشعار األطفال باجلو األسري الذي يعيشون فيه باألمن. وأخير أن األطفال الذين يربون في قرى األطفال يجب أن تكون تربيتهم متمشية مع املبادئ التي يقبلها املجتمع الدولي والتي تسيطر عليه العرفان والكرامة اإلنسانية اللذان هما أساس احلرية ومنو السالم العاملي. )العاصي: 1984 م ص 29 (. وهذه املبادئ جلمعية قرى األطفال منطلقة من فلسفة صاحب الفكرة الذي بدأ هذه القرى وهو )هيرمان جماينر ) حيث يقول في أحد كتبه:»إن تربيتنا ألطفالنا في القرى تبدأ باألمان واحلب واحلنان املوجود ضمن

168 الرعاية املؤسسة لأليتام: بداياتها وبدائلها عائالت sos وباألخص ذلك االهتمام الذي يجدونه عند األم«)جماينر: 1985 م ص 15 ( وهي مبنية لديه على أن األمومة هي حجر األساس الذي تبنى عليه تربية األطفال فعطف األم على الطفل ورعايتها له واحلنان الذي متنحه إياه وكل هذا ال يوازيه شيء آخر في تربية سليمة. فاألم هي املرجع واملالذ لألطفال وهي مانحة احملبة للطفل وفي جودها يشعر الطفل باألمان وينمو منو ا سليم ا. وال شك أنه بفلسفته تلك متأث ر بوفاة والدته وهو في اخلامسة من عمره. وهذه النظرة لدى مؤسس قرى األطفال تنطلق من نظرة تعد العالقة في األسرة ثنائية األطراف أي بني الطفل واألم فقط وهي نظرة قاصرة فالوضع الطبيعي في األسرة هي العالقة الثالثية بني الطفل واألم واألب حتى يتحقق التوازن الكامل في شخصية الطفل لذا ال عجب أن جند أحد مدراء تلك القرى يقول: لقد وجدنا صيغة متكننا من تعويض األم ومساعدة الطفل احملروم منها على متابعة مسار منوه وتطوره لكننا عجزنا حتى اآلن عن إيجاد صيغة موازية متكن من التعويض عن غياب األب على غرار ما وجدناه بالنسبة لألم )نصار: 1413 ه ص 110 (. ويوجد في العالم العربي منها أكثر من )25( قرية منتشرة في عدد من الدول ومنها: األردن لبنان مصر سوريا السودان تونس املغرب اجلزائر فلسطني. كما يوجد أكثر من )50( قرية متوازعة في عدد من الدول اإلسالمية مثل: اندونيسيا باكستان سيراليون السنغال بنجالديش النيجر مالي السنغال غامبيا أوغندا الكاميرون بنني غنينا تركيا ألبانيا بوركينا فاسو أوغندا بينني غينيا بيساو..) وتتعدد مصادر متويل هذه القرى ومنها التبرعات وعائدات املشروعات احمللية التي تتبع كل قرية واملساعدات احلكومية والكفالة التي يقوم بها بعض الناس لكفالة أحد األطفال في القرية أو كفالة منزل بكامله ولكن تبقى هذه املوارد قاصرة عن إدارة هذه القرى على مستوى العالم وهذا ما جعل الدكتور )محمد عزمي صالح( الذي عمل مدير ا لقرية األطفال في القاهرة مدة سنتني وكتب كتاب ا صغير ا عن هذه القرى يقول:»إن موضوع متويل قرى األطفال بالنسبة لي ل غ ز م ح ي ر لم أستطع فك طالسمه جميعها كما يكتنفه قدر من السرية والغموض وبخاصة حني مقارنة املصروفات بالعائدات التي حتققها هذه القرى من التبرعات أو اإلعانات احلكومية«)صالح: 1416 ه ص 72 (. وعلى كل حال فال ميكن جتاهل دعم الكنيسة لهذا املشروع وال يعد سر ا أن مؤسس هذه القرى )هيرمان جماينر( كان يؤدي خدمات اجتماعية للكنيسة الكاثوليكية في مطلع حياته كما كانت الكنيسة الكاثوليكية تؤيد مشروعه في البدايات األولى وتقدم له الكثير من التسهيالت وهذا واضح بجالء في كتابه )انطباعات وأفكار ومعتقدات(. كما ساعده راعي الكنيسة للحصول على أول مكان ليبدأ فيه مشروعه. وقد تبلورت فكرة أول قرية لرعاية األيتام بعد مناقشته مع راعي الكنيسة لذا ال غرابة أن جند أن من شروط إيواء األطفال في بعض الدول العربية أن يكون عن طريق الكنيسة كما أن البابوية تتكفل برعاية بعض األطفال في قرى بعض الدول العربية. وفي الفلبني أقام رئيس أساقفة مدينة )سيبو( قداس ا احتفالي ا مبناسبة افتتاح قرية األطفال هناك. وبكل حال فإنه على الرغم من أن هذه الروح املسيحية قد ال تظهر في القرى التي توجد في الدول اإلسالمية ولكن يبقى حتييد الطفل عقدي ا واضح ا وجلي ا لكل متأمل لبرامج هذه القرى أو زائر ملواقعها ميداني ا. ومن يطلع على كتاب )هيرمان( )انطباعات وأفكار ومعتقدات( يلمس هذا بوضوح جلي ال يحتمل التأويل. وهذه التجربة تعد رائدة في العمل االجتماعي لرعاية األيتام وتعد أكثر تطور ا من املؤسسات االجتماعية األخرى مثل الرعاية املؤسسية في دور األيتام أو املالجئ وهذه التجربة تتناسب والبيئة التي نشأت فيها. وهي الدول ذات العقائد التي ت قر كل ما في هذه القرى من جوانب ال تتوافق مع مبادئ اإلسالم حيث ميكن إيجازها د. عبد الله بن ناصر السدحان في وضع مبادئ القرية بشكل عام وعدم تركيز برامج القرى على اجلانب الديني الذي ي عد محور ا أساسي ا في حياة الطفل بشكل عام واليتيم بخاصة وأخير ا ترغيب األمهات البديالت في اإلقالع عن الزواج ومحاولة احليلولة دون زواجهن إذا ما أتيح لهن الزواج فمن املالحظ أن بعض هذه القرى تقوم على منط أوربي وع رف عنها أنها تقترح أشكاال من رعاية الطفل تصطدم بالتقاليد احمللية كما أن مستوى املعيشة في قرية األطفال قد يكون عالي ا جد ا إلى حد ال ميكن للفتى احملافظة عليه حاملا يغادرها وهذا ما جعل بعض اآلباء يتعمد هجر أطفاله لكي يبقوا في تلك القرى. 3( نظام األسر البديلة )كفالة األيتام(: وهذا هو الشكل الثالث من أشكال رعاية األيتام السائدة في العالم وتقوم فكرته على احتضان طفل يتيم أو من كان في حكم اليتيم )لقيط( من قبل إحدى األسر ليعيش بينها كأحد أطفالها ويتظلل مبظلة األسرة الطبيعية ويجد منها جميع اإلشباعات التي يحتاجها سواء النفسية أم االجتماعية أم املادية لينمو منو ا متوازن ا بني ركني احلياة األسرية السوية )رجل وامرأة( ويحقق التكيف االجتماعي والنفسي املتوازي وهو يختلف كلية عن نظام التبني فال يوجد في هذا النظام تسمية للطفل باسم األسرة وتبقى احملرمية قائمة إال أن تقطع برضاع من الزوجة أو إحدى أقارب الزوجني. وال يوجد في هذا النظام مخادعة للطفل أو املجتمع فهو قائم على الصدق بخالف التبني القائم على خالف ذلك من أول يوم. فمن خالل هذا النظام نحقق البيئة األسرية السوية للطفل حينما ينشأ بني رجل وامرأة ينهل من كل طرف ما يتصف به من خصائص نفسية وعقلية واجتماعية وميكن للطفل أن يجد اإلشباعات التي يحتاجها كاملة باعتبار أن اجلهد منصب عليه وحده أو على طفل آخر معه وليس كما هو احلال في الدور واملؤسسات االجتماعية التي يوجد بها عشرات األطفال الذين تتوزع اهتمامات املشرف أو املشرفة على اجلميع فال ي ن ال كل طفل إال جزء ا يسير ا جد ا من اهتمامات املشرف وطاقاته احملدودة املنهكة هو مما يعذر به فال يكلف الله نفس ا إال وسعها. وال شك أن هذا هو األصل في املجتمع املسلم ب دال من ضمه إلى املالجئ أو املؤسسات اإليوائية ألنه في هذا احلال يندمج في أسرة يتربى فيها على اإللف واالئتالف واالندماج بني آحادها من غير أن يكون فيها ما يشعره باجلفوة وال يتوافر كل هذا في املؤسسات اإليوائية أو املالجئ فإنه مهما يكن القائمون عليها واملشرفون على إدارتها واملتصلون باألطفال رحماء أمناء فإن الطفل ال يشعر بينهم بحنان األبوة التي يفيض بها رجل صالح في أسرة سوية ترعاه. وميتاز هذا النوع من الرعاية لأليتام مبزايا عدة ال تتوافر في النظم السابقة ولعل أبرزها سرعة اندماج اليتيم أو اللقيط في املجتمع وسهولة حتقيق ذلك االندماج بشكل طبيعي وتلقائي مما ينتج عنه تكيف سوي طبيعي وغير متكلف املظاهر أو األشكال ومع ما يوجد من مزايا فإنه قد يوجد به بعض السلبيات لكنها تنغمر في بحر اإليجابيات املتوقعة منه. وباملوازنة بني سلبياته وإيجابياته جند أننا قد نغض الطرف عن بعض سلبياته املتوقعة وليست املتحققة جراء ما ننتظره من إيجابيات عدة على الطفل واألسرة واملجتمع. فهناك عدد من السلبيات التي قد تظهر في هذا النمط من أمناط الرعاية لأليتام ولكن اخللل ناجت من عدم تنفيذه بشكل جيد وليس اخللل في النمط نفسه فعلى سبيل املثال: ميكن لكل من يعمل مع هذه الفئة أن يالحظ أن بعض األسر البديلة تغدق العطف الشديد واحلنان الكبير على الطفل احملتضن وتصل به إلى درجة الدالل الزائد الذي يفسد الطفل ويجعله يتمرد في املستقبل على األسرة فتعجز عن رعايته فتتخلى

169 الرعاية املؤسسة لأليتام: بداياتها وبدائلها عنه وبعض األسر حتتضن الطفل لظروف معينة فتتقبل الطفل وهو صغير وتستمتع بطفولته البريئة بكل ما حتمله من أنس ومتعة وتصرفات طفولية محببة للنفس ولكنها تعجز عن التعامل معه أو تقبله عندما يكبر ويصل إلى مرحلة املراهقة. وهناك أسر ال حتسن الطريقة املناسبة إلخبار الطفل بواقعه سواء من حيث الزمان أم الوسيلة بل بعض األسر ال تخبر الطفل إطالق ا بواقعه مما يجعله يكتشفها بنفسه وبطريقة مأساوية قد تدمر حياته النفسية واالجتماعية وجتعله ينقم من املجتمع واألسرة. إن من حق الطفل أن يعلم عن واقعه ومن حقه كذلك أن ي ختار الوقت املناسب والظرف املناسبة والكيفية الصحيحة إليصال هذه املعلومة لديه بشكل متدرج يتناسب وعمره. وعلى أي حال فكل ذلك ال يقلل من قدر هذا النمط من أمناط الرعاية االجتماعية لألطفال األيتام وميكن جتاوزها في حالة حدوثها بل ميكن منع حدوثها ابتداء متى توافر لدى األسر البديلة الوعي الكافي مبا قد يواجهها من مواقف متوقعة من الطفل مجهول الهوية أو اللقيط إضافة إلى توافر القدرة على التعامل مع هذه املواقف واالستفادة من أصحاب اخلبرة في ذلك. ثالثا : البديل األنسب للمجتمع السعودي ال شك أن جميع هذه األمناط السابقة من أمناط رعاية األيتام تنطلق من هدف أساسي رئيس وهام هو احلرص على رعاية هذا الطفل اليتيم أما النظام األول وهو التبني فال حديث عنه باعتبار حرمته وعدم جوازه في الشرع وذلك حينما نتحدث عن النمط األنسب لرعاية األيتام في اململكة العربية السعودية وتبقى النظم الثالثة التي حتتاج إلى موازنة وترجيح مصالح كل نظام للوصول إلى األفضل وحتى ميكن املوازنة في ذلك فالبد أن نتعرف على احلاجات األساسية للطفل لننظر أين أفضل مكان ميكن أن تتوافر له فيه. وأبرز ما يذكر في هذا املجال هرم االحتياجات الذي وضعه )ماسلو( وهي حاجات متدرجة من أسفل إلى أعلى بحسب أهميتها لدى اإلنسان من وجهة نظر )ماسلو( فكلما حقق اإلنسان حاجة انتقل إلى طلب احلاجة التي تليها علو ا في هرم احلاجات وهي على النحو اآلتي: احلاجات العضوية والفسيولوجية. احلاجات األمنية. احلاجة إلى احلب واالنتماء. احلاجة إلى اعتبار الذات. احلاجة إلى حتقيق الذات. احلاجة إلى الرغبة في املعرفة. احلاجة إلى اجلمال. وميكن تفصيل بعض احتياجات الطفل االجتماعية بشكل عام انطالق ا من هرم االحتياجات الذي وضعه )ماسلو( في اجلوانب اآلتية: أ احلاجة إلى االنتماء االجتماعي. ب احلاجة إلى تأكيد الذات. د احلاجة إلى القيام بدور اجتماعي معني. د. عبد الله بن ناصر السدحان ه - احلاجة إلى املكانة االجتماعية. و- احلاجة إلى التعامل االجتماعي. ز- احلاجة إلى األمن االجتماعي والطمأنينة. ح احلاجة إلى احلب. ط احلاجة إلى املهارات االجتماعية. وهكذا نالحظ أن إشباع الغالبية العظمى من هذه احلاجات األساسية يعتمد على األسرة بشكل عام وبشقيها األب واألم ومن هناك تظهر األهمية التي توليها األديان والقوانني والشرائع والبرامج االجتماعية للمحافظة على األسرة وتقومي بنيانها وإصالحها مبا يضمن أن تكون مزدهرة وسعيدة. وهذه احلاجات التي ينبغي توفيرها للطفل منطلقة في أساسها من عدد احلقوق التي ينبغي ضمانها للطفل بشكل عام وللطفل اليتيم بشكل أخص. ويقصد بكلمة حقوق تلكم األمور الثابتة الواجبة الوفاء للطفل التي وجه إليها الدين احلنيف في السلوك الذي ينبغي أن يلتزم به املسلم حتقيق ا ألهداف احلياة وفق التصور اإلسالمي واحلق في عرف الفقهاء هو: ما ثبت في الشرع لإلنسان أو لله تعالى على الغير أي هو كل شيء مكنت الشريعة اإلنسان منه وسلطته عليه ومن هنا فاحلقوق مصدرها التشريع اإللهي أو التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو التي ال تتعارض مع نص شرعي ومنها: 1( حق احلياة. 4( حق الرضاعة. 7( حق الكفالة. 2( حق احلرية. 5( حق النفقة. 8( حق التعلم. 10( حق الرحمة. 3( حق النسب. 6( حق الوالية. 9( حق اللعب. ومن هنا ميكن القول: إنه إذا ابتعد الطفل عن بيئته الطبيعية في األسرة أصبح طفال غير طبيعي ومعرض ا للعديد من االضطرابات النفسية واملشكالت االجتماعية. ذلك بأن هناك أسس اجتماعية عامة البد أن تتوافر في أمناط رعاية األيتام ومبدأ هذه الشروط العامة ومنطلقها أن يعيش الطفل في جو أسري واجتماعي وهو اجلو الطبيعي نفسه أو قريب منه ما أمكن ذلك وكلما كان الطفل قريب ا من البيئة االجتماعية الطبيعية كان منوه سليم ا وكلما ابتعد عن ذلك كان هذا النمو خالف ذلك. ومن ذلك كله يتضح لنا أن نظام األسر البديلة )كفالة األيتام( هو األفضل على اإلطالق وبخاصة في املجتمع املسلم فهو الذي حث عليه الشرع ورغب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وميكن استنتاج ذلك من قوله عليه الصالة والسالم: )خ ي ر ب ي ت ف ي امل س ل م ني ب ي ت ف يه ي ت يم ي ح س ن إ ل ي ه و ش ر ب ي ت ف ي امل س ل م ني ب ي ت ف يه ي ت يم ي س اء إ ل ي ه ) )ابن ماجه 1421 ه ص 527 (. فاليتيم يرعى في بيت وليس في مؤسسة اجتماعية إال في ظروف خاصة قد مير بها املجتمع يحتاج معها إلى إيجاد مؤسسات خاصة لرعاية األيتام ولكن ينبغي أن تكون طارئة وليست دائمة كما ينبغي أن تكون ملبية الحتياجات الطفل السابق ذكرها بشتى أنواعها لتحقق توجيهات اإلسالم في كفالة اليتيم ورعايته حق الرعاية. إن القاعدة الفطرية في البشر أن ينشأ الطفل بني أبوين وحتت رعايتهما ولهذا حكمة إلهية عظيمة فاألسرة الطبيعية هي البيئة ذات األثر الفعال في تشكيل وتنمية جميع جوانب النمو لدى طفلها )العساف: 1409 ه ج 1 ص 44 ( حيث يتحقق للطفل من خالل أبويه إشباع احلاجات األساسية لديه سواء أكانت حاجات

170 الرعاية املؤسسة لأليتام: بداياتها وبدائلها اجتماعية أم نفسية أم عاطفية أم أمثالها من احلاجات الالزمة لنموه النمو السليم املتوازن وتؤكد العديد من الدراسات أهمية وجود األبوين في حياة الطفل وخطورة فقدهما أو أحدهما على مستقبل حياته وبخاصة األم. فالتنشئة االجتماعية للطفل داخل األسرة متثل عنصر ا هام ا وحاجة ملحة له ليعيش حياة طبيعية فالسنوات األولى في حياة الطفل وما يكتسبه فيها من تدريب وطبيعة في العالقات البينية ذات تأثير مباشر في أفعال الطفل واجتاهاته املستقبلية ففي األسرة تنمو قدرات الطفل ومهاراته ويتعلم التميز بني السلوك احلسن وغير احلسن ومن خاللها يدخل الطفل املجتمع وهو مزود مبا اكتسبه من قدرات ومهارات نفسية واجتماعية يتعامل بها مع اآلخرين والتكيف معهم. والذي يظهر أن هذا الشكل من أشكال رعاية األيتام هي الكفالة املقصودة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: )أ ن ا و ك اف ل ال ي ت يم ف ي اجل ن ة ه ك ذ ا و ق ال ب إ ص ب ع ي ه الس ب اب ة و ال و س ط ى( )البخاري 1421 ه ص 1050 ( فمن بقية األحاديث التي حتث على كفالة اليتيم وترتيب األجر العظيم عليه ميكن أن نلمس هذا فمن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: )خ ي ر ب ي ت ف ي امل س ل م ني ب ي ت ف يه ي ت يم ي ح س ن إ ل ي ه...( )ابن ماجه 1421 ه ص 527 (. يتضح أن اليتيم يعيش في البيت نفسه وليس خارجه أو في مؤسسة اجتماعية خارجية وفي قوله صلى الله عليه وسلم: )م ن ق ب ض ي ت يم ا م ن ب ني امل س ل م ني إ ل ى ط ع ام ه و ش ر اب ه أ د خ ل ه الل ه اجل ن ة...( )الترمذي 1421 ه ص 447 ( أي يضم اليتيم إليه وال يكون ذلك إال أن يكون يعيش معه سكن ا وأكال وشرب ا وملبس ا ورعاية. وكذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أتاه يشكو قسوة قلبه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: )أ حت ب أ ن ي ل ني ق ل ب ك و ت د ر ك ح اج ت ك! ار ح م ال ي ت يم و ام س ح ر أ س ه و أ ط ع م ه م ن ط ع ام ك ي ل ن ق ل ب ك و ت د ر ك ح اج ت ك أحتب( )املنذري بدون تاريخ ج 3 ص 349 (. وكما يظهر في احلديث فاليتيم يطعم من طعام الكافل مما يعني أنه يعيش معه. وهذا الرأي هو ما يراه الشيخ/ م ح م د بن عثيمني في فتواه حول كفالة اليتم املقصودة في حديث املصطفى صلى الله عليه وسلم )أ ن ا و ك اف ل ال ي ت يم ف ي اجل ن ة ه ك ذ ا و ق ال ب إ ص ب ع ي ه الس ب اب ة و ال و س ط ى( )البخاري 1421 ه ص 1050 ( حيث يرى»أن كفالة اليتيم ليست مجرد النفقة في مطعم ومشرب ومسكن بل أهم من ذلك احلضانة والتربية«)السليمان: 1429 ه ص 397 (. إن مما الشك فيه أن من نعمة الله على املسلم أن يوفقه إلى كفالة يتيم وكذلك على املجتمع بشكل عام وهو ما يعد في مصطلح اليوم )الرعاية األسرية لأليتام( وقد رتب الشرع جملة من الفوائد التي تتحقق للفرد وللمجتمع عند قيامه بذلك ومن هذه الفوائد )بن حميد 1418 ه ج 8 ص 3264 (: في كفالة اليتيم امتثال ألمر الله عز وجل وألمر الرسول صلى الله عليه وسلم في احلث على كفالة اليتيم واإلحسان إليه. كفالة اليتيم من قبل املسلم تؤدي إلى مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في اجلنة وكفى بذلك شرف ا وفخر ا. كفالة اليتيم واإلنفاق عليه وتربيته والعناية به تدل على طبع سليم وفطرة نقية وقلب رحيم. كفالة اليتيم واملسح على رأسه وتطييب خاطره تؤدي إلى ترقيق القلب وتزيل القسوة عنه. كفالة اليتيم تعود على صاحبها باخلير اجلزيل والفضل العظيم في احلياة الدنيا فضال عن اآلخرة قال تعالى: )ه ل ج ز اء اإل ح س ان إ ال اإل ح س ان ) ( سورة الرحمن اآلية: 60 ( أي هل جزاء من أحسن في عبادة اخلالق ونفع عبيده إال أن يحسن خالقه إليه بالثواب اجلزيل والفوز الكبير والعيش السليم في الدنيا واآلخرة. كفالة اليتيم تسهم في بناء مجتمع سليم خال من احلقد والكراهية وتسود فيه روح احملبة واملودة قال صلى الله عليه وسلم: )ت ر ى امل ؤ م ن ني ف ي ت ر اح م ه م و ت و اد ه م و ت ع اط ف ه م ك م ث ل اجل س د إ ذ ا اش ت ك ى ع ض و ت د اع ى ل ه س ائ ر د. عبد الله بن ناصر السدحان ج س د ه ب الس ه ر و احل م ى( )البخاري 1421 ه ص 1051 ( في إكرام اليتيم والقيام بأمره ورعايته والعناية به وكفالته إكرام ملن شارك الرسول صلى الله عليه وسلم في صفة اليتم وهذا دليل على محبته صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم. كفالة اليتيم من األخالق احلميدة التي أقرها اإلسالم وامتدح أهلها. في كفالة اليتيم حفظ لذرية الكافل من بعده وقيام اآلخرين باإلحسان إلى أيتامك قال تعالى: )و ل ي خ ش ال ذ ين ل و ت ر ك وا م ن خ ل ف ه م ذ ر ي ة ض ع اف ا خ اف وا ع ل ي ه م ف ل ي ت ق وا الل ه و ل ي ق ول وا ق و ال س د يد ا( )سورة النساء اآلية: 9 ( فكافل اليتيم اليوم إمنا يعمل لنفسه لو ترك ذرية ضعاف ا فكما حتسن إلى اليتيم اليوم يحسن إلى أيتامك في الغد وكما تدين تدان. إن العديد من الدراسات تظهر عدم مالءمة املؤسسات االجتماعية اإليوائية )الدور االجتماعية( بشكلها احلالي لرعاية األطفال األيتام رعاية سوية وفق ما ينشدها املجتمع فال توجد دراسة مقارنة بني أطفال املؤسسات االجتماعية وأطفال األسر البديلة إال وتظهر تفوق أطفال األسر البديلة في جوانب اجتماعية ونفسية وتعليمية عدة )قاسم: 1998 م ص 122 (. كما تتفق البحوث والدراسات التي تناولت األطفال احملرومني من الرعاية الوالدية على أن هذه املؤسسات قد جنحت في إشباع االحتياجات املادية لهؤالء األطفال وأخفقت بدرجة أو أخرى في إشباع االحتياجات النفسية واالجتماعية املختلفة لهم )السهلي: 1423 ه ص 1 (. وهذه النتائج تدعو كل متأمل إلعادة النظر في طرق رعاية األيتام في اململكة العربية السعودية من خالل الرعاية املؤسسية وتناشده لزرع بذرة تغيير هذا الوضع القائم وتدعوه لتصحيح املسار وبخاصة أنه ثبت أن لهذا النوع من الرعاية لأليتام آثار ا سيئة على األطفال وأصبح هذا النمط في الرعاية في حكم املاضي في العديد من الدول املتقدمة ويجب جعل االعتماد على الرعاية املؤسسية امللجأ األخير والتركيز على الرعاية في األسر البديلة بشتى الوسائل )الباز: 1422 ه ص 95 (. أما ما قد ي طرح من إشكاالت متوهمة في نظام األسر البديلة )كفالة األيتام( مثل قضية االسم والتباين بني اسم الطفل واسم األسرة فهي مشكلة قابلة للحل من خالل التعامل الواعي والصريح مع الطفل وإخباره بواقعه بشكل متدرج وفي مرحلة مبكرة من عمره واختيار الوقت والظرف املناسبني حتى ال يصدم الطفل احملضون وليس املقصود باإلخبار إعالمه أنه ثمرة عالقة غير شرعية بل املقصود هو إخباره أن هذه األسرة رعته ألن والديه فقدا ولم ي عرفا فقط ليس أكثر من ذلك واملهم اختيار العمر املناسب وإتباع الطريقة املتدرجة املتناسبة مع التغيرات التي مير بها كل طفل. إن الدعوة إلى نظام األسر البديلة سيجد كل رواج في املجتمع السعودي وبخاصة أننا ننادي بهذا األسلوب في الرعاية لأليتام في ظل كالم الله عز وجل احلاث على رعاية األيتام واإلحسان إليهم وفي ظل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم )أ ن ا و ك اف ل ال ي ت يم ف ي اجل ن ة ه ك ذ ا و ق ال ب إ ص ب ع ي ه الس ب اب ة و ال و س ط ى( وهي دعوة جتد صدى قوي ا في نفس املواطن السعودي على امتداد مناطقها. والله املوفق,,

171 الرعاية املؤسسة لأليتام: بداياتها وبدائلها املراجع ابن ماجه سنن ابن ماجه دار السالم الرياض 1421 ه. أبو زهرة م ح م د. تنظيم اإلسالم للمجتمع دار الفكر العربي بدون تاريخ. الباز راشد بن سعد. الرعاية االجتماعية لألطفال ذوي الظروف اخلاصة في اململكة العربية السعودية دراسة غير منشورة وزارة العمل والشؤون االجتماعية الرياض 1422 ه. البخاري محمد بن إسماعيل. صحيح البخاري دار السالم الرياض 1421 ه. الترمذي أبي عيسى. سنن الترمذي دار السالم الرياض 1421 ه. الدويبي عبد السالم بشير. املدخل لرعاية الطفولة الدار اجلماهيرية للنشر والتوزيع ليبيا 1988 م. الذهبي. العبر في خبر من غبر حتقيق: أبو هاجر محمد السعيد دار الكتب العربية بيروت 1405 ه. السدحان عبد الله بن ناصر. أطفال بال أسر مكتبة العبيكان الرياض 1423 ه. السدحان عبد الله بن ناصر. الرعاية االجتماعية في اململكة العربية السعودية- النشأة والواقع دارة امللك عبد العزيز الرياض 1425 ه. السهلي أسماء بنت غنام. كفاءة ممارسة اخلدمة االجتماعية في إشباع بعض احتياجات األطفال احملرومني من األسرة الطبيعية رسالة ماجستير غير منشورة كلية اآلداب جامعة امللك سعود الرياض 1423 ه. السليمان فهد بن ناصر. فتاوى فضيلة الشيخ العالمة م ح م د بن صالح العثيمني في الزكاة والصيام دار الثريا للنشر الرياض 1429 ه. الضبيب إبراهيم بن عبد الله. دور اخلدمة االجتماعية في تنمية املهارات االجتماعية لألطفال األيتام ومن في حكمهم باملؤسسات اإليوائية: دراسة ميدانية رسالة دكتوراه غير منشورة كلية العلوم اإلنسانية اجلامعة األمريكية بلندن 2005 م العاصي ثناء يوسف. قرى األطفال دار املطبوعات اجلديدة 1984 م. العساف صالح. تربية األطفال مجهولي الهوية املركز العربي للدراسات األمنية والتدريب الرياض 1409 ه. القرضاوي يوسف. االستلحاق والتبني في الشريعة اإلسالمية مكتبة وهبة القاهرة 1421 ه. املنذري الترغيب والترهيب حتقيق: مصطفى عمارة املكتبة العصرية بيروت بدون تاريخ املوسوعة العربية العاملية مؤسسة أعمال املوسوعة للنشر والتوزيع الرياض 1416 ه. النابلسي شاكر. عصر التكايا والرعايا: وصف للمشهد الثقافي لبالد الشام في العهد العثماني ) 1516 م- د. عبد الله بن ناصر السدحان غامن إبراهيم البيومي. األوقاف والسياسة في مصر دار الشروق القاهرة 1419 ه. قاسم أنسي م ح م د. أطفال بال أسر مركز اإلسكندرية للكتاب اإلسكندرية 1998 م. قرقوتي حنان إبراهيم. تطور تنظيم الوقف في لبنان: منوذج رعاية األيتام في مدينة بيروت مجلة أوقاف األمانة العامة لألوقاف الكويت العدد 12 السنة السابعة جماد األول 1428 ه. منظمة قرى األطفال الدولية قرى األطفال SOS أهدافها نشأتها تكوينها النمسا 1989 م. نصار كريستني. عد يا أبي إمكانيات تعويض الغياب األبوي طرابلس 1413 ه. وزارة الشؤون االجتماعية الكتاب اإلحصائي السنوي 1430 ه/ 1431 ه الرياض 1432 ه م( املؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 1999 م. أمني م ح م د. األوقاف واحلياة االجتماعية في مصر دراسة تاريخية وثائقية دار النهضة القاهرة 1980 م. بدوي أحمد. معجم مصطلحات العلوم االجتماعية مكتبة لبنان بيروت 1986 م. بن حميد صالح. موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخالق الرسول الكرمي دار الوسيلة جدة 1418 ه. بن عساكر راشد بن م ح م د. تاريخ املساجد واألوقاف القدمية في بلد الرياض إلى عام 1377 ه مرامر للطباعة اإللكترونية الرياض 1420 ه. جماينر هيرمان. انطباعات وأفكار ومعتقدات ترجمة: مهى عبد الرزاق عرفات 1985 م. صابان سهيل. مكة املكرمة واملدينة املنورة: بحوث ودراسات من واقع األرشيف العثمان واملصادر التركية مكتبة امللك عبد العزيز العامة الرياض 1426 ه. صالح محمد عزمي.الرعاية االجتماعية لليتامى مكتبة وهبه القاهرة 1416 ه

172 د. صالح بن غامن السدالن ورقة عمل للمؤمتر السعودي األول لرعاية األيتام إعداد: احملامي/ د. صالح بن غامن السدالن مقدمة احلمد لله رب العاملني والصالة والسالم على خامت األنبياء واملرسلني نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واسنت بسنته إلى يوم الدين.. أما بعد: إن صور اليتم في املجتمع مكون رئيسي في نسيجه العام منذ أن خلق الله اخللق ألن النوازل والفواجع ت ك ر كر الليالي واأليام وال تتوقف وما يخفف من قسوة احلالة وبشاعة الصورة هو ذلك التكافل االجتماعي التعاوني الذي أرست قواعده الشريعة اإلسالمية السمحة فجاء تعزيز األمر برعاية اليتامى وحفظ حقوقهم املشروعة وتربيتهم وتهيئتهم للحياة في القرآن الكرمي في )23( مرة بلفظ )اليتم واليتيم واليتيمة واأليتام واليتامى(. وتكرر ذكر ذلك في احلديث النبوي الشريف مرات كثيرة. وما دام اليتم بهذه الصورة ومكانته في املجتمع معروفة فهذا املجتمع نفسه يتحمل املسؤولية كاملة بأن يتضامن أبناؤه ويتعاضدوا فيما بينهم أفرادا وجماعات حكاما أو محكومني على اتخاذ كافة املواقف االيجابية التي تكفل رعاية األيتام بدافع من شعور وجداني عميق ينبع من أصل العقيدة اإلسالمية ليعيش اليتيم في كفالة اجلماعة وتعيش اجلماعة مبؤازرة هذا اليتيم املنسجم معها في سيرها نحو حتقيق مجتمع أفضل. إن وسائل التكافل االجتماعي كثيرة على أن أهمها علي اإلطالق هو اإلنفاق في وجوه اخلير فالشريعة اإلسالمية حثت على هذه اخليرية وحذرت من الشح والبخل وجعلت في أموال املوسرين واألغنياء حقا معلوما للفقراء واليتامى واملساكني. فالرسول صلى الله عليه وسلم حض على كفالة اليتيم وأمر بوجوب رعايته وبشر كفالء اليتيم أنهم إن أحسنوا إلى اليتامى سيكونون معه في اجلنة. عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )أنا و ك اف ل ال ي ت يم في اجل ن ة ه ك ذ ا و أ ش ار ب الس ب اب ة و ال و س ط ى و ف ر ج ب ي ن ه م ا شيئا( رواه البخاري. ورعاية األيتام واجبة في األصل على ذوي األرحام واألقارب أما الدولة فإنها ال تلجأ إلى الرعاية إال عند احلاجة. وقد درج املسلمون منذ عهودهم األولى على افتتاح الدور لرعاية األيتام لتتولى املؤسسات اإلسالمية العامة واخلاصة تربية األيتام ورعايتهم واإلنفاق عليهم ومساعدتهم على النمو الطبيعي واحلياة اإليجابية في املجتمع. خطة البحث: وتتكون من مقدمة وخمس مباحث بيانها كالتالي: املقدمة ومن خاللها تبني أهمية املوضوع املبحث األول: تعريف اليتيم, وسبب التسمية, احلكمة من رعاية اليتيم املبحث الثاني: كافل اليتيم املبحث الثالث: مال اليتيم, وما يلزم الوصي في حق مال اليتيم, ومتى يسلم لليتيم ماله املبحث الرابع: أحكام اليتيم في القرآن املبحث اخلامس: التعامل مع اليتيم الفهارس وتتضمن فهرس اآليات, وفهرس األحاديث, وفهرس املصادر واملراجع, وفهرس املوضوعات 335

173 د. صالح بن غامن السدالن املبحث األول: تعريف اليتيم اليتيم لغة : اليتيم جمعه أيتام و يتامى وقد يتم الصبي بالكسر ييتم يتما بضم الياء وفتحها مع سكون التاء فيهما و اليتم في الناس من قبل األب وفي البهائم من قبل األم وكل شيء مفرد يعز نظيره فهو يتيم يقال درة يتيمة. واليتيم شرعا: هو الصبي الذي ال أب له وليس لبالغ فيه حق ألنه ال يسمى بعد البلوغ يتيما والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم ال يتم بعد احللم, وقيل اليتيم هو املنفرد عن األب ألن نفقته عليه ال على األم واألنثى اليتيمة وفي البهائم اليتيم هو املنفرد عن األم ألن اللنب واألطعمة منها قاله السيد وفي املفردات اليتيم انقطاع الصبي عن أبيه قبل بلوغه وفي احلديث ال يتم بعد احللم وفي املجمع اطالق اليتيم واليتيمة على البالغ والبالغة مجاز أو من باب تسمية الشيء باسم ما كان عليه حيث أن األب هو الذي يحنو على ولده ويربيه وينفق عليه مما يجد ويرق له ويشفق عليه ويعلمه ما ينفعه فمتى مات أبوه فقد ضعفت نفسه وفي الغالب أنها تسوء حاله ويفقد العناية ويكون محال للرحمة والشفقة ولذلك وصى الله تعالى باليتامى خير ا كما في قوله تعالى: )و ي س أ ل ون ك ع ن ال ي ت ام ى ق ل إ ص ال ح ل ه م خ ي ر و إ ن ت خ ال ط وه م ف إ خ و ان ك م و الل ه ي ع ل م امل ف س د م ن امل ص ل ح ) )البقرة: 22( وال شك أن من فقد أباه ولم يعلم أين هو وال يدري أهو حي أم ميت فإنه كاليتيم في الظاهر فيوصى برحمته وحفظ ماله وإصالح حاله واإلنفاق عليه باملعروف وأن يتجر بأمواله حتى ال تأكلها الزكاة والنفقة حتى يبلغ أشده ثم بعد الصالح والرشد تدفع إليه أمواله ليقوم بشأنه. سبب التسمية أن التسمية بهذا االسم منشأها... عدم االعتناء الذي يالقيه من فقد كفيله وهو بهذا السن من العمر حيث صرح مبثل ذلك من تضلع بتتبع هذا النوع من املصطلحات قال املفضل أصل اليتم الغفلة وبه سمي اليتيم يتيما ألنه يتغافل عن بره وقال أبو عمرو اليتم اإلبطاء ومنه أخذ اليتيم ألن البر يبطئ. احلكمة من رعاية اليتيم هو تعويض اليتيم احلنان واحلب الذي فقده وتربيته تربيه صاحله حتى يكون من سواعد املجتمع واألمة اإلسالمية ويكون السباق في فعل اخلير,,وقد وضع لتربيه اليتيم اجر كرمي وهو مصاحبه النبي علي الصالة والسالم في جنات النعيم.. املبحث الثاني: كافل اليتيم كافل اليتيم هو القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك قال النووي وهذه الفضيلة حتصل ملن كفله من مال نفسه أو من مال اليتيم بوالية شرعية له أي قريبا كأمه وجده وأخوته وأعمامه وأخواله أو لغيره أي أجنبيا وفي السنة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )ك اف ل ال ي ت يم له أو ل غ ي ر ه أنا وهو ك ه ات ني في اجل ن ة و أ ش ار م ال ك ب الس ب اب ة و ال و س ط ى( وكفالة اليتيم من أعظم أبواب اخلير التي حثت عليها الشريعة اإلسالمية قال الله تعالى: ( ي س أ ل ون ك م اذ ا ي ن ف ق ون ق ل م ا أ ن ف ق ت م م ن خ ي ر ف ل ل و ال د ي ن و األ ق ر ب ني و ال ي ت ام ى و امل س اك ني و اب ن الس ب يل و م ا ت ف ع ل وا م ن خ ي ر ف إ ن الل ه ب ه ع ل يم ) )البقرة: 215(. عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )أنا و ك اف ل ال ي ت يم في اجل ن ة ه ك ذ ا و أ ش ار ب الس ب اب ة و ال و س ط ى و ف ر ج ب ي ن ه م ا شيئا( رواه البخاري. وقال احلافظ أيضا : قال شيخنا في شرح الترمذي: لعل احلكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول اجلنة أو شبهت منزلته في اجلنة بالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم أو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم لكون النبي صلى الله عليه وسلم شأنه أن يبعث إلى قوم ال يعقلون أمر دينهم فيكون كافال لهم ومعلما ومرشدا وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من ال يعقل أمر دينه بل وال دنياه ويرشده ويعلمه ويحسن أدبه فظهرت مناسبة ذلك. وقال النبي صلى الله عليه وسلم )من ض م ي ت يما بني أ ب و ي ن م س ل م ني إلى ط ع ام ه و ش ر اب ه حتى ي س ت غ ن ى عنه و ج ب ت له اجل ن ة ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:) الس اع ي على األ ر م ل ة و امل س ك ني ك امل ج اه د في س ب يل الل ه أو ال ق ائ م الل ي ل الص ائ م الن ه ار (. ومن األمثلة الواضحة على ذلك حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : )ت ص د ق ن و ل و من ح ل ي ك ن و ك ان ت ز ي ن ب ت ن ف ق على عبد الل ه و أ ي ت ام في ح ج ر ه ا قال فقالت ل ع ب د الل ه س ل ر س ول الل ه صلى الله عليه وسلم أ ي ج ز ي ع ن ي أ ن أ ن ف ق ع ل ي ك و ع ل ى أيتامي في ح ج ر ي من الص د ق ة فقال س ل ي أ ن ت ر س ول الل ه صلى الله عليه وسلم ف ان ط ل ق ت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ف و ج د ت ام ر أ ة من األ ن ص ار على ال ب اب ح اج ت ه ا م ث ل ح اج ت ي ف م ر ع ل ي ن ا ب ال ل ف ق ل ن ا س ل النبي صلى الله عليه وسلم أ ي ج ز ي ع ن ي أ ن أ ن ف ق على ز و ج ي و أ ي ت ام لي في ح ج ر ي و ق ل ن ا ال ت خ ب ر ب ن ا ف د خ ل ف س أ ل ه فقال من ه م ا قال ز ي ن ب قال أ ي الز ي ان ب قال ام ر أ ة عبد الل ه قال نعم لها أ ج ر ان أ ج ر ال ق ر اب ة و أ ج ر الص د ق ة ). املبحث الثالث: مال اليتيم قد أمر الله سبحانه وتعالى باإلصالح لليتامي ونهى عن قربان أموالهم إال بالتي هم أحسن فقال تعالى : )و ي س أ ل ون ك ع ن ال ي ت ام ى ق ل إ ص الح ل ه م خ ي ر و إ ن ت خ ال ط وه م ف إ خ و ان ك م و الل ه ي ع ل م امل ف س د م ن امل ص ل ح و ل و ش اء الل ه أل ع ن ت ك م إ ن الل ه ع ز يز ح ك يم ) )البقرة: 22( وقال تعالى : ( و ال ت ق ر ب وا م ال ال ي ت يم إ ال ب ال ت ي ه ي أ ح س ن ح ت ى ي ب ل غ أ ش د ه و أ و ف وا ب ال ع ه د إ ن ال ع ه د ك ان م س ئ وال(. اإلسراء : آية 34. قال الشيخ ابن باز رحمه الله فالواجب على والى اليتيم أن يعمل مبقتضى هاتني اآليتني وذلك هو اإلصالح في أموال اليتامى وبذل اجلهد في تنميتها وتكثيرها وحفظها إما بالتجارة فيها.. أو بدفعها إلى ثقة يتجر فيها بجزء مشاع من الربح كالنصف ونحوه حسب املتعارف عليه في بلد املعاملة.. وإذا تبرع بجميع الربح لليتيم فذلك خير وأفضل.. أما تصرف ولي اليتيم في أموال اليتيم في مصلحة الولي وقضاء حاجاته وتنمية جتارته ونحو ذلك فالظاهر أن ذلك ال يجوز ألن ذلك ليس من اإلصالح لليتيم وليس من قربانها بالتي هي أحسن.. أما إذا انفقها ليحفظها لليتيم بنية القرض لكونه يخاف عليها إذا بقيت من التلف أو السرقة ونحو ذلك ولم يجد ثقة يعمل في مال اليتيم فهذا واحلالة هذه يعتبر من اإلصالح واحلفظ ملال اليتيم إذا كان الولي مليئا ليس على مال اليتيم خطر في بقائه في ذمته واخلالصة أن الواجب على ولي اليتيم هو عمل األصلح لليتيم.. والله سبحانه هو الذي يعلم املفسد من املصلح يجازي كل عامل بعمله إن خيرا فخبر وإن شرا فشر ونسأله أن يوفقنا وإياكم ملا يرضيه

174 د. صالح بن غامن السدالن ما يلزم الوصي في حق مال اليتيم والذي يلزم الوصي في حق مال اليتيم أربعة أشياء أحدها حفظ أصول أمواله.والثاني تثمير فروعها.والثالث اإلنفاق عليه منها باملعروف والرابع إخراج ما تعلق مباله من احلقوق فأما حفظ األصول فيكون من وجهني أحدهما حفظ الرقاب عن أن متتد إليها يد فإن فرط كان ملا تلف منها ضامنا والثاني استبقاء العمارة لئال يسرع إليها خراب فإن أهمل عمارتها حتى عطل ضياعه وتهدم عقاره نظر فإن كان إلعواز ما ينفق عليها فال ضمان عليه وإن كان مع وجود النفقة فقد أثم وفي الضمان وجهان أحدهما يضمن ويصير بهذا كالغاصب. والوجه الثاني ال ضمان عليه ألن خرابها لم يكن من فعله فيضمن به وال يده غاصبة فيجب بها عليه ضمان. وأما تثمير فروعه فألن النماء مقصود فلم يجز أن يفوته على اليتيم كاألصول. فالله أمر - عز وجل - بحفظ أموال األيتام وعدم التعرض لها بسوء وعد ذلك من كبائر الذنوب وعظائم األمور ورتب عليه أشد العقاب قال تعالى:) إن الذ ين ي أك ل ون أ م وال الي ت امى ظ لما إمن ا ي أك ل ون في ب ط ون ه م نارا وس يصل ون س ع يرا ) النساء : آية 10 كما قال تعالى :) وال ت قرب وا م ال الي ت يم إال ب الت ي ه ي أحس ن ح ت ى ي بل غ أ ش د ه وأوف وا ب الع هد إن الع هد ك ان م سئ وال ) اإلسراء : آية. 34 وعد الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكل مال اليتيم من السبع املوبقات فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: )اج ت ن ب وا الس ب ع امل وب ق ات قالوا يا ر س ول الل ه وما ه ن قال الش ر ك ب الل ه و الس ح ر و ق ت ل الن ف س التي ح ر م الله إال ب احل ق و أ ك ل الر ب ا و أ ك ل م ال ال ي ت يم و الت و ل ي يوم الز ح ف و ق ذ ف احمل ص ن ات امل ؤ م ن ات ال غ اف ال ت ), وخلطورة ذلك األمر وجه صلى الله عليه وسلم من كان ضعيفا من الصحابة أال يتولني مال يتيم فعن أبي ذر - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : )يا أ ب ا ذ ر إني أ ر اك ض ع يف ا و إ ن ي أ ح ب لك ما أ ح ب ل ن ف س ي ال ت أ م ر ن على اث ن ني وال ت و ل ني م ال ي ت يم (. واستمرارا حلرص التشريع اإلسالمي على أموال اليتامى أمر باستثمارها وتنميتها حتى ال تستنفدها النفقة عليهم فلقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : )أال من ولى ي ت يم ا له م ال ف ل ي ت ج ر فيه وال ي ت ر ك ه حتى ت أ ك ل ه الص د ق ة ). كما ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال : ( اجتروا في مال اليتامى حتى ال تأكلها الزكاة ) ومن هنا يلزم الولي على مال اليتيم استثمارها ملصلحة اليتيم على رأي كثير من أهل العلم بشرط عدم تعريضها لألخطار. متى يسلم لليتيم ماله ملا أمر الله بإيتاء اليتامى أموالهم بقوله: )وآتوا اليتامى أموالهم( شرع في تعيني وقت تسليمهم أموالهم وبيان شرط ذلك الدفع فأمر األولياء باختبار اليتامى في عقولهم وأحوالهم حتى إذا علموا منهم بعد البلوغ أن لهم فهما وعقال وقدرة في معرفة املصالح واملفاسد دفعوا إليهم أموالهم. واتفق أبو حنيفة والشافعي على أن هذا االختبار يكون قبل البلوغ وتشهد لهم الغاية ويحكى عن مالك أنه بعد البلوغ. والبلوغ يكون بأحد خمسة أشياء: ثالثة يشترك فيها الرجال والنساء: االحتالم واستكمال خمس عشرة سنة واإلنبات وشيئان يختصان بالنساء: احليض واحلمل. وعموم اللفظ يتناول ذكور اليتامى وإناثهم وال خالف بني أهل العلم في أن األمر فيهم واحد لكن مالك خالف في سن رشد املرأة فقال ال بد من دخول زوجها عليها ومضي مدة من الزمان متارس فيها األحوال واختلف املالكية في هذا التحديد: عام -عامان- سبعة أعوام فإن كان من أوالد التجار فوض إليه البيع والشراء فإذا تكررت منه فلم ي غنب ولم يضيع ما في يده فهو رشيد وإن كان من أوالد الدهاقني والكبراء الذين يصان أمثالهم عن األسواق دفعت إليه نفقة مدة لينفقها في مصاحله فإن كان قيما بذلك يصرفها في مواقعها ويستوفي على وكيله ويستقصى عليه فهو رشيد واملرأة يفوض إلى ربة البيت من استئجار الغز االت وتوكيلها في شراء وأشباه ذلك فإن وجدت ضابطة ملا في يديها مستوفية من وكيلها فهي رشيده. ويشترط تكرر االختبار مرتني أو أكثر بحيث يغلب على الظن رشده فال يكفي مرة ألنه قد يصيب فيها اتفاقا ووقته. وقد اتفق الفقهاء على أن الصغير ال يدفع إليه ماله حتى يبلغ سن االحتالم ويؤنس منه الرشد فإن وجد أحدهما دون اآلخر لم يجز تسليم املال. املبحث الرابع: أحكام اليتيم في القرآن قال تعالى: )و اب ت ل وا ال ي ت ام ى ح ت ى إ ذ ا ب ل غ وا الن ك اح ف إ ن آن س ت م م ن ه م ر ش دا ف اد ف ع وا إ ل ي ه م أ م و ال ه م (.)النساء: 6(. املراد باألشد في شأن اليتيم بلوغ احللم مع حسن التصرف وهو املبني وبلوغ احللم هو بلوغ النكاح لكنه مشروط بإيناس الرشد. فكم من كبير غير رشيد وال يحسن التصرف وهذا ما رجحه الشوكاني رحمه الله قال:»واألولى في حتقيق بلوغ األشد أنه البلوغ إلى سن التكليف مع إيناس الرشد وهو أن يكون في تصرفاته مباله سالكا مسلك العقالء ال مسلك أهل السفه والتبذير«.واستدل رحمه الله باآلية السابقة. اإليضاح يقول تعالى في هذه الوصية: )و ال ت ق ر ب وا م ال ال ي ت يم ) األنعام: من اآلية 152 إن مما حرم الله عز وجل على عباده مقاربة مال اليتيم والدنو منه باتخاذ األسباب املوصولة إليه مبعنى أنه ال يجوز ملسلم أن يدنو من سبب يؤدي به التصرف في مال اليتيم ومقارفته واملنع موجه لكل من ولي أمر يتيم مباشرة أو بواسطة وليه أو وصيه القائم على شئونه. وهذا نهي عن جميع التصرفات التي ال تعود بنفع وال تدفع ضررا. )إ ال ب ال ت ي ه ي أ ح س ن( )األنعام: من اآلية 152 (: إال بالصفة احلسنة وهي العمل الذي يقوم به صالح ماله وتنميته وحفظه من الضياع فإن الله عز وجل أباح لكل من يقوم على أمر يتيم أن يتصرف بهذا الشرط في أمواله فيصرفه فيما يعود عليه بالنفع يجتهد في رجحان مصلحته من استثماره واإلنفاق منه على تربيته وتعليمه وما يصلح به معاشه ومعاده وهذا باب عظيم من أ بواب الشريعة اإلسالمية. أال ترى أن الرب عز وجل من بالغ حكمته ولطفه بعباده الكافل واملكفول. نهى عن قرب مال اليتيم ألن النهي عن قرب الشيء أبلغ من النهي عنه ألنه يتضمن النهي عن األسباب والوسائل املؤدية إليه والتصرفات التي توقع فيه والنهي عن قرب الشيء يتضمن أيضا النهي عن الشبهات التي حتتمل التأويل فيه فيجد املسلم املتقي إذ يعدها هضما حلق اليتيم وال يقع فيها إال طامع يرى أنها بالتأويل مما يحل وهذا باب من الشر يغلق بفهم النهي عن قرب الشيء. فليحذر املسلم مواطن االنزالق فإن فيها مكامن خطر ال ينجو منها إال من حفظه الله. واألخذ باألحوط من أسباب احلفظ والسالمة. )ح ت ى ي ب ل غ أ ش د ه ( )األنعام: من اآلية 152 (: هذا القيد غاية إلباحة التصرف في مال اليتيم مبا يصلحه ومن إصالحه منع اليتيم نفسه منه حتى يكون راشدا في تصريف ماله كغيره من العقالء. فإن الولي أو الوصي ممك ن شرعا من منع اليتيم من تبديد ماله وإضاعته أو اإلسراف فيه. فالقيد املذكور غاية ملا يفهم من االستثناء ال للنهي كأنه قيل:»احفظوا مال اليتيم حتى يبلغ فإذا بلغ فادفعوا إليه ماله«كما في قوله عز وجل )ف إ ن آن س ت م م ن ه م ر ش دا ف اد ف ع وا إ ل ي ه م أ م و ال ه م ) )النساء: من اآلية 6 ( وإن مما يجدر التنبيه إليه أن النهي عن قرب مال اليتيم

175 د. صالح بن غامن السدالن عام فال يجوز التصرف في ماله مبا يفسده من قبل أي أحد ومن وقع في شيء من ذلك فإنه مؤاخذ مهما بعد وإذا كان النهي يتناول الولي والوصي بالدرجة األولى فهو لغيرهما من باب األولى ثم إن على املسلم أن يحذر هذا األمر أشد احلذر وأن يتعامل مع املسلمني وفق ما شرع الله السيما في هذا الزمان الذي عبدت فيه املادة وكثر أتباع الدرهم والدينار ومن تأمل هذه الوصية وما جاء في أمر اليتيم من اآليات يعلم علم اليقني ما في نظام اإلسالم من سعادة وحماية لكل فرد إن حماية األموال تقوم على أساسني هامني في حياة كل فرد: - 1 القوة املادية قوة اليد. - 2 القوة الفكرية قوة الرشد والعقل وتدبير األمور. ومن ألقى نظرة على ما كان عليه املجتمع اجلاهلي يجد أن أصحاب األفكار املادية ال يحترمون إال القوة وال يخضعون إال لألقوياء. ومن هنا نعلم الشرع حينما بالغ في الوصية باليتيم إمنا يعطيه احلصانة واحلفظ من أي اعتداء. وإذا كانت معاناة اليتيم في ذلك املجتمع بالغة الصعوبة فإنه في هذا العصر عصر املاديات واألساليب املاكرة اخلادعة أحوج ما يكون إلى أن يعيش في ظل اإلسالم الذي وفر له احلماية الكافية. ألن اليتيم في غير املجتمع اإلسالمي ال يقدر على حماية نفسه وماله إال إذا بلغ قوة الساعد وحصافة العقل وكان رشيدا في عقله وأخالقه وجتاربه ولن يحصل مع هذا على احلماية الكافية لكثرة الغش وأساليب احليل املاكرة. أما اإلسالم فإنه يوفر له احلماية الكاملة من خالل نظامه العام. طاملا هو في حاجة إليها وال غنى ألحد عنها لكنه عند إيناس الرشد وبلوغ احللم جاز له أن يستقل بنفسه والنظر لها ملعرفته مبا يصلح شأنه وبصره بوجوه األخذ والعطاء ألنه في هذه احلال يزول عنه اسم اليتم ومعناه من احلجر وغيره أما إذا بلغ احللم وهو مستمر في غرارته وسفهه متماد في جهالته فإنه في هذه احلال يزول عنه اسم اليتم حقيقة ويبقى عليه حكم احلجر لقصور فكره عن إدارة شئونه. وعلى أي حال فكم لإلسالم من ميزة في هذا الباب وغيره إن اجلاهليني كانوا ال يتحرجون من التصرف في أموال اليتامى بحق وباطل فيأخذون أموال اليتامى ويبدلونها بأموالهم فيقول الرجل منهم: مائة مبائة فنهى الله عباده عن ذلك فقال: )و آت وا ال ي ت ام ى أ م و ال ه م و ال ت ت ب د ل وا اخل ب يث ب الط ي ب ). وكانوا يتسلطون على أموال اليتامى باألكل واالنتفاع فنهى الله عباده عن ذلك فقال: )و ال ت أ ك ل وا أ م و ال ه م إ ل ى أ م و ال ك م ) أي ال تضموا أموالهم إلى أموالكم لتنتفعوا بها في األكل وغيره. وقد توعد الله عز وجل أكلة أموال اليتامى قال تعالى: )إ ن ال ذ ين ي أ ك ل ون أ م و ال ال ي ت ام ى ظ ل ما إ نم ا ي أ ك ل ون ف ي ب ط ون ه م ن ارا و س ي ص ل و ن س ع يرا ( )النساء: 6( وقد خرج النهي عن األكل مخرج الغالب وإال فاإلحراق واإلغراق وكل إتالف له محرم شرعا وال يدخل في هذا ما أباح الله للولي الفقير أن يأكل باملعروف ألن اإلباحة مشروطة بأن يكون فقيرا وأن يأكل باملعروف. وقد نوهت السنة النبوية بشأن كافل اليتيم على النهج الذي رسمه الشارع احلكيم فقد جاء في أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: )أنا و ك اف ل ال ي ت يم في اجل ن ة ه ك ذ ا و أ ش ار ب الس ب اب ة و ال و س ط ى و ف ر ج ب ي ن ه م ا شيئا( رواه البخاري. فأي تكرمي أعظم من هذا وأي ثواب أجزل وحق لكافل اليتيم أن يبالغ في احلفظ والرعاية فإنه يحوط من ال يعقل أمر دينه وال دنياه فيرشده إلى اخلير ويعلمه أسباب الصالح والنجاح ويحسن معاملته وتربيته ويرعى مصاحله ويدير شئونه مبنتهى األمانة واإلخالص فظهرت مناسبة عقد ذلك القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ا ألحكام - 1 حترمي االعتداء على مال اليتيم وجاء التعبير بالنهي عن القرب مبالغة في الزجر ليشمل كل سبب يجر إلى اعتداء عليه أو إتالف. - 2 يستظهر من الوصية أن النهي عام يشمل األولياء واألوصياء وكافة الناس وإال ملا حتققت احلماية التي هي مقصود الشارع. - 3 إباحة التصرف في مال اليتيم مبا يصلحه وينميه مع األخذ باألحوط وعدم املجازفة. - 4 وجوب دفع مال اليتيم كامال غير منقوص عند بلوغه احللم وإيناس الرشد منه ومتكنه من حفظه والتصرف فيه تصرفا معقوال. املبحث اخلامس: التعامل مع اليتيم من أسمى ما اهتم به اإلسالم قيام اآلباء بتربية األبناء لكن ليس كل األبناء يتسن ى لهم من يشرف عليهم ويوجههم بل إن هناك مشكلة أسرية تطرح نفسها في كل مجتمع وت طل برأسها في كثير من األسر أال وهي مشكلة األيتام ولقد ضرب لنا معلم البشرية وخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم أروع األمثلة وبني لنا أفضل السبل في فن التعامل مع اليتيم فها هو عليه الصالة والسالم ميسح على رأس اليتيم ويقول: )من م س ح ر أ س ي ت يم لم مي س ح ه اال ل ل ه كان له ب ك ل ش ع ر ة م ر ت عليها ي د ه ح س ن ات و م ن أ ح س ن إلى ي ت يم ة أو ي ت يم ع ن د ه كنت أنا وهو في اجل ن ة ك ه ات ني و ف ر ق بني إصبعيه السباحة و ال و س ط ى(. وها هو كذلك عليه الصالة والسالم يقبل اليتيم ويدعو له ويحتضنه ويسأل عنه وعن أحواله فهو صاحب القلب الرحيم وصانع املواقف العظيمة فقد اشتكى إليه رجل قسوة قلبه فقال: «ام س ح ر أ س ال ي ت يم و أ ط ع م امل س ك ني» رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. البد من التربية اجلادة والهادفة التي تعطي ذلك اليتيم اجلرعة اإلميانية الصاحلة وذلك من خالل طرح بعض القصص القرآنية لبيان عظمة الله تعالى وغرس العقيدة الصحيحة لديه ويأتي بعد ذلك دور القصة النبوية ليخرج بذلك إلى القدوة الصاحلة والعمل اجلاد املثمر وال ننسى أن النفس البشرية لديها االستعداد واحلب الفطري لسماع القصة وهذا مما يجعل الطفل خاصة يتربى تربية جادة ومثمرة بإذن الله تعالى. واعلم أن إدخال البهجة والسرور على اليتيم من أعظم الطاعات والقربات التي يتقرب بها العبد لله سبحانه وتعالى فقد قال عليه الصالة والسالم «ال حت ق ر ن من امل ع ر وف شيئا و ل و أ ن ت ل ق ى أ خ اك ب و ج ه ط ل ق» فهذا هو منهجه عليه الصالة والسالم يالطف الصغير والكبير بل ميازحهما حتى انه عليه الصالة والسالم يالطف ذلك الطفل الصغير ويقول له «يا أ ب ا ع م ي ر ما ف ع ل الن غ ي ر «. وأهم هذه األشياء لني الكالم وحسنه مع اليتيم ولذلك قال عليه الصالة والسالم «و ال ك ل م ة الط ي ب ة ص د ق ة» فكم كلمة طيبة أدخلت السرور على إنسان وكم من كلمة ساقطة عملت بصاحبها فعل السهام. قال صلى الله عليه وسلم «ف ع ل ي ك م ب س ن ت ي و س ن ة اخل ل ف اء الر اش د ين امل ه د ي ني ف ت م س ك وا ب ه ا و ع ض وا ع ل ي ه ا ب الن و اج ذ «. فهرس املصادر واملراجع التعريفات تأليف: علي بن محمد بن علي اجلرجاني دار النشر: دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة: األولى حتقيق: إبراهيم األبياري التعريفات تأليف: علي بن محمد بن علي اجلرجاني دار النشر: دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة:

176 األولى حتقيق: إبراهيم األبياري تهذيب اللغة تأليف: أبو منصور محمد بن أحمد األزهري دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت م الطبعة: األولى حتقيق: محمد عوض مرعب اجلامع الصحيح املختصر تأليف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري اجلعفي دار النشر: دار ابن كثير, اليمامة - بيروت الطبعة: الثالثة حتقيق: د. مصطفى ديب البغا اجلامع الصحيح سنن الترمذي تأليف: محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - - حتقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون اجلمع بني الصحيحني البخاري ومسلم تأليف: محمد بن فتوح احلميدي دار النشر: دار ابن حزم - لبنان/ بيروت ه م الطبعة: الثانية حتقيق: د. علي حسني البواب الديباج على مسلم تأليف: عبدالرحمن بن أبي بكر أبو الفضل السيوطي دار النشر: دار ابن عفان - اخلبر- السعودية حتقيق: أبو إسحاق احلويني األثري صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان تأليف: محمد بن حبان بن أحمد أبو حامت التميمي البستي دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة: الثانية حتقيق: شعيب األرنؤوط صحيح مسلم تأليف: مسلم بن احلجاج أبو احلسني القشيري النيسابوري دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت حتقيق: محمد فؤاد عبد الباقي فتاوى إسالمية( من جمع/ محمد املسند, مدار الوطن فتح الباري شرح صحيح البخاري تأليف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي دار النشر: دار املعرفة - بيروت حتقيق: محب الدين اخلطيب قواعد الفقه تأليف: محمد عميم اإلحسان املجددي البركتي دار النشر: الصدف ببلشرز - كراتشي الطبعة: األولى لسان العرب تأليف: محمد بن مكرم بن منظور األفريقي املصري دار النشر: دار صادر - بيروت الطبعة: األولى مجموع فتاوى ومقاالت متنوعة ابن باز.أصداء املجتمع احملكم واحمليط األعظم تأليف: أبو احلسن علي بن إسماعيل بن سيده املرسي دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت م الطبعة: األولى حتقيق: عبد احلميد هنداوي مختار الصحاح تأليف: محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر الرازي دار النشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت الطبعة: طبعة جديدة حتقيق: محمود خاطر مسند اإلمام أحمد بن حنبل تأليف: أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني دار النشر: مؤسسة قرطبة مصر املصنف تأليف: أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني دار النشر: املكتب اإلسالمي - بيروت الطبعة: الثانية حتقيق: حبيب الرحمن األعظمي املهذب في فقه اإلمام الشافعي تأليف: إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي أبو إسحاق دار النشر: دار الفكر بيروت 342

177 استثمار مال اليتيم املشروعية والضوابط واملسؤولية إعداد: عبد الرحمن بن محمد بن سعيد العصفور املعلم بوزارة التربية والتعليم

178 استثمار مال اليتيم - املشروعية والضوابط واملسؤولية مقدمة إن احلمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فال مضل له, ومن يضلل فال هادي له, وأشهد أال إله إال الله وحده ال شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد, فهذا موضوع أحسب أنه لم يبحث بشكل مستقل, وبعد الرجوع إلى قواعد البيانات ملكتبة امللك عبد العزيز ومكتبة امللك فهد ومكتبة األمير سلمان ومركز امللك فيصل للبحوث والدراسات اإلسالمية, لم أجد من خصص هذا املوضوع بالبحث, وإمنا تعرض له بعض الباحثني أثناء حديثهم عن حقوق اليتيم بشكل عام. ومن أهم أهداف هذا املوضوع ما يلي :. 1 معرفة حكم استثمار مال اليتيم.. 2 معرفة ضوابط هذا االستثمار وحدوده الشرعية.. 3 معرفة مسؤولية املستثمر في مال اليتيم عند التعدي و التفريط. وستكون خطة البحث إن شاء الله كالتالي : التمهيد : ويشتمل على مطلبني : املطلب األول : املفهوم املفرد : املطلب الثاني : املفهوم املركب : املبحث األول : مشروعية استثمار مال اليتيم : املبحث الثاني : ضوابط استثمار مال اليتيم : املبحث الثالث : مسؤولية املستثمر : ويشتمل على مطلبني : املطلب األول : املسؤولية اجلنائية : املطلب الثاني : املسؤولية اجلزائية : النتائج والتوصيات : ومن منهجي العلمي اإليجاز بقدر اإلمكان ألن هذا البحث يعتبر ورقة عمل مقدمة في مؤمتر وليس بحثا أكادمييا, وكذلك لم أعرف بالعلماء املذكورين في البحث ألن غالبهم من املشهورين الذين ال يحتاجون إلى تعريف, وأذكر اخلالف بإيجاز في املسائل اخلالفية, وأنسب القول لصاحبه, وأرقم اآليات, وأخرج األحاديث من مظانها, وأستفيد من آراء احملققني من العلماء في الترجيح في املسائل اخلالفية. وختاما أسأل الله عز وجل أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يخلص نياتنا لوجهه الكرمي والله أعلم. أ. عبد الرحمن بن محمد بن سعيد العصفور التمهيد املطلب األول : املفهوم املفرد : استثمار : استفعال من الثمر, والثاء وامليم والراء أصل واحد, وهو شيء يتولد عن شيء متجمعا. يقال أثمر الرجل ماله : أحسن القيام عليه, ويقال في الدعاء ثمر الله ماله : أي مناه. ويقال للمال املثمر ثمر, ويقال للرجل إذا كثر ماله, أثمر فالن, ويقال مال ثم ر ومثمور, أي : كثير. واملراد باالستثمار هنا هو كل جهد أو عمل يقوم به فرد أو جماعة من شأنه أن يؤدي إلى زيادة في رؤوس األموال أو اإلضافة إليها. مال : هو ما ملكته من كل شيء, يقال متولت : كثر مالك, وملته أعطيته املال كأملته. وعبارة الفقهاء ( ما يتمول ) أي : ما يعد ماال في العرف, واملال عند أهل البادية النعم. واملراد به هنا ما أبيح نفعه واقتناؤه وله ثمن. فاخلنزير مثال ال يعد ماال ألنه ال يباح نفعه واقتناؤه. واحلشرات ال تعد ماال ألنها ال ثمن لها. اليتيم : الياء والتاء وامليم أصل يدل على االنفراد, واليتم في اإلنسان يكون من قبل األب, وفي احليوان من قبل األم. ويطلق اليتيم على كل فرد يعز نظيره, يقال درة يتيمة, أي : ال نظير لها. واملراد به هنا من ليس له أب ولم يبلغ, فإذا بلغ زال عنه اسم اليتم, حلديث ( ال يتم بعد احللم ). املطلب الثاني : املفهوم املركب : أعني باستثمار مال اليتيم في هذا البحث, أي : العمل على مناء ما ميلكه هذا الصغير الذي فقد والده ولم يبلغ سن البلوغ. املبحث األول : مشروعية استثمار مال اليتيم : إن مسألة استثمار مال اليتيم مسألة تكاد أن تكون إجماعا عند الفقهاء, فمال اليتيم يتآكل لعدة أمور, منها اإلنفاق على اليتيم, وأخذ الزكاة منه على خالف بني العلماء في ذلك. لذلك فإن أكثر الفقهاء يعطون ولي اليتيم الصالحية الكاملة في استثمار مال اليتيم, وحتى نقف على تفاصيل موقف الفقهاء في هذه املسألة سوف نعرض املسألة كالتالي : اختلف الفقهاء رحمهم الله في استثمار مال اليتيم على قولني : القول األول : إباحة استثمار مال اليتيم, وهو قول احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة, وقال به من الصحابة عمر وابنه وعائشة رضي الله عنهم. القول الثاني : كراهة استثمار مال اليتيم, وروي هذا القول عن احلسن البصري وابن أبي ليلى و أبي القاسم الصيمري الشافعي. أدلة القول األول : قال تعالى : ( ف إ ن ك ان ال ذ ي ع ل ي ه احل ق س ف يه ا أ و ض ع يف ا أ و ال ي س ت ط يع أ ن مي ل ه و ف ل ي م ل ل و ل ي ه ب ال ع د ل ). وجه الداللة : أن هذا الدين ال يكون إال عن بيع, واليتيم ال يصح أن يتولى البيع بل الذي يتواله وليه, وغالبا ال يكون البيع إال للتجارة فدل على أن الولي ميلك حق استثمار مال اليتيم

179 استثمار مال اليتيم - املشروعية والضوابط واملسؤولية والذي يبدو لي والله أعلم أن هذا الدليل الذي ذكره املاوردي في احلاوي الكبير ال يصلح دليال على جواز استثمار مال اليتيم, وذلك العتبارين : األول : ال يلزم أن يكون الذي عليه احلق في هذه اآلية يتيما, فقد يكون سفيها أو مجنونا. الثاني : لو سلمنا بأنه يتيم, ال يلزم أن يكون الدين للتجارة, فقد يكون للحاجة. والنتيجة أن هذه اآلية ال تصلح دليال على هذا املذهب, وال يلزم من هذا املنع من استثمار مال اليتيم, بل قد يكون مشروعا ألدلة أخرى. قال صلى الله عليه وسلم ( ابتغوا في أموال اليتامى ال تأكلها الصدقة ). وجه الداللة واضح, وهو األمر الصريح باستثمار مال اليتيم ألن تركه يتسبب في أن تستهلكه الزكاة الشرعية, ولذلك كان لزاما على الولي أن يستثمر هذا املال. ورد عن عمر بن اخلطاب أنه اجتر مبال يتيم كان يلي عليه. وجه الداللة واضح وهو أن عمر بن اخلطاب رضي الله عنه اجتر مبال يتيم وهذا جواز وزيادة, حيث أجاز ذلك بل ومارسه, وفعل الصحابة حجة يجب العمل بها. ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها أبضعت بأموال بني أخيها محمد بن أبي بكر في البحر وهم أيتام تليهم. وجه الداللة مثل األثر الذي قبله. أن الولي يقوم في مال اليتيم مبا يقوم به البالغ الرشيد في ماله, و ملا كان من أعمال الرشيد أن يتجر مباله كان الولي في مال اليتيم مندوبا إلى أن يتجر مباله. أن الولي مندوب إلى أن يثمر ماله من يلي عليه, والتجارة من أقوى األسباب في تثمير املال فكان الولي بها أولى. أدلة القول الثاني : لقد أخرت أدلة القول الثاني حتى آخذ حرية أكبر في مناقشتها, ومن األدلة التي ذكروها ما يلي : قال تعالى : ( و ال ت ق ر ب وا م ال ال ي ت يم إ ال ب ال ت ي ه ي أ ح س ن ). وجه الداللة : أن اآلية نهت عن التصرف مبال اليتيم إال باألحسن, واألحسن هو احلفظ فال يتصرف في مال اليتيم إال باحلفظ. واجلواب عن هذا الدليل أن تفسير األحسن هنا باحلفظ غير صحيح, بل هو شامل لكل التصرفات التي فيها مصلحة لليتيم ومنها االستثمار واملتاجرة كما قال مجاهد والضحاك. أن التجارة فيها خطر متيقن والربح فيه متوهم, وال يجوز استعجال خطر متيقن ألجل ربح متوهم. واجلواب عن هذا الدليل أننا نفترض أن الولي يستثمر املال في املجاالت اآلمنة التي ال يكون فيها خطر كبير كما سيأتي في ضوابط استثمار مال اليتيم. وإذا فعل الولي ذلك فإن دليلكم ال يرد في هذه املسألة. وال نطالب الولي بأن يكون متيقنا بل يكفي غلبة الظن فيه ألن اليقني معدوم في املتاجرة. القياس على الوديعة فكما أن املود ع ال يندب له االستثمار ملصلحة املود ع فكذلك الولي ال يندب له االستثمار ملصلحة اليتيم بجامع أنهم مأمورون باحلفاظ على املال الذي لديهم. واجلواب أن هذا قياس مع الفارق ألن املود ع نائب عن شخص كامل األهلية فال يجوز له التصرف بدون إذن املود ع, أما الولي فهو نائب عن ناقص األهلية فجاز له التصرف ملصلحته بدون إذنه. أ. عبد الرحمن بن محمد بن سعيد العصفور وبعد استظهار املسألة يبدو لي والله أعلم أن األظهر هو مشروعية استثمار مال اليتيم, بل قد يتجاوز األمر اإلباحة إلى الندب كما عبر بذلك الشافعي في قوله : ( وأحب أن يتجر الوصي بأموال من يلي ) بل بعض العلماء حكى اإلجماع على القول األول. ومما يدل على ضعف القول الثاني اعتذار العلماء عمن قال به. قال ابن قدامة رحمه الله بعد أن حكى قول احلسن ( ولعله أراد اجتناب املخاطرة به ) واالعتذار ال يكون إال عن قول مستغرب. وممن رجح مشروعية استثمار مال اليتيم ابن تيمية وابن باز رحمهما الله. مسألة : هل يستثمره الولي بنفسه أو يدفعه ملن يستثمره احلالة األولى : استثمار الولي بنفسه : إذا استثمره الولي بنفسه فال يحق له أن يأخذ شيئا من الربح على وجه األجرة, ومن الفقهاء من أجاز ذلك ألنه جاز له أن يدفعه ملن يستثمره ويأخذ أجرة على ذلك, فكذلك يجوز له أن يستثمره بنفسه. والذي يظهر والله أعلم املنع من ذلك وهو قول أكثر الفقهاء ألنه ال يجوز له أخذ األجرة إال بعقد, وال ميكنه أن يتعاقد مع نفسه لوجود التهمة. احلالة الثانية : دفع املال ملن يستثمره : إذا دفع الولي املال ملن يستثمره فال بأس أن يدفع األجرة لذلك املستثمر ألنه أجنبي عن مال اليتيم و غير متهم, وال ميكن ألحد أن يستثمر مال غيره بغير أجرة. املبحث الثاني : ضوابط استثمار مال اليتيم : إن مال اليتيم فرصة لضعاف النفوس ألكله بدعوى استثماره مع إضمار األخذ منه, ولذلك فإن خطورة استثمار مال اليتيم تستدعي وجود ضوابط متنع ضياع هذا املال, ومن الضوابط في هذا املوضوع ما يلي : أوال : أن يكون املال املستثمر منقوال قابال للتداول, كالعمالت النقدية مبختلفها كاألوراق النقدية والذهب والفضة, وهو ما يعبر عنه الفقهاء باملال الناض, وأما العقارات واألصول الثابتة فال تستثمر ألنها مثل رأس املال الذي إذا ضاع ضاع املال كله. وبعد التأمل لهذا الضابط عند الفقهاء وجدت أن الزمان املعاصر أصبحت فيه العقارات من أوسع أبواب االستثمار, وصارت املضاربة بها تثمر أرباحا وافرة, وليست كاألزمنة السابقة حيث كان العقار لإلجارة فقط وال تتصور فيه املضاربة, ولذلك ال يبدو لي أن هذا الضابط فيه مصلحة لليتيم. ثانيا : أن يكون الزمان آمنا فال ينبغي استثمار مال اليتيم في األزمنة واألمكنة التي يكثر فيها السلب والنهب. وذلك مثل الدول التي تعاني انقالبا عسكريا أو حكما انتقاليا, فهذه الدول يكثر فيها السلب والنهب, وبالتالي ال ينبغي استثمار مال اليتيم فيها حتى ال يكون عرضة للهالك. ثالثا : أن يكون السلطان عادال, فلو قدر أن سلطان البلد عنده شيء من اجلور والظلم الذي يسبب خطورة على مال اليتيم فإن األولى هو عدم استثمار مال اليتيم حتى ال نخسر هذا املال. وكما هو معلوم فإن استثمار مال اليتيم أمر كمالي, واحلفاظ عليه أمر ضروري وال ينبغي أن نضيع الضروري من أجل احلصول على الكمالي. رابعا : أن تكون التجارة مربحة, فإن كانت مخسرة لم يجز االستثمار فيها, ومن ذلك على سبيل املثال سوق

180 استثمار مال اليتيم - املشروعية والضوابط واملسؤولية املال واألسهم, ال يجوز استثمار مال اليتيم فيها إذا كانت معرضة للهبوط. ولو حصل من الولي استثمار ملال اليتيم في جتارة خاسرة فإن هذا تفريط منه يترتب عليه أحكام سنذكرها في مبحث املسؤولية. املبحث الثالث : املسؤولية في استثمار مال اليتيم : املطلب األول : املسؤولية اجلنائية : أقصد باملسؤولية اجلنائية هنا هي ما يترتب على فشل استثمار مال اليتيم ألننا مهما حاولنا تقليل املخاطرة في استثمار مال اليتيم إال أننا ال ميكن أن جنزم بعدم اخلسارة, فاخلسارة في االستثمار واردة مهما كان األمر. وقبل بحث املسألة ال بد أن نؤكد أن الفقهاء يفترضون أن ولي اليتيم أمني, ولذلك فإنهم يقدمون قوله على اليتيم في كثير من املسائل, ومنها على سبيل املثال لو اختلف الولي واليتيم في قدر النفقة قدم قول الولي بيمينه, وهذا يدل على أن الولي له حصانة قوية, ولو لم جنعل للولي هذه احلصانة ملا تقدم أحد لوالية يتيم. وبناءا عليه فإن الولي أمني في استثماره ملال اليتيم فإذا خسر في استثماره ملال اليتيم وادعى أنه بذل جهده ولكنه لم يوفق قبل قوله وال شيء عليه. قال الشافعي رحمه الله : ( وأحب أن يتجر الوصي بأموال من يلي وال ضمان عليه ). وهنا قاعدة فقهية يحسن ذكرها وهي قول الفقهاء : ( ما ترتب على املأذون غير مضمون ). ومعناها أن من أذن له أن يعمل شيئا فإنه ال يضمن ما ترتب على فعله الذي أذن له أن يعمله. ومن تطبيقات هذه القاعدة هذه املسألة التي نحن بصددها, حيث قررنا سابقا أن ولي اليتيم يشرع له استثمار مال اليتيم و ومبا أننا أذنا له في ذلك فإننا يجب أال نضمنه ما ترتب على ذلك من اخلسارة غير املقصودة. ولكن هذه احلصانة لولي اليتيم في االستثمار ليست مطلقة, بل هي ثابتة ما لم يتعد أو يفرط, فإن تعدى أو فرط في استثمار مال اليتيم فخسر ضمن اخلسارة. والتعدي هو التصرف في الشيء بغير إذن ربه دون قصد متلكه. والتصرف هنا يشمل االنتفاع أو االستهالك أو اإلتالف بغير إذن من املالك األصلي, و قولنا ( دون قصد متلكه( يخرج الغصب ألنه يكون بقصد التملك. ومن األمثلة للتعدي التهور في استثمار مال اليتيم ووضعه في استثمارات غير آمنة. أما التفريط فهو اإلهمال والتقصير, فهو عكس التعدي حيث أن التعدي فعل غير مشروع أما التفريط فهو ترك فعل مشروع. ومن أمثلة التفريط في استثمار مال اليتيم التقصير في مراجعة حسابات املتجر الذي يستثمر فيه مال اليتيم حتى يهلك املال بسرقة العمال له ونحو ذلك. املطلب الثاني : املسؤولية اجلزائية : لقد سبق بيان املسؤولية اجلنائية في استثمار مال اليتيم, واآلن نحن نقوم ببيان املسؤولية اجلزائية أي : اجلزاءات املترتبة على جناية الولي في استثمار مال اليتيم, والفرق بينهما أن األولى ملا يتعلق باحلق اخلاص والثانية ملا يتعلق باحلق العام. ومن اجلزاءات التي جتب عند اعتداء الولي في استثمار مال اليتيم ما يلي : أ. عبد الرحمن بن محمد بن سعيد العصفور أوال : التعزير : التعزير هو : تأديب ال حد فيه وال كفارة. إذا تأملنا في االعتداء في استثمار مال اليتيم فسوف جند أنها معصية, وال حد فيها ألن احلدود هي حد البغي والردة والزنا والقذف والسرقة واحلرابة و الشرب, وليس من هذه احلدود ما يتعلق باالعتداء على مال اليتيم. كما أن هذه املعصية أيضا ال كفارة فيها, فإذا التعزير حسب التعريف املذكور آنفا منطبق على التعدي في استثمار مال اليتيم. فلو حصل من الولي أي تصرف يدل على تالعبه باستثماره مبال اليتيم و استغالله ملصالح شخصية عزر مبا يراه احلاكم مناسبا من اجللد واحلبس وغير ذلك. ثانيا : العزل : إن الوالية على اليتيم منصب خطير وذلك ألن هذا املنصب فيه حرية كبيرة في التصرف في مال إنسان ضعيف ال حول له, ولذلك فإن الوالية على مال اليتيم فرصة لضعفاء النفوس للحصول على ماله والتالعب به بدعوى االستثمار. من هنا جاء اشتراط الفقهاء للعدالة فيمن تولى مال اليتيم. فال يجوز أن يولى الفاسق على مال اليتيم ألن فسقه مينعه من التعدي على مال اليتيم وال يحثه على احلذر من إهمال مال اليتيم والتفريط فيه, ولذلك ال يولى على مال اليتيم وال يسمح باستثماره لفاسق. وحتى لو تولى غير الفاسق فأكل مال اليتيم عن طريق االستثمار ملصلحته الشخصية, فإنه يكون فاسقا ألن أكل مال اليتيم من كبائر الذنوب, قال تعالى ( إ ن ال ذ ين ي أ ك ل ون أ م و ال ال ي ت ام ى ظ ل م ا إ نم ا ي أ ك ل ون ف ي ب ط ون ه م ن ار ا و س ي ص ل و ن س ع ير ا ). وإذا صار فاسقا بعد التولية فإن عزله واجب على القاضي الذي عهد إليه مراقبة ولي اليتيم. قائمة النتائج والتوصيات استثمار مال اليتيم هو العمل على مناء ما ميلكه الصبي الذي فقد والده ولم يبلغ سن البلوغ. أكثر الفقهاء على إباحة استثمار مال اليتيم بل حكي اإلجماع على ذلك, وبعضهم جتاوز التعبير باإلباحة إلى الندب. ال يجوز للولي أن يأخذ أجرة على استثماره ملال اليتيم, وهو قول أكثر الفقهاء, ولكن إذا دفعه ملستثمر آخر فال مانع من إعطاء أجرة له ألنه أجنبي عن اليتيم غير متهم في اتخاذه أجرة في استثماره ملاله. الستثمار مال اليتيم ضوابط يجب التقيد بها, وهي كالتالي : أن يكون املال ناضا أي : منقوال قابال للتداول, وقد ناقشت هذا الضابط في البحث. أن يكون الزمان واملكان آمنا. أن يكون السلطان عادال

181 استثمار مال اليتيم - املشروعية والضوابط واملسؤولية أن تكن التجارة مربحة. للولي حصانة توجب عدم مساءلته إذا خسرت جتارة مال اليتيم, ولكن هذه احلصانة غير مطلقة, بل هي منزوعة عند ثبوت التعدي والتفريط. إذا ثبت تعدي الولي على مال اليتيم في استثماره ترتب على ذلك جزاءان : التعزير. العزل. قائمة املراجع االختيار لتعليل احملتار / املوصلي احلنفي / زهير اجلعيد / دار األرقم / لبنان / بيروت. االستثمار أحكامه وضوابطه في الفقه اإلسالمي / قطب مصطفى سانو / دار النفائس / األردن / الطبعة األولى 1420 ه 2000 م. االستثمار في اإلسالم / أشرف محمد دوابه / دار السالم / مصر / القاهرة / الطبعة األولى 1430 ه 2009 م. األم / محمد بن إدريس الشافعي / دار املعرفة / لبنان / بيروت / 1393 ه 1973 م. بدائع الصنائع / أبو بكر بن مسعود الكاساني / محمد خير حلبي / دار املعرفة / لبنان / بيروت / الطبعة األولى 1420 ه 2000 م. البهجة في شرح التحفة / علي بن عبد السالم التسولي / دار املعرفة / لبنان / بيروت / الطبعة الثالثة 1397 ه 1977 م. التعريفات / علي بن محمد اجلرجاني / مكتبة لبنان / لبنان / بيروت. تفسير الطبري / محمد بن جرير الطبري / مطبعة مصطفى احلبي / مصر / الطبعة الثانية 1373 ه 1954 م. تكملة البحر الرائق / محمد بن حسني القادري / زكريا عميرات / دار الكتب العلمية / لبنان / بيروت / الطبعة األولى 1418 ه 1997 م. تلخيص احلبير / أحمد بن علي العسقالني / دار املعرفة / لبنان / بيروت. حاشية الصاوي على الشرح الصغير / أحمد بن محمد الصاوي / مطبعة عيسى احللبي. حاشية قليوبي / شهاب الدين القليوبي / دار إحياء الكتب العربية / مصر. احلاوي الكبير / علي بن محمد املاوردي / علي معوض وعادل عبد املوجود / دار الكتب العلمية / لبنان / بيروت / الطبعة األولى 1414 ه 1994 م. رد احملتار / أحمد بن عابدين / مصطفى احللبي / مصر / الطبعة الثانية 1386 ه 1966 م. الروض املربع / منصور بن يونس البهوتي / بشير عيون / مكتبة املؤيد / السعودية / الرياض / الطبعة الثانية 1414 ه 1993 م. روضة الطالبني / يحيى بن شرف النووي / عادل عبد املوجود وعلي معوض / دار عالم الكتب / السعودية / الرياض / 1423 ه 2003 م. رياض الصاحلني من كالم سيد املرسلني / يحيى بن شرف النووي / مكتبة الصفار / مصر / القاهرة / الطبعة الثانية 1425 ه 2004 م. أ. عبد الرحمن بن محمد بن سعيد العصفور سنن أبي داوود / سليمان بن األشعث السجستاني / محمد محيي الدين عبد احلميد / املكتبة العصرية / لبنان / بيروت. سنن الدارقطني / علي بن عمر الدارقطني / شعيب األرناؤوط و حسن شلبي / محمد كامل قره بللي / مؤسسة الرسالة / لبنان / بيروت / الطبعة األولى 1424 ه 2004 م. السنن الكبرى / أحمد بن احلسني البيهقي / مكتبة الرشد / السعودية / الرياض / الطبعة األولى 1425 ه 2004 م. شرح اخلرشي على مختصر خليل / دار صادر / لبنان / بيروت. شرح الزركشي على منت اخلرقي / محمد بن عبد الله الزركشي / عبد امللك بن عبد الله بن دهيش / دار خضر / لبنان / بيروت / الطبعة الثانية 1418 ه 1997 م. الشرح الكبير مع املقنع واإلنصاف / عبد الرحمن بن محمد بن قدامة املقدسي / عبد الله التركي / دار هجر / مصر / القاهرة / الطبعة األولى / 1415 ه 1995 م. شرح محمد ميارة / محمد بن أحمد ميارة الفاسي / دار الفكر / لبنان / بيروت. شرح منتهى اإليرادات / منصور بن يونس البهوتي / د. عبد الله التركي / شركة سعودي أوجيه / الطبعة األولى 1421 ه 2000 م. الصحاح / إسماعيل بن حماد اجلوهري / أحمد عبد الغفور عطار / دار العلم للماليني / لبنان / بيروت / الطبعة األولى 1376 ه 1956 م. الضوابط الشرعية لالستثمار / نصر محمد السالمي / دار اإلميان / مصر / اإلسكندرية / الطبعة األولى الفائق في غريب احلديث / محمود بن عمر الزمخشري / محمد إبراهيم وعلي البجاوي / مكتبة عيسى احلبي / مصر. الفتاوى الكبرى / أحمد بن عبد احلليم بن تيمية / دار املعرفة / لبنان / بيروت 1397 ه 1978 م. الفتاوى الهندية / ابن الهمام وجماعة من علماء الهند / دار املعرفة / لبنان / بيروت / الطبعة الثالثة 1393 ه 1973 م. الفروع / محمد بن مفلح / عبد الستار فراج / دار عالم الكتب / لبنان / بيروت / الطبعة الرابعة 1405 ه 1985 م. القاموس احمليط / محمد بن يعقوب الفيروزآبادي / مكتب حتقيق التراث في مؤسسة الرسالة / مؤسسة الرسالة / لبنان / بيروت / الطبعة السادسة 1419 ه 1998 م. كشاف القناع / منصور بن يونس البهوتي / إبراهيم عبد احلميد / دار عالم الكتب / السعودية / الرياض / 1423 ه 2003 م. املبسوط / محمد بن أحمد السرخسي / سمير مصطفى رباب / دار إحياء التراث العربي / لبنان / بيروت / الطبعة األولى 1422 ه 2002 م. املجموع / يحيى بن شرف النووي / محمد املطيعي / دار إحياء التراث العربي / 1415 ه 1995 م. مجموع فتاوى ومقاالت متنوعة / عبد العزيز بن عبد الله بن باز / محمد بن سعد الشويعر / مركز الدعوة و اإلرشاد / السعودية / الرياض / الطبعة األولى 1423 ه. املدونة الكبرى / مالك بن أنس األصبحي / دار الكتب العلمية / لبنان / بيروت

182 استثمار مال اليتيم - املشروعية والضوابط واملسؤولية املصباح املنير في غريب الشرح الكبير / أحمد بن محمد الفيومي / عادل مرشد. املصنف / عبد الرزاق بن همام الصنعاني / أمين األزهري / دار الكتب العلمية / لبنان / بيروت / الطبعة األولى 1421 ه 200 م. املصنف / عبد الله بن محمد بن أبي شيبة / دار الكتب العلمية / لبنان / بيروت / الطبعة الثانية 1426 ه 2005 م. مطالب أولي النهى في شرح غاية املنتهى / مصطفى السيوطي / املكتب اإلسالمي / سوريا / دمشق. املطلع على ألفاظ املقنع / محمد بن أبي الفتح البعلي / محمد األرناؤوط وياسني اخلطيب / مكتبة السوادي للتوزيع / السعودية / جدة / الطبعة األولى 1423 ه 2003 م. املعجم األوسط / سليمان بن أحمد الطبراني / محمد حسن الشافعي / دار الفكر / األردن / عمان / الطبعة األولى 1420 ه 1999 م. معجم مقاييس اللغة / أحمد بن فارس بن زكريا / عبد السالم هارون / دار اجليل / لبنان / بيروت. املغني / عبد الله بن أحمد املقدسي / عبد الله التركي وعبد الفتاح احللو / دار هجر / مصر / القاهرة / الطبعة األولى 1408 ه 1988 م. مغني احملتاج / محمد بن محمد الشربيني / علي معوض وعادل عبد املوجود / دار الكتب العلمية / لبنان / بيروت / الطبعة األولى 1415 ه 1994 م. منح اجلليل / محمد عليش / دار الفكر / لبنان / بيروت / 1409 ه 1989 م. املهذب / إبراهيم بن علي الشيرازي / دار الكتب العلمية / لبنان / بيروت / الطبعة األولى 1416 ه 1995 م. املوافقات / إبراهيم بن موسى الشاطبي / محمد عبد الله دراز / دار الفكر العربي. مواهب اجلليل / محمد بن محمد املغربي / زكريا عميرات / دار عالم الكتب / السعودية / الرياض / 1423 ه 2003 م. 352

183 التدخل املهني للخدمة االجتماعية للحد من املشكالت التي تواجه األيتام إعداد: أ. د. عصام عبدالرازق فتح الباب علي أستاذ اخلدمة االجتماعية بكلية اآلداب-جامعة امللك سعود

184 التدخل املهني للخدمة االجتماعية للحد من املشكالت التي تواجه األيتام أهداف الدراسة: - 1 التعرف على الدور الذي تقوم به األم البديلة ومحاولة تعديله. - 2 التعرف على نوعية املشكالت االجتماعية التي تواجه األمهات في عملهن داخل املؤسسات اإليوائية للحد من انتشارها. - 3 التعرف على أمناط الرعاية االجتماعية لأليتام داخل املؤسسات اإليوائية ومن في حكمهم. - 4 وضع تصور مقترح من وجهة نظر اخلدمة االجتماعية للتصدي لتلك املشكالت. 5 اقتراح أسس التدخل املهني للخدمة االجتماعية ملساعدة األمهات البديالت على العمل في تلك املؤسسات للتغلب على تلك املشكالت. األهمية التطبيقية لتلك الدراسة: - 1 تلك الدراسة متثل اهتمام ا من جانب اململكة العربية السعودية ألنها تهتم بفئة هامة جد ا وهي فئة األيتام ولذا فإن التركيز على دراستها يلقي الضوء على أهم صور الرعاية االجتماعية واالحتياجات املطلوبة من جانبها. - 2 تعالج تلك الدراسة مشكلة في غاية األهمية وهي املعاملة الوالدية الغير طبيعية مع فئة األيتام ولذا فإن التركيز عليها يسهم في إلقاء املسئولية الكبيرة على املجتمع بأثره وضرورة توفير الرعاية السليمة لهم. - 3 يعتبر االهتمام بدراسة مشكالت األم البديلة في تعاملها مع تلك الفئة نقله حضارية مهمة سوف تسهم في خلق جيل وادي. - 4 توضح تلك الدراسة ما يجب أن تسلكه مهنة اخلدمة االجتماعية بدورها في املجتمع في مواجهة تلك املشكالت التي تواجه األم البديلة. - 5 سوف تسهم تلك الدراسة في إثراء املكتبة العربية بالبرامج واملشروعات واملقترحات العملية والتطبيقية ملواجهة مشكالت التعامل مع األيتام. - 6 متثل تلك الدراسة أهمية كبرى للمساهمة في خلق جيل واعي مطمئن نفسي ا واجتماعي ا ومشارك ا في بناء املستقبل. امللخص: تهدف تلك الورقة إلى تسليط الضوء حول الرعاية االجتماعية للطفل اليتيم وأهم املشكالت التي تواجه األمهات البديالت في العمل مع األطفال األيتام من منظور اخلدمة االجتماعية واجلدير بالذكر أن الرعاية االجتماعية لألطفال األيتام تواجه مبشكالت متعددة تظهر بوضوح كنتيجة حتمية لعدم إملام بعض األمهات البديالت بأساليب الرعاية االجتماعية داخل املؤسسات اإليوائية مما يؤدي إلى حدوث مشكالت لتلك الفئة وال تأخذ في حسبانها كيفية التصدي لها مما قد يؤدي في بعض األحيان إلى ظهور مشكالت متعددة تؤدي إلى سوء التكيف وانهيار في العالقات ويستدعي ذلك سرعة إلى التدخل االجتماعي للحد من تفشي تلك املشكالت. واخلدمة االجتماعية كمهنة إنسانية ميكن أن تتصدى لتلك املشكالت باستخدام أساليبها وتكنيكاتها املهنية من خالل الدور الذي ميكن أن ميارسه األخصائي االجتماعي مع أعضاء فريق العمل املهني داخل املؤسسات اإليوائية. وسوف تركز تلك الورقة على عدة محاور أساسية ميكن من خاللها التعامل مع هذه املشكالت التي تواجه فئة األيتام ومحاولة إيجاد حلول مهنية جادة لها. وتتمثل تلك احملاور فيما يلي: 1 الرعاية االجتماعية للطفل اليتيم. 2 أهمية األسرة في تربية األطفال وتنشئتهم. 3 دور املؤسسات اإليوائية في رعاية الطفل اليتيم. د. عصام عبدالرازق فتح الباب علي 4 املشكالت التي تواجه األمهات البديالت في العمل مع األطفال األيتام املودعني باملؤسسات اإليوائية. 5 العوامل واألسباب التي أدت إلى حدوث تلك املشكالت التي تواجه العمل مع األطفال األيتام. 6 منوذج مهني مقترح للتعامل مع الطفل اليتيم من منظور اخلدمة االجتماعية. 7 التدخل املهني للخدمة االجتماعية كمهنة تتصدى لتلك املشكالت. 8 توصيات. الرعاية االجتماعية للطفل اليتيم: األطفال في أي مجتمع هم أساس استمراره ومنوه املطرد وهم الطاقة البشرية املنتظرة للمجتمع- وبقدر ما يبذل هذا املجتمع في تهيئة األطفال لهذه املهمة تكون نسبة جناحه واستفادته من هذه القوى البشرية الواعدة فالعناية بها ضرورة شرعية واجتماعية. ويأتي الطفل احملروم من الرعاية الوالدية في الدرجة األولى من حيث أهمية العناية والرعاية بالنسبة لفئة األطفال ذلك أن الطفل احملاط برعاية والديه أو أحديهما سيجد في الغالب من يحقق مطالبه ويؤدي حقوقه مع التفاوت بينهم في مدى حتقيق هذه املطالب واحلقوق )صالح 2000 م: 135(. إن الطفل احملروم من الرعاية الوالدية بسبب اليتم أو بسبب مجهولية والديه لن يجد الوالي الذي يهتم برعايته ويؤدي حقوقه سوى ما كان من حتمل املجتمع ملسئولية جتاههم من خالل أمناط رعايتهم التي ستعرض لها انطالق ا من األسس التي تقوم عليها فالطفل اليتيم أو اللقيط أو مجهول األبوين له من احلقوق ما يستحقه الطفل الذي يترعرع بني أحضان والديه وال ينبغي أن متس حقوقه ملجرد أن والديه غائبان أو مفقودان أو مجهوالن فنظرة التكرمي واالستحقاق املطالب الطفولة قائمة ابتداء إلنسانيته وبشريته )غنامي 1996 م: 89(. ومن هنا فحقوق الطفل احملروم من الرعاية الوالدية قد تكون أولى بالعناية من الدولة بشكل عام واملجتمع مبختلف مؤسساته الرسمية وغير الرسمية بوجه خاص ومن املعروف أن اليتيم هو طفل اليوم وهو رجل في الغد- وستكون سلوكياته املستقبلية أسيرة التربية التي تلقاها في صغره- فإذا أخذ اليتيم حظه من التربية السليمة في صغره أينعت ثمارها وارقه في غده على مجتمعه- لذلك ال عجب أن جند ذلك االهتمام للكبير برعاية اليتيم واحلث املتواصل على العناية به وحفظه ومالحظته والتودد إليه تعويض ا عما فقده من عدم رعاية والديه أو أحدهما في هذه احلياة. وفي عهد خادم احلرمني الشريفني حفظه الله كان هناك اهتمام بكافة امليادين ولكن حسبنا أن نقتصر هنا على احلديث عن جوانب الرعاية االجتماعية والتي يأتي في مقدمتها رعاية األيتام وهي متثل أرصدة خصبة وأفق ممتدة إلسهامات خادم احلرمني الشريفني وميدان فسيح لبذل كل ما يقدمه حفظه الله وما يتعلق باخلدمات الرعائية )جبارة 2003 م: 40( انطالق ا من تلك الثوابت الراسخة واستجابة للتوجيهات اإللهية الكرمية ومنها ما ورد في اآلية الكرمية»و ي س أ ل ون ك ع ن ال ي ت ام ى ق ل إ ص ال ح ل ه م خ ي ر و إ ن ت خ ال ط وه م ف إ خ و ان ك م و الل ه ي ع ل م امل ف س د م ن امل ص ل ح و ل و ش اء الل ه ألع ن ت ك م إ ن الل ه ع ز يز ح ك يم» )البقرة: 220(. ولقد عنيت اململكة العربية السعودية منذ نشأتها بأمر األيتام ونهضت برعايتهم وقد أسندت مسؤولية

185 التدخل املهني للخدمة االجتماعية للحد من املشكالت التي تواجه األيتام متابعة أوضاع األيتام وتلمس حاجاتهم واألخذ بأيديهم ملا يكفل لهم كرامتهم وحتقق اعتمادهم على أنفسهم إلى وزارة العمل والشئون االجتماعية ممثلة بوكالتها للشئون االجتماعية وتعد اإلدارة العامة لرعاية األيتام بوكالة الوزارة للرعاية والتنمية االجتماعية هي املسئولة واملشرفة على كافة شؤون األيتام ورعايتهم وتهدف إلى العمل من أجل وضع السياسات العامة لرعاية األطفال األيتام ومن في حكمهم والفئات االجتماعية ذات الظروف اخلاصة من مجهولي األبوين وشمولهم بالرعاية والتربية واإلصالح وفق ا ملبادئ الشريعة اإلسالمية السمحة بأساليب علمية حديثة من خالل الدور واملؤسسات اإليوائية أو متابعة رعايتهم داخل األسر الكاملة أو الصديقة وتقدم اإلدارة العامة لرعاية األيتام خدماتها عبر إدارتني فنية متخصصة هي إدارة شئون كفالة األيتام وإدارة الرعاية اإليوائية )السدحان 1419 ه: 9(. صور الرعاية االجتماعية للطفل اليتيم: تتمثل رعاية الطفل اليتيم عندما يثبت البحث االجتماعي عدم توفر هذا اجلو األسري لرعاية الطفل أو الطفلة اليتيمة لدى أحد أقاربهم أو أي أسرة كافلة. برنامج األسر الكافلة واألسر الصديقة اللذان تشرف عليهما اإلدارة )السدحان 1423 ه: 57(. - برنامج األسر الكافلة: وهو قيام أسرة برعاية طفل من األيتام التي تشرف عليهم الوزارة رعاية كاملة ودائمة حتقق له األمان النفسي واإلشباع العاطفي وتكسبه العادات والقيم االجتماعية املثلى حيث يكون الطفل اليتيم فرد ا من األسرة وفق ضوابط الشرعية املتعلقة لهذا األمر. - برنامج األسر الصديقة: وهو برنامج يهدف إلى تعويض األطفال األيتام الذين لم تسنح لهم الفرصة الحتضانهم بأن يلموا األسرة الراغبة في رعايتهم رعاية جزئية وفق نظام تقوم مبوجبه إحدى األسر الطبيعية في املجتمع باالرتباط بواحد أو أكثر من األطفال األيتام املقيمني في إحدى الدور االجتماعية اإليوائية التابعة لوكالة الرعاية والتنمية االجتماعية بهدف استضافته لديها خالل فترة محددة مثل فترة اإلجازات )األعياد وغيرها( ثم يعاد الطفل بعد انتهاء اإلجازة أو الفترة احملددة إلى الدار أو املؤسسة التي تقيم فيها. اإلشراف على عمل اجلمعيات اخليرية: تقوم عدد من اجلمعيات اخليرية برعاية وإيواء عدد من األيتام )من مجهولي األبوين أو مجهولي األب( وتقوم اإلدارة باإلشراف عليها بصفتها جهة رعاية وتصرف لها إعانة شهرية لقاء هذه الرعاية حسب الالئحة الصادرة بشأن األطفال احملتاجني للرعاية )دليل اجلمعية 1421 ه: 17(. - برنامج الرعاية البديلة والذي ينهض على عدم االعتماد على اإليواء داخل الدور االجتماعية بل على تفعيل برامج الرعاية البديلة والتي تهدف إلى توفير الظروف املناسبة لألطفال األيتام ومن في حكمهم للعيش في جو اجتماعي أسري سليم داخل أسر طبيعية لتنشئة هذا الغرس في مناخ يهيئ له النمو السليم املتوافق )غباري 1987 م: 115(. ومن أهم أهداف إدارة شؤون كفالة األيتام استقبال طلبات األسر الراغبة في كفالة هذه الفئة والرغبة في األجر والثواب من الله عز وجل التي لديها القدرة والكفاءة لرعاية األطفال األيتام وتعويضهم عن فقدهم لوالديهم )محمد 1415 ه: 25( حيث الفرصة متاحة لألسر الكرمية التي ترغب في رعاية األيتام د. عصام عبدالرازق فتح الباب علي ويتم اختيار األسر الكاملة واألسر الصديقة وفق معايير اجتماعية خاصة بحيث يتوفر لديهم املناخ االجتماعي السليم وعناصر التنشئة االجتماعية املرغوبة وتبدي رغبة في القيام برعاية هؤالء األطفال ضمن أفراد األسرة وبذلك يعهد إليها رعاية وتربية فئات األيتام ومن في حكمهم ويخضع هؤالء األطفال لإلشراف واملتابعة املستمرة من قبل فروع الوزارة وتصرف إعانة مالية عن كل طفل لقاء رعايته يصل مبلغها )2000( ريال شهري ا لألسرة التي تكفل طفل من سن السادسة من العمر ومبلغ قدره )3000( ريال شهري ا لألسرة التي تكفل طفال فوق السادسة من العمر )ملن يتقدم بطلبها من األسر الكافلة( وفي نهاية مدة الكفالة تصرف لألسرة الكافلة مكافأة قدرها )20.000( ريال عن كل طفل أو طفلة انتهت فترة كفالته )آل سعود 1417 ه: 45(. وهناك صور ا أخرى للرعاية االجتماعية تقوم بها إدارة الرعاية اإليوائية بالوزارة ومنها: 1 دور احلضانة االجتماعية )صالح 1416 ه: 75(. 2 البرامج واألنشطة الداخلية. 3 البرامج واألنشطة اخلارجية. 4 دور التربية االجتماعية للبنني والبنات. 5 مؤسسات التربية النموذجية. 6 تزويج األيتام )سعدان 1980 م: 85(. والرعاية االجتماعية باختصار كمفهوم: تأتي في اللغة مبعنى احلفظ واملالحظة واإلحاطة والرعاية. وتعرف بأنها )جملة من اجلهود والعالقات واخلدمات التي تقدم للفرد في حاالت معينة ويكون محتاج إليها(. وتعرف أيض ا بأنها )جملة من اجلهود والعالقات واخلدمات والبرامج الرسمية وغير الرسمية التي تستهدف مساعدة وإعانة من يعجز أو عجز عن إشباع حاجاته الفردية للنمو املتوازن املتكامل( وأهدافها تأمني مستمر من املعيشة واخلدمات األساسية للجميع. احملور الثاني : أهمية األسرة في تربية األطفال وتنشئتهم األسرة هي اخللية األولى للمجتمع وأهم جماعاته األولية وصالحها هو صالح املجتمع واألسرة شأنها شأن أي نسق من املمكن أن تتعرض ألنواع مختلفة من املشكالت املترتبة على ضعف عالقتها االجتماعية كاخلالفات الزوجية احلادة أو هجر العائل أو الطالق أو مشكالت خاصة بتربية األبناء )عقله 1986 م: 111( كما قد تتعرض األسرة لالنهيار بسبب وفاة عائلها أو انحراف أحد أعضائها مما يستدعي تدخل املختصني ملساعدتها على مواجهة كل ذلك واألسرة السعودية حدثت لها تغيرات في النسق االقتصادي والنسق االجتماعي مع بداية تنفيذ برامج التنمية االقتصادية واالجتماعية الشاملة وتعتمد األسرة على األب في تلبية الكثير من شئون األسرة فهو يلعب دور ا هام ا في عملية الضبط األسري وفي عملية التنشئة االجتماعية لألبناء وتربيتهم التربية السليمة وعند غياب األب يصعب على أفراد األسرة تعويض غيابه مما يسبب بعض املشكالت االجتماعية لألسرة )خليل 1995 م: 125( ومن األسر التي قد تعاني من مشكالت اجتماعية بسبب غياب األب هي )أسرة األيتام( وهي تلك األسر التي غاب عنها األب بسبب الوفاة وتواجه األم صعوبة في التنشئة االجتماعية ألبنائها وذلك لعدم مقدرتها على ضبط أفراد األسرة والقيام بالدور والذي كان يقوم به األب. وينحصر دور األسرة ورسالتها في تربية األطفال وتنشئتهم:

186 التدخل املهني للخدمة االجتماعية للحد من املشكالت التي تواجه األيتام أن من أهم التبعات امللقاة على عاتق األسرة ومن أجل الوظائف التي تضطلع بها القيام بتربية النشء وتهيئتهم بصورة صاحلة نافعة للمجتمع )املغلوث 1419 ه: 85(. ويتعلق ذلك باألمور التالية: أ إعداد الطفل جسمي ا وعقلي ا وروحي ا ووجداني ا واجتماعي ا لكي يكون عضو نافع ا لنفسه وألمته. ب تربية األطفال من قبل اآلباء واألمهات له أثر بارز في تكوين شخصياتهم بصورة ناضجة وسوية. ج - يتولى كل من األب واألم تكرمي أوالدهم وإحسان أدبهم. د - دور فعال لكل من األب واألم كأسرة في صياغة شخصية الفرد وإكسابه الصفات اخليرة والصفات اخليرة والصفات اجليدة وجتعل منه العنصر اإليجابي املعطاء ألسرته ومجتمعه. ه - أن تربية األبناء واجب ديني كلف الله به كل أب وكل أم وهو منبثق من عقيدة املسلم اإلمياني جتاه الولد فليس الولد ملك ا للوالدين بل هو عبدالله وأمانته التي أودعها إياها وأناط بهما مسؤولية ضغط هذه األمانة وأداء حق الله نحوها وهما مسؤوال محاسبي ا عند الله عن حفظ هذه األمانة أو التفريط فيها )أبوشهبه 1992 م:.)75 و - أن أبناء اليوم وأطفاله هم رجال الغد وبناة املستقبل فإذا أردنا أن نرى الصورة احلقيقية ملا سيكون عليه حال األمة في املقبل من أيامها قوة أو ضغط ا أو ضعف ا أو ازدهار أو تقهقر ا فلننظر إلى حال ناشئتها. احملور الثالث : دور املؤسسات اإليوائية في رعاية الطفل اليتيم - هناك عدد من هؤالء األطفال يودعون في املؤسسات اإليوائية والتي تعتبر احلل البديل لتوفير الرعاية التي تكفل لهم حياة كرمية. - املؤسسات اإليوائية ميكنها أن تلعب دور ا جوهري ا في رعاية وإشباع احلاجات االجتماعية للطفل اليتيم من خالل تقدير واحترام القائمني عليها لشخصية الطفل وتشجيعه باستمرار واالعتراف مبكانته ومساعدته على توسيع دائرة عالقاته االجتماعية مع احمليطني به داخل املؤسسة وخارجها - فضال عن ضرورة إتاحة املزيد من الفرص أمامه للمشاركة في احلياة اجلماعية من خالل برامجها وأنشطتها املختلفة والرعاية اإليوائية في الدور االجتماعية هي نظام سائد في معظم دول العالم ويتمثل في مؤسسة اجتماعية يوجد بها عدد من األيتام ومن في حكمهم من ذوي الظروف اخلاصة )اللقطاء واأليتام( ويشرف عليهم عدد من املشرفني رجاال ونساء وكانت تسمى قدمي ا املالجئ ثم تغير اسمها إلى الدور ويغلب على هذه الدور تساوي أعمار األيتام واقترابهم من بعض في األعمار ويعيشون في هذه الدور ويتعلمون بها في مدارس خاصة داخلية وأحيان ا تكون الدراسة في مدارس خارجية لتحقيق االندماج مع املجتمع )خليفة 1403 ه: 95(. وهذا النوع من الرعاية هو النمط الغالب على رعاية األيتام وهو ما تقوم به معظم احلكومات وتصرف عليه من ميزانية الدولة كما تقوم بتوظيف العاملني فيه وتضع البرامج للطالب فيها كما يضطلع بهذه املهمة عدد كبير من اجلمعيات واملنظمات اخليرية في مناطق عدة من العالم فاملؤسسات االجتماعية في الغالب ال تعمد إلى العناية الفردية بالطفل وال تقوم بعملية التنبيه احلسي واحلركي للطفل ويفتقد فيها الفرصة السانحة للعب مع غيره من األطفال وتناول األشياء وامتالكها وحرية احلركة والتنقل واحلديث وهذا النمط من التربية في هذه املؤسسات االجتماعية اإليوائية مسئول إلى حد كبير عن التأخر الواضح في منو الطفل اليتيم الذي يعيش في هذه املؤسسات في جوانب كثيرة )الدوسري 1429 ه: 35(. ويالحظ على مر التاريخ اإلسالمي عدم وجود مؤسسات إيوائية كاملة مبعنى الكلمة لرعاية األيتام من خالل د. عصام عبدالرازق فتح الباب علي اإليواء وبناء الطفل اليتيم فيها كما هو قائم اآلن في عصرنا احلاضر بحيث ينشأ اليتيم منذ صغره في تلك املؤسسات والدور االجتماعية بل كانت رعايته تتم لدى إحدى األسر في املجتمع إنفاذ ا حلديث الرسول r أنا وكافل اليتيم في اجلنة كهاتني وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئ ا وهذا يعود إلى عدة أمور منها حرص األسر املسلمة على رعاية األيتام فالتكافل كان على أشده في تلك العصور فال توجد مشكلة تخلي األسر على رعاية أيتامها. وقد أظهرت الكتابات أن بداية نشأة هذه املؤسسات االجتماعية اإليوائية في البالد اإلسالمية املتخصصة في إيواء األيتام إيواء كامال وجد أن هناك دار لأليتام أنشأها الوالي مدحت باشا في سوريا عام ) 1297 ه م( وفي اململكة العربية السعودية كانت أول دار هي دارا لأليتام في املدينة املنورة التي أنشأها احلجاج الهنود لرعاية أيتام املدينة عام ) 1352 ه م( وهي ما زالت قائمة حتى اآلن إال أنها حتت إشراف وزارة العمل والشئون االجتماعية وأصبحت هي التي تديرها )العساف 1409 ه: 8(. وتقل املؤسسات اإليوائية في املجتمعات املسلمة لصعوبة اإلنفاق على تلك املؤسسات لكثرة ما حتتاجه ويلزمها مصاريف مادية أكثر ما يحتاجه غيرها. سلبيات تتصف بها املؤسسات اإليوائية القائمة حالي ا لرعاية األيتام: 1 تقوم مؤسسات الرعاية اإليوائية بتصنيف وتقسيم األطفال فيها وفق ا للسن واجلنس. وهذا ال يوجد في األسر الطبيعية )قاسم 1988 م: 125(. - 2 تتم الرعاية في هذه املؤسسات اإليوائية من قبل موظفي يتقاضون مرتبات وأجور ويعني ذلك التركيز على املادة وليس الرعاية للطفل. - 3 يتخذ أسلوب الرعاية اإليوائية لألطفال األيتام شكال رسمي ا وروتيني ا يبعده كثير ا عن النمط األسري الطبيعي. - 4 تعد بيئة املؤسسة اإليوائية غير محفزة لنمو الطفل قياس ا إلى األسرة الطبيعية. - 5 ضعف العالقات واالتصال داخل املجتمع بني املؤسسات اإليوائية واملجتمع الداخلي. - 6 انعدام األدوار والعالقات االجتماعية داخل املؤسسات اإليوائية كعالقة األمومة واألبوة واألخوة وصلة القرابة وهي عالقات ضرورية في تنشئة الطفل وإعداده ملمارسة هذه األدوار في املستقبل )رشدي 2004 م: 82(. وتؤكد الكتابات أن كثير من املؤسسات االجتماعية اإليوائية بالرغم من أخذها مبنهج التطور في برامجها إال أنها ما زالت دون املستوى املطلوب في حتقيق اإلشباعات االجتماعية والنفسية للطفل )مصطفى 1987 م: 95(. احملور الرابع : املشكالت التي تواجه األمهات البديالت في العمل مع األطفال األيتام املودعني باملؤسسات اإليوائية: املشكلة هي موقف يواجه الفرد وتعجز قدراته عن مواجهته بفاعلية مناسبة أو أن تصاب قدراته فجأة بعجز ما بحيث يعجز عن تناول أمور حياته بنجاح )الدوسري 1429 ه: 27(. واملشكلة هي دائم ا حلقة متداخلة ومتفاعلة مع مشكالت أخرى مما يستدعي التمييز عن طريق املهارة واملمارسة املهنية باحللقات اإلشكالية الهامة واألكثر ارتباط ا باملوقف. ويقصد باملشكلة هنا أنها تلك الصعوبات واملعوقات التي تواجه األم البديلة في عملها وقد ترتبط بشخصيتها واستعدادها للعمل وعالقاتها بزميالتها من األخصائيات االجتماعيات املهنيني مبؤسسات رعاية األيتام باإلضافة

187 التدخل املهني للخدمة االجتماعية للحد من املشكالت التي تواجه األيتام إلى الصعوبات التي تواجهها مع األطفال األيتام باعتبارهم أساس الرعاية باملؤسسة )السلمي 1415 ه: 95(. وميكن حصر تلك املشكالت التي تواجه األمهات البديالت في اآلتي: 1 مشكالت ترتبط بالعمل مع الزميالت داخل العمل وهذه املشكالت تعبر عن الصعوبات التي تتعلق بقدرة األم البديلة على تكوين عالقات مع زميالتها أو مع إدارة املؤسسة واألخصائيني وفريق العمل املهني ولعل مثل هذه املشكالت قد جتعلها تعمل مبفردها دون مساعدة مما ينعكس بالسلب عن دورها مع األطفال األيتام )احلوات 1989 م: 17(. - 2 مشكالت ترتبط بالتعامل مع األطفال اليتامى أنفسهم ولعل هذه املشكالت تتعلق بقدرتها على فهم الطفل اليتيم واحتياجاته النفسية واالجتماعية وكيفية مساعدته وحل مشكالته باإلضافة إلى صعوبات قد تواجهها نتيجة لزيادة نطاق التمكن في عملها حيث أنها قد تعمل مع عدد كبير مع األطفال مما يصعب التحكم فيهم. - 3 مشكالت ترتبط باألعباء الوظيفية والدخل الشهري ولعل هذه املشكالت تتعلق بكثرة املهام واملسئوليات التي تلقى على عاتقها ومتارسها داخل املؤسسة مع انخفاض الدخل الشهري واحلافز مما يسبب لألم البديلة اإلعياء املهني ويجعلها تؤدي عملها بتكاسل وبأسلوب روتيني. - 4 مشكالت ترتبط باالستعداد الداخلي واملهاري للقيام بدور األم البديلة ولعل هذه املشكالت تظهر من نقص التدريب واإلعداد لألم البديلة لكي تقوم بدورها باإلضافة إلى أن مؤهلها العلمي قد ال ميكنها من ذلك وانخفاض الدافع واالستعداد الداخلي لديها ال ميكنها من أداء عملها بكفاءة أيض ا. واألم البديلة في إطار هذه الورقة هي التي تتولى القيام بدور األم البديلة كوظيفة في مؤسسات الرعاية االجتماعية اإليوائية وتتعامل مباشرة مع األطفال األيتام ولديها مشكالت وصعوبات متعددة تؤثر على كفاءتها في العمل مع األطفال ومع فريق العمل املهني من األخصائيات االجتماعيات املوجودات باملؤسسة. احملور اخلامس : العوامل واألسباب التي أدت إلى حدوث تلك املشكالت التي تواجه العمل مع األطفال األيتام - 1 عدم تفهم األم البديلة لدورها بصورة أعمق متهيد ا ألداء املهام واملسئوليات احملورية التي ميكنها القيام بها في املؤسسات اإليوائية مع تلك الفئة )القاعودي 1423 ه: 15(. - 2 عدم وجود عالقة بني األم البديلة واألخصائية االجتماعية أو النفسية لكي يحدث تفاهم أو تنسيق في العمل وطبيعته مما يستدعي فرض عمل إحداهن على األخرى. - 3 عدم وجود دورات تدريبية كافية لألمهات البديالت لوصف الدور الذي يجب أن يقومن به داخل تلك املؤسسات. - 4 اعتبار بعض األمهات البديالت القيام بدورهن الروتيني للحصول على مال فقط أي جانب وظيفي وليس صفة وخاصية من خصائص وسمات األمهات الطبيعيات مما يؤدي إلى صعوبة التعامل معهم. - 5 استخدام العنف والقسوة في تعامالت األم البديلة مع األطفال األيتام مما يضعف التعامل معهم. - 6 سوء املعاملة من إدارة بعض املؤسسات اإليوائية متثل عامال أساسيا مع األم البديلة في العمل مع تلك الفئة كإفراغ وجداني ملا تشعر به. - 7 عدم وجود رعاية اجتماعية طبيعية من جانب األم البديلة يؤدي إلى التصادم احلتمي بينهما وبني األخصائيات االجتماعيات العامالت باملؤسسات وفريق العمل املهني أيض ا. - 8 الشعور الذاتي لكل طفل وطفلة بأنها ليست أمه الطبيعية يعرقل أداءها لدورها مع األطفال كنتيجة للخالف الذي يدور بينهم. د. عصام عبدالرازق فتح الباب علي - 9 قلة اهتمام املؤسسة برعاية األمهات اجتماعي ا مادي ا معنوي ا والتركيز على األطفال فقط هناك بعض األخصائيات االجتماعيات الالتي يتعاملن مع األمهات واألطفال بصورة قاسية وعدم قدرتهن على إقامة عالقات مهنية صحيحة أن معظم أسباب املشكالت التي تواجه العمل مع األطفال األيتام مركبة ومتعددة وتكون بصورة تكرارية ومتفاعلة عدم وجود مقاييس قادرة على إصالح وعالج تلك املشكالت الناجمة عن العمل مع تلك الفئة أخير ا املشكالت التي تواجه األطفال أنفسهم في املؤسسات اإليوائية جتعل منهم شخصيات غير قابلة للتعامل مع اآلخرين بسهولة. فمثال على سبيل املثال: مشكالت تتمثل في قلة كمية الطعام عن احلد املعني الالزم للطفل في املؤسسة. عدم نظافة األكل في بعض األحيان. عدم تهيئة وتربية الطفل على العادات الغذائية واملقبولة اجتماعية. مشكلة األمراض املعدية لألطفال داخل تلك املؤسسات. مشكلة تتعلق بالتعليم والتدريب ألطفال املؤسسات اإليوائية ترتبط بالتسرب من التعليم الهروب من املدرسة. احملور السادس: منوذج مهني مقترح للتعامل مع الطفل اليتيم من وجهة نظر اخلدمة االجتماعية ويعتمد هذا النموذج على عدة مداخل ولعل من أبرز هذه املداخل: مدخل التركيز على املهام. العالج املعرفي. العالج األسري. منوذج حل املشكلة. سيكولوجية الذات. املدخل السلوكي. وميكن لألخصائي االجتماعي أن يستخدم أي مدخل من تلك املداخل السابقة حسب طبيعة املشكلة ونوعية العمالء واملؤسسة والبيئة التي تشكل القيم وأمناط السلوك. واألمهات البديالت يحتجن إلى األخصائية االجتماعية للمساعدة في النواحي اآلتية: فهم طبيعة األطفال اليتامى وأساليب التعامل معهم. تثقيف األم البديلة وزيادة وعيها فيما يتعلق بتنشئة اليتامى وتربيتهم تربية سليمة. تدريب األم البديلة على مهارات حل املشكلة لكي تستطيع األخصائيات االجتماعيات مبا لديهن من أساليب يستطعن استخدامهن في التدخل املهني باستخدام االجتاه املعرفي ميكن أن يساعدن األم البديلة على حل مشكالتها كما يلي: أوال : اإلقناع: إقناع األم البديلة بأهمية دورها في املؤسسة وقيمة هذا الدور في تطوير ومنو اليتامى نفسي ا واجتماعي ا مما يدفعها للتطوير في العمل ورفع روحها املعنوية

188 التدخل املهني للخدمة االجتماعية للحد من املشكالت التي تواجه األيتام ثاني ا: التوضيح: أي أن تقوم األخصائية االجتماعية بتوضيح ركائز وأساليب التربية السليمة واملشكالت الشائعة بني األطفال وكيفية مواجهتها. ثالث ا: التعليم الذاتي: وهذا األسلوب يستخدمه األخصائيات االجتماعيات حلث تشجيع األم البديلة على ضرورة تطوير نفسها وميكن تكليفها ببعض القراءات التي تساعدها على فهم األطفال والتعامل معهم باإلضافة إلى حضور دورات للتدريب واالستفادة منها والتعامل مع الصعوبات واملعوقات التي تواجهها بنجاح أثناء عملها باملؤسسة اإليوائية. توجيه األم البديلة إلى كيفية االستفادة من التخصصات املهنية العاملة مبؤسسات رعاية األطفال اليتامى. تدريب األم البديلة على كيفية التعامل الفعال مع فريق العمل املهني باملؤسسة فيما يتعلق بدراسة األطفال اليتامى وتنفيذ خطة العالج. وميكن لألخصائية االجتماعية أن تستخدم مفاهيم نظرية الدور وبخاصة الدور املتوقع والدور الواقعي والفعلي الذي تؤديه األم البديلة لكي يساعدها على فهم واجبات ومهام الدور الذي تؤديه والتعرف على جوانب النجاح وتدعيمها وجوانب الفشل وعالجها لكي تنجح األم البديلة في أداء عملها سواء مع األطفال أو مع إدارة املؤسسة بنجاح. عدم وجود خطة التدريب ال تناسب مع سن وميول األطفال. عدم توافر اخلامات التدريبية. عدم وجود حوافز للمتدربني من األطفال. عدم ممارسة األطفال األنشطة املختلفة في اجلوانب )االجتماعية الثقافية الرياضية الفنية والترويحية العالقات االجتماعية(. احملور السابع : التدخل املهني للخدمة االجتماعية كمهنة للتصدي لتلك املشكالت ويتمثل ذلك في حتديد لدور األخصائي االجتماعي أو األخصائية االجتماعية في التخفيف من حدة املشكالت التي يتعرض لها األمهات البديالت أثناء العمل مع األطفال األيتام. أوال : برنامج التدخل املهني: 1 أهداف التدخل املهني. أ الهدف العام: يستهدف استخدام برنامج التدخل املهني مساعدة األمهات البديالت للعمل مع األطفال األيتام في املؤسسات اإليوائية. ب األهداف الفرعية: ميكن حتقيق الهدف العام من خالل حتقيق األهداف التالية: 1 مساعدة األمهات البديالت على مواجهة ضغوط العمل التي تتعرض لها من قبل العاملني في إدارة املؤسسة البديلة. 2 مساعدة األمهات البديالت على مواجهة ضغوط العمل النفسية التي تتعرض لها من قبل فريق العمل املهني أثناء ممارسة دورهم داخل املؤسسة اإليوائية بتدعيم العالقة بينهم وتفعيل التفاهم وزيادة املشاركة بينهم. د. عصام عبدالرازق فتح الباب علي - 3 مساعدة األمهات البديالت على مواجهة ضغوط العمل االجتماعية التي تتعرض لها نتيجة تركها أسرتها الطبيعية وعملها باملؤسسة اإليوائية مبحاولة تدبير أوقات لعودتها لألسرة بعد انتهاء عملها باملؤسسة اإليوائية. 4 مساعدة األمهات البديالت على مواجهة الضغوط االقتصادية التي تتعرض لها أثناء عملها مع األطفال األيتام داخل املؤسسات بتدبير تلك األمور وزيادة مخصصاتها املالية حتى تتكيف مع العمل. - 5 مساعدة األمهات البديالت على العمل مع األطفال األيتام داخل املؤسسات اإليوائية من خالل تفهمهن لألطفال وشخصيات كل مهني وشعورهن بالدونية وعدم شعورهم بذواتهم وكيفية تقدير تلك املشاعر واإلنصات واالستماع اجليد ملشاكل كل منهم وزيادة ورعاية كل أم لكل طفل في املؤسسة مع توفير وتهيئة اجلو املناسب للرعاية االجتماعية لتقليل الفجوة بني اجلو الطبيعي واجلو غير الطبيعي. ثاني ا: خطوات برنامج التدخل املهني: ميكن حتقيق األهداف السابقة من خالل املراحل التالية: املرحلة األولى: مرحلة حتديد واكتشاف املشكالت وتشمل اآلتي: - 1 تطبيق مقياس املشكالت االجتماعية للتعرف على اجتاهات األمهات البديالت نحو الصعوبات التي تواجههن في العمل مع األيتام داخل املؤسسات اإليوائية. - 2 إعداد وتطبيق مقياس للتعرف على احتياجات األطفال األيتام داخل املؤسسات اإليوائية. 3 حتديد األهداف العملية واملهنية التي ميكن من خاللها التوصل نحو بيئة اجتماعية طبيعية للعمل مع فئة األطفال األيتام داخل املؤسسات اإليوائية. املرحلة الثانية: مرحلة التعاقد: وفي هذه املرحلة يتم اآلتي: - 1 حتديد األهداف اخلاصة بكل حالة على حده. - 2 اإلتقان الشفوي أو الكتابي بني األخصائية االجتماعية واألم البديلة حول اآلتي: أ - املشكالت التي تواجهها أثناء عملها مع تلك الفئة )األطفال األيتام( وتستهدف العالج. ب - حتديد مدة التدخل املهني. ج - املهام واملسئوليات اخلاصة بكل من املمارسة املهنية )األخصائية االجتماعية( واألم البديلة داخل املؤسسة اإليوائية. ثالثا: مرحلة التخطيط للمهام الواجبة التنفيذ وتشمل هذه املرحلة اآلتي: أ- حتديد مهام للممارسة املهنية وتتمثل في اآلتي: )يغلب على هذه املهام اجلانب التوجيهي( - 1 القيام بحصر وجتديد قدرات األم البديلة والتي تعمل داخل املؤسسات اإليوائية واملرتبطة باجلوانب الفعلية واملعرفية والنفسية وكذلك القيام بحصر وحتديد املوارد واإلمكانات املتاحة والتي ميكن استثمارها للتخفيف من الضغوط التي تعاني منها األم البديلة وتظهر أثناء فترة عملها مع تلك الفئة وكذلك حصر اإلمكانات املتاحة لها ووضع تصور لكيفية استثمار هذه القدرات واإلمكانات. - 2 توجيه األم البديلة نحو تغيير أسلوب تعاملها مع تلك الفئة وأسلوب تفكيرها في عملها داخل املؤسسة اإليوائية ومبا يتالئم مع متطلبات املرحلة احلالية والتي حتتاج إلى املواجهة الصحيحة للحياة

189 التدخل املهني للخدمة االجتماعية للحد من املشكالت التي تواجه األيتام - 3 توجيه األم البديلة أثناء عملها داخل املؤسسة اإليوائية بحضور دورة تدريبية الكتسابها بعض املهارات االجتماعية التي ترتبط ببعض اجلوانب احلياتية ومتثل عالقة طيبة بينها وبني من في العمل واألخصائيات االجتماعيات واألطفال أنفسهم ومبا يتالئم مع متطلبات املرحلة الواقعية في العمل والتي حتتاج إلى املواجهة الصحيحة للحياة والعمل مع تلك الفئة. - 4 توجيه األم البديلة إلى اللجوء والتمسك باجلوانب الروحية والدينية والتي تساعدها على تكوين املعنى الصحيح للحياة وعلى مشاركتها في أي ظرف متر بها نفسية. - 5 إجراء املشاورات مع بعض املؤسسات االجتماعية اإليوائية املوجودة باملجتمع احمللي لتحقيق استفادة األم البديلة من هذه املؤسسات. - 6 توضيح بعض األساليب التربوية لألم البديلة والتي تساعدها في تربية أبنائها وكذلك توجيهها نحو حتقيق املستقبل املالئم لهؤالء األطفال واعتبارهم من أبنائها. - 7 تفسير األعراض املرضية لألم البديلة في حالة تعرضها ألي ظروف صحية ومحاولة جادة لالهتمام بها ألنها متثل أم لكل األطفال وهذا ينعكس على تعاملها معهم. - 8 تذليل العقبات التي تعوق األم البديلة عند أداء مهامها التي يتم االتفاق معها عليها. - 9 مراجعة مهام األم البديلة للتأكد من أنها تقوم بتنفيذ املهام التي مت االتفاق معها عليها. ب- حتديد مهام األم البديلة وتتمثل في اآلتي: )ويغلب على هذه املهام اجلانب التنفيذي( - 1 مساعدتها على جتنب ذكريات مؤملة تعرضت لها مع فريق العمل أو إدارة املؤسسة ومحاولتها للتعايش والتوافق معهم وتفهم أسلوب العمل معهم. - 2 البدء في القيام بالواجبات واملجامالت وحضور املناسبات االجتماعية. - 3 العودة إلى استكمال تعليمها إذا كانت لم تستكمله مبا يحقق االستقرار النفسي والنمو املعرفي لها. - 4 تعميق اجلانب الديني والروحي لديها من خالل عالقتها مع الله سبحانه وتعالى. - 5 محاولة مساعدتها على التخلص من احلزن واألسى التي تسيطر عليها وكذلك التخلص من حالة التشاؤم التي قد تنعكس على حالتها الصحية وتفقدها الشهية للطعام. - 6 تدعيم عالقتها باألبناء داخل املؤسسات اإليوائية من خالل عمل جلسات حفل سمر توزيع جوائز على املتميزين وغيرها من الترفيه املستمر. رابعا: مرحلة تنفيذ ومراجعة املهام وتشمل هذه املرحلة على ما يأتي: - 1 متابعة العملية للتأكد من املهام التي مت إجنازها واملهام التي يتم إجنازها والتعرف على معوقات إجناز املهام ومحاولة تذليلها. - 2 استخدام أساليب التشجيع والتحفيز واملشاركة الوجدانية وتقدير املشاعر والتفسير والتوجيه حسب متطلبات املوقف ملساعدة األم البديلة على إجناز املهام. - 3 حتليل الصعوبات واملعوقات واملشكالت التي وقفت في سبيل املهام والعمل على وضع مهام بديلة في حالة سوء التعامل أو املهام التي مت االتفاق عليها. خامسا: مرحلة اإلنهاء وتشمل هذه املرحلة على ما يأتي: - 1 محاولة التواصل املستمر مع األمهات البديلة باملؤسسات اإليوائية للتعرف على ظروف عملهن واملهام التي مت إجنازها من مهام وما حتقق من أهداف. د. عصام عبدالرازق فتح الباب علي - 2 تطبيق مقياس املشكالت االجتماعية للتعرف على مدى ما طرأ من حتسني نتيجة تنفيذها املهام وتعاملها مع فريق العمل واألطفال األيتام داخل املؤسسات اإليوائية. األساليب العالجية التي ميكن استخدامها في التدخل املهني: ميكن توظيف بعض األساليب العالجية من خالل منوذج التركيز على املهام للتخفيف من املشكالت التي تواجه األم البديلة مع األطفال األيتام داخل املؤسسات اإليوائية والتي تتمثل في اآلتي: - 1 الفهم: ويستهدف استخدام هذا األسلوب تكوين رؤية واضحة وفهم كامل ملوقف األم البديلة وإبداء التعاطف واإلفراغ الوجداني والتقدير للموقف والظروف التي تعيشها. - 2 العالقة االجتماعية: ويستهدف من إقامة هذه العالقة توفير املناخ املالئم الذي ميكن من خاللها تدعيم العالقات االجتماعية بني األم البديلة وجميع أعضاء فريق العمل باملؤسسة اإليوائية وكذلك مع األطفال األيتام املقيمني داخل تلك املؤسسة. - 3 التوضيح: ويستهدف استخدام هذا األسلوب احلصول على معلومات عن حياة األم البديلة والظروف التي تعيشها واملستوى االجتماعي واالقتصادي واملوارد املتاحة لألسرة واملشكالت التي تعاني منها أثناء عملها مع أعضاء الفريق واألطفال. - 4 التوجيه: يستهدف استخدام هذا األسلوب حتقيق اآلتي: أ - توجيه األم البديلة إلى اكتساب بعض املهارات احلياتية للعمل في املؤسسة. ب - توجيه األم البديلة إلى ضرورة وكيفية اكتساب بعض املهارات االجتماعية اخلاصة بالعالقات االجتماعية والتفاعل االجتماعي واحلصول على الدعم االجتماعي من بيئتها االجتماعية. ج - تدعيم األم البديلة بالدورات التدريبية املستمرة لتعريفها بأساليب املعاملة الوالدية وكيفية بقائها بهذا الدور احلياتي مع هؤالء. د - متابعة مستمرة ملمارسة األم البديلة لعملها والتعرف املستمر على تصرفها وأدائها واملشكالت التي تواجهها باستمرار خللق جو نفسي وطبيعي للتعامل في تلك املؤسسة اإليوائية. التوصيات توصي تلك الورقة على مراعاة عدة توصيات نحصرها فيما يلي: - 1 ضرورة تعليم األميات من األمهات البديالت وزيادة احلوافز إلمتامهن برامج محو األمية وتدريبهن ورفع قدراتهن مبا ميكنهن من احلصول على املكانة املعنوية التي تسهل عملهن مع فريق العمل باملؤسسة. - 2 ضرورة تطوير وتعديل برامج الرعاية التعليمية لألطفال األيتام ليشمل التنسيق مع بعض اجلهات احلكومية واألهلية من أجل إتقان األيتام املتفوقني وصقل قدراتهم وتطويرها وذلك بإحلاقهم ببرامج خاصة باملتفوقني واالبتعاث الداخلي أو اخلارجي. - 3 ضرورة حتقيق التواصل والتفاعل بني األمهات وفريق العمل باملؤسسة خللق جو مهني معيشي يسوده احلب والتفاعل واالحترام املتبادل وتبادل وجهات النظر. - 4 العمل على توفير الرعاية االجتماعية األساسية واملعيشية لألمهات بشكل أفضل مع إتاحة الفرصة لزيارة أهلها وعودتها بطريقة منتظمة للمؤسسة لتذليل اخلوف والقلق من انفصالها عن أسرتها وأبنائها في

190 التدخل املهني للخدمة االجتماعية للحد من املشكالت التي تواجه األيتام احلياة الطبيعية. - 5 تصميم برامج ومشروعات تهتم باجلانب االجتماعي لألمهات البديالت وتهتم ببناء شخصية اليتيم وتربيته وتقومي سلوكه وزيادة وعي األم مبشكالتها وتبصيرها بتلك املشكالت ومساعدتها في التغلب عليها. - 6 إقامة أنشطة ترفيهية يشارك فيها األمهات البديالت وتكرمي املثاليات منهن لسرعة حتقيق التوافق بينهن وبني اإلدارة املسئولة. - 7 ضرورة مساعدة األخصائيات االجتماعيات ليقمن بتلبية احتياجات األمهات البديالت في تبصيرهم باملعاملة التي يجب أن تسود مع تلك الفئة خللق شخصيات سوية. - 8 محاولة إشباع احتياجات الطفل اليتيم في ضوء املتاح حتى ال يشعر باخلوف والدونية مع اآلخرين. - 9 البد من التحري الدقيق عن األم البديلة قبل تسلمها العمل باملؤسسة وخاصة فيما يتعلق بسلوكها وتصرفاتها في حياتها حتى ال جنني على هؤالء األطفال األيتام ونأثم أكثر مما نغنم ضرورة أن تكون املؤسسات االجتماعية اإليوائية مستعدة مهنيا واجتماعيا للقيام بدور رعاية األطفال األيتام رعاية سوية وفق ما ينشدها املجتمع ووفق ما يتمناه كل مخلص ألبناء األمة خللق جيل واع ناضج سوي. املراجع واملصادر جبارة جباره عطية ) 2003 م( املشكالت االجتماعية دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر اإلسكندرية. اجلمعية اخليرية لرعاية األيتام ) 1421 ه( نشأتها نظامها جهودها مطابع الفرزدق التجارية الرياض. خليفة محروس ومرعي إبراهيم ) 1403 ه( اجتاهات الرعاية االجتماعية ومداخلها املهنية املكتب اجلامعي احلديث اإلسكندرية. خليل عرفات زيدان ) 1995 م( ممارسة العالج الواقعي في خدمة الفرد والتخفيف من حدة املشكالت النفسية واالجتماعية لأليتام املؤمتر العلمي الثامن كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان. احلوات علي وزمالئه ) 1989 م( رعاية الطفل احملروم األسس االجتماعية والنفسية للرعاية البديلة للطفولة معهد اإلمناء العربي للدراسات االجتماعية. الدوسري حماد بن بخيت ) 1429 ه( بعض املشكالت االجتماعية التي تواجه أسر األيتام وكيفية مواجهتها من منظور مهنة اخلدمة االجتماعية. رشدي محمد ) 2004 م( تقومي وفعالية املؤسسات االجتماعية اإليوائية في مواجهة مشكالت األيتام املؤمتر العلمي السابع عشر كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان. آل سعود اجلوهرة بنت فيصل بن تركي ) 1417 ه( اخلدمة االجتماعية في املجتمع العربي السعودي مكتبة امللك فهد الوطنية الرياض. السدحان عبدالله ناصر ) 1419 ه( رعاية األيتام في اململكة العربية السعودية مكتبة امللك فهد الوطنية الرياض. السدحان عبدالله ناصر ) 1423 ه( الرعاية االجتماعية لألطفال احملرومني من الرعاية الوالدية مركز بحوث كلية اآلداب اململكة العربية السعودية. سعدان عبدالصبور ) 1980 م( أثر ممارسة اجتاه العالج األسري في التوافق الشخصي واالجتماعي لألطفال املودعني باألسر البديلة رسالة دكتوراه كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان. د. عصام عبدالرازق فتح الباب علي السيد فاطمة أنور محمد ) 1994 م( العالقة بني ممارسة منوذج عملية املساعدة في خدمة الفرد والتخفيف من حدة مشكالت األطفال احملرومني من الرعاية األسرية رسالة ماجستير غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعية جامعة القاهرة فرع الفيوم. السلمي مصلح صليح ) 1415 ه( تربية األيتام باململكة العربية السعودية دراسة تقوميية رسالة ماجستير غير منشورة قسم التربية اإلسالمية كلية التربية جامعة أم القرى مكة املكرمة. أبوشهبة هناء ) 1992 م( مدى الرضا لدى أبناء قرية األطفال sos عن أساليب الرعاية الوالدية البديلة وعالقته بالتوافق والتحصيل للدراسة مركز معوقات الطفولة عدد )1(. صالح عبداحلي محمود ) 2000 م( اخلدمة االجتماعية ومجاالت املمارسة املهنية دار املعرفة اجلامعية اإلسكندرية. صالح محمد عزمي ) 1416 ه( الرعاية االجتماعية لليتامى في اإلسالم مكتبة وهبة القاهرة. العساف صالح ) 1409 ه( تربية األطفال مجهولي الهوية املركز العربي للدراسات األمنية والتدريب الرياض. عمر معن خليل ) 1991 م( املشكالت االجتماعية جامعة بغداد بغداد. عقلة محمد 1986 م نظام األسرة في اإلسالم مكتبة الرسالة احلديثة عمان. غنامي محمد نبيل ) 1996 م( فقه القرآن الكرمي في اليتامى امليراث الوصية دار الهداية للنشر والتوزيع القاهرة. غباري محمد سالمة ) 1987 م( اخلدمة االجتماعية ورعاية األسرة عكاظ للنشر والتوزيع جدة. قاسم أنس محمد ) 1998 م( أطفال بال أسر مركز اإلسكندرية للكتاب اإلسكندرية. القاعودي وخليل ) 1423 ه( األسرة والطفولة مكتبة العبيكان الرياض. محمد محمد عبدالرحمن ) 1415 ه( أحكام اليتامى في القرآن دار الطباعة احملمدية القاهرة. املغلوث فهد حمد ) 1419 ه( العالج األسري أساسياته مناذج تطبيقاته املركز اخليري لإلرشاد االجتماعي واالستشارات األسرية الرياض. مسعود حنان عبيد ) 1425 ه( دور اخلدمات االجتماعية في رعاية وتأهيل الفئات احملرومة من األسرة الطبيعية في منطقة الرياض اململكة العربية السعودية رسالة ماجستير غير منشورة جامعة امللك سعود كلية اآلداب قسم الدراسات االجتماعية. مصطفى إسماعيل ) 1987 م( دراسة وصفية حتليلية مقارنة بني الرعاية األسرية البديلة والرعاية املؤسسية رسالة ماجستير غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعية

191 أ. فاطمة فارسي تطوير الكفاءة اإلدارية من خالل تطبيق اجلودة الشاملة ( جتربة مركز بيت الرفيف لرعاية وتربية األيتام ) إعداد : أ. فاطمة محمد فارسي رئيسة العالقات العامة وتنمية املوارد عضو مجلس اإلدارة وأمني الصندوق في اجلمعية الفيصلية اخليرية النسوية بجدة مستشارة مالية وإدارية في مركز بيت الرفيف لرعاية األيتام أن دور األيتام هي أكثر املؤسسات االجتماعية خصوصية ملا حتتاجه من رعاية شاملة وحتسني مستمر باعتبارها مؤسسة تربوية تسعى لبناء اإلنسان وغرس القيم والتعاليم الدينية واالجتماعية في نفوس األبناء والبنات بهدف تقدمي مستوى رفيع من الرعاية الشاملة والتي ال ميكن أن تتحقق بدون وجود أساليب إدارية تتبنى مفهوم اجلودة الشاملة في جميع جوانب العمل التعليمي والتربوي واالجتماعي. ولقد حرصت اجلمعية الفيصلية على أن تستعرض جتربتها مبركز بيت الرفيف لرعاية وتربية اليتيمات متطلعة أن تكون هذه التجربة مرشدة لكافة الدور في اململكة العربية السعودية ويتم تعميمها لالستفادة منها في توحيد االجراءات والنظم اإلدارية املتبعة في إدارة املؤسسات التربوية مبا يحقق النموذجية املنشودة في تربية ورعاية األيتام ضمن مرجعية واضحة ودليل إجرائي شامل اليدع مجال للتخبط او التداخل في الصالحيات واألدوار ويساعد على وجود بيئة عمل مستقرة وصاحلة تساهم بشكل تكاملي في تطوير وحتسني األداء لكافة العاملني. وملا كنا نتطلع إلى وصول بيت الرفيف إلى درجة من التميز جتعله منوذجا يحتذي به في تنشئة األيتام تنشأة صاحلة دينيا ونفسيا وصحيا واجتماعيا حرصنا على أن نوفر الرعاية املتكاملة واملمتدة مبا يحقق وصول الفتيات إلى املستقبل ويتوافق مع تطلعاتهن واحالمهن.. لذلك عملنا على وضع نظام )الدليل التنظيمي واإلجرائي الشامل ) مدركني أن أول خطوة تساعد في جودة األساليب االدارية هي وجود مرجعية توثيقية تساهم في التعرف على الهكيل التنظيمي والوظائف املكونة له وتوصيف مهام هذه الوظائف واالرتباطات التنظيمية والتعرف على خطوط السلطة واملسئوليات املنوطة بها مبا يحقق إيجاد بيئة يتم فيها حتسني وتطوير مستمر ملهارات األفراد لتنظيم العمل وصبغ كل جانب من جوانب نشاطات دور األيتام بصبغة التفوق بأداء العمل الصحيح بشكل صحيح من املرة األولى وكل مرة ويتطلب العمل فيها احلرص على تطبيق األساليب اإلدارية احلديثة مبا يحقق تطوير العمل في اإلدارة لالرتقاء مبستوى اخلدمات اإلدارية و الثقافية والدينية واالجتماعية. وتركز ورقة العمل على ثالث أهداف أساسية : أهمية الدليل التنظيمي واإلجرائي في تطوير أساليب العمل في دور تربية ورعاية األيتام إستثمار خبرات األفراد وحتفيزهم على االبتكار وإطالق الطاقات الكامنة. التطوير النوعي لكافة أساليب العمل في دور األيتام وصوال لتحقيق مفهوم اجلودة الشاملة لالداء. أوال : أهمية الدليل التنظيمي واإلجرائي في تطوير أساليب العمل في دور تربية ورعاية األيتام: إن االدارة املتمكنة داخل دور األيتام كمؤسسة تربوية تعد من أهم عوامل النجاح وتطوير العمل مبا يحقق مجموعة متكاملة من اخلدمات والبرامج املخطط لها والتي تستهدف تطوير أداء العاملني وتنمية قدراتهم اإلدارية والتربوية وهو ما ينعكس إيجابيا على مستوى اخلدمات املقدمة ألبنائنا وبناتنا والنهوض بخدمات الدور بكفاءة وفعالية. وألن التنمية البشرية عملية تنمية وتوسيع للخيارات املتاحة أمام االنسان باعتباره جوهر عملية التنمية ذاتها "أي أنها تنمية اإلنسان باإلنسان " كان من األهمية التركيز على تطوير الهياكل والبيئة املؤسسية التي تن تج املشاركة واالنتفاع مبختلف القدرات والكوادر البشرية كوسيلة هامة في إدارة دور تربية ورعاية األيتام بالشكل النموذجي الذي نتطلع اليه على مختلف مواقعنا ومسئوليتنا في مجالس اإلدارة او اإلدارات التنفيذية 369

192 تطوير الكفاءة اإلدارية من خالل تطبيق اجلودة الشاملة واإلشرافية. وألن األسس والقواعد كمنهج إداري وتنظيمي تساهم في حتقيق النموذجية التي نتطلع اليها علينا أن نركز في بداياتنا على وجود دليل تنظيمي وإجرائي شامل يكون: مرشدا ودليال واضحا يوفر إطار العمل األخالقي املبني على االلتزام واملسئولية االجتماعية والشفافية واملساءلة واحملاسبة. يعتبر أداة قانونية لتحديد املهام بني الوحدات اإلدارية املختلفة. يعتبر مصدر للمعلومات داخل مركز بيت الرفيف. يستخدم في اغراض التخطيط والتطوير. يستخدم الدليل في عملية الرقابة واملتابعة. يعمل كأداة لتحقيق التنسيق وحل لتنازع االختصاص. تحديث الهيكل التنظيمي وفقا للمستجدات التي حتدث خالل السنة. لذلك فإن نقطة البداية في إعداد الدليل التنظيمي تبدأ من رسم الهيكل التنظيمي السليم كركيزة أساسية في حتديد العالقات التنظيمية و إيجاد شبكة اتصاالت رسمية بني العاملني تسمح بتبادل البيانات واملعلومات بانسياب ويسر. حيث أن طبيعة الهيكل التنظيمي ونظرة العاملني في املؤسسات التربوية تؤثر في قدرتهم على املشاركة واإلبداع فالهيكل التنظيمي غير املرن ال يتيح بناء عالقات خارج هذا الهيكل يؤدي بالعاملني لتداخل األدوار وعدم وضوح خطوط السلطة وآليات التنسيق والعمل وهو ما يساهم في تلويث املناخ التنظيمي للمؤسسة. لذلك يجب أن يكون الهيكل قادر على استيعاب املتغيرات وتشجيع العاملني على االجتهاد واالبتكار في سبيل حتقيق األهداف وتوضيح التنسيق ألمناط التفاعالت داخل املؤسسة كما يحدد توزيع املهام واملسئوليات التي يتوجب إتباعها. أهداف إعداد الدليل التنظيمي واإلجرائي: وثيقة هامة ميكن الرجوع إليه للتعرف على الهيكل التنظيمي والوظائف املكونة له وتوصيف مهام هذه الوظائف واالرتباطات التنظيمية بينها للتعرف على خطوط السلطة واملسؤوليات املنوطة بها يعتبر حقيبة تدريب مالزمة تساهم في تزويد مستخدميها باملعلومات واملهارات اإلدارية الالزمة لرفع مستوى األداء. توحيد إجراءات تنفيذ كل مهمة من املهام وتوثيقها بالنماذج املخصصة لها مما يضمن حتقيق أعلى درجة من الفاعلية و الكفاءة )أداء األعمال الصحيحة بطريقة صحيحة( Things( )Right To Do Right أداة للتطوير النوعي لكافة أساليب العمل وصوال لتحقيق مفهوم اجلودة الشاملة لألداء و التأكد من فاعلية وكفاءة أداء العمليات اإلدارية املالية املنفذة وذلك من خالل : متابعة وتطوير أدوات قياس أداء العمليات. زيادة الكفاءة بزيادة التعاون بني اإلدارات وتشجيع العمل اجلماعي. تعليم اإلدارة والعاملني كيفية حتديد وترتيب وحتليل املشاكل وجتزئتها حتى ميكن السيطرة عليها. تعلم اتخاذ القرارات استنادا على احلقائق ال املشاعر. تدريب املوظفني على أسلوب تطوير العمليات ومن ثم إشراكهم فيه أ. فاطمة فارسي مي كن اإلدارة من حتقيق التطوير املستمر للعمليات اإلدارية وذلك مبراجعتها وحتليلها والبحث عن الوسائل والطرق لرفع مستوى األداء وتقليل الوقت إلجنازها باالستغناء عن جميع املهام والوظائف غير الضرورية. تجربة مركز بيت الرفيف : مراحل العمل: املرحلة األولى : مرحلة الدراسة والتقييم : تطلبت هذه املرحلة القيام بالتواجد اليومي للتعرف على كيفية سير العمليات اإلدارية واملالية وتقييم اجلهاز اإلداري بالدار ودراسة مهامهم وخبراتهم ومهاراتهم في القيام بهذه املهام والتعرف على املشكالت القائمة ونواحي القصور ومسبباتها وبناء عليه و ضع تصور مبدئي للهيكل التنظيمي وتقدير لالحتياجات اإلضافية املطلوبة من القوى البشرية واملادية التي من شأنها رفع كفاءة األداء في الدار. باإلضافة إلى ما تقدم مت القيام بالعديد من الزيارات املسائية للسكن سواء املفاجئة أو املنظمة ملقابلة األبناء والتعرف على القائمني على خدمتهم ومن ثم الوقوف على املشكالت والسلبيات سواء في السلوكيات أو العالقات املتبادلة بني الفئات املختلفة وتقييم نظام األمن والسالمة وتوزيع املستودعات وتخصيص أماكن لألنشطة واالستذكار ونظام الزيارات...إلخ. وبناء عليه مت وضع لوائح مكملة للوائح اجلمعية والتي ترتبط بطبيعة السكن ومتطلبات توفير الرعاية الشاملة لألبناء. مت عمل دراسة وتقييم للوظائف واملهام احملددة لكل منها وتقدير دور كل وظيفة وأهميتها ومن ثم مت إلغاء بعض هذه الوظائف التي لم يكن لها دور فعال في تسيير العمل )كاملراقبات و املعلمات( والتي كانت مبثابة بطالة مقنعة ومت استحداث وظائف أخري لها أهمية في تنفيذ العمل وحتقيق األهداف )مشرفة تعليمية / مشرفة األنشطة ( وفي نفس الوقت عمدنا إلى دمج املهام ذات الطبيعة املشتركة حتى ميكن تقليص عدد الوظائف بقدر اإلمكان دون اإلخالل مبستوى األداء املأمول. املرحلة الثانية : اإلعداد والتطبيق القيام مبراجعة وتقييم جميع األعمال اإلدارية واملالية والتربوية والتشغيلية ومتابعتها لتحديد املهام وتوضيح اإلجراءات وإعداد النماذج اخلاصة بها ثم تدريب املوظفات على استخدامها ومتابعة التطوير املستمر ألداء املهام بأفضل صورة ممكنة وتغيير النماذج واإلجراءات بالشكل الذي يؤدي إلى تطبيق معايير اجلودة والوصول إلى الكفاءة والفاعلية في األداء. قامت اإلدارة التنفيذية باجلمعية مشكورة بتخصيص مساعدة إدارية ذات كفاءة عالية للمساعدة في إجناز الدليل االجرائي كما مت إمدادي بكل املعلومات والبيانات األساسية املطلوبة وأيضا مت توفير أجهزة التقنية املكتبية لي وللمساعدة اإلدارية. مت تعيني مديرة للدار بترشيح من إدارة اجلمعية إلحدى منسوباتها ذوات اخلبرة العالية في مجال العمل االجتماعي والتي ميكن لها اإلقامة بالدار إقامة دائمة مبا يتفق مع املواصفات املطلوبة لتولي هذه الوظيفة. بدأ العمل في إعداد الدليل التنظيمي واإلداري الشامل للدار مع مراعاة مواكبة وتطبيق مفاهيم اجلودة الشاملة وخلق الوعي بأهمية ذلك في إجناز األعمال ومتابعتها وجتنب حدوث األخطاء مما ميك ن اإلدارة من استثمار خبرات األفراد وحتفيزهم على االبتكار وإطالق الطاقات الكامنة وقد شمل ذلك ما يلي : أوال : التنظيم اإلداري

193 تطوير الكفاءة اإلدارية من خالل تطبيق اجلودة الشاملة وذلك من خالل تصميم الهيكل التنظيمي وحتديد الوظائف الشاغرة )املطلوب شغلها( ومن ثم مت القيام بالعديد من املقابالت الشخصية في كافة التخصصات املطلوبة وإخضاع من يتم ترشيحهن لفترة جتريبية وتدريبية وفي هذه املرحلة استطعنا أن نضم فريق من املوظفات سواء إداريات أو تربويات على درجة عالية من الكفاءة ثم مت توصيف الوظائف املكونة للهيكل التنظيمي وحتديد مسؤوليات كل وظيفة ومتطلباتها ومن ثم مت إطالع كل موظفة على التوصيف الوظيفي لوظيفتها ومناقشة مهامها والتأكد من مطابقتها مع الواقع العملي وإجراء أي تعديالت مطلوبة. ثانيا : وضع الالئحة الداخلية للدار بعد اإلطالع على الئحة اجلمعية أمكن حتديد املجاالت التي تتطلب إضافة الئحة تكميلية خاصة بالدار تتالءم مع احتياجات وخصوصية العمل بالدار. ثالثا : التنظيم اإلجرائي حتليل كل العمليات اإلدارية أو املالية أو التربوية أو املساعدة وذلك بالتعرف على إجراءاتها ومهامها التفصيلية من البداية إلى النهاية وتصميم النماذج الضرورية لكل إجراء لتوحيد طريقة األداء وجتنب أي أخطاء أو انحرافات مستقبلية ومن ثم رسم مخطط إجرائي لكل عملية ضمانا ملستوى اجلودة وحتقيقا للرقابة حيث عقدت سلسلة من االجتماعات مع عضوات الفريق للتنسيق بني املهام ومراجعة جميع النماذج املستخدمة ومناقشة املقترحات املقدمة بشأن هذه النماذج سواء حتديث بعضها أو إلغاء أو استبدال البعض اآلخر لتيسير العمل بأقل تكاليف )سواء الوقت املستنفذ في أداء العملية أو األوراق املستخدمة(. كذلك ط لب من كل عضوه بالفريق القيام بتتبع العمليات التي تقع ضمن مهامها بحيث تقوم بوصفها وصفا دقيقا في شكل خطوات يتم إتباعها لتنفيذ كل عملية وخالل هذه املرحلة أيضا مت مناقشة اقتراحات عديدة بشأن حذف بعض اخلطوات لتجنب االزدواجية وتيسير العمل دون معوقات. وأخيرا مت اختيار رمز لكل وحدة إدارية الستخدامه في ترميز النماذج املستخدمة في هذه الوحدة حتى يسهل تتبع املعامالت اخلاصة بكل جهة. وأخيرا مت جمع كل املعلومات والنماذج وتنسيقها كما مت االتفاق على املضمون والشكل الذي سيكون عليه الدليل. املرحلة الثالثة : التدريب واملتابعة : التطبيق العملي للدليل ومتابعة السلبيات وااليجابيات من خالل التغذية العكسية املرتدة إلجراء أي تعديل الزم ولتثبيت العمليات واإلجراءات السليمة. ومتابعة تطوير هذا الدليل بصفة مستمرة حسب تطور مجريات األمور وزيادة املهام وتنوعها بالدار. وتقع مسؤولية هذه املتابعة على األطراف املعنية التالية: إدارة الدار: حيث تقوم إدارة الدار بصفة أساسية بااللتزام وإلزام العاملني بتطبيق ما جاء بالدليل واستخدام النماذج املخصصة والتقارير الدورية ومحاولة تطويرها حسب ظروف العمل حتى تستطيع إدارة العمل بإستقاللية. إدارة اجلمعية: التأكد من التزام إدارة الدار بتطبيق الدليل ومتابعة تطبيق معايير اجلودة بصفة دورية ومفاجئة والعمل على تعديل أي مسار خاطئ. محتويات الدليل اإلجرائي ملركز بيت الرفيف: أ. فاطمة فارسي يتكون الدليل اإلجرائي من أربعة أبواب رئيسية حتتوي على عدة فصول يخصص كل فصل لتحديد آليات العمل وفق بنود محددة واضحة تساعد العاملني على فهم طبيعة العمل وحتديد الصالحيات والواجبات الوظيفية والقوانني واالجراءات اإلدارية والتربوية إضافة إلى التخطيط احلالي واملستقبلي مبا يحقق تنمية املوارد املالية والبشرية. الباب األول - التنظيم اإلداري : يركز على حتديد الرسالة واألهداف بشكل واضح ومحدد كما يركز على توثيق تاريخ الدار إضافة إلى الهيكل التنظيمي والتوصيف الوظيفي مبا يحدد تقسيم العمل و حتديد املسئوليات و السلطات و العالقات الناشئة من تقسيم العمل لتحقيق التنسيق والتعاون الالزم. الباب الثاني - الالئحة الداخلية: حتتوي على مجموعة األوامر والتعليمات اخلاصة باجناز العمل ويضبط بها اجتماعاته وأنشطته األخرى في كل إدارة من إداراته. كما يحتوي على سياسات التنظيم ومواثيقه اإلجرائية التي تراكمت أثناء املمارسة واألوامر التي يضعهاالنظام في الئحته الداخلية هي قواعد مكملة للتي وردت في النظام األساسي. الباب الثالث - البرامج التطويرية : اهتم الدليل التنظيمي واإلجرائي الشامل ملركز بيت الرفيف بالتخطيط املستقبلي مبا يحقق حتسني األداء وتطوير املوارد البشرية بشكل مستمر من خالل برامج التدريب الداخلية واخلارجية كما ركز هذا الباب على طرق تنمية املوارد املالية ليقوم مركز بيت الرفيف بتنمية موارده بصورة ذاتية من خالل القيام بنشاطات وبرامج حتقق عوائد مالية دون حتمل تكاليف إضافية كبيرة حيث ميكن االستفادة من اإلمكانات املادية والبشرية املوجودة به. كما شمل الباب الثالث وضع آلية للرعاية املتكاملة املمتدة والتي تهدف إلى مساعدة األبناء وتوجيههم في أختيار مسارهم التعليمي والوظيفي بعد االنتهاء من مرحلة الدارسة املدرسية وفي نفس الوقت إعداد برنامج تأهيلي يتضمن جميع اجلوانب الشرعية والنفسية واالجتماعية والصحية التي من شأنها مساعدة هؤالء األبناء على تكوين أسرة واحملافظة على كيانها والتقليل من نسب الطالق. الباب الرابع - التنظيم االجرائي : ويشمل إجراءات الشئون اإلدارية واملالية إضافة إلى الشئون التربوية والتي حتدد خطوات العمل بشكل تفصيلي ومنوذجي شامل مصاحب ملخطط إجرائي )رسم تخطيطي( لكل إجراء مبا يساعد في توضيح االجراءات والعلميات املترتبة على ذلك. وفيما يلي توضيح لكفة محتويات األبواب : الباب األول : التنظيم اإلداري الفصل األول : التأسيس والرؤية والرسالة واألهداف الفصل الثاني : الهيكل التنظيمي

194 تطوير الكفاءة اإلدارية من خالل تطبيق اجلودة الشاملة الفصل الثالث : التوصيف الوظيفي الباب الثاني : الالئحة الداخلية للدار الفصل األول : الالئحة الداخلية للشؤون اإلدارية واملالية الفصل الثاني : الالئحة الداخلية للشؤون التربوية الفصل الثالث : قواعد عامة الباب الثالث : البرامج التطويرية الفصل األول : حتسني األداء وتطوير املوارد البشرية الفصل الثاني : تنمية املوارد املالية الفصل الثالث : الرعاية املتكاملة الفصل الرابع : تفعيل التواصل بني الدار واملجتمع اخلارجي الفصل اخلامس : برنامج األمن والسالمة واإلسعافات األولية الفصل السادس : مشروع جسور االنتماء بالرضاعة الفصل السابع : برنامج الرعاية املتكاملة واملمتدة IEC الباب الرابع : التنظيم اإلجرائي الفصل األول : إجراءات ومخطط الشؤون اإلدارية واملالية الفصل الثاني : إجراءات ومخطط الشؤون التربوية الفصل الثالث : مناذج ومذكرات توضيحية للشؤون اإلدارية واملالية الفصل الرابع : مناذج ومذكرات توضيحية للشؤون التربوية ثانيا : إستثمار خبرات األفراد وحتفيزهم على االبتكار وإطالق الطاقات الكامنة لقد كان من األهمية مبا كان مشاركة كافة العاملني في إعداد الدليل االجرائي بهدف التفاعل واملشاركة والتحفيز على تطبيق الدليل فيما بعد بصورة مريحة وغير معقدة من خالل وجود معلومات مسبقة ومتوافقة مع الواقع العملي للعاملني مما يقومون به فعليا من مهام ولم يكن الدليل يفرض عليهم القيام مبهام جديدة أو ال تتوافق مع آلية العمل الروتينية التي يتبعونها طيلة االعوام املاضية بل هدف إلى تقنني املعلومات ومراجعة املهام وتصنيفها وإعادة دمجها وحذف أو إضافة مهام تساهم في تصحيح أداء الواجبات واملهام وفق االختصصات واملهارات الفردية التي تتطلبها الوظائف مبختلف أنواعها.. كما كان ملشاركتهم في مراجعة وتطبيق القوانني دور كبير في قبول وإحترام شريعة النظام داخل بيت الرفيف وسهولة تطبيقه والتعامل معه بصورة مرنة ومريحة. ثالثا : التطوير النوعي لكافة أساليب العمل في دور األيتام وصوال لتحقيق مفهوم اجلودة الشاملة لألداء أن النقطة اجلوهرية التي تركز عليها ورقة العمل هي أهمية الدليل االجرائي في حتقيق مفهوم اجلودة الشاملة والذي يعتبر من املفاهيم اإلدارية احلديثة التي تهدف إلى حتسني وتطوير األداء بصفة مستمرة وذلك من خالل االستجابة ملتطلبات "العميل" وهو في املؤسسات التربوية )الطفل او الطفلة األيتام ) الذين نقوم على أ. فاطمة فارسي تربيتهم ورعايتهم. وهذه االستجابة تكمن في حتقيق الضوابط التي تودي اخلدمة على أفضل وجه ممكن مبا ينعكس على احتياجاتهم وتوفير اخلدمات مبختلف أنواعها باجلودة املطلوبة للعمل على : التحسني املستمر في التطوير جلني النتائج طويلة املدى. العمل اجلماعي مع عدة أفراد بخبرات مختلفة. املراجعة واالستجابة ملتطلبات األبناء. املتطلبات الرئيسية لتطبيق اجلودة الشاملة : إن تطبيق مفهوم إدارة اجلودة الشاملة في املؤسسات التربوية يستلزم بعض املتطلبات التي تسبق البدء بتطبيق هذا البرنامج حتى ميكن إعداد العاملني على قبول الفكرة ومن ثم السعي نحو حتقيقها بفعالية وحصر نتائجها املرغوبة. أوال : إعادة تشكيل ثقافة دور األيتام : إن إدخال أي مبدأ جديد يتطلب إعادة تشكيل لثقافة املكان حيث أن قبول أو رفض أي مبدأ يعتمد على ثقافة ومعتقدات املوظفني. إن ( ثقافة اجلودة ) تختلف إختالفا جذريا عن ( الثقافة اإلدارية التقليدية ) وبالتالي يلزم إيجاد هذه الثقافة املالئمة لتطبيق مفهوم إدارة اجلودة الشاملة ثانيا : الترويج والتسويق للبرنامج : إن نشر مفاهيم ومبادىء إدارة اجلودة الشاملة جلميع العاملني أمر ضروري قبل اتخاذ قرار التطبيق. حيث أن تسويق البرنامج يساعد في التقليل من املعارضة للتغيير والتعرف على املخاطر املتوقعة بسبب التطبيق. ويتم الترويج للبرنامج داخل دور األيتام عن طريق تنظيم احملاضرات و الدورات التدريبية للتعريف مبفهوم اجلودة وفوائدها على املؤسسة. ثالثا : التعليم والتدريب : حتى يتم تطبيق مفهوم إدارة اجلودة الشاملة بالشكل الصحيح فإنه يجب تدريب وتعليم املشاركني بأساليب وأدوات هذا املفهوم اجلديد حتى ميكن أن يقوم على أساس سليم وصلب وبالتالي يؤدي إلى النتائج املرغوبة من تطبيقه. حيث أن تطبيق هذا البرنامج بدون وعي أو فهم ملبادئه ومتطلباته قد يؤدي إلى الفشل الذريع. فالوعي الكامل ميكن حتقيقه عن طريق برامج التدريب الفعالة. إن الهدف من التدريب هو نشر الوعي ومتكني املشاركني من التعرف على أساليب التطوير. وهذا التدريب يجب أن يكون موجها جلميع فئات ومستويات اإلدارة ( الهيئة التنفيذية املدراء املشرفني العاملني ) ويجب أن ت لبى متطلبات كل فئة حسب التحديات التي يواجهونها فالتدريب اخلاص بالهيئة التنفيذية يجب أن يشمل استراتيجية التطبيق بينما التدريب لفرق العمل يجب أن يشمل الطرق واألساليب الفنية لتطوير العمليات وهكذا

195 تطوير الكفاءة اإلدارية من خالل تطبيق اجلودة الشاملة رابعا : االستعانة باالستشاريني : من الضروري جدا عند البدء في تطبيق مفهوم اجلودة الشاملة من االستعانة باخلبرات اخلارجية من مستشارين ومؤسسات متخصصة عند تطبيق البرنامج مبا يساهم في تدعيم خبرة املؤسسة ومساعدتها في حل املشاكل التي ستنشأ وخاصة في املراحل األولى من التطبيق وهو ما مت اإلشارة اليه في بداية الورقة )مراحل الدارسة والتقييم (. خامسا : اإلشراف واملتابعة : من ضروريات تطبيق برنامج اجلودة هو اإلشراف على فرق العمل بتعديل أي مسار خاطىء ومتابعة إجنازاتهم وتقوميها إذا تطلب األمر. وكذلك فإن من مستلزمات جلنة اإلشراف واملتابعة التنسيق بني مختلف األفراد واإلدارات وتذليل الصعوبات التي تعترض فرق العمل. وميكننا أن نلخص أهمية تطبيق مفهوم اجلودة الشاملة في حتقيق اآلتي: نظام يعد أداة أو وسيلة لتصحيح األخطاء وضمان عدم تكرارها. يحدد املسؤوليات اإلدارية والصالحيات واحملاسبة على األخطاء. تأسيس أسلوب إحصائي ميكن املؤسسات التربوية من تقييم وفهم نظم املعلومات مبا يساعد على اتخاذ القرارات الصائبة. نظام رقابة وتفتيش للتأكد من من حتقيق شروط اجلودة لتلبية االحتياجات الالزمة لتربية األبناء والبنات وفقا لألهداف احملددة. اخلامتة تتغير املنظمات مبرور الزمن حيث حتدث تغييرات في أهدافها ومهامها وكذلك في هيكلها التنظيمي فقد تنشأ إدارات أو وحدات جديدة أو تلغى ويعاد تنظيم وحدات إدارية أخرى. لذا فإنه من الضروري إدخال التعديالت الالزمة على الدليل التنظيمي من حني آلخر حتى يعكس الدليل األوضاع التنظيمية احلقيقية للمنظمات وقد يكون ذلك بإعادة الدليل كلية إذا كانت التغييرات كبيرة أو بإعادة بعض صفحات الدليل التي قد حصل عليها التعديالت وتوزيعها على الوحدات اإلدارية واملوظفات ذوات العالقة وبذلك ميكن إبقاء هذا الدليل حديثا ومتطورا بإستمرار.. بالنسبة للجزء اإلجرائي فإنه أيضا يتطلب متابعة ومراجعة مستمرة بحيث ميكن من خالل املمارسة للعمليات املختلفة حتديد موضع القصور أو اإلزدواجية أو التأخير ومن ثم عمل التعديالت املناسبة مبا يحقق تيسيير اجراءات العمليات في نفس الوقت يتم متابعة النماذج املستخدمة وتسجيل التغييرات التي تتم عليها في الدليل اإلجرائي وإطالع جميع الوحدات اإلدارية عليه ملتابعة هذه التغييرات واإلملام بكل ما مت تطويره. والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته 376

196 د. فوز محمد أحمد الصالح عناية الشريعة باليتيم وفضل كفالته إعداد: د. فوز محمد أحمد الصالح عضو هيئة التدريس بكلية العلوم والدراسات اإلسالمية بحرميالء - جامعة شقراء 377

197 عناية الشريعة باليتيم وفضل كفالته احلمد لله الذي بنعمته تتم الصاحلات وأزكى صلواته وسالمه على معلم الناس اخلير وهادى البشرية إلى الرشد وداعي اخللق إلى احلق ومخرج الناس من الظلمات إلى النور نبي الرحمة وإمام الهدى البشير النذير والسراج املنير صاحب اللواء املعقود واملقام احملمود واحلوض املورود صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الركع السجود أما بعد: فلقد جاءت الشريعة اإلسالمية لتحقيق مصالح العباد في املعاش واملعاد ومن هذه املصالح أن يعيش املجتمع آمنا مطمئنا ينعم في مجاالت احلياة املختلفة وان من مظاهر البهجة وسرور النفس وجود جيل صالح رشيد يعرف ما له وما عليه الن األوالد بعض احلاضر وكل املستقبل وهم اللبنات األولى التي يقع على كاهلها بناء املجتمع واليتيم أحد هؤالء األطفال الذي بحاجة إلى من يتولى رعايته واالهتمام بشؤونه وميده العاطفة واحلنان ليصبح عنصرا فعاال في املجتمع. لقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يأتي هذا الدين اخلامت على يد يتيم يكون هو النبي اخلامت حيث عهد الله إليه بأشرف مهمة في الوجود عندما شرفه بإبالغ الرسالة إلى الناس كافة وجعل من آداب هذا الدين الذي بعثه به رعاية اليتيم وكفالته على النحو الذي منه هذا التوجيه الوارد في اآلية. واليتيم ضعيف في اجلماعة بفقده الوالد احلاني واملربي ومن ثم تقع مسئولية حمايته وكفالته على املجتمع املسلم على أساس التكافل االجتماعي الذي جعلته الشريعة قاعدة نظامه االجتماعي. ولقد كان اليتيم يعاني من الضياع والتشرد واالستغالل في املجتمع اجلاهلي حتى جاء دين اإلسالم فأنقذه من هذا الضياع ورتب له حقوق ا يتعني صيانتها ولقد دعت الشريعة اإلسالمية إلى العناية باليتامى ورعاية مصاحلهم في جميع شؤون احلياة قال تعالى:»ي س أ ل ون ك ع ن ال ي ت ام ى ق ل إ ص الح ل ه م خ ي ر و إ ن ت خ ال ط وه م ف إ خ و ان ك م و الل ه ي ع ل م امل ف س د م ن امل ص ل ح» متهيد: معنى اليتيم في اللغة وتعريفة في االصطالح: اليتيم في اللغة: اليتم: فقدان األب وجمعه أيتام و يتامى و اليتم في الناس من قبل األب وفي البهائم من قبل األم وكل شيء مفرد يعز نظيره فهو يتيم يقال درة يتيمة وال يقال ملن فقد األم من الناس يتيم ولكن منقطع. وال يقال ملن فقد أبويه يتيم بل لطيم وقال ابن خالويه : ينبغي أن يكون اليتم في الطير من قبل األب واألم ألنهما كليهما يزقان فراخهما قال املفضل : أصل اليتم الغفلة وبه سمي اليتيم يتيما ألنه يتغافل عن بره. وقال أبو عمرو : اليتم اإلبطاء ومنه أخذ اليتيم ألن البر يبطئ عنه وقد يطلق عليها مجازا بعد البلوغ كما كانوا يسمون النبي وهو كبير يتيم أبي طالب ألنه رباه بعد موت أبيه. اليتيم في االصطالح: هو من فقد أبوه دون البلوغ فإذا بلغ انقطع حكم اليتم عنه لقوله r :)ال يتم بعد احتالم...احلديث( قال ابن قدامه: اليتيم هو الذي مات أبوه ولم يبلغ احللم وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية:)اليتيم في اآلدميني من فقد أباه الن أباه هو الذي يهذبه ويرزقه وينصره مبوجب الطبع املخلوق...( ويلحق باليتيم اللقيط أو مجهول األب أو األم أو كليهما وهذه الفئة حتتاج إلى مزيد من الرعاية والعناية الن اليتيم قد يجد العناية من أقاربه وقد أكد ذلك صدور فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء برقم وتاريخ 24/12/1419 ه )إن مجهولي النسب في حكم اليتيم لفقدهم لوالديهم بل هم أشد حاجة للعناية والرعاية من معروفي النسب لعدم معرفة قريب يلجأون إليه عند الضرورة. وعلى ذلك فإن من يكفل طفال من مجهولي النسب فإنه يدخل في األجر املترتب على كفالة اليتيم لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا. وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا ثم صدرت فتوى أخرى برقم مؤرخة د. فوز محمد أحمد الصالح في 1420 ه / 10 / 22 وجاء في أول فقرة منها ما يلي : ( من أبوب اإلحسان في شريعة اإلسالم حضانة اللقيط املجهول النسب واإلحسان إليه في كفالته وتربيته تربية إسالمية صاحلة وتعليمه فرائض الدين و آداب الشرع وأحكامه وفي هذا أجر عظيم وثواب جزيل ويدخل في األجر املترتب على كفالة اليتيم لعموم قول النبي: ( أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا ) زوال اليتم عن اإلنسان: يزول مسمى اليتم عمن مات أبوه إذا بلغ زال قال أبو عبيدة : تدعى املرأة يتيمة ما لم تتزوج فإذا تزوجت زال عنها اسم اليتم وفي التنزيل العزيز ( وآتوا اليتامى أموالهم ) أي أعطوهم أموالهم إذا آنستم منهم رشدا وقال ع ل ي بن أبي ط ال ب ح ف ظ ت عن رسول الل ه صلى الله عليه وسلم ال ي ت م ب ع د اح ت ال م وال ص م ات ي و م إلى الل ي ل ( ويقصد باالحتالم هنا البلوغ للذكر واألنثى ألن اإلنسان إذا بلغ أصبح عنده الكفاءة والقدرة أن يكون بشؤونه بنفسه لكن قبل ذلك فهو محتاج إلى من يرعاه وقال الشعبى رحمه الله تعالى : إن امرأة جاءت إليه فقالت: يا أبا عمرو إني امرأة يتيمة فضحك أصحابه فقال : ال تضحكوا النساء كلهن يتامى أي ضعاف قالوا : ويلزم املرأة اسم اليتيم ما لم تتزوج فإذا تزوجت ذهب اسم اليتيم عنها. وقد سأل ابن عباس t م ت ى ي ن ق ض ي ي ت م ال ي ت يم فقال إ ن الر ج ل ل ت ن ب ت حل ي ت ه و إ ن ه ل ض ع يف األ خ ذ ل ن ف س ه ض ع يف ال ع ط اء منها فإذا أ خ ذ ل ن ف س ه من ص ال ح ما ي أ خ ذ الناس ف ق د ذ ه ب عنه ال ي ت م فرشد اليتيم هو في طريقة املستقيم في حفظ املال والرشد الهدى واالستقامة وأما نفس اليتم فينقضي بالبلوغ وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ال يتم بعد احللم وفي هذا دليل للشافعي ومالك وجماهير العلماء أن حكم اليتم ال ينقطع مبجرد البلوغ وال بعلو السن بل ال بد أن يظهر منه الرشد في دينه وماله ] وقال أبو حنيفة إذا بلغ خمسا وعشرين سنة زال عنه حكم الصبيان وصار رشيدا يتصرف في ماله ويجب تسليمه إليه وإن كان غير ضابط له وأما الكبير إذا طرأ تبذيره فمذهب مالك وجماهير العلماء وجوب احلجر عليه وقال أبو حنيفة ال يحجر قال بن القصار وغيره الصحيح األول وكأنه إجماع. املبحث األول: اليتم في القرآن الكرمي اليتم ليس منقصة في العبد ولكنها إرادة من الله الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد حيث أصاب به أكرم اخللق عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث مات أبوه وهو حمال في بطن أمه ثم ذاق اليتم مبوت امة وهو طفل لم يتجاوز ست سنوات وقد ضرب هذا اليتيم املثل األعلى في رعاية مصالح األيتام وحبهم واحلنو عليهم واإلحسان إليهم ونبه في أكثر من موضع على رعايتهم وإسعادهم واحلفاظ على أموالهم وأنفسهم وبشر من قام بحسن كفالتهم بأنه معه في اجلنة وأنذر من أكل حقوقهم وضيع مصاحلهم بالعذاب األليم وما كان الله ليترك احلديث عن اليتامى في كتابة الكرمي إشارة منه سبحانه إلى سب االهتمام بهم ورعاية شؤونهم والقيام على أمرهم نظرا لضعفهم و وانكسار شوكتهم وعدم قدرتهم على االستقالل بأمورهم وتصريف شئونهم. ومما يؤكد على حرص التشريع اإلسالمي على اليتيم والتأكيد املستمر على العناية به وحفظه هو ورود كلمة اليتيم ومشتقاتها في ثالث وعشرين آية من آيات القرآن وفي كلها ع ب ر وبالنظر في نصوص القرآن العديدة في شأن اليتيم ندرك مدى عناية الله به وأن الله أراد أن يشعر اليتامى أن اليتم ليس مذمة وال منقصة حيث وصف به أكرم اخللق على الله وفي هذا شدا لعزمية اليتامى واستنهاض لهممهم وجبر لكسرهم وتقوية لقلوبهم فقد يكون يتيم اليوم هو سيد الغد والواقع يثبت ذلك صراحة وصدقا وتدور اآليات القرآنية عن

198 عناية الشريعة باليتيم وفضل كفالته اليتيم حول:دفع املضار عنه وجلب املصالح له في ماله وفي نفسه وفي احلالة الزوجية واحلث على اإلحسان إليه ومراعاة اجلانب النفسي لديه. لقد اهتم اإلسالم بشأن اليتيم اهتماما بالغا من حيث تربيته ورعايته ومعاملته وضمان سبل العيش الكرمية له حتى ينشأ عضوا نافعا في املجتمع املسلم قال تعالى : ( ف أم ا الي ت يم ف ال ت قه ر ) الضحى : آية 9 فقهر اليتيم يكون بإذالله ونهره وإهانته وعبوسة الوجه وقيل بأخذ ماله وظلمه)( وقد تعوذ املصطفى صلى الله عليه وسلم من القهر فقال:) ( الل هم إني أعوذ بك من الهم واحلزن ومن العجز والكسل ومن اجلنب والبخل ومن غلبة الد ي ن وقهر الرجال ) فالواجب على املسلم اإلحسان إلى اليتيم والتلطف به وعلى اإلنسان أن يكون لليتيم كاألب الرحيم وقال تعالى ( أ ر أيت ال ذ ي ي ك ذ ب بالد ين * ف ذ ل ك ال ذ ي ي د ع اليتيم ) املاعون : آية 1-2 ويراد بدع اليتيم أي دفعه بعنف وجفوة وشدة ويقهره ويظلمه بال رحمه لقساوة قلبه وألنه ال يرجو ثوابا وال يخاف عقابا. وهاتان اآليتان تؤكدان على العناية باليتيم والشفقة عليه كي ال يشعر بالنقص عن غيره من أفراد املجتمع فيتحطم ويصبح عضوا هادما في املجتمع املسلم. كما أمر - عز وجل - بحفظ أموال األيتام وعدم التعرض لها بسوء وعد ذلك من كبائر الذنوب وعظائم األمور ورتب عليه أشد العقاب قال تعالى:) إن الذ ين ي أك ل ون أ م وال الي ت امى ظ لما إمن ا ي أك ل ون في ب ط ون ه م نارا وس يصل ون س ع يرا ) النساء : آية ] 10 كما قال تعالى :) وال ت قرب وا م ال الي ت يم إال ب الت ي ه ي أحس ن ح ت ى ي بل غ أ ش د ه وأوف وا ب الع هد إن الع هد ك ان م سئ وال ) اإلسراء : آية. 34 وعد الرسول أكل مال اليتيم من السبع املوبقات فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي قال: ( اجتنبوا السبع املوبقات قالوا: يا رسول الله وما هن قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إال باحلق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف احملصنات املؤمنات الغافالت(. وخلطورة ذلك األمر وجه صلى الله عليه وسلم من كان ضعيفا من الصحابة أال يتولني مال يتيم فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله قال : ( يا أبا ذر أني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي ال تأمرن على أثنني وال تولني مال يتيم ). وقال تعالى في شأن املصطفى صلى الله عليه وسلم : )أ ل م ي ج د ك ي ت يما ف آو ى( وهنا لم يقل : )فآواك( ألن آوى أبلغ بحيث أنها تشمل إيواءه -صلى الله عليه وسلم- بذاته, وإيواء أصحابه وإيواء ذريته وآل بيته الطيبني الطاهرين وإيواء أمته أيضا ففيها معنى إطالق اإليواء وفي ذلك إشارة وإمياء إلى أن هذا هو احلق بالنسبة لليتيم فهذا النبي الكرمي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يتيما هو إمام البشرية كلها ليس إمام األيتام فقط وهو الرجل األول في تاريخ البشرية كلها وفي ذلك دعم وتعزيز ملكانة اليتيم وأن اليتم هنا يكون حتديا ي حر ك اإلنسان نحو مزيد من العمل واإلجناز. و كانت السور املكية في القرآن تتكلم عن اليتيم من ناحية إثارة املشاعر واألحاسيس وحتريك الضمير وإرساء جانب القيم واألخالق برعاية الضعفاء من أطفال من أيتام من مساكني ولهذا قال سبحانه:)ف أ م ا ال ي ت يم ف ال ت ق ه ر ( )الضحى: 9 ( يعني مقابل النعمة التي أنعم الله بها عليك وأنت كنت يتيما في طفولتك فأحيانا الطفل الصغير كما يقول علماء التربية وعلماء النفس هو بحاجة إلى مالمسة يحتاج يوميا إلى املالمسة سواء على خده وعلى رأسه وت قبله وحتضنه ألنها تزوده بطاقة لقد أثبت علم النفس أن للمسات أثرا عميقا على نفسية وسلوك اإلنسان واللمسات تعتبر وحدة اإلدراك واالعتبار أي هي األساس العتبار الناس واالعتراف بوجودهم وإعطائهم قيمتهم. وقد عني ديننا احلنيف باللمسات كسلوك لتقدير اآلخرين كبارا وصغارا فنرى النبي صلى الله عليه وسلم في مداعبته للحسن واحلسني رضي الله عنهما وقوله لذلك الرجل الذي له عشرة من الولد ولم يعتد على د. فوز محمد أحمد الصالح تقبيل أحدا منهم قال له النبي صلى الله عليه وسلم ( ماذا افعل إذا نزع الله من قلبك الرحمة ( وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تفقده واملسح على رأسه وإشعاره باالهتمام واحلنان واملواساة وإشعاره بالعاطفة واحلب جتاهه لنزع اخلوف من قلبه الصغير وطمأنته فاللمسات لغة حسية توصل املعني اإليجابية جلسد اآلخر والصغار هم األكثر قدرة على ترجمة هذه اللغة. وفي املدينة جند اآليات تهتم بإيجاد التشريعات مثل قوله تعالى:( اب ت ل وا ال ي ت ام ى ح ت ى إ ذ ا ب ل غ وا الن ك اح ف إ ن آن س ت م م ن ه م ر ش دا ف اد ف ع وا إ ل ي ه م أ م و ال ه م ()النساء: من اآلية 6 ( )و ي س أ لون ك ع ن ال ي ت ام ى ق ل إ ص الح ل ه م خ ي ر ) )البقرة: من اآلية 220 ( ما يتعلق بنكاح اليتيمة هذه التشريعات التي حو لت اجلانب األخالقي إلى جانب تشريعي قانوني في املدينة املنورة. وقال تعالى)و إ ذ أ خ ذ ن ا م يث اق ب ن ي إ س ر ائ يل ال ت ع ب د ون إ ال الل ه و ب ال و ال د ي ن إ ح س ان ا و ذ ي ال ق ر ب ى و ال ي ت ام ى(سورة البقرة: 83 ففي هذه اآلية جاء الترتيب بتقدمي األهم فقدم الوالدين حلقهما األعظم ثم القرابة ألن فيهم أجر اإلحسان وصلة الرحم ثم اليتامى لقلة حيلتهم واإلحسان يكون بالقول والفعل من خالل: الصدقة والقول احلسن قال الشيخ بن سعدي لإلحسان ضدان : اإلساءة وهي أعظم جرما وترك اإلحسان بدون إساءة وهذا محرم لكن ال يجب أن يلحق باألول وكذا يقال في صلة األقارب واليتامى واملساكني وتفاصيل اإلحسان ال تنحصر بالعد بل تكون باحلد. وقال تعالى:)ل ي س ال ب ر أ ن ت و ل وا و ج وه ك م ق ب ل امل ش ر ق و امل غ ر ب و ل ك ن ال ب ر م ن آم ن ب الل ه و ال ي و م اآلخ ر و امل الئ ك ة و ال ك ت اب و الن ب ي ني و آت ى امل ال ع ل ى ح ب ه ذ و ي ال ق ر ب ى و ال ي ت ام ى...اآلية( سورة البقرة: 177. فاليتامى: هم الذين ال كاسب لهم وقد مات آباؤهم وهم ضعفاء صغار دون البلوغ والقدرة على التكسب فاليتيم الفقير أولى بالصدقة لعدم قدرتهم على الكسب ممن ليسوا بيتامى ترتيب بتقدمي األهم فاألهم واألفضل ألن الصدقة على القرابة صدقة وصلة بخالف من بعدهم ثم اليتامى لصغرهم وحاجتهم)( قال الشيخ بن سعدي:ومن اليتامى الذين ال كاسب لهم وليس لهم قوة يستغنون بها وهذا من رحمته بالعباد الدالة على أنه تعالى أرحم بعباده من الوالد بولده فالله قد أوصى العباد وفرض عليهم في أموالهم اإلحسان إلى من فقدو آباؤهم ليصيروا كمن لم يفقد والديه وألن اجلزاء من جنس العمل فمن رحم يتيم غيره رحم يتيمه)( ولكل ما سبق تظهر حكمة التشريع ومتانة هذا األس الذي تقوم عليه رعاية األيتام من خالل تأمل هذه اآلية الكرمية وربطها باملوضوع قال تعالى : ( ولي خش ال ذي ن ل و ت رك وا م ن خ لف ه م ذ ر ي ة ض ع افا خ اف وا ع ل يه م ف لي ت ق وا الل ه ولي ق ول وا ق وال س د يدا ) النساء:آية: 9 فجعل كافل اليتيم اليوم إمنا يعمل لنفسه لو ترك ذرية ضعافا فإنه ست عامل ذريته الضعاف مبا عامل به ذرية غيره فليعاملوا األيتام الذين حتت أيديهم كما يحبون أن يعامل غيرهم أيتامهم من بعدهم فكما حت سن إلى اليتيم اليوم ي حسن إلى أيتامك في الغد وكما تدين تدان فإن كان خيرا كان اخلير باخلير والبادئ أكرم وإن كان شرا كان الشر بالشر والبادئ أظلم. ولعظم اليتم فقد فرض الله لهم اخلمس في الغنائم وذلك رحمة بهم حيث كانوا عاجزين عن القيام مبصاحلهم وقد فقد من يقوم مبصاحلهم)( قال تعالى )واعلموا أمنا غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى واملساكني وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى اجلمعان والله على كل شيء قدير(سورة األنفال: 41. ولقد وج ه الرسول أمته إلى نفع الناس وإدخال السرور على أنفسهم وكشف كربهم وعد م ن يفعل ذلك بأنه أحب الناس إلى الله فقال :) أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس وأحب األعمال إلى الله - عز وجل

199 عناية الشريعة باليتيم وفضل كفالته سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربه... ) )رواه الطبراني( وال شك أن من أشد الكرب اليتم وما يستتبعه من ضعف وضرر وضياع إذا لم يتعهد ذلك اليتيم باحلفظ والرعاية.. مما سبق جند أن القرآن الكرمي اهتم باحلاجات االجتماعية والنفسية واالقتصادية لليتيم والتي منها: احلاجة إلى املال لتربية اليتيم وتعليمه وكسوته وتغذيته. احلاجة إلى الطمأنينة في شخصية اليتيم حلفظه من الضياع واإلسراف واكل احلرام والثقة بني اليتيم والكافل أو الوصي عليه. احلاجة إلى اإلميان وذلك بترسيخ اجلوانب العقدية وأصول الشريعة اإلسالمية في قلب وعقل اليتيم وبناء شخصيته السوية من تعويده على حفظ القرآن الكرمي واألحاديث النبوية التي تتعلق باملعاملة والسلوك وهي حاجة أساسية للطفل خاصة اليتيم. حاجة اليتيم أن يكون مقبوال داخل األسرة التي تكفله حتى يتوفر له التربية الصاحلة لبناء الثقة بالنفس والطمأنينة وتشكل احلصانة ضد االضطرابات النفسية والسلوكية. املبحث الثاني: اليتيم في السنة النبوية. لقد اهتمت السنة املطهرة باليتيم وحظي في كنفها بكل عناية واهتمام حيث جاءت السنة لتؤكد بالطريق العملي والقولي كل ما جاء بشان اليتيم في القرآن راسمة املنهج السليم لتطبيق ما ورد في شأنه من أحكام وما يجب له من معامالت. واملتتبع للسنة يجد الكثير من األحاديث الباعثة على حتقيق تلك الغاية النبيلة التي حققها صلى الله عليه وسلم من نفسه وصار فيها أسوة المته فكان صلى الله عليه وسلم أرحم الناس باليتامى وأشفقهم عليهم يضمد جراحهم وميسح على رؤوسهم ويجلسهم معه يشاركونه الطعام والشراب وكان يسعد لسعادتهم ويسر لسروؤهم ويبتهج البتهاجهم. ومن ذلك أن املصطفى صلى الله عليه وسلم جعل املسح على راس اليتيم دواء لقساوة القلب فعن أبي هريرة رضي الله عنه عندما شكا رجال إلى رسول الل ه قسوة قلبه فقال : ( امسح رأس اليتيم وأطعم املسكني( وقال قتادة: كن لليتيم كاألب الرحيم)(. وقال الن ب ي صلى الله عليه وسلم:) أ حت ب أ ن ي ل ني ق ل ب ك و ت د ر ك ح اج ت ك ار ح م ال ي ت يم و ام س ح ر أ س ه و أ ط ع م ه م ن ط ع ام ك ي ل ن ق ل ب ك و ت د ر ك ح اج ت ك ). وهنا تتجلى مثالية التشريع اإلسالمي حيث يخاطب الله تعالى أفضل اخللق وأرحمهم وأرأفهم بعباد الله املوصوف بقوله تعالى : ( ب امل ؤ م ن ني رؤ وف ر ح يم ( وبقوله : ( و إ ن ك ل ع ل ى خ ل ق ع ظ يم ( ليكون مثاال مثاليا في أمة قست قلوبها وغلظت طباعها فال يرحمون ضعيفا وال يؤدون حقا إال من قوة قال صلى الله عليه وسلم:)من ضم يتيما من أبوين مسلمني إلى طعامه وشابه وجبت له اجلنة( وكان ابن عمر إذا رأى يتيما مسح برأسه وأعطاه شيئا وعن أنس قال : قال رسول الله )من ضم يتيما فكان في نفقته وكفاه مئونته كان له حجابا من النار يوم القيامة ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة( وقال رسول الل ه صلى الله عليه وسلم اللهم إني أ ح ر ج ح ق الض ع يف ني ال ي ت يم و امل ر أ ة ) وعن أبي ه ر ي ر ة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خ ي ر ب ي ت في امل س ل م ني ب ي ت فيه ي ت يم ي ح س ن إليه و ش ر ب ي ت في امل س ل م ني ب ي ت فيه ي ت يم ي س اء إليه( وقال رسول الل ه صلى الله عليه وسلم من ع ال ث ال ث ة من األ ي ت ام كان ك م ن قام ل ي ل ه و ص ام ن ه ار ه و غ د ا و ر اح ش اه ر ا س ي ف ه في س ب يل الل ه و ك ن ت د. فوز محمد أحمد الصالح أنا وهو في اجل ن ة أ خ و ي ن ك ه ات ني أ خ ت ان و أ ل ص ق إ ص ب ع ي ه الس ب اب ة و ال و س ط ى(. وقال صلى الله عليه وسلم: «إن مما أخاف عليكم من بعدى ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها... وإن هذا املال خضرة حلوة فنعم صاحب املسلم ما أعطى منه املسكني واليتيم وابن السبيل«)( وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثني باحلق ال يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم والن له في الكالم ورحم يتمه وضعفه ولم يتطاول على جاره بفضل ما آتاه الله(. ونهى عليه الصالة والسالم الضعيف من صحابته أن يتولى على شيء من أموالهم فقال:»يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي ال تأمرن على اثنني وال تولني مال اليتيم«رواه مسلم. وأكل ماله من السبع املهلكات قال عليه الصالة والسالم»اجتنبوا السبع املوبقات وذكر منهن وأكل مال اليتيم«متفق عليه. ومن أكل ماله بغير حق أجج في بطنه نارا )إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إمنا يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا(. وإذا ر ش د أ عطي ماله وافيا من غير بخس أو إخفاء لشيء منه )فإن آنستم منهم رشدا فدفعوا إليهم أموالهم وال تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا(. فاليتيم محفوظ بحفظ الله )وأما اجلدار فكان لغالمني يتيمني في املدينة وكان حتته كنزلهما وكان أبوهما صاحلا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك(. والله عز وجل ال يغلق عن عبده بابا إال ويفتح له برحمته وفضله أبوبا غيره واليتيم قد يكون طريقا للعلو والشموخ فقد كان في األمة من فقدوا آباءهم فأصبحوا فيها عظماء لقد حف ل التاريخ بأناس عاشوا اليتم ولكنهم ملئوا الدنيا علما وجهادا ودعوة وعبادة. فقد نشأ أبو هريرة رضي الله عنه يتيما وكان يرعى لقومه الغنم ثم الزم النبي صلى الله عليه وسلم فكان راوية اإلسالم واإلمام البخاري رحمه الله صاحب الصحيح يتيم وقرأ على ألف شيخ فصن ف أصح كتاب في احلديث فكان هذا اليتيم نعمة على هذه األمة واإلمام الشافعي رحمه الله فقد أباه وهو دون العامني فنشأ في ح جر أمه في قلة من العيش وضيق من احلال فحفظ القرآن وجالس في صباه العلماء فساد أهل زمانه. قال احلميدي: سمعت الشافعي يقول: كنت يتيما في ح جر أمي ولم يكن عندها ما تعطي املعل م وكان املعلم قد رضي مني أن أقوم على الصبيان إذا غاب وأخفف عنه. فأي شيء كان الشافعي بعد ذلك. قال اإلمام أحمد:»كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس«واإلمام ابن اجلوزي رحمه الله نشأ يتيما على العفاف والصالح في حضن عمته فحملته إلى العلماء فصنف ووعظ قال رحمه الله عن نفسه:»أسلم على يدي أكثر من مائتي ألف«قال شيخ اإلسالم رحمه الله وال أعلم أحدا صنف في اإلسالم أكثر من تصانيفه والزبير بن العوام رضي الله عنه الذي عدله عمر رضي الله عنه بألف فارس كان ناجت تربية أمه صفية رضي الله عنها بعد أن مات أبوه وهو صغير وكانت أمه صفية تضربه ضربا شديدا وهو يتيم فقيل لها: قتلت ه أهلكت ه! قالت: إمنا أضربه لكي يدب وي ج ر اجليش ذا اجللب املبحث الثالث:مجهول النسب: تقسو نظرة املجتمع على مجهول النسب العتقادهم جزما أن هذا ناجت عالقة محرمة ولكن قد يكون نتيجة لظرف معني اجتماعي أو أسري أو خاص باألب أو األم فهو داخل فيمن انقطعت صلته بوالديه فهذا أولى أن يكون يتيما ألن من فقد أبويه وهو معروف األبوين يعرف أعمامه يعرف وأسرته ولذلك ميكن أن يحضنوه ولهذا في القرآن ما يومئ إلى أن األقارب أحيانا هم الذين يكفلون اليتيم وهذه إحدى الصور اإليجابية أن تكون األسرة املمتدة أو األسرة احمليطة تكفل هذا اليتيم أما الذي انقطعت صلته بأبويه فهذا أشد حاجة وهو من باب

200 عناية الشريعة باليتيم وفضل كفالته أولى ي عتبر يتيما وهو أحوج إلى احلنان والعطف واللطف والرفق ورعاية احلقوق من ذلك اليتيم. وينبغي التأكيد على أن عدم معرفة اإلنسان ألبويه ال يدل على أنه جاء من طريق صلة حرام كما يتوقع البعض دائما فقد يكون هناك ظروف خاصة بأن يكون زواج غير ناجح أو يكون زواج غير متكافئ أو أن ميوت األبوان واألجداد فقراء وال يستطيعون أن يقوموا بشئونهم أو ألي اعتبارات أخرى. لقد لفت القرآن األنظار إلى قضية خطيرة جدا ومهمة تربويا وهي أنه )و ال ت ز ر و از ر ة و ز ر أ خ ر ى()األنعام: من اآلية 164 ( وليس عليه من وزر أبويه شيء كما في األثر الصحيح وعلى فرض أن يكون جاء من عالقة حرام فاإلنسان مسئول يوم القيامة عن نفسه ال ي سأل األب )ي و م ي ف ر امل ر ء م ن أ خ يه * و أ م ه و أ ب يه * و ص اح ب ت ه و ب ن يه ) )عبس( فال ي سأل األب عن ابنه وال ي سأل االبن عن أبيه من جهة املسؤولية هي مسؤولية فردية )و ك ل ه م آت يه ي و م ال ق ي ام ة ف ر دا ( )مرمي: 95 ( فهنا التبعة ليست على االبن. لذا يجب أن ميثل املجتمع دور األبوة واإلخوة لليتيم سواء كان مبوت األبوين أو جهالتهما قال تعالى : )و ي س أ لون ك ع ن ال ي ت ام ى ق ل إ ص الح ل ه م خ ي ر و إ ن ت خ ال ط وه م ف إ خ و ان ك م ()البقرة: من اآلية 220 ( املخالطة باألكل بالشرب بالشراكة في املال )ف إ خ و ان ك م ) فعب ر باألخوة وقال في اآلية األخرى : )ف إ ن ل م ت ع ل م وا آب اء ه م ف إ خ و ان ك م ف ي الد ين و م و ال يك م ()األحزاب: من اآلية 5 ( علينا أن نتعامل مع هذه الشريحة بقدر من الشفقة معتدل ينبغي أن ال نحسسهم دائما بأنهم هم بحاجة إلى الشفقة ينبغي أن نثير لديهم التحدي واملقاومة والقدرة على البناء وفعال أنا أعرف عددا من أوالدي وبناتي من األيتام حققوا جناحا ال يحققه غيرهم من الناس لشعورهم بالثقة بأنفسهم ووجود من يدعمهم ويحركهم إلى اإلبداع وي حفزهم إلى النجاح. وأحيانا االعتدال في العاطفة مبعنى تأديبه باعتدال كما كانت امرأة عربية ملا قالوا لها : ملاذا تضربينه قالت : أضربه حتى ي ل ب وحتى يقود اجليش ذا اللجب هو نوع من التأديب بكلمة أو بأسلوب ي قصد من ورائه أن يصبح له ل ب وعقل وفهم, ويقود اجليش يصبح عنده إمكانيات ذاتية بدال من أن أصيد له السمك أ علمه هو كيف يصيد السمك. املبحث الرابع:حقوق اليتيم في اإلسالم لقد اهتم التشريع اإلسالمي بأمر األيتام وأحاطهم بالرعاية وأقر لهم من احلقوق ما يضمن لهم حياة كرمية واستقرارا نفسيا واجتماعيا ذلك أنه قد تهمل هذه احلقوق وتهضم حقوقه عند فقد أبيه أو عدم معرفة والديه وال يجد من يطالب له بها. حق احلياة :وهذا احلق من أبرز ما كفله التشريع اإلسالمي للطفل حيث كان وأد البنات منتشرا في اجلاهلية خشية العار إضافة إلى قتل األوالد خوفا من الفقر فحرم اإلسالم ذلك وشدد عليه قال تعالى : }وال ت قت ل وا أوالد ك م خ شي ة إمالق نحن ن رز ق ه م وإي اك م إن ق تل ه م ك ان خ طئا كبيرا } اإلسراء : أية 31 وقد سئل رسول الله أي الذنب أعظم عند الله قال : ( أن جتعل لله ندا وهو خلقك قلت : إن ذلك لعظيم. قلت : ثم أي قال : ثم أن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك. قلت : ثم أي. قال : ثم أن تزني بحليلة جارك( وقال النبي: ( إن الله حرم عليكم عقوق األمهات ووأد البنات ومنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة املال ).وبهذا قرر اإلسالم حقا ثابتا للطفل وهو حقه في احلياة ال يحل انتهاكه بأي شكل من األشكال وبخاصة للطفل اليتيم أو اللقيط بل هذا احلق متقرر ملن كان مجهول النسب بشكل أكبر. د. فوز محمد أحمد الصالح حق النسب : حرم اإلسالم التالعب باألنساب أو محاولة انتساب الطفل لغير أبيه ورتب على ذلك العقاب الشديد فلقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( من أدعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فاجلنة عليه حرام ). وبذلك ضمن اإلسالم للطفل يتيما كان أو غيره انتسابا ألب والتصاقا بفئة ينتمي إليها ولم يتركه همال مجهوال في املجتمع. بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم وجه بحسن اختيار االسم للطفل كما أرشدنا إلى ترك بعض األسماء غير املناسبة مثل : يسار وحزن وعاصية وبره. حق الوالية : من حيث: احلضانة ووالية النفس ووالية املال حق الرحمة : قال صلى الله عليه وسلم: ( من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا ) ( رواه البخاري ). ولقد تعجب الرسول من الصحابي األقرع بن حابس التميمي عندما قال للرسول : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا وذلك عندما رأى الرسول يقبل احلسن بن علي - رضي الله عنه - فقال له رسول الله : ( من ال ي ر ح م ال ي ر حم ). املبحث اخلامس :آثار احلرمان من األسرة وحاجات اليتيم النفسية واالجتماعية لقد أجمعت الدراسات والبحوث التي أجريت على أثر احلرمان من الوالدين أو من احدهما على بناء شخصية الطفل اليتيم وحرمانه من النمو النفسي والعاطفي واالجتماعي يؤدي إلى تشوه صورة الذات الواقعية واملثالية مما يؤثر على عالقته باآلخرين. كما يؤثر اضطراب اليتيم انفعاليا على اجلوانب السلوكية في شخصيته ومنها عدم اإلحساس باألمن واخلوف من املستقبل وعدم الشعور باالستقرار والقلق النفسي ونقص الثقة بالنفس والتوتر وضعف القوة. ومن أكثر املشكالت السلوكية انتشارا لدى احملرومني اجتماعيا ونفسيا وخلقيا هي: العدوانية والنشاط الزائد و الكذب والسرقة والعصيان واالكتئاب واالنطواء واخلجل والتبول الال إرادي. وتعد األسرة احملضن األول للطفل وغياب أحد الوالدين يفقد اليتيم ما يكتسبه من مميزات من خالل وجود الوالدين كما يحرمه من الكثير من املزايا النفسية واالجتماعية مثل احلب والرعاية والدفء واحلنان والرفق والرحمة وغيرها. ولقد جعلت نشأة املصطفى يتيما من أعظم من يتحدث عن إحساس اليتامى واحتياجاتهم النفسية واالجتماعية لذا فإن إشباع هذه احلاجات يؤدي إلى بناء شخصية اليتيم بكل إبعادها وتنمي الثقة في النفس ويتمتع بحسن التوافق. تعد احلاجات النفسية واالجتماعية لأليتام ضرورية لتحقيق الشخصية املتوافقة نفسيا واجتماعيا وصحيا و تتوفر هذه احلاجات من خالل الرعاية الالزمة املتكاملة التي تقدمها دور الرعاية واملؤسسات القائمة على رعاية األيتام ولكن وجد مؤخرا بأن األسر الصديقة التي تقوم مبقام األسر البديلة يؤدي إلى تعويض األيتام من فقدان احلنان واحلب والعاطفة إن حرمان الطفل من احلاجات األساسية كاحلرمان من النوم أو الراحة أو احلرمان من األم أو األب أو من الدراسة يترك آثار ا عميقة داخل نفس الطفل تؤدي إلى مشكالت عديدة مع نفسه واآلخرين في املستقبل أن خبرات الطفولة املبكرة تؤثر في سلوك الفرد خالل مراحل حياته ومبا أن بيئة الطفل في حياته املبكرة ال تخرج عن محيط البيت واألسرة أي.. األب واألم واإلخوة واألخوات فقد يتأثر الصغار..ذكورا أو إناثا من بيئة

201 عناية الشريعة باليتيم وفضل كفالته احلرمان والذل والهوان. إن شخصية الطفل تتحدد وتتشكل في مرحلة الطفولة وتكو ن اجتاهاتها نحو اآلخرين ونحو األشياء العامة في البيئة وفي احلياة العامة طبيعة العالقات األسرية واالجتماعية من األبوين واإلخوة واألخوات واجليران واألقارب. ورغم أن شخصية الفرد تخضع بعد ذلك - خالل مراحل احلياة - املتتابعة ملؤثرات مختلفة حيث تتسع العالقات االجتماعية وتزداد اخلبرات عند مواجهة مواقف احلياة اإليجابية والسلبية إال أنه يجب أن يؤخذ في االعتبار أن خبرات الطفولة تؤثر- دوما - في بنية الشخصية بل إنها تظل محركا رئيسيا في بنية الشخصية في األعمار املتقدمة فالطفولة.. صانعة املستقبل والطفل الذي يحرم من حنان األم وعاطفتها قد يتأخر منوه اجلسمي والعقلي واللغوي واالجتماعي بل إنه بنيته الشخصية ال تكون سوية.وفاقد الشيء ال يعطيه وألنه قد يستشعر النبذ وأنه غير مرغوب فيه فقد يؤثر الصمت وينطوي على نفسه ويظهر االكتئاب على سلوكه وقد ال يستجيب ملداعبات أو ابتسامات اآلخرين إذ يبدو عليه البؤس والتعاسة. وآثار هذا انحرافات واضطرابات أو نوبات من االنفعاالت احلادة أو سلوك غير سوي ال يقبله أقرب الناس إليه. أن البيئة احمليطة تساعد على التوازن والتكامل لشخصية الفرد إذا ما كانت بيئة صاحلة نقية مهتمة بشئون الفرد وتوجيهه دائما نحو الرفعة والسمو وإذا ما كانت بيئة مهملة غير صاحلة ال تكترث وال تبالي ملا يحدث حولها فإن الفرد سينشأ بال شك بشخصية مضطربة تشوبها الكثير من املشكالت التي تعيق النمو السليم والتوازن الصحيح بني جوانبها املختلفة وهذه البيئة الصحية نستطيع توفيرها لليتيم من خالل األسر البديلة والتي سترسخ معاني احلياة الصحيحة لليتيم حتى ينشأ قويا متماسكا ثابتا انفعاليا وعقليا وسلوكيا. إن اليتيم إذا فقد الشعور باألمن يشعر بالتهديد املستمر من قبل القائمني على رعايته بالطرد أو احلرمان من املسكن أو املأكل فهو بال شك ال يشعر بالطمأنينة واألمن فهو مزعزع متردد خائف غير مستقر ويظهر ذلك عليه من خالل بعض االضطرابات السلوكية الظاهرة كالتبول الالإرادي وقضم األظافر وغيرها في الطفولة أما في الرشد فيتكون لديه الشعور بالنبذ وعدم رغبة اآلخرين به وال يستطيع الزواج وخصوصا ملجهولي الوالدين الذين يواجهون مشكلة واقعية بسبب عدم وضوح النسب وكل ذلك يؤثر على شخصية اليتيم. املبحث السادس: كفالة اليتيم وفضلة لقد كان صلى الله عليه وسلم أرحم الناس باليتيم وأشفقهم عليه فأمر بكفالة اليتيم وضمه إلى بيوت املسلمني وعدم تركه همال بال راع في املجتمع املسلم قال صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا ). ويراد بكفالة اليتيم في الشرع :الكفالة.. من فعل كفل: أي ضمن و كفل الصغير : أي رب اه و أنفق عليه, فالكفالة هي التربية و العناية بالصغير ماليا و تربويا.. قال تعالى يحكي عن مرمي { فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا و كف لها زكريا (قال بن كثير رحمه الله في اآلية: يخبر ربنا أنه تقبلها من أمها نذيره و أنه أنبتها نباتا حسنا أي جعلها شكال مليحا و منظرا بهيجا و يسر لها أسباب القبول و قرنها بالصاحلني من عبادة تتعلم منهم العلم و اخلير و الدين فلهذا قال { وكفلها زكريا } أي جعله كافال لها. وقال ابن إسحق : وما ذلك إال أنها كانت يتيمة.. ثم قال رحمه الله : و إمنا قد ر الله كون زكريا كفلها لسعادتها لتقتبس منه علما جما نافعا وعمال صاحلا. د. فوز محمد أحمد الصالح ويراد بالكافل في قوله صلى الله عليه وسلم ( كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتني في اجلنة ) القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربيه وغير ذلك وهذه الفضيلة حتصل ملن كفله من مال نفسه أو من مال اليتيم بوالية شرعية وأما قوله له أو لغيره فالذي له أن يكون قريبا له كجده وأمه وجدته وأخيه وأخته وعمه وخاله وعمته وخالته وغيرهم من أقاربه والذي لغيره أن يكون أجنبيا قال العيني: قوله : ( السبابة ) هي اإلصبع التي تلي اإلبهام سميت بذلك ألنها يسبح بها في الصالة ويشار بها في التشهد وسميت السبابة أيضا ألنه يسب بها الشيطان حينئذ قيل : درجات األنبياء عليهم السالم أعلى درجات اخلالئق ال سيما درجة نبينا صلى الله عليه وسلم وأجيب : بأن الغرض منه املبالغة في رفع درجة اليتيم في اجلنة. قال ابن حجر: لعل احلكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول اجلنة أو شبهت منزلته في اجلنة بالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم أو منزلة النبي.. لكون النبي شأنه أن يبعث إلى قوم ال يعقلون أمر دينهم فيكون كافال لهم ومعلما و مرشدا, وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من ال يعقل أمر دينه بل و ال دنياه, ويرشده و يعلمه و يحسن أدبه, فظهرت مناسبة ذلك. وتكون كفالة اليتيم أيضا باإلنفاق عليه مع عدم ضمه إلى الكافل كما هو حال كثير من أهل اخلير الذين يدفعون مبلغا من املال لكفالة يتيم يعيش في جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو نحو ذلك فهذه الكفالة أدنى درجة من األولى ومن يدفع املال للجمعيات اخليرية التي تعنى باأليتام يعتبر حقيقة كافال لليتيم وهو داخل إن شاء الله تعالى في قول النبي صلى الله عليه وسلم :) أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا (. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : )من ضم يتيما بني مسلمني في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له اجلنة( وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه قال: أحتب أن يلني قلبك وتدرك حاجتك ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك. ) ويحتمل أن املراد قرب املنزلة حال دخول اجلنة أو املراد في سرعة الدخول وذلك ملا فيه من حسن اخلالفة لألبوين ورحمة الصغير وذلك مقصود عظيم في الشريعة ومناسبة التشبيه أن النبي شأنه أن يبعث لقوم ال يعقلون أمر دينهم فيكون كافال ومرشدا لهم ومعلما وكافل اليتيم يقوم بكفالة من ال يعقل فيرشده ويعقله وهذا تنويه عظيم بفضل قبول وصية من يوصى إليه وقال املناوي:«إمنا فضل هذا على غيره من األعمال ألن اليتيم قد فقد تربية أبيه وهي أعظم األغذية لتعهده ملصاحله فإذا قبض الله أباه فهو الولي لذلك اليتيم في جميع أموره ليبتلي به عبيده لينظر أيهم يتولى ذلك فيكافئه والذي يكفل اليتيم يؤدي عن الله ما تكفل به فلذلك صار بالقرب منه في اجلنة وليس في اجلنة بقعة أشرف من بقعة بها سيدنا محمد وسائر الرسل وعليهم«)( وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: )الساعي على األرملة واملسكني كاملجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي ال يفتر وكالصائم ال يفطر(. فاليتيم املكفول يتأثر مباشرة بكافلة وشخصيته ألنه يعتبر املعو ض له عن األب و األم أحيانا فيكون مبثابة احلياة له أو لها...لذلك : من كانت كفالته باملال فقط شب هذا اليتيم حبيبا للمال,إال من رحم الله ومن كانت كفالته بسوء األدب و التربية الفاسدة, شب هذا اليتيم كذلك! ومن كانت كفالته على كتاب الله و على سنة رسول الله شب على ذلك, وهذا هو كافل اليتيم احلق الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في احلديث, وإن لم يشب اليتيم صاحلا و لكن الكفيل كان حريصا على ذلك فله األجر ال شك إن شاء الله!

202 عناية الشريعة باليتيم وفضل كفالته لذا فكفالة اليتيم في اإلسالم ليست فقط في اإلنفاق والتبرع واللعب مع األطفال فهذا جزء من معنى الكفالة العام بل الكفالة تعني القيام بشئون اليتيم من التربية والتعليم والتوجيه والنصح والقيام مبا يحتاجه من حاجات تتعلق بحياته الشخصية من املأكل واملشرب وامللبس والعالج ونحو هذا. ولقد متثل املجتمع املسلم تلك التوجيهات عمليا بدءا من عصر الصحابة رضوان الله عليهم حتى يومنا احلاضر فلقد ثبت أن هناك العديد من الصحابة والصحابيات كفلوا أيتاما ويتيمات وضموهم إلى بيوتهم ومنهم على سبيل املثال ال احلصر : أبو بكر الصديق ورافع بن خديج ونعيم بن هزال وقدامه بن مظعون وأبو سعيد اخلدري و أبو طلحة وعروة بن الزبير وسعد بن مالك األنصاري وأسعد بن زراره وأم املؤمنني عائشة بنت أبي بكر الصديق وأم سليم وزينب بنت معاوية وعبد الله بن عمر- رضي الله عنهم بل أشتهر بعضهم وكان لهم فضال كبير في اإلسالم مثل )) نافع مولى عبد الله بن عمر((وغيرهم كثير وكثير جدا من الصحابة رضوان الله عليهم والتابعني ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وحقيقة هذا التشريع اإللهي احلكيم منذ أربعة عشر قرنا تأتي فوق كل ما تتطلع إليه آمال احلضارات اإلنسانية كلها مما يحقق كمال التكامل االجتماعي بأبهى معانيه املنوه عنه في اآلية الكرمية ( و ل ي خ ش ال ذ ين ل و ت ر ك وا م ن خ ل ف ه م ذ ر ي ة ض ع افا خ اف وا ع ل ي ه م ف ل ي ت ق وا الل ه و ل ي ق ول وا ق و ال س د يدا ( فجعل كافل اليتيم اليوم إمنا يعمل حتى فيما بعد لو ترك ذرية ضعافا وعب ر هنا عن األيتام مبا يكون مالزما لهم وهو الضعف إبرازا حلاجة اليتيم إلى اإلحسان بسبب ضعفه فيكونون موضع خوفهم عليهم لضعفهم فليعاملوا األيتام حتت أيديهم كما يحبون أن يعامل غيرهم أيتامهم من بعدهم. وهكذا تضع اآلية أمامنا تكافال اجتماعيا في كفالة اليتيم بل إن اليتيم نفسه يتيم اليوم ورجل الغد فكما حتسن إليه يحسن هو إلى أيتامك من بعدك وكما تدين تدان فإن كان خيرا كان اخلير باخلير والبادئ أكرم وإن شر ا كان مبثله والبادئ أظلم ومع هذا احلق املتبادل فإن اإلسالم يحث عليه ويعني به ورغ ب في اإلحسان إليه وأجزل املثوبة عليه وحذ ر من اإلساءة عليه وشدد العقوبة فيه. ومن أهم وسائل التعامل مع اليتيم التي دلنا عليها ديننا احلنيف : زرع احلب والثقة في النفس التربية اجلادة والهادفة التي تعطي ذلك اليتيم اجلرعة اإلميانية الصاحلة. إدخال البهجة والسرور على اليتيم لني الكالم وطيب الكلمة والثناء عليه. ودائما اإلسالم يؤكد على معنى االهتمام بحق الضعفاء أن هذه من عالمات الرقي في املجتمع ملا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : «ال ق د س ت أ م ة ال ي أ خ ذ الض ع يف ف يه ا ح ق ه غ ي ر م ت ع ت ع» يعني : هنا رعاية حق الضعيف أيا كان الذي ال يستطيع أن يأخذ حقه بنفسه هذه من عالمات رقي ونضج وإميان املجتمع أن يقوم املجتمع كله بالرقابة واحلماية ملثل هؤالء. فهذا الذي ي كذ ب بالدين بلغ من قساوة قلبه وجفاف طبعه أنه يدع اليتيم بدال من اللمسة احلانية يدفعه دفعا وهذا فيه إشارة إلى تنكره جلانب احلاجات املعنوية احلاجات الفطرية )و ال ي ح ض ع ل ى ط ع ام امل س ك ني ) )املاعون: 3 ( ميكن هذا إشارة إلى احلاجات املادية ألن اليتيم غالبا يكون مسكينا ولهذا قال: )و أ م ا اجل د ار ف ك ان ل غ الم ني ي ت يم ني ف ي امل د ين ة و ك ان حت ت ه ك ن ز ل ه م ا()الكهف: من اآلية 82 أيضا هنا إشارة إلى احلاجات املادية من الطعام والشراب والغذاء وهذا يدخل في كفالة اليتيم كفالة مادية وكفالة معنوية. د. فوز محمد أحمد الصالح ومن كفالة اليتيم ما تقوم به جمعية إنسان من جهود ودعم وحتقيق حلاجة األيتام من عطف ورحمة ومبادلتهم املشاعر يتمثل ذلك في احتضان مجموعة من األيتام مع الرقابة عليهم وتأهيلهم وإعدادهم حتى يتخرجوا في اجلامعة. والشك أن دعم هذه الشريحة من الشباب والبنات وتعزيز مواقفهم بحيث يكونوا قادرين على مواجهة التبعات والتحديات هو الهدف األكبر واألسمى فليست القضية توفير األكل والشرب فكل الناس يستطيعون أن يحصلوا على األكل أو يشربوا أو يجدوا امللجأ فقد يجدوا امللجأ أو املكان الذي ينامون فيه القضية أكبر من ذلك عليهم أن يشعروا بحقيقة االنتماء, وال يشعر اليتيم بأنه يتيم ألنه ليس أب وإمنا يشعر بأن جميع اآلباء أصبحوا آباء له من خالل التعامل الراقي واالحتضان والدعم واملساندة وتقدمي املشورة لهم الكلمة الطيبة على سبيل املثال يجب أن ندرك أثر الكلمة الطيبة النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : )الكلمة الطيبة صدقة( حينما ت عزز هذا اإلنسان في موقفه أو تدعمه وقد يأتيك أحيانا محزونا أو مذعورا أو مقهورا أو قلقا هو ال يريد أكثر من أن تهدئ روعه بكلمة طيبة مسكونة بروح احلب والعطف واحلنان رمبا تزيل كثيرا من هذه املعاناة وتفتح أمامه أبواب العمل واإلجناز علينا نشر روح التربية واإلقناع واحلفز لدى هؤالء فإنهم سيكونون أكثر جدارة من غيرهم. ونحن ولألسف في هذا الزمان جند أيتاما يتما معنويا يتمثل ذلك فيمن يعاني من انشغال األب بالدنيا أو بأنه تزوج ونسي األولى وأوالدها أو ملشكالت قامت أو ألنه فاقد للشيء وفاقد الشيء ال يعطيه ألن بعض اآلباء قد يكون حتى من حيث تأهيله أو كفاءته غير قادر على ذلك فهذه كلها معاناة قال أحمد شوقي: ل يس الي تيم م ن ا نت هى أ ب واه م ن ه م احل ياة و خ ل فاه ذ ليال إ ن الي تيم ه و ال ذي ت لقى ل ه أ م ا ت خ ل ت أ و أ با م شغوال ك ن ا بن م ن ش ئت وا كت س ب أ د با ي غنيك م حم ود ه ع ن الن س ب إ ن الف تى م ن ي قول ها أ نا ذا ل يس الف تى م ن ي قول كان أ بي إن اليتيم يحتاج إلى زرع االنتماء للمجتمع لي نتج ويشعر باألهمية وأيضا لضمان أن تكون مشاعره إيجابية حيث جند في بعض املجتمعات فئات تشعر بالنقمة على املجتمع لشعورها باحلرمان وت عب ر عن نقمتها بشتى الوسائل لذا نحن نحتاج إلى نشر ثقافة التعايش من هؤالء والتعامل معهم بطريقة عفوية وأن ال نشعره بأنه بحاجة إلى مزيد من العطف اإلضافي ألنه يعاني أزمة الي تم أوان نهو ن من شأنه أو نقلل من أهميته ألنه يتيم. وليعلم أن املجتمع ال يستطيع أن يقوم مبا فرضه الله عليه من الوفاء بحقوق اليتامى مبجرد إيجاد دور أيتام كافية الستيعاب أعدادهم: أوال: أن لد ور األيتام سلبيات كثيرة ال يبرر التسامح جتاهها إال قيام الضرورة وعدم البديل لها. ثاني ا: ألن لليتيم حاجات تتجاوز حاجة اجلسم من األكل واللباس واملأوى حاجات عاطفية ونفسية وتربوية ال تقل في أهميتها عن احلاجات اجلسمية والواقع العملي وأحكام الشرع. فمتى تساهل املسلمون وانشغلوا عن هؤالء اليتامى واملعوزين انتهز أعداء اإلسالم الفرص وتولوا رعايتهم فبذلك يخسرهم املسلمون بل يصبحون حرب ا على آبائهم وإخوانهم وأقاربهم وأسالفهم الذين هم من رجال الدين وأعوانه. والواقع يشهد بذلك فإن النصارى يبثون دعاتهم في األقطار اإلسالمية وميدونهم باألموال الطائلة فيقومون بتأسيس املدارس جلميع املراحل وتلقني أوالد املسلمني مبادئ النصرانية وعلومها مجان ا كما يقومون ببناء املستشفيات والعالج فيها مجان ا ليكسبوا بذلك قلوبهم ولينشئوا األطفال في بيئة بعيدة عن اإلسالم وعلومه ومن ثم مييل هؤالء الفقراء واليتامى إليهم.. نسال الله أن يرينا احلق حقا ويرزقنا إتباعه وان يرينا الباطل باطال ويرزقنا اجتنابه

203 عناية الشريعة باليتيم وفضل كفالته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبة وسلم تسليما كثيرا. اخلامتة التوصيات: التعامل مع األيتام برفق ولني لتحقيق الثقة بني املربي واليتيم وهو ما الحظناه من قول املصطفى عليه السالم ملن جاء يشكو من قسوة القلب:)امسح رأس اليتيم واطعم املسكني(. إعداد برامج سلوكية لعالج ووقاية األيتام الذين يعانون من اضطرابات سلوكية واجتماعية إلعادة التوازن الشخصي في حياتهم. إن اليتيم هو رجل الغد ويتعني التربية اإلميانية في صورة أخالقية تهذيبية منسجمة مع الفطرة السليمة التأكيد على إتاحة الفرصة لأليتام للعيش مع اسر بديلة تساعدهم على التغلب على احلرمان األبوي وتخفيف اآلثار النفسية اخلطرة واكتساب اخلبرة والتعامل مع الغير فاليتيم يحتاج إلى االستقرار النفسي واالجتماعي أكثر من املالي. ضرورة تشجيع البحوث والدراسات وعقد املؤمترات والندوات وورش العمل وحلقات النقاش فيعرض جميع ما يتعلق باأليتام ووضع احللول الفعالة وإنشاء قاعدة بيانات ومعلومات ملا تقدمه الدور واجلمعيات اخليرية. املراجع واملصادر إحياء علوم الدين اسم املؤلف: محمد بن محمد الغزالي أبو حامد الوفاة: 505 دار النشر : دار املعرفة بيروت. األدب املفرد اسم املؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري اجلعفي دار النشر : دار البشائر اإلسالمية - بيروت الطبعة : الثالثة حتقيق : محمد فؤاد عبد الباقي. إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكرمي اسم املؤلف: أبي السعود محمد بن محمد العمادي دار النشر : دار إحياء التراث العربي بيروت. تخريج األحاديث واآلثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري اسم املؤلف: جمال الدين عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلعي الوفاة: 762 ه دار النشر : دار ابن خزمية - الرياض ه الطبعة : األولى حتقيق : عبد الله بن عبد الرحمن السعد. الترغيب والترهيب من احلديث الشريف اسم املؤلف: عبد العظيم بن عبد القوي املنذري أبو محمد الوفاة: 656 دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة : األولى حتقيق : إبراهيم شمس الدين. تفسير البغوي اسم املؤلف: البغوي دار النشر : دار املعرفة - بيروت حتقيق : خالد عبد الرحمن العك تفسير البيضاوي اسم املؤلف: البيضاوي دار النشر : دار الفكر بيروت د. فوز محمد أحمد الصالح تفسير اجلاللني اسم املؤلف: محمد بن أحمد + عبدالرحمن بن أبي بكر احمللي + السيوطي دار النشر : دار احلديث - القاهرة الطبعة : األولى تفسير القرآن اسم املؤلف: أبو املظفر منصور بن محمد بن عبد اجلبار السمعاني دار النشر : دار الوطن - الرياض - السعودية ه م الطبعة : األولى حتقيق : ياسر بن إبراهيم و غنيم بن عباس بن غنيم. تفسير القرآن اسم املؤلف: عبد الرزاق بن همام الصنعاني دار النشر : مكتبة الرشد - الرياض الطبعة : األولى حتقيق : د. مصطفى مسلم محمد التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب اسم املؤلف: فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي الشافعي دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت ه م الطبعة : األولى تفسير النسفي اسم املؤلف: النسفي دار النشر : تفسير غريب ما في الصحيحني البخاري ومسلم اسم املؤلف: محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد بن بن يصل األزدي احلميدي الوفاة: 488 ه دار النشر : مكتبة السنة - القاهرة - مصر حتقيق : الدكتورة : زبيدة محمد سعيد عبد العزيز. تيسير الكرمي الرحمن في تفسير كالم املنان اسم املؤلف: عبد الرحمن بن ناصر السعدي دار النشر : مؤسسة الرسالة - بيروت ه م حتقيق : ابن عثيمني اجلامع الصحيح املختصر اسم املؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري اجلعفي دار النشر : دار ابن كثير, اليمامة - بيروت الطبعة : الثالثة حتقيق : د. مصطفى ديب البغا اجلامع الصحيح سنن الترمذي اسم املؤلف: محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي الوفاة: 279 دار النشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت - - حتقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون. اجلامع الصحيح سنن الترمذي اسم املؤلف: محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي الوفاة: 279 دار النشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت - - حتقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون حلية األولياء وطبقات األصفياء اسم املؤلف: أبو نعيم أحمد بن عبد الله األصبهاني الوفاة: 430 دار النشر : دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة : الرابعة الزهد الكبير اسم املؤلف: أبو بكر أحمد بن احلسني بن علي بن عبد الله البيهقي الوفاة: 458 ه دار النشر : مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت الطبعة : الثالثة حتقيق : عامر أحمد حيدر. سنن ابن ماجه اسم املؤلف: محمد بن يزيد أبو عبدالله القزويني الوفاة: 275 دار النشر : دار الفكر - بيروت - - حتقيق : محمد فؤاد عبد الباقي سنن أبي داود اسم املؤلف: سليمان بن األشعث أبو داود السجستاني األزدي الوفاة: 275 دار النشر : دار الفكر - - حتقيق : محمد محيي الدين عبد احلميد السنن الكبرى اسم املؤلف: أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي الوفاة: 303 دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة : األولى حتقيق : د.عبد الغفار سليمان البنداري, سيد كسروي حسن صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان اسم املؤلف: محمد بن حبان بن أحمد أبو حامت التميمي البستي الوفاة: 354 دار النشر : مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة : الثانية حتقيق : شعيب األرنؤوط صحيح مسلم اسم املؤلف: مسلم بن احلجاج أبو احلسني القشيري النيسابوري دار النشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت حتقيق : محمد فؤاد عبد الباقي صحيح مسلم بشرح النووي اسم املؤلف: أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي الوفاة: 676 دار النشر

204 عناية الشريعة باليتيم وفضل كفالته : دار إحياء التراث العربي - بيروت الطبعة : الطبعة الثانية غريب احلديث اسم املؤلف: إبراهيم بن إسحاق احلربي أبو إسحاق الوفاة: 285 دار النشر: جامعة أم القرى - مكة املكرمة حتقيق : د. سليمان إبراهيم محمد العايد غريب احلديث اسم املؤلف: عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري أبو محمد الوفاة: 276 دار النشر : مطبعة العاني - بغداد حتقيق : د. عبد الله اجلبوري. الفائق في غريب احلديث اسم املؤلف: محمود بن عمر الزمخشري الوفاة: 538 دار النشر : دار املعرفة - لبنان حتقيق : علي محمد البجاوي -محمد أبو الفضل إبراهيم. فتح القدير اجلامع بني فني الرواية والدراية من علم التفسير اسم املؤلف: محمد بن علي بن محمد الشوكاني دار النشر : دار الفكر بيروت كشف املشكل من حديث الصحيحني اسم املؤلف: أبو الفرج عبد الرحمن ابن اجلوزي الوفاة: 597 ه دار النشر : دار الوطن - الرياض ه م. حتقيق : علي حسني البواب. كنز العمال في سنن األقوال واألفعال اسم املؤلف: عالء الدين علي املتقي بن حسام الدين الهندي الوفاة: 975 ه دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت ه م الطبعة: األولى حتقيق : محمود عمر الدمياطي لسان العرب حملمد بن مكرم بن منظور األفريقي املصري طبع دار صادر - بيروت الطبعة: األولى. املجتبى من السنن اسم املؤلف: أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي الوفاة: 303 دار النشر: مكتب املطبوعات اإلسالمية - حلب الطبعة : الثانية حتقيق : عبد الفتاح أبو غدة احملرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز اسم املؤلف: أبو محمد عبد احلق بن غالب بن عطية األندلسي دار النشر : دار الكتب العلمية - لبنان ه م الطبعة : االولى حتقيق : عبد السالم عبد الشافي محمد. مختار الصحاح اسم املؤلف: محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي دار النشر : مكتبة لبنان ناشرون - بيروت حتقيق : محمود خاطر مسند اإلمام أحمد بن حنبل اسم املؤلف: أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني دار النشر : مؤسسة قرطبة مصر مسند الشهاب اسم املؤلف: محمد بن سالمة بن جعفر أبو عبد الله القضاعي دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة : الثانية حتقيق : حمدي بن عبد املجيد السلفي. مشارق األنوار على صحاح اآلثار اسم املؤلف: القاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي املالكي الوفاة: 544 ه دار النشر : املكتبة العتيقة ودار التراث. املعجم الكبير اسم املؤلف: سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني دار النشر : مكتبة الزهراء - املوصل الطبعة : الثانية حتقيق : حمدي بن عبداملجيد السلفي. املنتخب من مسند عبد بن حميد اسم املؤلف: عبد بن حميد بن نصر أبو محمد دار النشر : مكتبة السنة - القاهرة الطبعة : األولى حتقيق : صبحي البدري السامرائي, محمود محمد خليل الصعيدي النهاية في غريب احلديث واألثر اسم املؤلف: أبو السعادات املبارك بن محمد اجلزري الوفاة: 606 دار النشر : املكتبة العلمية - بيروت ه م حتقيق : طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي. البداية والنهاية اسم املؤلف: إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء الوفاة: 774 دار النشر : مكتبة املعارف بيروت د. فوز محمد أحمد الصالح فيض القدير شرح اجلامع الصغير اسم املؤلف: عبد الرؤوف املناوي الوفاة: 1031 ه دار النشر : املكتبة التجارية الكبرى - مصر ه الطبعة : األولى صحيح مسلم بشرح النووي اسم املؤلف: أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي الوفاة: 676 دار النشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت الطبعة :الثانية جامع األحاديث )اجلامع الصغير وزوائده واجلامع الكبير( اسم املؤلف: احلافظ جالل الدين عبد الرحمن السيوطي سنن ابن ماجه اسم املؤلف: محمد بن يزيد أبو عبد الله القزويني الوفاة: 275 دار النشر : دار الفكر - بيروت - حتقيق : محمد فؤاد عبد الباقي السنن الكبرى اسم املؤلف: أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي الوفاة: 303 دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة : األولى حتقيق : د.عبد الغفار سليمان البنداري, سيد كسروي حسن اجلامع الصحيح سنن الترمذي اسم املؤلف: محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي الوفاة: 279 دار النشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت - - حتقيق : أحمد محمد شاكر وآخرون عمدة القاري شرح صحيح البخاري اسم املؤلف: بدر الدين محمود بن أحمد العيني الوفاة: 855 ه دار النشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت شرح صحيح البخاري اسم املؤلف: أبو احلسن علي بن خلف بن عبد امللك بن بطال البكري القرطبي الوفاة: 449 ه دار النشر : مكتبة الرشد - السعودية / الرياض ه م الطبعة : الثانية حتقيق : أبو متيم ياسر بن إبراهيم املعجم األوسط اسم املؤلف: أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني الوفاة: 360 دار النشر : دار احلرمني - القاهرة حتقيق : طارق بن عوض الله بن محمد,عبد احملسن بن إبراهيم احلسيني صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان اسم املؤلف: محمد بن حبان بن أحمد أبو حامت التميمي البستي الوفاة: 354 دار النشر : مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة : الثانية حتقيق : شعيب األرنؤوط األدب املفرد اسم املؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري اجلعفي الوفاة: 256 دار النشر : دار البشائر اإلسالمية - بيروت الطبعة : الثالثة حتقيق : محمد فؤاد عبد الباقي مجلة البحوث اإلسالمية

205 أ. فوزية أخضر رعاية اليتيم كمسئولية اجتماعية إعداد : أ. فوزية أخضر املقدمة سوف أبدأ ورقتي ببعض األسئلة واعتبر أن اجلواب عليها هو املدخل الوحيد لكيفية التعامل التربوي السليم مع هذه الشريحة الغالية على قلوبنا جميعا وهي شريحة ذوي الظروف اخلاصة والتي كانت وال تزال تصنف من ضمن الفئات احلائرة التي لم حتصل على اخلدمات املالئمة لظروفها, كما أن اإلجابة على هذه األسئلة هي التي سترسم بوضوح نقطة البداية في كيفية التعامل مع هذه الشريحة الغالية من املجتمع من خالل هذا املؤمتر اإلنساني الهام. األسئلة هي : هل يعرف هؤالء األيتام من هو أفضل وأكرم يتيم في الوجود. ما هي أنواع الرعاية التي يحتاجها اليتيم خالل حياته العلمية والعملية, وهل قدمت لهم هذه الرعاية كما ينبغي )كالرعاية منذ الطفولة املبكرة - والرعاية التربوية والتعليمية له والرعاية عند بلوغهم سن املراهقة,والرعاية بعد تخرجهم وتشغيلهم وتوظيفهم والرعاية عند رغبتهم في الزواج وتكوين أسرة والرعاية بعد تقاعدهم عن العمل وفي حالة وصولهم إلى سن الشيخوخة والهرم (. كيف نحول املسؤولية االجتماعية وقضايا املجتمع املسؤولية إلى عمل مؤسسي منظم حتت مظلة إشرافية واحدة في اململكة العربية السعودية وما هي الرؤية الوطنية للمسؤولية االجتماعية القطاع العام و اخلاص. وسوف أترككم مع اإلجابة على هذه األسئلة ومناقشتها بكل شفافية وصراحة ووضوح مع البعد عن املجامالت والغموض ما أمكن ذلك ثم بعد ذلك نستطيع نحكم على اخلدمات املقدمة لهم سواء من املجتمع املدني أو احلكومي أو من قبل املنشئات واملؤسسات اخلاصة والعامة. وسوف أحتدث عن هذه الشريحة من املجتمع بشيء من التفصيل. إن فئة ذوي الظروف اخلاصة سواء كانت من األيتام أو من مجهولي النسب أو من اللقطاء جتمعهم ظروف ومتطلبات واحدة فقد تعددت األسماء واملعنى واحدا وفي عام 1417 ه ألفت كتابي"الفئات احلائرة" وكانت هذه الفئة من ضمن الفئات التي ذكرتها وحاولت إلقاء الضوء عليها وقد حتدثت عنها أيضا في املؤمتر الدولي الثالث لإلعاقة والتأهيل عام 2009 م من خالل ورقة عمل مقدمة للمؤمتر وذكرت أن هذه الفئات إن لم تقدم لها اخلدمات املالئمة فهي قد تشكل خطرا على أمن املجتمع مثلها مثل بقية الفئات احلائرة التي عددتها في كتابي الفئات احلائرة و قد أشرت بأن هذه الفئة ستظل حائرة وضائعة إذ ملد تتلق اخلدمات التربوية والنفسية واالجتماعية والصحية والسلوكية وفق متطلباتها املالئمة لها فإلى متى ستظل هذه الفئات شريحة مغفلة ومهمشة من املجتمع مع أنها من ضمن أفراده فهم لديهم نفس الظروف التي لدى غيرهم من أفراد املجتمع من احتياجات خاصة ( إعاقة وموهبة وقدرات و- مشاكل نفسية وإضطرابت سلوكية ومتطلبات أخرى إال أننا جند أن جميع الدراسات واألبحاث واإلحصائيات ركزت على العاديني في املجتمع وأغفلت الفئات احلائرة جميعها علما بأن متطلباتها وإحتياجاتها أكثر بكثير من بقية أفراد املجتمع فاليتم ليس بإعاقة ولكن اليتيم صنف كأحد الفئات احلائرة واملهشمة في املجتمع ألنهم همشوا ولو متعنا في التاريخ لوجدنا أن عدد كبير من الناجحني والنابغني في احلياة هم من األيتام وذوي الظروف اخلاصة, كما أن هناك عدد كبير من املعاقني ومن ذوي السلوكيات املنحرفة أيضا من هؤالء األيتام وما أود أن أؤكد عليه بأن هؤالء هم فئة من املجتمع لهم نفس احلقوق وعليهم نفس الواجبات كبقية أفراد املجتمع ومتر عليهم نفس الظروف واملعوقات التي متر على غيرهم في املجتمع إضافة إلى ظروفهم اخلاصة 395

206 رعاية اليتيم كمسئولية اجتماعية وال يجب تغافلهم أو التهاون في تقدمي اخلدمات لهم ألنهم أحوج لها من غيرهم وكذلك يجب علينا دمجهم في املجتمع مع أقرانهم ومن ثم تقدمي نفس اخلدمات التي تقدم لغيرهم لهم وينبغي مشاركتهم في الدراسات والتوصيات وحتديد املشاكل اخلاصة بهم ووضع احللول لها أسوة ببقية أفراد املجتمع ألنهم جزء منه ولهم نفس الظروف ويحتاجون لنفس اخلدمات.مع مراعاة ظروفهم اخلاصة. تعريف اليتيم في اللغة : اليتم هو اإلنفراد واليتيم هو الفرد وكل شيء مفرد يعز نظيره فهو يتيم وأصل اليتيم هو الغفلة وبه سمي اليتيم يتيما ألنه ي تغافل عن بره. كما قيل إن اليتم هو اإلبطاء ومنه أخذ اليتيم ألن البر يبطئ عنه. ويقال أيضا في سيره يتم: أي إبطاء أو ضعف أو فتور. فكلمة اليتيم في أصلها اللغوي تدور على االنفراد والضعف والبطء واحلاجة وهي صفات في واقع احلال لليتيم في الغالب. وتقول العرب: ( اليتيم الذي ميوت أبوه (. و ( العجي الذي متوت أمه ). و) من مات أبواه فهو لطيم ). إال أن اسم اليتيم يطلق جتاوزا لكل من فقد أحد والديه أو كاليهما. ويقال للصبي: يتيم إذا فقد أباه قبل البلوغ فهو يتيم حتى يبلغ احللم ويقال للمرأة يتيمة ما لم تتزوج فإذا تزوجت زال عنها اسم اليتم. أما اليتيم في الشرع: فهو كل من فقد أباه وهو دون البلوغ أخذا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :"ال يتم بعد احتالم«. وأنا عندما أقول هناك نوابغ وناجحون من األيتام يتقدمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل وأشهر يتيم على وجه البشرية ولكن قليل من اليتامى يعرف ذلك فمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل األيتام ولد في صبيحة يوم االثنني 12 ربيع األول ويوافق ذلك عشرين أو اثنني وعشرين من شهر أبريل سنة 571 م حسبما حققه العالم الكبير محمد سليمان املنصور. وفي هذا اليوم املبارك ولد أعظم يتيم بل أعظم إنسان خلقه الله على سطح هذه األرض إنه سيد البشر, كما قال صلى الله عليه وسلم عن نفسه : ( أنا سيد ولد آدم وال فخر, وهذه دعوة إبراهيم عليه السالم عندما طلب من الله عز وجل " ربنا وابعث فيهم رسوال منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب واحلكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز احلكيم " البقرة و ح س ب اليتامى أن يكون أسوتهم محمد صلى الله عليه وسلم فتلك هي اإلنسانية بجاللتها وهي احلقوق بأسمى معانيه. وحسبنا أن نعلم بأن اليتيم محمد صلى الله عليه وسلم قد رعاه ربه وتواله فآواه وهداه وهذه التربية هي التي سبكت النبي صلى الله عليه وسلم سبكه جدية وأذهبت عنه جفاء العرب قبل اإلسالم و أصبح بهذه الرقة و السلوك الهائل الذي ال ميلكه غيره وذلك لعدة عدة أسباب أولها هذا البالء العظيم حيث مارس النبي صلى الله عليه وسلم الي تم مرات عديدة. وأنا اجزم بأنه لو أن كل يتيم وضع ذلك نصب عينه لتغيرت نفسيته وارتقت معنوياته وحاول الوصول ألهدافه أ. فوزية أخضر بسهولة ويسر ومعنويات مرتفعة ولو عرف املجتمع باملكانة العظيمة التي يبلغها كافل اليتيم حتما سوف جند أن األيدي تتوالى في تقدمي التكافل والتعاون من قبل اجلميع لهذه الفئات وليعرف محب اخلير أن السر في بلوغ كافل اليتيم هذه املنزلة العظيمة واملرتبة الشريفة هو لكون قرينا لنبيه صلى الله عليه وسلم منهم. أما عن رعاية اليتيم وحقوقه على املجتمع كمسئولية اجتماعية فهذا ما يدعوني إلى احلديث بشيء من التفصيل عن ضعف وندرة ثقافة التطوع في مجتمعنا العربي بصفة عامة وفي اململكة بصفة خاصة على الرغم من أننا مجتمع مسلم وديننا يدعو إلى التكافل والتكاتف لنكون كاجلسد الواحد و ال أعرف حتى ملاذا أجد هذا التهاون والتراجع اآلن في وقتنا احلاضر وملاذا لم يلق الضوء على كل ذلك للمجتمع ولأليتام أنفسهم أين يكمن اخلطأ والتقصير. في حني أن جميع املنظمات العاملية واالتفاقيات الدولية في الدول املتقدمة غير املسلمة تدعو إلى التكافل االجتماعي والتعاضد والتكاتف فقد احتفل العالم في يوم 5 ديسمبر 2006 م املوافق 1427\11\14 ه باليوم العاملي للتطوع, ومت اعتماد اليوم اخلامس من ديسمبر في كل عام هو اليوم العاملي للتطوع وقد انطلق ذلك من بداية عام 2001 م الذي أنفقت منظمتان من املنظمات التطوعية فيه 910,000 مليون وعشرة جنيه إسترليني لصالح األفراد الذي يعاون من صعوبات التعلم و عوائلهم. وفي بريطانيا أشارت الدراسات إلى أن 27% من املبحوثني يقومون بعمل تطوعي مرة كل شهر على األقل وقد بلغ مجموع التبرع باملال من قبل املؤسسات املالية مثل S ماليني جنيه إسترليني وبلغ تبرع شركة Bp 2,5 مليون جنيه إسترليني. كذلك يوجد عند Vow 2000 متطوع مستعدون للعمل التطوعي في أي وقت وأي مكان. كما بلغ عدد ساعات التطوع ما يقارب 16 مليون ساعة عمل تطوعي في أسبوع وفي عام 1986 م. بلغ عدد املتطوعني 18 مليونا ليكون هو البداية لوضع العديد من السياسات واخلطط واألهداف التي تسعى لتحفيز األعمال التطوعية وتركيز اجلهود للتغلب على مشاكل وآفات املجتمع العديدة مثل : "اليتم والفقر, واجلوع, واألمراض واألمية واإلعاقة والعنف واإليذاء واإلرهاب " وحتجيم التمييز العنصري وغيره من أمراض املجتمع الضارة وتوعية األفراد بواجبهم جتاه اإلنسانية. وحدث كل ذلك بسب دراسة أفادت بأن ( 44% ) فقط من أفراد املجتمع األمريكي فقط هم الذين يقومون بالتطوع وأن عدد املتطوعني قد انخفض من )250 ) مليونا إلى ( 1000( مليون متطوعا في عام ) 2001 م(, وهذا هو األمر الذي جعل األمم املتحدة تسارع إلى إقرار هذا العام كعام عاملي للتطوع مع العلم أن الدراسات تشير إلى أن : الواليات املتحدة: )57%( من الشعب األمريكي سبق أن تطوعوا في أنشطة خارج محيط العمل. اململكة املتحدة: )92%( من املوظفني البريطانيون يفضلون العمل مع اجلمعيات التطوعية. كندا: وقدر حجم العمل التطوعي في عام )2004 ) أي ما يعادل )2( بليون ساعة تطوع وهو يكافئ وقت مليون وظيفة دوام كامل. وقد ذكر أن إحدى اجلمعيات األمريكية بلغ عدد متطوعيها 30 مليون أمريكي. وهكذا انطلقت بدايات التطوع في الدول الغربية بكل قوة منذ عام 2001 م لوضع العديد من السياسات واخلطط واألهداف لتشجيع األعمال التطوعية

207 رعاية اليتيم كمسئولية اجتماعية املفهوم العام للتطوع : هو بذل اجلهد أو املال أو الوقت أو اخلبرة بدافع ذاتي, ودون مقابل مادي, ومت رصد الدوافع التي تدعو الفرد إلى التطوع من قبل عدد من املؤسسات واملنظمات الدولية فوجد أن املتطوعني يختلفون في دوافعهم ورغباتهم في التطوع فمنهم : املتطوع باملال: كالصدقات والتبرعات والقروض واملشاركات في شركات تنمية املال. و املتطوع باجلاه : كالشفاعات والعالقات وغيرها. واملتطوع بالبدن : كاملراسالت واحلرف والتحميل واحلراسة. ومنهم املتطوع بوقته : كل اليوم أو ساعة في اليوم, أو ساعة في األسبوع أو في املواسم أو عند الطلب والفزعات فقط ومنهم املتطوع بفكره : كتقدمي رأي صائب أو استشارة. األهداف األساسية للتطوع أوال : تنمية شعور املواطنة لدى األفراد. ودينيا وفي السطور القادمة محاولة لتحقيق ذلك ويعتبر العمل التطوعي رافدا من روافد التنمية االجتماعية. ثانيا : مساعدة املتطوعني على العمل اإلنساني. ثالثا : إكساب القائمني على املؤسسات التطوعية )اجلمعيات اخليرية( مهارات جديدة في إدارة وتنظيم العمل التطوعي. رابعا : احملافظة على متاسك األفراد من االنحرافات الناجمة عن احلاجة والفقر وهذا هو أهم األسباب. خامسا : ملواجهة املشكالت املتفاقمة في احلياة املعاصرة مثل: اليتم اإلعاقة وإدمان املخدرات واإلرهاب واألمراض املزمنة والوباء والتلوث البيئي وصحة الطفولة واألمومة وعمالة األطفال وكبار السن من العاديني واملعاقني وأطفال الشوارع وغيرهم من الفئات احملتاجه للتطوع. سادسا : املساهمة في التنمية االجتماعية جنبا إلى جنب مع اخلدمات احلكومية, وهو مسئولية مجتمعية سواء للقطاع العام أو اخلاص وجلميع مؤسسات املجتمع املدني والهيئات واألفراد, للمشاركة في بناء املشايع الهادفة واملفيدة في املجتمع كمشاركة الدفاع املدني في أعماله وفي اإلسعافات األولية اخلاصة بالهالل األحمر وفي املساهمة في بناء اجلامعات واملدارس واملستشفيات واألسواق املركزية, وغيرها من اجلمعيات اخليرية والتعاونية ومؤسسات الرعاية للمعاقني واملسنني ومعاجلة املخدرات واإلدمان وتعديل السلوكيات اإلرهابية, بغرض. التخفيف من أعباء الدولة وتنمية االقتصاد الوطني,من خالل املمارسة الفعلية واملرور بتجارب متنوعة واكتساب املهارة ورسم خطط العمل. ثامنا : اإلشراف على تنفيذ للخدمات التي تقدمها الدولة في املجاالت السابقة وهذا بحد ذاته شعور وطني ومشاركة وطنية للدولة كما أنه عمل إسالمي متاما. تاسعا : يساهم التطوع في التنمية االجتماعية جنبا إلى جنب مع اخلدمات احلكومية. عاشرا : املشاركة في بناء املشاريع الهادفة واملفيدة مثل اجلامعات واملدارس واملستشفيات واألسواق املركزية خدمات ذوي احلاجات اخلاصة. أ. فوزية أخضر معوقات العمل التطوعي في العالم العربي وظل العمل التطوعي في الدول العربية محصورا على بعض الدول وفي بعض املجاالت واملؤسسات مثل اجلمعيات اخليرية التي تقدم خدمات لبعض الفئات دون األخرى, ويرجع إحجام بعض األفراد في العالم العربي عن التطوع إلى عدة أسباب منها : 1 التنشئة األسرية التي أصبحت تهتم فقط بالتعليم دون زرع روح التطوع و بث االنتماء واملواطنة و حب مساعدة اآلخرين. 2 كما أن مناهج و أنشطة املدارس و اجلامعات تكاد تكون خالية من كل ما يشجع على العمل التطوعي احلقيقي. 3 غياب التوعية اإلعالمية. 4 كما تعتبر الضغوط االقتصادية التي يعاني منها معظم الشباب من األسباب التي تدفع البعض للبحث عن عمل مساعد بأجر واالنخراط به, و بالتالي عدم وجود والوقت الكافي للتطوع. 5 معظم املؤسسات األهلية واحلكومية في العالم العربي ليس لديها املهارة ملخاطبة الشباب و عمل برنامج منظم و مخصص للتطوع. 7 سوء الظن باملؤسسات أو القائمني عليها. 8 اخلجل واحلياء واخلوف الوهمي. 9 تعظيم النفس و استصغارا لعمل التطوعي. 10 عدم معرفة املتطوع بحقوقه وواجباته. وتختلف العوائق من مجتمع إلى آخر فهناك : عوائق مادية كحد لنشاط املتطوع مبا يحمله على الدفع من جيبه اخلاص. 4 عوائق فكرية كتفاوت الثقافات بني القائمني على اجلهة اخليرية وبني فئات املتطوعني في املجتمع واختالف املناهج الدراسية. 5 عوائق أمنية: كعدم معرفة اللوائح وكثرة التشويش على اجلهات اخليرية. 6 عوائق إدارية : كمحدودية البرامج التطوعية املطروحة و ضيق األفق في حتديد معنى العمل اخليري وضعف برمجة العمل اخليري حسب الوقت واملكان والتخصص. 7 الطابع العشوائي والعالقات الشخصية هي الغالبة في فتح مجاالت التطوع. 8 بعض املعوقات اإلدارية. 9 عدم تقدير املجتمع للمتطوع. كيف ميكن تفعيل التطوع في اململكة وتشجيع األفراد على التطوع واالحتفاظ بهم لفترات طويلة ومستمرة. تفعيل مشروع نظام التطوع املقترح اخلاص بنظام التطوع في اململكة العربية السعودية املقدم ملجلس الشورى من عضو املجلس الدكتور عبد الرحمن السويلم. عن طريق املؤسسات التربوية في بث ثقافة التطوع بني منسوبيها وتنمية حب التطوع في نفوس الناشئة. عن طريق مؤسسات املجتمع املدني في تشجيع األسرة لألعمال التطوعية

208 رعاية اليتيم كمسئولية اجتماعية عن طريق القطاع اخلاص ورجال األعمال في تقدمي اخلدمات املساندة للدولة في مجال التربية اخلاصة مثل مجمعة عبد اللطيف جميل وشركة الزاهد وغيرها. تنظيم العمل التطوعي داخل املؤسسات التطوعية بشكل أكثر تشجيعا للشباب. إحياء مفهوم التطوع في املجتمع و خاصة بني الشباب ألن ثقافة التطوع تعتبر محدودة مع اننا مجتمع إسالمي. تزويد املشاركني باملفاهيم احلديثة لإلدارة وقيادة عمليات التغيير والتطوير في مجاالت العمل التطوعي. حتسني املناخ في العمل التطوعي. تنمية مهارات تخطيط وتنظيم املوارد املالية والبشرية. إعطاء الثقة الكافية للحصول على جميع املعلومات اخلاصة بعملهم. ممارسة الدميقراطية عن طريق إتاحة الفرص للمتطوعني أن يتخذوا قرارات خاصة مبجتمعهم بشكل مباشر و دميقراطي. بث روح التطوع من خالل التنشئة األسرية واملؤسسات التعليمية. تعليم الناشئة على ممارسة التطوع بصورة منظمة و فعالة. إقامة مراكز للمتطوعني لتكون وسيطا يوجه املتطوع للمكان أو اجلهة املناسبة للتطوع حسب وقته وإمكانياته و مهاراته. *اختيار الثقات واحملبوبني للناس في مجلس إدارة اجلهة اخليرية. * أسلوب عرض أهداف وأعمال اجلهة اخليرية متوافق ا مع املستجدات احلديثة. * الترغيب: باألجر والثواب عند الله وانعكاس ذلك في البركة في وقته وماله وولده * إبراز النتائج العملية للعمل اخليري. * توثيق العمل اخليري من أهل الفضل والعلم واملكانة. * إتقان العمل. * وضوح األهداف واملهام لدى املتطوع. * إعداد ملف شامل لكل راغب في التطوع يشتمل على معلومات شاملة عن املنشئة. * حسن استقبال املتطوعني واختيار من يقوم مبهمة استقبال املتطوعني ممن يتوفر فيهم اللباقة وحسن الكالم وجمال األسلوب. ولطافة ومفهوم اخلروج من دائرة )األنا( املطلقة إلى مفهوم ( نحن ) قد انطلقت من لسان خادم احلرمني الشريفني امللك عبد الله يحفظه الله قبل فترة وجيزة حينما قال يحفظه الله من نحن بدون املواطن ما أجمالها من عبارة صادقة جاءت لتدعو للتطوع وفعل اخلير والعمل من أجل الغير ومكافحة الفساد بشت ى صوره. * مخاطبة املتطوعني ببرامج معدة كل على حسبه. ( وذلك برسم برنامج استقبال متكامل على حسب فئات ومكانة املتطوعني(. * فهم شخصية املتطوع ومعرفة أحواله ومراده ونفسيته وتخصصه وميوله. * إيجاد عمل يناسب تخصصه وميوله ووقته امل ت ط و ع به. * تهيئة املوقع املناسب لعمله. * الثقة به: ومن ذلك استشارته واألخذ برأيه الصائب وإشراكه في االجتماعات. * تكرار تذكيره وحتفيزه بفضل عمله وأهمية جهده. أ. فوزية أخضر * نسبة العمل له. * رفع األعمال اإلجرائية عنه )البيروقراطية(. * استيعابه وسعة الصدر له واالبتسامة في وجهه واالستماع إليه. * غض الطرف عن زالته ومعاجلتها بأسلوب حسن. * موافاته بالتقارير املفصلة عن آثار تطوعه. * الثناء والشكر والدعاء له. * إيجاد مكتب خاص يهتم باملتطوعني وتقدمي اخلدمات الالزمة لهم ومتابعة أحوالهم ومطالبهم. * ينبغي أن يتمتع القائم على مكتب التطوع بنفسية أسفنجية متتص جميع الصدمات والكدمات ويتحمل أخطاءهم. * تدوير املسؤوليات اإلدارية والفنية بني القائمني على اجلهة اخليرية. حقوق املتطوعني 1 احلصول على التوجيه و التدريب الالزم للقيام بالعمل. 2 التعامل باحترام و تقدير وعدم تضيع وقت املتطوع نتيجة لسوء التخطيط. 3 إعطاؤهم الفرصة لألسئلة وإعطاء االقتراحات اخلاصة بالعمل الذي يقوم به. واجبات املتطوعني 1 االلتزام باملواعيد اخلاصة بالعمل. 2 القيام بالعمل املنوط به على أكمل وجه. 3 احترام قوانني العمل املتطوع به. 4 احترم سرية املعلومات اخلاصة بالعمل. املالحظ أن العمل التطوعي في اململكة ينحصر في اجلمعيات اخليرية فقط وجميعها تقع حتت مظلة وزارة الشئون االجتماعية,اجلمعيات اخليرية فقط فهي التي تقوم بالتطوع. و كيف ميكن حتويل النشاط التطوعي الفردي إلى عمل مؤسسي أين املسئولية املجتمعية. هذا هو السؤال الذي آمل ان أحصل على اإلجابة عليه من خالل ورش وأوراق العمل يوم غد إن شاء الله. مقومات منظومة العمل التطوعي البناء ألقيمي واألخالقي للعمل التطوعي في الرؤية اإلسالمية. املمارسة االجتماعية, من أجل نقل كل فكرة خير إلى عمل نافع. لتقريب املسافة بني املؤسسات الوقفية على تنوعها قد كان لها دور أساسي في تاريخ املجتمعات اإلسالمي. أن منظومة العمل التطوعي بكل مكوناتها في املنظور اإلسالمي تنتمي إلى قيمة هي قيمة التضامن روحية أعلى وهي قيمة التقوى والعمل الصالح من ناحية اجتماعية سياسية. السؤال الذي يطرح نفسه اآلن هو هل هناك ارتباط بني التطوع والتضامن االجتماعي احلقيقة أن منظومة العمل التطوعي بكل مكوناتها في املنظور اإلسالمي تنتهي إلى قيمة اجتماعية سياسية هي قيمة التضامن, أو التكافل االجتماعي من ناحية, كما أنها تنتمي إلى قيمة روحية أعلى وهي قيمة التقوى والعمل الصالح من ناحية أخرى. وهذا االنتماء الذي يجمع بني طرفي معادلة الروح واملادة ال يتوافر ألية منظومة تطوعية أخرى مستمدة

209 رعاية اليتيم كمسئولية اجتماعية من أصول الفلسفات الوضعية, وتتجلى األهمية الكبرى لهذا االنتماء املزدوج في كل مكونات منظومة األعمال التطوعية التي حض عليها اإلسالم, وفي مقدمتها الوقف الذي هو في أصل وضعه الشرعي عبارة عن صدقة جارية املراد منها استدامة الثواب والقرب من الله تعالى عن طريق اإلنفاق في وجوه البر واخلبرات واملنافع العامة على اختالف أنواعها وتعدد مجاالتها. وبعبارة أخرى ميكننا القول إن الوقف في جوهره عبارة عن عبادة مالية, يتقرب بها العبد إلى الله بالتنازل طائعا مختارا عن أمواله أو عن جزء منها وإعادتها إلى املالك احلقيقي بجعلها على حكم ملك الله تعالى, والوقف في مظهره عبارة عن عمل تطوعي أسهم بفاعلية في تأسيس عمران احلضارة اإل سالمية. الفكرة التطوعية تكون أكثر فاعلية عندما تتبلور في شكل مؤسسة ذات قدرة على البقاء والتجرد واالبتكار على نحو ميكنها من تلبية االحتياجات االجتماعية املتجددة واملتغيرة من فترة إلى فترة أخرى. أعتقد أن هناك حاجة ملحة لتعميق املعرفة العلمية مبنظومة العمل التطوعي من املنظور اإلسالمي, مع السعي لتجديد الوعي بأهمية هذه املنظومة ومبكوناتها املتنوعة, وبخاصة في ظل موجه االهتمام العاملي بالقطاع التطوعي ومبؤسساته ومن املفيد في سعينا املعرفة العلمية بهذا القطاع من منظور إسالمي لالطالع على التجربة احلديثة واملعاصرة واملتعلقة به, وعلى النظريات واألفكار املتداولة حول قضاياه ومشكالته وكلما كان اطالعنا على أفكار اآلخرين وجتاربهم اطالعا واعيا ونقديا, كان أكثر فائدة وأكثر جدوى في دعم اجلهود املبذولة من أجل البناء الذاتي والتأصيل العلمي املستند إلى التراث الفكري ألمتنا وإلى خبرتها التاريخية واالجتماعية الطويلة في هذا املجال وفي غيره من مجاالت احلياة ومن هنا سوف تقدم اخلدمات لذوي الظروف اخلاصة على الوجه األكمل وسوف ال تبقى في املجتمع السعودي فئة حائرة في غضون سنوات قالئل إن شاء الله. والسؤال اآلخر هو هل هناك عالقة بني الوقف والتطوع في اإلسالم وكيف تتعدد صيغ العمل التطوعي ولإلجابة عن هذا السؤال ميكن القول إن فكرة العمل التطوعي تستند إلى رؤية معرفية أساسها حرية اإلرادة والقدرة على التصرف دون إكراه لتحقيق مصلحة أو منفعة ذات صفة جماعية وليست فردية فقط, وعلى أساس هذه الرؤية فإن صيغ العمل التطوعي تتعدد بتعدد اإلرادات الفردية وتنضبط بضوابط املصالح االجتماعية واملنافع العمومية. وبهذا املعنى فإن فكرة الوقف, في جوهرها تنتمي إلى منظومة العمل التطوعي التي حضت عليها تعاليم اإلسالم احلنيف, على سبيل الترغيب والندب إلى فضائل األخالق واألعمال, وليس على سبيل اإللزام أو األمر اجلبري الذي ال ميلك املخاطب به إال االنصياع له. فالتطوع هو ما تبرع به اإلنسان من نفسه, واملتطوع هو الذي يفعل الشيء اإليجابي تبرعا دون انتظار مقابل مادي, بل ابتغاء مرضاة الله ونيل ثوابه, والوقف هو نوع من التبرعات, وإن كان يتميز بأنه دائم ال ينقطع طبقا ملفهوم الصدقة اجلارية. وآمل أن نخرج بإجابات وتوصيات أخرى تعزز ما ذكر في هذه الورقة. وآخر دعوانا أن احلمد لله رب العاملني. أ. فوزية أخضر التوصيات - تعريف الناس بأوضاع ذوي الظروف اخلاصة ومتطلباتهم ومن هم وما أسباب هذا الوضع الذي وجدوا فيه من غير حول لهم وال قوة. - نشر اجر كفالتهم ومن ثم الترغيب في ذلك. -نشر فكرة األسرة البديلة كحل بديل لكثير من قضايا الطفل)سواء اليتيم أم املعنف(. - وهذه من أبرز أهدافنا... وإلعادة البسمة لوجوه هؤالء األطفال...))..السعي لتعديل ألقابهم ورفع الضرر الواقع عليهم نتيجة لألسماء املبهمة امللحقة بهم.(( - نشر تقبل املجتمع املدرسي لهم من جهة الطلبة واألهالي واملعلمني مبحاضرات توعية وتوزيع نشرات وكتيبات. - نشر تقبل الزواج بهم )إعالميا وفي املدارس واملساجد(. - حتسني أوضاعهم في الدور االجتماعية من سوء التعامل وتقدمي مقترحات لتحسني أوضاعهن. مع عرض مناذج من األذى الذي يتعرضون له. - عرض مناذج مشرفة لهم. ومن خالل عرض مبسط ملوضوع اتفاقية حقوق الطفل وتعلقها بضمان حقوق التعليم وكفالة الطفل اليتيم وعدم جعله بضاعة يتم التجارة فيها ولكن على الرغم من كل ذلك لم أشعر ببلوغ ما نصبوا إليه من تكامل تشريعي يلبي كافة متطلبات العيش الرغيد لألطفال كما ينبغي و للنهوض بواقع الطفولة آمل أن تقدم لهم اخلدمات املالئمة لظروفهم ومنح كافل اليتيم االمتيازات الالزمة التي حتدد بنسبة معينة من أرباح ذلك الكفيل مثلما هو معمول به في الدول املتقدمة مثل : تخصيص راتب شهري للطفل اليتيم حتى وان كان في كنف أسرة تكفله وترعاه من اجل تشجيع العمل على تقدمي رعاية أفضل. منح كافل اليتيم وأسرته راتب يقابل رعايته للطفل اليتيم حتى وان كان موسرا على أن يكون بناء على طلب الكفيل. إعطاء بعض االمتيازات السياسية لكافل اليتيم. تعهد الدولة بدفع نفقات الدراسة في املدارس اخلاصة ذات القدرة واإلمكانية في التعليم. فتح باب مساهمة املوسرين في فتح باب دعم دور األيتام احلكومية من خالل تقدمي الهبات واملنح املادية أو املساهمة التطوعية في العمل في هذه املؤسسات. احملافظة على أموالهم إن كان لهم أموال ورثوها أو أهديت إليهم فيتوجب على كافلهم العمل على تنميتها واستثمارها وزيادتها بالبيع والشراء مبا يعود عليهم من الربح احلالل واملال املبارك. اإلنفاق عليه إن لم يكن له مال فقد أوجب اإلسالم نفقته على قريبه الغني ألنها من توابع صلة الرحم وخصوصا إذا كان فقيرا محتاجا

210 رعاية اليتيم كمسئولية اجتماعية املراجع تفوق النساء في العمل التطوعي Jan 16, غامن: على اجلمعيات اخليرية االستفادة من العمل التطوعي وتأصيله علميا القاهرة أحمد عباس إنسان أون الين / حسني إبراهيم ))United Nations Volunteers (UNV برنامج األمم املتحدة للمتطوعني التطوع ظاهرة اجتماعية تختلف في أشكالها ومجاالتها وطريقة أدائها وفق توجهات العاملية - رجب هجرية - سبتمبر 2004 م - العدد )172( - السنة السادسة عشر الفعاليات املتعلقة بالعمل التطوعي في اململكة العربية السعودية: توصيات امللتقى األول للجمعيات اخليرية املهندي خولة. رياض األطفال هنا نغرس التربية البيئية ومفاهيم العمل التطوعي الدراسة القومية حول تفعيل دور املرأة في العمل التطوعي البيئي حلماية املوارد الوراثية الفقيه مصطفى. ثقافة العمل التطوعي مفقودة لدى كثير من الشباب السعوديني " شحرور غسان.اليوم العالمي للمتطوعني ". دعوة إلى التطوع. الصغير صالح. اجلهود التطوعية وسبل تنظيمها وتفعيلها الرياض:جامعة امللك سعود. املقرن عبد الرحمن. تنظيم اجلهود التطوعية وتفعيلها محافظة الزلفي. الزهراني عبدالرازق. اجلهود التطوعية وسبل تنظيمها وتفعيلها. الرياض:جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية. ورشة عمل : برنامج اإلرشاد الوظيفي للطلبة اخلريجني. 19/12/2006 غزة التويجري صالح. تفعيل العمل التطوعي.ورقه عمل مقدمه إلى املؤمتر الدولي السابع :إدارة املؤسسات األهلية والتطوعية في املجتمعات املعاصرة قناة القصباء ديسمبر 2002 الشارقة - دولة اإلمارات العربية املتحدة. اليحي يحي. تفعيل العمل اخليري. اليحي يحي. استقطاب املتطوعني. العقيل عقيل. العمل اخليري السعودي آمال وتطلعات 404

211 مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا )دراسة ميدانية للدور اخلاصة مبدينة الرياض( إعداد د.ليلى عامر القحطاني أستاذ مشارك قسم التصميم الداخلي ووكيلة الدراسات العليا والبحث العلمي بكلية االقتصاد املنزلي جامعة األميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض

212 مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا ملخص البحث استهدف هذا البحث دراسة التصميم الداخلي لدور األيتام ومدى مالءمتها لهم بيئيا ونفسيا واجتماعيا, والتعرف على اخلصائص االجتماعية واالقتصادية للمبحوثات ومدى رضاهن عن تصميم الدور, والتعرف على مدى مالءمة التصميم الداخلي للدور ومناسبته لأليتام ومدى حتقيق قواعد األمن والسالمة في تصميم الدور واقتراح بعض التوصيات التي تساعد على إيجاد التصميم املالئم لأليتام. واتبعت هذه الدراسة املنهج الوصفي التحليلي, وكانت عينة الدراسة من إحدى دور األيتام املوجودة في السعودية مبدينة الرياض. وقد شملت الدراسة 20 عاملة حيث مت استطالع رأي كل واحدة منهن فيما يتعلق بالتصميم احلالي للدور ومدى حتقيقه للراحة النفسية واملكانية ومدى توفر التصميم الداخلي من حيث اإلضاءة واأللوان واملكمالت واإلكسسوار املستخدم في ذلك وتوزيع الفراغات وحتقيقه لألمن والسالمة... وشملت الدراسة أيضا معرفة األحوال االجتماعية واالقتصادية واملستوى التعليمي بالنسبة للعامالت في الدور. ومت استيفاء البيانات بواسطة الباحثة عن طريق تصميم استمارة استوفت بياناتها باملقابلة الشخصية, أما أسلوب حتليل البيانات فقد استخدم التفريغ اليدوي الستخراج املعامالت اإلحصائية املناسبة من التكرارات والنسب املئوية واملتوسط احلسابي للجداول, ثم مناقشتها وتلخيصها وكتابة التوصيات واملقترحات املناسبة. املقدمة تعد قضايا األطفال من أكثر القضايا اهتماما على مستوى العالم وملا للطفل من أهميه كنواة ألي مجتمع فقد حشدت اجلهود الكبيرة إلتاحة الفرصة له لينال حقوقه األساسية وينشا النشأة السليمة الالئقة في احمليط األسري واملجتمع املتكامل فإذا تعذرت الرعاية األسرية ال قدر الله لظروف خاصة وأسباب مختلفة فإن احلكومة الرشيدة الواعية سرعان ما تتقدم ألداء واجبها اجلليل لتحل محل األسرة في رعاية الطفل احملتاج جلميع أنواع الرعاية. فالطفل هو الغرسة اليانعة والثمرة احللوة والشمعة املضيئة في حياة األسرة واملجتمعات واألمم وعليه تنعقد اآلمال الكبيرة في املستقبل.ومن هنا كان البد من احلرص الشديد على رعاية هذا الطفل األمل, والعناية به واحملافظة عليه لكي ينمو ويشب ويصبح رجال قويا ومواطنا صاحلا يخدم دينه ووطنه بإخالص )وزارة اإلعالم, 1412 ه(. وهذا هو فعال ما تقوم به حكومة اململكة العربية السعودية حيث تتم رعاية األطفال ذوي االحتياجات اخلاصة عن طريقني :إنشاء دور احلضانة االجتماعية وتشجيع األسر البديلة حلضانة األطفال وفق شروط ومعونات كافية. ومجتمعنا العربي السعودي قدم ومازال يقدم املزيد من الرعاية واالهتمام في مختلف األشكال وأوجه الرعاية االجتماعية الالزمة لرعاية اجليل الناشئ وخاصة تلك الفئة التي حرمت ألسباب مختلفة من الرعاية األسرية الطبيعية وقد خصصت الدولة مسؤولية متابعة أوضاع واحتياجات تلك الفئة إلى وزارة العمل والشؤون االجتماعية ممثلة في وكالتها للشؤون االجتماعية والتي بدورها قامت بإنشاء العديد من الدور واملؤسسات واملراكز االجتماعية املختلفة وحشدت اإلمكانيات املادية والبشرية الالزمة واالستعانة باملتخصصني واستشارتهم في علم النفس واالجتماع واخلدمة االجتماعية. د.ليلى عامر القحطاني واليتيم هو من فقد أباه وهو دون سن البلوغ وقد عنى القران الكرمي بأمر اليتيم أميا عناية حيث حتدث عنه في 23 آية كلها تؤكد حقه ووجوب رعايته بقوله تعالى ( فأما اليتيم فال تقهر ) كما حذر الله سبحانه من ازدراء اليتيم وإساءة معاملته وجعله مظهرا الهتزاز العقيدة والتكذيب بيوم احلساب لقوله تعالي ( أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم (. ومن هذا املنطلق الديني جند أن اإلسالم دين التكافل االجتماعي ال يرى أن األسرة هي وحدها املعنية برعاية األطفال واالهتمام بهم بل إن املجتمع معني هو كذلك وقد نزل في محكم اآليات مبا يوضح ذلك في قوله تعالى ( ويسألونك عن اليتامى قل إصالح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم املفسد من املصلح ولو شاء الله ألعنتكم إن الله عزيز حكيم ) دعا الله سبحانه إلى التطبيع االجتماعي مع األيتام بدءا مبصافحتهم باليد كأبسط مظهر للمخالطة وانتهاء بالتزويج كأقصى مظهر لها مرورا مبنافع أخرى كاملؤاكلة واملشاربة واملساكنة وحسن املعاشرة واجلميع متحد في كسر الضربة النفسية التي يشعر بها األيتام داخل املجتمع. وقد خاطب الله عز وجل قدوة األيتام محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله ( ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضاال فهدى ووجدك عائال فأغنى ) قدم الله سبحانه احلاجة إلى املأوى قبل احلاجة إلى العلم والغنى ألهمية املسكن في حياة اليتيم فهو أفضل ما عوجلت به ظاهرة اليتيم في نشأة املجتمعات هو توفير املسكن واملالذ اآلمن لكل يتيم )الضبيب, 2005 ( ويعتبر املسكن من أهم احلاجات األساسية في حياة اإلنسان فأطلق املصمم )كور بوزيه( عليه ووصفه بأنه آلة للعيش فاملسكن هو املكان واحليز الذي يأوي إليه اإلنسان في معظم أوقاته فالبيت ميثل أداة للحماية واألمان باإلضافة إلى كونه مظهرا من مظاهر اجلمال واالستقاللية التي تخلق جوا من األلفة بينهم والتصميم الداخلي هو عمليه ابتكارية إبداعية يسير على هداها اإلنسان خللق شيء جديد وهو على مرحلتني : األولى : إبداعية الثانية : تنفيذية كما أن التصميم الداخلي يبحث أمورا مختلفة مثل : حل املشكالت املعمارية ومحاولة إيجاد احللول لكافة الصعوبات التي تدخل في مجال احلركة في املسكن وسهولة استخدام ما يحتويه وجعل اجلو الداخلي مريحا وهادئا ومستوفيا لكافة الشروط اجلمالية وأساليب املتعة )الكرابليه, 2004 م( وفي ضوء ما تقدم يلعب جانب التصميم املعماري دورا كبيرا في توفير املكان املناسب لتنسيق العالقات بني العناصر اإلنشائية والتصميمية املختلفة ومواءمتها مع الظروف الطبيعية إليجاد بيئة داخلية مالءمة للطفل ومن ناحية أخرى لتؤهله مع التعامل مع البيئة اخلارجية حيث أن التعرف على احتياجات الطفل مع الفراغات املختلفة والتجهيزات الداخلية والعناصر املعمارية واجلمالية والتي تنشأ في ظل مواصفات تتفق مع قدراتهم اجلسمية والصحية والعقلية ومبا يخدم البيئة االجتماعية ويعيش فيه )الغصون, 1414 ه(. وترى الباحثة ضرورة اعتناء املجتمع بهؤالء األيتام عناية سليمة قائمة على أسس علمية وذلك بوضع جسور من التواصل بني املجتمع ومسكن أو دور األيتام عن طريق البرامج املختلفة ملساعدتهم على التكيف االجتماعي والنفسي. األهمية البحثية: مواجهة التزايد الواضح في أعداد األطفال األيتام. التعرف على الدور االجتماعية لرعاية األيتام

213 مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا سد جانب القصور لدى األيتام من ناحية املسكن املالئم نفسيا واجتماعيا. إتاحة الفرصة لتقدمي املساعدة لعمل منوذج أفضل لدور األيتام من حيث التصميم الداخلي. التعرف على مواصفات الدور املناسبة ملتطلبات واحتياجات األيتام. ومتثلت تساؤالت البحث فيما يلي: *ماهي اخلصائص االجتماعية واالقتصادية والنفسية للطفل اليتيم *كيف يتم تصميم غرفة اليتيم وما مدى مالءمتها الحتياجاته *ماهي سمات الطفل وكيف ينظر اإلسالم واملجتمع له *هل حتقق البيئة السكنية استقرار اليتيم *ما مدى حتقيق اجلو األسري املناسب لليتيم *ما مدى توافر مكان مالئم ملزاولة أنشطة اليتيم في الدور *كيف يتعامل القائمون على العمل مع اليتيم أهداف البحث: التعرف على اخلصائص االجتماعية واالقتصادية والنفسية للطفل. التعرف على تصميم غرفة اليتيم ومدى مالءمتها الحتياجاته. التعرف على سمات الطفل اليتيم ونظرة اإلسالم واملجتمع له. التعرف على مدى حتقيق البيئة السكنية الستقرار اليتيم. التعرف على إمكانية حتقيق اجلو األسري املناسب لليتيم. التعرف على طريقة التعامل مع اليتيم من قبل القائمني على العمل. التعرف على أنظمة األمن والسالمة في دور األيتام. اقتراح بعض التوصيات التي قد تساعد في إيجاد تصميم داخلي مستوفي لالحتياجات النفسية واالجتماعية لألطفال األيتام. حدود البحث: منطقة الرياض عينة الدراسة : استعانت الباحثة على أسلوب التحليل الختبار عينة مت اختيارها من إحدى املنشآت السكنية لدور األيتام املوجودة بالرياض والتي متثل املجتمع الذي يعيش فيه األيتام. قامت الباحثة باختيار عينة منتظمة مبنطقة الرياض قوامها )20( مبحوثة بهذه الدور ولم يتم استبعاد أي استمارة منها العتمادها على املقابلة الشخصية وهي عينة متثل املجتمع األصلي لأليتام في الدور. ثم قامت الباحثة بحساب إحصائيات العينة املتمثلة في التكرارات والنسب املئوية واملتوسط احلسابي. أدوات جمع البيانات: مت جتميع البيانات اخلاصة بهذا البحث ميدانيا عن طريق استخدام استمارة استبيان, ومت جتميعها عن طريق مقابلة العامالت املبحوثات في الدور وقد تضمنت االستمارة 3 محاور هي: األول: بيانات تتصل باجلوانب االجتماعية واملستوى التعليمي. الثاني: بيانات تتصل باالحتياجات السكنية الثالث: بيانات تتصل بقواعد األمن والسالمة في دور األيتام د.ليلى عامر القحطاني أسلوب التحليل اإلحصائي للبيانات: بعد االنتهاء من العمليات التمهيدية املتعلقة بالبيانات البحثية والتي تضمنت مراجعة وتصحيح وتدقيق جميع االستمارات البحثية ضمانا التساق البيانات. تال ذلك تفريغ تلك البيانات وتبويبها وجدولتها وتصنيفها متهيدا للتعامل معها باألساليب اإلحصائية املناسبة. ولقد استعانت الباحثة في حتليل البيانات البحثية عن طريق التفريغ اليدوي وذلك للحصول على كل من التكرارات, النسب املئوية واملتوسط احلسابي. ويتم الوصول الى حتقيق أهداف البحث وفقا للتسلسل املنطقي للمعلومات التالية : نظرة اإلسالم إلى اليتيم : للطفل بصفة عامة واليتيم بصفة خاصة في الشرائع السماوية والشريعة اإلسالمية على وجه اخلصوص مكانة محفوفة باللطف, والرعاية فهي تستثنيه من التكاليف التي ال متس حقوق املكلفني كما توجه أبناءها إلى االهتمام بتوجيهه, وتربيته, وله حقوقه الثابتة فيها, ويستطيع معرفتها كل من يراجع الكتب السماوية والسيما القرآن الكرمي, والسنة النبوية. ولذلك نرى الدين اإلسالمي احلنيف يفرض على مجتمعه ويكلف كل فرد من أبنائه برعاية اليتيم, العناية به في سائر شؤون احلياة لئال ينشأ فاقد التوجيه, ويصبح عالة في املجتمع العام, فإهمال اليتيم يساوي إهمال املجتمع, وهدم كيانه احلافظ للحياة اإلنسانية العامة, ولكي نحافظ على مجتمعنا, وندافع عن مصاحله يلزمنا القيام برعاية اليتيم, وسد الفراغ العاطفي منه, وذلك بإشغال شعور الطفل مبا ينسى به فقد أبيه ولقد أولت الشريعة اإلسالمية اليتيم عناية فائقة, وحثت على رعايته واحملافظة على أمواله وحذرت من التجاوز على حقوقه. ولكن املالحظ من املشرع أنه أكد بشكل ملحوظ على رعاية حقوقه املالية ولرمبا كان هذا بشكل يفوق بقية اجلهات املطلوبة في رعاية اليتيم وقد ظهر ذلك من اآليات الكرمية واألخبار الشريفة والتي تشكل بدوره مجموعة كبيرة تلفت نظر الباحثني. اليتيم وحقوقه االجتماعية: ولذلك نرى الكتاب الكرمي يسلك طريقا جديدا للوصول إلى بيان حقوق اليتيم االجتماعية ذلك هو توجيه اخلطاب إلى النبي األكرم متخذا من الواقع املرير الذي مر به وهو طفل خير درس يوجه إلى األفراد لرعاية هذه الزهور الذابلة. لقد مرت هذه األدوار بالرسول األعظم صلى الله عليه وآله وسلم يوم فقد أباه وهو طفل فقيض الله له جده عبد املطلب )شيخ األبطح( ليقوم برعايته وتربيته فقد شاءت احلكمة اإللهية أن يذوق املنقذ األول لإلنسانية مرارة اليتم فيفقد احلنان األبوي لوال أن يعوضه الله مبن سد له هذه اخللة ليطبق الدرس تطبيقا عمليا فتسير األمة على هداه وتنحو هذا النحو من السلوك الذي تتمخض نتائجه بالتوجيه الصالح لألفراد. { أ ل م ي ج د ك ي ت يما ف آو ى {} و و ج د ك ض اال ف ه د ى {} و و ج د ك ع ائ ال ف أ غ ن ى {} ف أ م ا ال ي ت يم ف ال ت ق ه ر {. هذه اآليات الكرمية من سورة الضحى جمعت بني طياتها درسا كامال لكل ما يحتاجه اليتيم في احلياة االجتماعية فاملشاكل التي يواجهها اليتيم في بداية الشوط ثالث : املسكن الذي يلجأ إليه. واملال الذي ينفق عليه منه. والتربية الصاحلة مبا تشتمل عليه من تأديب وتعليم. إيواء اليتيم:

214 مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا { أ ل م ي ج د ك ي ت يما ف آو ى {. أول ما يحتاجه اليتيم في هذه احلياة هو: احلضن الذي يضمه والصدر الذي يغمره باحلنان والبيت الذي ميرح فيه. فإذا تهيأت هذه الثالث كان باإلمكان أن يحفظ هذا الطفل املهمل ليقوم باإلنفاق عليه ماديا, ومعنويا ومن هنا جاءت فكرة املالجئ لأليتام ومدى ما تسديه من خدمة للمجتمع في محافظتها على هذه الفئة من األطفال. إذا فالبد من التطبيق والبد من تهيئة امللجأ لليتيم فبال مأوى سيصبح هذا الطفل متسوال تتلقفه أرصفة الشوارع ومنعطفات األزقة فيكون عالة على بلده ويكون هذا التسيب مبدأ مسيرته اإلجرامية فال مخدع يؤويه وال رقيب ينتظره وفي اخلبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم «خير بيت من املسلمني بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت من املسلمني بيت فيه يتيم يساء إليه». املسكن وأهميته في رعاية األيتام: ال شك أن للمسكن أهمية كبيرة في حياة اإلنسان بصفة عامة وفى رعاية االيتام على وجه اخلصوص, فهو من الناحية املعيشية ينام ويعيش فيه ويأكل معظم طعامه وإليه يأوي من عناء تعب يومه وبداخله يقضي حاجاته اخلاصة. إن اإلنسان األول عرف أول مأوى له بفطرته التي فطره عليها الله سبحانه وتعالى, وذلك الحتياجه للحماية واألمان من العوامل والظروف البيئية احمليطة الغير مواتية..لقد استغل اإلنسان األول إمكانيات البيئة احمليطة به في إقامة مأواه, فاستخدم جلود احليوانات وأوبارها كما استخدم البوص وفروع األشجار إلقامة جدرانه وأسقفه مبتدأ من الكهوف باستغالله جوف الصخور واجلبال لإليواء, إلى األكواخ عندما سكن السهول والوديان, ثم استخدامه األحجار الطبيعية في البناء, ثم استغالله التربة الطينية والطمى في عمل قوالب الطوب النيئ, ثم مبرور الزمن وتعاقب األجيال وظهور حضارات لشعوب مختلفة في أماكن ومواقع متعددة على سطح األرض حدث تطور في مواد البناء وصناعة البناء ووسائله والتكنيك املستخدم وفي مكوناته ووظيفته ونظرياته )سعيد, 1986 م(. تعريف املسكن: هو البناء الذي يأوي إليه اإلنسان ويشتمل هذا البناء على كل الضروريات والتسهيالت والتجهيزات واألدوات واألجهزة التي يحتاجها أو يرغبها الفرد لضمان حتقيق الصحة الطبيعية والعقلية والسعادة االجتماعية له وللعائلة وأيضا عرف بأنه املأوى أو الفراغ الواقي الذي يقي اإلنسان من العوامل اخلارجية ويوفر له احتياجاته الضرورية )القحطاني, 2008 م(. اآلثار النفسية للمسكن: حيث إنه ميكن لإلنسان أن يحيا حتت أدنى ظروف للمأوى فال بد من تفقد األدوار التي يقوم بها املسكن بدقة..إن اإلسكان يؤثر على الناس من الناحية السيكولوجية واالجتماعية..إن نوعية املسكن والتخطيط العام للحجرات, ومقدار اخلصوصية أو املساحة املكشوفة وكيفية مقابلة االحتياجات الشخصية, كل هذا قد يؤثر على االجتاهات والصحة العقلية, والعالقات الشخصية املتداخلة, واالرتضاء باحلياة األسرية )سعيد, 1986 م(. اآلثار الثقافية للمسكن: إن نوعيات وعدد املساكن تتأثر كثيرا بثقافة الناس التي يعيشونها..إن كل ثقافة تعرف سلوك جماعتها الذي يلقن من خالل عملية التطبيع االجتماعي..إن قواعد السلوك تعرف كمعايير ثقافية وتتضمن املعايير د.ليلى عامر القحطاني الثقافية تلك املعايير املتعلقة باإلسكان املتاح واملرغوب فيه..إن معايير اإلسكان تصف نوعية اإلنشاءات ونوعية امللكية )ملك أو إيجار أو متليك( ومساحة املكان, النوعية, التكلفة واجليرة..إن كل من هذه املعايير تتأثر وتختلف باختالف أعمار أفراد األسرة, وهكذا فإنه بالرغم من أن توافر حجرة نوم خاصة لكل طفل ال متثل حاجة سيكولوجية إنسانية في اإلسكان إال أنها تعتبر ضرورة ملحة في بعض املجتمعات مثل األسرة األمريكية وبخاصة إذا كانت تضم أبناء في مرحلة املراهقة حيث أن لكل ابن نشاطه وهواياته وصداقاته املختلفة وفي هذه املرحلة يحتاج األبناء األمريكيون للشعور باالستقاللية أو احلرية أو االعتمادية املطلقة على الوالدين وهكذا فقد تظهر مظاهر اإلحباط والضغط على األبناء في هذه السن لو لم تقابل احتياجاتهم باخلصوصية.. هذا ويختلف ذلك السلوك بالنسبة جلماعات أخرى من الناس ذات ثقافات أخرى في مناطق أخرى من العالم وبالتالي ال متثل نفس القيمة أو رد الفعل على موقف اإلسكان كما هو احلال في الواليات املتحدة وبعض دول أوروبا..إال أن األسر اإلسالمية تراعي توفير حجرات نوم خاصة لألبناء وأخرى للفتيات في هذه السن وذلك انطالقا من مفهوم روح اإلسالم وتنفيذا لتعاليمه. اآلثار الصحية للمسكن: لقد دلت كثير من البحوث على وجود عالقة بني انتشار األمراض الصحية واالجتماعية ووجود ظروف مسكنيه غير صحية أو غير مالءمة ومن صور هذه األمراض: 1 /ارتفاع نسبة االنحرافات واجلرائم عن املعدالت الطبيعية في املناطق السكنية الغير صحية. 2 /تأثر بعض الفئات اخلاصة من أطفال وشيوخ نفسيا وفسيولوجيا بالبيئة السكنية الغير صحية مما أدى الرتفاع نسبة الوفيات كنتيجة لألمراض االجتماعية الناجتة عن الظروف الغير مالءمة للبيئة السكنية. 3 /ارتفاع نسبة احلوادث واحلرائق عن املعدالت العادية بالنسبة للمناطق السكنية الغير صحية باملقارنة مبثيلتها من املناطق السكنية املناسبة. 4 /ارتفاع نسبة املرضى بأمراض اجلهاز التنفسي كالدرن وااللتهاب الرئوي وأمراض اجلهاز الهضمي كالنزالت املعوية واألمراض اجللدية التي تنقل بواسطة بعض احلشرات أو احليوانات أو الثدييات التي تتواجد بتواجد الظروف البيئية السكنية الغير صحية أو التي تتزايد بانخفاض معدل النظافة والظروف الصحية في املكان )سعيد, 1986 م(. االحتياجات اجلسمية: إن االحتياجات اجلسمية هي االحتياجات األساسية التي يشترك فيها جميع البشر كاألكل والتنفس والنوم واحلماية من األعداء. إن نوع اإلسكان املطلوب لإلبقاء على احلياة يختلف من مكان آلخر. احلاجة لألمان واالطمئنان: إن االحتياجات لألمان واالطمئنان له عالقة مبدى ما يشعره الناس نحو حياتهم وبيئتهم ونحو البيئة اآلمنة من أية تهديدات خارجية. إن اإلسكان أو املسكن يوفر بعض احلماية الالزمة من العوامل أو العالم اخلارجي. إن إشباع احلاجة لألمان يكون عن طريق املسكن حيث يوفر احلماية من أية ظروف خارجية غير سوية ويوفر أيضا بيئة صحية وخالية نسبيا من الضوضاء, احلرارة, األبخرة أو األدخنة...الخ )سعيد, االحتياجات االجتماعية: إن االحتياجات االجتماعية تتضمن االحتياجات الضرورية الالزمة للكائنات البشرية احلية مثل احلاجة إلى احلب, احلاجة للشعور بتقبل اآلخرين للفرد, احلاجة للمشاركة مع اآلخرين. إن املسكن يلعب دورا هاما إلشباع االحتياجات االجتماعية حيث أن املسكن هو مركز حياة األسرة والتي هي القوة األساسية في تطبيع

215 مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا األطفال اجتماعيا وهو املكان األقل ضغطا على العالقات اإلنسانية املتداخلة واألطول مدى في نفس الوقت. إن املسكن هو املكان الذي يوفر حرية العالقات املتداخلة وينمي العالقات ويساعد على إشباع االحتياجات االجتماعية )سعيد, 1986 م(. احلاجة لتحقيق الذات: إن احلاجة لتحقيق الذات هي حاجة اإلدراك الكلي لدوافع االحتياجات اإلنسانية للحب والنمو الشخصي والعالقات اإليجابية مع اآلخرين. إن املسكن قد يلعب دورا أساسيا في حتقيق الذات. إن املسكن الذي يسمح بالتعبير عن الذات من خالل الشكل العام للمسكن ذاته أو من خالل هوايات ودوافع شخصية يحقق شيئا هاما من مقومات األسرة السوية ويسمح لألسرة كلها بالقيام بدورها كمجموعة وكأفراد )سعيد, 1986 م(. شروط املسكن اجليد: 1 /جيد من حيث املوقع والتهوية وال يسمح مبرور الرطوبة من السقف واألرضيات واجلدران. 2 /يسمح ألشعة الشمس بالدخول, وجيد اإلضاءة شريطة أن جترى له أعمال الصيانة املستمرة. 3 /وجود مطبخ مناسب وحمامات مناسبة مزودة بشبكة ماء وصرف صحي مربوط بشبكة مركزية حملطات التقنية. 4 /وجود خزانات حلفظ املاء مع توفر مكان مناسب للحمامات ووجود بالوعة وصرف صحي لتسهيل عمليات الغسيل. 5 /إمكانية تدفئته وتبريده عند الضرورة مع توفر شبكة كهرباء, وأماكن لتخزين الوقود, وتوفر وسائل السالمة العامة. 6 /له ممرات منظمة مبساحات مناسبة, وعدد غرف مناسب حلجم العائلة, وأن يكون بعيدا عن الضوضاء وفي موقع مالءم )كرابليه, 2008 م(. أسس وعناصر التصميم الداخلي في دور رعاية االيتام : تتعدد وتتنوع أسس وعناصر التصميم الداخلي في دور رعاية االيتام وفيما يلى عرض ألهمها: )1( األرضيات وأثرها على الطفل : يقضي األطفال الكثير من أوقاتهم على األرض عند ممارستهم ألنشطتهم املختلفة وخصوصا اللعب, لذلك من الواجب العناية باختيار نوع األرضيات بحيث حتقق عناصر الراحة والصحة وتضيف رونقا وجماال, وكل ذلك ضمن عناصر التصميم الداخلي, وفي هذا املجال توجد عدة خيارات هي: - 1 األخشاب : وهو ما يعرف بالباركيه, وهي بالطات خشبية تثبت بطريقة معينة, ثم تركب عليها ألواح خشب طرية متداخلة األطراف تثبت مبسامير أو بالطات صغيرة بطول سم وعرض - 4 7,5 سم على قواعد تثبت مبسامير مخفية, ورغم أن األرضية اخلشبية جميلة, ومتسح وتنظف بسهولة, وإمكانية طالئها بألوان مرحة إال أنها محدثة للضوضاء. وحتتاج صيانة دورية وتعتبر عازال جيدا. - 2 األرضيات املطاطية : من األنواع اجليدة, والقوية وهي ال تتشقق ومريحة وال حتدث ضوضاء. فينيل مبطن بالفلني : وهو سهل النظافة ناعم ودافئ ومنظره أخاذ وألوانه طبيعية. بالط الفينيل : سهل املسح والغسيل, يدوم طويال ويأتي في ألوان ونقوش عديدة. اللينولني : له مواصفات الفينيل, ويأتي على شكل بالطات أو روالت )خلوصي, 1996 م ). املوكيت والسجاد : مريح, وميتص الضوضاء, وألوانه عديدة ومحايدة ومتمشية مع ألوان الغرفة إال انه ليس د.ليلى عامر القحطاني عمليا وال يقاوم البقع واألوساخ, ويحوي حشرات ضارة بصحة األطفال خصوصا إذا كانت مقاساته من احلائط للحائط, وإذا كان مصنوعا من الصوف.ويحتاج تنظيفا مستمرا خاصة في البيئة الصحراوية كما في موقع الدور. السيراميك : جيد ويأتي بألوان عديدة, وصحي وتوجد منه عدة مقاسات, اقتصادي وسهل التنظيف, إال انه خطر على األطفال خصوصا وقت اللعب لصالبته, ألن األطفال إذا بلغوا السادسة دائما يقفزون فوق بعضهم البعض, وتكثر حركتهم لذلك فهم يحتاجون إلى أرضيات مريحة, صحية, وآمنة ( العيد, 2004 م ). ويرى علماء سيكولوجيا األطفال أن احلل األفضل لفرش أرضية غرفة األطفال هو استخدام السجاد اخلشن والناعم في آن واحد بأشكال مختلفة من املنزل وذلك طبقا لألنشطة التي ميارسها الطفل, اجللوس, اللعب, املذاكرة, النوم, وأنسب اختيار ألطفال سن السادسة فما فوق هو الفينيل املبطن باملطاط الصناعي, لسهولة نقله من مكان إلى آخر باإلضافة إلى سهولة نظافته. )2( اإلضاءة : إن اإلضاءة كوسيلة للتغلب على الظالم هي فكرة سهلة لكن األمر يزداد صعوبة حينما نتناولها كوسيلة للتصميم الداخلي ومع ذلك فهي دائما تستحق ذلك فاإلضاءة تبدل املكان كلية وتعطي أبعادا جمالية ال حصر لها في مقابل تكاليف زهيدة. ولوازم وجتهيزات اإلضاءة متعددة فمنها العلوية ومنها السفلية وجتهيزات احلوائط واملكاتب وهكذا تقريبا ميكنك العثور على شيء صالح لكل مكان وكل استخدام بغرفة املعيشة. )القحطاني.2009( ينبغي أوال معرفة التأثيرات السيكولوجية للضوء على اإلنسان, فالضوء األحمر أو األصفر يوحي بالقوة والنشاط واحليوية ويجعل البشرة تبدو نضرة واحلجرة أو الفراغ يبدو دافئا,الضوء األزرق أو األبيض يوحي بالبرودة واتساع املكان, لذا ينبغي معرفة وظيفة الفراغ قبل البدء بإضاءته Lighting( )Interior )3( أغطية احلوائط : إن االهتمام مبعاجلة احلوائط وإخراجها مبا يتالءم والتصميم الداخلي في األماكن املختلفة ال يقل أهمية عن معاجلة أسقف وأرضيات هذه األماكن إذ أن التصميم الداخلي يقوم أساسا على هذه العناصر )األسقف,احلوائط,األرضيات( مجتمعة وعدم االهتمام بأحدها قد يكون سببا في فشل التصميم الداخلي واالهتمام بها مجتمعة مع شيء من الدراسة والذوق ودقة التصميم والتخطيط يعطي التصميم بهجة وجماال وتناسقا أيضا مما يكون سببا في جناح التصميم الداخلي لهذا الفراغ وما يهمنا هو احلوائط الثابتة التي يكون معظمها من الطوب األحمر أو الرملي أو اخلفاف املفرغ أو احلجر أيضا تكسى هذه احلوائط بأنواع البياض املختلفة بعد االنتهاء من بنائها وبذلك تكون معدة للديكور أو املعاجلات األخرى حسب وظيفة املكان وطبيعة استعماله. وميكن تغطية احلوائط ب)الدهان.تكسية احلوائط.ورق اجلدران( ي عتبر استخدام األلوان واستخدامها في املنزل من اجلوانب األساسية والهامة في وضع وتنفيذ التصميمات الداخلية املنزلية بتجهيزاته ومفروشاته املتعددة وذلك في كافة فراغاته تبع ا لوظائفها ومساحاتها وارتفاع جدرانها وحسب اجتاه نوافذها وعناصرها املعمارية الداخلية املختلفة. كما أن لأللوان دور ا حيوي ا في التأثير على نفسية األيتام الذين يستخدمون هذه الفراغات ويعيشون فيها سواء في ألوان الدهانات أو ورق اجلدران أو الستائر والسجاد واألغطية واألقمشة املختلفة بداخلها. لذلك كله ال بد من مزج األلوان ببعضها البعض بكل

216 مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا دقة وعناية وبنسب مالءمة للحصول على اللون املطلوب ودرجة نصوعه وملعانه واالعتماد في ذلك على املساحة والنشاط والعمر لشاغلي الفراغ. أن دهان أي غرفة نوم باللون األزرق الهادئ قد يعزز الشعور باالرتياح والراحة, وعالوة على أنه يعزز اإلحساس بالصبر والرضا والقناعة عندما يحل النوم في مثل هذه الغرف. وأن الدرجات التكميلية واملنفصلة للون البرتقالي والبرتقالي املائل للصفرة والبرتقالي املائل للحمرة واخلفيف من درجاتها مع اللون األبيض يضيف الكثير من اإلصرار والقوة الصحية للون األزرق فصبغته الكثيفة تنطوي على داللة العمق للشخصية وحتافظ على التماسك والرسمية والكرامة. واللون األصفر هو اللون األقرب إلى األبيض الطبيعي والذي يفضل استخدامه في غرف التسلية. وغرف املعيشة. واملطابخ عادة ما تدهن باألصفر مع األزرق كلون موازي للون األصفر.وهو اللون املفضل جلميع غرف اللعب وغالبا ما يكون اخليار األول لألطفال لغرفهم وهو اخليار املفضل للعديد من الشخصيات. ويرمز إلى االنفتاح والتواصل ويبدو لونا فاقعا وصارخا وإذا ما امتزج باألبيض فقد يكون أكثرا إشعاعا ويوحي بقدر أكبر من النور ويحفز املرء على التواصل والتفكير. ويعتبر في حضارة الصني قدميا لون اإلمبراطور ورمز احلكم. ويحمل كذلك رمز السلطة واحلكمة والتسامح والصبر واللون الذي يتماشى وينسجم مع األصفر هو اللون البنفسجي فهما يشكالن ثنائيا مميزا يشعر الناظر إليه وكأنه أمام طاقة حيوية وحركة دائمة ال تنقطع. ويفضل استعمال اللون األصفر لغرف االستقبال الرتباطه بتصميمات القرن الثامن عشر الكالسيكي و يستخدم في غرف املعيشة والقاعات والساللم. وأيضا رائع في غرفة النوم الفخمة والكبيرة.وألنه لون يثير الدفء والود يستعمل في غرف األطفال بسبب ميزته املرحة و الدافئة وقدرته على استيعاب الفوضى الناجتة عن تراكم لعب األطفال. ويعتبر اللون املفضل األساسي لالستعمال في املطبخ. فعند كسوة احلائط واألثاث اخلشبي أو الدواليب به يحدث تواصل طبيعي مع اللون األبيض وأجهزة املطبخ والثالجات واللون الفضي والرمادي لألواني املصنعة من األملنيوم والصلب مبقابضها السوداء. واللون البرتقالي ينصح به في غرفة الطعام لتميزه بتسهيل عملية الهضم ويعجل بشكل خفيف نبضات القلب ويوحي بالرفاهية والغبطة وينصح باستعماله في املداخل عند تخفيفه باألبيض وفي غرف املعيشة واملمرات وال يفضل في الغرف الصغيرة أو غرف النوم. أما اللون األحمر فأجريت اختبارات على حجرات دراسية خاصة باألطفال تبني أن تلك التي طليت باللون األحمر سببت نشاطا كبيرا لدى األطفال الذين يشغلونها,كما أن اللون األحمر ميكن أن يؤثر على األداء في أماكن العمل ويرفع من معدالته ومن املعتقد أن لون املكتب األحمر يكون أكثر حتفيزا ويسبب القوة أو التوتر للعامل, ويبقى اللون األحمر مرتبطا باخلطر واحلظر ويحذر من التعامل معه دون متخصص. )سلسلة كتب )Color Harmony األمن والسالمة فى دور رعاية األيتام : تتصف احلياة العصرية في زماننا هذا بطابع اليسر نظرا لتوفر اخلدمات وسهولتها غير أنها تبقى محفوفة بالعديد من املخاطر ويذهب ضحيتها فورا كل عام عشرات اآلالف من الرضع واألطفال ومن املسنني معا في املنازل أو ما يحيط بهم من ظروف متعددة.لوجودهم في البيت بالقرب من النار والتيار الكهربائي واملاء احلار واألشياء الصغيرة التي يتناولها الطفل في فمه كاملواد السامة وقربهم من السيارات...الخ.وهذه احلوادث ال تنتهي وستقع كل يوم لهؤالء األبرياء الصغار وللشبان والشيوخ وهذا ما يحملنا على اجلزم بوجوب إعارتها االهتمام األول وضرورة األخذ بقواعد السالمة األساسية مبا يكفل احلد من هذه املآسي )أورفلي 1400 ه(. وبناء على ما سبق نذكر أهمية توفر بعض الشروط في املسكن الصحي وهي : د.ليلى عامر القحطاني - 1 التهوية واإلضاءة والتدفئة :يراعي فيه التهوية واإلضاءة والتدفئة لكل جزء من أجزاء املساكن مبا يتمشى مع املعايير الصحية. - 2 احلماية من الضوضاء : يجب توفير الهدوء باملسكن,وذلك بعدة وسائل منها اختيار املوقع بعيدا عن املصانع والطرق الرئيسية للمرور واستخدام العزل املناسب. - 3 توفير مساحة واسعة مالءمة : إذ البد من توفير حد أدنى من األمكنة واملساحات خاصة في عدد غرف النوم وغرف اجللوس واحلمامات واملطابخ. - 4 توفر البيئة الفيزيقية املالءمة لكل فراغ على حدة. دراسة ميدانية إلحدى دور األيتام اخلاصة مبدينة الرياض : يطلق على الهيئات التي ترعى األيتام مجهولي النسب بدور الرعاية, وتوجد عدة دور بالرياض وقد قامت الباحثة بدراسة إحدى هذه الدور املعروفة باسم )فلل الربوة( وتتكون الدار وفقا للدراسة امليدانية التي متت في هذا البحث بشكل مفصل ال يتسع البحث بعرضها والتي ميكن إيجازها في العناصر التالية كنتائج للدراسة : - 1 الشكل العام للدار: تقدر املساحة الكلية لألرض بنحو 2500 م, وحتتوي على 6 فلل مساحة كل فيال 300 م, كل فيال مقسومة إلى قسمني ليكون مساحة الدوبلكس الواحد 150 م وبهذا ي صبح عدد تقسيم الفلل 12 فيال والفلة الواحدة تتكون من طابقني والطريق مسفلت بني الفلل ويوجد حديقة حتتوي ألعابا لألطفال وهذه احلديقة تشترك فيها جميع الفلل, ويحيط بهذه الفلل سور عالي, واألمن املكاني في الدار متوفر بدرجة جيدة وفي اخلارج غرف للحراس.. كل فيال حتوي عدد 3 إناث و 3 ذكور كحد أقصى وأم حاضنة وتكون أعمار األطفال ما بني) 6 11( سنة بالنسبة للذكور أما بالنسبة لإلناث فال يوجد حد للعمر باإلضافة لوجود مشرفة اجتماعية وطبيبة بالدور, هذا إضافة إلى وجود صيانة للكهرباء يوميا في حال وجود أي عطل ما عدا يوم اجلمعة, كذلك توجد طفاية احلريق في كل فيال بالدور األول والدور الثاني وبجانبها كشافات في حال انقطاع التيار الكهربائي وجهاز كشف الدخان, والتكييف بكل الفيال تكييف مركزي وقد س مح لي بدراسة فيال واحدة من الدور وذلك لتساوي الفلل من حيث التصميم والشكل. أفراد الفيال املدروسة عبارة عن : 3 إناث و 2 ذكور و أم حاضنة بالنسبة ألعمار البنات: 8 سنني - 9 سنني - 11 سنة. وبالنسبة ألعمار الذكور: 7 سنني - 11 سنة. ويتكون الدور األول من: غرفة معيشة - طاولة طعام - مطبخ - حمام. ويتكون الدور الثاني من: 3 غرف نوم كل غرفة مرفق فيها حمام خاص. - 2 صالة املعيشة : وتتكون من ( األرضية.اجلدران. اإلضاءة. األثاث.التكييف والتهوية ). - 3 املطبخ: املطبخ مفتوح على مكان تناول الطعام بطاولة بوفية عرضها 70 سم مصنوعة من الرخام بلون سكري معرق ببني فاحت,ارتفاع الطاولة 100 سم وعرضها 90 سم.الدواليب مصنوعة من اخلشب بلون بني فاحت معرق ببني غامق - 4 غرف النوم : غرفة للبنات - غرفة لألوالد - 5 احلمامات: أرضية حمام األوالد والبنات عبارة عن سيراميك أبيض. - 6 األماكن الترفيهية في مسكن األيتام: - 1 حديقة:حتتوي على مرجيحة كبيرة واحدة وزحليقه ونطيطه مصنوعة من البالستيك وهي على أرضية

217 مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا رمل ملنع حدوث اإلصابات لألطفال أثناء اللعب. - 2 صالة رياضية في البهو:حتتوي على طاوله بلياردو وتنس أرضي وكرة سلة وطاولة لعب وخيمتني بالستيك حتتوي على كور ومعدات رياضيه وجهاز املشي واألرضية عشب بالستيك ومكيفني سبليت و 8 ملبات فلوريسنت ومساحتها 6 4 م. - 3 املسبح:مسبح كبير مساحته 8 4 م. - 4 فله رقم 15 :هذه الفلة مخصصه أللعاب األطفال وحتتوي على مسرح وحتوي برنامج العالج باللعب وتشمل أركانا كركن املطبخ وركن املسرح وأيضا صور لألطفال أنفسهم. - 5 بيت شعر: يشمل تلفزيون شاشه بالزما و 3 مكيفات ويقام فيه حفالت الشواء ومساحته 6 4 م. - 6 تلفزيون في مسكن اليتيم :يحتوي على قنوات محددة ومحافظة. - 7 مكتبه: تضم كتبا لكافة األعمار ثقافي دينية وتضم 7 أجهزة كمبيوتر وطاولة وكراسي للقراءة. نتائج الدراسة امليدانية يتضمن هذا اجلزء من البحث عرضا للنتائج البحثية ومناقشتها التي أسفرت عنها الدراسة,وذلك من خالل إعداد جداول إحصائية حيث يتم عرض نتائج الدراسة في النقاط التالية : النتائج املتعلقة بالتصميم الداخلي لدور األيتام ومدى توافر قواعد األمن والسالمة فيها لأليتام : يتناول هذا اجلزء النتائج التي أسفرت عنها الدراسة من حيث التصميم الداخلي لدور األيتام من حيث )األرضية - اإلضاءة - األلوان - احلوائط - األسقف( وكذلك تناول هذا اجلزء قواعد األمن والسالمة في الدار املعنية بالدراسة احلالية. نوعية األرضية املستخدمة في غرفة املعيشة: يشير توزيع املبحوثات وفقا لنوعية األرضية في غرفة املعيشة لفلل دور األيتام أن أرضيات السيراميك) 92.30%( بينما يعادل املوكيت) 7.69%( مما يشير إلى أن نسبة استخدام السيراميك في غرفة املعيشة هي الغالبة. نوعية األرضية املستخدمة في غرفة النوم: تشير دراسة املبحوثات وفقا لنوعية األرضية في غرفة النوم لدور األيتام أن أرضيات السيراميك ( 100%( بينما يشترك السجاد مع السيراميك في نفس الغرفة بنسبة )7.69%(. نوعية األرضية املستخدمة في املطبخ: تشير دراسة املبحوثات وفقا لنوعية األرضية املستخدمة في املطبخ أن نسبة السيراميك هي 100%. نوعية األرضية املستخدمة في احلمام: تشير دراسة ان املبحوثات وفقا لنوعية األرضية في احلمامات لدور الرعاية أن نسبة أرضيات السيراميك.100% نوعية األرضية املستخدمة في املمرات: تشير دراسة املبحوثات وفقا لنوعية األرضية في املمرات لدور الرعاية أن نسبة أرضيات السيراميك تعادل) 100% (. نوعية السقف املستخدم في غرفة املعيشة: د.ليلى عامر القحطاني توضح النتائج أن نسبة استخدام السقف من النوع العادي في غرفة املعيشة )84,6%(, واستخدام الكرانيش بنسبة )% 7,69 (,واستخدام الرش األمريكي بنسبة )7,69%( أما السقف املستعار فوصل نسبة )0%( واألملنيوم بنسبة )0%( وبذلك بلغ املتوسط احلسابي 15. نوعية السقف املستخدم في غرفة النوم: توضح النتائج أن نسبة استخدام السقف من النوع العادي في غرفة النوم )% 100 (واما بقية األنواع جميعها استخدمت بنسبة )0%( وبذلك يكون املتوسط احلسابي 100 نوعية السقف املستخدم في املطبخ: توضح النتائج أن نسبة استخدام السقف من النوع العادي في املطبخ )76.6%( واألملنيوم بنسبة )23%( وأما استخدام بقية األنواع فكانت بنسبة )0%( وبلغ املتوسط احلسابي نوعية السقف املستخدم في احلمام: توضح النتائج أن نسبة استخدام السقف العادي في احلمام )100%( واستخدام الكرانيش بنسبة )0%( ومثلها في النسبة للسقف املستعار والرش األمريكي واألملنيوم. نوعية السقف املستخدم في املمرات: توضح النتائج أن نسبة استخدام السقف العادي في املمرات )100%( واستخدام الكرانيش بنسبة )0%( ومثلها في النسبة للسقف املستعار والرش األمريكي واألملنيوم. غطاء اجلدران املستخدم في غرفة املعيشة: يشير توزيع املبحوثات وفقا لغطاء اجلدران في غرفة املعيشة أن نسبة استخدام طالء الزيت وصل إلى )% 76.9 (وطالء املاء )15.3%( وورق اجلدران )7.69%( أما جتليد خشب ورسومات كرتونية وبورسلني فكانت معدومة ووصل املتوسط احلسابي 9.88 غطاء اجلدران املستخدم في غرفة النوم: يشير توزيع املبحوثات وفقا لغطاء اجلدران في غرفة النوم إلى أن نسبة استخدام طالء الزيت )69.2%( وطالء املاء) 23% ( وورق اجلدران )7.69%( وجتليد خشب ورسومات كرتونية وبورسلني وسيراميك جميعها بنسبة )0%( وبلغ املتوسط احلسابي 8.78 غطاء اجلدران املستخدم في املطبخ: يشير توزيع املبحوثات وفقا لغطاء اجلدران في املطبخ إلى أن نسبة استخدام طالء الزيت )53.8%( وطالء املاء) 15.1% ( وورق اجلدران) 7.69% ( وجتليد اخلشب والرسومات الكرتونية وبورسلني والسيراميك جميعها بنسبة )0%(. وبلغ املتوسط احلسابي 6.58 غطاء اجلدران املستخدم في احلمام: يشير توزيع املبحوثات وفقا لغطاء اجلدران في احلمام إلى أن نسبة طالء الزيت )46.1%( وطالء املاء )7.69%( وجتليد خشب )7.69%( وأما السيراميك )38,4%(. وبلغ املتوسط احلسابي 5.48 غطاء اجلدران املستخدم في املمرات: يشير توزيع املبحوثات وفقا لغطاء اجلدران في املمرات إلى أن نسبة استخدام طالء الزيت )76.9%( وطالء املاء )15.3%( وورق اجلدران )7.69%( ونسبة جتليد اخلشب وورق اجلدران والرسومات الكرتونية والبورسالن والسيراميك جميعها بنسبة )0%(. وبلغ املتوسط احلسابي 9.88 نوع اإلضاءة املستخدمة في غرفة املعيشة:

218 مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا توضح النتائج أن اإلضاءة اجلدارية موجودة في غرفة املعيشة بنسبة )15%( واإلضاءة األرضية موجودة بنسبة )0%( واإلضاءة املكتبية موجودة بنسبة )0%( واإلضاءة السقفية موجودة بنسبة )85%(. نوع اإلضاءة املستخدمة في غرفة النوم: توضح النتائج أن اإلضاءة اجلدارية موجودة في غرفة النوم بنسبة )15%( واإلضاءة األرضية موجودة بنسبة )0%( واإلضاءة املكتبية موجودة بنسبة )0%( واإلضاءة السقفية موجودة بنسبة )85%(. نوع اإلضاءة املستخدمة في املطبخ: توضح النتائج أن اإلضاءة اجلدارية موجودة في املطبخ بنسبة )8%( واإلضاءة األرضية موجودة بنسبة )0%( واإلضاءة املكتبية موجودة بنسبة )0%( واإلضاءة السقفية موجودة بنسبة )92%(. نوع اإلضاءة املستخدمة في احلمام: توضح النتائج أن اإلضاءة اجلدارية موجودة في احلمام بنسبة )8%( واإلضاءة األرضية موجودة بنسبة )0%( واإلضاءة املكتبية موجودة بنسبة )0%( واإلضاءة السقفية موجودة بنسبة )92%(. نوع اإلضاءة املستخدمة في املمرات: توضح النتائج أن اإلضاءة اجلدارية موجودة في املمرات بنسبة )8%( واإلضاءة األرضية موجودة بنسبة )0%( واإلضاءة املكتبية موجودة بنسبة )0%( واإلضاءة السقفية موجودة بنسبة )92%( نوعية الستائر املستخدمة في غرفة املعيشة: توضح النتائج أن الستائر املصنوعة من القماش واملكونة من طبقة واحدة موجودة في غرفة املعيشة بنسبة )15%( والستائر املكونة من الشرائح املعدنية موجودة بنسبة )0%( والستائر املكونة من القماش ذي الطبقتني موجودة بنسبة )85%( والستائر املصنوعة من البالستيك موجودة بنسبة )0%(. نوع الستائر املستخدمة في غرفة النوم: توضح النتائج أن الستائر املصنوعة من القماش واملكونة من طبقة واحدة موجودة في غرفة النوم بنسبة )23%( والستائر املكونة من الشرائح املعدنية موجودة بنسبة )0%( والستائر املكونة من القماش ذي الطبقتني موجودة بنسبة )77%( والستائر املصنوعة من البالستيك موجودة بنسبة )0%(. نوع الستائر املستخدمة في املطبخ: توضح النتائج أن الستائر املصنوعة من القماش واملكونة من طبقة واحدة موجودة في املطبخ بنسبة )0%( والستائر املكونة من الشرائح املعدنية موجودة بنسبة )46%( والستائر املكونة من القماش ذي الطبقتني موجودة بنسبة )46%( والستائر املصنوعة من البالستيك موجودة بنسبة )8%(. نوع الستائر املستخدمة في احلمام: توضح النتائج أن الستائر املصنوعة من القماش واملكونة من طبقة واحدة موجودة في احلمامات بنسبة )0%( والستائر املكونة من الشرائح املعدنية موجودة بنسبة )8%( والستائر املكونة من القماش ذي الطبقتني موجودة بنسبة )38%( والستائر املصنوعة من البالستيك موجودة بنسبة )24%(. نوع الستائر املستخدمة في املمرات: توضح النتائج أن الستائر املصنوعة من القماش واملكونة من طبقة واحدة موجودة في املمرات بنسبة )46%( والستائر املكونة من الشرائح املعدنية موجودة بنسبة )0%( والستائر املكونة من القماش ذي الطبقتني موجودة بنسبة )24%( والستائر املصنوعة من البالستيك موجودة بنسبة )54%(. األلوان الغامقة املستخدمة في غرفة املعيشة: د.ليلى عامر القحطاني توضح النتائج أن األلوان الغامقة واملستخدمة في أرضية غرفة املعيشة بنسبة )46.15%( وفي اجلدران )30.76%( وفي الستائر )% (وفي السقف )23.07%( مما يؤكد تأثير األلوان على األطفال. األلوان الغامقة املستخدمة في غرفة النوم: توضح النتائج أن األلوان الغامقة واملستخدمة في أرضية غرفة النوم بنسبة )46.15%( وفي اجلدران )23.07%( وفي الستائر )38.46%( وفي السقف )23.07%( مما يؤكد تأثير األلوان على األطفال. األلوان الغامقة املستخدمة في املطبخ: توضح النتائج أن األلوان الغامقة واملستخدمة في أرضية املطبخ بنسبة) 38.46% ( وفي اجلدران )23.07%( وفي الستائر )69.23%( وفي السقف )15.38%(. األلوان الغامقة املستخدمة في احلمام: توضح النتائج أن األلوان الغامقة واملستخدمة في أرضية احلمام بنسبة )15.38%( وفي اجلدران )7.69%( وفي الستائر )30.76%( وفي السقف )15.38%(. األلوان الغامقة املستخدمة في املمرات: توضح النتائج أن األلوان الغامقة واملستخدمة في أرضية املمرات بنسبة )15.38%( وفي اجلدران )15.38%( وفي الستائر )23.07%( وفي السقف )15.38%(. األلوان الفاحتة املستخدمة في غرفة املعيشة: توضح النتائج أن األلوان الفاحتة املستخدمة في أرضية غرفة املعيشة بنسبة )100%( وفي اجلدران )92.3%( وفي الستائر )38.4%( والسقف )100%(. األلوان الفاحتة املستخدمة في غرفة النوم: توضح النتائج أن األلوان الفاحتة واملستخدمة في أرضية غرفة النوم بنسبة )76.9%( وفي اجلدران )84.06%( وفي الستائر )61.53%( وفي السقف )38.30%(. األلوان الفاحتة املستخدمة في املطبخ: توضح النتائج أن األلوان الفاحتة واملستخدمة في أرضية املطبخ بنسبة )100%( وفي اجلدران )100%( وفي الستائر )38.4%( والسقف )100%(. األلوان الفاحتة املستخدمة في احلمام: توضح النتائج أن األلوان الفاحتة واملستخدمة في أرضية املطبخ بنسبة )92.3%( وفي اجلدران )92.3%( وفي الستائر )23.1%( وفي السقف )100%(. األلوان الفاحتة املستخدمة في املمرات: توضح النتائج أن األلوان الفاحتة واملستخدمة في أرضية املمرات بنسبة )100%( وفي اجلدران )100%( وفي الستائر )23.0%( وفي السقف )92.30%(. الرسوم الطبيعية املستخدمة في غرفة املعيشة: توضح النتائج أن نسبة وجود رسوم طبيعية في غرفة املعيشة على األرضية بنسبة )7,6%( وعدم وجودها بنسبة )% 92,30 (,وعلى اجلدران عدم وجود الرسوم الطبيعية بنسبة )% 100 (,وعلى الستائر بنسبة )15,38%( وعدم وجودها بنسبة )% 84,6 (,وعلى السقف ال يوجد رسوم طبيعية بنسبة )100%(. املتوسط احلسابي 3.85%. الرسوم الطبيعية املستخدمة في غرفة النوم: توضح النتائج أن نسبة وجود رسوم طبيعية في غرفة النوم على األرضية بنسبة )23,0%( وعدم وجودها

219 مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا بنسبة )% 67,9 (,وعلى اجلدران بنسبة )7,6%( وعدم وجودها بنسبة )% 92,30 (,وعلى الستائر بنسبة )23,0%( وعدم وجودها بنسبة )% 67,9 (,وعلى السقف بنسبة )7,6%( وعدم وجودها بنسبة )% 92,30 (.املتوسط احلسابي.7.7% الرسوم الطبيعية املستخدمة في املطبخ: توضح النتائج أن نسبة وجود رسوم طبيعية في املطبخ على األرضية بنسبة )15,38%( وعدم وجودها بنسبة )% 84,6 (,وعلى اجلدران بنسبة )7,6%( وعدم وجودها بنسبة )% 92,30 (,وعلى الستائر بنسبة )7,6%( وعدم وجودها بنسبة )% 92,30 (,وعلى السقف بنسبة )100%( ال يوجد رسوم طبيعية واملتوسط احلاسبي 3.85%. الرسوم الطبيعية املستخدمة في احلمام: توضح النتائج أن نسبة وجود رسوم طبيعية في احلمام )% 0 (وال يوجد رسوم طبيعية على األرضية بنسبة )% 100 (,وعلى اجلدران نسبة وجودها )15,38%( وعدم وجودها بنسبة )% 84,6 (,وعلى الستائر نسبة وجودها )15,38%( وعدم وجودها بنسبة )% 84,6 (,وعلى السقف ال يوجد رسوم طبيعية بنسبة )100%( املتوسط احلسابي 15.3%. الرسوم الطبيعية املستخدمة في املمرات: توضح النتاج بأن نسبة وجود رسوم طبيعية في املمرات بنسبة )0%( وال يوجد رسوم على املمرات األرضية بنسبة )% 100 (,وعلى اجلدران بنسبة )7,6%( وعدم وجودها بنسبة )% 92,30 (,وعلى الستائر نسبة وجودها )7,6%( وعدم وجودها بنسبة )% 92,30 (,وعلى السقف ال يوجد رسوم طبيعية بنسبة )100%( املتوسط احلاسبي 3,85%. الرسوم الكرتونية املستخدمة في غرفة املعيشة: توضح النتائج إلى أن نسبة وجود رسوم كرتونية في غرفة املعيشة )% 0 (وال يوجد رسوم كرتونية في غرفة املعيشة ال في األرضية وال اجلدران وال الستائر وال السقف بنسبة )100%(. الرسوم الكرتونية املستخدمة في غرفة النوم: توضح النتائج إلى أن نسبة وجود رسوم كرتونية في غرفة النوم )% 0 (,وال يوجد رسوم كرتونية في غرفة النوم بالكامل بنسبة )100%(. الرسوم الكرتونية املستخدمة في املطبخ: توضح النتائج بأن نسبة وجود رسوم كرتونية في املطبخ )% 0 (,وال يوجد رسوم كرتونية في املطبخ بالكامل بنسبة )100%(. الرسوم الكرتونية املستخدمة في احلمام: توضح النتائج إلى أن نسبة وجود رسوم كرتونية في احلمام )% 0 (,وال يوجد رسوم كرتونية في احلمام بالكامل بنسبة )100%(. الرسوم الكرتونية املستخدمة في املمرات: توضح النتائج بأن نسبة وجود رسوم كرتونية في املمرات )% 0 (,وال يوجد رسوم كرتونية في املمرات بالكامل بنسبة )100%(. الفراغات اخلالية من الزخارف في غرفة املعيشة: تشير دراسة املبحوثات وفقا للفراغات اخلالية من الزخارف في غرفة املعيشة أن األرضيات اخلالية من الزخارف) 38.4%( بينما تشكل اجلدران اخلالية من الزخارف )% (والستائر) 53.46% ( ويشكل السقف د.ليلى عامر القحطاني اخلالي من الزخارف ( 53.84%(. الفراغات اخلالية من الزخارف في غرفة النوم: تشير دراسة املبحوثات وفقا للفراغات اخلالية من الزخارف في غرفة النوم األرضيات اخلالية من الزخارف % 46,15 بينما تشكل اجلدران اخلالية من الزخارف )46.15%( والستائر )46.15 %( ويشكل السقف اخلالي من الزخرف )53.84%(. الفراغات اخلالية من الزخارف في املطبخ: تشير دراسة املبحوثات وفقا للفراغات اخلالية من الزخارف في املطبخ ان األرضيات اخلالية من الزخارف )46.15% (بينما تشكل اجلدران اخلالية من الزخارف )53.84%( والستائر) %( ويشكل السقف.)53.84%( الفراغات اخلالية من الزخارف في احلمام: تشير دراسة املبحوثات وفقا للفراغات اخلالية من الزخارف في احلمام ان األرضيات اخلالية من الزخارف )46.15%( بينما تشكل اجلدران اخلالية من الزخارف )53.84%( والستائر) 46.15%( ويشكل السقف اخلالي من الزخارف )53.84%(. الفراغات اخلالية من الزخارف في املمرات: تشير دراسة املبحوثات وفقا للفراغات اخلالية من الزخارف في املمرات ان األرضيات اخلالية من الزخارف )46.15%( بينما تشكل اجلدران اخلالية من الزخارف )53.84%( والستائر )46.15%( ويشكل السقف اخلالي من الزخارف )53.84%(. الزوايا الغير حادة في قطع األثاث: توضح النتائج أن نسبة الزوايا احلادة املوجودة في قطع األثاث في غرفة املعيشة هي )38%( وغير موجودة بنسبة )62%( وفي غرفة النوم موجودة بنسبة )38%( وال توجد بنسبة )62%( وفي املطبخ موجودة بنسبة )38%( وغير موجودة بنسبة )62%( وفي احلمام موجودة بنسبة )38%( وغير موجودة )62%( وفي املمرات توجد بنسبة )38%( وال توجد بنسبة )62%(. حماية النوافذ مبواد مانعة للسقوط: توضح النتائج أن النوافذ محمية مبواد مانعة للسقوط في غرفة املعيشة موجودة بنسبة )92%( وال توجد بنسبة )8%( وفي غرفة النوم النوافذ محمية بنسبة )92%( وغير محمية بنسبة )8%( وفي املطبخ هذه النوافذ محمية بنسبة )92%( وغير محمية بنسبة )8%( وفي احلمام النوافذ محمية بنسبة )85%( وغير محمية بنسبة )15%( أما في املمرات النوافذ فمحمية بنسبة )77%( وغير محمية بنسبة )23%(. توافر أجهزة اإلنذار اآللي: توضح النتائج أن توفر أجهزة اإلنذار اآللي في غرفة املعيشة توجد بنسبة )92%( وال توجد بنسبة )8%( وفي غرفة النوم توجد بنسبة )31%( وال توجد بنسبة )69%( وفي املطبخ توجد بنسبة )54%( وال توجد بنسبة )46%( وفي احلمام توجد بنسبة )23%( وال توجد بنسبة )77%( وفي املمرات توجد بنسبة )31%( وال توجد بنسبة )69%(. ثبات األرضيات )غير قابلة لالنزالق(: توضح النتائج أن األرضية ثابتة في غرفة املعيشة بنسبة )77%( وغير ثابتة بنسبة )23%( وفي غرفة النوم األرضية ثابتة بنسبة )77%( وغير ثابتة بنسبة )23%( وفي املطبخ األرضية ثابتة بنسبة )77% وغير ثابتة

220 مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا بنسبة )23%( وفي احلمام األرضية ثابتة بنسبة )69%( وغير ثابتة بنسبة )31%( وفي املمرات األرضية ثابتة بنسبة )77%( وغير ثابتة بنسبة )23%(. غطاء األمان على األفياش الكهربائية: توضح النتائج أن أغطية األمان على األفياش موجودة في غرفة املعيشة بنسبة )38%( وغير موجودة بنسبة )62%( وفي غرفة النوم موجودة بنسبة )38%( وغير موجودة بنسبة )62%( وفي املطبخ توجد بنسبة )38%( وغير موجودة بنسبة )62%( وفي احلمام توجد بنسبة )38%( وغير موجودة بنسبة )62%( وفي املمرات توجد بنسبة )38%( وغير موجودة بنسبة )62%(. توافر التهوية اجليدة عبر النوافذ: توضح النتائج أن التهوية عبر النوافذ جيدة في غرفة املعيشة بنسبة )100%( وغير جيدة بنسبة )0%( وفي غرفة النوم جيدة بنسبة )77%( وغير جيدة بنسبة )23%( وفي املطبخ جيدة بنسبة )92%( وغير جيدة بنسبة )8%( وفي احلمام جيدة بنسبة )92%( وغير جيدة بنسبة )8%( وفي املمرات جيدة بنسبة )62%( وغير جيدة بنسبة )38%(. املقترحات اخلاصة بنتائج الدراسة امليدانية : بعد أن متت دراسة الدار, و جدت بعض املالحظات وبعض االقتراحات التي نطمح إلى تنفيذها حتى تعم الفائدة, وهذه االقتراحات هي: مقترحات خاصة بغرفة املعيشة: 1 /توزيع الفراغ بحيث يشمل األنشطة املزاولة مثل تخصيص زاوية جانبية للمذاكرة أو ممارسة الهوايات. 2 /توزيع الضوء حسب النشاط إضاءة عامة, وإضاءة خاصة ملزاولة بعض األنشطة كالقراءة, أو مشاهدة التلفاز. 3 /استخدام األثاث املناسب للمساحات الصغيرة ومتعدد االستخدام حسب األنشطة في الفراغ 4 /اتصال غرفة املعيشة املباشر بغرفة الطعام واملطبخ لسهولة احلركة وتوفير الوقت واجلهد. مقترحات خاصة باملطبخ: 1 /توزيع اإلضاءة العامة وإضاءة أسطح العمل بناء على تصميم مثلث العمل. 2 /مقاومة األرضية لالنزالق ومراعاة نسبة امليل. 3 /مراعاة األمن والسالمة عند تركيب املآخذ الكهربائية ( األفياش( حتى ال تكون قريبة من أيدى األطفال, وأن تغطى بغطاء آمن للحماية من أضرار الكهرباء. مقترحات خاصة بغرفة النوم: 1 /حجم الغرف صغير بالنسبة لعدد األفراد في الغرفة الواحدة, لذا نقترح بناء غرف في السطح واستخدمه كدور ثالث 2/ تزويد مآخذ الكهرباء )األفياش( بغطاء آمن. 3/ استخدام إضاءة بوحدة حتكم بشدة الضوء ألهمية الضوء املنخفض خاصة عند النوم. 4 /توزيع الفراغ الداخلي لغرفة النوم بشكل يضمن خصوصية كل فرد على حده. مقترحات خاصة باحلمام: 1 /تزويد مآخذ الكهرباء )األفياش( بغطاء آمن. 2 /زيادة اإلضاءة السقفية في دورات املياه حتى تكون إضاءة كافية خاصة في وقت املساء. 3 /إصالح اإلضاءة اخلاصة املوجودة فوق املرآة. 4 /تركيب مروحة الشفط بشكل آمن. 5 /تزويد أرضية البانيو بأرضية من املطاط حتى متنع االنزالق. 6 /تزويد البانيو بستائر من البالستيك حتى تبقى أرضية احلمام جافة. د.ليلى عامر القحطاني النتائج والتوصيات : أوال: النتائج فيما يتعلق باخلصائص الشخصية العامة للمبحوثات: اتضح من النتائج السابقة أن متوسط نسبة أعمار املبحوثات كان من سنة وأن )38%( من املبحوثات كن عازبات وأن اغلب املبحوثات يحملن الشهادة املتوسطة واجلامعية وان )46%( منهن لم يكن يعملن من قبل وفيما يتعلق بسنوات اخلبرة )% 54 (من املبحوثات كانت اخلبرة لديهن أقل من سنة إلى أربع سنوات وأن نسبة )61%( كن يعملن حاضنات في الدار ويقمن بزيارات منزلية. ثانيا: نتائج االحتياجات السكنية: اتفقت املبحوثات بنسبة 100% إلى توفر االحتياجات واملستلزمات املعيشية الضرورية وكذلك أوضحت املبحوثات ما بنسبة 54% إلى توفر العمل على زيادة وعي وتثقيف األيتام في الدار وأن نسبة 100% اتفقون على توفر املساعدات الشخصية واالجتماعية واملادية لأليتام. أما بالنسبة إلى توفر املساكن املناسبة أجابت 92% إلى توفر ذلك. ثالثا: النتائج فيما يتعلق بتقييم وحتليل عناصر التصميم الداخلي : اتضح أن غالبية املساكن أرضيتها سيراميك بلغت في غرفة املعيشة) 92,3%( وفي غرفة النوم) 100% ) وفي املمرات )100%(. أما طالء اجلدران كانت أعلى نسبة )69,2%( في غرفة النوم ونسبة ( 53,8% (في غرفة املعيشة ونسبة )100%( في املمرات. أما نوعية السقف فيشير التوزيع إلى أن أعلى أن نسبة هو السقف العادي حيث بلغ في غرفة املعيشة) 84,6%( وفي غرفة النوم) 100%( وأيضا في املمرات) 100%(. ومن حيث األلوان متثلت األلوان الفاحتة والغامقة وبالنسبة للفاحتة في غرفة املعيشة أعلى نسبة في األرضية والسقف حيث بلغت )100%( وفي غرف النوم متثلت أعلى نسبة على اجلدران بنسبة) 84,6% ( في حني أن املمرات أعلى نسبة في األرضية واجلدران وهي )100%(. أما األلوان الغامقة : في غرفة النوم أعلى نسبة على األرضية بنسبة )46,19%(. رابعا: النتائج فيما يتعلق باألمن والسالمة : أشارت الدراسات إلى أن نسبة وجود الزوايا الغير حادة في قطع األثاث في غرفة العيشة وغرفة النوم واملطبخ واحلمام واملمرات بنسبة )% 38 (,وتتوفر أجهزة اإلنذار اآللي في غرفة النوم واملمرات بنسبة )% 31 (,وبالنسبة لألرضية فهي ثابتة وغير قابلة لالنزالق في غرفة املعيشة وغرفة النوم واملطبخ واملمرات بنسبة )% 77 (,وبالنسبة لغطاء األمان على األفياش الكهربائية فهو موجود في جميع هذه الفراغات بنسبة )% 38 (,وبالنسبة لتوافر التهوية اجليدة عبر النوافذ فغرفة املعيشة تتمتع بهذه التهوية بنسبة) 100% ( وفي املطبخ واحلمام بنسبة.%(92(

221 مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا التوصيات البحثية : من خالل دراسة الباحثة للمشكلة البحثية والتوصل إلى عدد من النتائج التي حتقق األهداف املطلوبة ميكن عرض العديد من التوصيات التي تهم كل من له عالقة باملشكلة البحثية والتي تهم كل املجتمعات عامة واملجتمع اإلسالمي خاصة وأيضا تهم املهندسني واملصمم الداخلي : إجراء املزيد من األبحاث امليدانية ملعرفة متطلبات الطفل واحتياجاته املختلفة للتوصل إلى إيجاد التصاميم املناسبة. تركز أغلبية الدورات التدريبية للعاملني في الدور على اجلوانب النفسية والدينية والتكيف البيئي واالجتماعي وتهمل السكني واملكاني وأهمية التصميم الداخلي وتدريب العاملني على بعض مهارات تنظيم وتأثيث املسكن وجتميله لذا توصي الباحثة بأهمية تنظيم دورات تدريبية إلثراء هذا اجلانب. تستخدم اإلضاءة العامة بنسبة كبيرة في منازل املبحوثات دون التنوع فبالرغم من أهميتها إال أنها ال تخدم اجلانب الوظيفي لذا توصي الباحثة باالهتمام باإلضاءة الوظيفية واجلمالية التي تعطى قيمة وجمال للمكان. اغلبيه أجهزة اإلنذار في منازل املبحوثات توجد في غرفة املعيشة مما يؤدى إلى صعوبة سماعها بالنسبة ملن هم داخل الغرف أو في الدور العلوي لذا توصى الباحثة أن تكون أجهزة اإلنذار مبرمجة آليا على كافه غرف املنزل. اغلبيه أثاث املبحوثات ذو زوايا حادة وتعتبر مؤذية وخطيرة بالنسبة لألطفال لذا توصى الباحثة االحتياط عند اختيار قطع األثاث بأن تكون الزوايا غير حادة ملا يتميز به الطفل في هذه املرحلة من كثرة احلركة والنشاط. اغلب أسقف املبحوثات هو السقف العادي لذا توصي الباحثة باستخدام األسقف اجلبسية مثال في غرف االستقبال إلعطاء فخامة للمكان بدال من السقف العادي وكذلك أسقف األملونيوم للمطابخ ألنها أسهل في التنظيف. تفضل املبحوثات استخدام الستائر من القماش على نوافذ املنزل وهذا غير مستحب بالنسبة لنوافذ احلمامات واملطابخ لذا تنصح الباحثة باستعمال ستائر من البالستيك في احلمامات حتى ال تبتل باملاء وباستعمال ستائر من شرائح األملونيوم للمطابخ ألنها أسهل في التنظيف وال تتأثر باألبخرة. الطالء العادي يستخدم في نطاق واسع في منازل املبحوثات حيث إنه ال يفضل استخدامه في احلمامات واملطابخ لذا توصي الباحثة بتغطية جدران املطابخ واحلمامات بالبالط لعدم تأثره باملاء واألبخرة وسهولة تنظيفه. عدم وجود مقعد عربي في حمام املنزل لذا تؤكد الباحثة على أهمية توفر)واحد على األقل( حيث أثبتت الدراسات املختلفة فوائده صحيا من حيث توفير النظافة التامة للطفل ومترين لعضالته. بقاء اإلضاءة لفترة طويلة عند تلفها وعدم تغييرها لذا توصى الباحثة بعمل صيانة دورية بني فترة وأخرى واحلرص على شراء ملبات ذات صناعه جيده وعمر استهالكي جيد. مراعاة مساحة غرفة الطفل عند تصميم املسكن بحيث تسمح بتقسيمها مبا يتناسب مع أنشطة الطفل. ضرورة أن ينفرد كل طفل بغرفة خاصة كلما أمكن وذلك ملساعدته على منو شخصيته وتكوينه النفسي وتفوقه الدراسي. استخدام الفينيل ألرضية الطفل نظرا ملا يتميز به من امتصاص الصوت وسهولة تنظيفه وطول عمره د.ليلى عامر القحطاني االستهالكي. مراعاة دخول أشعه الشمس بأكبر قدر ممكن لكي يستفيد منها جسم الطفل. من األفضل توجيه األسرة نحو القبلة إتباعا لتعاليم الدين. إتباع تعاليم الدين احلنيف في عدم توجيه املرحاض باجتاه القبلة. يفضل فرش الساللم ببساط وتثبيته أو مداسات أمان من املطاط. ضرورة مناسبة مقاسات قطع األثاث االنثروبومتريه للطفل. ضرورة مراعاة اجلانب اجلمالي باإلضافة إلى اجلانب الوظيفي لقطع األثاث وذلك لتنمية الذوق الفني لدى الطفل. من األفضل أال يزيد ارتفاع السقف عن 3 متر كما كان متبعا قدميا ألنه يعتبر غير اقتصادي من عدة جوانب وقد تبني من الدراسات أن ارتفاع األسقف مبقدار 270 متر يكفى للتهوية واإلضاءة الالزمة ومناسب ملتوسط ارتفاع قامة اإلنسان وهى 170 سم.) )Human Dimension إذا كانت ألوان األثاث وأقمشة التنجيد قامتة فيفضل طالء الغرفة بألوان فاحتة والعكس. الغرف التي تكون ذات فتحات كثيرة ومقابلة حلركة الشمس يفضل دهنها بألوان باردة أما الغرف التي ال تدخلها الشمس فتدهن بلون مضيء دافئ يضيئها. األلوان الدافئة تعتبر ألوانا مضيئة تبعث املرح والنشاط فيفضل استخدمها في غرف لعب األيتام أما األلوان الباردة التي تبعث على هدوء األعصاب فيفضل استخدامها في غرف األنشطة والراحة. عند عمل مشروع لوني توزع األلوان الرئيسية في احلوائط واألسقف واألرضيات أما األلوان املكملة فتكون في األثاث و األقمشة. األماكن املشتركة مثل املطبخ وغرفة املعيشة يفضل أن تكون ألوانها محبوبة من اجلميع وقابلة للتجدد والتغيير أما املناطق اخلاصة مثل غرف النوم والدراسة يكون االختيار فيها شخصيا املراجع: أحمد سهير كامل 1999 م,سيكولوجية منو الطفل دراسات نظرية وتطبيقات عملية اإلسكندرية مركز اإلسكندرية للكتاب اإلسكندرية. أورفلي علي 1400 ه السالمة في األسرة فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر. خنفر يونس األصول التصميمية والتنفيذية في فن وهندسة الديكور بيروت دار الراتبة اجلامعية. رجب مال عبد األحد 1413 ه أحكام اليتيم في الفقه اإلسالمي رسالة ماجستير دار أطلس. سعد الله سعيد مصطفى كامل 1990 م,األنشطة والسلوكيات داخل الفراغات العمرانية العامة رسالة ماجستير كلية الهندسة جامعة القاهرة. عفيفي أحمد عبد اللطيف 1998 م,مقاييس موضوعية حول تأثيث املسكن في املجتمع املصري رسالة دكتوراه كلية الفنون اجلميلة جامعة حلوان. األحمر سليمان بن إبراهيم 1424 ه حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء دار العاصمة. األنصاري حمدي 1403 ه الصحة العامة دار العلوم للطباعة والنشر. الزغيبي منصور صالح 1997 م بناء املساكن اخلاصة فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر

222 مالءمة التصميم الداخلي لدور األيتام بيئيا ونفسيا واجتماعيا د.ليلى عامر القحطاني Color Harmony, Pastels, Martha Gill, Rockport publisher, Inc., 33 commercial street, Tel. (978) , Fax: (978) , Color Harmony, 2, A guide to creative color combinations, Martha Gill, Rockport publisher,.inc.146 street Granite streat, Tel. (508) , Fax: (508) The New Munsel, student Color set, second edition, Jimr Long, Joy Turner Luke The Elements of Color, Johtannes Itten, John Wiley & Sons, Inc.,New York Inside Today s Home- LuAnn Nissen Ray Faulkner Sarab Faulkner - Thomon Learning incorporation decorating, Created Designed by The Editorial Staff of Ortho Books Planning A Perfect living Room.How to Arrange, Furnish,and Decorate Your Living Room With Style.- Creative Homeowner Press.Interior Lighting - Created & Designed by The Editorial Staff of Ortho Books Mary Gilliatte s INTERIOR DESIGN COURSE- Watson Guptill Publications, New York Joseph Dechiara, Julius Panero, and Martin Zelnik Time-saver standards for Interior Design and - )2001(. Space planning Second Edition Marie, Pierre Dubois Petroff - (2000) - Recettes. d architecte L escalier - ) Panero, Julius, Aia, Asid - Martin Zelnik - ( Human Dimension & Interior Space القحطاني ليلى بنت عامر 2008 م تأثيث املسكن وجتميله مكتبة الرشد. القحطاني ليلى بنت عامر 2009 م نظريات اللون واإلضاءة مكتبة الرشد. الغصون حصه بنت صالح و القحطاني ليلى بنت عامر 2009 م طرز األثاث مكتبة الرشد. القحطاني ليلى بنت عامر )التصميم الداخلي للمطابخ املنزلية ومدى مالءمته للنمط املعيشي األسري للمرأة السعودية ) دراسة وصفية ميدانيه مبدينة الرياض. رسالة ماجستير 1418 ه كلية االقتصاد املنزلي بالرياض القحطاني ليلى بنت عامر ( عالقة التصميم الداخلي للمسكن السعودي املعاصر بحركة اإلنسان ) دراسة وصفة ميدانية رسالة دكتوراه 1423 ه كلية االقتصاد املنزلي بالرياض. -السيد ثناء 1987 م,عالمة التصميم الداخلي للمسكن باحتياجات الطفولة بحيث مقدم إلى الطفل والتنمية جامعة امللك عبد العزيز قسم االقتصاد املنزلي شعبة السكن وإدارة منزل وزارة التخطيط اجلزء السادس. الشاعر عبد املجيد وآخرون 2005 م الصحة والسالمة العامة دار النشر عمان األردن دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع. الشايع محمد بن عبد الله 1999 م أماه أين أبي دار شقراء للنشر. العلوم عز الدين بحر اليتيم في القرآن و السنة دار الزهراء. العيد هدى بنت عبد الرحمن بن سعد 2004 م,التصميم الداخلي لغرفة الطفل ومدى مالءمته ألنشطتة اليومية رسالة ماجستير كلية التربية لالقتصاد املنزلي والتربية الفنية الرياض. الكرابلية معتصم عزمي وآخرون مدخل التصميم الداخلي مكتبة املجتمع العربي. الكردي محمد شرين ديكور من صنعك ملسات جمالية في بيتك القاهرة مكتبة ابن سيناء. مركز رعاية املستهلك 2008 م, دليل سالمة املنزل. محسن خليل 1998 م, أحالم ونوم األطفال واألوالد بيروت:شركة رشاد برنس للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة األولى. محمد أمين سعدي وآخرون 2003 م,علم الديكور احلديث:تكنولوجيا الديكور عمان مكتبة املجتمع العربي. مهدي أحمد فؤاد 1991 م,التصميم الداخلي للطفل رسالة دكتوراه كلية الفنون اجلميلة جامعة اإلسكندرية وزارة التربية والتعليم السالمة في املنزل 1409 ه فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر. :References Designing interiors, Rosemary Kilmer W. Otie Kilmer, Thomon Wadworth, Interior design, Illustrated, Second edition, Francis D.K. Corry Bingeli, 1943, John Wiley Sons,.Inc.,Hoboken, New Jersy Color Harmony, Jewels, Martha Gill, Rockport publisher, Inc., 33 commercial street, Tel. (978) , Fax: (978) , Color Harmony, Naturals, Martha Gill, Rockport publisher, Inc., 33 commercial street, Tel. (978) , Fax: (978) ,

223 د محمود محمد أحمد صادق املساندة االجتماعية كمحور لتدعيم قيم املواطنة لدى األطفال األيتام إعداد: أ. د. محمود محمد أحمد صادق أستاذ بكلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان واألستاذ بقسم االجتماع واخلدمة االجتماعية جامعة القصيم أوال : مقدمة يشكل االهتمام بالطفولة وقضاياها أحد املبادئ الرئيسة والهامة في معظم سياسات الدول املتقدمة والنامية على حد سواء نظرا الرتباط رعاية هذه الفئة بالقضايا املجتمعية في مختلف أشكالها التربوية واالجتماعية واالقتصادية والبيئية لذا فإن حسن إعداد األطفال وتأهيلهم يعد خير وسيلة لتنمية قدراتهم واستثمارهم في التنمية حيث ميثلون الرصيد البشري املستقبلي في أي مجتمع ( طه : 1995 ) 547. وقد أكدت األهداف العامة ملجلس وزارة العمل والشؤون االجتماعية بدول مجلس التعاون لدول اخلليج العربي على ضرورة االهتمام بالطفولة وذلك ألنها متثل أكثر فئات املجتمع ضعفا واحتياجا للرعاية وألن األطفال بشر لهم حقوق أساسية البد أن يكفلها ويضمنها املجتمع مهما كان غنيا أو فقيرا باإلضافة إلى أن الطفولة تشكل نصف القاعدة السكانية العريضة للوطن العربي والتي تقترب من الثالث مئة مليون نسمة )إبراهيم : 2002.) 4 وملا كانت األسرة من أهم اجلماعات اإلنسانية وأعظمها تأثيرا في حياة األفراد واجلماعات حيث متثل اللبنة األولى في بناء املجتمع لذا يقع عليها مسئولية إعداد األبناء إعدادا اجتماعيا سليما حتى يتمكنوا من مجابهة الواقع ويكون لهم القدرة أيضا على مواجهة املشكالت )اخلولي : (. كما تلعب األسرة دورا حيويا وفاعال في تشكيل وتعديل سلوك الطفل ليصبح شخصا سويا قادرا على التفاعل مع الوسط االجتماعي احمليط ويكتسب القيم واملعايير االجتماعية السليمة ( إبراهيم : 1995 ) 363. وقد يواجه األطفال مواقف وظروفا ضاغطة من اخلبرات األسرية املؤملة واألحداث الفارقة التي تؤثر على مسار منوهم وارتقائهم واجتاهاتهم نحو املجتمع وكذلك عالقاتهم باآلخرين ونظرتهم إلى أنفسهم واحلياة واملستقبل وهذه اخلبرات تنطوي على حالة أزمة وغالبا ما يفوق معنى األزمة لدى هؤالء األطفال واقع األحداث أو املواقف ذاتها )الببالوي : 2001 ) 25. ويعتبر األطفال األيتام من الفئات اخلاصة في املجتمع التي تعاني من العزلة عن اآلخرين والشعور باحلرمان العاطفي باإلضافة إلى صعوبات التكيف مع احمليطني حيث ميثلون نتاج الظروف األسرية الصعبة ويحتاجون إلى اهتمام تربوي ونفسي واجتماعي يساعدهم على االندماج في املجتمع وجتاوز ظروف اليتم وفقد األسرة احلاضنة. إن فقدان األب أو األم أو كالهما يؤدي إلى ضغوط نفسية قد متنع الطفل من االستمرار في ممارسة شؤون حياته بشكل متوازن خاصة إذا لم يجد اليد التي متسك به وتساعده على جتاوز هذه احملنة وإذا لم يجد الطفل اليتيم من يستعيض به عن فقدان الوالدين أو أحدهما فإنه سيخرج نافر الطباع ال يحس برابطة وال يحمل لآلخرين مودة وقد ينظر لآلخرين بحقد وحذر كما قد يتحول إلى قوة هدامة تفتقد االنتماء للمكان أو األفراد وهذا ما أكدته دراسة ( محمود : 2007 ) على عينة من األطفال األيتام بإحدى املؤسسات االجتماعية لرعاية األيتام بلغ عددهم ( 22 ) طفال وطفلة ملعرفة مدى توافر قيم االنتماء واملواطنة لديهم وقد أظهرت نتائج الدراسة قصورا واضحا في االهتمام باملالمح األولى والبسيطة لقيم االنتماء الوطني لدى أفراد العينة. ومما ال شك فيه فإنه مهما بلغت جودة األداء داخل املؤسسات االجتماعية لرعاية األيتام فإن ذلك ال يضاهي رعاية الطفل داخل األسرة الطبيعية السوية هذا باإلضافة إلى أن تلك املؤسسات تواجه في عملية التنشئة االجتماعية ضغوطا عديدة نتيجة التغيرات االقتصادية واالجتماعية وغيرها بجانب العوملة وآثارها على املنظومة القيمية للطفل خاصة في عالقته مبجتمعه واملتمثلة في قيم االنتماء والوالء واملواطنة. ولعل دراسة ( السيد : 1996 ) حول االنتماء للوطن وعالقته بالترابط األسري لألطفال «قد كشفت عن وجود عالقة 429

224 املساندة االجتماعية كمحور لتدعيم قيم املواطنة لدى األطفال األيتام ارتباطيه دالة لقيم املترابطني أسريا على مقياس االنتماء الوطني كما أظهرت النتائج أيضا وجود فروق دالة بني كل من األطفال في األسر املترابطة واألسر غير املترابطة في درجة االنتماء لصالح األسر املترابطة. وخالصة القول : إن الطفل اليتيم ميكن أن يكون إضافة للمجتمع لو مت توفير الظروف املواتية له كي ينمو بشكل طبيعي وصحي ولعل الشواهد كثيرة على هذا ليس بني العامة فحسب بل بني العلماء والزعماء واملفكرين فقد كان بعضهم يتامى إال أنهم نشؤوا في بيئات صاحلة رعتهم واحتضنتهم األمر الذي ساعد على أن يقدموا أفضل ما لديهم ملجتمعاتهم. ثانيا : أهمية موضوع الورقة : تتضح أهمية هذه الورقة في النقاط التالية : - أهمية ما أوصى به الله عز وجل باليتيم وإعالء شأنه وشأن كافله بل إنه جعل لتربيته أجرا كبيرا. حيث قال عز من قائل : «ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضاال فهدى ووجدك عائال فأغنى» ( سورة الضحى : اآليات رقم 6 8 ). - وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا ) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما رواه البخاري. - ازدياد عدد األطفال األيتام على مستوى العالم حيث بلغ 150 مليون طفل وطبقا إلحصاءات 1427 ه فإن عددهم باململكة العربية السعودية قد بلغ ( ) يتيما. -التغيرات والتطورات املتسارعة التي تعيشها املجتمعات املتقدمة والنامية على حد سواء وانعكاس ذلك على األطفال بصفة عامة واأليتام منهم بصفة خاصة ويتضح ذلك فيما يعانيه هؤالء األطفال من مظاهر التهميش Marginalization وانتشار الالهدفية والالمعيارية واالنهزامية والالنتماء للجماعة واملجتمع. -عدم التفعيل اجليد للمواثيق الدولية وما جاءت به الشرائع السماوية من حقوق األطفال عامة واأليتام خاصة مما أثر على عدم استقرار هذه الفئة واستمتاعها مبا يقدم لها من خدمات. -ما أكده مجلس وزراء الشؤون االجتماعية بدول مجلس التعاون لدول اخلليج العربي على ضرورة االهتمام بقضايا ومشكالت األسرة والطفولة والسعي للتعامل معها بالطرائق واملناهج العلمية وبخاصة األيتام ومن في حكمهم من ذوي الظروف اخلاصة كاألطفال مجهولي النسب ومبا يتوافق مع ظروف ومعطيات البيئة العربية واإلسالمية ومتكينهم من االندماج واملشاركة في بناء وتنمية املجتمع لكونهم أبناءه في املواطنة واحلقوق والواجبات واملساواة والعدالة. ثالثا : حقوق اليتيم في الشريعة اإلسالمية : يعيش العالم بأسره اليوم مرحلة تاريخية حافلة باالهتمام العاملي بالطفولة على صعيد الدول والشعوب حيث عقدت عدة مؤمترات دولية وصدرت إعالنات وصدقت عهود ووقعت اتفاقيات تتعلق باألطفال وحقوقهم والعناية بهم. ويدور احلديث عامليا عن حق الطفل في احلياة واملسكن والعلم والعالج والوقاية والترويح والغذاء والكساء. وإذا كان العالم اليوم يسعى إلى رفع مستوى الطفولة وعالج مشاكلها فإن الشريعة اإلسالمية قبل املواثيق د محمود محمد أحمد صادق الدولية قد عنيت بالطفولة أميا اعتناء وعملت على حمايتها وحل مشكالتها باألفعال واألعمال. فلألطفال في إطار الشريعة اإلسالمية حقوق على ذويهم وعلى مجتمعهم وعلى الدولة التي يعيشون في كنفها وعلى أرضها. هذه احلقوق تنبع من حاجاتهم الفطرية كاحلاجة إلى الغذاء والكساء واحلاجة إلى األمن واالطمئنان واحلاجة للعطف واحلنان وهذه احلاجات ال يستغنى عن إشباعها أي طفل في العالم في كل الظروف واألحوال وفي كل العصور والدهور. وفي املقابل فإن هناك حاجات تتجدد بتجدد العصور واختالف األمكنة وتنوع البيئات فعلى سبيل املثال نشأت في هذا العصر علوم ومعارف على اختالف مستوياتها الفكرية ووسائلها املتطورة كظهور احلاسب اآللي وشبكة املعلومات العاملية «االنترنت«واملخترعات احلديثة األخرى وأصبحت حقا مكتسبا لألطفال أن يتعلموها ويتقنوا استخدامها. كما يتمتع الطفل في الشرائع السماوية مبكانة محفوفة باللطف والرعاية فهي تستثنيه من التكاليف التي متس حقوق املكلفني كما تولي اهتماما بتوجيهه وتربيته. لذلك فكل الطاقات الفاعلة ملزمة بأن تسهم في توفير اجلو املالئم حلسن تربيته وتكوينه ملواجهة احلياة ويأتي التشريع في املقام األول ألنه بدون إجبار قانوني ال يلتزم الكبار باحترام الواجبات امللقاة على عاتقهم جتاه الصغار ويأتي على رأس احلقوق التي يجب االعتراف بها للطفل وحمايتها احلق في أن يعيش طفولة طبيعية في حضن أسرة توفر له الرعاية والدفء فالبالغ ميكنه االستغناء عن باقي أفراد األسرة أما الصغير فإن أ بعد عنها تعر ض لكل املخاطر املتصورة املادية منها واملعنوية والنفسية. وإن كان التشريع اإلسالمي قد أجمع على عدد من احلقوق الواجب توافرها لألطفال بصفة عامة واملتمثلة في «حق حفظ النفس حق احلياة حق حفظ الدين حق التربية حق حفظ العقل حق التعليم حق إبداء الرأي فإنه خص األطفال األيتام بعدد من احلقوق ومنها : «حق حفظ النسب حق حفظ املال واملمتلكات» وهذا ما سوف نتحدث عنه تفصيال : 1. حق حفظ النسب : من ألزم حقوق الطفل وأهمها أن يعرف الطفل أصله ونسبه وأن ينسب إلى أبيه الذي هو من صلبه وأن يوثق هذا النسب توثيقا رسميا في سجالت الدولة. فالنسب من أهم احلقوق وأشدها تأثيرا في شخصية الطفل ومستقبله والنسب يحقق مصلحة املجتمع فهو من الروابط الوثيقة التي تربط املجتمع بعضه ببعض بأسره وقبائله وعشائره وقد اهتم اإلسالم بنسب الطفل اهتماما بالغا الفتا لألنظار ولم يكن هذا االهتمام أمرا هامشيا ألنه يتعلق بصلب احلياة وملا يترتب عليه من سالمة العالقات وملا يتبعه من حالل وحرام وملا يقتضيه من حقوق وواجبات وهو إلى جانب ذلك أمر منسجم مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها فالطفل من خالل نسبه يجد من يرعاه ويهتم بشؤونه ويسهر على تربيته ومن خالله يجد احملتضن الذي يلقى فيه الدفء والعناية الفطرية احلقيقية. فمن الواجب أن ينسب اإلنسان إلى أبيه وإذا لم يعرف نسبه فهو أخ في الدين ومو لى عوضا عما فاته من النسب. ولقد حظي الطفل اليتيم باهتمام بالغ في الشريعة اإلسالمية من حيث تربيته ورعايته ومعاملته وضمان سبل العيش الكرمي له حتى ينشأ عضوا نافعا في املجتمع املسلم قال تعالى : «فأما اليتيم فال تقهر«)سورة الضحى : اآلية رقم ) 9 وقال تعالى : } أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم { ( سورة املاعون : اآلية رقم ) 2. وهاتان اآليتان وغيرهما من اآليات الكرمية تؤكد على ضرورة العناية باليتيم والشفقة عليه واحلكمة أن

225 املساندة االجتماعية كمحور لتدعيم قيم املواطنة لدى األطفال األيتام الله تعالى أوصى وأكد على ضرورة مخالطة اليتيم وإيوائه هو أن ينشأ الطفل بني أناس يتعامل معهم بشكل طبيعي ويشعر بحياة طبيعية ال تختلف عن حياة أقرانه فيصبح متوازنا ومتوافقا مع نفسه ومع املجتمع الذي يعيش فيه كي ال ينتابه إحساس بالنقص جتاه غيره من أفراد املجتمع. فاالهتمام بتنشئة الطفل اليتيم ورعايته جتعله عضوا نافعا. لذا نرى الدين احلنيف يفرض أيضا على املجتمع ويكلف كل فرد من أبنائه برعاية اليتيم حتى أن القرآن الكرمي قدم اليتيم للمجتمع في صورة إنسانية رائعة ولم يقدمه على أنه ضحية القدر أو بقايا املجتمع كما هو متعارف عليه في بعض املجتمعات بل جند القرآن الكرمي أوصى املجتمع باالختالط به وعدم نبذه والتعامل معه بالتراحم والتعاطف. قال تعالى : «ويسألونك عن اليتامى قل إصالح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم املفسد من املصلح ولو شاء ألعنتكم إن الله عزيز حكيم» ( سورة البقرة : اآلية رقم ) 220 وقوله تعالى:»ادعوهم آلبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأمت به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما«)سورة األحزاب : اآلية رقم ) 5. ومن املعروف أن االتفاقيات الدولية اخلاصة بحقوق الطفل أباحت التبني وتفرض هذه االتفاقيات على الدول املوقعة عليها أن تضع في تشريعاتها الداخلية إباحة التبني بحجة احلرص على مصالح األطفال واإلشفاق عليهم من الضياع وإنقاذ حياتهم. إال أن هذا مرفوض في الشريعة اإلسالمية ألن انعكاس هذه اإلباحة يعمل على انتشار الزنا واختالط األنساب وتزوير العالقات اإلنسانية وإقامة العالقات األسرية على أساس من احلرام مبا يحمله من اعتداء على حقوق اإلنسان التي كفلتها تعاليم اإلسالم في الزواج واملواريث وغيرها من احلقوق. وهناك بدائل متعددة حلاالت فقد الطفل ألسرته مبا يتفق مع الفطرة والعقل ومصلحة الطفل وتتمثل في كفالة الطفل اليتيم. 2. حق حفظ املال واملمتلكات : من املالحظ أن أحكام الشريعة اإلسالمية تبدي اهتماما متميزا باليتيم ذكرا كان أو أنثى فقد أوجبت اإلحسان في رعايته ومعاملته وفرضت احلماية ألمواله املنقولة وفصلت األحكام التي تكفل كامل الصون لكل حقوقه االقتصادية واالجتماعية واألخالقية. فليس لليتيم غير املميز ( واحلد األقصى للتمييز : السابعة من عمره ) حق التصرف في أمواله وتكون جميع تصرفاته باطلة ألن الطفل في هذه السن قاصر املقدرة على ترشيد قراراته أو اتخاذ املناسب منها والتي حتقق منفعة له. وأما تصرفات الصغير املميز ( الذي تتراوح سنه بني سبع سنني وثمان عشرة سنة ) فإنها صحيحة متى كانت نافعة له نفعا محضا وباطلة متى كانت ضارة له ضررا محضا أما التصرفات التي تدور بني النفع والضرر فإن لولي هذا القاصر أن يجيزها في احلدود التي يجوز فيها له التصرف ابتداء أو إجازة القاصر بعد بلوغه سن الرشد وحرمت أحكام الشريعة اإلسالمية على األوصياء واألولياء وغيرهم أن متتد أيديهم إلى أموال اليتيم إال مبا ينميها ويحفظها ويرعاها قال تعالى :»وال تقربوا مال اليتيم إال بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده» ( سورة األنعام : اآلية رقم ) 152 ولقد جاء في األثر «اجتروا في أموال اليتامى حتى ال تأكلها الزكاة «وحذرت الشريعة أيضا حتذيرا شديدا من أكل أموالهم دون حق. يقول الله تعالى :»إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إمنا يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا «( سورة النساء : اآلية رقم ) 10. وال تسلم أموال اليتيم إليه إال بعد أن يتجاوز سن الطفولة إلى التكليف إلى د محمود محمد أحمد صادق الرشد وبعد أن يصدر قرار أو حكم من القاضي بثبوت رشده وقدرته على تدبير شؤون أمواله وسالمة تصرفاته املالية. يقول الله تعالى : «وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم وال تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن يكن فقيرا فليأكل باملعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا«( سورة النساء : اآلية رقم ) 6. رابعا : مشكالت األطفال األيتام : يعاني األطفال األيتام املقيمني مع أسرهم أو املقيمني في مؤسسات الرعاية االجتماعية العديد من املشكالت سواء االجتماعية النفسية السلوكية الصحية التعليمية وغيرها من املشكالت األخرى وفي دراسة ( أنور : 1994 ) أشارت إلى وجود عدد من املشكالت التي يعانيها األطفال األيتام بدور الرعاية االجتماعية تتمثل في ضعف االنتماء لدى الطفل نحو أسرته وضعف االنتماء للمدرسة واملؤسسة باإلضافة إلى معاناة األطفال من مشكالت نفسية واجتماعيه نتيجة فقدان أحد الوالدين أو كليهما. وتعكس تلك املشكالت عدم إشباع حاجات األطفال. وتتمثل في اآلتي : 1. املشكالت االجتماعية : وتتمثل في : عدم قدرة اليتيم على تكوين عالقة سوية اجتماعية مع اآلخرين وعدم املشاركة واضطراب العالقة مع األسرة ونقص املهارات االجتماعية وعدم الشعور باالنتماء والتقبل االجتماعي ( خليل 1996 اجلوهري 2010 شحاته 1995 محمود ) املشكالت النفسية والسلوكية : والتي تظهر في انخفاض تقدير اليتيم لذاته والشعور بالغربة والشعور بالقلق واالكتئاب والشعور بالدونية واخلوف والعناد والتمرد والعدوان والشعور باليأس والشعور باخلجل وعدم االستقالل الذاتي والشعور باحلرمان وعدم األمان وكذلك االضطهاد والعزلة واالنسحاب )أبو زيد 1988 خضر الدسوقي 1994 السيد 1992 صالح الدين 1993 ). 3. املشكالت الصحية : مثل عدم إمكانية احلصول على العالج وعدم وجود نظام للكشف الدوري وعدم توافر الشروط الصحية في املسكن ( اجلوهري : 2010 ). 4. املشكالت التعليمية : مثل الهروب من املدرسة والتأخر الدراسي وسوء املعاملة مع املعلمني وعدم وجود أماكن مخصصة لالستذكار وغيرها من املشكالت األخرى. وهناك بعض املشكالت التي تواجه بصفة خاصة األطفال من مجهولي النسب في األسر البديلة تتمثل في اآلتي : 1. اختالف اسم الطفل عن اسم األسرة القائمة برعايته مما يجعله يتساءل كثيرا واإلجابات في الغالب تكون غير مقنعة مما يترتب عليه االنطواء والعزلة عن اآلخرين. 2. عدم استمرارية رعاية الطفل باألسرة لعدة أسباب : أ( وفاة أحد الطرفني في األسرة البديلة أو كليهما مما يضطر اجلهات املضيفة رعاية الطفل بدار اإليواء. ب( عدم رغبة بعض األسر في االستمرار في رعاية الطفل لعدم القدرة على احتمال مترده وعناده مما يستلزم معه إعادته للدار مرة أخرى. 3. مصارحة بعض األسر للطفل بحقيقة وضعه ومعايرة الطفل أحيانا مما يثير غضبه ويؤجج رغبته في االنتقام. 4. األسرة التي لديها أبناء طبيعيني يتربى بينهم الطفل البديل فتنتج عدة مشكالت مما يجعله يشعر باالغتراب وعدم االنتماء لألسرة وقد يدفعه هذا للهروب أو التمرد

226 املساندة االجتماعية كمحور لتدعيم قيم املواطنة لدى األطفال األيتام كما أشار ( خليل : 1996 ) إلى أهم املشكالت االجتماعية لأليتام املراهقني متثلت في اآلتي : - الشعور بعدم التقبل االجتماعي. -نقص املهارات االجتماعية. - ضعف العالقات االجتماعية. - الشعور بعدم االنتماء. - الشعور بالعزلة. أما عن املشكالت النفسية فتتمثل في : - انخفاض تقدير الذات. - الشعور باخلجل. - العدوانية. - الشعور بعدم االستقالل الذاتي. وسوف نعرض بعضا من املشكالت النفسية للوقوف على مظاهرها وأسبابها..1 العدوان : يعتبر العدوان سلوكا يقوم به اليتيم ليرد على خيبة األمل واإلحباط واحلرمان أو فشله في إحداث التوافق مما يترتب عليه الشعور بالقلق واخلوف فيلجأ إلى العدوان دفاعا عن النفس. وقد يكون عدوان اليتيم خارجيا حيث يوجه الطفل العدوان نحو اآلخرين واألشياء والبيئة ويرتبط العدوان اخلارجي بالسلوك مثل لوم اآلخرين والشجار معهم واخلالفات مع األصدقاء. وقد يكون العدوان دافع حيث يوجه الطفل العدوان لذاته كإيذاء نفسه وإحلاق الضرر بها وترجع أسباب عدوان اليتيم إلى : - الرغبة في التخلص من السلطة. - الشعور بالفشل واحلرمان. - الشعور بعدم األمان. - الشعور بالغضب. - الغيرة. - الرغبة في جذب االنتباه. 2. العناد والتمرد : يعني العناد عصيان اليتيم ألوامر املؤسسة أو األسرة وعدم استجابته للمطالب في الوقت الذي يتطلب منه عمل ذلك. والتمرد هو الرفض السلبي املستمر وقد يصل لدرجة اخلروج على السلطة والقيم واألعراف والعقائد والتقاليد املتعارف عليها في املجتمع. ومن أهم أسباب العناد والتمرد لليتيم : - رغبة اليتيم في تأكيد ذاته. - تقييد حركة الطفل ومنعه من اللعب ومزاولة ما يحب من نشاط. - إرغام الطفل اليتيم على اتباع نظم معينة في التعامل. - تفضيل األم البديلة أبناءها عليه مما يجعل الطفل يتمادى جلذب االنتباه. - عدم إعطاء اليتيم احلب واحلنان نظرا النشغال الوالدين البديلني عنه. د محمود محمد أحمد صادق - التذبذب في معاملة الطفل واضطراب سلوك الوالدين البديلني. - اجلو غير املناسب لنمو الطفل من خالل تعرضه لشجار ونزاع مستمر بني الوالدين مما ميثل خبرة مؤملة تؤثر في شخصيته. مظاهر العناد والتمرد : - يظهر عناد ومترد اليتيم كحالة إلثبات الذات ولفت األنظار والرغبة في استقالله عن اآلخرين. -مساحة احلوار بني الطفل واآلخرين ضيقة. - يأتي السلوك كترجمة حلالة الضيق الشديد ولتفريغ التوتر املشحون لدى اليتيم - الرفض والتمرد بسبب عدم إشباع اليتيم حاجة اعتبار الذات. - تتضح مظاهر العناد والتمرد في انتهاك حقوق اآلخرين والتفرد في الرأي والتسلط ورفض املصاحلة والتفاوض. وبعد استعراض مناذج املشكالت التي يعانيها الطفل اليتيم سواء النفسية االجتماعية وغيرها يثور في الذهن تساؤل مؤداه ما طبيعة وشكل العالقة بني تلك املشكالت واملواطنة لدى الطفل اليتيم أو بشكل آخر كيف تؤثر تلك املشكالت على إحساس وشعور اليتيم بقيم املواطنة لإلجابة على تلك التساؤالت نشير إلى أن : حرمان اليتيم من الدفء واحلنان األسري والرعاية العاطفية التي تلبي احتياجاته وتعرضه لإلهمال والنبذ من اآلخرين خاصة في دور الرعاية أو خارجها تفقد اليتيم روح وقيمة االنتماء كذلك إحساس الطفل بأنه طفل حبيس مؤسسة للرعاية والتي قد تكون هي السبب في انهيار القيم االجتماعية التي يدين بها... هذا وقد مت اإلشارة إلى العوامل املسببة ملشكالت األيتام خاصة ممن يقيمون في املؤسسات االجتماعية وهذه العوامل هي : - القصور في اخلدمات التربوية واالجتماعية املقدمة لهم مقارنة باخلدمات التي تقدم ألقرانهم. - افتقار األيتام للجو األسري وبالتالي عدم االنتماء لألسرة. - احلرمان العاطفي نظرا لفقد الوالدين أو إحدهما. - عدم الشعور باألمان في البيئة اإليوائية كغيره من األطفال املقيمني مع أسرهم الطبيعية. - الشعور بالعزلة وتهيب اآلخرين. إن عزل األيتام عن املجتمع يشعرهم باالختالف عن بقية أفراده وقد يولد لديهم شعورا بالكراهية واحلقد على املجتمع ويشعرهم بالال هدفية والال انتماء وهذا يجعلهم غير متوافقني نفسيا واجتماعيا بل األكثر من هذا احتمالية وجود سلوك مضاد عند اليتيم جتاه املجتمع وهذا كله يضعف قيم املواطنة لدى اليتيم جتاه مجتمعه. وهذا ما أشارت إليه نتائج دراسة إينيورث ( 2002, Ainsworth ) والتي تؤكد على تأثير القيم السالبة على األيتام. باإلضافة على إحساس الطفل اليتيم بعدم املساواة بينه وبني أقرانه من األطفال الذين يعيشون مع أسرهم

227 املساندة االجتماعية كمحور لتدعيم قيم املواطنة لدى األطفال األيتام خامسا : املواطنة واألطفال األيتام : حظي موضوع املواطنة بأهمية كبيرة في املؤمترات واحملافل الدولية حيث تبنى مؤمتر اليونسكو عام 1999 م الدعوة لالهتمام باملواطنة كمحور رئيس في تكوين شخصية الفرد بعدما تفشت ظواهر مرضية عديدة لدى النشء والشباب في العديد من الدول إلى درجة أنها أصبحت خطرا يهددها كما جاء أيضا مؤمتر الدول التسع األكثر سكانا والذي عقد في بكني العاصمة عام 2001 م ليؤكد على ضرورة مساعدة تلك الدول للمحافظة على أهم كنوزها وثرواتها وهم البشر في مواجهة تيار العوملة وعواصفها -التي تهدد دوما بفقدان قيم الوالء وطمس الهوية الثقافية للشعوب واملتمثلة في ظهور العديد من املشكالت كالعنف والتطرف واإلرهاب واخلروج على النظام والقانون وتهديد أمن املجتمع وسالمته كما ظهرت سلوكيات أخرى تشير إلى السلبية والالمباالة وعدم املشاركة واالتكالية وضعف الشعور باالنتماء وضعف الوعي بقضايا املجتمع وهمومه وسهولة التعرض لعمليات االستقطاب من قبل بعض جماعات الرفض للمجتمع املدني. وبهذا تتجلى أهمية املواطنة في إعادة التوازن للفرد والتخفيف من وطأة قيم العوملة وآثارها السلبية بحيث نضمن االنتماء الذاتي واحلضاري لألفراد وتقوية قيم التسامح والتعاون والتكافل االجتماعي من أجل حتقيق التنمية. لذا أصبح من األهمية مبكان تعليم املواطنة وإكساب قيمها ملواجهة مشكالت عدم التكيف واالغتراب والعنف والتطرف وتفكك الروابط األسرية وتآكل الهوية الوطنية مبعنى أوسع إعداد املواطن الصالح. وهذا ما أكدت عليه نتائج دراسة جد ( Judd,2006 ) من أهمية تعليم املواطنة في تنمية مهارات وخبرات الفرد مبا في ذلك القيم التي تتضمن مفهوم املواطنة وتعديل سلوكياته مبا يتناسب مع احلياة السياسية واملمارسات الدميقراطية والوعي بدور القانون وأهميته وكيفية احترامه. وبهذا التصور فإن املواطنة كما حددتها ( القاري : 2005 ) هي االنتماء للوطن واالنتساب إليه وهي أيضا تعبير عن حركة املواطن في اجتاه إثبات وجوده في جماعه معينة بحيث ميثل انتماؤه لها شكال لالنتماء الوطني. وهي أيضا أداة لبناء مواطن قادر على العيش بسالم وتسامح مع غيره على أساس املساواة وتكافؤ الفرص والعدل. وقد أشار ( عبد الرحمن : 2002( للمواطنة الفاعلة بأنها توفير كافة احلقوق واملساهمة في زيادة عناصر الوالء واالنتماء والتضامن االجتماعي التي جتعل من األفراد أعضاء فاعلني ومشاركني في تنمية املجتمع ولن تتحقق املواطنة الفاعلة إال بتوافر عدة عناصر حددها ( داوود : 2007 ) في اآلتي : - ضمان حقوق وحريات وواجبات محددة لألفراد. -وعي الفرد واهتمامه بشؤون املجتمع وقدرته على العمل بكفاءة. - والء األفراد للمجتمع ويتجسد ذلك في مشاركتهم لآلخرين والعمل من أجل تنمية ورفاهية املجتمع. قدرة الفرد على حتمل املسؤولية للمشاركة في تنمية املجتمع. معارف وقيم ومهارات متكن الفرد من التغلب على مشكالته احلياتية. التفكير السليم في املواقف املختلفة. فهم وتقدير حقوق وواجبات املواطن في املجتمع وفي كافة اجلماعات التي ينتمي إليها. ويضيف ( احلبيب : 2007 ) مجموعة من املقومات والركائز التي من خاللها تكتمل املواطنة وتتمثل في : 1. االنتماء : أي انتماء املواطن للوطن حيث ميثل االنتماء شعورا داخليا يجعل املواطن يعمل بإخالص لالرتقاء بوطنه والدفاع عنه ومن مقتضيات هذا االنتماء افتخار املواطن بوطنه واحلرص على سالمته واحترام رموزه. د محمود محمد أحمد صادق 2. احلقوق : وتضمن متتع كل أفراد املجتمع وشرائحه بكامل حقوقهم حيث متثل واجبات على الدولة يجب االلتزام بها نحو املواطنني ومن هذه احلقوق : ضمان حفظ الدين وحفظ حقوق املواطن اخلاصة وتوفير التعليم اجليد وفرصه وتوفير الرعاية الصحية املتكاملة واجليدة بجانب توفير اخلدمات األساسية والعدل واملساواة واحلرية. 3. الواجبات : ومتثل حقوقا للدولة على الفرد وتتضمن تلك الواجبات : احترام النظام وعدم اخلروج عليه والدفاع عن الوطن وحفظ املمتلكات العامة وعدم املساس بها أو إتالفها. 4. املشاركة املجتمعية : وتتمثل مبشاركة املواطن في األنشطة واألعمال املجتمعية كالتطوع وغيره. 5. القيم العامة : وتعني تخلق املواطن باألخالق اإلسالمية السامية كاألمانة والصدق والتسامح وغيرها. وال تتحقق املواطنة الفاعلة بالرغم من توافر تلك العناصر واملقومات إال من خالل تعلم الفرد حقوقه كاملة سواء أكانت مدنية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية ثم بعد تعلمها عليه أن ميارسها ويسعى لتحقيقها وال يتنازل عنها وتصبح املواطنة بهذا الشكل واملعنى استشعارا للمسؤولية وأداء كل ما يتطلبه الصالح العام للحفاظ على كرامة الفرد. واحلقيقة إن املواطنة الفاعلة لن تتأتى إال بتدريب الفرد على معرفة حقوقه وواجباته وفهم مجتمعه ومشاركته اجلادة في اتخاذ قراراته ومواجهة مشكالته من خالل تدعيم قيم التطوع وغيرها. وتتطلب حقوق املواطنة حتديثا في العالقة بني املواطن ومجتمعه واملساواة في الفرص املتاحة والعدالة وتوفير مناخ ميك ن املواطن من ممارسة جميع حقوقه وتأتي أهمية ملواطنة من كونها احملرك الذي ي عنى بتفعيل تلك احلقوق وحتويلها من منظومة قانونية مجردة إلى منظومة سلوكيات وأفعال متارس طبيعيا بشكل ملموس فال جدوى حلقوق الفرد في غياب دينامية الوطن ألنها أكثر اآلليات صدقا لتأكيد عاملية هذه احلقوق وهذا ما أوضحته دراسة ( احلبيب : 2007 ) والتي ركزت على االجتاهات املعاصرة في تربية املواطنة وكذلك دراسة ( الفارقي : 2005 ) والتي شددت على أهمية توظيف التقنية املعاصرة في تدعيم وتنمية املواطنة لدى األفراد ومتكينهم أيضا من املشاركة الفاعلة في عمليات التنمية لتحسني نوعية حياته وجودتها. وبهذا املعنى تصبح التربية على املواطنة اجتاها ال يقصد به فقط تعليم معارف وتصورات حول املواطنة أو مجرد تربية معرفية بل هي تربية قيمية بالدرجة األولى من خالل نشر قيم احلرية وترسيخ سلوكيات املساواة والتسامح واحترام الرأي اآلخر حتى في حاالت االختالف معه ويكون ذلك كله عبر مختلف املؤسسات التربوية واالجتماعية مثل األسرة ووسائل اإلعالم ومؤسسات التعليم والتثقيف ( أيو : 2006 ). ولتحقيق ذلك وتدعيما ملمارسة تلك احلقوق فإن للمواطنة خصائص وسمات تتمثل في : اخلصائص الوجدانية مثل : تقدمي قيم احلرية والعدالة واملساواة واحترام وتقدير آراء اآلخرين وااللتزام بالعمل اجلاد واالجتاهات اإليجابية نحو املجتمع واالنتماء والوالء له. وكذلك اخلصائص املعرفية مثل : إملام املواطن مبشكالت املجتمع وقضاياه والوعي بواجباته ومسؤولياته وفهم دور القانون وأهميته في احلفاظ على املجتمع وكيانه. أما عن اخلصائص املهارية فتتمثل في : القدرة على املساهمة الفاعلة من جانب املواطن في بناء مجتمعه وامتالكه املهارات الرئيسية للمشاركة الفاعلة في احلياة االجتماعية. وفي هذا السياق فإن إكساب الطفل اليتيم ثقافة املواطنة وحقوق اإلنسان وتنشئته على مبادئها ومفاهيمها

228 املساندة االجتماعية كمحور لتدعيم قيم املواطنة لدى األطفال األيتام وقيمها يتطلب نشر ثقافة نظرية وقيم للسلوك تتكامل مع ثقافة املواطنة والتي تتضمن في محتواها ومضمونها ثقافة حقوق وواجبات بحيث تترجم من اهتمام نظري معرفي فقط إلى واقع تطبيقي ممارس مبعنى أال تقتصر هذه التنشئة والثقافة حول املواطنة على مجرد ترديد مفهومات كالكرامة واحلرية واملساواة واالختالف وغير ذلك من احلقوق بل يجب أن تتعدى تلك احلدود لتصبح ممارسة سلوكية يومية في حياة اليتيم باإلضافة إلى أهمية إميانه بها وجدانيا وأن يعترف بها حقوقا لآلخرين فهي ليست تربية معارف للتعلم وإمنا تربية قيم للحياة. وفي دراسة ( عبد العاطي : 2007 ) حول الهوية الثقافية الوطنية للطفل أوصت النتائج بضرورة تدعيم األنشطة املقدمة له بحيث تتضمن إكسابه مهارات وسلوكيات حميدة وعالقات إيجابية حسنة ومقبولة اجتماعيا وهذا بطبيعة احلال يتماشى وقيم الدين والشريعة اإلسالمية والتي حتث على النظافة والتعاون وحب اخلير والتسامح والسالم وحسن اجلوار واحلفاظ على ممتلكات اآلخرين وغير ذلك. ومن هذا املنطلق فإن تنشئة الطفل اليتيم وتربيته على املواطنة متثل عملية هادفة تسعى إلى تعزيز شعور الطفل بانتمائه للمجتمع وقيمه ونظمه وثقافته بشكل يرقى إلى أن ميثل الطفل هذا السلوك «سلوك املواطنة «في كل مناحي حياته وهذا ما أشار إليه ( القاري : 2005 ) «إن تربية املواطنة تشمل تنمية معرفة الطفل مبجتمعه وتفاعله ايجابيا مع أفراده بشكل يسهم في النهاية في تكوين مواطن صالح «هذا في حني أن تربية وتنشئة الطفل في ذاتها يقصد بها التنشئة االجتماعية والتي متثل عند «ماركسون وهيس «تلك العملية التي يتعلم الفرد من خاللها أمناطا من السلوك اخلاصة مبجتمعه ويقوم في الوقت نفسه بتطوير الشعور بالذات ( املركز الوطني للوثائق التربوية : 2002 ). وعلى هذا فإن ثقافة املواطنة للطفل اليتيم تعني تزويده باملعارف واالجتاهات والقيم واملهارات ليصبح عضوا فاعال يشارك في حياة اجلماعة ولديه وعي واهتمام مبشاكل مجتمعه ليكون على درايه بحقوقه وواجباته ويدين بالوالء واالنتماء للوطن ويكون لديه اجتاه إيجابي نحو القيم األصيلة ويحترم القانون ولديه مهارات بالعالقات االجتماعية االيجابية. وبعد هذا العرض للمواطنة والذي حددنا من خالله مفاهيمها وخصائصها وأهم ركائزها ومقوماتها يثار تساؤل مؤداه ماذا عن املواطنة لألطفال األيتام ( أو مبعنى آخر : هل يتمتع األطفال األيتام بحقوق املواطنة (. ومما سبق عرضه ميكن القول : إن األطفال األيتام يفتقدون أبسط حقوق املواطنة وذلك الفتقادهم كثيرا من حقوقهم املشروعة في الرعاية واخلدمات األساسية فضال عن أوجه القصور املختلفة املرتبطة برعايتهم وهذا ما أشار إليه «املجلس العربي للطفولة والتنمية في تقريره عام «2004 من أوجه القصور التي تواجه حصول األيتام على أبسط حقوقهم في الرعاية البديلة. ويتمثل ذلك القصور في : - عدم وجود أعداد كافية من اجلمعيات األهلية واملؤسسات التي ترعى األيتام ومجهولي النسب. - تركيز غالبية اجلمعيات األهلية في احلضر أكثر من الريف مما يحرم األطفال األيتام في الريف من أبسط حقوقهم في الرعاية. - عدم مراعاة اجلانب النفسي في شخصية الطفل اليتيم املتواجد خارج مؤسسات الرعاية أو داخلها حيث ال ينال هذا اجلانب االهتمام الكافي. وفي هذا السياق يثار تساؤل آخر : د محمود محمد أحمد صادق ماذا إذا سلب اليتيم من أبسط حقوقه في السكن املناسب وحرم من املؤسسة التي ترعاه ولم حتفظ كرامته كإنسان ولم مينح فرص التعليم والعالج املناسبني وحرم أيضا من املساواة في احلقوق بينه وبني أقرانه الذين يعيشون في كنف أسرهم الطبيعية فماذا يتبقى له من حقوق املواطنة. وجنيب على هذا التساؤل في احملور التالي من هذه الورقة والتي تناقش دور املساندة االجتماعية في تدعيم قيم املواطنة لدى األطفال األيتام ليصبحوا مواطنني فاعلني. سادسا : املساندة االجتماعية وتدعيم قيم املواطنة لدى األطفال األيتام يشكل هذا احملور املرتكز األساسي الذي تدور حوله هذه الورقة فمن خالل عرضنا السابق للمشكالت التي يعانيها الطفل اليتيم وأثر ذلك سلبا على قيم املواطنة لديه يأتي هذا اجلزء ليوضح أهمية تقدمي أوجه املساندة بأشكالها املختلفة ملعاجلة هذه املشكالت وإحداث نوع من التوازن لدى اليتيم حيث أن إشباع حاجاته وحصوله على ألوان العناية والرعاية املفقودة يشعره بالراحة والطمأنينة ويجعله يعيش سويا في عواطفه وفي شخصيته األمر الذي ينعكس بدوره على إحساسه باالنتماء وينمي لديه الشعور باملواطنة. وتأتي حتمية املساندة االجتماعية للطفل اليتيم من كونها تنظر إليه على أنه كيان إنساني يعاني من ظروف بيئية وضغوط حياتية مما يتطلب دعمه ومساندته ولكونه أيضا إنسان له حاجاته االجتماعية والنفسية التي ينبغي إشباعها بالشكل املناسب ( بيومي : 1996 ). ومن هنا تأتي أهمية املساندة االجتماعية التي تشير إلى «كل عون مادي أو معنوي يقدم للطفل اليتيم سواء كان في صورة املساندة باملعلومات أو التقدير أو الصحبة االجتماعية ملساعدته على التفاعل االجتماعي االيجابي مع األحداث الضاغطة وتخفيف اآلثار النفسية واالجتماعية املترتبة على اليتم«. كما تشير املساندة أيضا إلى اإلمكانات الفعلية أو املدركة للمصادر املتاحة في البيئة االجتماعية لليتيم والتي ميكن استثمارها للمساعدة في أوقات الضيق من خالل شبكة العالقات االجتماعية التي تضم كل األشخاص الذين لهم اتصال اجتماعي منظم بشكل أو بآخر مع اليتيم وتضم شبكة العالقات االجتماعية في الغالب «األسرة األصدقاء الزمالء «وليست كل شبكات العالقات االجتماعية مساندة بل املساندة منها هو ما مييل إلى دعم صحة اليتيم ورفاهيته. ليبور )1994, Lepore ). كما متثل مصادر املساندة االجتماعية أيضا مجموعة األفراد الذين ميثلون جزءا من أمن شبكة العالقات االجتماعية احمليطة باليتيم والذين يقدمون له الدعم العاطفي واملساندة األدائية. ثيتوس ( Thoits,1982 ). وحتقق املساندة االجتماعية مع الطفل اليتيم عدة وظائف منها : 1. حتقيق اإلحساس باألمان واخلصوصية من خالل عمليات االتصال املختلفة. 2. حتقيق التكامل االجتماعي عن طريق شبكة العالقات االجتماعية. 3. مساعدة اليتيم للمشاركة في التفاعالت االجتماعية. 4. تقدمي املساعدات املادية وغيرها. إن من مظاهر إحساس الطفل اليتيم مبواطنته أن يقدم له املجتمع أوجه املساعدة واملساندة املختلفة والتي تشبع احتياجاته واملترجمة في صورة خدمات يلمسها ويستشعرها ومن أمثلة تلك اخلدمات «أشكال املساندة املختلفة«: 1. املساندة اإليوائية»البيئية«: تتمثل في تقدمي خدمات إعاشة بداية من توفير املكان املناسب الصحي للمعيشة واملالبس واألغذية. 2. املساندة النفسية أو الوجدانية : تهدف ملساعدة اليتيم على فهم نفسه وتغيير وتعديل سلوكه وحل مشكالته

229 املساندة االجتماعية كمحور لتدعيم قيم املواطنة لدى األطفال األيتام التي تسبب عدم تكيفه مع بيئته ليصبح أكثر إنتاجية. 3. املساندة الصحية : تتمثل في توفير خدمات الرعاية الصحية والوقائية والعالجية لليتيم وأسرته مع متابعة حقيقية للمشاكل الصحية امللحة التي يعانونها. 4. املساندة األكادميية»التعليمية«: يهتم هذا اللون من املساندة بتقدمي اخلدمات التعليمية لألطفال األيتام من خالل إحلاقهم باملدارس ومتابعتهم علميا وحتصيليا داخل وخارج املؤسسات وتوفير االحتياجات واملستلزمات الدراسية وكذلك تذليل كل الصعوبات التي من شأنها تعطيل مسيرته التعليمية. وقد أشارت العديد من نتائج الدراسات إلى أهمية هذا النوع من املساندة فقد أظهرت دراسة ( على : 2008( أن الرعاية التعليمية لأليتام تكسبهم القيم االجتماعية االيجابية والتي تشمل : احملافظة على الصحة املشاركة ترشيد االستهالك االدخار وغيرها من القيم األخرى. 5. املساندة املعرفية : يقصد بها إكساب الطفل اليتيم مكارم األخالق ومهارات ضبط السلوك غرس قيم الشريعة اإلسالمية )من عبادات ومعامالت( باإلضافة إلى التوجيه وإعطاء النصيحة. 6. املساندة املهنية والتأهيلية : يتمثل هذا النوع من املساندة في إيجاد فرص تدريبية لليتيم على بعض احلرف تؤهله للدخول في سوق العمل إذا لم يوفق في التعليم كذلك إيجاد فرص توظيف ملن أنهوا تعليمهم 7. مساندة التقدير : تتمثل مساندة التقدير في تقدمي أشكال مختلفة من املعلومات ملساعدة اليتيم كي يشعر بالقبول من اآلخرين أن يكون لديه مقومات التقدير الذاتي من احمليطني به وهذا بال شك يوطد اإلحساس لدى األيتام بقيمتهم الشخصية واحترام ذواتهم. 8. مساندة الصحبة االجتماعية : يطلق عليها مساندة االنتماء والتي يتمكن اليتيم خاللها من قضاء بعض الوقت في صحبة اآلخرين من أجل الترويح واكتساب مهارات وخبرات جماعية مفيدة. 9. املساندة اإلجرائية ( مساندة العون ) : تتضمن هذه املساندة تقدمي أوجه املساعدة املالية لليتيم وقت احلاجة بهدف املساعدة في حل مشكالته اليومية. إن التنفيذ الواعي لهذه األمناط من املساندة والتي تقدم للطفل اليتيم تصبح من األمور الهامة الواجب اإلشارة إليها خاصة إذا علمنا أن املواطنة احلقيقية هي منظومة متكاملة تتطلب تضافر مختلف اجلهود والتعاون اجلاد والبناء بني مختلف املنظمات والهيئات سواء احلكومية واألهلية لتفعيل آلياتها في تقدمي مستوى جيد من املساندة لألطفال األيتام. ونناقش في اآلتي دور ومسؤوليات بعض املؤسسات واملنظمات املجتمعية ذات الصلة بخدمات األيتام مع توضيح أهم آلياتها لتحقيق مساندة حقيقية لهذه الشريحة من أجل تدعيم قيم املواطنة لديها. * األسرة : متثل األسرة أحد عناصر التنشئة االجتماعية فهي أول مؤسسة يتعامل معها الطفل وتعد فترة الطفولة املبكرة أهم الفترات التي تتشكل خاللها شخصية الطفل وتتحدد بناء عليها معالم سلوكه وتشير دراسة )الديلمي : 2007 ) إلى آليات األسرة في غرس قيم االنتماء لدى الطفل منذ صغره حيث أشارت إلى أن الطفل يعيش في دوائر متعددة من البيئات االجتماعية تبدأ بذاته ولذلك يجب على األسرة أن تنمي في الطفل الشعور بالتقدير لذاته كي يشعر بأهمية وجوده ثم تبدأ بتوسيع دائرة معارفه ولكن ليس بالوعظ واإلرشاد والشعارات وإمنا بالسلوك والتصرفات من خالل تكليف الطفل مبجموعة من املسؤوليات والواجبات واحلقوق كي تنمي فيه القدرة على إيجاد توازن ملنظومة القيم داخله وذلك حتى يعرف ويتعلم أن عليه واجبات وله حقوق ويستمر دور األسرة في تعزيز اإلحساس باملواطنة لدى الطفل اليتيم من خالل حثه على نظافة املكان الذي د محمود محمد أحمد صادق يتواجد فيه كاحلديقة واملجمع التجاري حتى يشعر بأن هذا املكان يخصه وبالتالي يشعر باالنتماء إليه. كما أن احتكاك الطفل بأقرانه يشعره بذاته ويتولد نتيجة هذا اإلحساس نوع من التوازن النفسي للطفل. وتشير ( شكيب : 2002 ) إلى أهم املجاالت التي يجب على األسرة التركيز عليها لتعزيز مقومات املواطنة الصاحلة في الطفل اليتيم وهي : - حب الوطن واالنتماء إليه : من خالل تأصيل الشعور بشرف االنتماء للوطن والعمل من أجل رقي الوطن وتقدمه وغرس حب العمل من أجل الوطن ودفع الضرر عنه. - ربط الطفل بدينه : من خالل تنشئة الطفل على التمسك مببادئ دينه والربط بينه وبني هويته الدينية. على أن ميارس الطفل تلك املبادئ في حياته اليومية. - تعويد الطفل على حب العمل املشترك : يتمثل ذلك في تشجيع حب الطفل اإلنفاق على احملتاجني والتطوع واملشاركة مع اآلخرين حتى لو كان ذلك بدون مقابل مادي. - تعويد الطفل احترام القانون : يتمثل ذلك في احترام الطفل لألنظمة والقواعد العامة في املجتمع والتي حتافظ على حقوق املواطنني وتسيير حياتهم واألكثر من هذا ليس فقط احترام الطفل لألنظمة وإمنا وجوب العمل بهذه األنظمة لكي يصبح ذلك سلوكا ميارسه في حياته اليومية كاحترام إشارات املرور واحملافظة على املمتلكات العامة. - تعزيز الثقافة الوطنية : يتم ذلك من خالل نقل املفاهيم الوطنية للطفل وبث الوعي فيه بتاريخ الوطن واجنازاته وتثقيفه باألهمية اجلغرافية واالقتصادية للوطن واصطحابه لألماكن التي يتعرف من خاللها على حضارات الوطن واجنازاته. - العمل على إدراك الطفل واحترامه للرمز السياسي كالعلم والنشيد الوطني واحترام القيادات السياسية بالبالد. * مؤسسات رعاية األيتام : نظرا ملا يعيشه الطفل اليتيم من حرمان فإنه بحاجة إلى من يعوضه عن إحساسه باالغتراب العاطفي وتصبح دور الرعاية االجتماعية هي املالذ الوحيد لهذا الطفل حيث يقع على عاتقها مسؤولية دمج هذا الطفل في املجتمع وإعادة توازنه النفسي وإحساسه بكرامته كإنسان له حريته ويشعر باملساواة مع اآلخرين. باإلضافة إلى غرس قيم املواطنة الفاعلة وتنمية ثقافتها لدى الطفل اليتيم لكي يتعلم وميارس حقوقه وواجباته وتلعب دور الرعاية دورا فاعال في التأثير اإليجابي على شخصية الطفل اليتيم ويتوقف ذلك على مدى الوعي واحلرص لدى هذه الدور بشخصية الطفل اليتيم واحتياجاته وكذلك مشكالته ومدى التعاون والتنسيق بني تلك املؤسسات حتى تستطيع تقدمي أجود أنواع اخلدمات واملساندة للطفل اليتيم مراعاة لظروفه وإذا مت ذلك فسوف يشعر الطفل اليتيم بكرامته ووطنيته وانتمائه ملجتمع املؤسسة واملجتمع كله الذي ينتسب إليه نظرا لقيامها بواجباتها جتاهه. وميكن إجمال دور مؤسسات رعاية األيتام وآلياتها في النقاط التالية : - تربية الطفل اليتيم على العمل اجلماعي وتعزيز روابط األخوة بني اليتيم واآلخرين من خالل خلق الظروف املناسبة للتعامل واالحتكاك بني اليتيم وغيره من الناس. -بث روح التسامح واملساواة واحترام اآلخر من خالل العمل اجلماعي

230 املساندة االجتماعية كمحور لتدعيم قيم املواطنة لدى األطفال األيتام - تشجيع اليتيم على تغليب املصلحة العامة على املصلحة اخلاصة. - تفعيل التدريب املهني. - تعليم اليتيم آداب املرور وركوب املركبات وعدم االعتداء على اآلخرين من خالل مزاحمتهم في األماكن العامة. - تنظيم احملاضرات والندوات حول بناء مجتمع متكافل. - تنظيم زيارات ولقاءات يتعرف من خاللها اليتيم على واقع الوطن وهمومه وقضاياه. - التنسيق بني اجلمعيات األهلية واحلكومية العاملة في مجال رعاية األيتام واالستفادة من إمكانات وخبرات اجلمعيات األهلية مبا يسهم في تغيير االجتاهات السالبة السائدة نحو األيتام ويساعد على إدماجهم في املجتمع. - تدريب اليتيم على احلياة االجتماعية الصحيحة مع حتذيرهم من التطرف والعنف. - تطوير العمل مبؤسسات رعاية األيتام بحيث تصبح بيئة عالجية يتكامل فيها أسلوب العمل الفريقي. ويضيف ( خليل : 1996 ) في برنامجه ملواجهة املشكالت التي يعانيها اليتيم باملؤسسات االجتماعية لرعاية األيتام ما يلي : - حتقيق الهوية املفقودة لليتيم من خالل االهتمام بآدميته - تقدير أهمية اليتيم في املجتمع باعتباره شخصا فعاال وايجابيا. - االهتمام مبنح اليتيم احلب واحلنان والعطف املفقود. - منح اليتيم الثقة بالنفس. - مساعدة اليتيم على إدراك الواقع وتغيير نظرته للمستقبل. ويتم ذلك من خالل اآلليات اآلتية : * مواجهة اليتيم بأخطائه دون مجاملة. * التركيز على احلاضر واملستقبل دون املاضي. * عالقة مهنية مؤثرة بني األخصائيني االجتماعيني في املؤسسات املختلفة والطفل اليتيم قوامها االحترام واالهتمام. * املؤسسات الدينية : تسهم املؤسسات الدينية في غرس قيم املواطنة في نفس الطفل اليتيم من خالل عملية التنشئة الدينية ويصبح املسجد ليس مكانا فقط للعبادة ولكن مسرحا للعلم ومصدرا لعمل اخلير فمن خالل املسجد يتعلم اليتيم القيم الدينية واالجتماعية ويتعلم احلقوق التي فرضها الله لولى األمر واحلقوق التي أوجبها في حفظ املال واملعاني املرتبطة باإلحسان للغير. * املؤسسات التعليمية : - توعية املعلمني وتدريبهم على أسلوب اإلرشاد بالقيم. - تفعيل دور األيتام في مجال النشاط الصفي والنشاط الالصفي خاصة في املدارس االبتدائية. د محمود محمد أحمد صادق - إظهار دور القدوة بني األيتام وبني األمهات املعيالت لهم وبني معلميهم والعاملني في مجال رعايتهم. -توفير سبل الرعاية لأليتام من خالل إعفائهم من املصروفات الدراسية ومجموعات التقوية داخل املدرسة. وال ميكن أن ننكر أهمية مراكز الشباب واألندية الرياضية واالجتماعية في دعم قيم املواطنة لدى النشء ومنهم اليتيم من خالل البرامج واألنشطة املختلفة حيث يكتسب من خاللها املهارات التي تعد سبيال لتنمية ثقافة املواطنة لديه وذلك عن طريق : - املشاركة البناءة لأليتام في العمل اجلماعي. - حب النظام واحلفاظ على امللكية العامة. -معرفة حقوقه وواجباته. - اإلميان بأن االعتداء على حريته اعتداء على آدميته. -ممارسة االنضباط والتوجيه الذاتي. - اإلميان بضرورة العمل وممارسة الصدق ومساعدة غير القادرين وحرية الرأي وقد أوضحت دراسة جيورون ( 2003, Georn ) سبل اكتساب املواطنة من خالل اآلليات التالية : * التقبل وعدم الرفض لقيم املواطنة. * االستيعاب والفهم ومعرفة القيم وأهميتها. * حتمل املسئولية من خالل ممارسة األنشطة. * املشاركة في األنشطة التطوعية. املراجع أوال : املراجع العربية : القرآن الكرمي : سورة األحزاب اآلية رقم 5 القرآن الكرمي : سورة األنعام اآلية رقم 152 القرآن الكرمي : سورة الضحى اآليات من 6 8. القرآن الكرمي : سورة البقرة اآلية رقم 220 القرآن الكرمي : سورة املاعون اآلية رقم 2 القرآن الكرمي : سورة النساء اآلية رقم 10 القرآن الكرمي : سورة النساء اآلية رقم 6 أبو زيد سميرة ( 1988 ) املشكالت النفسية الشائعة لألطفال احملرومني من الرعاية األسرية بحث مقدم إلى ندوة خدمات األطفال احملرومني من الرعاية األسرية أنور فاطمة ( 1994 ) العالقة بني ممارسة منوذج عملية املساعدة في خدمة الفرد والتخفيف من حدة مشكالت األطفال احملرومني من الرعاية األسرية رسالة ماجستير غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعية جامعة الفيوم. الببالوي فيوال ( 2001 ) األطفال في أزمات : مناذج من استراتيجيات إرشاد األزمات لألطفال املجلس العربي للطفولة والتنمية مجلة الطفولة والتنمية عدد ( 1 ). احلبيب فهد إبراهيم ( 2007 ) االجتاهات املعاصرة في تربية املواطنة مجلة املعرفة ع ( 148 )

231 املساندة االجتماعية كمحور لتدعيم قيم املواطنة لدى األطفال األيتام اخلولي سناء ( 1984 ) األسرة واحلياة العائلية اإلسكندرية دار املعرفة اجلامعية. الديلمي بهيجة ( 2007 ) املواطنة : كيف نرسخها املركز العربي للمصادر واملعلومات حول العنف ضد املرأة مركز األخبار ( أمان ). السيد فاتن ( 1992( املشكالت السلوكية التي يتعرض لها كل من أطفال املؤسسات وأطفال قرية األطفال رسالة ماجستير غير منشورة معهد الدراسات العليا للطفولة. القاري سميحة عبد الله عباس ( 2005 ) توظيف التقنية في االرتقاء باملواطنة دراسة مقدمة إلى اللقاء الثالث عشر لقادة العمل التربوي بالباحة اململكة العربية السعودية. املركز الوطني للوثائق التربوية )2002(: التربية على املواطنة سلسلة موعدك التربوي ( 31 ). أيو حسان ( 2006 ) التربية على حقوق اإلنسان مركز الثقافة واإلعالم بيومي محمد خليل )1996( املساندة النفسية واالجتماعية وإدارة احلياة ومستوى األلم لدى املرضى مبرض مفضي للموت مجلة علم النفس الهيئة املصرية العامة للكتاب العدد ( 37 ). خضر عادل كمال الدسوقي محمد إبراهيم ( 1994 ) املؤسسات اإليوائية بني االستيعاب واالستدماج مجلة علم النفس القاهرة الهيئة العامة للكتاب العدد ( 31 ) خليل عرفات زيدان ( 1996 ) العالقة بني ممارسة العالج الواقعي خلدمة الفرد والتخفيف من حدة املشكالت االجتماعية والنفسية لأليتام املراهقني املودعني مبؤسسات الرعاية االجتماعية بحث منشور باملؤمتر العلمي الثامن كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان. داود عماد حمدي ( 2007 ) مناهج لتعليم اخلدمة االجتماعية وتنمية ثقافة املواطنة لدى الطالب بحث منشور في املؤمتر العلمي الدولي العشرون كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان. شحاته جمال حبيب ( 1995 ) املخاطر النفسية واالجتماعية التي يتعرض لها أطفال املؤسسات اإليوائية ودور اخلدمة االجتماعية في مواجهتها املؤمتر العلمي الثالث معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عني شمس شكيب شعله ( 2002 ) دور األسرة في تعزيز املواطنة. ورقة مقدمة في مؤمتر حول التربية للمواطنة أبريل. صالح الدين مها ( 1993 ) تقومي بعض أساليب رعاية األطفال في املؤسسات اإليوائية رسالة ماجستير غير منشورة معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عني شمس طه أميرة بخش ( ) تكيف األطفال ذوي احلاجات اخلاصة مع بيئة أقرانهم العاديني على درجة حتصيلهم الدراسي بحث منشور في املؤمتر الدولي الثاني مركز اإلرشاد النفسي جامعة عني شمس. عبد الرحمن عبد الله ( 2001 ) سياسات الرعاية االجتماعية للمعوقني في املجتمعات النامية اإلسكندرية دار املعرفة اجلامعية. د محمود محمد أحمد صادق على محمد إبراهيم ( 2008 ) العائد االجتماعي للرعاية التعليمية لألطفال مبؤسسات الرعاية البديلة بحث منشور مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية والعلوم اإلنسانية كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان أكتوبر. محمود انشراح إبراهيم ( 2007 ) فاعلية برنامج التربية على املواطنة وحقوق اإلنسان لدى الطفل اليتيم بحث منشور جامعة أم القرى. محمود محمد محمود ( 1997 ) دور اخلدمة االجتماعية من منظور إسالمي ملواجهة الشعور باالغتراب لدى األطفال احملرومني مبؤسسات الرعاية االجتماعية املؤمتر العلمي الثالث املعهد العالي للخدمة االجتماعية اإلسكندرية. ثانيا : املراجع األجنبية : Ainsworth, Martha & Filmer, Deon (2002) Poverty, Aids and Children Schooling : A targeting Dilemma, World Bank Policy Research, Working paper. Gearon, lain (2003) learning to teach citizenship in university, London, Routedg, flame. Judd, Karen ( 2006 ) The relationship between resiliency in rural African American Male youth and their awareness of citizenship practices, Ph.D. dis, Abs, Int, university of central Florida. Lepore, S. J ( 1994 ) Social support, Encyclopedia of human behavior, vol ( 4 ). Thoits, A ( 1992 ) A Conceptual, methodological and theoretical problems and studying social support as buffer against life stress, journal of health and social behavior, vol ( 28 )

232 د. محمد مرسي األوقاف اخليرية ورعاية األيتام إعداد: د. محمد مرسي املبحث األول: األوقاف اخليرية ورعاية األيتام األيتام هم طائفة من الضعفاء في املجتمع وتزداد أعدادهم كلما توالت احلروب والنكبات على األمة وقد رغب وحث النبي املصطفي صلي الله عليه وسلم أمته على احلرص علي رعاية اليتيم وكفالته فكفالة اليتيم: هي القيام بأمره ومصاحله وتربيته واإلحسان إليه«احلديث.. رواه البخاري رقم 4086 واليتيم في اصطالح الفقهاء: من مات أبوه وهو غير بالغ. فإذا احتلم زال عنه اليتم ملا روي عن علي رضي الله عنه قال: حفظت عن الرسول الله صلي الله عليه وسلم )ال ي تم بعد احتالم( رواه أبو داود احلديث رقم )2873(. واليتيم ملا فقد أباه الذي يحنو عليه ويقوم بتربيته واإلنفاق عليه لم يجعله الله تعالي في مضيعة بل أمر الله باإلحسان إليه في كتابه العزيز فقال تعالي:»و اع ب د وا الل ه و ال ت ش ر ك وا ب ه ش ي ئا و ب ال و ال د ي ن إ ح س انا و ب ذ ي ال ق ر ب ى و ال ي ت ام ى و امل س اك ني و اجل ار ذ ي ال ق ر ب ى و اجل ار اجل ن ب و الص اح ب ب اجل ن ب و اب ن الس ب يل و م ا م ل ك ت أ مي ان ك م إ ن الل ه ال ي ح ب م ن ك ان م خ ت اال ف خ ورا «)النساء: 36 (. بل جعل الله حقا في أموال الغنائم والفيء فقال تعالي:»و اع ل م وا أ نم ا غ ن م ت م م ن ش ي ء ف أ ن ل ل ه خ م س ه و ل لر س ول و ل ذ ي ال ق ر ب ى و ال ي ت ام ى و امل س اك ني و اب ن الس ب يل إ ن ك ن ت م آم ن ت م ب الل ه» )األنفال: 41 (. وأمر باإلقساط إلي اليتامى وعدم ظلمهم فقال تعالي:»و أ ن ت ق وم وا ل ل ي ت ام ى ب ال ق س ط و م ا ت ف ع ل وا م ن خ ي ر ف إ ن الل ه ك ان ب ه ع ل يما «)النساء: من اآلية 127 (. ثم وعد الله تعالي باجلزاء العظيم ملن أكرم اليتيم فقال تعالي: {و ي ط ع م ون الط ع ام ع ل ى ح ب ه م س ك ينا و ي ت يما و أ س يرا. إ نم ا ن ط ع م ك م ل و ج ه الل ه ال ن ر يد م ن ك م ج ز اء و ال ش ك ورا. إ ن ا ن خ اف م ن ر ب ن ا ي و ما ع ب وسا ق م ط ر يرا. ف و ق اه م الل ه ش ر ذ ل ك ال ي و م و ل ق اه م ن ض ر ة و س ر ورا. و ج ز اه م مب ا ص ب ر وا ج ن ة و ح ر يرا } )االنسان 8 : 12(. وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: )أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطي وفرج بينهما شيئا رواه البخاري احلديث رقم )5304(. وفي كفالة اليتيم رقة القلب وزوال القسوة منه: عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتي النبي صلي الله عليه وسلم ورجل يشكو قسوة قلبه قال: )أحتب أن يلني قلبك وتدرك حاجتك ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطمعه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) املنذري رقم )2544(. ولقد عنيت اململكة العربية السعودية منذ نشأتها بأمر األيتام ونهضت برعايتهم أميا نهوض وامتدت هذه العناية وتأكدت دعائمها في عهده - أسبغ الله عليه لباس الصحة والعافية وأسندت مسؤولية متابعة أوضاع األيتام وتلمس حاجاتهم واألخذ بأيديهم ملا يكفل لهم كرامتهم ويحقق اعتمادهم على أنفسهم إلى وزارة العمل والشئون االجتماعية ممثلة بوكالتها للشئون االجتماعية التي ما فتئت في ظل التوجيهات الكرمية من لدن خادم احلرمني الشريفني تقدم لأليتام ومن في حكمهم كافة أوجه الرعاية الكرمية إميانا منها بأن هذا حق من حقوقهم التي كفلها لهم الله عز وجل. وتهدف رعاية األيتام في اململكة العربية السعودية إلي ما يلي: 1 -غرس مبادئ الدين اإلسالمي احلنيف والعقيدة السليمة في عقل اليتيم ووجدانه حتي ينشأ قوى العقيدة واإلميان سليم التفكير. 2 -توفير أوجه العطف واحلنان مع الرعاية املادية واملعنوية. 3 -صرف إعانة شهرية لليتيم ومن في حكمه. 4 -تقدمي املساعدات في مواجهة املشكالت التي تعترض اليتيم في الدراسة بجميع مراحل 447

233 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام التعليم املختلفة. 5 -العمل علي إنشاء البرامج واملشروعات واملراكز اإليوائية وإدارتها إدارة علمية سليمة التي تقدم لأليتام باإلضافة إلي تقدمي املواد الغذائية واملالبس واألحذية واألدوات املكتبية واملصروفات والبريد والهاتف واملياه واإليجارات. والواقع أن هذه البرامج وغيرها مازلت دون املستوى ولم حتقق بعض األهداف املرجوة وذلك لعدة عوامل من أهمها التغيرات االجتماعية املتسارعة التي تشهدها املجتمعات العربية واإلسالمية عموما واملجتمع السعودي خصوصا وانطالقا من املسئولية امللقاة علي عاتق مؤسسات وجمعيات رعاية األيتام فإنها تسعى جاهدة لتبنى عدد من البرامج واخلطط الطموحة والتي من املؤمل أن حتقق بأذن الله تعالي نقلة نوعية في تربية األيتام والتي من املتوقع لها النجاح متي لقيت الدعم املطلوب خاصة وأن العديد من برامج رعاية األيتام تواجه العديد من مشكالت التمويل إلجناح برامجها وخططها وأهدافها وميكن لألوقاف اخليرية املساهمة في متويل برامج رعاية األيتام خاصة وأن األوقاف اخليرية كانت ومازالت سببا من أسباب سد حاجات األيتام واألرامل وفى صفحات التاريخ اإلسالمي الكثير من الروائع التي سطرت في رعاية األيتام وكفالتهم واخلليفة األموى الوليد بن عبد امللك كان صاحب فكرة إنشاء معاهد أو مراكز رعاية األيتام وذوى االحتياجات اخلاصة فأنشأ )عام 707 م 88 ه( مؤسسة متخصصة في رعايتهم وقد عمل فيها األطباء واخلدام ومنح راتبا دوريا لهم وقال لهم:»ال تسألوا الناس«وبذلك أغناهم عن سؤال الناس. ومما ذكر ابن العماد احلنبلي رحمه الله في ترجمة نور الدين محمود زنكى رحمه الله أنه بنى املكاتب لأليتام ووقف عليها األوقاف وذكر أيضا أن عماد الدين عبد الرحيم احللبي كان ذا ثروة وبنى مكتبا لأليتام ووقف عليه وقفا. وفي رحلة ابن جبير خالل وصفه ملدينة دمشق قال:»ولأليتام من الصبيان محضرة كبيرة بالبلد لها وقف كبير يأخذ منه املعلم له وهذا أيضا من أغرب ما يحدث به من مفاخر هذه البالد. وكان لنور الدين محمود زنكي أوقاف دار ه على جميع أبواب اخلير وعلى األرامل واحملاويج وكان اليتيم يدرب على حسن التصرف باملال ألنه سيتصرف بهذا املال بعد أن يصبح أهال للتصرف. وكان صالح الدين األيوبي رحمه الله أول من أوقف األوقاف في العصر األيوبي من أجل األطفال الفقراء واأليتام فأوقف قرية نستروا كما أوقف صالح الدين قطعة أرض على صبي صغير وجد فيه نبوغا ومتيزا. وأنشأ القاضي الفاضل مكتبا لتعليم األيتام بجوار مدرسته سنة 580 ه كما أنشأ امللك الكامل كتاب سبيل إلى جوار رباطه. وأنشأ الظاهر بيبرس مكتب سبيل بجوار مدرسته وقرر ملن فيه من األيتام اخلبز كل يوم والكسوة في فصلي الشتاء والصيف. ومن دراسة الوثائق الوقفية للعصر اململوكي يتضح لنا أن العادة جرت ببناء مكتب لتعليم األيتام بجوار املسجد أو املدرسة وفي الدولة احلمدانية كانت املدارس منتشرة لتعليم الطالب والفقراء واليتامى من أبناء املسلمني وكانت جتري لهؤالء الطالب اليتامى اجلرايات من الطعام مبقادير كبيرة. ووقف املسلمون أوقافا يصرف منها على معلمني يستقبلون التالميذ األيتام والفقراء أيام عطلتهم األسبوعية فيراجعون معهم دروسهم التي تلقوها خالل األسبوع ومينحوهم حسب نشاطهم مصروفا للجيب في محاولة لتعويض دور اآلباء في الدفع بأبنائهم إلى اكتساب املعرفة. ومازالت دار األيتام القائمة حاليا في املدينة املنورة تعد من األوقاف التي أنشأها حجاج القارة الهندية قبل قرابة ثمانني عاما أليتام املدينة املنورة ففي عام 1352 ه قام الشيخ عبد الغني دادا يرحمه الله- بتأسيس مكان د. محمد مرسي يأوي أيتام املدينة املنورة وأوقف عليها دارا له واستمر الصرف عليها من غلة ذلك الوقف باإلضافة إلى املساعدات التي كانت تصله من الهند أيتام الدار حتى أنشئت وزارة العمل والشئون االجتماعية وتولت اإلشراف الكامل عليها ومازال مبناها احلالي وقفا على أليتام املدينة املنورة. وقد حرص العلماء والفقهاء واحملدثون على بحث املسائل املتعلقة باأليتام والصرف عليهم من أموال الوقف واحلرص على مالهم ووجوب رعايتهم وأجر كفالتهم كما صدرت الكثير من الفتاوى الشرعية حول الوقف على األيتام وهذا من حرص علماء األمة على تلك الفئة الضعيفة في املجتمع لنرعاهم ونحميهم من املخاطر التي قد يتعرضون لها. فرعاية األيتام لم تكن صفحات تسطر بها الكتب العلمية والفقهية بل كانت واقعا يتنافس على توفيره أهل اخلير والبر والنماء والسالطني وعامة الناس كذلك لتوفير حياة كرمية لأليتام ليعيشوا مثل باقى أفراد مجتمعهم والوقف كان له دور كبير في سد ثغرة اجتماعية كان سيعانى منها املجتمع املسلم في حالة إهمالها وهذا يؤكد أهمية الوقف في عالج املشكالت االجتماعية في املجتمع. فما أحوج أيتام املسلمني في أيامنا للرعاية والعناية وتربيتهم تربية إميانية وهذا ال يتحقق إال بتوفير املؤسسات التي ترعاهم وأن تكون حتت رعاية الوقف واملؤسسات اخليرية واأليادي املتطوعة املخلصة وال بأس بإشراف احلكومات كإشراف إداري وداعم لتلك املؤسسات. وحتتاج برامج رعاية األيتام بل والعمل في احلقل اإلسالمي بشكل عام إلى توفر اإلمكانات املادية فال ميكن مقارنة ميزانية املؤسسات اخليرية اإلسالمية جمعاء مع ميزانية إلحدى املؤسسات التنصيرية الكبيرة أو حتى اليهودية فالفرق سيكون شاسعا بل وكبيرا جدا وهذه هى حقيقة الفرق بني العمل اإلسالمي اخليري والعمل التنصيري لفرق النصارى فاإلمكانات لدى العاملني في العمل اإلسالمي اخليري أقل بكثير مما يضعه هؤالء من ميزانيات ضخمة من أجل إضالل الناس ولديهم ميزانيات قد تفوق ميزانيات بعض الدول ولكن رغم هذه اإلمكانات جتد أن اإلقبال على اإلسالم كبير حتى في أوساط املنصرين أنفسهم وهذا أمر طبيعي لكون اإلسالم هو الدين احلق فال غرابة في ذلك ولو ملكت بعض املؤسسات اخليرية جزءا من ميزانياتها حلققت أكثر مما حتقق في ضوء اإلمكانات الضئيلة املوجودة لدى هذه املؤسسات واجلمعيات اخليرية. وال ميكن توفير اإلمكانات املادية لتمويل برامج رعاية األيتام إال من خالل الوقف اخليري على أساس: أوال : أن الوقف مصدر متويل دائم يحقق مصالح خاصة ومنافع عامة حيث ميكن وصف الوقف على أنه وعاء يصب فيه خيرات العباد ومنبع يفيض باخليرات على البالد والعباد تتحقق به مصالح خاصة ومنافع عامة. ثانيا : أن الوقف أوسع أبواب الترابط االجتماعي مبا ينسجه داخل املجتمع اإلسالمي من خيوط محكمة في التشابك وعالقات قوية للترابط يغذي بعضها بعضا تبعث الروح في خاليا املجتمع حتى يصير كاجلسد الواحد. ثالثا : استمرارية األجر والثواب وتكفير الذنوب ألن أجر الوقف ال ينقطع. رابعا : استمرار االنتفاع بالوقف في أوجه اخلير وعدم انقطاع ذلك بانتقال امللكية. خامسا : البقاء واحملافظة على املال الذي هو عصب احلياة

234 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام املبحث الثاني : الوقف اخليري ومتويل برامج رعاية األيتام يعد الوقف أحد األنظمة املالية اإلسالمية املتعددة التي تهدف إلي تقوية الروابط االجتماعية بني أفراد املجتمع فقد شملت آثاره جوانب احلياة املختلفة االجتماعية والدينية والثقافية واالقتصادية حيث أسهم نظام الوقف في تاريخ احلضارة اإلسالمية واكتسب أهمية خاصة ملا لعبه من دور بارز وفعال في استمرار العديد من جوانب احلياة االجتماعية والعلمية في املجتمع اإلسالمي. 1 -تعريف الوقف لغة: الوقف لغة: مصدر وقف. والواو والقاف والفاء: أصل واحد يدل على املكوث. والوقف في اللغة يطلق ويراد به املنع واحلبس. 2 -تعريف الوقف في االصطالح: عرف الفقهاء الوقف بتعاريف كثيرة ومختلفة تبعا الختالف مذاهبهم في بعض مسائل الوقف فكل منهم يعرفه تعريفا ينسجم مع آدائه في مسائله اجلزئية. والراجح من هذه التعاريف: أن الوقف هو حتبيس األصل وتسبيل املنفعة. 3 -أدلة مشروعيته: دل على مشروعية الوقف: الكتاب والسنة واإلجماع. أ-فمن الكتاب: قوله تعالي: «ل ن ت ن ال وا ال ب ر ح ت ى ت ن ف ق وا مم ا حت ب ون و م ا ت ن ف ق وا م ن ش ي ء ف إ ن الل ه ب ه ع ل يم» )آل عمران: 92 ( وقولة تعالي: «إ ن ا ن ح ن ن ح ي امل و ت ى و ن ك ت ب م ا ق د م وا و آث ار ه م و ك ل ش ي ء أ ح ص ي ن اه ف ي إ م ام م ب ني» )ي س: 12 (. ب-ومن السنة: ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال:»أصاب عمر بن اخلطاب رضي الله عنه أرضا بخيبر فأتي النبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها فقال يا رسول الله إني أصبت أرضا بخيبر لم أصب ماال قط أنفس عندي منه فما تأمر به قال»إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها«قال فتصدق بها عمر أنه ال يباع وال يوهب وال يورث وتصدق بها في الفقراء وفي القربي وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل والضيف ال جناح على من وليها أن يأكل منها باملعروف ويطعم غير متمول«رواه البخاري احلديث رقم وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:»إذا مات اإلنسان انقطع عنه عمله إال من ثالثة إال من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له«رواه مسلم احلديث رقم 1631 والصدقة اجلارية محمولة عند العلماء على الوقف. ج-أما اإلجماع: فقد أجمع العلماء على مشروعية الوقف كما نقل ذلك ابن حزم في احمللي. 4 -أقسام الوقف وحكمته وحكمه:- قسم بعض الفقهاء املعاصرين الوقف إلي قسمني: أحدهما: الوقف الذري- أو األهلي: وهو الوقف على الذرية واألهل والذي يقصد به غالبا احلفاظ على األمالك من تصرف الورثة بالبيع. الثاني: الوقف اخليري: وهو الوقف ابتداء على وجهة من جهات البر كالفقراء أو طلبة العلم أو املساجد. وبعض الفقهاء أضاف قسما ثالثا وهو الوقف املشترك. 5 -أركان الوقف: للوقف أربعة أركان هي: الواقف واملوقوف واملوقوف عليه والصيغة. د. محمد مرسي -الواقف أو احملبس: وهو صاحب الشيء املراد وقفه. -املوقوف: وهو الشيء املراد وقفه. -املوقوف عليه: وهو اجلهة املراد توقيف»امللك«لفائدتها. -صيغة العقد: هو عقد الوقف الذي يثبت مبوجبه الوقف ويحمل جميع الشروط للوقف. 6 -شروط الوقف: يشترط لصحة الوقف جملة من الشروط وهي)(: أ-شروط الواقف: أن الوقف هو نقل منفعة ملكية معينة وحبسها على جهة معينة ونقل امللكية تشترط في الناقل شروطا معينة لكي تكون صحيحة نذكرها فيما يلي: أن يكون الواقف مالكا فال يصح وقف مال الغير وال يصح وقف الغاصب مال املغصوب. أن يكون الواقف جائز التصرف وهو احلر البالغ العاقل الرشيد ال نحو مملوك ومكاتب وصغير وسفيه ومجنون ومعتوه ومختل العقل بسبب مرض أو كبر. ب-شروط املوقوف: يشترط في الشيء املوقوف ليصح ما يلي: أن يكون املوقوف مما ينتفع به انتفاعا مستمرا مع بقاء عينه فال يصح وقف ما لل يبقي بعد االنتفاع به كالطعام مثال. أن يكون املوقوف ماال متقوما معلوما. أن يكون املوقوف معينا فال يصح وقف غير املعني. ج-شروط املوقوف عليه: املوقوف عليه هو اجلهة التي يحددها الواقف في عقد الوقف ويكون شخصا معلوما طبيعيا أو معنويا ويشترط فيه ما يلي: أن يكون الوقف على بر ألن مقصود الوقف التقرب لله تعالي كاملساجد والسقايات واألقارب فال يصح الوقف على غير جهة البر كالوقف على معابد الكفار وكتب البدع والضالل. أن يكون الوقف على معني ذلك أن املعني ميلك ملكا ثابتا ألن الوقف متليك فال يصح على من ال ميلك كامليت مثال. أن يكون الوقف منجزا فال يصح الوقف املؤقت أو املعلق. 7 -احلكمة من مشروعية الوقف: يحقق الوقف باعتباره عمال من أعمال البر واخلير التي يؤديها املسلم مبحض إرادته واختياره هدفني أحدهما عام واآلخر خاص. أما الهدف العام: فإن الشارع قد أوجب على املسلمني التعاون والتكاتف والتراحم قال تعالي:»و ت ع او ن وا ع ل ى ال ب ر و الت ق و ى و ال ت ع او ن وا ع ل ى األ ث م و ال ع د و ان«)املائدة: من اآلية 2 ( فالهدف العام من الوقف: هو إيجاد مورد دائم ومستمر لتحقيق غرض مباح من أجل مصلحة معينة )(. أما األهداف اخلاصة للوقف: 1 -حتقيق مبدأ التكافل بني األمة املسلمة وإيجاد التوازن في املجتمع. 2 -في الوقف ضمان لبقاء املال ودوام االنتفاع به واالستفادة منه مدة طويلة. 3 -في الوقف استمرار للنفع العائد من املال احملبوس فثوابه مستمر ملوقفه حيا أو ميتا

235 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام 4 -في الوقف حتقيق ألهداف اجتماعية واسعة وأغراض خيرية شاملة كالوقف على دور العلم. 5 -بالوقف ميكن للمرء أن يؤمن مستقبله ومستقبل ذريته بإيجاد مورد ثابت يضمنه ويكون واقيا لهم عن احلاجة والعوز والفقر. 6 -الوقف وسيلة حلصول األجر والثواب من الله تعالي كما أن فيه وسيله للتكفير عن الذنوب وفي الكل حتقيق للراحة والطمأنينة النفسية في الدنيا والفوز بالدار اآلخرة. 7 -في الوقف حماية للمال ومحافظة عليه من عبث العابثني. 8 -في الوقف بر للموقوف عليه وقد حث الشرع الكرمي على البر ورغب فيه. دوافع وقف متويل برامج رعاية األيتام: للوقف اخليري دور في متويل برامج رعاية األيتام حيث أنه يؤدي هذا الدور املهم في حتقيق رغبة خاصة لرعاية األيتام مما هو مغروس في الطبيعة البشرية فإن اإلنسان يدفعه إلي فعل اخلير من خالل متويل برامج رعاية األيتام دوافع عديدة ال تخرج عن مقاصد الشريعة اإلسالمية ومنها:- 1 -الدافع الديني: للعمل لليوم اآلخر فيكون تصرفه لرعاية األيتام بهذا الشكل نتيجة من نتائج الرغبة في الثواب أو التكفير عن الذنوب. 2 -الدافع الغريزي: حيث تدفع اإلنسان غريزته إلي التعلق مبا ميلك واالعتزاز به واحلفاظ على ما تركه له آباؤه وأجداده فيخشى على ما وصل إليه من ذلك من إسراف ولد أو عبث قريب فيعمل على التوفيق بني هذه الغريزة وبني مصلحة ذريته بحبس العني عن التملك والتمليك وإباحة املنفعة وال يكون ذلك إال في معني الوقف أو ما في معناه. 3 -الدافع الواقعي: املنبعث من واقع الواقف وظروفه اخلاصة حني يجد اإلنسان نفسه في وضع غير مسؤول جتاه أحد من الناس كأن يكون غريبا في مواطن ملكه أو غريبا عمن يحيط به من الناس أو يكون منهم إال أنه لم يخلف عقبا ولم يترك أحدا يخلفه في أمواله شرعا فيدفعه هذا إلي أن يجعل أمواله في سبيل اخلير مثل رعاية األيتام صدقة في اجلهات العامة. 4 -الدافع العائلي: حيث تغلب العاطفة النسبية على الرغبة واملصلحة الشخصية فيندفع الواقف لرعاية األيتام إلي أن يؤمن لذريته موردا ثابتا صيانة لهم عند احلاجة والعوز. 5 -الدافع االجتماعي: الذي يكون نتيجة لشعور باملسؤولية جتاه رعاية األيتام فيدفعه ذلك إلي أن يرصد شيئا من أمواله على متويل برامج رعاية األيتام إسهاما منه في إدامة مرفق من املرافق االجتماعية. أبعاد وقف متويل برامج رعاية األيتام للوقف اخليري أبعاد عديدة تساهم في متويل برامج رعاية األيتام وهي: 1 -الب عد الديني: إن أي مشروع استثماري يؤسسه اإلنسان إمنا تتمثل فيه النظرة املستقبلية املتوقعة لتحقيق الكسب وجني الربح وجتنب اخلسارة فتقام الدراسات االستشارية وتوضع اخلطط واالستراتيجيات املستقبلية وترصد امليزانيات الالزمة وتفترض االحتماالت املتوقعة وترسم احللول الناجحة لتفادي مخاطر اخلسارة والوقف أحد هذه املشاريع االستثمارية إال أنه مضمون الكسب والربح األخروي ملا يطمع فيه الواقف من وعد الله تعالى د. محمد مرسي من األجر والثواب. فالواقف من منظوره الديني يؤسس وقفه صدقة جارية لرعاية األيتام يدوم أجرها بدوام استمرارها ويبقى ثوابها ماضيا باقيا مستمرا غير منقطع إلى قيام الساعة. يرجو بر صدقته في يوم ال ينفع فيه املال والبنون ويأمل ثواب وقفه لرعاية األيتام في وقت تتقطع فيه الصالت ووقفه صلة دائمة إلى اجلنة إن شاء الله تعالى بأجرها وثوابها فالناس على اختالفهم يتسابقون إلى حطام الدنيا الفانية ويتنافسون في حتصيلها من خالل مشاريعهم االستثمارية لتمويل برامج رعاية األيتام والواقف يؤسس ملشروعه الرابح مؤكدا دون أي خسارة ألنه تعاقد مع الله تعالى الذي ال أحد أوفى منه في العهد والذمة وهو سبحانه وتعالى الذي وعد بالثواب واألجر احلسن لصاحب الصدقة اجلارية. كما تتجلى النظرة اإلميانية األخوية في وقف الواقف لتمويل برامج رعاية األيتام فهو يقوم بواجب األخو ة الذي شرفه الله سبحانه باالنتماء إليها بقوله تعالى:»إ نم ا امل ؤ م ن ون إ خ و ة «)احلجرات: 10 ( 3 -الب عد اخليري: إذا استعرضنا بعض األلفاظ ذات الصلة بالوقف لوجدنا أن كال من التبرع والصدقة والهبة والعارية والوصية تشمل معني الوقف وبني معانيها ومعني الوقف عموم وخصوص وإطالق وتقييد وقد جاء في اآلثار ما يعزز هذا املعني في تعيني هذا البعد مبفهومه اخليري في كل أصنافه. فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: )كل معروف صدقة( رواه البخاري احلديث رقم/ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : )إن مما يلحق املؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صاحلا تركه ومصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا البن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته(. فتعميم وجوه املعروف خصوصا في مجال رعاية األيتام من تعليم العلم ونشره وتربيته التربية الصاحلة الذي بصالحه يعم البر واخلير وحفظ القرآن وتعليمه وعموم الصدقة اجلارية لرعاية األيتام التي يبقي نفعها جاريا بعد املوت فهذه األصناف وغيرها مما ميكن إسقاطه عليها من أعمال خيرية ميكن أن يشملها الوقف لتمويل برامج رعاية األيتام حتى تعود على اليتيم باخلير والنفع وعلى املجتمع باخلير والفائدة وعلى الواقف نفسه باخلير واألجر احلسن. 4 -الب عد اإلنساني: املتتبع ألهداف الوقف يلحظ بوضوح جتلي النظرة اإلنسانية املجردة والرؤية املنصفة الثاقبة لهذا العمل اخليري املميز. فالواقف عندما يقوم بتمويل برامج رعاية األيتام إمنا ينظر لذلك من منظور إمياني وبعد إنساني بعيد عن معاني األنانية واالستعالء والعصبية والتحيز وهو يسعى في هذا العمل التطوعي مبحض إرادته لتشييد عمل خيري وإقامة مشروع مثمر يهدف إلي رعاية األيتام باعتباره من ساللة آدم عليه السالم أبي البشر بغض النظر عن انتمائه وجنسه ولونه فهو ينظر لليتيم باعتباره نفسا تنتمي إلي هذه األسرة اإلنسانية الكبرى التي دعا اإلسالم إلي إحيائها كما في قول الله تعالي:»و م ن أ ح ي اه ا ف ك أ نم ا أ ح ي ا الن اس ج م يعا» )املائدة: 32(. كما عد نفعها وبذل كل خير ومنفعة ملصلحتها من أقرب الوسائل إلي رحمة الله تعالي كما في قوله تعالى:»و اف ع ل وا اخل ي ر ل ع ل ك م ت ف ل ح ون «)احلج: 77(. وهذا ال ينقص من قدر املشاريع الوقفية اخلاصة باأليتام. 5 -الب عد األخالقي:

236 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام إن أي نوع من األوقاف التي يوجه الواقف إلي إنشائه وإقامته إمنا تتمثل فيه املعاني األخالقية حيث يتميز الوقف باستهداف املشاريع التنموية املستمرة الدائمة في نفعها وخيرها إلي يوم القيامة. ذلك أن عموم أنواع األوقاف املنشأة. إمنا هي مشاريع تنموية وأعمال خيرية يالحظ أن البعد األخالقي فيها مهيمن والرؤية التعاونية فيها مؤصلة فالواقف في أي نوع من األوقاف إمنا يسعى من خالله إلي مقصد أخالقي وهدف سام ويكفي أن نلحظ البعد األخالقي في الوقف إذا أدركنا دافعية الواقف ورغبته فهو- دون أدني شك-حينما يوقف الوقف إمنا يوقفه بدافع من أخالقيات الدين وتوجيهاته وبحافز من نفس طاهرة وقلب تقي يرغب في املساهمة بنهضة املجتمع ويسهم في وضع بصمة خير ثابتة مستمرة على قدر طاقته واستعداده ويؤسس في وقفه لنشاط دائم النفع واحليوية تفيد منه األيتام ومن نافلة القول أن صلة الوصل بينه وبني األيتام من وقفه هي ذلك الرابط الديني والشعور األخالقي. 6 -الب عد االجتماعي: لعل من أهم معاني الب عد االجتماعي للوقف هو إبراز ذلك الكيان احلسي واملعنوي الذي ينسج خيوطه احملكمة في التشابك بني األفراد املجتمع وإقامة عالقات من الروابط االجتماعية يغذي بعضها بعضا تبعث الروح في خاليا املجتمع حتى يصير كاجلسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر أعضاء هذا اجلسم بالسهر واحلمي مصداقا ملا رواه النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:»تري املؤمنني في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل اجلسد إذا اشتكي عضوا تداعي له سائر جسده بالسهر واحلمي«رواه البخاري احلديث رقم/ فالواقف يستشعر أمله من آالم أفراد أمته ويتحد أمله بآمالهم فهو يألم ألملهم ويسعد لسعادتهم باعتبار هذا االنتماء لعقيدة قوية وأخالق رشيدة وبالتالي فكلما ساهم الواقف بوقفه في متويل برامج رعاية األيتام كلما ازداد قربة وطاعة وعبادة. 7 -البعد االقتصادي: ينظر الفقه اإلسالمي إلي الوقف على أنه مؤسسه متويلية استثمارية لها شخصيتها االعتبارية وهذه الشخصية االعتبارية مبكوناتها ال تنحصر في أعيان الوقف وإمنا تنال اجلهات املستفيدة من ريع هذا الوقف الذي رصد من أجلها وبالتالي فمما مييز الوقف بأنشطته املختلفة أنه يؤدي دورا بارزا ويشغل حيزا مهما في الساحة االقتصادية من حيث إنه يساهم بشكل فاعل في عملية النشاط االقتصادي ودفع عجلة االقتصاد نحو النماء واالزدهار وعليه فيمكننا أن نعد املؤسسات الوقفية مصدرا ماليا من مصادر األمة ميكن له أن يساهم في متويل برامج رعاية األيتام املختلفة حيث يغلب على طبيعة املشاريع الوقفية ظاهرة االستمرارية واإلنتاج. 2 -البعد الفقهي: تتسع دائرة العمل اخليري لتشمل أكبر قدر من شرائح املجتمع على اختالف أنواعها وأجناسها وفئاتها بل تتعدى هذه الدائرة اإلنسانية كأكرم مخلوق لله تعالي شرفه الله عز وجل بخالفته في األرض وحم لة مسؤولية عمارتها لتتوجه في استهدافها بهذا العمل اخليري إلي البهيمة من طائر وحيوان والنبات بشتى أصنافه من زرع وثمر وشجر بل وسائر اجلمادات من أرض وسماء ويابسة وماء وحجر ومدر من خالل احملافظة على البيئة والدعوة لتعميم دائرة النفع اخليري العام فيها وتتنوع دائرة العمل اخليري وتتسع في تناولها أصنافا من د. محمد مرسي القربات وألوانا من النوافل تلتقي مع الزكاة من حيث إنها موارد مالية هامة ميكن أن تسهم في متويل برامج رعاية األيتام وتضاف كرافد حيوي وهام في مجال العمل اخليري. أهمية الوقف اخليري لتمويل برامج رعاية األيتام: يعد العمل اخليري التطوعي من أهم القيم اإلنسانية واحلضارية التي قامت عليها نهضة األمم املتحضرة مبا يهدف في آماله إلي إسعاد العنصر البشري على اختالف جنسه ولونه وعرقه ومبا يسعى في طموحاته إلي حتقيق اخلير والسعادة للبشرية جمعاء. وقد كان لإلسالم سبق عظيم وشريف وعزيز يوم أن نادي بهذا املفهوم منذ بزغت شمس هذا الدين ساطعة على مهبط الوحي وقبلة املسلمني حني شرفت اجلزيرة العربية بل والعالم كله بتلقي أحكام هذه الرسالة وهي تتنزل على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليتمثلها في شخصه وسلوكه منهجا عمليا وقيما سامية ومبادئ عادلة وفضائل راشدة. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )املسلم أخو املسلم ال يظلمه وال يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربه فرج الله عنه كربه من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة( رواه البخاري احلديث رقم/ ويتجل ى العمل اخلير في اإلحساس باملسؤولية جتاه اآلخرين بقدر ما يكن لآلخرين من تقدير واحترام فهو يقيم كل جهد ويقدر كل معروف بغض النظر عن مستواه وحجمه ومقداره طاملا يصب في زاوية اخلير والنفع فعن أبي ذر t قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: )ال حتقرن من املعروف شيئا ولو أن تلقي أخاك بوجه طلق( رواه مسلم احلديث رقم ويتميز اإلسالم في خصائصه أنه دين اجلماعة فهو العاملي االجتماعي اإلنساني وهو بهذه الشمولية يستلزم استشعار حاجة جميع البشر فهم ينتمون إلي األسرة الكبيرة الواحدة )األسرة اإلنسانية( وهنا ال بد لصحة هذا االستشعار وصدق هذا االنتماء من بذل وعطاء وتضحية وفداء للصالح العام الذي يعود نفعه على سائر بني البشر. ومن هنا يتنوع العمل اخليري ما بني العمل الفردي على مستوي األفراد والعمل املؤسسي على مستوي اجلماعات والهيئات واملنظمات. وكالهما يخدم الفكرة من زاويته ونشاطه واستعداده. ويتجلى دور الوقف رافدا هاما وأساسا للعمل اخليري لتقدمي الرعاية من خالل التمويل ومن أشهر األوقاف لرعاية األيتام قدميا ما نقل في مآثر صالح الدين األيوبي أنه أمر بعمارة مكاتب ألزمها معلمني لكتاب الله عز وجل يعلمون أبناء الفقراء واأليتام خاصة ويجري عليهم اجلراية الكافية لهم. ويقصد باجلراية الكاملة مأكلهم وكسوتهم وأدوات دراستهم. ومن صورة رعاية األيتام مكتب السبيل الذي أنشأه السلطان الظاهر بيبرس بجوار مدرسته وقرر ملن فيه من أيتام املسلمني اخلبز في كل يوم باإلضافة إلي الكسوة في فصلي الشتاء والصيف كذلك أنشأ السلطان قالوون مكتبا لتعليم األيتام ورتب لكل طفل باملكتب جراية في كل يوم وكسوة في الشتاء وأخري في الصيف )(. وممن أولي األيتام اهتماما خاصا عن طريق الوقف لرعايتهم والعناية بهم الطواشي ظهير الدين مختار وهو من أمراء دمشق في القرن السابع الهجري الذي أوقف مكتبا لأليتام على باب قلعة دمشق ورتب لهم الكسوة وكان ميتحنهم بنفسه ويفرح بهم. ومنهم كذلك )خوندتتر( احلجازية ابنه السلطان امللك الناصر محمد قالوون إذ جعلت بجوار املدرسة احلجازية التي أوقفتها مكتبا للسبيل فيه عدد من أيتام املسلمني ولهم مؤدب يعلمهم القرآن ويجري عليهم في

237 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام كل يوم لكل منهم من اخلبز النقي خمسة أرغفة ومبلغ من الفلوس ويقدم لكل منهم كسوتا الشتاء والصيف. ومما سبق ميكن القول: إنه في العصر اململوكي قلما يوجد أمير أو سلطان إال أوقف لأليتام مكتبا لتعليمهم والصرف عليهم فيشير )محمد أمني( إلي أنه قلما تخلو وثيقة وقف خيري من تخصيص جزء من ريع ذلك الوقف لتعليم عدد من األطفال األيتام كما يؤكد أنه قلما يوجد مسجد أو مدرسة وقفية في العصر اململوكي إال ويوجد بجوارها مكتب لتعليم األيتام. كما يتضح ذلك في أوقاف القرن التاسع الهجري حيث يندر أن توجد وثيقة وقفية دومنا تخصيص جزء منها لأليتام دون غيرهم. ولقد استرعت ظاهرة كثرة املدارس واحملاضر التي تعني باأليتام الرحالة املسلم ابن جبير فقد عدها من أغرب ما يحدث به من مفاخر البالد الشرقية من العالم اإلسالمي ثم ذكر بعض ما شاهده من أمور مرتبة لهؤالء األيتام. ولم تتوقف رعاية األيتام من خالل األوقاف على تعليمهم وتوفير املأكل والكسوة واملساعدات املادية لهم فقط بل حرص الواقفون على توفير األدوات التعليمية مثل األقالم واملداد واأللواح والدوي واحلصر التي يجلسون عليها. كما حرص الواقفون على جتديد كل ما يتعلق بتعلم األيتام ورعايتهم في هذه املكاتب وبتفصيل دقيق ومن ذلك حتديد املناهج وطرق التدريس والتأديب والتربية ففي إحدى الوثائق الوقفية جند النص التالي:»ويعلمهم- أى األيتام- األدب أوال ثم ما يطيقون تعلمه من كتاب الله عز وجل واخلط العربي«وفي وثيقة أخري ورد النص التالي:»ويعلمهم الفقيه ما تيسر لكل منهم تعلمه من القرآن واخلط والهجاء واالستخراج أسوة بأمثاله على العادة ويعاملهم املؤدب باإلحسان والتلطف فيما يرغبون به في االشتغال ومن أتي منهم مبا ال يليق أدبه بفعل ما أباحه الشرع الشريف وال يضرب الضرب املبرح«. ولقد بلغ حرص الواقفني على العناية باأليتام أن اشترطوا مواصفات محددة في املؤدب الذي يتولي تعليمهم وتربيتهم ومن ذلك أن يكون املؤدب من أهل اخلير والدين واألمانة والعفة والصيانة حافظا لكتاب الله عاملا بالقراءات السبع ورواياتها وأحكامها وأن يعامل األيتام باإلحسان والتلطف واالستعطاف. ويتجاوز األمر لدي بعض الواقفني إلي اشتراط شروط أكثر صرامة ومن ذلك ما ورد في إحدى الوثائق الوقفية مثل أن يكون»رجال حافظا لكتاب الله العزيز ذا عقل وعفة وصيانة وأمانة متزوجا زوجة تعفه صاحلا لتعليم القرآن واحلفظ واألدب«. كما اعتني الواقفون مبواعيد الدراسة وأيامها وأوقاتها وحتديد ما يتم تدريسه في كل فترة ومرحلة عمرية وجعل أيام يرتاح فيها األيتام من كل أسبوع ومن ذلك ما ورد في وثيقة السلطان )قايتباي( حيث ذكر فيها»أن األيتام يستمرون في أيام حضورهم باملكتب من طلوع الشمس إلي وقت العصر فينصرفون حينئذ وقبل انصرافهم يقرؤون سورة اإلخالص واملعوذتني وفاحتة الكتاب والصالة على النبي صلى الله ععليه وسلم ويدعون ما عدا يوم اخلميس من كل جمعة فإنهم يستمرون باملكتب إلي الظهر ويوم اجلمعة بطالتهم- أي عطلتهم- وكذلك أيام األعياد واملواسم واألعذار الشرعية على العادة«. ولم يتوقف الرعاية الشاملة لهم حتى عند غيابهم عن املكاتب وامتدت الرعاية حتى بعد انتهائهم من املكتب ببلوغهم البلوغ الشرعي أو االنتهاء من حفظ القرآن حيث يقام لليتيم احتفال كبير يسمي )اإلصرفة( فيركبون الصبي على فرس أو بغلة مزينة ويسير بني يديه بقية صبيان املكتب ينشدون طوال الطريق إلي أن يوصلوه إلي بيته ويصرف له مبلغ من املال ليستعني به على معيشته بعد مغادرة املكتب كما يصرف ملؤدبة مبلغ إضافي على مرتبه مكافأة له على جهده مع اليتيم الذي تخرج من املكتب. د. محمد مرسي لذا أرى أن مساهمة األوقاف اخليرية في متويل برامج رعاية األيتام في العصر احلديث ميكن أن تتجسد من خالل ما يلي: 1 -استخدام العقارات الوقفية لبناء املبررات املتكاملة لأليتام. 2 -استخدم إيرادات األمالك الوقفية لدعم مبرات األيتام في املجاالت املختلفة )الغذاء اللباس التعليم الصحة(. 3 -استخدام إيرادات وعقارات األوقاف إلنشاء قري رعاية األيتام من خالل دعم األسر احلاضنة لأليتام وهذا يشجع كفالة األيتام بشكل راق. 4 -تتكفل إدارة األوقاف باستثمار أموال اليتامى من خالل إنشاء»صندوق األوقاف لتنمية أموال األيتام«وهذا ميكن األوقاف من استخدام تلك األموال في املشاريع االستثمارية الوقفية. أهداف الوقف اخليري لتمويل برامج رعاية األيتام: باعتبار أن الوقف في اإلسالم عمال من أعمال البر واخلير فإنه يحقق هدفني هدفا عاما وهدفا خاصا. أما الهدف العام: فهو أن الوقف يحفظ لكثير من اجلهات العامة حياتها مما يضمن لكثير من طبقات األمة لقمة العيش عند انصراف الناس عن فعل اخلير ونضوب املوارد من الصدقات العينية والسيما أن أغراض اخلير ليست قاصرة على الفقراء أو دور العبادة فحسب وإمنا تتعدى إلي أهداف اجتماعية واسعة وأغراض خيرة شاملة حيث أسهمت األوقاف في إرساء دعائم ثقافية متنوعة في املجتمعات اإلسالمية مثل اإلنفاق على األيتام واملدارس واملعاهد وتعيني املعلمني واإلنفاق على طلبة العلم وتخصيص جزء كبير ألبناء السبيل وتوفير املأكل واملشرب وإنشاء املشافي ودور العالج. أما الهدف اخلاص للوقف: فإن اإلنسان يدفعه إلي فعل اخلير دوافع عديدة منها الدافع االجتماعي الذي هو نتيجة للشعور باملسئولية اإلنسانية جتاه اجلماعة فيدفعه ذلك إلي أن يرصد شيئا من أمواله على هذه اجلهة أو تلك لتستفيد من ريع هذا الوقف ومنها الدافع العائلي حيث تتغلب العاطفة النسبية على غيرها من النزعات فيندفع الواقف بهذا الشعور إلي أن يؤمن لعائلته وذريته موردا ثابتا يكون ضمانا ملستقبلهم وحماية لهم من الفاقة واحلاجة»إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس«. فالوقف يحقق مبدأ التكافل بني أفراد املجتمع ليعني غنيهم فقيرهم وعاملهم متعلمهم فتسود احملبة واالحترام بني أفراد املجتمع ويسود التعاون واإليثار. ولقد حتقق دور الوقف في متويل رعاية األيتام فكان من أهم مظاهر هذا التمويل الذي حققه الوقف إيواء اليتامى ورعايتهم فقد خصصت أوقاف لتمويل رعايتهم وكفلت لهم حياة كرمية طيبة تغنيهم عن السؤال وتعرضهم لظروف معيشية صعبة خاصة أن مثل هؤالء قد فقدوا العائل الذي يعولهم وخاصة إذا كانوا من الفقراء. لذا فمن أهداف الوقف اخليري لتمويل برامج رعاية األيتام في الوقف احلاضر ما يلي:- 1 -االهتمام برعاية الطفل اليتيم والطفل احملروم وتنشئتهم على العقيدة والشريعة اإلسالمية والفضيلة ومكارم األخالق وفق معطيات ديننا احلنيف. 2 -توفير األمان لألطفال األيتام واحملرومني الذي فقدوا آباءهم فقهرهم اليتم وأوهنهم اجلوع وفتك بهم املرض وغشيهم ظالم اجلهل. 3 -توفير حياة كرمية للطفل اليتيم واحملروم تساعد على منوه السليم املتوازن»بدنيا وذهنيا وروحيا

238 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام واجتماعيا«وتقية شر العوز والتردي في مهاوي الرذيلة واالنحراف. 4 -تعليم اليتيم حرفة أو صنعة تعود بالنفع عليه وعلى أسرته ومجتمعه. 5 -دعم دور رعاية األيتام التي تشرف عليها جمعيات ومؤسسات خيرية موثوق بها لتتمكن من حتقيق أهدافها النبيلة في رعاية األيتام. 6 -مساعدة فئات من املجتمع تعاني من ظروف صعبة وذات عالقة بالطفل اليتيم»أسرة اليتيم«وتخفيف وطأة احلرمان وهول املصيبة لدي األيتام واألرامل بعد فقدهم ملن كان يعولهم ويرعاهم. 7 -سد احتياجات األيتام وحتسني أحوالهم املعيشية واالجتماعية والتعليمية والصحية والنفسية ومتويل املشروعات ذات البعد التنموي والتي تساهم في حتسني الظروف املعيشية لأليتام. 8 -دراسة أوجه الرعاية الثقافية والتربوية لأليتام ومتويل املشروعات التي تفي بتلك االحتياجات ووضع مقترحات وخطط التنفيذ لتمويل هذه املشروعات. د. محمد مرسي املبحث الثالث: منوذج مقترح لدور الوقف اخليري في متويل برامج رعاية األيتام إن واقع العالقة اليوم بني الوقف ورعاية األيتام في مجتمعاتنا اإلسالمية يحمل الكثير من السلبيات واإليجابيات لذا فإن هذه العالقة هو فرع من أصل ملشكلة أكبر وهى معاناة الوقف بذاته كمشروع إسالمي حضاري من التدهور واإلهمال والتردي في واقع مجتمعاتنا اإلسالمية فما يقال عن العقبات التي تظهر أمام تطبيقات الوقف عامة أصل لتلك العقبات التي يواجهها وقف رعاية األيتام في املجتمعات اإلسالمية ومما يعزز تلك العقبات ويثيرها هو ذلك العزوف املستشري عن إيقاف األوقاف لتمويل برامج رعاية األيتام وهذا االنحسار لدور الوقف اخليري لتمويل برامج رعاية األيتام في مجتمعاتنا اإلسالمية جاء لعوامل عدة من أهمها: 1 -يندرج ضعف وقف متويل برامج رعاية األيتام في مجتمعاتنا في إطار حالة عامة متر بها األمة اإلسالمية تتمثل في الضعف الروحي واملادي الذي تعاني منه املجتمعات اإلسالمية. 2 -جاء ضعف دور وقف متويل برامج رعاية األيتام في مجتمعنا كنتيجة حتمية إلضعافنا ألنفسنا بعدم اجلدية في تطبيق اإلسالم كشريعة وسلوك في قلوبنا وجوارحنا على أكمل وجه. - 3 اعتقاد البعض أن وقف متويل برامج رعاية األيتام ال يكون إال في أمر تعبدي صرف وال ميكن أن يرقى إلى دور مدني تنموي ليخدم املجتمع في األيتام مثال. 4 -تسبر بعض األفكار االقتصادية الدخيلة على مجتمعاتنا اإلسالمية والتي يروج أصحابها لدعاية مضادة ملشروع وقف متويل برامج رعاية األيتام ويطرحون أمامه الشبهات حول دوره اإليجابي. 5 -يظن الكثير من أفراد املجتمع اإلسالمي أن وقف متويل برامج رعاية األيتام هو دائرة حكومية عليها واجبات منوطة بها وطاملا أنها تقوم بهذه الواجبات على أكمل وجه فال مكان للمشاركة األهلية باملساهمة الوقفية اخليرية. 6 -طغيان الثراء املادي على حياة نطاق عريض لبعض املجتمعات خصوصا املجتمعات اإلسالمية وهذا الثراء شكل غشاوة متنع األكثرية من رؤية حاجة املعوزين وتقلل اإلحساس بأهمية متويل برامج رعاية األيتام. 7 -اهتزاز الثقة في نفوس كثير من املوسرين بجدوى الوقف في متويل برامج رعاية األيتام ونظرا لسوء إدارة نظارته وضعف متابعته وهو أمر بالغ اخلطورة ألنه شكل عامل طرد ملن هم قادرون وراغبون في إيقاف أمالكهم لتمويل برامج رعاية األيتام. 8 -إشراف القطاع العام على الوقف اخليري خارج سلطة القضاء مما أدخله في دائرة الروتني اإلداري وبذلك فقد الوقف استقالليته ومرونته وفقد كذلك ثقة الناس به. 9 -اجتاه كثير من األثرياء ومحبي اخلير لدفع معونات مالية وتبرعات عينية للجهات اخليرية وهذه املشاركة على ما فيها من اخلير العميم إال أنها ال تتمتع باخلصائص التي للوقف من حيث االستمرارية والقابلية للنماء ألن تلك التبرعات تذهب بذهاب مسديها أو عجزهم عن التبرع مرة أخرى. 10 -إن الكثير من املوقفني يكتفون بوقف العني وال يبنون أوقافا لصاحلها لتدر عليها ريعا يضمن لها االستمرار واالستقالل ويحفظها من االندثار. األساس القيمي للنموذج املقترح لدور الوقف في متويل برامج رعاية األيتام: يقوم النموذج املقترح لدور الوقف في متويل برامج رعاية األيتام على األساس القيمي التالي: 1 -العبودية لله عز وجل: ذلك بأن قربه لله سبحانه وتعالى وينبغي أن يتوفر فيه عنصر اإلخالص له سبحانه وابتغاء وجهه دون سواه كما دلت على ذلك اآليات الداعية إلى اإلنفاق لقوله تعالي:»ل ن ت ن ال وا ال ب ر ح ت ى ت ن ف ق وا مم ا حت ب ون «)آل عمران: من اآلية 92 (

239 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام 2 -االستخالف: فاملال في حقيقته لله عز وجل وملك اإلنسان له عارض فالوقف إعادة األمانة لصاحبها وإنفاذ ما يرضيه فيها فاإلنسان مستخلف على هذه األمانة فالبد أن يكون أمينا ويتحلى بصفة وقيمة ومبدأ األمانة عندما يستخلفه الله عز وجل في هذا املال قال تعالى: {آم ن وا ب الل ه و ر س ول ه و أ ن ف ق وا مم ا ج ع ل ك م م س ت خ ل ف ني ف يه ف ال ذ ين آم ن وا م ن ك م و أ ن ف ق وا ل ه م أ ج ر ك ب ير { )احلديد: 7 (. 3 -اإلحسان: يعد اإلحسان املرتبة العليا في الدين وببلوغه يتجاوز اإلنسان أهواءه ويقدم ما يحبه الله عز وجل ورسوله r ما حتبه نفسه بل يقدم ما لديه تقربا لله عز وجل كما فعل صحابة رسول الله r فما أجمل هذا املبدأ وهذه القيمة العظيمة عندما يتحلى بها الوقف. 4 -الفعالية اخليرية: إن مبدأ اخليرية في نفس اإلنسان هو الذي يدفعه إلجناز كل عمل خيري وهذه اخليرية هي املبرزة خللق التضحية والبذل في اجلهد واملال وبدافع ووازع إمياني بالله واليوم اآلخر واحتساب األجر عند الله عز وجل وطلب الثواب منه ليس أحد سواه يقول الله عز وجل:»و ل ت ك ن م ن ك م أ م ة ي د ع ون إ ل ى اخل ي ر و ي أ م ر ون ب امل ع ر وف و ي ن ه و ن ع ن امل ن ك ر و أ ول ئ ك ه م امل ف ل ح ون» )آل عمران: 104 (. 5 -التكامل: هذه القيمة العظيمة قيمة التكامل التي يقوم عليها الوقف على أنه نظام اجتماعي تكافلي تعني تكامال في اجلهود وتكامال في القدرات والطاقات من قبل قاعدة األمة وقيمتها تكامل جلميع الفئات والطبقات واألفراد مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم :»الدين النصيحة قلنا: ملن قال لله ولكتابه ولرسوله وألئمة املسلمني وعامتهم«رواه مسلم احلديث رقم التكافل: هذا املبدأ يكون بني فئات املجتمع وذلك ملحوظ في العديد من التشريعات التي جاءها اإلسالم. مبررات منوذج متويل الوقف اخليري لبرامج رعاية األيتام: من مبررات النموذج املقترح لدور الوقف اخليري لتمويل برامج رعاية األيتام مما يلي: 1 -في متويل برامج رعاية األيتام امتثال ألمر الله عز وجل وألمر الرسول صلى الله عليه وسلم في احلث على كفالة اليتيم واإلحسان إليه. 2 -في متويل برامج رعاية األيتام من قبل املسلم تؤدي إلى مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في اجلنة وكفى بذلك شرفا وفخرا. 3 -في متويل برامج رعاية األيتام تدل على طبع سليم وفطرة نقية وقلب رحيم وتؤدي إلى ترقيق القلب وتزيل القسوة عنه. 4 -في متويل برامج رعاية األيتام تعود على صاحبها باخلير اجلزيل والفضل العظيم في احلياة الدنيا فضال عن اآلخرة قال تعالى: {ه ل ج ز اء اإلح س ان إ ال اإلح س ان { )الرحمن: 60 ( أي هل جزءا من أحسن في عبادة اخلالق ونفع عبيده إال أن يحسن خالقه إليه بالثواب اجلزيل والفوز الكبير والعيش السليم في الدنيا واآلخرة. 5 -في متويل برامج رعاية األيتام إسهام في بناء مجتمع سليم خال من احلقد والكراهية وتسود فيه روح احملبة واملودة قال r:»ترى املؤمنني في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل اجلسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده باحلمى والسهر«رواه البخاري احلديث رقم في إكرام اليتيم والقيام بأمره ورعايته والعناية به وكفالته إكرام ملن شارك الرسول r في صفه اليتم وفي هذا دليل على محبتهr. - 7 في متويل برامج رعاية األيتام تزكية ملال املسلم وتطهره وجتعل هذا املال نعم الصاحب للمسلم وفي هذا التمويل من األخالق احلميدة التي أقرها اإلسالم وامتدح أهلها. د. محمد مرسي 8 -في متويل برامج األيتام بركة عظيمة حتل على الكافل وتزيد في رزقه وجتعل البيت الذي فيه اليتيم من خير البيوت كما قال r:»خير بيت في املسلمني بيت فيه يتيم يحسن إليه «. 9 -في متويل برامج رعاية األيتام حفظ لذرية الكافل من بعده وقيام اآلخرين باإلحسان إلى أيتامك قال تعالى:»و ل ي خ ش ال ذ ين ل و ت ر ك وا م ن خ ل ف ه م ذ ر ي ة ض ع افا خ اف وا ع ل ي ه م ف ل ي ت ق وا الل ه و ل ي ق ول وا ق و ال س د يدا «)النساء: 9 (. مجاالت املوارد واالستثمارات الوقفية لتمويل برامج رعاية األيتام: هناك مجاالت ملوارد استثمار أموال الوقف يختار من بينها حسب طبيعة املال والتي ميكن أن تساهم في متويل برامج رعاية األيتام وهي: أوال: االستثماري العقاري: ويدخل في نطاق ذلك على سبيل املثال ما يلي: 1 -شراء العقارات وتأجيرها ليستفيد األيتام من منافعها وعوائدها. 2 -تعمير وصيانة وجتديد العقارات القدمية التي أشرفت على الهالك. 3 -استبدال العقارات القدمية بأخرى جديدة. 4 -إنشاء مبان على أراضي الوقف بنظام االستصناع أو املشاركة أو املشاركة املنتهية بالتمليك أو احلكر أو أي صيغة من صيغ االستثمار. ثانيا: االستثمار في إنشاء املشروعات اإلنتاجية املهنية واحلرفية الصغيرة على سبيل املثال:- 1 -املشروعات احلرفية الصغيرة. 2 -املشروعات املهنية الصغيرة. 3 -مشروعات تنمية موارد األسرة الفقيرة. ثالثا: االستثمار في املشروعات اخلدمية التعليمية والطبية واالجتماعية لرعاية األيتام مثل: 1 -مكاتب حتفيظ القرآن واملعاهد الدينية واملدارس اإلسالمية لأليتام. 2 -املستوصفات واملراكز الصحية الشعبية وما في حكم ذلك لأليتام. 3 -دور الضيافة للفقراء واملساكني وابن السبيل من األيتام. 4 -دور اليتامى والتي تقدم برامج رعاية األيتام. رابعا: االستثمار في األوراق املالية بهدف احلصول على العوائد احلالل مثل: 1 -األسهم العادية لشركات مستقرة تعمل فى مجال احلالل الطيب ذات مخاطر قليلة. 2 -الصكوك اإلسالمية الصادرة عن املؤسسات املالية اإلسالمية. 3 -سندات املشاركة في الربح واخلسارة ذات طبيعة آمنة ومستقرة. 4 -صكوك صناديق االستثمار اإلسالمية. 5 -سندات صناديق الوقف في البالد الشقيقة. 6 -سندات املقارضة التي تصدرها املؤسسات املالية اإلسالمية. خامسا: االستثمار في املؤسسات املالية اإلسالمية من خالل احلسابات االستثمارية ألجل مثل:

240 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام 1 -دفاتر التوفير االستثماري حتت الطلب. 2 -الودائع االستثمارية ألجل. 3 -الشهادات االستثمارية ذات األجل احملدد املطلقة. 4 -الشهادات االستثمارية ذات األجل احملدد املقيدة. 5 -ما في حكم ذلك من املستجدات اجلائزة شرعا. سادسا: االستثمار في األنشطة الزراعية منها على سبيل املثال ما يلي: 1 -تأجير األراضي الزراعية املوقوفة. 2 -املشاركة أو املساقاة أو املغارسة في استغالل األراضي املوقوفة. وتأسيسا على الطبيعة اخلاصة ألموال الوقف ومعايير استثمارها على النحو السابق بيانهما يحذر استثمار أموال الوقف لتمويل برامج رعاية األيتام: 1 -إيداع أموال الوقف في البنوك التقليدية بنظام الفائدة باعتبارها من الربا احملرم شرعا. 2 -التجارة في العقارات ملا يكشف هذا املجال من مخاطر عالية تتمثل في تقلبات األسعار. 3 -التعامل في سوق األوراق املالية بهدف التجارة أو املضاربة على هبوط وانخفاض األسعار. 4 -التعامل في سوق النقد بهدف االستفادة من ارتفاع األسعار. 5 -استثمار أموال الوقف في بالد حتارب اإلسالم واملسلمني ألن في ذلك دعما القتصاديات العدو. صيغ مقترحة الستثمار أموال الوقف: يحكم اختيار صيغ استثمار أموال الوقف والتي من خاللها ميكن متويل برامج رعاية األيتام مما يلي: أوال: صيغ املشاركة اإلسالمية ومنها على سبيل املثال ما يلي: 1 -املشاركة الثابتة املستمرة. 2 -املشاركة املتناقصة املنتهية بالتميلك. ثانيا: صيغ اإلجارة واحلكر ومنها على سبيل املثال ما يلي: 1 -اإلجارة التشغيلية ألجل. 2 -اإلجارة املنتهية بالتمليك. 3 -اإليجارتان. 4 -احلكر. 5 -اإلرصاد. ثالثا: صيغ تالؤم النشاط الزراعي ومنها على سبيل املثال ما يلي: 1 -املزارعة. 2 -املساقاة. 3 -املغارسة. رابعا : صيغ املساهمات في رؤوس األموال بهدف حتقيق عائد ومنها على سبيل املثال: 1 -املساهمة في رؤوس أموال بعض الشركات مثل شراء األسهم. 2 -املساهمة في رؤوس أموال صناديق االستثمار اإلسالمية. 3 -املساهمة في رؤوس أموال املصارف اإلسالمية. 4 -املساهمة في رؤوس أموال شركات التأمني اإلسالمية. 5 -املساهمة في رؤوس أموال شركات االستثمار اإلسالمية. 6 -املساهمة في رؤوس أموال اجلمعيات التعاونية اإلنتاجية. 7 -املساهمة في رؤوس أموال اجلمعيات التعاونية اخلدمية. خامسا: صيغ احلسابات االستثمارية لدى املؤسسة املالية اإلسالمية ومنها على سبيل املثال ما يلي: 1 -الودائع اجلارية االستثمارية حتت الطلب. 2 -التوفير االستثمارى. 3 -استثمار ألجل مطلق )مضاربة مطلقة(. 3 -استثمار ألجل مقيد )مضاربة مقيدة(. 4 -صكوك استثمارية إسالمية. سادسا: صيغ االستصناع واالستصناع املوازي ألصول ثابتة لتقدمي اخلدمات واملنافع ومنها:- 1 -استصناع عقارات ألجل اإلجارة. 2 -استصناع آالت ومعدات ألجل اإلجارة. 3 -استصناع أصول ثابتة بدال من املستهلكة. ويتوافر في الصيغ املقترحة السابقة اخلصائص اآلتية: 1 -املشروعية حيث أقرتها مجامع الفقه اإلسالمي. 2 -االستجابة لتغيير مجالها حسب املتغيرات اجلوهرية في مجال االستثمار. 3 -توثيق امللكية للمحافظة على أموال الوقف. 4 -التنوع حيث تغطى معظم املجاالت االقتصادية واالجتماعية. 5 -االستقرارية النسبية في العوائد. د. محمد مرسي وهناك صيغ استثمار معاصرة ال تالئم طبيعة األموال الوقفية لتمويل برامج رعاية األيتام منها على سبيل املثال ما يلي: صيغة املرابحة العادية واملرابحة ألجل لألمر بالشراء حيث تكتنفها العديد من املخاطر من أهمها ما يلي: 1 -مخاطر تلف البضاعة املشتراة مرابحة أو هالكها أو ضياعها. 2 -مخاطر نكول العميل املشتري للبضاعة عن شرائها وصعوبة بيعها. 3 -مخاطر عدم استالم العميل للبضاعة املشتراة بسبب عيوب خفية أو عدم املطابقة للمواصفات. 4 -مخاطر الوعد غير امللزم بالشراء من قبل املشتري مما يوقع مؤسسة الوقف في مشاكل تسويقها. 5 -مخاطر عدم سداد العميل لألقساط املستحقة عليه وضعف الضمانات والكفاالت املقدمة منه. 6 -مخاطر األخطاء والشبهات الشرعية التي يحتمل أن تقع عند تنفيذ اإلجراءات التنفيذية للمرابحة. صيغة بيوت السلم حيث تكتنفها مخاطر عالية منها على سبيل املثال ما يلي: 1 -عدم التزام العميل بتسليم املسلم فيه )البضاعة موضوع السلم( في الوقت واملكان احملدد بالعقد. 2 -نكول العميل عن تنفيذ بعض شروط العقد أو تأويل تفسيرها. 3 -التقلبات والتغيرات املفاجئة في األسعار. 4 -تعرض الشئ املسلم فيه للهالك أو الضياع أو نحو ذلك بعد استالمه من العميل. 5 -صعوبة بيع الشئ املسلم فيه أو أي مخاطر أخرى

241 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام صيغة املضاربة مع أرباب األعمال املشاركني بجهدهم وتقدم هيئة )مؤسسة( الوقف املال: حيث يكتف هذه الصيغة مخاطر عالية منها على سبيل املثال ما يلي: 1 -إهمال أو تعدي أو تقصير رب العمل مما يؤدي إلى هالك األموال. 2 -املخاطر التسويقية التي قد حتدث وتقود إلى خسائر أو هالك رأس مال املضاربة. 3 -مخاطر تأخر رب العمل عن سداد حقوق هيئة )مؤسسة( الوقف املتمثلة في رأس املال مضافا إليه نصيبه من األرباح أو مطروحا منه نصيبه من اخلسائر. 4 -تالعب رب املال في احلسابات وإظهار أن املضاربة قد خسرت. 5 -مخاطر ضعف الضمانات املقدمة من رب العمل بسبب تغير في الظروف واألحوال. 6 -احتمال وجود كساد في األسواق مما يلحق باملضاربة خسائر. 7 -عدم وجود العنصر البشري الفني في مؤسسة الوقف القادر على متابعة االستثمارات في املضاربة مع الغير. صيغة التجارة مبعنى استخدام أموال الوقف في عمليات التجارة في السلع واخلدمات مثل شراء البضائع ثم إعادة بيعها حيث يكتنفها مخاطر كبيرة من أهمها ما يلي: 1 -عدم وجود العنصر البشري اخلبير في التجارة. 2 -ارتفاع مخاطر التسويق واملبيعات. 3 -احتمال حدوث خسائر كبيرة تؤدي إلى هالك األموال. مقترح أسهم أو سندات وقف لتمويل برامج رعاية األيتام: يقصد املساهم في شراء األسهم أو السندات الوقفية االشتراك في وقف األسهم لتمويل برامج رعاية األيتام ومن معالم فكرة وقف األسهم عن طريق االكتتاب العام تتجلى في اآلتي: 1 -أن تتبنى جهة أو مؤسسة خيرية أو إدارة حكومية كوزارة األوقاف أو حتى فرد معني فكرة إنشاء مشروع وقفي خيري خاص أو عام يخدم األيتام بأي نوع من اخلدمات اخليرية أو مشروعات الوقفية أو مشروع استثماري يصرف ريعه في متويل برامج رعاية األيتام. 2 -دراسة هذا املشروع أو ذاك دراسة وافية بالتخطيط له وتقدير تكلفته ومن ثم حتديد رأس املال الالزم لهذا املشروع الوقفي وأخذ اإلذن الالزم إلقامته من جهة االختصاص. 3 -إصدار أسهم وقفية على غرار األسهم في الشركات املساهمة وعلى غرار صكوك االستثمار يوزع عليها رأس املال لتصبح هذه األسهم ذات قيم اسمية متساوية. 4 -يعرف عامة الناس بهذا املشروع عن طريق وسائل اإلعالم املختلفة وعن طريق إصدار نشرة اكتتاب تعرف الناس باملشروع وأهدافه وطبيعته ومصرفه وطريقة إدارته وطريقة االكتتاب فيه وحتديد اجلهة املعنية لتلقى االكتتاب من العامة الخ. 5 -تبدأ اجلهة املعنية باستقبال املساهمات العامة وتعطيهم إيصاالت بقدر أسهمهم. 6 -يدعي بعد ذلك جميع املساهمني الجتماع تأسيسي لتكوين مجلس إدارة وتعيني مدير عام لهذا املشروع الوقفي عن طريق االختيار )االنتخاب( وينتخب من يلزم للقيام مبهام هذا املجلس كنائب للمدير أو الرئيس وأمينا للمجلس وممثال ماليا الخ. ومن ثم يتولى مجلس اإلدارة ورئيسه مهمة إقامة املشروع واستثماره وتوزيع غلته في متويل برامج رعاية األيتام بالوكالة عن املساهمني. وعلى هذا فالعالقة بني املساهمني ومجلس اإلدارة عالقة وكالة كونه وقفا خيريا إال أنه ميكن أن تنشأ عالقة مضاربة بني ناظر الوقف الذي هو رئيس مجلس اإلدارة د. محمد مرسي وبني مؤسسة أو شخص الستثمار الوقف أو جانب منه إذا كان من النوع االستثماري الذي يقصد رقعه لتمويل برامج ورعاية األيتام. 7 -وبعد االنتهاء من تنفيذ مشروع الوقف يبدأ في االنتفاع به في متويل برامج رعاية األيتام فإن كان املشروع لالنتفاع املباشر فتح للمستحقني وإن كان باالستثمار في إجارة أو غيرها استثمر على حسب ما حدد في نشرة اإلصدار إما عن طريق مجلس اإلدارة أو عن طريق إرجاع العائد إلى املساهم على حسب أسهمه ليوزعه في مصارفه. أهمية مقترح أسهم أو سندات وقف متويل برامج رعاية األيتام بعد النظر فيما كتب من طرح أصل هذه الفكرة وبعد الدراسة والتأمل تتبني أهميتها وشدة احلاجة إليها والسيما في هذا العصر ملا يأتي: 1 -اختالف أمناط احلياة في هذا العصر وتنوع اخلدمات التي حتتاجها برامج رعاية األيتام مما يستدعي التفكير في مشروعات وقفية تفي بهذه اخلدمات املتنوعة. 2 -إن غالبية الناس في املجتمعات املختلفة يعيشون حياة اقتصادية متوسطة أو دون املتوسطة بحيث ال يستطيعون اإلسهام في األوقاف مع أهميتها في متويل برامج رعاية األيتام ومع ما ترتب عليها من الفضائل وفتح املجال لعامة الناس وغالبيتهم من هؤالء للمساهمة في مشروعات وقفية نافعة ولو بجزء يسير عن طريق املساهمة مبا يستطيعون يفتح املجال لشريحة كبيرة جدا في املجتمع لإلسهام في هذه املشروعات لتمويل برامج رعاية األيتام. 3 -أن نأسس مشروعات وقفية وطرحها لعامة الناس لالكتتاب بفتح اآلفاق إلقامة مشروعات وقفية كبيرة تسهم إسهاما فاعال في متويل برامج رعاية األيتام. 4 -إن الدول بدأت تفتح املجال للقطاعات اخلاصة لإلسهام في الكثير من مجاالت اخلدمات املختلفة كالكهرباء واالتصاالت والتعليم والصحة وحيث إن القطاع اخلاص في الغالب- يبحث عن الربح واالستثمار وليس كل فئات املجتمع يستطيع دفع رسوم هذه اخلدمات إذا أسندت للقطاع اخلاص ففتح املجال إلنشاء مشروعات وقفية عن طريق االكتتاب امليسر لكل واحد يسهل القيام بهذه اخلدمات أو بعضها لتغير املستطيع لتمويل برامج رعاية األيتام. 5 -تنظيم التبرعات الصغيرة املختلفة التي ال ميكن من خاللها إنشاء مشروعات ذات جدوى كبيرة في املجتمع لها أثرها الواضح في متويل برامج رعاية األيتام. 7 -إن إقامة هذه املشروعات على النحو املطروح أبعد عن تالعب املتالعبني باألوقاف الباحثني عن مصاحلهم الشخصية ألنه عن طريق إقامة هذه املشروعات الوقفية تسند النظارة على الوقف إلى مجلس يختار من املساهمني وال شك أن النظرة اجلماعية ليست كالفردية. اجلوانب التطبيقية ألسهم أو سندات وقف متويل برامج رعاية األيتام املقترحة:- 1 -مجاالت التطبيق املفتوحة: إن من شروط املوقوف عليه أن يكون جهة بر وخير وفي قول آخر أن ال يكون جهة معصية حسب تقرير الوقف وإذا كان العلماء يقولون: إن»أبواب اخلير بعدد أنفس اخلالئق فإنه ميكن القول: إن تاريخ الوقف اخليري شاهد على أنه استخدم في جميع أبواب اخلير التي حتتاج إلى متويل وكلها تصب فيما يحقق املنفعة للمجتمع

242 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام وخاصة األيتام وبرامج رعايتهم لذا فمن مجاالت تطبيق مقترح أسهم أو سندات وقف متويل برامج رعاية األيتام التي ميكن أن توجه إليها هذه األموال الوقفية على سبيل املثال: البرامج التي تقدمها دور التربية االجتماعية للبنني والبنات وتشمل هذه البرامج«اإليواء الكامل الرعاية الصحية الرعاية االجتماعية الرعاية التعليمية الرعاية الطبية األنشطة الصيفية. برامج كفالة أيتام مقيمني مع أسرهم»أيتام األسر«. برامج إنشاء وتسير دور األيتام فضال عن برامج التدريب املهني. برامج رعاية األطفال احملرومني من األسرة ممن فقدوا األب أو األبوين معا. برامج إنشاء وتسيير مراكز اجتماعية لرعاية وتأهيل األيتام. برامج دعم الوضع املادي ألسرة اليتيم لتحسني مستوى معيشتها»األسر املنتجة«في املنازل. برامج الرعاية الالحقة والتي تساهم في تزويد األيتام بالعون املادي واإلرشاد النفسي واالجتماعي والتربوي واملهني. برامج عيدية اليتيم في مناسبات األعياد الدينية»عيد الفطر عيد األضحى املبارك«. برامج زواج األيتام»ذكور إناث«لتحقيق الرعاية الكرمية لأليتام. برامج احلقيبة والزي املدرسي لأليتام. برامج رحلة اخلير حلج وعمرة اليتيم. برامج املتابعة الدراسية ودروس التقوية وتكرمي األيتام املتفوقني في الدراسة. برامج ترميم وبناء مساكن ومنازل لأليتام. برامج األسرة الكافلة واألسرة الصديقة. برامج دور احلضانة ورياض األطفال األيتام. برامج تنمية واستثمار أموال األيتام. برامج بناء وتأسس قرى رعاية األيتام. برامج دعم البحوث والدراسات العلمية واملؤمترات وورش العمل في مجال رعاية األيتام. برامج توفير فرص عمل لأليتام البالغني. برامج دعم املشروعات التجارية والدعم الذاتي لأليتام. 2 -اجلوانب التنظيمية للمقترح: توجد ثالثة مقترحات للجوانب التنظيمية للمقترح نلخصها في اآلتي: أ -املقترح األول: أن يتم العمل بتنفيذ شعبي وإشراف شعبي وذلك بأن يتولى النشاط كله بدءا من طرح السندات وتشغيل املشروعات بعض من أهل اخلير واملؤسسني لصندوق متويل برامج ورعاية األيتام يبدؤون بدفع مبلغ تأسيس في صورة وقف ويقومون بطرح السندات وجتميع األموال وتشغيلها ويكون اإلشراف عليهم بواسطة الواقفني اآلخرين في السندات في صورة جمعية عمومية في ضوء ضوابط الشريعة اإلسالمية. ب-املقترح الثاني: أن يتم العمل بتنفيذ شعبي وإشراف حكومي وهذا يتم تطبيقه من خالل اجلمعيات اخليرية القائمة أو إنشاء جمعية أو جمعيات لهذا الغرض في البالد املختلفة التي تخضع في تكوينها واإلشراف عليها لرقابة األجهزة احلكومية املختصة وفق ضوابط الشريعة اإلسالمية. ج-املقترح الثالث: أن يتم العمل بتنفيذ حكومي وإشراف حكومي وهذا من خالل وزارة الشئون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد. د. محمد مرسي 3 -اجلوانب املالية للمقترح: وتسير طبقا لإلجراءات التالية: أ -تتم دراسة املشروع الوقفي الذي يهدف إلى متويل برامج رعاية األيتام وفقا الحتياجات مجتمع املنطقة التي ينشأ فيها الصندوق الوقفي ويحدد رأس املال الالزم لتحقيق أغراضه فيها الصندوق الوقفي لتمويل برامج رعاية األيتام ويحدد رأس املال الالزم لتحقيق أغراضه وذلك وفق ضوابط الشريعة اإلسالمية. ب-يتم تقسيم رأس املال إلى أجزاء صغيرة ولتكن ريال وبناء عليه حتدد عدد السندات الوقفية فإذا كان رأس املال املطلوب للمشروع الوقفي 100 مليون ريال وأن القيمة االسمية للسند حددت مببلغ 50 ريال فإن عدد األسهم يكون: )100 مليون 50 = ريال(. ج-يتم إعداد نشرة اكتتاب متثل دعوة للمسلمني لشراء )االكتتاب( في عدد السندات تتضمن بدء وقفل باب االكتتاب وكيفية دفع قيمة السندات واألشخاص املسموح لهم باالكتتاب )وطنيني أو رعايا الدول اإلسالمية وميكن أن يقبل اكتتاب الذميني وأن يكونوا أشخاصا طبيعيني سواء بأنفسهم أو وكالئهم كما يحدد فيه اجلهات التي تتلقى االكتتاب وهي أحد البنوك في العادة وذلك وفق ضوابط الشريعة اإلسالمية. كما يذكر في نشرة االكتتاب استكمال اإلجراءات القانونية واحلصول على التراخيص الالزمة ووصف للسندات وقيمتها الكلية والقيمة االسمية للسند ثم الغرض أو أوجه اخلير التي ستصرف فيها وكيفية إدارتها باالستثمار أو اإلنفاق على مشروع نفعي ال يدر عائدا وأسماء املؤسسني أو جهة اإلشراف والتنظيم. د-يتم طرح السندات لالكتتاب العام وفق ضوابط الشريعة اإلسالمية واإلعالن عن ذلك بشتى وسائل اإلعالم املختلفة وعبر املواقع اإللكترونية. ه يتلقى البنك احملدد طلبات العمالء واملبالغ التي يدفعونها لشراء السندات ويعطي كال منهم إيصاال بذلك. و-في نهاية الفترة احملددة حتصر السندات املكتتب فيها فإن مت تغطيتها بالكامل انتهى األمر وإن كان بالزيادة يتم إما العمل على إجراءات زيادة رأس املال احملدد بقدر هذه الزيادة أو الزيادة طبقا ألساليب التخصيص املعروفة وإن كان االكتتاب بالنقص ميكن أن يعاد فتح باب االكتتاب ملدة إضافية لتغطية هذا النقص أو يكتفي مبا يتم جتميعه. ز-ميكن في حالة الصناديق املفتوحة أن يظل االكتتاب مستمرا بتلقي صناديق متويل برامج رعاية األيتام مببالغ جديدة مقابل سندات تعد لهذا الغرض. ج-ميكن طبقا لرأي أبي حنيفة واملالكية بعدم لزوم الوقف وجواز رجوع الواقف عن وقفه أن يقوم أحد مالكي السندات ببيعها إلى واقف آخر عند احتياجه على أن يكون البيع بالقيمة االسمية. ط-ميكن حلملة السندات أن يستفيدوا من خدمات الوقف إذا انطبق عليهم وصف االستحقاق احملدد في نظامه األساسي وفق ضوابط الشريعة اإلسالمية. ل-يتم إعداد نظام محاسبي للوقف على أساس أنه مال غير قابل لإلنفاق يخصص عائد لتمويل برامج رعاية األيتام وفق ضوابط الشريعة اإلسالمية. 4 -الضوابط الشرعية إلجناح النموذج املقترح لدور الوقف اخليري في متويل برامج رعاية األيتام:- بحكم األموال املجمعة من األسهم والسندات املكتتبة لتمويل برامج رعاية األيتام مجموعة من الضوابط الشرعية من أهمها ما يلي: أ-اإلنفاق في مجال احلالل الطبيب الذي يعود على اليتامى باملنافع املعتبرة شرعا حسب الظروف واألحوال

243 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام ب-االلتزام باألولويات اإلسالمية التي تخص اليتامى أي اإلنفاق على الضروريات أوال ثم يلي ذلك اإلنفاق على احلاجيات وال يجوز اإلنفاق على الكماليات إال بعد تلبية الوفاء بالضروريات واحلاجيات. ج-جتنب اإلسراف والتبذير في أموال اليتامى ألن ذلك محرم شرعا وال يعود عليهم بالنفع واخلير. د-تغطية أكبر عدد من اليتامى وعدم التركيز على بعض منهم وإهمال اآلخر أي اإلنفاق على جميع اليتامى في محيط األموال املتاحة. ه-الترشيد املنضبط في املصروفات اإلدارية اخلاصة بإدارة أموال اليتامى تطبيقا للمبدأ الشرعي {و م ن ك ان غ ن ي ا ف ل ي س ت ع ف ف و م ن ك ان ف ق يرا ف ل ي أ ك ل ب امل ع ر وف {. و-تدوين وتوثيق كافة موارد ومصارف صندوق أموال اليتامى مبا مينع الشك والريبة وفقاص للنظم املالية واحملاسبية املعاصرة املتعارف عليها. ز-التدقيق الشرعي واملالي على حركة أموال اليتامى من خالل املراقب الشرعي ومراقب احلسابات اخلارجي وتقدمي الشهادات والتقارير املطلوبة ونشرها. اخلامتة د. محمد مرسي نتائج توصيات تزخر أحكام الشريعة اإلسالمية ونصوصها التوجيهات في شأن اليتيم وكفالته ورعايته والعناية به واحلفاظ علي ماله والسعي الحتضانه وتربيته تعويضا له عما افتقده من رعاية األب وعطفه وعناية األم وشفقتها حتى عند اإلسالم اإلحسان إلي اليتيم من أعظم القربات وأفضل املبرات ملا فيه من إدخال السرور علي قلب هذا الصغير الضعيف وتعويضا له ما فاته من عطف األب وحنان األم وما افتقده من الشعور باحلب واالهتمام والذي لطاملا شبع منه الولد من أبويه وتربي ومنا عليه وجري في عروقه مجري حليب الرضاع. فعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: )من مسح رأس يتيم أو يتيمه لم ميسحه إال الله كان له بكل شعرة عليها يده حسنات ومن أحسن إلي يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في اجلنة كهاتني( وقرن بني إصبعيه السبابة والوسطي رواه أحمد احلديث رقم )22153(. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم )كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتني( وأشار مالك بالسبابة والوسطي رواه مسلم احلديث رقم )2983(. بيد أن هذه الرعاية والكفالة تتجاوز التعامل اإلنساني والعاطفي إلي مستلزمات مادية محسوسة يحتاجها اليتيم ليكفكف عنه مرارة اليتم وبؤسه ويتقي بهذا اإلحسان نوائب الدهر وتقلبه فليس كل األيتام أغنياء بل يغلب علي الفقر واحلرمان. وهنا يسهم الوقف اخليرى في متويل برامج رعاية األيتام التي تهتم باليتيم وتتولى رعايته منذ استالمه إلي بلوغه بتعهده وتولي أمره وإعداده دينيا وصحيا واجتماعيا وتربويا فال يكفى االحتضان اجلزئي كتحمل مصروفه وإطعامه وكسوته بل يجب إعداد له برنامج متكامل لرعاية اليتيم هدفه اإلعداد الصحيح والتجهيز الكامل واملتابعة املستمرة إلي أن يصبح رجال أو فتاة صاحلني في املجتمع يفيد في محيطه ويؤثر في بيئته. نتائج الدراسة لقد توصلت هذه الدراسة إلي النتائج التالية: 1 -أهمية النظرة التكاملية لرعاية األيتام في مختلف املجاالت )الدينية العلمية االجتماعية الصحية االقتصادية.إلخ(. 2 -عناية حكام املسلمني وعلمائهم قدميا وحديثا برعاية األيتام من خالل اجلهود املباركة الطيبة في رعايتهم والعناية بهم. 3 -أهمية تواصل البحوث والدراسات واملؤمترات العلمية وروش العمل اخلاصة باأليتام خاصة قي اجلوانب التي لم تأخذ حقها من الدراسة ومن أهمها اآلراء الشرعية والفقهية املستجدة املرتبطة باأليتام ووصف وتقومي البرامج املختلفة في رعاية األيتام املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام دور وسائل اإلعالم املختلفة في إجناح وتفعيل رعاية األيتام وأخيرا استعراض التجارب الناجحة في مجال رعاية األيتام وهي احملاور التي حرص املؤمتر علي االهتمام بها بالبحث والدراسة. 4 -أن نظام الوقف اخليري جزء من التشريع يعبر عن هوية إسالمية ال بتأتي للمجتمع املسلم أن يحقق الدعوة القرآنية في قوله تعالى:»و ت ع او ن وا ع ل ى ال ب ر و الت ق و ى و ال ت ع او ن وا ع ل ى األ ث م و ال ع د و ان» املائدة: 2 بدون إعمال هذا النظام التكافلي وال أن ينجز اخلير والبر الذي مييز هذا املجتمع من غير أن يتأسس على الوقف

244 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام ويرأس نظامه. 5 -أن الوقف عمل خيري يعتمد على الدافع اإلمياني ويستمد مشروعيته من الكتاب والسنة وعمل الصحابة وإجماع فقهاء األمة وأنه يعتبر جتارة رابحة مع الله تنفع صاحبها يوم القيامة يوم ال ينفع مال وال بنون إال من أتى الله بقلب سليم مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: )إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له( رواه مسلم. 6 -أن الوقف اخليري في اإلسالم ينطبع بالطابع املؤسسي واجلماعي من حيث أنه يستهدف أغراضا اجتماعية مثل رعاية كفالة األيتام باملعنى الشامل لكل الشئون التعليمية والصحية والرعاية االجتماعية وينبغي أن يكون احلال في سبيل الله ولصالح األيتام. 7 -ميثل الوقف اخليري أهمية خاصة للمشاركة الشعبية لتمويل برامج رعاية األيتام ويبرز املساهمة الفردية في املناشط املجتمعية لرعاية األيتام بصورة بارزة مبا يعلي هذه املشاركة ويوجهها إلى القيام بخدمات حياتية لأليتام إلى احلد الذي يعتبر هذه املساهمة الفردية جزءا من بنية النظام االجتماعي لرعاية األيتام في اإلسالم جنبا إلى جنب مع الدولة وبالتكامل معها وهو ما عرفته األنظمة احلديثة فيما يطلق عليها اجلمعيات اخليرية. - 8 يقيم الوقف اخليري صرح املجتمع اإلسالمي على التكافل والتضامن بني أفراد املجتمع وبذل األغنياء جزءا من أموالهم لراية األيتام وإعطاء من ميلك إلى من ال ميلك والوقف بهذا املنحى يتكامل مع الزكاة في القيام بحاجات األيتام على مستوى الفرد واجلماعة وامتثاال لقوله تعالى: )كى ال يكون دولة بني األغنياء منكم( احلشر: هناك صيغ ومجاالت استثمار إسالمية معاصرة تناسب طبيعة الوقف اخليري والتي ميكن من خاللها متويل برامج رعاية األيتام منها على سبيل املثال: املشاركة الثابتة واملنتهية بالتمليك واإلجارة املنتهية بالتكليك واإلستصناع واإلستصناع املوازي واملساهمات في رؤوس أموال بعض الشركات واملؤسسات بصيغ األسهم والصكوك ونحوها وكذلك االستثمار لدى املؤسسات املالية اإلسالمية مثل املصارف اإلسالمية وشركات االستثمار اإلسالمي والصناديق االستثمارية اإلسالمية كما أن هناك صيغا ومجاالت استثمار يجب جتنبها ألنها تتضمن درجة عالية من املخاطر مثل: املرابحة والتجارة واملضاربات في سوق األوراق املالية والتجارة في النقد. 10 -إن تنمية الوعي اإلسالمي بأهمية دور الوقف اخليري في متويل برامج رعاية األيتام والترغيب فيما أعده الله تعالى من الثواب للمحسنني في اآلخرة يعد من األمور الرغبة في تفعيل دور الوقف اخليري لتمويل برامج رعاية األيتام والتي تسهم في منوه وازدهاره واحلفاظ على أصوله وتنميتها. توصيات الدراسة: 1 -عدم املبالغة في رعاية الطفل اليتيم فإن األم أحيانا تضاعف جهدها لتلبية كل احتياجاته حتى ال تظهر أنها غير قادرة على رعايته وبالتالي يقوم الطفل باستغالل الوضع ويفرض الطلبات التي ال تنتهي فتصاب األم باإلحباط كنتيجة طبيعية مما تعانيه من الواقع اجلديد مما يسبب عدم القدرة على االستمرار. 2 -أن اليتيم بحاجة إلى رعاية خاصة غير الشفقة واحلماية الزائدة- إن اليتيم بحاجة إلى احترام حقوقه وتأمني املستلزمات الضرورية مثل السكن والتعليم والصحة وهؤالء يحتاجون إلى أيادي بيضاء تؤمن لهم هذه املستلزمات واحلفاظ على حقوقهم املشروعة في ضوء الشريعة اإلسالمية. د. محمد مرسي 3 -ضرورة دمج األيتام في احلياة العامة كأن تفتح لهم مشاريع صغيرة أو يدربون على مهارات أو أشغال يدوية حتى ال يصبحون مستقبال ممن يعاني من مشكلة التشرد أو التسول مع ضرورة تسلح اليتيم بسالح العلم أو التدريب املناسب حتى يحقق ذاته وال يشعر بأنه منبوذ في املجتمع. 4 -تفعيل املؤسسات اخليرية وجمعيات النفع العام التي تقوم بواجب العمل اخليري في مجال رعاية األيتام وتقدمي العون املادي واملعنوي الالزم لها سواء من اجلهات احلكومية الرسمية أو من قبل األفراد. 5 -أسلمة قوانني الوقف في العديد من الدول اإلسالمية وردها إلى أصولها الشرعية والبناء على السوابق اإل سالمية واالجتهادات الفقهية باعتبارها نبراسا يحتذى بها وتشكل األ ساس التشريعي لهذه القوانني ونظامها العام بحيث ال يجوز مخالفتها أو اخلروج عليها مع ضرورة إصالح نظام إدارة الوقف اخليري وتخليصه من اإلدارة الفردية املهيمنة عليه واستبداله بنظام إدارة جماعية من أشخاص مشهودين لهم بالكفاءة والنزاهة واألمانة تعود بالوقف إلى سيرته األولى وإسهامه اإليجابي في متويل برامج رعاية األيتام. - 6 إعادة النظر في آليات الوقف احلالية من خالل توحيد اخلطط اإلستراتيجية لألوقاف اخليري التي تساهم في متويل برامج رعاية األيتام وهنا يرشح إلقامة مجمع وقفي عام على غرار املجمع الفقهي العام ومتثله سائر الدول اإلسالمية وتنحصر مهمته في اإلشراف على إقامة مشاريع الوقف التي ميكنها متويل برامج رعاية األيتام في هذه الدول والتنسيق واملتابعة امليدانية لها كما يتميز املجمع باملرجعية العلمية والفقهية املميزة التي تتولى النظر واحلكم في املستجدات ويتمتع بالصالحيات التي متكنه من أداء مهمته بحرية ومرونة لرعاية األيتام. 7 -االهتمام بالناشئة في تبصيرهم مبزايا العمل اخليري وفضائله ومنها رعاية األيتام من خالل إدراجها مادة نظرية تتضمنها البرامج التعليمية ومناهج التعليم يصاحبها النشاط العملي التطبيقي في سائر مراحل التعليم املدرسية واجلامعية باعتبارها الشريحة األكبر في املجتمعات والتي تقع اآلمال عليها في التطلع نحو مجتمع متعاون متوازن دينيا وعلميا وفكريا ومنهجيا واجتماعيا لرعاية األيتام في املجتمعات اإلسالمية. 8 -ضرورة تشجيع رجال األعمال وأصحاب الشركات واملؤسسات واخليرين على التوسع في إنشاء أوقاف خيرية من خالل صيغ ومجاالت استثمارية إسالمية معاصرة والتي يخصص ريعها لتمويل برامج رعاية األيتام هذا فضال عن إنشاء السهم الوقفي لرعاية األيتام والذي بواسطته تستطيع كافة شرائح املجتمع على تفاوتها من حيث الدخل املساهمة حيث تتاح لكل واقف فرصة االختيار بني عدة بدائل تضمها سلة املشاريع الوقفية لرعاية األيتام بحيث متكنه من توجيه ريع أسهمه إلى متويل برامج رعاية األيتام. 9 -إنشاء صندوق الوقف اخليري لرعاية األيتام ويهدف إلى متويل برامج رعاية األيتام على أن تشترك كافة الدول اإلسالمية في إنشائه وتفعيل دوره اإليجابي السلمي اخليري املشروع لرعاية األيتام وتقدمي احللول العملية ملشكالت متويل برامج رعاية األيتام التي تواجه الدول من خالل برنامجه اخليري املدروس لرعاية األيتام. 10 -تنشيط وسائل اإلعالم بكافة أطيافها املقروءة واملسموعة واملكتوبة للقيام بدورها الريادي في تبصير أفراد املجتمع بأهمية إنشاء أوقاف خيرية لرعاية األيتام وفضيلة هذا العمل اخليري ومردوده الديني وب عده اإلنساني وهدفه األخالقي ومقصده االجتماعي نحو رعاية األيتام

245 األوقاف اخليرية ورعاية األيتام املراجع ابن العماد احلنبلي: شذرات الذهب ج 6 دار الكتاب العربي القاهرة 1976 م. ابن جبير: رحلة ابن جبير دار الفكر العربي القاهرة 1983 م. ابن شداد النوادر السلطانية دار إحياء التراث بدون ابن كثير البداية والنهاية ج 12 دار الشروق للنشر بيروت عبد الله بن سليمان املنيع الوقف من منظور فقهي أبحاث ندوة املكتبات الوقفية فى اململكة العربية السعودية 1423 ه. ابن منظور لسان العرب اجلزء التاسع. ابن حزم الظاهري احمللي ح 1 درا إحياء التراث بيروت 1988 م. محمد أبو زهرة محاضرات في الوقف درا الفكر العربي القاهرة 1997 م. ابن قدامة املغني اجلزء السادس درا أحياء التراث بيروت 1987 م. الدردير الشرح الكبير اجلزء الرابع دار الكتاب العربي بيروت 1988 م. الكبيسي أحكام الوقف اجلزء األول دار الكتاب اللبناني بيروت 1992 م. املوسوعة الفقهية الكويتية اجلزء 44. ابن جبير رحلة ابن جبير دار صادر بيروت بدون تاريخ. سعيد عاشور املؤسسات االجتماعية في احلضارة العربية. ابن كثير البداية والنهاية مكتبة املعارف بيروت ج 14. يحيي محمود جنيد الوقف واملجتمع مؤسسة اليمامة الصحفية سلسلة كتاب الرياض العدد 1417 ه. 39 عمر زهير حافظ مناذج وقفية من القرن التاسع الهجري ضمن ندوه الوقف في الشريعة اإلسالمية ومجاالته الرياض 1423 ه. محمد محمد أمني األوقاف واحلياة االجتماعية في مصر دار النهضة العربية بيروت 1988 م. عبدالله ناصر السدحان أطفال بال أسر دار اليمانة للنشر الرياض 1428 ه. محمد عبد احلليم عمر:»قضايا ومشكالت احملاسبة على الوقف«ورقة عمل مقدمة إلى احللقة النقاشية مبركز صالح عبد الله كامل بجامعة األزهر في الفترة من شعبان 1423 ه/ املوافق أكتوبر 2002 م. حسني حسني شحاتة»منهج وأساليب إدارة أموال املؤسسات الوقفية األمانة العامة لألوقافات الكويت 2008 م. 472

246 كيف ميكن اإلسهام في تنمية الشخصية اإليجابية لليتيم من خالل الفاعلية االيجابية من برنامج االستضافة )جتربة مطبقة في قسم األشبال بدار التربية االجتماعية للبنني مبكة املكرمة( إعداد: د. منال بنت عمار الشريف

247 كيف ميكن اإلسهام في تنمية الشخصية اإليجابية لليتيم افتتاحية احلمد لله الذي امنت على نبي محمد صلي الله عليه وسلم فقال:)ألم يجدك يتيما فأوى( والصالة والسالم على صاحب ارق قلب وارحمه القائل للرجل شكا قسوة قلبه : ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمة من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك. أما بعد اهتم إال سالم بالقيم الرفيعة واملثل العالية واملبادئ السامية التي تصوغ احلياة في إطار املودة والتعاطف وتوحد طاقات املجتمع اإلسالمي في بوتقة التكافل االجتماعي. وعلى أرض اإلسالم الرحبة ترعرعت أنبل الفضائل وأسماها وشعر املسلم بحاجات إخوانه املسلمني ولم يطب له عيش ولم تهنأ له حياة حتى انطلق يلبي احتياجات إخوانه فقد صار املؤمن مبقتضى اإلميان أخا لغيرة من جماعة املؤمنني في سائر املعمورة أسرة واحدة جتمعهم رابطة اإلميان. فانطالقا مما سبق كان لزاما علينا نحن أفراد املجتمع املسلم عامة و القائمون في وزارة الشؤون االجتماعية والعاملون بالدور االيوائية خاصة ان نكثف اجلهود واالهتمام ونوضح مكانة فئة هي من أضعف فئات املجتمع وشريحة هي أحوج ما تكون إلى مد يد العون واملساعدة في املجتمع أال وهي شريحة األيتام. فاعتزم قسم األشبال بدار التربية االجتماعية للبنني مبكة املكرمة على املساهمة في برنامج دمج اليتيم في املجتمع اخلارجي من خالل برنامج استضافة اليتيم شرف لنا تأكيدا لقول الرسول الكرمي صلى الله عليه وسلم: خير بيت من املسلمني بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت من املسلمني بيت فيه يتيم يساء إليه. فإن كثرة اجلهود وتتابعها وجناحها في أي ميدان من ميادين التنمية االجتماعية ال يعني إعفاءها من املراجعة والتقومي ومن ثم محاولة التطوير واإلبداع فيها. وخطوة في الطريق إلى حتقيق هذا الهدف الكبير جاء هذا املؤمتر السعودي األول لرعاية األيتام الذي ينظمه جمعية إنسان برعاية من صاحب السمو امللكي األمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض والذي شرفني بأن أشارك عمله النبيل بأن أطرح ورقة بعنوان / كيف ميكن اإلسهام في تنمية شخصية اليتيم من خالل الفاعلية االيجابية من برنامج االستضافة )جتربة مطبقة في قسم األشبال بدار التربية االجتماعية للبنني مبكة املكرمة( وال شك أن ورقة محدودة الصفحات لن تستطيع اإلجابة التامة عن هذا السؤال الكبير ولكن يكفيها أن تثير عددا من الروافد لهذه القضية املهمة. حدود الورقة : حتاول هذه الورقة أن تربط بني التنظير والتطبيق في جتربة من التجارب احمللية التي طبقت على فئة األيتام الذين يعيشون داخل دور التربية االجتماعية للبنني )قسم األشبال(. بعيدا عن بيئة : )األسرة( وهم )رسميا( من فقد أحد والديه أو كليهما أو من كان مجهول األبوين أو ممن يعاني من حاالت التفكك األسري وعمره منذ السن السادسة إلى الثانية عشر. أهمية املوضوع : اليتيم إنسان له حق احلياة الكرمية وحق الكرامة وحق التربية والتقومي وحق املشاركة الناجحة في بناء املجتمع والعالم من حوله. د. منال بنت عمار الشريف وفئة ( األيتام ) إذا أ هلت تأهيال متكامال أصبحت إضافة حضارية نوعية وكمية إلى املجتمع وإذا أهملت أو اختل تأهيلها فإن النتيجة لن تكون في املقابل عدم اإلضافة احلضارية كما يحكي املنطق املجرد ولكن رمبا كانت النتيجة إخالال بالبنية االجتماعية وإرباكا للسلوك األخالقي ورمبا األمني في املجتمع كله وقد أشار علماء النفس إشارات مرعبة تصل إلى قول الدكتور سبوك : )) إن الطفل الذي يولد وله أب وله أم يتميز بالنضج أما الذي يولد محروما من إطار األسرة فهو ينظر إلى الكون نظرة من يرغب في تدمير العالم ((. ولذلك بات في غاية األهمية ضرورة التأكيد على الرعاية الكاملة الشاملة لليتيم التي ال تتعامل مع جسد اليتيم أو فاقته فقط وهو ما قد يفهمه بعض من يقيمون مشروعات حتت مسمى ( كفالة األيتام ) وإمنا أقصد برعاية اليتيم هنا تلك الرعاية التي تلتفت إلى نفسه وروحه وخلقه ودينه وطموحاته وعالقاته االجتماعية ورسم صورة ملستقبله في مخيلته منذ طفولته وإلى تنمية شخصيته بجميع جوانبها كما تلتفت إلى لقمة عيشه ومسكنه وما يستره وال يتمكن اليتم من تكون محصلته السابقة إال من خالل دمجه في املجتمع اخلارجي ومعايشته للحياة األسرية داخل أسرة مكونة من أب وأم وإخوان وأخوات وأعمام وعمات...ونحن على علم تام بأن الدور االيوائية مهما توفرت لها اإلمكانات املالية والبشرية فهي تفتقر كل االفتقار إلى اخلدمات األسرية وإحساس اليتيم بأنه يقطن داخل أسرة متكاملة. ومن أجل حتقيق هذا الهدف وجدت جتارب كثيرة في بالدنا حتاول الوصول إلى هذه القيمة اخلاصة في رعاية اليتيم الستكمال بناء شخصيته سواء من املؤسسات اخلاصة باأليتام أم ذات الرعاية االجتماعية الشاملة وقسم األشبال طبق إحدى التجارب التي يرى مطبقيها إنها من اجنح التجارب في إكساب اليتيم احلياة األسرية الناجحة من خالل معايشته واستضافته في منازل املوظفات خالل فترة اإلجازات الصيفية وشهر رمضان املبارك واألعياد فكان لها عائد ايجابي على نفسية األشبال وعالقاتهم االجتماعية وتقيم سلوكهم التربوي وإكسابهم مزيد من اخلبرات التي قد يفتقرها كثيرا في حياته داخل الدور االجتماعية واضحي في تكوين نظرات مستقبلية )أهمية دور األب ومكانته االجتماعية ودور األم وأساسها في بناء األسرة ودور كل فرد من األفراد داخل اللبنة األساسية في تكوين املجتمع (قد يعجز علي تكوينها وهو يقطن داخل أحشاء املؤسسات األيوائية. ويبقى املجال مفتوحا أمام التجارب اجلديدة التي حتاول أن تستفيد من التجارب التربوية والتعليمية واالجتماعية في املؤسسات احلكومية واخلاصة ونتائج البحوث العلمية حول دمج األيتام في املجتمعات اخلارجية مبا يعود عليه في تقويه اجلوانب النفسية واالجتماعية والتربوية واالبداعيه وحتقيق ذاته من خالل عملية الدمج والتي بال شك تخضع إلى ضوابط وقيود مقننة وواضحة التطبيق وهذه الورقة بإذن الله تعالى سوف تعنى بثالثة جوانب مهمة وأساسية فقط من شخصية اليتيم : األول / أهمية االستضافة في تنمية اجلانب النفسي والسلوكي. الثاني / أهمية االستضافة في تنمية اجلانب االجتماعي. الثالث / أهمية االستضافة في تنمية اجلانب التربوي. وفي اخلتام سيتم عرض مجموعة من التوصيات أرجو أن يكون لها نفع في املستقبل على أنها تفعل هذا البرنامج الذي لوحظ أثارها االيجابية على أشبالنا بدار التربية االجتماعية للبنني مبكة املكرمة. كما سيتم عرض بعض املقابالت املسجلة التي جرت مع األشبال خالل فترة االستضافة وعائدها االيجابي عليهم

248 كيف ميكن اإلسهام في تنمية الشخصية اإليجابية لليتيم أوال / أهمية االستضافة في تنمية اجلانب النفسي والسلوكي في شخصية اليتيم : ومن واقع عملي بدار التربية االجتماعية وزياراتي املتكررة إلى دور احلضانة االجتماعية واجلمعيات اخليرية وهي الدور املعنية برعاية األيتام ومن في حكمهم من االيتام ومجهولي األبوين واسر التفكك... ملست تطلع هؤالء األطفال األبرياء إلى العيش بني أحضان أسرة من أسر املجتمع يجمعهم بيت واحد ومشاعر مشتركة وعطف متبادل وال ميكن أن يتجاهل أي زائر لهم تلهفهم الشديد وطلبهم امل لح جللسة أسرية أو جمعة عائلية يسودها جو من األلفة واحملبة مثل بقية األطفال في املجتمع وكم ترنو نظراتهم البريئة التي تقابلك عند دخولك عليهم وعبراتهم التي تسابق كلماتهم إلى احتضان صدر حنون يخفف عنهم فقد الوالدين ويعوضهم ضمة األم لوليدها وفزعة األب لفلذة كبده ويجعلهم يشعرون باألمن النفسي واالجتماعي في خضم املجتمع املتالطم. ومن هنا تتبني أهمية هذا اجلانب الذي يجب أن توضع لتحقيقه استراتيجية دقيقة تضع أمامها االستجابة لهذه احلاجة التي يترتب عليها مستقبل اليتيم جسديا ونفسيا بل وعقليا. إن اإلحسان ( النفسي ) لليتيم هو ما توافرت للحث عليه النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ملا ينبني عليه بعد ذلك من استقامة شرعية وسلوكية ومن ذلك قول الله تعالى : ) ف أ م ا ال ي ت ي م ف ال ت ق ه ر ). وقوله تعالى ) أ ر أ ي ت ال ذ ي ي ك ذ ب ب الد ي ن ف ذ ل ك ال ذ ي ي د ع ال ي ت ي م ). )) وتتجلى أهمية اإلكرام في دفع مرض نفسي خطير وهو الشعور بالدونية والشعور بالنقص وغير ذلك من األمراض النفسية التي تفسد البنية النفسية لإلنسان((. ومن السنة حديث أبي أمامة أن رسول الله قال»م ن م س ح ر أ س ي ت يم ل م مي س ح ه إ ال ل ل ه ك ان ل ه ب ك ل ش ع ر ة م ر ت ع ل ي ه ا ي د ه ح س ن ات و م ن أ ح س ن إ ل ى ي ت يم ة أ و ي ت يم ع ن د ه ك ن ت أ ن ا و ه و ف ي اجل ن ة ك ه ات ني و ف ر ق ب ني أ ص ب ع ي ه الس ب اب ة و ال و س ط ى«. واملسحة هنا ال تعني غير املالمسة اجلسدية اململوءة حنانا وشفقة وحبا مما افتقده اليتيم في حياته. كما لوحظ أيضا من واقع عملي حاجة اليتيم الشديدة ملالمسة جسده بحنان كاملسح على رأسه أو اإلمساك بيده بل إنه يتمسح عمدا بجسد املربية بل إنه تنفرج أساريره ويسهل انقياده وطواعيته مهما كان عنيدا مشاكسا حينما يخبره أحد العاملني في الدار أنه يحبه حتى صرح أحدهم أنه لم يسمع هذه الكلمة من قبل وال يعرف معناها وما قيمتها. إن حرمان هؤالء األيتام من جو األسرة في سني التنشئة األولى قد يؤدي بهم إلى اجلنوح ومحاولة حتقيق أغراضهم في سهولة عن هذا الطريق املؤذي لهم وللمجتمع. إن اليتيم يتعذب في داخله ال بسبب اجلوع او العطش أو عدم توفر املكان او الكساء وإمنا يتعذب بسبب الفقر العاطفي الذي قدر عليه مما يجعله يعاني كثيرا من تسلط األسئلة املجهولة اإلجابات على عقله والتي جتعله يوازن باستمرار بني وضعه اخلاص وأوضاع اآلخرين الذين يشاهدهم خارج دائرته. إن األحاديث النبوية تتضافر على حسن معاملة األوالد والتلطف معهم بالقبلة واالحتضان والسؤال عنهم والدراسات النفسية تثبت ضرورة التعامل باحلب مع الولد ذكرا كان أم أنثى وما يؤدي ذلك إلى نتائج في غاية األهمية لتنمية شخصية الولد حيث يكون أكثر توافقا اجتماعيا مع من حوله وأكثر حتصيال دراسيا وتفوقا عقليا وأفضل ابتكاريه وجتديدا كما ينمو لديه الذكاء العاطفي بجوار الذكاء العقلي وتتوافر لديه الدافعية لإلجناز بينما يقل مستوى الطموح لدى من يحرم من هذه التربية ويرتفع مستوى تقدير الذات لديهم واإلحساس باألمن ويقل توترهم وقلقهم ويكونون أكثر ثقة بالنفس وتكون شخصية الطفل د. منال بنت عمار الشريف انبساطية متيل إلى احلب والتقبل بينما يشعر احملروم بالنبذ واالنسحاب واالنطوائية ويدرك حب اآلخرين له. واليتيم إنسان يحتاج كل هذا كما يحتاجه أخوه الذي يتمتع ببيئة أسرية مستقرة. وبرنامج االستضافة حقق هذا اجلانب من خالل معايشة اليتيم األسرة املستضيفة التي مت اختيارها بنفسه وفق ضوابط وأسس مقننة )سابقة الذكر( من قبل موظفة من داخل الدار هي كفيلة بهذا األجر وهذا العمل اإلنساني اخلير وهو يرتاح لها ويبادلها مشاعر االحتضان حيث انه من خالل ماذكر بدا اليتيم في االغتناء عاطفيا ألنه وجد اما بديلة تعوضه عن الفقر العاطفي الذي كان يشعر به خالل فترة عمرة السابقة وهذه األم تعتني به فترة زمنية وتعامله معاملة األم البنائها ومعاملة األخت احلنون إلخوانها داخل كنف األسرة الذي افتقدها طاملا عاش في دار احلضانة االجتماعية ودار التربية االجتماعية حيث أصبح يتحدث بكل فخر وثقة عن انضمامه لهم وخروجه معهم وتلبيه الدعوات املختلفة بجانبهم فأصبح يعادل بني وضعة اخلاص وأوضاع اآلخرين من اقرأنه الذين يشاهدهم داخل دائرته في املجتمع اخلارجي. كما أنه بدا يشعر بقيمة القبلة وحنانها ومصدرها وقيمتها ووقتها واالستضافة هي السبيل الوحيد الذي يدعمه لتعويض مافقده سابقا وحصيلة معرفية لتطبيق ما قد يغذيه عاطفيا مستقبال. كما أن برنامج االستضافة أتاح الكثير الكثير من التفريغ الوجداني الصادق )القريب والبعيد املدى( بني اليتيم واملوظفة املستضيفة فأصبح اليتيم يبث اآلمة وذكرياته وبعضا من تاريخه سواء في النجاح أو الفشل كما يعبر فيها عن رؤيته للحياة وأشياء من حوله عن تقيمه للمواقف والقيم. كما يلجأ االبن ألمة واألخ ألخته إلى تلك املوظفة )مهما اختلف مسمى وظيفتها( ويحكي لها كل ما أشكل فأصبح بينهم رابطة قويه جدا حيث كان لها األثر البعيد املمتد إلى قسم الفتيان ومن ثم الشباب لهذه املوظفة وجميع أفراد أسرتها. فعزز برنامج االستضافة مببدأ مهم من املبادئ النفسية التي نطمح لها في عملنا االجتماعي وهو مبدأ الثقة والذي يعتبر أساسا هاما ينبني عليه جناح تلك العملية التربوية, فالشخص الذي ال يثق في مربيه الثقة الالزمة لن يبوح له مبكنوناته ولن يسأله بصدق عما يعانيه ولن يصف له بشفافية ما يختلج في صدره. فاألم البديلة هنا بحاجة ماسة إلى بناء الثقة, تلك الثقة التي تنبني على اإلخالص لله سبحانه والتجرد الكامل من أية مصلحة خاصة و االحترام املتبادل والتقدير الشخصي لليتيم. ثانيا / أهمية االستضافة في تنمية اجلانب االجتماعي في شخصية اليتيم : الهدف من برنامج االستضافة هو االندماج اإليجابي لليتيم في املجتمع اخلارجي والبعد كل البعد عن األنظمة شبه العسكرية الصارمة في أألمور احلياتية العادية من نوم وأكل ولبس والدراسة والتدريب والتي تطق في معظم الدور االيوائية وفق جدول زمني وخطط وبرامج بحيث جتعلها تدور وفق عقارب الساعة ال يخل فيه مهما تعاقبت األسباب. فنرى من املتوقع لهذه البرامج أن ترث اليتيم أساليب تعسفية يتعامل بها مع نفسه ويتعامل بها مع اآلخرين ورمبا أدت إلى أن )) جتعل شخصيته ضعيفة وغير متوازنة فتدهور قوة الدافعية لديه في حياته االنفعالية إلى الدرجة التي يبدو فيها أنه شخص متغير أو شخص آخر أو حتى أنه )ال شخص(( وهي حالة في منتهى اخلطورة. ولله احلمد فبرنامج االستضافة أتاح الفرصة الكامنة لليتيم التعبير احلر عن وجهه نظرة منذ بداية البرنامج وذلك من خالل عقد اجتماع جلميع األشبال ويتم في ذلك االجتماع اختيار األم التي يرغب اليتيم

249 كيف ميكن اإلسهام في تنمية الشخصية اإليجابية لليتيم االنضمام إلى أسرتها والعيش في كنفها. كما أتاح برنامج االستضافة احلرية املطلقة لليتيم مع التوجيه املستمر السليم في ممارسة العديد ن األنشطة التي يرغب في ممارستها اليتيم مع أبناء وإخوان األسرة املستضيفة فكان لبعض دور كبير في اكتشاف العديد من املواهب املكبوتة لبعض األشبال من خالل املالحظة عن قرب مما ساعد أخصائيات الدار من تنمية هذه املواهب ودعمها بطريقة ايجابية وتوجيهها الوجهة السليمة مبا يتوافق مع قدرات األيتام ومواهبهم. كما أتاح برنامج االستضافة في عقد عالقات اجتماعية غير محدودة النطاق مع أبناء املستضيفة وإخوانها واقرأنها واقرئبائها وجيرانها وأبناء احلي لها... واستمرت هذه العالقات إلى ما بعد رجوع اليتيم إلى الدار مما ساعده على دمجه وبصورة فاعلة وقوية مع أبناء املجتمع اخلارجة وهذا ما نصبو إليه من برنامج االستضافة. كما ساعد برنامج االستضافة إلى القضاء على العديد من املشكالت االجتماعية كمشكلة االنطواء واخلجل لدى بعض األشبال وذلك من خالل احملاكاة والتقليد اآلخرين في التعامل وكذلك من خالل تكوين العالقات االجتماعية التي مت ذكرها سابقا وهذا ساعد في إجراء التعديالت العديدة في اخلطط العالجية. ثالثا / أهمية االستضافة في تنمية اجلانب التربوي في شخصية اليتيم : لزيادة فاعلية االستضافة يطلب من كل أم بديلة )املوظفة املستضيفة( تضع اليتيم حتت عناية دقيقة املالحظة مستمرة من أجل السعي إلى تربيتهم التربية السليمة من جميع اجلوانب العقلية التعليمية الثقافية التربوية... من اجل بناء عقولهم بناء عقليا متناميا إلغراض بعيدة املنال لتأهبهم لسن الرشد العقلي الالزم حلسن التصرف في األموال واملمتلكات في املستقبل وفق ماجاء في الدين والعادات والتقليد واألعراف وتطبيقا لقول الله تعالى : ( و اب ت ل وا الي ت ام ى ح ت ى إ ذ ا ب ل غ وا الن ك اح ف إ ن آن ست م م ن ه م ر ش دا ف اد ف ع وا إ ل ي ه م أ م و ال ه م(. ألن الوالية على اليتيم سوف تنقطع يوما من األيام فإذا اعتنت األم البديلة بتربية عقله ودينه وتعليمه عناية خاصة فبذلك تكون قد أعطت اليتيم فرصة أكبر للنجاح في احلياة بإذن الله تعالي. وجتربة االستضافة التربوية تكمن في تكثيف اجلهود واالنفراد في التوجيه واستمرارية في غرس العديد من القيم واملبادئ التربوية واإلسالمية وفق مادات في الكتاب والسنة ومشاهدتها في التطبيق بطريقة عملية في احلياة االجتماعية األسرية. وعلى سبيل املثال : كيفية التعامل مع الطفل في جميع املراحل العمرية فال يختلف اثنان عن تعامله داخل الدور يختلف متاما عن تعامل الطفل في األسر فنجدة يتعامل داخل األسر على انه مجموعة من األحاسيس واملشاعر واملواهب والقدرات الكامنة توق الشكل اخلارجي له وكيف يعمل الوالدان على ثقل هذه املشاعر واألحاسيس وتوجيهها التوجيه التربوي اإلسالمي وفق ما جاء في ديننا احلنيف ومدي اتفاق الوالدان في تربية ذلك الطفل من اجل منوه وتوافق مشاعره بطريقه صحيحة بعكس ما تعود عليه اليتيم اختالف توجيهه و تربيه بني املوظفات السعوديات وغير السعوديات املتقنات لألساليب التربوية الصحيحة وغير املتقنات وعدم وجود األب في توجيهه التوجيه األبوي. كما أضافت فترة االستضافة مزيد من القيم التعليمة كزيادة الرغبة لدي اليتيم في التحفيز العلمي د. منال بنت عمار الشريف واملعرفي لتكوين مستقبل زاه من اجل الرقي بذاته داخل املجتمع فأدرك اليتيم بأن التعليم ما هو إال مجموعة من املهارات واملكتسبات واملعرفات التي ال تتأبي على العقول املتفتحة حيث أن الوصول إلى قمة النجاح ال يأتي بالتكاسل واإلهمال وإمنا يأتي باملثابرة واالجتهاد مع املتابعة املستمرة من قبل الوالدين مع توجيهه عن الطريقة املثلة للمراجعة واالستذكار مبا يحقق له األهداف املرجوة مع إعطائه فن استخدام املصادر العلمية في االستذكار بحيث تشمل جميع وسائل االتصال املسموعة واملقروءة واملرئية املتطورة واحلديثة. املقترحات والتوصيات وفي اخلتام هذه مجموعة من التوصيات أرجو أن يكون لها نفع في املستقبل على أنها تفعل هذا البرنامج الذي لوحظ أثارها االيجابية على أشبالنا بدار التربية االجتماعية للبنني مبكة املكرمة: تطبيق برنامج االستضافة على جميع دور األيتام ذات العدد احملدود )وفق إمكانية كل دار( مع متابعة النتائج بطريقة مستمرة. تسهيل إجراءات تكفل أهل اخلير بكفالة األيتام في منازلهم مع متابعة ذلك بدقة. فتح املجال أمام األسر الصديقة ملشاركة األيتام في برنامج االستضافة مع مراعاة دراسة احلالة لألسرة الصديقة دراسة جيدة ومتابعتها بطريقة دائمة. مكأفاة األسر الصديقة التي تثمر جهودها مع أبناءنا األيتام. زيادة فاعلية األسر احلاضنة مع متابعة أساليبها التربوية لليتيم. تفعيل دور األب البديل ألهمية تواجده داخل األسرة املتكاملة في التربية والتوجيه. البرامج التعليمية التي تعد لأليتام يجب أن تكون على مستوى الطموح الذي نتوخاه من يتيم أراد أن يثبت وجوده على الرغم من كل ظروفه. ينبغي أن تقام دورات خاصة في الدعم النفسي لأليتام وحتطيم احلاجز النفسي وإقناعهم بأن لديهم من الطاقات ما املجتمع في حاجة ماسة إليه بدال من شعورهم بأنهم عبء عليه. البعد عن إلزامية تطبيق خطط النشاط الشهرية واألسبوعية واليومية املجدولة وفق جدول زمني محدد. البعد عن تطبيق األنشطة احلركية املختلفة داخل الدار بل مشاركة األيتام في أنشطة خارجية إلتاحة دمجهم بطريقة أكثر داخل املجتمع. إتاحة الفرصة لأليتام للمشاركة في اخلدمات العامة خارج املجتمع مع مكافأته عليه. تكثيف نشاطات اليتيم االجتماعية خارج الدار والسعي لتطوير أشكالها. اكتشاف النابغني واملوهوبني من أبناءنا األيتام وتوجيه ملكاتهم لإلبداع واإلنتاج ومكأفاتهم بني الفنية واألخرى. توجيه األقسام العلمية واالجتماعية والتربوية في اجلامعات السعودية للقيام بدراسات خاصة وحديثة ومتجددة حملاوالت لدمج األيتام باملجتمع من خالل مؤسساته املختلفة. وفي اخلتام سيتم عرض بعض املقابالت املسجلة التي جرت مع األشبال خالل فترة االستضافة وعائدها االيجابي عليهم. هذه حملة مبسطة حول ورقة عمل مقدمة أتطلع لتكون لبنة قوية وإن كانت صغيرة في بناء حياة هؤالء الذين سماهم الله تعالى إخواننا

250 كيف ميكن اإلسهام في تنمية الشخصية اإليجابية لليتيم أسال الله التوفيق للجميع ملا فيه اخلير والصالح املراجع واملصادر القران الكرمي. البخاري أبو عبدالله محمد بن إسماعيل صحيح البخاري حقق اصولة عبدالعزيز باز دار الفكر بيروت 1414 ه. احللبي خالد بن سعود الرؤى املستقبلية لرعاية األيتام في اململكة العربية السعودية ندوة مقدمة ملكتب الشؤون االجتماعية بالدمام 1425 ه وزارة العمل والشؤون االجتماعية حملات عن اإلدارة العامة للرعاية االجتماعية مطابع اليمامة الرياض )د. ت(. وزارة العمل والشئون االجتماعية نشوء وتطور اخلدمة االجتماعية والعمالية في اململكة العربية السعودية 1419 ه. 480

251 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية )دراسة مطبقة على األخصائيني االجتماعيني في جمعية رعاية األيتام )إنسان( إعداد : أ. مها حمدان العنزي

252 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية ملخص الدراسة : سعت هذه الدراسة إلى محاولة معرفة املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام وانبثق من هذا الهدف عدة تساؤالت تتمثل التعر ف على الصعوبات التي حتول دون االستفادة من اخلدمات التي تعني بها جمعية رعاية األيتام )إنسان( من وجهة نظر األخصائيني االجتماعيني من خالل التعرف على صعوبات املرتبطة بالعميل نفسه و صعوبات املرتبطة مبؤسسة سوء التي تتعلق بالعمل اإلداري نفسه أو صعوبات املرتبطة بعملية االتصال بني األخصائي االجتماعي والعميل و الصعوبات املرتبطة بالعاملني مبؤسسة وصعوبات املرتبطة باملجتمع. باإلضافة إلى احللول املقترحة لالستفادة من خدمات اجلمعية ومن وجهة نظر األخصائيني االجتماعيني. واحتوى اإلطار النظري على تقدمي عرض لنظريات العلمية التي حاولت تفسير تلك الصعوبات و مت ربط مفاهيمها وتصوراتها النظرية وفي هذا السياق مت توظيف مخرجات نظرية األنساق االجتماعية, ونظرية التفاعلية الرمزية ومت استعراض العديد من الدراسات السابقة التي اهتمت مبوضوع الدراسة احلالية. و أما في اإلجراءات املنهجية تعتبر الدراسة االستكشافية, و اعتمدت على منهج املسح االجتماعي, بطريقة احلصر الشامل لألخصائيني االجتماعيني بجمعية األيتام مبنطقة الرياض «إنسان«.كما مت استخدام أدوات بحثية مناسبة للحصول على بيانات الدراسة وهي: أداة االستبيان. ومت عرض مناقشة نتائج الدراسة في ضوء اإلطار النظري والدراسات السابقة. وبناء على هذه النتائج مت تقدم بعض التوصيات العلمية التي ميكن أن تثري التراث النظري واملعرفي في ميدان الدراسات العلمية. أ. مها بنت حمدان العنزي وألسرته الصحة و الرفاهية وله احلق في الضمان في حالة مرضه وعجزه وترمله وشيخوخته وفي احلاالت التي يفقد فيها وسائل معيشته ألسباب خارجة عن إرادته. ومن هنا تغير مفهوم الرعاية االجتماعية خاصة بعد أن عقدت املؤمترات احمللية و الدولية و العاملية حقا من احلقوق األساسية التي يكفلها أي مجتمع ملواطنيه )على: 2009, 14-15(. والسعي إلشباع تلك االحتياجات البد من تكوين عالقات اجتماعية التي بواسطتها يتم إشباع االحتياج اإلنساني مع األخذ باالعتبار املعايير االجتماعية والقيم االجتماعية التي تهدف إلى تعديل سلوكيات األفراد حني تفاعلهم مع بعضهم البعض وعدم إشباع تلك االحتياج بصورة صحيحة قد يؤدي إلى الكثير من املشكالت التي قد تعوق األفراد عن أداء وظائفهم االجتماعية. من هنا البد من وجود اخلدمات التي متارس على شكل برامج ملواجهة املشكالت التي يتعرض لها األفراد )رجب: 1993, 5(. حيث أن اخلدمة االجتماعية باعتبارها مهنة إنسانية تطبيقية تعتمد على التدخل املهنى مع عمالئها من خالل املمارسة املباشرة للمساعدة في حتقيق أهداف معنية تتمثل في إحداث تغيرات اجتماعية مقصودة ومساعدة عمالئها على األداء االجتماعي السليم لوظائفهم االجتماعية,وال ميكن حتقيق هذه األهداف من خالل املمارسة التقليدية املعتمدة على استخدام طريقة بعينها من طرقها الثالث مع وحدة التعامل )فردا أو جماعة أو مجتمعا (, ولكن ميكن حتقيق هذه األهداف من خالل املمارسة العامة للمهنة باعتبار أن وحدة التعامل ما هي إال نسق يرتبط باألنساق األخرى, حيث يؤثر هذا النسق ويتأثر باألنساق األخرى. أي البد من وجود مؤسسات يعمل بها األخصائي االجتماعي )محمود: 2005, 864(. والبد أن حتدد مشاركة األخصائيني االجتماعيني في التطوير املهني في اجلمعية اخليرية. املشكلة موضوع الدراسة : ارتبط مفهوم الرعاية االجتماعية قدميا على أساس ما يقوم به اإلنسان ملساعدة أخيه اإلنسان في وقت الشدة.والذي عجزت قدراته الشخصية عن مواجهة احتياجاته مثل رعاية فئات املسنني, و اليتامى,واألرامل. أي أنها ارتبطت بنوع من اإلحسان من القادرين لغير القادرين,دون أن تكون منظمة أو مسئوولية للمجتمع.ومنها أوجه ومظاهر الرعاية االجتماعية املتضمنة نظم اإلحسان في احلضارات القدمية وهي مرحلة اإلحسان غير منظمه واملساعدات التلقائية و التي قامت على أساس الوازع الديني و النزعة الفطرية التلقائية للمساعدة وفعل اخلير من األفراد لبعضهم البعض. ولقد ظل هذا الشكل من الرعاية سائدا لفترة طويلة وتباينت مظاهر الرعاية قوه وضعفا من مجتمع ألخر و اقتصر األمر غالبا في كل منها على إشباع احلاجات األساسية و امللموسة و التي غالبا ما كانت تأخذ شكل املعونات العينية و املادية,كاملأكل و امللبس من القادرين إلى احملتاجني ولكنها في كل األحوال كانت تتسم بعدم التنظيم وعدم الكفاية بالرغم من وجود مظاهر العون و املساعدة. ومما مييز ذلك اللون من الرعاية عدم تدخل الدولة في تنظيمه وغلبة الوازع الديني أو اإلنساني لتدعيم ذلك ألون من الرعاية وذلك لتحقيق التضامن االجتماعي وتوفير الترابط و التوافق و االنسجام بني سكان املجتمع. أما مفهوم الرعاية االجتماعية حديثا تغير من مفهوم الرعاية االجتماعية حيث بدأت الدول احلديثة تهتم بتوفير احلقوق األساسية للمواطنني وإقرار وثيقة حقوق اإلنسان عام 1948 م وما أوضحته تلك الوثيقة في املادة )22( من أحقية كل فرد في املجتمع في الضمان االجتماعي واحلصول على حاجته االقتصادية و االجتماعية و الثقافية التي ال غنى عنها لكرامته وفي املادة )23( من أن لكل فرد احلق في أن يعيش في مستوى يكفل له حتديد مشكلة الدراسة: املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية أهمية الدراسة: - األهمية العلمية : يتمثل هذا البحث إضافة علمية جديدة وذلك لتناولها للمشكالت التي تواجه األخصائيني أثناء تعاملهم مع األيتام حني تقدمي اخلدمات االجتماعية. - األهمية العملية : تسهم مهنة اخلدمة االجتماعية من خالل معرفة األدوار واملهارات التي يقوم بها األخصائيني االجتماعيني أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية, وتسعى إلى مساعدة األيتام على التكيف مع واقع احلياة. أهداف البحث: الهدف الرئيس : التعرف على الصعوبات التي تواجهه العاملني أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية. وينبثق منها أهداف فرعية : التعرف على الصعوبات التي تتعلق بالعميل نفسه. التعرف على الصعوبات التي تتعلق باملؤسسة فيما يخص الصعوبات التي تتعلق بالعمل اإلداري نفسه التعرف الصعوبات التي تتعلق باملؤسسة فيما يخص صعوبات مرتبطة بعملية االتصال بني األخصائي والعميل. التعرف على صعوبات مرتبطة باألداء اخلدمة. التعرف على الصعوبات التي تتعلق باملجتمع. التعرف على ابرز احللول املقترحة لالستفادة من اخلدمات

253 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية تساؤالت الدراسة : ما الصعوبات التي تواجهه العاملني أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية وينبثق منها تساؤالت فرعية : ما الصعوبات التي تتعلق بالعميل نفسه ما الصعوبات التي تتعلق باملؤسسة فيما يخص الصعوبات التي تتعلق بالعمل اإلداري نفسه ما الصعوبات التي تتعلق باملؤسسة فيما يخص الصعوبات مرتبطة بعملية االتصال بني األخصائي والعميل ما الصعوبات مرتبطة باألداء اخلدمة ما الصعوبات التي تتعلق باملجتمع ما ابرز احللول املقترحة لالستفادة من اخلدمات مفاهيم الدراسة : مفهوم املشكالت : تعني املوقف الغير مرغوب فيها متثل حتديا للمجتمع يهدد كيانه ويتطلب معاجلته وإصالحه وقد تكون املشكلة أيضا ظاهرة بحاجة إلى دراسة أو تفسير أو سؤال بحاجة إلى إجابة عن طريق استخدام أساليب البحث العلمي.)منتدى الطالب: ) كما ميكن تعريف املشكلة إجرائيا : موقف يجعل الفرد غير قادر على حله. عجزت قدرات عن حلها. وبحاجة إلى مساعدته اآلخرين حللها. مفهوم العمل : هو الطاقة أو اجلهد احلركي الذي يبذله اإلنسان من أجل حتصيل أو إنتاج ما يؤدي إلى إشباع حاجة معينة محل لة.)املوسوعة احلرة : ar.wikipedia.org/wiki /اقتصاديات_العمل( مفهوم اليتيم: هو الذي مات إحدى أبويه أو كليهما وهو صغير لم يبلغ سن الرشد )انظر:علوان: 1981 م( فهذا اليتيم إذا لم يجد اليد احلانية التي حتنو عليه, والقلب الرحيم الذي يشفق به. واملعاملة احلسنه التي ترفع من مستواه.واملعونة التامة التي تسد حاجته وفاقته, فانه وال شك سيدرج نحو االنحراف, ويخطو شيئا فشيئا نحو األجرام لهذا كان تشديد اإلسالم في الوصية باليتيم, قال تعالى )فأما اليتيم فال تقهر()الضحى: 9 ( )عيد : 1990 م, ص 31( يعرف إجرائيا : الطفل الذي لم يصل إلى مرحلة البلوغ. أن يكون إحد والديه أو كليهما قد توفي. أن يكون تلقى خدمات من جمعية رعاية األيتام إنسان. مفهوم اخلدمات االجتماعية : ميكن تعريف اخلدمة على أنها سلوكيات إيجابية وإجراءات عديدة لتحقيق منفعة أو عدة منافع من خالل متطلبات سكان املجتمع. وميكن القول بأن اخلدمة هي تلبيه لسكان املجتمع وتعرف أيضا بأنها اخلبرة التي يعيشها طالب اخلدمة ويحكم على جودتها بناء على تلبية حاجاته وتوقعاته )السروجى وآخرون :2006, 1451(. كما يقصد بأنها اخلطوات املهنية التي تتم أثناء تقدمي مساعدات موجهة لألفراد أو اجلماعات أو املجتمعات أ. مها بنت حمدان العنزي وتشتمل هذه اخلطوات على الدراسة والتشخيص والعالج )خاطر: 1998, 159(. وأيضا ميكن أن يطلق على اخلدمة مسماه املساعدة وميكن أن تتحقق مساعدة العميل من خالل ثالث حقائق تتمثل في: العميل السوي الراشد هو شخص قادر على تناول شؤون حياته بنفسه بقدر مناسب من النجاح. أعاقت قدراته عوائق معينة. إما ذاتية أو في ظروفه احمليطة فأفقدتها مؤقتا أو بصفة دائمه القدرة على أداء وظيفتها. املساعدة هي في التدخل للتأثير في أي من هذه الذات أو الظروف أو كليهما الستعادة هذه القدرة أو هذه الطاقة. وتنحصر املساعدة ( اخلدمة االجتماعية ) في ثالث وسائل رئيسية تتمثل في: عالج ذاتي يستهدف استعادت القدرات أو استثماراتها ملباشرة وظائفها. تزويد مبصادر املساعدات واإلمكانيات املتاحة بالبيئة الستثمارها أفضل استثمار ممكن. تقدمي خدمات مادية أو اجتماعية من املؤسسة أو من املؤسسات األخرى ( عثمان: 1998, 77(. من هنا ميكن حتديد أنواع اخلدمات االجتماعية في ثالثة خدمات أساسية : - 1 خدمات وقائية: وتتضمن التنبؤ بالصعوبات و املعوقات واملشكالت سواء كانت شخصية أو اجتماعية أو بيئة واتخاذ التدابير الوقائية لتالفي وقوعها عن طريق برامج بناءة )انظر:احمد: 29(, 1986, وذلك لتحقيق إشباع احلاجات والرغبات وميول املجتمع وحتقيق اآلمال وبناء الكيانات على أسس سلميه ( رجب: 1996, 439(. وميكن القول أيضا إن اخلدمات الوقائية هي مجموعة من أساليب التدخل التي يستخدمها املختص حلماية مصالح األفراد الذين يواجهون مخاطر اإلصابة باألذى من اآلخرين,كاألطفال, واملعوقني وكبار السن, واألفراد من غير القادرين على رعاية أنفسهم وتوفير حاجاتهم األساسية. )نيازي: 2000, 210( - 2 خدمات عالجية: وتتضمن مساعدة األفراد على حل مشكالتهم التي تعوق أدائهم الوظيفي أي مساعدة األفراد الذين تعرضوا إلى مشكالت أعاقت أدائهم االجتماعي املطلوب والبد من مساعدتهم ملواجهة تلك املشكالت ( انظر:احمد:.)30, خدمات إمنائية : تتضمن محافظة املجتمع على منوه وبقائه من خالل توفير عدد خدمات التنمية التي تتمثل في : خدمات ذات صلة حيوية بنشاط املجتمع التي تخص حياة املجتمع ونشاطه اإلنتاجي, فمثل اخلدمات ذا طابع صناعي فإن اخلدمات التي توضع لها برامج التنمية االجتماعية تشمل توفير اخلدمات املختلفة للعمال من موصالت وخدمات صحية وغيرها من اخلدمات التي تساعد أبناء املجتمع على االستمرار في نشاطهم اإلنتاجي اخلدمات التدعيمية وهي تلك اخلدمات التي تقوم على أساس النظرة البعيدة ملا يجب أن تكون عليه عمليات التنمية في املجتمع وهي الصحة و التعليم خدمات عامه للتنمية وهي اخلدمات الرئيسية إلقامة وتنفيذ مشروعات التنمية )عويس وآخرون: 1996,.)26,27 باإلضافة إلى ذلك هناك نوعان من اخلدمات االجتماعية: خدمات مادية )مباشرة_ملموسة(. خدمات الغير مادية )الغير مباشرة-محسوسة(

254 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية بشرط ارتباط تلك اخلدمات بإمكانيات املجتمع وأيديولوجيته ووضعه االقتصادي,واستثمار تلك اإلمكانيات. )عبد الرحيم: 2007, 416( كما تعرف اخلدمات االجتماعية: بأنها مجموعة األنشطة التي ميارسها املختصون االجتماعيون بهدف مساعدة الناس ليصبحوا أكثر قدرة على االعتماد على أنفسهم, ووقايتهم من االعتماد على اآلخرين بصورة غير طبيعية,وتقوية العالقات األسرية ومساعدة األفراد و اجلماعات و األسر و املجتمعات احمللية الستعادة قدراتهم و القيام بوظائفهم االجتماعية بصورة سليمه.كما تهدف هذه اخلدمات,أيضا إلى مساعدة األفراد ومساعدتهم للقيام برعاية أنفسهم أو اآلخرين,والتوجيه واإلرشاد, و العالج النفسي,و التحويل, و التوسط,و الدفاع عن مصالح العمالء أمام اجلهات الرسمية, وتوضيح مسؤوليات املنظمات واملؤسسات اجتاه األفراد و األسر و اجلماعات,وربط العمالء باملوارد الالزمة.)نيازي: 2000, 244(. كما تعرف اخلدمات االجتماعية العامة في كونها خدمات تقدم مباشرة إلى املواطنني يقدمها أخصائيون بهدف مواجهة االحتياجات االجتماعية العامة وهي خدمات منظمة تقوم احلكومة على تقدميها. تتمثل في اخلدمة االجتماعية العامة وخدمات الرعاية واخلدمات العامة واخلاصة وغير الربحية واألسرية منها: التعليم. الرعاية الصحية. خدمات اإلسكان. خدمات التوظيف. اخلدمات االجتماعية )اخلدمات االجتماعية الشخصية,والرعاية االجتماعية, األمن االجتماعي واحلماية االجتماعية.) ( شحاتة: 2006, )1051 اإلطار النظري والدراسات السابقة: أسباب املشكالت : يرجع أسباب املشكالت إلى عدم إشباع بعض االحتياجات بني أفراد املجتمع وهذه االحتياجات هي االحتياجات االجتماعية والنفسية و االقتصادية والبيولوجية والصحية والتعليمية والترويحية ويرجع أصحاب هذا الرأي عدم اإلشباع في االحتياجات السابقة إلى مجموعه من العوامل وهي : عوامل ذاتية ترجع إلى املواطن نفسه عوامل أسرية ترجع إلى أسرة املواطن عوامل اجتماعية, ترجع إلى اجلماعات التي ينتمي إليها املواطن عوامل بيئية ترجع إلى احلي أو املجتمع احملدد الذي يسكن فيها املواطن عوامل مجتمعية ترجع إلى ظروف املجتمع العام الذي يعيش فيه املواطن كذلك فإننا ينبغي اال نغفل الرأي القائل بان من املسببات األساسية للمشكالت التفاوت في سرعة التغير االجتماعي و الثقافي الذي يتأتي بسبب التفاوت في سرعة تغير احد جوانب الثقافة عن اجلانب األخر فقد يسير اجلانب املادي للثقافة بسرعة اكبر من سير اجلانب الالمادي و املعنوي بها ومن األسباب: ورود مجموعات من األشخاص بإعداد كبيرة من ثقافات مختلفة وتوطينهم في منطقة من املناطق أو حتى مجرد إقامتهم فيها لفترات طويلة وذلك بقصد العمل واختالطهم أبناء املجتمع األصلي وتأثيرهم فيه بصورة أ. مها بنت حمدان العنزي أو بأخرى وعلى سبيل املثال فان نسبة العاملني األجانب إلى العمال الوطنيني في دولة اإلمارات العربية املتحدة قد بلغ نسبة رمبا تزيد عن 90% وال ميكن أن يغفل اثر هؤالء العمال خاصة وأنهم في معظمهم قد جاءوا من ثقافات تختلف جذريا عن ثقافة ولغة ودين مجتمع اإلمارات العربي املسلم وال ميكن بحال من األحوال إغفال تأثيرهم على املجتمع األصلي خاصة وان إعدادهم مبئات األلوف التقدم التكنولوجي الذي يصحبة استيراد أنواع من األجهزة و العدد واآلالت إلى بعض املجتمعات والذي تصحبة أمناط ثقافية جديدة وغريبة على تلك املجتمعات وقد يكون بعض هذه األمناط الثقافية غريبا متاما على إفراد املجتمع ومن هنا يحدث شئ من الهزات االجتماعية التي قد ينجم عنها بعض املشكالت االجتماعية االنفتاح الشديد على املجتمعات األخرى و النقل احلضاري منها حيث أن املجتمعات البشرية تتعامل مع بعضها وينقل بعضها من بعض في مجاالت كثيرة: ضعف سلطان العقيدة لدى بعض أفاد املجتمع وهذا السبب يجعل هؤالء اإلفراد قابلني لالنحراف عن جادة الصواب عدم تفهم املجتمع حلاجات الشباب, عدم إشباع تلك احلاجات بالطرق السليمة املشروعة ذلك أن املجتمعات الواعية هي التي تدرس حاجات الشباب النفسية االجتماعية دراسة متعمقة ثم حتاول أن تعمل على إشباعها في أطرها السليمة الطبية الفجوة الثقافية بني األجيال إذ من املالحظ أن هناك اختالفا بني الكبار و الصغار في فهمهم لألمور وتعاملهم مع األحداث وفرة الثروة في ايدى الشباب الصغار دون تعليمهم وتعويدهم وتربيتهم على إنفاقها في أبوابها الصحيحة و املنضبطة )مرسي :,1995 )120 الصعوبات التي تواجه اجلمعيات اخليرية : هناك العديد من الصعوبات التي تعوق حتسني تطوير اخلدمات حيث ميكن حتديدها من خالل عدد من اجلوانب: صعوبات مرتبطة بالعميل والتي تتمثل في : صعوبات مرتبطة بالعميل نفسه. صعوبات مرتبطة بالعاملني مبؤسسة ( وتتضمن صعوبات مرتبطة اإلدارية,و صعوبات مرتبطة قيمة اخلدمة,ومدى كفايتها, و صعوبات مرتبطة بعملية االتصال بني األخصائي والعميل وتتضمن :أيضا صعوبات مرتبطة باألداء اخلدمة(. صعوبات مرتبطة باملجتمع.) انظر:املالح: 2005, 850( صعوبات مرتبطة بالعميل نفسه: وميكن حتديدها من خالل: حتايل بعض العمالء للحصول على اخلدمة رغم عدم احلاجة إليها. انطالقا من العادات والتقاليد لبعض العمالء أن معلومات عن الوضع األسرة سواء اقتصادي أو اجتماعي أمر في غاية السرية وال يحق ألي شخص االطالع عليه. بعض العمالء يعانون من أمراض سيكوباتية وهم ميتازون بشدة الذكاء والتشكك باآلخرين وتعاطي املخدرات ويرتكبون اجلرائم بجميع أنواعها. عدم الثقة في األخصائي االجتماعي

255 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية قلة معرفة العميل باخلدمات التي تقدمها املؤسسة األولية. عدم االستمرار في طلب اخلدمة لنظرا لعدم توفرها أو عدم إشباعها بصورة كفاية وقد يكون بسبب اإلجراءات املعقدة للحصول على اخلدمة. اهتمام بعض العمالء بجانب املادي فقط,أي ما يعني العميل على إشباع احتياجه بالصورة التي يراها. صعوبات مرتبطة بالعاملني مبؤسسة: يعرف»وايتهاوس«فريق العمل على أنه هو احتاد وثيق لروابط متعاون دميوقراطي ومتعدد التخصصات مكرس لهدف مشترك وهو تقدمي أفضل معاجلة للحاجات األساسية لفرد, ويعمل أعضاء هذا الفريق من خالل تشخيص مترابط ومتكامل وتخطيط مرن وديناميكي وتوقيت مناسب ومتتابع للعالج وتوازن في اإلجراءات حيث أن اإلجراءات مجموعه متمايزة في أجزائها ولكنها تعمل كوحدة )انظر:الزارع: (, من هنا ميكن القول بأن املؤسسة تعمل كوحدة واحده للوصول إلى حتقيق أهدافها التي تسعى إليها وعلينا االهتمام بكل وحدة كما حتدد مسئوليات األخصائي اجتاه العاملني باملؤسسة من خالل دراسة»ماهر عبد الوهاب «حيث حدد املعوقات فيما يأتي: عدم شعور العاملني باالطمئنان على مستقبلهم. غالبية العاملني ليس لديهم وعى بطبيعة دورهم. عدم وجود زيادة في املرتبات منذ التعيني. )انظر: املالح: 2005, 871( قلة العالقات اجليدة بني العاملني باملؤسسة. عدم وجود دورات تدريبية التي تختص بتطوير العالقات بني العاملني في املؤسسة. عدم توفر بيئة صاحلة للعمل بكفاءة وفعالية. وتتضمن : صعوبات مرتبطة باجلوانب اإلدارية. صعوبات مرتبطة قيمة اخلدمة ومدى كفايتها. صعوبات مرتبطة بعملية االتصال بني األخصائي والعميل. صعوبات مرتبطة باألداء اخلدمة. الصعوبات اإلدارية: توصلت النتائج إلى أن معوقات تطوير وحتسني اخلدمات مبؤسسات الرعاية االجتماعية ومنها التضارب القرارات اإلدارية ونقص املهارات البشرية الفعالة ونقص في الوظائف الفنية واخلبرات والكفاءات مع عدم وجود دعم من املجتمع لهذه األجهزة )انظر:محمود :2006, 1519(,كما توصلت إحدى الدراسات املتعلقة باملعوقات التي تواجه مراكز اخلدمات اجلماهيرية في حتقيق أهدافها إلى عدم مناسبة مكان العمل وعدم ربط املركز مبراكز املعلومات,وأيضا ضعف خبرات ومهارات العاملني بتلك املراكز وعدم وجود دليل عمل.)انظر املالح: 2005, 870( كما توصلت دراسة آخرى تتعلق مبعوقات إشباع جمعيات تنمية املجتمع حلاجات الفقراء وتتمثل في قلة موارد اجلمعية املالية,وافتقاد اجلمعية للقدرة التنظيمية و التخطيطية في توزيع املوارد اختصاص اجلمعية بتقدمي معونات عينية أو مادية فقط,وتوصلت أيضا إلى ضعف التبرعات وتراجع العمل التطوعي كما توصلت إلى حاجات الفقراء أكبر من إمكانيات اجلمعية. )انظر:عبد الرحيم: 2007, 445( مما سبق ميكن حتديد املعوقات اإلدارية في: تضارب القرارات اإلدارية وتكرارها وأحيانا االزدواجية في العمل. عدم مناسبة مكان العمل. أ. مها بنت حمدان العنزي احلاجات أكبر من إمكانيات املؤسسة. محدودة عمل املؤسسة واقتصارها على خدمات معينه. االعتماد على التبرعات من فاعلني اخلير أي عدم وجود ميزانية سنوية. اقتصار عمل بعض اجلمعيات على تقدمي املعونات العينية أو املادية فقط. ضعف اخلبرات ومهارات العاملني. عدم وجود الدليل عمل لالسترشاد به. عدم ربط املؤسسة مبراكز املعلومات. صعوبات مرتبطة بعملية االتصال بني األخصائي والعميل: توصلت إحدى الدراسات إلى أن االتصال ليس فقط قائم على احلصول على املعلومات و البيانات وإمنا على فهم هذه املعلومات و البيانات واالستجابة لها االستجابة املناسبة من جانب عملية االتصال )املرسل واملستقبل(,وهذا الفهم يتطلب مهارات خاصة تتالءم مع طبيعة املواقف االجتماعية املختلفة,وطبيعة الدور الهام الذي يؤديه األخصائي االجتماعي في عملية املساعدة و ينظر إلى عملية االتصال كأداة أساسية في تطوير عملية املساعدة وتطوير العالقات و التفاعالت مع العمالء ( عبد احلميد: 2007, 101(. مما سبق ميكن حتديد أهم املعوقات : تفسير االتصال اللفظي والغير اللفظي بطريقة غير صحيحة. عدم وضوح اللغة بني األخصائي والعميل قد يؤدى إلى الفهم اخلطأ. عدم التعامل مع أساليب املقاومة من قبل العميل بالشكل الصحيح مما تؤدى إلى إعاقة العالقة املهنية. عدم إعطاء الفرصة للعميل للتعبير الهادف عن مشاعره. عدم اتباع األساليب واألسس املهنية بشكل الصحيح حني االتصال مع العميل. عدم إدراك األخصائي االجتماعي أهمية بدء مع العميل من حيث هو أي من بؤرة اهتمامه. عدم حتديد طرق االتصال والوقت الذي تناسب العميل. صعوبات مرتبطة قيمة باخلدمة ومدى كفايتها: توصلت إحدى الدارسات أن ضعف مستوى قيمة اخلدمة وإمكانية االعتماد وفق رضا العميل عنها كمحدد جلودة اخلدمة بواقع املمارسة املهنية مبجاالت املمارسة املتنوعة حيث وضعت قيمة اخلدمة وإمكانية االعتماد عليها في مستوى ضعيف,وأيضا مدى كون اخلدمة املقدمة مفيدة للعميل وإتاحه الفرصة الختيار العميل للخدمة وإشباع نوع اخلدمة, واتفاق تلك اخلدمة مع رغبات العميل. أيضا اتضح أن مستوها ضعيف وبالنسبة إلى حتقيق اخلدمة راحة للعميل واستغراق الوقت املالئم كان مستوها أعلى مما سبق وهذا ما يضع جودة اخلدمة في املستوى الضعيف. ( انظر:شحاتة: 2006, 1069(. مما سبق ميكن حتديد تلك الصعوبات املتعلقة بقيمة اخلدمة ومدى كفايتها: قلة االستفادة من اخلدمة املقدمة للعميل. عدم عرض البدائل للخدمات املوجودة وقد يرجع لقلة اخلدمات أو توفر اخلدمة ليس على الوجه املطلوب. قد تكون اخلدمة املقدمة ال تتفق بشكل الذي يحقق اإلشباع التام للعميل. قد يكون في بعض املؤسسات االجتماعية بعض الصعوبات التي تتعلق في استغراق الوقت واجلهد للحصول على اخلدمة. قد تكون لدى بعض املؤسسات االجتماعية قلة اهتمام براحة العميل حني طلبة للخدمة

256 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية عدم حتديد وقت لبداية إعطاء اخلدمة وإنهاء اخلدمة. صعوبات مرتبطة باألداء اخلدمة: أوضحت إحدى الدراسات بأن ضعف مستوى كفاءة مقدمي اخلدمة وفق رضا العميل كمحدد جلودة اخلدمة بواقع املمارسة املهنية مبجاالت املتنوعة, حيث كان مستوى الكفاءة ضعيف واتضح أن تفاعل االخصائى مع العميل بأسلوب ودود وثقة العميل في تفهم األخصائي ملوقفة في املستوى املتوسط.أما بالنسبة إلى شعور العميل بالطمانينه نتيجة مهارة األخصائي ورضا العميل عن أسلوب األخصائي معه توفر املهارة لدى االخصائى في تقدير العميل كشخص. و ثقة العميل في حل املشكلة وفق أسلوب عمل األخصائي معه, وأيضا راحة العميل اجتاه رغبة االخصائى في مساعدته وإشباع رغبات االخصائى معه كان مستواها ضعيف. )انظر:شحاتة: 2006, )1075 مما سبق ميكن حتديد أهم املعوقات: قلة تفاعل األخصائي االجتماعي مع العميل حني طلب اخلدمة. عدم استخدام املهارات التي تؤدى إلى يكتسب ثقة العميل. عدم منو العالقة املهنية التي تبث الطمأنينة للعميل. عدم دافعية األخصائي مبساعدة العميل. عدم تطبيق األساليب املهنية التي تناسب العميل. تواكل األخصائي على العميل في حل مشكلة بنفسه بدون مساعدة اآلخرين له, أي عدم مشاركة العميل. صعوبات مرتبطة باملجتمع: أيضا حتدث دراسته ماهر املعوقات املرتبطة بالوعي اجلماهيري وحددها كما يلي: عدم وجود لوحات إرشادية للمستفيدين من املؤسسة االجتماعية. عدم علم املواطنني باألماكن التي توجد بها املؤسسات االجتماعية. جهل بعض املواطنني بطبيعية الدور الذي تؤديه تلك املؤسسات. )انظر: املالح: 2005, 870( النظريات العلمية املفسرة : نظرية األنساق االجتماعية: ويرى عالم االجتماع «تالكوت بارسونز«أن للنسق االجتماعي أربع وظائف أساسية يجب عليه حتقيقها:التكيف.وحتقيق الهدف.وتدعيم النمط وتصريف التوتر.والتكامل.حيث أن التكيف ينتج من حتقيق الفرد ملقابلة الحتياجاته بطريقة فعاله بعدا عن ما يعوق أداء وظائفه االجتماعية,حيث أن نظرية األنساق تعمل كوحدة متكاملة فإن اجلمعية اخليرية والفرد يقومان بعدد من األعمال وذلك لتحقيق الهدف املراد وهو التكامل.وقد أضاف «ميرتون«وظيفتي الضبط و االتصال,أي النسق باألنساق اخلارجية ليحافظ على استمرار عملياته وأكد»سيلز نيك«على أهمية الضبط في انفتاح النسق وانغالقه على البيئة لتحقيق وظيفة املوائمة والتكامل. حيث تؤكد»ميرتون«على أن عمل االتصال التي حتدث بني املؤسسة واملؤسسات األخرى هي محافظه على استمرار عمل املؤسسة وأهمية االتصال تكمن في تفاعل املؤسسات مع بعضها البعض. وفي إطار االجتاه الوظيفي فإن لكل نسق وظيفة مختلفة عن الوظيفة األساسية للنسق االجتماعي ككل,ولكنها تخدم في ناحية معنية الوظائف األساسية لنسق ومن ثم وظائف األنساق الفرعية ومن شأنه أن تتضافر وتتكامل وتتساند ألداء الوظائف األساسية للنسق االجتماعي, وذلك ما يعرف بالتساند الوظيفي,)العبد الكرمي: 1456( 2007, حيث أن كل جمعية تؤدي وظائف تختلف عن اجلمعية األخرى ولكل تتكامل وتتساند مع أ. مها بنت حمدان العنزي بعضها البعض. وقد مت حتديد املسلمات الرئيسية للنسق املتوازن في: املدخالت وهي ما مت قبوله من أدوات وأموال وقدرات وإمكانيات, ويقصد في ذلك إمكانيات العاملني سواء كانوا داخل املؤسسة أو خارجها,باالضافه إلى قدرت اجلمعية على استيعاب طلبات املتقدمني للخدمة. أما ( العمليات التحويلية( وهي ما مت إعطاء من مهارات ومعارف وقيم ويقصد بها هي اخلدمات التي ميكن تقدمها للعمالء. أما في املخرجات وهي ما توصلت إلية العملية التحويلية والتي تتمثل في خدمة املجتمع وأبحاث وتلك املخرجات تكون في سوق العمل وقد تكون تلك املخرجات مدخالت في مواضع آخر.) انظر: اخلازمي: 2009 ( التغذية العكسية حيث أنها تتغير حاجات املؤسسة االجتماعية كنسق مفتوح بصورة مستمرة.ومن هنا تبدو أهمية التغذية العكسية والتي تتمثل في عملية تقييم سياسة اجلمعية وخططها في تقدمي خدماتها وكلما كانت قنوات االتصال بني املخرجات وعودتها مرة أخرى. من جديد إلى املدخالت سهلة وميسرة أدى ذلك إلى حتسني وتطوير الوظائف التي تقوم بها املؤسسة االجتماعية.)انظر:عبد املجيد: 2007, 709( النظرية التفاعلية الرمزية : تعد التفاعلية الرمزية من احملاور األساسية التي تعتمد عليها النظرية االجتماعية في حتليل األنساق االجتماعية. حيث أنها تبدأ باألفراد وسلوكهم. فأفعال األفراد تصبح ثابتة لتتكون األدوار. وميكن النظر إلى هذه األدوار من حيث توقعات األفراد بعضهم نحو بعض من حيث املعاني والرموز وهنا يصبح التركيز,إما على األدوار أو على سلوك الدور و الفعل االجتماعي )الغريب 2009 : 271(. و يبرز مبدأ ارتباط العادات اللغوية بسلوك الناس في علم االجتماع كطريقة لتحليل كيف يكتسب الناس حتديدات مشتركة ملعاني األشياء,مبا في ذلك قواعد احلياة االجتماعية. وذلك بالتفاعل مع اآلخرين عن طريق اللغة, أو كما مييل علماء االجتماع إلى القول بأنه من خالل»تبادل التفاعل الرمزي«كما يقصد بالرمز هنا الوسيلة التي يستطيع األفراد بواسطتها أن يفهموا بعضهم البعض وما ستكون عليه استجاباتهم لألشياء وما معاني تلك األشياء. ويعد ( جورج ميد ) رائدا لهذه النظرية«حيث استطاع في محاضراته التي ألقاها في اجلامعة على طول الفترة من أن يبلور على نحو متقن األفكار األساس لهذه النظرية )احلامد 2001 : 84(. حيث أن ( ميد ) ينظر للذات على أنها احملور األساس في علميات التفاعل فهو ينظر للذات على أنها األساس الذي يتحول مبوجبه الفرد إلى فاعل اجتماعي له ارتباط باآلخرين. إذ من خالل الذات يكون اإلنسان صورة نفسه وصورة اآلخرين بوصفها موضوعات أساسية للتفاعل. ويرى) ميد ) أن هناك عالقة تبادلية بني الذات و املجتمع.فاملجتمع هو حصيلة تفاعل مستمر بني العقل البشرى و النفس البشرية,كما أنهما يتشكالن أصال عن طريق التفاعل أي من خالل التنشئة االجتماعية,والتي تعد مفهوما مركزيا عند ( ميد ) و التفاعلية الرمزية ألنها أي التنشئة لها القابلية على صياغة سلوكنا في ضوء ما يتوقعه اآلخرون منا. أن السلوك على وفق أطروحات )ميد( يجمع ثالثة عناصر أساسية هي ( العقل والنفس واملجتمع (.ووفق أفكار )ميد(نتج أن الذات تشمل العقل و النفس. والعقل عند ( ميد ) يعنى القدرة على متثل الرموز و اإلشارات التي لها معان اجتماعية وثقافية و التي يكون مبوجبها السلوك ممكنا.إذ ينمو اإلنسان عقليا من خالل عمليات التقليد للرموز التي يستخدمها األكبر منه سنا, وبعد مرحلة الطفولة األولى يحاول الطفل أن يختار لنفسه سلوكا بني جملة أمناط سلوكية وهنا تكون مهمة العقل إدماج الطفل باحمليط االجتماعي مع العلم أن قدرة اإلنسان على اكتساب الرموز سواء كان ذلك تقليدا أم اختيارا عملية قابلة للتطوير

257 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية و التغير )الغريب 2009 : 280(. املعنى و الرمز: ينطلق هذا االجتاه ( جورج ميد ) من مسلمة مؤداها أن اإلنسان كائن نشط فعال يستطيع أن يحول تعبيرات الوجه أو اإلشارات إلى رموز وأصوات وأفعال تنطوي على معنى, وتستمد هذه الرموز أهميتها وتصبح ذات داللة حينما يكتسب مستقبلها نفس املعنى الذي كان في ذهن مرسلها أو صاحبها, مبعنى أخر حينما يصبح للرموز معنى مشتركا بني املتفاعلني تصبح في هذه احلالة رموزا اجتماعية تكتسب من خاللها التفاعل االجتماعي مع اآلخرين وتسمى اإلشارات التي حتوي املعنى بالرموز. التوقعات و السلوك : يعتمد املجتمع على مجموعة من التفاعالت التي جتري بني أعضائه ويتم تنظيم السلوك داخل اجلماعات,وبني املجتمعات بعضها مع بعض,وتنسيقه من خالل التوقعات, فالناس من خالل التفاعل يتعرفون على الطريقة التي يتوقعها اآلخرون منهم ومن ثم فهم يراعون أن يكون سلوكهم مطابقا لألمناط السلوكية التي حتدث في املؤسسات و النظم االجتماعية. األدوار و التفاعل: تتكون لدى الفرد منذ طفولته القدرة على متييز ذاته عن اآلخرين من خالل خبراته اللغوية التي تنمو وتتطور بنموه وتطوره, فيكون مؤهال ملعرفة ما يتوقعه اآلخرون في سلوكه. ويعد ( وليم جيمس ) أول من قدم مفهوم الذات االجتماعية حيث قال «أن الذات ليست روحا مجردة,ولكنها متتد بجذورها في حميم التفاعل االجتماعي,ويرتبط األفراد مبجتمعهم عن طريق هذه الذوات )احلامد 2001 :. )85 الدراسات السابقة : - دراسة رضا أحمد 2005 م بعنوان )العوامل املؤثرة على تنفيذ سياسات رعاية الطفولة باجلمعيات اخليرية( ومن ابرز نتائجها ارتفاع في تقدير اخلدمات الالزمة للرعاية الطفولة كما أن تكلفة اخلدمة املقدمة للطفل حتد نوعها ومقدراها التمويل على تنفيذ سياسات رعاية الطفولة في اجلمعيات اخليرية كما أن النظرة إلى رعاية اجلمعية األطفال للفقراء على أنها حق و أن رعاية األطفال الفقراء من خالل اجلمعية تزيد من حاجاتها للموارد املجتمعية. - دراسة فوزي شحاتة 2006 م بعنوان )حتديد مستوى جودة اخلدمات االجتماعية وفق رضا العميل عنها ) وهدفها حتديد مستوى جودة اخلدمة املقدمة للعميل بواقع املمارسة املهنية وذلك وفق رضا العميل عن تلك اخلدمة وأيضا هدفها في محاولة اإلسهام في حتقيق جودة هذه اخلدمات وزيادة رضا العميل عنها وفق هذه األهداف. - دراسة منال محمود 2006 م بعنوان )متطلبات تطبيق إدارة اجلودة الشاملة مبؤسسات الرعاية االجتماعية( ومن أبرز نتائجها و التي تتعلق بدراسة :ضعف تناسب عدد العاملني بنوعية العمل باجلمعية وقلة ربط البرنامج التدريبي بتكنولوجيا املعلومات املتطورة.و من الصعب توفير خدمات للمستفيدين تلبي احتياجاتهم وضعف املصادر املالية وعدم توفر التخصصات املطلوبة.و من الصعب حتسني وتطوير اخلدمات املقدمة في ضوء زيادة أعداد العمالء. - دراسة حصة العبد الكرمي 2007 م بعنوان )تفعيل عملية التبادل بني اجلمعيات اخليرية النسائية مبدينة الرياض( ومن أبرز أهدفها :إلقاء الضوء على أهمية عملية تبادل املوارد املادية و اخلبرات الفنية بني اجلمعيات اخليرية النسائية. و حتديد مجاالت عملية التبادل املوارد املادية و اخلبرات الفنية بني اجلمعيات اخليرية النسائية. و حتديد العوامل املؤثرة على تفعيل تبادل املوارد املادية و اخلبرات الفنية في اجلمعيات اخليرية النسائية.كما أظهرت أبرز نتائجها والتي تتعلق بدراسة :عدم تساوي العائد من عملية التبادل بني اجلمعيات أ. مها بنت حمدان العنزي اخليرية وعدم وجود إستراتيجية واضحة لعملية التبادل.وانخفاض تبادل األجهزة واملوارد املادية لتوفير بعض البرامج. - دراسة محمد عبد الرحيم 2007 م بعنوان ( تقدير حاجات الفقراء من اخلدمات املجتمعية للجمعيات األهلية( ومن أبرز أهدافها :إفادة جمعيات تنمية املجتمع في الوصول إلى ترتيب أولوية تلك احلاجات وفقا ألهميتها ودرجة حاجة السكان إليها, وفقا ملوارد اجلمعية وإمكانيات املنطقة املتاحة.ومن أبرز نتائجها و التي تتعلق بدراسة :أن اخلدمات البيئية التي ميكن جلمعية تنمية املجتمع املساهمة فيها وتتمثل : في برامج إرشادية للحفاظ على النظافة واملياه, وتوفير سالت القمامة, ثم تشجير الشوارع, ثم احلدائق العامة. - دراسة هبة عبد اللطيف 2007 م بعنوان ( احلوار املجتمعي و اتخاذ القرار باجلمعيات األهلية دراسة مطبقة على اجلمعيات األهلية مبدينه الفيوم( من ابرز نتائجها و التي تتعلق بدراسة :إتاحة احلوار املجتمعي للمتطوعني ومساعدة احلوار املجتمعي في حتديد أسلوب تنفيذ البديل. وأهمية اشتراك املوطنني واملسئولني في تنفيذ البديل املختار. - دراسة نيفني إبراهيم 2008 م بعنوان) اإلدارة البيئية ومساعدة اجلمعيات األهلية العاملة في مجال البيئة على حتقيق أهدافها ) ومن أبرز نتائجها و التي تتعلق بدراسة :مراعاة اإلدارة البيئية لتعرف على االحتياجات البيئية املتغيرة وذلك نتيجة الهتمامها مبشكالت املجتمع. و أن اإلدارة البيئية داخل اجلمعيات األهلية تقوم بتنسيق العمل بني العاملني ومجلس اإلدارة مما يدل على أن اإلدارة البيئية حترص على التنسيق ليس على املستوى الداخلي فحسب ولكن على مستوى املنظمات األخرى. - دراسة عائشة أمام 2008 م بعنوان )اجتاه اجلمعيات األهلية نحو تكوين بناء لتبادل املعلومات ومنع تكرار اخلدمات الدليل اإلرشادي للبناء (ومن ابرز نتائجها و التي تتعلق بدراسة : ترى أن هناك حاجة ملنع التكرار طاملا أنها أقرت بوجود اخلدمة كما قد يسبب نقص اخلدمات في حال تكرارها. أن إعالن اجلمعيات اخليرية يعد من احلاجات األكثر مساعدة للعمالء. عالقة الدراسة بالدراسات السابقة : تبحث الدراسة احلالية عن املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية, واتضح من الدارسات السابقة وجود العديد من الصعوبات التي تواجه اجلمعيات واألطفال كدراسة رضا التي أوضحت صعوبة تكلفة اخلدمة املقدمة للطفل ودراسة محمد التي أوضحت أهمية البرامج اإلرشادية ودراسة عائشة التي حددت صعوبات اجلمعيات في نقص اخلدمات واإلعالن عن اجلمعيات ودارسة نيفني التي اهتمت في التعرف على االحتياجات املستمرة واملتغيرة ودارسة هبة التي تتعلق إتاحة احلوار املجتمعي للمتطوعني ومساعدة احلوار املجتمعي في حتديد أسلوب تنفيذ البديل. وأهمية اشتراك املوطنني واملسئولني في تنفيذ البديل املختار ودارسة حصة التي تتعلق عدم تساوي العائد من عملية التبادل بني اجلمعيات اخليرية وعدم وجود إستراتيجية واضحة لعملية التبادل.وانخفاض تبادل األجهزة واملوارد املادية لتوفير بعض البرامج ودارسة منال التي تتعلق ضعف تناسب عدد العاملني بنوعية العمل باجلمعية وقلة ربط البرنامج التدريبي بتكنولوجيا املعلومات املتطورة.و من الصعب توفير خدمات للمستفيدين تلبي احتياجاتهم وضعف املصادر املالية وعدم توفر التخصصات املطلوبة.و من الصعب حتسني وتطوير اخلدمات املقدمة في ضوء زيادة أعداد العمالء. ودارسة فوزي محاولة اإلسهام في حتقيق جودة هذه اخلدمات وزيادة رضا العميل عنها وفق هذه األهداف. اإلجراءات املنهجية:

258 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية أ. مها بنت حمدان العنزي في املرتبة األولى الفئة العمرية من 30 سنه إلى أقل من 35 سنه بنسبة 67,7 %.وفي املرتبة الثانية الفئة العمرية من 35 سنه إلى أقل من 40 سنه بنسبة 12,9%. بينما املرتبة الثالثة الفئة العمرية أقل من 30 سنه بنسبة 9,7%. وفي املرتبة الرابعة الفئة العمرية من 45 سنه إلى أقل من 50 سنه بنسبة 6,5%. وفي املرتبة اخلامسة الفئة العمرية من 40 سنه إلى أقل من 45 سنه بنسبة% 3,2.ويتضح من ذلك غالبية العينة ممن ميثلون النصف األول من العقد الثالث مما يتفق مع القدرة على العمل والعطاء في سبيل حتقيق أهداف اجلمعية. اجلدول )2( -التخصص التكرار )ك( التخصص 21 خدمة اجتماعية 4 علم اجتماع 1 علم نفس 5 تخصصات غير اجتماعية 31 املجموع النسبة املئوية)%( 67,7 12,9 3,2 16,2 100 يوضح بيانات اجلدول السابق أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني حسب التخصص.حيث أتي في املرتبة األولى ممن يحملون تخصص خدمة اجتماعية بنسبة 67,7%. وفي املرتبة الثانية ممن يحملون تخصصات أخري )كشريعة...وغيرها( بنسبة 16,2%. بينما في املرتبة الثالثة ممن يحملون تخصص علم اجتماع بنسبة 12,9%. أما في املرتبة الرابعة ممن يحملون تخصص علم نفس بنسبة 3,2%. اجلدول )3( - عدد سنوات اخلبرة التكرار )ك( عدد سنوات اخلبرة 12 أقل من 3 سنوات 2 من 3 سنوات إلى أقل من 6 سنوات 2 من 6 سنوات إلى أقل من 9 سنوات 15 من 9 سنوات إلى أقل من 12 سنه 31 املجموع النسبة املئوية)%( 38,7 6,5 6,5 48,4 100 نوع الدراسة : تنتمي هذه الدراسة إلى نوع الدراسة االستكشافية. بحكم حداثتها والتي تستهدف املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية نظرا لقلة الدراسات التي تتعلق بالصعوبات التي تواجه العمل مع األيتام. املنهج املستخدم: يشير مفهوم املنهج إلى الطريقة التي يستخدمها الباحث في دراسة ظاهرة معينة ووفقا لطبيعة الدراسة فان املنهج املستخدم هو منهج املسح االجتماعي باعتباره أنسب املناهج احلصر الشامل لكافة األخصائيني االجتماعيني في اجلمعية مبنطقة الرياض من منطلق أن هذا املنهج يركز على دراسة الواقع الفعلي للعملية الوظيفية. أداة جمع البيانات: مت االعتماد على االستبيان حيث احتوى على : أ اجلزء األول : يشتمل على البيانات األولية ألفراد مجتمع الدراسة ب اجلزء الثاني : يشتمل على متغيرات الدراسة التي من خاللها يتم التعرف على الصعوبات التي تواجه العاملني في اجلمعية أثناء تقدمي اخلدمة االجتماعية. املعامالت اإلحصائية التي استخدمت في الدراسة: مت استخدام برنامجspssفي التحليل اإلحصائي لعناصر االستمارة ومت استخدام املعامالت املناسبة في البرنامج للتحقق واإلجابة على األسئلة ومنها النسب ملئوية والتكرارات واالنحراف املعياري واملتوسط احلسابي. صدق املقياس: الصدق الظاهري مجاالت الدراسة: املجال البشري: جميع االخصائني االجتماعني في جمعية إنسان. املجال املكاني: جميع فروع جمعية إنسان في الرياض املجال الزمني: استغرق إجراء الدراسة فترة زمنية من ه وحتى ه. عرض اجلداول وحتليها: العمر أقل من 30 سنه من 30 سنه إلى أقل من 35 سنة من 35 سنه إلى أقل من 40 سنة من 40 سنه إلى أقل من 45 سنة من 45 سنه إلى أقل من 50 سنة من 50 سنه فأكثر املجموع يوضح بيانات اجلدول السابق أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني حسب عدد سنوات اخلبرة.حيث أتي في املرتبة األولى الفئة الزمنية من 9 سنوات إلى أقل من 12 سنه بنسبة 48,4%. وفي املرتبة الثانية الفئة الزمنية أقل من 3 سنوات بنسبة 38,7%. بينما في املرتبة الثالثة الفئة الزمنية من 3 سنوات إلى اقل من 6 سنوات و الفئة الزمنية من 6 سنوات إلى اقل من 9 سنوات بنسبة 6,5%. اجلدول )1( - العمر التكرار )ك( 3 النسبة املئوية)%( 9,7 67,7 12,9 3,2 6, يوضح بيانات اجلدول السابق أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني حسب العمر.حيث أتي

259 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية اجلدول )4(- مجال عمل املؤسسة التكرار )ك( مجال عمل املؤسسة 1 ترفيهي,,, صحي 4 اجتماعي 22 خيري 4 متعدد املجاالت 31 املجموع النسبة املئوية)%( أ. مها بنت حمدان العنزي عدم االستمرار في طلب 5 0,615 2,612 67, ,8 8 6,5 2 6 اخلدمة رغم االحتياج لها اهتمام العميل للحصول 7 على اخلدمة بسبب اجلانب 4 0,701 2,322 45, , ,9 4 املادي فقط يوضح بيانات اجلدول السابق أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني فيما يخص الصعوبات املرتبطة بعميل نفسه حيث يوجد ارتفاع في حصول العميل على خدمة على الرغم من عدم احلاجة إليها مبتوسط حسابي) 2,16 ( وانحراف معياري )0,77( و رفض اخلدمة ألنها تؤدى للكشف عن ظروف األسرية للعميل مبتوسط حسابي )2,35( وانحراف معياري )0,75( و قد يعاني بعض العمالء من بعض األمراض التي حتول دون االستفادة من اخلدمة مبتوسط حسابي )2,38 ) وانحراف معياري )0,71(. و عدم ثقة العميل باألخصائي االجتماعي و اهتمام العميل للحصول على اخلدمة بسبب اجلانب املادي فقط مبتوسط حسابي ( 2,35( وانحراف معياري )0,70(, كما أوضحت نتائج اجلدول متوسط النسب في قلة معرفة العميل باخلدمات التي تقدمها املؤسسة و عدم االستمرار في طلب اخلدمة رغم االحتياج لها مبتوسط حسابي )2,63( وانحراف معياري.)0,61( 3,2,,, 12, ,9 100 يوضح بيانات اجلدول السابق أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني حسب مجال عمل املؤسسة.حيث أتي في املرتبة األولى املجال اخليري بنسبة 71%. وفي املرتبة الثانية املجال االجتماعي و املجال متعدد املجاالت بنسبة % 12,9.بينما املرتبة الثالثة املجال ترفيهي بنسبة 3,2%. م اجلدول )6( ب _ صعوبات مرتبطة مبؤسسة: أي تتعلق بالعمل اإلداري نفسه العبارات ك نعم % إلى حد ما ك % ك ال % 1 تضارب القرارات اإلدارية وتكرارها 41, ,4 15 9,7 3 املتوسط احلسابي 2,322 اإلحصاءات االنحراف املعياري 0,652 الترتيب 8 2 االزدواجية في العمل محدودية عمل املؤسسة واقتصارها على خدمات معينه االعتماد على التبرعات من فاعلني اخلير أي عدم وجود ميزانية سنوية اقتصار عمل بعض اجلمعيات على تقدمي املعونات العينية أو املادية فقط ضعف اخلبرات ومهارات العاملني ,719 0,667 0,762 0,782 0,921 2,580 2,387 2,225 1,709 2, ,4 41,9 19,4 48, ,1 41,9 38,7 32,3 16, ,9 9,7 19,4 48,4 35, م اجلدول )5( - الصعوبات التي حتول دون االستفادة من تلك اخلدمات التي تعني املؤسسات األولية بها أ _صعوبات مرتبطة بالعميل نفسه اإلحصاءات العبارات ك نعم % إلى حد ما ك % ك ال % 1 حصول العميل على خدمة على الرغم من عدم احلاجة إليها املتوسط احلسابي 2,161 38, , ,6 7 االنحراف املعياري 0,778 الترتيب 1 2 رفض اخلدمة ألنها تؤدى للكشف عن ظروف األسرية للعميل قد يعاني بعض العمالء من بعض األمراض التي حتول دون االستفادة من اخلدمة عدم ثقة العميل باألخصائي االجتماعي قلة معرفة العميل باخلدمات التي تقدمها املؤسسة ,754 0,715 0,709 0,615 2,354 2,387 2,354 2,635 51,6 51,6 48,4 67, ,2 35,5 38,7 25, ,1 12,9 12,9 6,

260 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية أ. مها بنت حمدان العنزي م عدم إدراك األخصائي االجتماعي 6 أهمية بدء العميل من حيث هو أي 1 0,778 2,161 38, , ,6 7 من بؤرة اهتمامه عدم مرعاه ظروف العميل )وقت الذي 2 0,754 2,354 51, , ,1 5 7 يتناسب مع العميل مثال( يوضح بيانات اجلدول السابق أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني فيما يخص الصعوبات املرتبطة بعملية االتصال بني األخصائي والعميل حيث يوجد ارتفاع في عدم إدراك األخصائي االجتماعي أهمية بدء العميل من حيث هو أي من بؤرة اهتمامه مبتوسط حسابي )2,16( وانحراف معياري )0,77(. و عدم مرعاه ظروف العميل )وقت الذي يتناسب مع العميل مثال( مبتوسط حسابي )2,35( وانحراف معياري )0,75( و عدم إتباع األساليب املهنية بشكل الصحيح حني االتصال مع العميل و عدم وضوح اللغة بني األخصائي والعميل قد يؤدى إلى الفهم اخلطأ مبتوسط حسابي )2,32( وانحراف معياري )0,70(.و عدم التعامل مع أساليب املقاومة من قبل العميل بشكل صحيح مما تؤدى إلى إعاقة العالقة املهنية مبتوسط حسابي )2,29( وانحراف معياري )0,69(. و عدم وجود اتصال فعال بني العميل و األخصائي حيث )يشير االتصال الفعال إلى أن األخصائي يسمع العميل ويسال ويتكلم ) مبتوسط حسابي )2,54( وانحراف معياري )0,67( كما أوضحت انخفاض انسب في عدم إعطاء الفرصة للعميل للتعبير الهادف عن مشاعره مبتوسط حسابي )2,64( وانحراف معياري )0,55(. اجلدول )8( - صعوبات مرتبطة بأداء اخلدمة العبارات ك نعم % إلى حد ما ك % ك ال % 1 عدم وجود اتصال فعال بني العميل و األخصائي عدم استخدام املهارات) كمهارات االتصال أو مهارة املالحظة( التي تؤدى إلى كسب الثقة العميل عدم منو العالقة املهنية التي تبث الطمأنينة للعميل عدم دافعية االخصائى ملساعدة العميل عدم تطبيق األساليب املهنية التي تناسب مع العميل 51, , ,9 4 املتوسط احلسابي 2,387 اإلحصاءات االنحراف املعياري 0,715 الترتيب ,709 0,615 0,615 0,701 2,354 2,612 2,612 2,322 48,4 67,7 67,7 45, ,7 25,8 25,8 41, ,9 6,5 6,5 12, م عدم وجود دليل عمل 4 0,778 2,161 38, , ,6 7 7 لالسترشاد به عدم ربط املؤسسة مبراكز 2 0,789 2,096 35, , ,5 8 8 املعلومات يوضح بيانات اجلدول السابق أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني فيما يخص الصعوبات املرتبطة مبؤسسة: أي تتعلق بالعمل اإلداري نفسه حيث يوجد ارتفاع في ضعف اخلبرات ومهارات العاملني مبتوسط حسابي )2,21( وانحراف معياري )0,92( و عدم ربط املؤسسة مبراكز املعلومات مبتوسط حسابي )2,09( وانحراف معياري )0,78( و اقتصار عمل بعض اجلمعيات على تقدمي املعونات العينية أو املادية فقط مبتوسط حسابي )1,70( وانحراف معياري) 0,78 ( و عدم وجود دليل عمل لالسترشاد به مبتوسط حسابي )2,16( وانحراف معياري )0,77( و االعتماد على التبرعات من فاعلني اخلير أي عدم وجود ميزانية سنوية مبتوسط حسابي )2,22( وانحراف معياري) 0,76 ( و االزدواجية في العمل مبتوسط حسابي )2,58( وانحراف معياري )0,71( و محدودية عمل املؤسسة واقتصارها على خدمات معينه مبتوسط حسابي )2,38 ) وانحراف معياري )0,66(.كما أوضحت نتائج اجلدول متوسط النسب في تضارب القرارات اإلدارية وتكرارها مبتوسط حسابي )2,32( وانحراف معياري )0,65(. اجلدول )7(- صعوبات مرتبطة بعملية االتصال بني األخصائي والعميل العبارات ك نعم % إلى حد ما ك % ك ال % 1 عدم وجود اتصال فعال بني العميل و األخصائي حيث )يشير االتصال الفعال إلى أن األخصائي يسمع العميل ويسال ويتكلم ) عدم وضوح اللغة بني األخصائي والعميل قد يؤدى إلى الفهم اخلطأ عدم التعامل مع أساليب املقاومة من قبل العميل بشكل صحيح مما تؤدى إلى إعاقة العالقة املهنية عدم إعطاء الفرصة للعميل للتعبير الهادف عن مشاعره عدم إتباع األساليب املهنية بشكل الصحيح حني االتصال مع العميل 64, ,8 8 9,7 3 اإلحصاءات املتوسط االنحراف الترتيب احلسابي املعياري ,675 0,709 0,692 0,550 0,701 2,548 2,354 2,290 2,645 2,322 48,4 41,9 67,7 45, ,7 45, , ,9 12,9 3,2 12,

261 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية م 1 اجلدول )10(- احللول املقترحة لالستفادة من تلك اخلدمات اجلمل ربط املؤسسات االجتماعية لتفعيل تبادل املعلومات وسهولة التواصل فيما بينها التكرار )ك( 3 أ. مها بنت حمدان العنزي النسبة املئوية)%( 9,4 2 إيجاد شركات دائمة بني اجلمعيات اخليرية لتقدمي البرامج بصفه مستمرة 12,5 4 3 التخصصية في اخلدمة االجتماعية 12,5 4 4 التخصص في خدمات املجتمعية ومنع االزدواجية 6,2 2 5 تفعيل العمل التطوعي 6,2 2 6 حفظ حقوق املوظف في املؤسسة االجتماعية 6,2 2 7 متابعة وزارة العمل والشؤون االجتماعية عمل اجلمعيات اخليرية بشكل أكثر دقه 6,2 2 8 اإلعالن الكافي عن عمل اجلمعيات اخليرية في مراكز األحياء ووسائل اإلعالم 12,5 4 9 تركيز أكثر على الصعوبات املرتبطة باملجتمع وضع دليل عام عن املؤسسة االجتماعية ال يوجد مجموع الختيار أكثر من عبارة 28, ,652 2,322 41, ,4 15 9,7 3 تواكل األخصائي علي في حل مشكلة العميل بنفسه بدون مساعدة اآلخرين له أي عدم 6 مشاركته 1 0,719 2, ,1 5 12,9 4 عدم وجود املكان املناسب الستقبال العميل 7 يوضح بيانات اجلدول السابق أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني فيما يخص الصعوبات مرتبطة بأداء اخلدمة حيث يوجد ارتفاع في عدم وجود املكان املناسب الستقبال العميل و عدم وجود اتصال فعال بني العميل و األخصائي مبتوسط حسابي )2,38( وانحراف معياري ) 0,71 (كما أوضحت نتائج اجلدول متوسط النسب تواكل األخصائي علي في حل مشكلة العميل بنفسه بدون مساعدة اآلخرين له أي عدم مشاركته مبتوسط حسابي )2,32( وانحراف معياري) 0,65 ( كما أوضحت نتائج اجلدول انخفاض في عدم دافعية االخصائى ملساعدة العميل و عدم منو العالقة املهنية التي تبث الطمأنينة للعميل مبتوسط حسابي )2,61( وانحراف معياري) 0,61 ( اجلدول )9(- ج _صعوبات مرتبطة باملجتمع اإلحصاءات نعم إلى حد ما ال املتوسط االنحراف م العبارات الترتيب احلسابي املعياري ك % ك % ك % 4 0,667 2,387 48, ,9 13 9,7 3 قلة وجود لوحات إرشادية من قبل املؤسسة االجتماعية 1 عدم علم املواطنني باألماكن 3 2 التي توجد بها املؤسسات 0,762 2,225 41, , ,4 6 االجتماعية 2 0,782 1,709 19,4 6 32, ,4 15 جهل بعض املواطنني بطبيعية الدور الذي تؤديه تلك 3 املؤسسات 1 0,921 2,129 48, ,1 5 35,5 11 عدم وجود إعالن كافي عن املؤسسة 4 يوضح بيانات اجلدول السابق أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني فيما يخص الصعوبات حيث يوجد ارتفاع في عدم وجود إعالن كافي عن املؤسسة مبتوسط حسابي )1,12( التي تتعلق مبجتمع وانحراف معياري )0,92( و جهل بعض املواطنني بطبيعية الدور الذي تؤديه تلك املؤسسات مبتوسط حسابي )1,70( وانحراف معياري) 0,78 (. و عدم علم املواطنني باألماكن التي توجد بها املؤسسات االجتماعية مبتوسط حسابي )2,22( وانحراف معياري )0,76(. كما أوضحت نتائج اجلدول السابق النسب املتوسط في قلة وجود لوحات إرشادية من قبل املؤسسة االجتماعية مبتوسط حسابي) 2,38 ( وانحراف معياري) 0,66 (. يوضح بيانات اجلدول السابق أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني حسب احللول املقترحة لالستفادة من اخلدمات املقدمة. حيث أتى في املرتبة األولى من احللول وضع دليل عام عن املؤسسة االجتماعية بنسبة 28,1%, وفي املرتبة الثانية من احللول تركيز أكثر على الصعوبات املرتبطة باملجتمع بنسبة 25%. بينما املرتبة الثالثة من احللول إيجاد شركات دائمة بني اجلمعيات اخليرية لتقدمي البرامج بصفه مستمرة و اإلعالن الكافي عن عمل اجلمعية في مراكز األحياء ووسائل اإلعالم و التخصصية في اخلدمة االجتماعية بنسبة 12,5%. أما املرتبة الرابعة من احللول ربط املؤسسات االجتماعية لتفعيل تبادل املعلومات وسهولة التواصل فيما بينها بنسبة 9,4%, واملرتبة اخلامسة من احللول متابعة وزارة العمل والشؤون االجتماعية عمل اجلمعيات اخليرية بشكل أكثر دقه و حفظ حقوق املوظف في املؤسسة االجتماعية و تفعيل العمل التطوعي و التخصص في خدمات املجتمعية ومنع االزدواجية بنسبة 6,2%. مناقشة النتائج: التساؤل األول : ما هي الصعوبات التي تتعلق بالعميل نفسه يوضح بيانات اجلدول )5( أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني فيما يخص الصعوبات املرتبطة بعميل نفسه حيث يوجد ارتفاع في حصول العميل على خدمة على الرغم من عدم احلاجة إليها و

262 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية رفض اخلدمة ألنها تؤدى للكشف عن الظروف األسرية للعميل و قد يعاني بعض العمالء من بعض األمراض التي حتول دون االستفادة من اخلدمة. و عدم ثقة العميل باألخصائي االجتماعي و اهتمام العميل للحصول على اخلدمة بسبب اجلانب املادي فقط,هذا يتفق مع الصعوبات التي تواجه منو العالقة املهنية للعميل لعدم قدرة األخصائي على حتقيق احلاجات النفسية الضرورية لنمو العالقة املهنية. كما أظهرت متوسط النسب في قلة معرفة العميل باخلدمات التي تقدمها املؤسسة و عدم االستمرار في طلب اخلدمة رغم االحتياج لها. وهذا يتفق مع دراسة عائشة أمام 2008 م والتي توصلت نتائجها أن إعالن اجلمعيات اخليرية يعد من احلاجات األكثر مساعدة للعمالء. التساؤل الثاني : ما هي الصعوبات التي تتعلق باملؤسسة فيما يخص الصعوبات التي تتعلق بالعمل اإلداري نفسه يوضح بيانات اجلدول )6( أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني فيما يخص الصعوبات املرتبطة باملؤسسة: أي تتعلق بالعمل اإلداري نفسه حيث يوجد ارتفاع في ضعف اخلبرات ومهارات العاملني و عدم ربط املؤسسة مبراكز املعلومات و اقتصار عمل بعض اجلمعيات على تقدمي املعونات العينية أو املادية فقط و عدم وجود دليل عمل لالسترشاد به و االعتماد على التبرعات من فاعلني اخلير أي عدم وجود ميزانية سنوية و االزدواجية في العمل و محدودية عمل املؤسسة واقتصارها على خدمات معينه. ويتفق ذلك مع دراسة حصة العبد الكرمي 2007 م حيث توصلت نتائج دراستها إلى عدم تساوي العائد من عملية التبادل بني اجلمعيات اخليرية وعدم وجود إستراتيجية واضحة لعملية التبادل.وانخفاض تبادل األجهزة واملوارد املادية لتوفير بعض البرامج.مما يدل على وجود تلك املشكلة في العديد من اجلمعيات اخليرية. التساؤل الثالث : ما هي الصعوبات التي تتعلق باملؤسسة فيما يخص الصعوبات مرتبطة بعملية االتصال بني األخصائي والعميل يوضح بيانات اجلدول )7( أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني فيما يخص الصعوبات املرتبطة بعملية االتصال بني األخصائي والعميل حيث يوجد ارتفاع في عدم إدراك األخصائي االجتماعي أهمية بدء العميل من حيث هو أي من بؤرة اهتمامه و عدم مرعاه ظروف العميل )وقت الذي يتناسب مع العميل مثال( و عدم إتباع األساليب املهنية بشكل الصحيح حني االتصال مع العميل و عدم وضوح اللغة بني األخصائي والعميل قد يؤدى إلى الفهم اخلطأ.و عدم التعامل مع أساليب املقاومة من قبل العميل بشكل صحيح مما تؤدى إلى إعاقة العالقة املهنية.و عدم وجود اتصال فعال بني العميل و األخصائي حيث )يشير االتصال الفعال إلى أن األخصائي يسمع العميل ويسال ويتكلم ) كما يتفق ذلك مع دراسة محمود 2007 م بأن االتصال ليس فقط قائم على احلصول على املعلومات و البيانات وإمنا على فهم هذه املعلومات و البيانات واالستجابة لها االستجابة املناسبة من جانب عملية االتصال )املرسل واملستقبل(,وهذا الفهم يتطلب مهارات خاصة تتالءم مع طبيعة املواقف االجتماعية املختلفة,وطبيعة الدور الهام الذي يؤديه األخصائي االجتماعي في عملية املساعدة و ينظر إلى عملية االتصال كأداة أساسية في تطوير عملية املساعدة وتطوير العالقات و التفاعالت مع العمالء. التساؤل الرابع : ما هي الصعوبات املرتبطة بأداء اخلدمة يوضح بيانات اجلدول )8( أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني فيما يخص الصعوبات أ. مها بنت حمدان العنزي املرتبطة بأداء اخلدمة حيث يوجد ارتفاع في عدم وجود املكان املناسب الستقبال العميل و عدم وجود اتصال فعال بني العميل و األخصائي. وهذا يتفق مع دراسة منال محمود 2006 م التي توصلت إلى من الصعب توفير خدمات للمستفيدين تلبي احتياجاتهم وضعف املصادر املالية وعدم توفر التخصصات املطلوبة.و من الصعب حتسني وتطوير اخلدمات املقدمة في ضوء زيادة أعداد العمالء. كما أوضحت نتائج متوسط النسب تواكل األخصائي علي في حل مشكلة العميل بنفسه بدون مساعدة اآلخرين له أي عدم مشاركته مما يدل على إعطاء األخصائي االجتماعي حق تقرير املصير للعميل. كما أوضحت نتائج انخفاض في عدم دافعية االخصائى ملساعدة العميل و عدم منو العالقة املهنية التي تبث الطمأنينة للعميل مما يدل على قدرة بعض األخصائيني االجتماعيني على منو عالقة مهنية ناجحة في بداية األمر.ومن ثم قلة فهم العمالء لعمل األخصائي االجتماعي. التساؤل اخلامس : ما هي الصعوبات التي تتعلق باملجتمع توضح بيانات اجلدول )9( أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني فيما يخص الصعوبات التي تتعلق مبجتمع حيث يوجد ارتفاع في عدم وجود إعالن كافي عن املؤسسة و جهل بعض املواطنني بطبيعية الدور الذي تؤديه تلك املؤسسات و عدم علم املواطنني باألماكن التي توجد بها املؤسسات االجتماعية. وهذا يتفق مع دراسة عائشة أمام 2008 م التي توصلت إلى أن إعالن اجلمعيات اخليرية يعد من احلاجات األكثر مساعدة للعمالء. التساؤل السادس : ما هي ابرز احللول املقترحة لالستفادة من اخلدمات توضح بيانات اجلدول) 10 ( أن توزيع عينة الدراسة من األخصائيني االجتماعيني حسب احللول املقترحة لالستفادة من اخلدمات املقدمة. حيث أتى في املرتبة األولى من احللول وضع دليل عام عن املؤسسة االجتماعية,وفي املرتبة الثانية من احللول تركيز أكثر على الصعوبات املرتبطة باملجتمع. بينما املرتبة الثالثة من احللول إيجاد شركات دائمة بني اجلمعيات اخليرية لتقدمي البرامج بصفه مستمرة و اإلعالن الكافي عن عمل اجلمعية في مراكز األحياء ووسائل اإلعالم و التخصصية في اخلدمة االجتماعية.أما املرتبة الرابعة من احللول ربط املؤسسات االجتماعية لتفعيل تبادل املعلومات وسهولة التواصل فيما بينها, واملرتبة اخلامسة من احللول متابعة وزارة العمل والشؤون االجتماعية عمل اجلمعيات اخليرية بشكل أكثر دقه و حفظ حقوق املوظف في املؤسسة االجتماعية و تفعيل العمل التطوعي و التخصص في خدمات املجتمعية ومنع االزدواجية. وهذا يتفق مع دارسة محمد عبد الرحيم 2007 م والتي توصلت إلى أن اخلدمات البيئية التي ميكن جلمعية تنمية املجتمع املساهمة فيها وتتمثل : في برامج إرشادية للحفاظ على النظافة واملياه, وتوفير سالت القمامة, ثم تشجير الشوارع, ثم احلدائق العامة. و دراسة هبة عبد اللطيف 2007 م و التي توصلت إلى إتاحة احلوار املجتمعي للمتطوعني ومساعدة احلوار املجتمعي في حتديد أسلوب تنفيذ البديل. وأهمية اشتراك املوطنني واملسئولني في تنفيذ البديل املختار. أهم النتائج: أن معظم العينة من مرحلة العمرية 30 سنه إلى أقل من 35 سنه. كما أن معظم العينة من تخصص اخلدمة االجتماعية.كما اتضح أن معظم العينة حتمل خبرات من الفئة الزمنية من 9 سنوات إلى أقل من 12 سنه و كما اتضح أن مجال عمل املؤسسة املجال اخليري

263 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية أكدت الدراسة أن أهم الصعوبات التي تواجه العمل مع األيتام فيما يخص العميل نفسه. حصول العميل على خدمة على الرغم من عدم احلاجة إليها و رفض اخلدمة ألنها تؤدى للكشف عن ظروف األسرية للعميل و قد يعاني بعض العمالء من بعض األمراض التي حتول دون االستفادة من اخلدمة. و عدم ثقة العميل باألخصائي االجتماعي و اهتمام العميل للحصول على اخلدمة بسبب اجلانب املادي فقط, كما أكدت الدراسة متوسط في قلة معرفة العميل باخلدمات التي تقدمها املؤسسة و عدم االستمرار في طلب اخلدمة رغم االحتياج لها. أكدت الدراسة أن أهم الصعوبات التي تواجه العمل مع األيتام فيما يخص الصعوبات املرتبطة مبؤسسة: أي تتعلق بالعمل اإلداري نفسه حيث أتي ضعف اخلبرات ومهارات العاملني و عدم ربط املؤسسة مبراكز املعلومات و اقتصار عمل بعض اجلمعيات على تقدمي املعونات العينية أو املادية فقط و عدم وجود دليل عمل لالسترشاد به و االعتماد على التبرعات من فاعلني اخلير أي عدم وجود ميزانية سنوية و االزدواجية في العمل و محدودية عمل املؤسسة واقتصارها على خدمات معينه.كما أكدت الدراسة متوسط النسب في تضارب القرارات اإلدارية وتكرارها. أكدت الدراسة أن أهم الصعوبات التي تواجه العمل مع األيتام فيما يخص الصعوبات املرتبطة باملؤسسة: فيما يخص الصعوبات املرتبطة بعملية االتصال بني األخصائي والعميل عدم إدراك األخصائي االجتماعي أهمية بدء العميل من حيث هو أي من بؤرة اهتمامه و عدم مرعاه ظروف العميل )وقت الذي يتناسب مع العميل مثال( و عدم إتباع األساليب املهنية بشكل الصحيح حني االتصال مع العميل و عدم وضوح اللغة بني األخصائي والعميل قد يؤدى إلى الفهم اخلطأ.و عدم التعامل مع أساليب املقاومة من قبل العميل بشكل صحيح مما تؤدى إلى إعاقة العالقة املهنية.و عدم وجود اتصال فعال بني العميل و األخصائي حيث )يشير االتصال الفعال إلى أن األخصائي يسمع العميل ويسال ويتكلم ).كما أكدت الدراسة انخفاض انسب في عدم إعطاء الفرصة للعميل للتعبير الهادف عن مشاعره. أكدت الدراسة أن أهم الصعوبات التي تواجه العمل مع األيتام فيما يخص الصعوبات مرتبطة بأداء اخلدمة حيث يوجد ارتفاع في عدم وجود املكان املناسب الستقبال العميل و عدم وجود اتصال فعال بني العميل واألخصائي.كما أكدت نتائج الدراسة متوسط النسب تواكل األخصائي علي في حل مشكلة العميل بنفسه بدون مساعدة اآلخرين له أي عدم مشاركته.كما أكدت نتائج الدراسة انخفاض في عدم دافعية االخصائى ملساعدة العميل و عدم منو العالقة املهنية التي تبث الطمأنينة للعميل. أكدت الدراسة أن أهم الصعوبات التي تواجه العمل مع األيتام فيما يخص الصعوبات التي تتعلق باملجتمع حيث يوجد ارتفاع في عدم وجود إعالن كافي عن املؤسسة و جهل بعض املواطنني بطبيعية الدور الذي تؤديه تلك املؤسسات. و عدم علم املواطنني باألماكن التي توجد بها املؤسسات االجتماعية.كما أكدت نتائج الدراسة النسب املتوسط في قلة وجود لوحات إرشادية من قبل املؤسسة االجتماعية. أكدت نتائج الدراسة احللول املقترحة لالستفادة من اخلدمات املقدمة. حيث أتى في املرتبة األولى من احللول وضع دليل عام عن املؤسسة االجتماعية,وفي املرتبة الثانية من احللول تركيز أكثر على الصعوبات املرتبطة باملجتمع. بينما املرتبة الثالثة من احللول إيجاد شركات دائمة بني اجلمعيات اخليرية لتقدمي البرامج بصفه مستمرة و اإلعالن الكافي عن عمل اجلمعية في مراكز األحياء ووسائل اإلعالم و التخصصية في اخلدمة االجتماعية. أما املرتبة الرابعة من احللول ربط املؤسسات االجتماعية لتفعيل تبادل املعلومات وسهولة التواصل فيما بينها, واملرتبة اخلامسة من احللول متابعة وزارة العمل والشؤون االجتماعية عمل اجلمعيات اخليرية بشكل أكثر دقه و حفظ حقوق املوظف في املؤسسة االجتماعية و تفعيل العمل التطوعي و التخصص في خدمات املجتمعية ومنع االزدواجية. أ. مها بنت حمدان العنزي التوصيات: أوال : فيما يخص العميل نفسه: كشفت نتائج الدراسة أن عن وجود بعض الصعوبات التي تتعلق بالعميل نفسه والبد مراعاة األخصائي االجتماعية لألساليب املقابلة من )املالحظة : للجوانب ( اجلسمية - العقلية - النفسية - االجتماعية(,األسئلة,التعليقات,تهيئه مناخ نفسي مناسب,االتصال الواعي, توجيه املقابلة( كشفت نتائج الدراسة أن عن وجود بعض الصعوبات التي تتعلق العميل نفسه حيث توصي الدراسة بالتأكد من أحقية العميل مبعرفة للخدمات املقدمة من قبل املؤسسة و زيادة ثقة األخصائي بالعميل بهدف مساعدته ومراعاة الظروف االجتماعية للعميل ثانيا : فيما يخص املؤسسة: كشفت نتائج الدراسة عن وجود بعض الصعوبات التي تتعلق بالعمل اإلداري نفسه والبد من وجود املقاييس ألداء املؤسسة بفعالية وميكن حتديدها مبقاييس خاصة بأداء الفردي ومقاييس خاصة بأداء الوحدات التنظيمية باإلضافة إلى وجود منظومة متكاملة للقيام بأعمال املؤسسات األولية في ضوء بيئتها الداخلية واخلارجية. أي البد من وضع استراتيجيات تطوير هذه للمؤسسات ومعرفة كيفية بناء قدراتها. كشفت نتائج الدراسة أن عن وجود بعض الصعوبات التي تتعلق بالعاملني مبؤسسة من هنا توصى الدراسة بعمل برامج تدريبية وتطويريه للعاملني والسعي لتطوير مؤسسات املمارسة املهنية باعتبارها املعمل الذي يتم من خالله إكساب طالب العلوم االجتماعية القدرات و املهارات و اخلبرات و االجتاهات املواتية ملمارسة مهنية فاعلة ومحاولة إيجاد إلية لتدعيم الفني من خالل تدريب طالب العلوم االجتماعية كشفت نتائج الدراسة أن عن وجود بعض الصعوبات التي تتعلق مبؤسسة ومن هنا توصى الدراسة بإيجاد نظام مينع التضارب و االزدواجية والتكرار اإلداري كما توصى الدراسة بوجود ميزانية ثابتة توفر حاجات العمالء كما توصي بإيجاد دليل عمل إرشادي للعاملني وتوضيح األدوار كل عامل في اجلمعيه و محاولة تصور قانون يتيح للجمعيات العمل من خالل أدوارا مؤثرة في حركة التنمية في مختلف املجتمعات سواء كانت محليه أو إقليميه في ضوء التحوالت االجتماعية واالقتصادية و السياسية العاملية.باالضافه إلى إعادة النظر في القوانني لعمل املنظمة للجمعيات اخليريه. ثالثا : فيما يخص املجتمع: كشفت نتائج الدراسة عن وجود الصعوبات التي تتعلق باملجتمع مما يدل على حاجة األفراد املجتمع إلى التوعية بجميع وسائل اإلعالم سواء كان املقروء أو املسموع أو املرئي باإلضافة تفعيل العمل التطوعي كونه دور االيجابي يسعى إلى توعية املجتمع بعيدا عن الربح املادي. ومحاولة تطوير عمل املنظمات املسئولة عن تنظيم التطوع على نحو يؤدى إلى جذب املزيد من املشاركة املجتمعية في اجلمعيات اخليرية

264 املشكالت التي تواجه العمل مع األيتام أثناء تقدمي اخلدمات االجتماعية أ. مها بنت حمدان العنزي دراسات في اخلدمة االجتماعية و العلوم اإلنسانية العدد احلادي و العشرون, جامعه حلوان عبد الرحيم, محمد احمد محمود) 2007 م(. تقدير حاجات الفقراء من اخلدمات املجتمعية للجمعيات األهلية, مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية و العلوم اإلنسانية العدد الثالث العشرون, اجلزء األول,جامعه حلوان عبد احلميد, هناء محمد السيد ) 2007 م(. نحو تصور مقترح لطريقة تنظيم املجتمع ملساعدة جمعيات رجال األعمال على إشباع احتياجات املرأة الفقيرة املؤمتر العلمي الدولي العشرون للخدمة االجتماعية, كلية اخلدمة االجتماعية, جامعة حلوان, املجلد اخلامس عبد اللطيف, هبة احمد) 2007 م(. احلوار املجتمعي و اتخاذ القرار باجلمعيات األهلية دراسة مطبقة على اجلمعيات األهلية مبدينه الفيوم, مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية و العلوم اإلنسانية العدد الثالث العشرون, اجلزء الثاني,جامعه حلوان أمام,عائشة عبد الرسول ) 2008 م(.اجتاه اجلمعيات األهلية نحو تكوين بناء لتبادل املعلومات ومنع تكرار اخلدمات الدليل اإلرشادي للبناء دراسة مطبقة على عينه من اجلمعيات األهلية مبحافظة القاهرة, املؤمتر العلمي الدولي احلادي العشرون للخدمة االجتماعية, كلية اخلدمة االجتماعية, جامعة حلوان, املجلد اخلامس العبد الكرمي,حصة يوسف) 2007 م(.تفعيل عملية التبادل بني اجلمعيات اخليرية النسائية مبدينة الرياض, مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية و العلوم اإلنسانية العدد الثالث العشرون, اجلزء الثالث,جامعه حلوان محمود,منال طلعت) 2006 م(. متطلبات تطبيق إدارة اجلودة الشاملة مبؤسسات الرعاية االجتماعية, مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية و العلوم اإلنسانية العدد احلادي و العشرون, جامعه حلوان إبراهيم,نيفني عبد املنعم محمد) 2008 م(. اإلدارة البيئية ومساعدة اجلمعيات األهلية العاملة في مجال البيئة على حتقيق أهدافها دراسة مطبقة باجلمعيات األهلية العاملة في مجال حماية البيئة باملنطقة الشمالية مبحافظة القاهرة,املؤمتر العلمي الدولي احلادي العشرون للخدمة االجتماعية, كلية اخلدمة االجتماعية, جامعة حلوان, اجللد اخلامس على,ماهر أبو املعاطى ) 2009 م(.مقدمة في الرعاية االجتماعية و اخلدمة االجتماعية,الرياض:دار الزهراء, الطبعة الثالثة.ص 14, 15 اخلازمي,أحمد) 2009 م(.مبررات ومتطلبات اجلودة األكادميية, الندوة حول جودة التعليم العالي, طرابلس, ليبيا عبد املجيد, هناء محمد السيد) 2007 م(. متطلبات تطوير األداء املهنى لألخصائيني االجتماعيني باملؤسسات الطبية, مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية و العلوم اإلنسانية, العدد الثالث و العشرون, جامعه حلوان احلامد محمد بن معجب.) 2001 م(. األسرة والضبط االجتماعي.الرياض: مطابع جامعة اإلمام. الغريب.عبد العزيز علي ) 2009 م(, نظريات علم االجتماع, الرياض : مكتبة امللك فهد الوطنية, ص 271, ,331,330,281, احمد, رضا سالمة على ) 2005 م(. العوامل املؤثرة على تنفيذ سياسات رعاية الطفولة باجلمعيات األهلية., مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية و العلوم اإلنسانية, العدد الثامن عشر, جامعه حلوان. املراجع : )منتدى الطالب: مرسي, محمد عبد العليم ) 1995 م (, التربية ومشكالت املجتمع, الرياض,دار اإلبداع الثقافي.ص 120.)املوسوعة احلرة : ar.wikipedia.org/wiki /اقتصاديات_العمل( شحاتة,فوزي محمد الهادي منصور ) 2006 م(.حتديد مستوى جودة اخلدمات االجتماعية وفق رضا العميل عنها, مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية و العلوم اإلنسانية العدد العشرون, اجلزء الثالث,جامعه حلوان نيازي, عبد املجيد طاش) 2000 م(. مصطلحات ومفاهيم اجنليزية في اخلدمة االجتماعية, الرياض:العبيكان. ص 210 حميد,محمد محمود مصطفى) 2007 م(. االتصال اإلنساني و اخلدمة االجتماعية املعاصرة,مجلة القاهرة للخدمة االجتماعية العدد الثامن عشر,معهد العالي للخدمة االجتماعية بالقاهرة عبد الرحيم, محمد احمد محمود) 2007 م(. تقدير حاجات الفقراء من اخلدمات املجتمعية للجمعيات األهلية, مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية و العلوم اإلنسانية العدد الثالث العشرون, اجلزء األول,جامعه حلوان عويس, منى وآخرون) 1996 م(. التخطيط االجتماعي والسياسة االجتماعية بني النظرية والتطبيق, نصر : دار الفكر العربي, ص 26,27 احمد,محمد شمس الدين ) 1986 م(. العمل مع اجلماعات في محيط اخلدمة االجتماعية,ص 29,30 السروجي,طلعت مصطفى و آخرون) 2006 م(. جودة اخلدمات االجتماعية املفهوم و األهمية و الضمانات, مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية و العلوم اإلنسانية العدد احلادي و العشرون, جامعه حلوان إبراهيم, عبد الرحمن رجب) 2000 م(. اإلسالم و اخلدمة االجتماعية:الطبعة األولى.ص 5 خاطر, احمد مصطفى ) 1998 م(. اخلدمة االجتماعية )نظرة تاريخية مناهج املمارسة املجاالت(,إسكندرية : املكتب اجلامعي احلديث, ص 19,20 159,18, عثمان, عبد الفتاح) 1998 م(.خدمة الفرد في املجتمع النامي,القاهرة:مكتبة االجنلو املصرية,ص 297 محمود,مشيرة محمد شعراوي ) 2005 م(. املمارسة العامة للخدمة االجتماعية وحتقيق املساندة االجتماعية لألطفال املساء إليهم, مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية و العلوم اإلنسانية, العدد الثامن عشر, جامعه حلوان رجب,زين العابدين محمد ( 1993 م(. املدخل الوقائي للخدمة االجتماعية في رعاية الطفل إسالميا,ندوة اخلدمة االجتماعية في اإلسالم. القاهرة علوان, عبد الله ناصح ) 1981 م(. تربية األوالد في اإلسالم. دار السالم : بيروت.الطبعة الثالثة عيد,الدسوقي ) 1990 م(. التدابير الشرعية الواقية من انحراف األحداث. مكتبة التوعية اإلسالمية : اجليزة, الطبعة األولى العساف, صالح حمد) 2006 م(.املدخل إلى البحث في العلوم السلوكية, الرياض:العبيكان.ص 369 املالح,ماهر عبد الوهاب كامل) 2005 م(. املعوقات التي تواجه مراكز اخلدمات اجلماهيرية في حتقيق أهدافها, مجلة دراسات في اخلدمة االجتماعية و العلوم اإلنسانية العدد التاسع عشر, جامعه حلوان الزارع, نايف عابد )2006 م(.تأهيل ذوي االحتياجات اخلاصة,عمان:دار الفكر.ص 186 محمود,منال طلعت) 2006 م (. متطلبات تطبيق إدارة اجلودة الشاملة مبؤسسات الرعاية االجتماعية, مجلة

265 د. محمد بن عبدالله الشويعر احلوار وأهميته في تكوين شخصية اليتيم إعداد: د. محمد بن عبدالله الشويعر مقدمة ديننا اإلسالمي دين محبة وتكافل وتعاطف وإخاء وترابط فقد حثنا على مراعاة اليتيم واالهتمام به كونه غير قادر على مواجهة ظروف احلياة وهو صغير. وت عد رعاية األيتام من أروع صور التكافل االجتماعي الذي أمرنا الله به وأجرها عظيم عند الله وهذا ما جائت اآليات القرآنية واألحاديث النبوية الشريفة حتث على كفالة اليتيم ورعايته. وقد اهتم املسلمون األوائل برعاية األيتام وأولوه عناية كبيرة فاهتم اخللفاء والسالطني ببناء الدور لهم ورعايتهم وتعليمهم وخصصوا لهم األوقاف لتكون رافدا من روافد التمويل الذي يعني على رعايتهم واالهتمام بهم. وفي مجتمعنا ولله احلمد جند االهتمام باأليتام وصل إلى درجة كبيرة سواء من الدولة أومن أفراد املجتمع ويعود ذلك إلى الوعي الديني واالجتماعي ألبناء هذا املجتمع حيث يسارع امليسورون في كفالة األيتام والعناية بهم كما أن أغلب العاملني واملشرفني على دور األيتام من املتطوعني الذين يعطون من جهدهم ووقتهم الشيء الكثير خدمة لهؤالء األيتام واالهتمام بهم. اليوم ونحن نعيش عصر التقدم والتطور التكنولوجي عبر ما مير به العالم من تقنيات حديثة واختراعات جديدة فإن حاجة اليتيم إلى التربية والعناية اخلاصة به وتعليمه العلوم املفيدة له أصبحت ضرورة ملحة ليواكب العصر وليصبح عنصرا فاعال في مجتمعه. ومن األمور التي يحتاجها اليتيم أثناء تربيته وتعليمه هو»احلوار«فللحوار أهمية كبيرة في تكوين شخصية اليتيم وغياب احلوار عنه رمبا يسبب له عجزا في التحدث بطالقة وشفافية ورفضا للرأي الرأي اآلخر حيث أجمع أغلب املربني أن للحوار دورا كبيرا في بناء شخصية اإلنسان وخصوصا إذا ف ع ل احلوار معه وأصبح منهجا ينتهجه في حياته سلوكا يوميا ميارسه في حياته. ويركز هذا البحث على موضوع له أهميته في وقتنا احلاضر أال وهو»احلوار«حيث يسلط هذا البحث الضوء على هذه الفئة الغالية على قلوبنا وكيفية تفعيل احلوار معهم لالرتقاء بذواتهم وتكوين شخصيتهم وسوف أركز من خالل هذا البحث على الفصلني التاليني: الفصل األول : األيتام وحاجاتهم األساسية. ينقسم هذا الفصل إلى: التعريف باليتيم من هو اليتيم العناية باليتيم في ضوء القرآن والسنة )شواهد قرآنية للعناية باليتيم بعض األحاديث النبوية التي حتث على االهتمام والعناية باليتيم(. احتياجات اليتيم ومنها: التربية الدينية: تعليمه مبادئ اإلسالم وأركانه حفظ كتاب الله... احلاجات األساسية: احلماية والسكن واملأكل واملشرب وامللبس. احلاجات التعليمية والثقافية. احلاجات الترفيهية: توفير الوسائل الترفيهية. احلاجات االجتماعية: التواصل والتعارف. الفصل الثاني: احلوار مع األيتام: تعريف احلوار لغة واصطالحا. احلوار في القرآن والسنة: بعض الشواهد القرآنية والنبوية عن احلوار. 509

266 احلوار وأهميته في تكوين شخصية اليتيم أهمية احلوار لليتيم من خالل: أوال : إشباع احلاجات األساسية»هرم ماسلو أمنوذجا «. ثانيا : آليات إكساب احلوار الفع ال ومنها: بناء القيم اإليجابية. مهارات االتصال الفع ال ومنها: )اإلنصات والتحدث(. ثالثا: االندماج االجتماعي. االندماج املنظم. االندماج غير املنظم. رابعا : فوائد احلوار لليتيم: اخلامتة. املراجع. الفصل األول: األيتام وحاجاتهم األساسية لألطفال عموما حاجات وطلبات أساسية البد من توفيرها لهم فما بالك بالطفل اليتيم الذي ليس له أب أو فقد والديه معا فهو بأمس احلاجة إلى توفير الطلبات واحلاجات له حتى يكون مستقر احلال والبال ونعوضه عن بعض ما فقده في حياته من وفاة أبيه أو والديه. تعريف اليتيم: الي تم في اللغة هو االنفراد واليتيم: الفرد والي تم والي تم : فقدان األب وقال السكيت: الي تم في الناس من فقد األب وفي البهائم من فقد األم وال يقال ملن فقد األم يتيم ولكن منقطع. قال ابن بري: اليتيم الذي ميوت أبوه والعجي الذي متوت أمه والفطيم الذي ميوت أبواه. واليتيم الذي مات أبوه فهو يتيم حتى يبلغ فإذا بلغ زال عنه اسم اليتيم وقد يطلق عليه مجازا بعد البلوغ كما كانوا يسمون النبي r وهو كبير»يتيم أبي طالب«ألنه رب اه بعد موت أبيه. واللقيط هو: الطفل املنبوذ واللقيط مبعنى امللقوط والتقاطه واجب لقول الله تعالى: ))وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان واتقوا الله إ ن الله شديد العقاب((. املائدة آية 2 وألن فيه إحياء نفس فلذلك كان واجبا كإطعامه إذا اضطر ووجوبه على الكفاية فإذا قام به واحد سقط عن الباقني فإن تركه اجلماعة أثموا كلهم إذا علموا فتركوه مع إمكان أخذه وروي عن س نني بن جميلة قال: وجدت ملفوفا فأتيت عمر رضي الله عنه فقال عريفي: يا أمير املؤمنني إنه رجل صالح فقال عمر: أكذلك هو قال: نعم. قال فاذهب فهو ح ر ولك والؤه وعلينا نفقته. العناية باليتيم في ضوء القرآن والسنة: أمرنا الله سبحانه وتعالى بالعناية باليتيم فقد ورد لفظ اليتيم في القرآن الكرمي أكثر من عشرين مرة لي بني الله أن الي تم في اإلسالم ليس نقصا في اإلنسان أو عيبا فيه إمنا هو ق در الله فيه. وقد وجه الله سبحانه وتعالى وجوب العناية باليتيم من خالل اآليات التي نزلت على نبينا محمد r ومنها: قوله تعالى: ))فأم ا الي ت يم فال تقهر(( الضحى: آية 9 واملقصود بهذه اآلية أي: كما كنت )يا محمد r( يتيما فآواك الله فال تقهر اليتيم أي: ال تذله وتهنه ولكن أحسن إليه وتلطف به. وفي آية أخرى: ))ويسئ ل ون ك ع ن اليتامى ق ل إصالح له م خ ير وإن ت خالطوهم فإخوانكم والله ي عل م املفس د د. محمد بن عبدالله الشويعر من املصلح (( البقرة: ٢٢٠ قال ابن جرير: إنه ملا نزلت آية: ))وال تقربوا مال اليت يم إال بالتي هي أ حسن حتى ي بل غ أش ده(( األنعام: ١٥٢ وكذلك آية: ))إن الذين يأ ك ل ون أ موال اليتامى ظلما إنم ا يأك ل ون في ب طون ه م ن ار ا وس ي صلون سع ير ا(( النساء: ١٠ انطلق بعض الصحابة من كان لديهم يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه فجعل ي فضل له الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك للرسول r فأنزل الله تعالى قوله: )) وي سئل ونك ع ن اليتامى ق ل إصالح ل ه م خير وإن ت خالطوه م فإخوانكم والله ي ع ل م امل ف س د من املص ل ح ولو شآء الله ألعنتكم إن الله عزيز ح كي م (( البقرة: ٢٢٠ فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابهم بشرابهم. وفي آية أخرى ))واعبدوا الله وال تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى واملساكني(( النساء: ٣٦ وتدل اآلية الكرمية على أن األيتام فقدوا من يقوم مبصاحلهم ومن يقوم بالنفقة عليهم فأمر الله باإلحسان إليهم واحلنو عليهم. أما اليتيم في السنة النبوية فقد بني الرسول r في أحاديث كثيرة وجوب احلرص على اليتيم واالهتمام به وذلك من واقع تعاليم ديننا اإلسالمي احلنيف الذي أمرنا بالتكافل واحملبة والتقارب. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال: ))خير بيت في املسلمني بيت فيه يتيم ي حسن إليه وشر بيت في املسلمني بيت فيه يتيم ي ساء إليه ثم أشار بإصبعيه أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا((. وفي حديث آخر )) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رجال شكا إلى رسول الله r قسوة قلبه فقال له: إن أردت تليني قلبك فاطعم املساكني وأمسح رأس اليتيم(( رواه أحمد. وكان رسول الله r قد نشأ يتيما في كنف جده عبداملطلب وبعد وفاة جده كفله عمه أبو طالب ولم يؤثر ذلك على النبي r إمنا هو سيد البشر ب ل غ الرسالة وأدى األمانة ولنا فيه أسوة حسنة. احتياجات اليتيم: لليتيم حاجات أساسية ومهمة ال بد من توفيرها له حتى يستطيع بناء شخصيته وتكوين نفسه ومن هذه احلاجات: التربية الدينية: اليتيم بحاجة ماسة إلى تعليمه أركان اإلسالم وواجباته وكيف يؤدي الصلوات اخلمس ويحافظ عليها ألن هذه احلاجة ت عد من الضرورات التي يحتاجها كل مسلم فإذا نشأ اليتيم في بيت صالح وتقوى فإن ذلك سيؤثر عليه في اجتاهه وسلوكه الديني وكذلك معرفته بالصيام وأهدافه وكيف يستثمر وقته في رمضان وأن يتعلم احلج ويعرف أركانه وواجباته والزكاة وكيف يؤديها كما أن اليتيم بحاجه ماسة إلى حفظ كتاب الله وتعلمه ليكون له واقيا من االنحرافات السلوكية وغيرها. كما يجب تعليم اليتيم الصدق في التعامل مع الناس وغيرها من القيم اخللقية التي جاء بها اإلسالم وعززها مثل: الكرم واملروة واألمانة وجتنب ما حذر منه اإلسالم من الكذب واخليانة والنفاق. أما إذا حدث عكس ذلك فسوف يؤثر عليه تأثيرا سلبيا في حياته ويكبر وهو ال يعرف من أمور الدين شيئا. احلاجات األساسية: هناك حاجات أساسية يحتاجها اليتيم مثل: احلماية من األشرار وضعفاء النفوس فكفالة اليتيم تكفل له حمايته من املخادعني واحملتالني كما أن توفير الغذاء والكساء واملسكن والرعاية الصحية لليتيم من الضروريات التي هو بحاجة إليها فإذا توافرت تلك احلاجات اطمئن اليتيم واستقرت حالته

267 احلوار وأهميته في تكوين شخصية اليتيم وهناك أشياء مهمة يحتاجها اليتيم أثناء كفالته وهي احلاجة إلى التعليم والثقافة فالبد من تعليم اليتيم وإحلاقه باملدارس التعليمية كغيره من أبناء املجتمع ليتلقى تعليمه دون تأخير ولتنمو ثقافته ولنكتشف مواهبه وقدراته ونتعرف إليها من خالل املمارسة والتعليم. ولليتيم حق في أن توفر له وسائل ترفيهية كسائر األبناء اآلخرين فال نغفل أو نتباطأ في ترفيه اليتيم مما قد يؤثر ذلك على نفسيته ألن األطفال الصغار بحاجة إلى اللعب والترفيه دائما كما أنهم بحاجة إلى التواصل والتعارف مع األطفال اآلخرين ليلعبوا معهم ويتحدثوا إليهم وهذا مطلب اجتماعي ضروري حيث إن عزل اليتيم بصفة دائمة قد يضر بشخصيته ويصبح انطوائيا كسير احلال والبال فحري باملسؤولني عن األيتام احلرص على دمجهم في املجتمع وعدم التهاون أو التكاسل في هذا األمر حتى نتمكن من بناء أفراد متميزين وقادرين على العطاء والعمل. الفصل الثاني: احلوار مع األيتام تعريف احلوار لغة واصطالحا : يقول ابن منظور: إن معنى احلوار: هو الرجوع إلى الشيء حار إلى الشيء وعنه حورا واحملاورة هي: املجاوبة والتحاور: التجاوب وهم يتحاورون: أي يتراجعون الكالم واحملاورة: مراجعة املنطق والكالم في املخاطبة. واحلوار: املراد به في الكالم ومنه التحاور. واحلوار اصطالحا هو: نوع من احلديث بني شخصني أو فريقني ليتم فيه تداول الكالم بينهما بطريقة متكافئة فال يستأثر به أحدهما دون اآلخر ويغلب عليه الهدوء والبعد عن اخلصومة والتعصب. أهمية احلوار: نحن اليوم بحاجة ماسة إلى تفعيل احلوار فيما بيننا جلعله أسلوبا ومنهجا حلياتنا وأن يسود احلوار داخل األسرة وفي املدرسة واملسجد وبني كل فئات وشرائح املجتمع وشرائحه املتنوعة وقد أصبح احلوار ضروريا لنا وإذا غاب عن حياتنا فإننا سوف نفقد أشياء جميلة وبناءة ألن البديل عنه هو: القهر والكبت واإلقصاء واألنانية وتصلب في الرأي والذهن. احلوار في القرآن والسنة: وردت في القرآن الكرمي حوارات كثيرة فقد حاور الله املالئكة كما في قوله تعالى: ))وإذ قال ربك للم الئكة إ ن ي جاعل في األرض خ ليفة قالوا أ جت ع ل فيه ا من ي فس د فيه ا وي سفك الد ماء ونحن ن سبح بح مد ك و ن قدس لك ق ال إ ني أ علم م ا ال ت عل م ون (( البقرة: ٣٠. وحاور الله الرسل كما في قوله تعالى: ))وإ ذ قال الله ي اعيس ى أب ن م ر مي ءأنت ق لت ل لناس أتخذ وني وأمي إاله ني م ن د ون الله قال س بح انك ما ي ك ون لي أن أ ق ول م ا ل يس لي بحق إن ك نت ق لت ه ف ق د ع ل مته ت عل م ما في ن فس ي وال أعل م م ا في ن فس ك إنك أ نت ع الم الغيوب (( املائدة: ١١٦. وهناك حوار األنبياء مع أبنائهم كحوار سيدنا نوح مع ابنه في قوله تعالى: ))ون اد ى ن وح ابنه وك ان في م عز ل يب نى أرك ب م ع نا وال تك ن مع الكاف ر ين )42( قال س ئ وي إلى ج ب ل ي عص م ني من املآء قال ال ع اص م الي وم م ن أ مر الله إال م ن رح م و حال بينهما املوج ف كان من املغرقني(( هود: ٤٢ ٤٣. وهناك حوار األبناء مع آبائهم مثل: حوار سيدنا يوسف مع والده في قوله تعالى: ))إذ ق ال ي وس ف ألبيه يأبت إن ي أ ح د ع ش ر ك وكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين )4( قال ي ب ني ال تقصص ر ؤياك ع لى إخوتك فيكيد وا د. محمد بن عبدالله الشويعر لك كيد ا إن الشيطان لإلنسان عد و م بني (( يوسف:. ٤ وأما احلوارات التي دارت في السنة النبوية فالشواهد كثيرة جدا حيث حاور النبي r نساءه وأصحابه ومخالفيه وأهل بيته وأبناء مجتمعه. ويتمثل حوار النبي r مع خولة بنت ثعلبه رضي الله عنها عندما جاءته تشتكي ظلم زوجها أوس بن الصامت فقالت يارسول الله: أكل شبابي ونثرت له بطني أي كثر ولدها حتى إذا كبرت سني ظاهر مني ( أي قال لها: أنت علي كظهر أمي( فجعل رسول الله r يقول: ما أراك إال قد حرمت عليه فتقول: يارسول الله ما طلقني والله وأن لي منه صبية صغارا : إن ضممتهم إليه ضاعوا وأن ضممتهم إلي جاعوا فماذا ترى! وأخذت املرأة جتادله صلى الله عليه وسلم وتراجعه فأنزل الله تعالى ما فيه فرج ومخرج لتلك املرأة ولنساء املسلمني من بعدها في قوله تعالى: ))الذين يظهرون منكم من نسآئهم ما هن أ مهاتهم إن أمهاتهم إال اآلئي ولدنهم(( املجادلة: ٢. ويتضح من احلوار السابق بني الرسول r وخولة بنت ثعلبه أن الرسول r أنصت خلولة وحتدث معها وجتادل في أمر طالقها من زوجها حتى جاءها الفرج من الله عز وجل. وحواره صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي كان يريد الزنا لنفسه: فعن أبي أ مامة رضي الله عنه قال: )إن فتى شابا أتى النبي فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا. فأقبل القوم عليه فزجروه قالوا: مه... مه! فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ا د ن ه. فدنا منه قريبا. قال: فجلس. فقال: «أحتبه ألمك«قال الشاب: ال والله جعلني الله فداءك. قال:»وال الناس يحبونه ألمهاتهم«. قال:»أفتحبه البنتك «. قال الشاب: ال والله يا رسول الله جعلني الله فداءك. قال:»وال الناس يحبونه لبناتهم«قال الشاب:»أحتبه ألختك «قال الشاب: ال والله جعلني الله فداءك. قال:»وال الناس يحبونه ألخواتهم«. قال:»أفتحبه لعمتك «. قال الشاب: ال والله جعلني الله فداءك. قال:»وال الناس يحبونه لعماتهم«. قال:»أفتحبه خلالتك «. قال الشاب: ال والله جعلني الله فداءك. قال:»وال الناس يحبونه خلاالتهم«. قال: فوضع يده عليه وقال:«اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحص ن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء«(. وفي احلوار السابق تتجلى عظمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مجاراة الشاب والتحاور معه فلم يزجره أو يغضب عليه إمنا أقنعه بأسلوب حواري جميل حتى جعله يرضى ويذهب وهو في غاية االقتناع. وامتد أفق احلوار بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد الصحابة ومن بعدهم فالشواهد احلوارية أيضا كثيرة ونقتصر على واحد منها حدث في عهد عمر بن اخلطاب رضي الله عنه في السنة الثامنة عشرة للهجرة عندما هجم طاعون ع م واس على بالد الشام فمات بسببه كثير من الصحابة. كان عمر بن اخلطاب رضي الله عنه يريد الذهاب إلى الشام على الرغم من وجود هذا الوباء اخلطير فلما وصل إلى مكان يسمى )ب ر غ( )وهذا املكان من منازل حاج الشام بني املغيثة وتبوك( لقيه أمير األجناد أبو عبيدة عامر بن اجلراح فأخبره بالوباء وشدته وطلب منه الرجوع إلى املدينة وكان مع عمر رضي الله عنه املهاجرون واألنصار فعقد عمر مجلسا ألصحابه ليتم التشاور والتحاور في أمر العودة إلى املدينة أو مواصلة السير إلى الشام فلما جلس املهاجرون واألنصار وحتدثوا اخت لفوا عليه فمنهم من قال: خ رجت لوجه الله فال يصدك عنه هذا ومنهم من قال: إنه بالء وفناء فال نرى أن ت قدم عليه فقال لهم: قوموا ثم نادى مبهاجرة الفتح من قريش فاستشارهم فلم يختلفوا عليه وأشاروا بالعودة فنادى عمر في الناس: أني مصبح على ظ ه ر فقال أبو عبيدة: أفرارا من قدر الله فقال: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو كان لك إبل فهبطت واديا له ع دوتان إحداهما مخصبة واألخرى مجدبة أليس إن رعيت اخلصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت املجدبة

268 احلوار وأهميته في تكوين شخصية اليتيم رعيتها بقدر الله فسمع بهم عبدالرحمن بن عوف فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: )إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد فال تقدموا عليه وإذا وقع ببلد وأنتم به فال تخرجوا فرارا منه( فعاد عمر ومن معه إلى املدينة. وكان بإمكان اخلليفة عمر بن اخلطاب رضي الله عنه أن يتخذ القرار بنفسه وهو قائد معروف بحكمته وبأسه لكن ذلك لم مينعه من مشاورة أصحابه حيث هيأ لهم مجلسا للتحاور والتشاور وهذا أمر مهم في احلوار إذ إن املكان املناسب للحوار يسهم في تهيئة األجواء للنقاش واخلروج بنتائج إيجابية. وحينما أجمع على العودة ووجد بعض املعارضني لفكرة العودة لم يأمرهم بسماع رأيه دون مناقشة بل حاول أن يوصل فكرته إليهم بطرح األمثلة املساعدة من قوله: أرأيت لو كان لك إبل... وهذه نقطة مهمة في احلوار وهي ( اإلقناع( فقد ال يقتنع اآلخرون بوجهة النظر باحلديث فقط بل يحاول االستشهاد باألدلة وضرب األمثلة وهذه كلها تسهم في بناء صورة متكاملة لدى املتلقي وتعزز لديه فكرة االقتناع برأي اآلخر. أهمية احلوار لليتيم احلوار ي عد من احلاجات األساسية في وقتنا احلاضر وخصوصا لليتيم ألن احلوار قد ي سهل على اليتيم التعامل مع الناس والتفاهم معهم بلغة حوارية وراقية جميلة. أوال : هرم ماسلو أمنوذجا : ي عد هرم ماسلو هو األمنوذج األمثل لتوضيح أهمية احلوار بالنسبة إلي اليتيم حيث ال ميكن تفعيل احلوار وغرسه في شخصية اليتيم ما لم تتحقق له االحتياجات األساسية األولى من هرم ماسلو وهي: أ االحتياجات الفسيولوجية: وتتمثل هذه االحتياجات في توفير املأوى والغذاء والكساء والتعليم. ب حاجات األمن: ويتمثل في حماية اليتيم وخصوصا حماية ماله وعرضه ونفسه. ج احلاجات االجتماعية: وتتمثل في الصداقة والعالقات األسرية. ومن خالل توفير هذه االحتياجات األساسية لليتيم ميكن تكوين شخصيته وثقافته من خالل حتقيق ذاته حيث ي عد احلوار من أهم أدوات حتقيق الذات وذلك من خالل تطوير مهاراته وقدراته وبناء شخصيته باالنفتاح على اآلخرين وتقبل اآلراء املختلفة ويساعده احلوار أيضا في تنمية مداركه وثقافته. كما أن احلوار ي نمي بعض املهارات الشخصية: كالطالقة في احلديث واإللقاء وحسن اإلنصات لآلخرين والتجاوب معهم دون تشنج أوجدال أثناء احلوار. ثانيا : آليات إكساب احلوار الفعال لليتيم: بناء القيم اإليجابية: يتم بناء القيم اإليجابية لليتيم من خالل احلوار وذلك من قبل املشرفني واملعلمني الذين يشرفون على األيتام حيث يجب عليهم إكسابهم بعض القيم اإليجابية التي قد يستفيدون منها وباحلوار قد تبنى بعض القيم ومنها: محاولة التعرف إلى شخصية اليتيم وماذا يريد أن يكون عليه مستقبال من خالل إلقاء األسئلة عليه ومحاورته وتدوين حواره في ملف خاص له فإذا استطعنا التوصل إلى ما يريد اليتيم أن يكون عليه مستقبال فإننا نستطيع توجيهه إلى رغبته فبعضهم يريد أن يصبح طيارا أو مهندسا أو معلما أو طبيبا... إلخ وقد ال يجد اليتيم وسيلة لتحقيق رغبته إال باحلوار إذ يتم املناقشة ومراجعة كل األحالم التي يفكر بها ومحاورته ملعرفة إمكانية حتقيقها أو التركيز على جزئية ي بني من خاللها شخصيته. د. محمد بن عبدالله الشويعر عرض مناذج وسير لشخصيات ناجحة في حياتهم سواء على املستوى الشخصي أو الوطني ليتعرف األيتام إلى سبب جناحهم وتفوقهم ومن ث م يقلدونهم ويكونون أسوه لهم في حياتهم ويستحسن أن ت ستعرض شخصيات يتيمة جنحت في حياتها وهي متشابهة الظروف معهم مما يؤدي إلى زيادة حماستهم وطموحهم. جعل اليتيم متفائال في احلياة وغير متشائم وذلك من خالل محاورته وضرب األمثلة اجلميلة له وإخراجه من حياة التشاؤم والفشل إلى حياة التفاؤل والنجاح. مهارات االتصال الفعال: اإلنصات: ي عد حسن االستماع واإلنصات أحد املقومات التي مت يز احملاور الناجح حيث ال تقتصر براعة احلديث على أسلوب الكالم فقط بل على حسن اإلصغاء الذي ي عد فنا من فنون احلوار حيث إن براعة اإلنصات تكون باإلذن وحضور القلب وعدم االنشغال بأي شيء. قال الله تعالى في محكم كتابه الكرمي: ))وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون(( األعراف:.٢٠٤ فالله سبحانه وتعالى أمرنا باالستماع واإلنصات فاإلنصات أعلى درجة من االستماع ألن اإلنصات يجعلك كامل التركيز بجميع حواسك. ومن هذا املنطلق فإن املربني واملسؤولني عن األيتام تقع عليهم مسؤولية كبيرة في تعليم األيتام حسن اإلنصات فاإلنصات يقود دائما إلى احلوار الفعال والناجح ويخرج منه فوائد مهمة جلميع األطراف. وهناك عشرة مبادئ لإلنصات إذا متكن كل فرد من تطبيقها وصل إلى حتقيق أعلى درجات اإلنصات وهي: جهز نفسك لعملية اإلنصات وركز انتباهك على كل ما يقوله محدثك وأشعره مبتابعتك وباهتمامك من خالل هز الرأس واالبتسامة والنظر إليه. وهذا املبدأ من أهم مبادئ اإلنصات ألن التركيز بالنظر إلى محدثك جتعله يشعر بأنك متابع له وغير منشغل عنه. ال تقاطع محدثك وأعطه الفرصة الكافية لقول كل ما يريد. مقاطعة املتحدث قبل أن ي كمل كالمه ت عد من سلبيات احلوار وعدم جناحه بالشكل املأمول فنحن نرى البرامج احلوارية الفضائية سواء كانت تلك البرامج سياسية أو رياضية أو اجتماعية املقاطعات املستمرة بني املتحاورين بها مما يجعلهم غالبا في طريق مسدود وال يصلون إلى هدفهم وغايتهم املطلوبة منهم. حاول أن تفهم كل ما يقوله محدثك. ال جت ب محدثك إال إذا فهمت ما قاله وما يريده منك فاإلجابة أو الرد اخلاطئ قد يعرضك للحرج وهذا ما يجب ممارسته من قبل القائمني على مراكز األيتام بالسماع واإلنصات ملشكالت األيتام وحتديد طبيعة املشكالت وتفهمها وعدم الرد عليهم وعدم إهمال التجاوب معهم. ال جتعل مشاعرك تؤثر عليك. كبت مشاعرك وأنت تستمع إلى محاورك حتى وإن كان حديثه لم يعجبك وحاول السيطرة على مشاعرك للتمكن من الرد على محاورك بنجاح. اصبر على كالم محدثك. تعود الصبر أثناء إنصاتك حملدثك فهذه داللة على متيزك أثناء احلوار. أصغ بهدف الفهم واالستيعاب

269 احلوار وأهميته في تكوين شخصية اليتيم استفد من إصغائك حملدثك حتى تستطيع أن تفهم وتستوعب ما يقول. ال تنشغل بالكتابة. حاول أثناء إنصاتك عدم االنشغال بالكتابة أو قراءة أي شيء وركز على محدثك لتفهم منهم ما يريد قوله لك. وفر املناخ املناسب واجلو الهادئ لإلنصات. وفر لنفسك اجلو املناسب والهادئ حتى تستطيع أن تنصت جيدا وذلك بإقفال جوالك عندما يبدأ احلوار. ال تصدر أحكاما مبكرة بينك وبني نفسك. ابتعد عن إصدار األحكام املستعجلة عن محدثك فالبد أن تنصت له حتى نهاية حديثه ومن ث م قرر ما تريد قوله له. كن منشرح الصدر عند االستماع. بني حملدثك أنك منشرح الصدر أثناء حديثه إليك وهذا املبدأ يجعل محدثك يتفاعل معك أثناء حواره معك وتصبح نتائج احلوار ناجحة وفاعلة. التحدث: يقوم احلوار الفعال على حسن احلديث بني الطرفني فإذا متكنا من جعل حديثنا راقيا فإن حواراتنا ستصبح دائما ناجحة وفعالة. لذا البد من إعطاء األيتام دورات تدريبية مكثفة عن اإلنصات واإللقاء املؤثر حتى يتمكنوا من إتقان العملية احلوارية بشكل كبير وقد ثبت أن الدورات التدريبية أصبحت اآلن ت شكل جزءا كبيرا في عملية تطوير الذات والقدرات واملهارات فعقد الدورات بصفة مستمرة لأليتام وإكسابهم مهارات اإلنصات واإللقاء وغيرها أصبح من الضرورات امللحة في هذه األيام. ومن أهم عناصر اإللقاء املؤثر: التأني بالكالم فمن الواجب على املتحاور أن يتكلم بتمهل حتى يفهم الناس منه ما يقول وال يسرع في كالمه وتضييع احلروف بعضها مع بعض بل يحرص كل احلرص على أن تكون مخارج احلروف واضحة للمستمعني إليه. شدد على الكلمات املهمة خالل حوارك كي تثير اهتمام محاورك لها. كرر الفكرة التي تريد إيصالها إلى محاورك بني الفينة واألخرى وذلك بإعادته بشكل مقبول لدى املتلقي حتى يسمعها عدة مرات وتضمن أن الفكرة قد وصلت إليه. غي ر طبقات صوتك فإن املستمع حلديثك سرعان ما مييل عندما حتدثه بطبقة رتيبة وصوت جاف. غي ر معدل سرعتك في الكالم بحيث تكون أبطأ عند اجلمل املهمة وأسرع عند سواها. توقف قبل األفكار املهمة وبعدها لتأكيدها على محاورك. ثالثا : االندماج االجتماعي: حترص اجلهات املسؤولة عن األيتام واملعاقني وغيرهم على دمجهم في املجتمع عبر وسائل عدة حتى يشعرون بأنهم مواطنون من ضمن أفراد املجتمع. ويتم الدمج االجتماعي لليتيم عبر وسائل كثيرة حيث للحوار دور كبير في مساعدة اليتيم في اندماجه مع املجتمع فعندما يكتسب اليتيم مهارة احلوار الفعال فإن ذلك سوف يساعده على االندماج مع أغلب شرائح د. محمد بن عبدالله الشويعر املجتمع وذلك بتفاعله معهم وقدراته على إدارة احلديث واملناقشة مع اآلخرين. واأليتام عادة وخصوصا صغار السن منهم ال يشعرون باالرتياح مع املجموعات اجلديدة سواء في املدارس أو الدور أو في املساجد ولكن إذا مت إتقان اليتيم مهارة احلوار الفع ال أصبح قادرا على التفاعل مع تلك املجموعات واالندماج معهم وهناك اندماج منظم وغير منظم فاالندماج املنظم أكثر فائدة لليتيم في تطوير الثقة في نفسه وشعوره باالرتياح من خالل اندماجه مع املجتمع واألمثلة كثيرة في الدمج املنظم ومنها حضور الفعاليات واملهرجانات االجتماعية مثل: حفالت األعياد ومهرجان اجلنادرية واملسرحيات فحضور اليتيم مثل هذه الفعاليات يجب أن يكون مخططا ومدروسا من قبل املشرفني عليه وهو تعرف اليتيم إلى ثقافة املجتمع التراثية مثال فهذا يصبح اندماجا منظما أو حضوره للمسرحيات للتعرف إلى أبعاد قضية من القضايا سوف تتم مناقشتها فيها اندماج منظم أيضا وقد يساعد اليتيم على معرفته مبجتمعه والقضايا التي يتعرض لها. كما أن حضور األيتام ملعارض الكتب بهدف االطالع والقراءة ي عد اندماجا ثقافيا منظما وإحلاقهم في مجال التطوع ليس بهدف العمل وإمنا بهدف االندماج مع أفراد املجتمع ي عد أيضا اندماجا منظما كونه يسهم في خدمة املجتمع وتقدمي مساعداته لآلخرين وتعرفه إلى شرائح املجتمع املتنوعة مما يكسبه ذلك االحترام والتقدير. رابعا : فوائد احلوار مع اليتيم: للحوار فوائد عدة وخاصة على املستوى االجتماعي وإذا متكنا من غرس احلوار في شخصية اليتيم وجعلنا احلوار منهجا ينتهجه في حياته ومع أ سرته وزمالئه فإننا سوف جنني فوائد كثيرة تصب في مصلحة اليتيم ويستفيد منها في حياته األسرية والعملية ومن تلك الفوائد ما يلي: بناء شخصية اليتيم من خالل احلوار الفعال. إثراء ثقافة اليتيم وتقبله لآلخرين عبر احلوار الفعال ومدى تأثره وتقبله ملختلف اآلراء دون تشنج أو تعصب. حماية اليتيم من االنحرافات السلوكية والفكرية وذلك من خالل احلوار الفعال معه ألن غياب احلوار قد يسبب له مشكالت اجتماعية وفكرية كثيرة. اخلروج من العزلة االنطوائية التي تشغل بال اليتيم بصفة دائمة وذلك من خالل التحاور والتفاهم. االندماج االجتماعي من خالل وسائل احلوار وذلك عبر حضور الدورات التدريبية واملهرجانات االجتماعية والثقافية. إكساب اليتيم عادات وطرقا إيجابية من خالل احلوار الفعال. اخلامتة: احلوار من الضروريات التي ال بد أن يكتسبها اليتيم في حياته وخاصة في الدار أو املدرسة ومن خالل هذه الورقات البحثية والتي أوضحنا فيها أهمية احلوار في تكوين شخصية اليتيم حيث أجمع أغلب املربني على أن غياب احلوار بني أفراد األسرة الواحدة يؤدي إلى التفكك األسري بينهم واليتيم جزء من هذه األسرة فال بد من تفعيل احلوار ومتكني اليتيم من اكتسابه والتعود عليه حتى يستطيع أن يتفاهم مع الناس بكل شفافية واعتدال وذلك عبر إكسابه مهارات االتصال في احلوار وبالتالي يستطيع أن يندمج في املجتمع بك سهولة وال

270 احلوار وأهميته في تكوين شخصية اليتيم يجد أي صعوبة في ذلك. وقد بني هذا البحث على فصلني ومقدمة وخامتة وكان الفصل األول عن التعريف باليتيم أما الفصل الثاني فخ صص ألهمية احلوار في تكوين شخصية اليتيم حيث تناول هذا الفصل أهمية إكساب اليتيم للعملية وبناء القيم اإليجابية لديه من خالل مهارات اإلنصات الفعال وهي»اإلنصات والتحدث«ومن ثم كيفية اندماج اليتيم مع مجتمعه ودور احلوار في هذا االندماج وما هي الفوائد املرجوة من احلوار. املصادر: أصول احلوار الندوة العاملية للشباب اإلسالمي 1408 ه. بكار عبدالكرمي التربية باحلوار مركز امللك عبدالعزيز للحوار الوطني 1430 ه 2009 م بن حنبل أحمد املسند حتقيق: أحمد شاكر بيروت املكتب اإلسالمي 1403 ه. دمياس محمد بن راشد فنون احلوار واإلقناع بيروت دار بن حزم للطباعة والنشر 1420 ه 1999 م. الشويعر الدكتور: محمد بن عبدالله الصقهان عبدالله بن عمر قواعد ومبادئ احلوار الفعال الرياض مركز امللك عبدالعزيز للحوار الوطني 1430 ه/ 2009 م. الشيباني علي بن أبي الكرم محمد بن محمد )املعروف بابن األثير( الكامل في التاريخ حتقيق: عمر عبدالسالم تدمري الرياض مكتبة الراشد 1417 ه / 1997 م. األصفهاني الراغب املفردات حتقيق: صفوان داودي مادة )حور(. بن ق دامة عبدالله بن أحمد )موفق الدين( امل غني حتقيق: الدكتور عبدالله بن عبداحملسن التركي والدكتور: عبدالفتاح محمد احللو الرياض دار عالم الكتب 1419 ه 1999 م. القرشي إسماعيل بن كثير )أبو الفداء( تفسير بيروت دار األندلس 1405 ه/ 1985 م ابن منظور محمد بن مكرم»جمال الدين«لسان العرب بيروت دار صادر 1997 مادة )يتم(. 518

271 خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام باملدينة املنورة أعداد: د. نيفني محمد على زهران أستاذ مساعد الصحة النفسية بكلية التربية جامعه طيبة

272 خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام د. نيفني محمد على زهران اآلخرين عدم القدره على أقامه صداقات جديدة القلق العادي عدم الثقة التي تتيح لهم وجود شخص يناقشوا معه مشكالتهم اخلاصة بصراحة قله النشاط الترويحي ) وكذلك مشكالت الشباب العامة. وهناك مشكالت نفسيه يستهدف لها الشباب والتي منها الصراع خالل محاوله حتقيق التوافق النفسي واجلسمي ومع دوافعه والتكييف مع االحباطات املتعددة أو عدم إشباع احلاجات النفسية واالجتماعية وسوء التوافق الدراسي واالجتماعي وسوء التوافق الشخصي واالنطواء ونقص امليول واالهتمامات االجتماعية. ( حامد زهران 1997 م ص ) هذا وال سيما إذا كانت الفئة املستهدفة من األطفال واملراهقني بالقرية النموذجية لرعاية األيتام من :- ( أطفال ما قبل املراهقة مراهقات راشدات صغار ) وكذلك أرشاد القائمات على رعايتهم بالتوجه األمثل من حاضنات ومشرفات. إطار نظري :- أشارت نتائج عدد من الدراسات االمبريقيه التي أجريت في بيئات متنوعة عن األطفال واملراهقني األيتام و مجهولي النسب إلى عدد من النتائج التي تتلخص في األتي :- أن حرمان املراهقني واملراهقات من أبائهم أحداهما أو كالهما يرتبط إيجابيا بجناح األحداث سواء التوافق الشخصي و االنفعالي و األكادميي ( حامد زهران 2005 م ص 456 عالء كفافى 1998 م ص 153 وفيق مختار 2001 م ص ) 108 p.204 ) 1997 ( oppawshy - Jolene - وأيضا شعور األبناء باالكتئاب النفسي ( وفيق مختار 2001 م ص 109 نيفني زهران 2001 م ص ) 159 sheeber, lisa, 1997, p.333, Hoyt, lynn, et al., 1990, p.30, Bornow.s., et al., 2001, p.170,( sadeh, A.,et al., 1993, P.2001, Seeman, Linda, 1988, Broder, Rebecca, 1996, p.5160, McLeod, J.,. 218 p, 1991 ) ومفهوم الذات السلبي ( انسي القاسم 1994 م أحسان الدمرداش 1976 م نبوية مصطفى 2000 م ).200 p )Stephens, Nancy Day, H., 1979, ومستوى أقل من النضج واحلكم األخالقي وال سيما لدى املراهقات احملرومات من األب p( Donna, Judd, 1981, p. 4245, Stevenson, M. Black, Kathryn, 1988,.794 ) والتشويش االنفعالي وسوء التوافق السلوكي p.3678( )Absel, linda, 1996, وكذلك استهداف األبناء لإلضرابات النفسية والسلوكية والشعور بالقلق. ( نور الهدى املقدم 1990 م ) فإن األبناء دائما في حاجه إلى األمن النفسي Safety Needs حيث أنه إذا لم يتم إشباع هذه احلاجة فإن الفرد يشعر بالتهديد وعدم األمان االنفعالي Emotional Insecurity وال يستطع أن يحقق ذاته حيث حدد ماسلو 1970) Maslowم ) أهميتها ومنها احلاجة إلى االستقرار وفيها يتم توفير مناخ أسرى آمن و هادئ. ( عماد مخيمر 2003 م ص ) 1 كذلك أرتبط الفقد الوالدي والسيما لألب ايجابيا بشعور األبناء بالوحدة النفسية. felling of loneliness ( نيفني زهران 1994 م ) فإن فقد األب The father`s loss أو غيابه عن األبناء ينظر له كمعوق للتطور النمائى سواء مت ذلك في بسم الله الرحمن الرحيم " اد ع إ ل ى س ب يل ر ب ك ب احل ك م ة و امل و ع ظ ة احل س ن ة و ج اد ل ه م ب ال ت ي ه ي أ ح س ن إ ن ر ب ك ه و أ ع ل م مب ن ض ل ع ن س ب يل ه و ه و أ ع ل م ب امل ه ت د ين. )النحل: 125 ( احلمد لله رب العاملني حمدا كثيرا طيبا مباركا كما ينبغي جلالل وجهه سبحانه وعظيم سلطانه وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد... أتقدم إلى معاليكم بنموذج مقترح لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) ومن ثم اخلطة املقترحة ملزاوله مهام اإلرشاد بالقرية النموذجية لرعاية األيتام باملدينة املنورة على أن يتضمن هذا النموذج عدد من األهداف واملهام التي نسعى إلى اجنازها مبشيئة الله تعالى مبتهلة إلى الله العلى القدير أن ينال هذا النموذج موافقتكم ملا فيه من خدمه ورقى باجلانب التربوي والنفسي لنزيالت القرية من أطفال ومراهقات جزاكم الله القدير عنا وعن هؤالء األطفال كل اخلير وسدد الله خطاكم وثبت أقدامكم ووفقكم وإيانا ملا فيه اخلير وان يجعل سبحانه جميع أعمالنا خالصة جلالل وجهه العظيم. مقدمه : - أن املراهق في حاجه دائمة إلى من يساعده على حتقيق االتزان في حياته النفسية بني القوه اجلارفة في انفعاالته وبني النقص امللموس في قدراته الضابطة التي ميكنها أن تتحكم في هذه الدوافع فنحن غالبا نتوقع من املراهق سلوكا ال يتفق مع خطوط منوه العام فإذا عوجلت مشاكل املراهق برفق ولني وتبصر الجته املراهقون اجتاهات طيبه فمفتاح الصحة النفسية هو أن يعرف اإلنسان مشكالته ويحددها ويدرسها ويفسرها ويضبطها ويعاجلها فهو بهذا يحولها من مشكالت تسيطر عليه إلى مشكالت يسيطر هو عليها. ( عصام عبد اللطيف 2001 م ص ) 135 يعتبر الشباب قوه ورأس مال وثروة بشريه هائلة إذا استثمر بحكمه ووعى ووجه التوجه السليم املبنى على التخطيط املبرمج حلسن توظيف طاقاتهم وقدراتهم حيث أن انتقال الفرد من املراهقة املتاخره إلى الرشد وما يصاحب ذلك من نضج حقيقي إلى حد ما يجعله يعتبر نفسه شخصا مستقال متقبال إلى دور اجلنس الذي ينتمي إليه واصفا لنفسه أهدافا يسعى إلى حتقيقها ومن املشكالت التي تواجه الشباب االضطرابات أالنفعاليه التي منها ( اخلوف القلق االكتئاب الفزع أحالم اليقظة اخلوف من الفشل ) كذلك عدد من املشكالت الدراسية ومنها ( اختيار نوع الدراسة والتوافق معها ) ويتطلب ذلك إرشاد تربوي لذلك البد أن نعنى باالتي :- تيسير احلصول على املواد التي تساعد على الدراسة تقدمي املساعد الفنية التي تدرب على أساليب االستذكار وفقا ملبدأ الفروق الفردية أي التي تناسب كل شخص على حدة أن تقوم املرشدة التربوية مبساعد الفتيات من حيث التوجيه واإلرشاد اجليد مراعاة الفروق الفردية بني الفتيات في القدرات العقلية وامليول واالجتاهات مساعده الفتاه على فهم وإدراك أهميه النجاح ودعم الدافع لالجناز االكادميى واملهني حسن العالقة بني املرشدة كموجهه نفسيه وتربويه تتيح فرصه لنمو سوى ولتكوين أفكار واجتهات ايجابيه ملناحي احلياة املختلفة. وأيضا هناك مشكالت اجتماعيه للشباب منها : ( الشعور بالعجز االرتباك اخلوف من التواصل مع

273 خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام مرحله الطفولة املبكرة أو املتاخره حتى مرحله الرشد فإنه غياب األب في أي موقف أو مرحله عمريه يقطع التواصل النفسي مع طفله مما يجعل األبناء ينمون منوا نفسيا غير سوى و يستهدفون لإلضرابات النفسية. ( 210.p, )Jones, k., 2008 وكذلك ارتباط الغياب أو الفقد الوالدي إيجابيا بالسلوك االنتحاري لألبناء املراهقني والراشدين الصغار من اجلنسني ولدى اإلناث أكثر منه لدى الذكور. ) Tousignant, M., et al., 1993, p. 259, Adam, K., et al, 1982, p. 279( أهميه اإلرشاد النفسي والتوجيه التربوي :- يعرف اإلرشاد بأنه عالقة إنسانيه بني فردين احدهما متخصص متدرب واألخر يطلب املساعدة من اجل التوصل إلى بعض احللول املالئمة ملشكالته التي قد تكون شخصيه أو انفعاليه أو اجتماعيه وإعطاء الفرصة له التخاذ القرار املناسب الذي يتفق مع إمكاناته وقدراته واهتماماته. ( مكتب التربية العربي لدول اخلليج 1990 م ص ) 31 حيث أن اإلرشاد عالقة مهنيه بني املرشد املختص وطالب االستشارة وتكون هذه العالقة من شخص لشخص أخر وتهدف هذه العالقة إلى مساعده الفرد لكي يفهم نفسه الفهم الكامل ويفهم نظرته إلى احلياة التي يحياها ليكون قادرا على اتخاذ القرار املناسب واملالئم له. ( صالح الدوسرى 1985 م ص ) 263 ويسعى املرشد الطالبي إلى حتقيق النمو النفسي واالجتماعي للفتيات وتنميه شخصياتهن بجوانبها املختلفة تنميه شامله حتى يصبحن أكثر توافقا مع أنفسهن ومجتمعهن وأكثر دافعيه وإنتاجا وأكثر قدره على التعامل البناء مع املتغيرات املتسارعه وأكثر تكيفا لها. ( محمود عطا & مصطفى حجازي & فهد الدليم 2005 م ص ) 55 وتتحدد متطلبات اخلدمات االرشاديه في االتى :- متطلب معرفي :- ويتضمن املعرفة مبتطلبات النمو واملجتمع وخصائص البيئة وغيرها من املعلومات التي تساعد مخطط البرنامج في وضع اخلطط املناسبة. متطلب تنفيذي :- ويتضمن إجراءات البد من وجود كوادر مؤهله تقوم بالتنفيذ على أكمل وجه حتى تتحقق األهداف املنوطة بهذه اخلدمة. متطلب تخطيطي ( مهارات ) :- ويتضمن ذلك التخطيط اجليد السليم من أجل جناح البرنامج. متطلب تقوميي :- وذلك لقياس مدى كفاءة وفاعليه البرنامج وتأثيره وان من أهم أهداف التقومي هو معرفه جناح البرنامج في حتقيق أهدافه املوضوعه وال بد من تقومي تخللي وقبلي وبعدى ومتابعه لفعاليته. متطلب بشرى :- ويتضمن توفر الفرد املؤهل علميا ومهنيا لتقدمي اخلدمات االرشاديه. ( مكتب التربية العربي لدول اخلليج 1990 م ص ) وللقائمني على مهام التوجيه واإلرشاد النفسي والتربوي عدد من املهام التي حتدد في : - مساعد الفتيات على زيادة فاعليه التعلم ( طرق املذاكرة طرق التفكير اجليد في التعامل مع املشكالت طرق اتخاذ القرارات التعليمية ) تنميه السمات االيجابية والقيم اجليدة وتعزيزها. مساعده الفتيات على حسن استثمار مالديهن من إمكانات وقدرات إلى أقصى درجه ممكنه وكذلك االهتمام د. نيفني محمد على زهران باملتفوقات واملبدعات. التخطيط لبرامج إرشاديه لتحقيق أقصى درجه ممكنه من التوافق النفسي واالجتماعي. توزيع مهام تنفيذ البرامج االرشاديه على فريق العمل الذي يساعد املرشد في عمليه اإلرشاد من متخصصات ومشرفات اجتماعيات. التعامل مع مشكالت الطالبات االنفعاليه واالجتماعية ومساعدتهن على حلها باستخدام طرق اإلرشاد الفردي واجلماعي. مساعده الفتيات على معرفه قدراتهن العقلية وميولهن وحتديد سماتهن الشخصية وذلك باستخدام االختبارات النفسية ووسائل التقدير األخرى. )محمود عطا مصطفى حجازي فهد الدليم 2005 م ص ( 8. مساعده الفتيات على اختيار التخصص املناسب في ضوء قدراتهم / ميولهم اى مساعدتهن على التخطيط ملستقبلهن التعليمي واملهني. 9. االهتمام بحاالت التأخر الدراسي والعمل على دراسة أسباب هذا التأخير وتقدمي العون الوقائي والعالجي لهذه احلاالت. )محمود عطا 1996 م ص 23 ) 10. توجيه الفتاه إسالميا في جميع النواحي النفسية و األخالقية واالجتماعية و التربوية واملهني لكى تصبح عضوا صاحلا في بناء املجتمع و لتحيا حياه مطمئنه وراضيه. 11. العمل على اكتشاف املواهب والقدرات للطالب املتفوقني أو غير املتفوقني والعمل على توجيه و أستثمار تلك املواهب والقدرات وامليول مبا يعود بالنفع على الفتاه خاصة واملجتمع بشكل عام الن فتاه اليوم هي أم الغد مبشيئة الله تعالى.) محمد التويجرى 2000 م ص 91( 90 جوانب اإلرشاد النفسي والتربوي :- يتضمن اإلرشاد النفسي والتربوي عدد من اجلوانب :- أرشاد تربوي / اكادميى Educational Academic counseling counseling Psychological إرشاد نفسي إرشاد أجتماعى social counseling ويتضمن كل منهم عدد من األهداف املراد حتقيقها على النحو التالى :- أن اإلرشاد التربوي عمليه تهتم مبساعد الفتاه على اختيار نوع الدراسة املالئمة لهم وااللتحاق بها والتوافق معها والتغلب على الصعوبات التي تعترضها في دراستها وفى احلياة املدرسية. ( سيد مرسى 1976 م ص ) 161 ومن مهام املرشد االكادميى / التربوي : - تنميه االجتاهات االيجابية نحو التعليم باعتباره السبيل إلى التقدم ومواجهه التحديات تنميه الدافعية التحصيلة عند الفتيات واالرتقاء مبستوى طموحهن. اكتشاف املتفوقات دراسيا وذوات املواهب وتنميه طاقاتهن وحسن استثمارها إلى أقصى درجه ممكنه. االهتمام باملتفوقات واملبدعات وتنميه إمكاناتهن. متابعه مستوى التحصيل االكادميى وأيضا حل مشكالت الطالبات الدراسية

274 خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام غرس قيم العمل في نفوس الفتيات مثل قيم اإلبداع والتخطيط والتعاون و اإليثار و املصلحة العامة وغيرها. بحث املشكالت التي تواجه الفتيات أثناء الدراسة سواء كانت شخصيه أم اجتماعيه ومساعدتهن على إيجاد حلوال توافقيه لها. تنميه شخصيه الفتاه من خالل البرامج اإلمنائية حيث يتم تنميه مهارات التواصل مع اآلخرين ومهارات احلياة األساسية. تقدمي بعض اخلدمات العالجية ملن يعانني من إضطرابات انفعاليه أو سلوكيه ومواجهه بعض املظاهر السلوكية السلبية. )محمود عطا & مصطفى حجازي &فهد الدليم 2005 م ص ( 58 اإلرشاد النفسي counseling Psychological يعرف اإلرشاد النفسي بأنه عمليه بناء تهدف إلى مساعده الفرد كي يفهم ذاته ويدرس شخصيته ويعرف خبراته ويحدد مشكالته وينمى إمكاناته ويحل مشكالته في ضوء معرفته ورغبته وتعليمه وتدريبه لكي يصل إلى حتديد وحتقيق أهدافه ومستويات مناسبة من التوافق النفسي والصحة النفسية في مجاالت متعددة ( تربويا ومهنيا وأسريا وزواجيآ (. )حامد زهران 1980 م ص ) 11 مناحي التدخل اإلرشادي ( النفسي و االكادميى ) :- يتضمن التوجيه واإلرشاد النفسي و االكادميى تقدمي خدمات ( أجتماعية نفسيه تربويه تعليمية دينيه ) هادفة يقوم بها فريق عمل يتضمن عدد من املناحي التدخلية لإلرشاد والتي منها :- تدخل وقائي -: Intervention Preventive وذلك للكشف املبكر عن املشكالت ومنع تفاقم املشكلة من خالل حتليل املسار لتطور املشكلة وإتباع بعض الفنيات التي حتجم املشكلة مبكرا. تدخل أمنائي -: Intervention Developmental و الذي يهتم برعاية الفتيات لتحقيق منو سوى وتوجيه الطالبات نفسيا وتربويا ومهنيا من خالل عدد من البرامج التي تسعي لتحقيق هذا الهدف ويتم ذلك من خالل إجراء فحص ألكثر املشكالت شيوعا. تدخل عالجي / أرشادي -: Intervention Clinical ويتضمن دراسة وحل املشكالت الفردية واجلماعية واالجتماعية وذلك من خالل خطوات إرشاديه وفنيات عالجيه منتقاة وفقا لطبيعة املشكلة مع مراعاة الفروق بني اإلفراد. ويتضح ذلك فيما يلي :- التدخل الوقائي :- ويقصد به التدخل الوقائي / التحصينى النفسي ضد املشكالت واالضطرابات واألمراض النفسية ويهتم التدخل الوقائي باألسوياء / األصحاء لوقايتهم ضد حدوث املشكلة واالضطرابات واألمراض النفسية ويتضمن كل من اإلجراءات الوقائية احليوية والنفسية واالجتماعية. )حامد زهران 1980 م ص 38 ( حيث يسعى التدخل الوقائي إلى وقاية اإلنسان من الذلل واالنحراف وقد قال احلق سبحانه وتعالى " ي ا أ ي ه ا ال ذ ين آم ن وا ق وا أ نف س ك م و أ ه ل يك م ن ار ا و ق ود ه ا الن اس و احل ج ار ة " )التحرمي: 6 ( د. نيفني محمد على زهران. ويحثنا ديننا االسالمى احلنيف على حتقيق اجلانب الوقائي الذي يهدف إلى وقاية اإلفراد من االضطرابات وحتصينهم ضد االنحرافات وذلك بتزويدهم بطرق مختلفة بالقيم املوجهة واحملددة للسلوك. قال تعالى " ق ل ل ل م ؤ م ن ني ي غ ض وا م ن أ ب ص ار ه م و ي ح ف ظ وا ف ر وج ه م " النور: 30 وقوله تعالى " و م ا أ م ر وا إ ال ل ي ع ب د وا الل ه م خ ل ص ني ل ه الد ين ح ن ف اء و ي ق يم وا الص الة و ي ؤ ت وا الز ك اة و ذ ل ك د ين ال ق ي م ة " )البينة: 5 ( ( هويدا احمد & هدى محمود 2000 م ص ) 45 التدخل االمنائى / البنائي :- يهدف التدخل االمنائى إلى بناء شخصيه املسلم ليكون فعاال منتجا متوافقا ويجيد ويحسن استثمار طاقاته وقدراته إلى أقصى درجه ممكنه. قال تعالى " إ ن الل ه ي أ م ر ك م أ ن ت ؤ د وا األ م ان ات إ ل ى أ ه ل ه ا و إ ذ ا ح ك م ت م ب ني الن اس أ ن حت ك م وا ب ال ع د ل إ ن الل ه ن ع م ا ي ع ظ ك م ب ه إ ن الل ه ك ان س م يع ا ب ص ير ا " )النساء :58 ) حيث أن التدخل االمنائى يتضمن استراتيجيه امنائيه Strategy Developmental تهتم بتقدمي خدمات التوجيه واإلرشاد إلى العاديني لتحقيق زيادة كفاءة الفرد الكفء والى تدعيم الفرد املتوافق على أقصى درجه ممكنه وكذلك يتضمن اإلجراءات التي تؤدى إلى النمو السوي السليم لدى األسوياء العاديني خالل رحله منوهم طول العمر حتى يتحقق الوصول إلى أعلى مستوى ممكن من النضج والصحة النفسية والكفاية والتوافق النفسي. )حامد زهران 1980 م ص ) 37 ويتضمن املنهج االمنائى مجموعه من اخلدمات التي تقدم لرعاية وتوجيه النمو السوي واالرتقاء بالسلوك وزيادة السعادة الكافية لدى اإلفراد كما يساعدهم على فهم ذوا تهم وتقبلها والتعرف على إمكانات وقدرات اإلفراد واجلماعات وتوجيهها نفسيا واجتماعيا واسريا وتربويا ومهنيا من خالل رعاية النمو بجوانبه املختلفة ذلك لتحقيق الصحة النفسية. ( هويدا احمد & حمدي محمود 2000 م ص ) 44-3 التدخل العالجي / االرشادى -: يعرف التدخل العالجي / االرشادى بأنه منهج يهتم بعالج املشكالت واالضطرابات واألمراض النفسية لتعديل السلوكيات ويحتاج إلى مرشد أو معالج متمرس ويهدف إلى حترير اإلنسان من القلق والتوتر وأماطه اللثام عن أسبابها. ( هويدا احمد & حمدي محمود 2000 م ص ) 46 ويهدف التدخل العالجي إلى حترير الفرد من توتره وقلقه ومساعدته على حل مشكالته وصراعاته حتى يتحقق له التوافق والشفاء. قال تعالى " و إ ن خ ف ت م ش ق اق ب ي ن ه م ا ف اب ع ث وا ح ك م ا م ن أ ه ل ه و ح ك م ا م ن أ ه ل ه ا إ ن ي ر يد ا إ ص ال ح ا ي و ف ق الل ه ب ي ن ه م ا إ ن الل ه ك ان ع ل يم ا خ ب ير ا " ( النساء : 35( وقوله تعالى "و إ م ا ي ن ز غ ن ك م ن الش ي ط ان ن ز غ ف اس ت ع ذ ب الل ه إ ن ه س م يع ع ل يم " ( فصلت : 36 ) وقوله تعالى "إ ن ال ذ ين ات ق و ا إ ذ ا م س ه م ط ائ ف م ن الش ي ط ان ت ذ ك ر وا ف إ ذ ا ه م م ب ص ر ون " )األعراف :201( ولإلسالم عدد من الطرق االرشاديه : - ( اإلقتدائيه والوعظية والعقلية و االنفعاليه والطرق القصصية ) ( محمود عقل 1996 م ص 29 ومن فنيات العالج النفسي من املنظور االسالمى وطرائقه : ( الطرق االقتدائيه والطرق الوعظية والنمذجة السلوكية والطرق العقالنية االنفعاليه و املناظره واحلوار االقناعى املنطقي وتقليل احلساسية التدريجي )

275 خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام وللعالج النفسي من منظور اسالمي عدد من اخلصائص منها :- أنه يعد عالجا اميانيا وعالج سلوكيا وعالجا واقعيا منطقيآ وعالج اقناعي وعالج تعضيدى و أيضا عالجآ تدريجيآ تعليميآ. حيث أن الشباب في أمس احلاجة للخدمات الدينية لضبط سلوكياتهم ووقايتهم من االنحرافات ومن هذه اخلدمات :- أن تقوم املؤسسات بإحياء دور الدين وتنميه اإلميان بالله فهو أساس تزكيه النفس ووقايتها من االنحراف. إيجاد القدوة احلسنه من خالل السيرة النبوية وإحياء سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. تنويع األساليب املستخدمة في اإلرشاد من حكمه وموعظة حسنه ومجادله بالتي هي أحسن وفتح باب احلوار للتعرف على مشكالت الشباب. إيجاد احللول االسالميه ملشكالت الشباب فيها أجدى وانفع من احللول البديلة واستثمار الفطره السليمة املوجودة لدى الشباب في توجيه وإرشاد سلوكهم إلى السواء. ( هويدا احمد & حمدي محمود 2000 م ص ) إن اإلسالم منهج شامل للحياة يحقق للناس السعادة والرضا ويرشدهم إلى الطريق األمثل لتحقيق الذات وميثل اإلرشاد في اإلسالم جزءا من مهمته في بناء اإلنسان السوي فهو يسعى إلى حتقيق نفعا للناس وقضاء حلاجتهم وحلل مشكالتهم واإلسالم رسالة سماويه أنزلها الله تعالى لتكون هداية وإرشاد للناس. قال تعالى " ق د ك ان ت ل ك م أ س و ة ح س ن ة ف ي إ ب ر اه يم و ال ذ ين م ع ه إ ذ ق ال وا ل ق و م ه م إ ن ا ب ر اء م نك م و مم ا ت ع ب د ون م ن د ون الل ه " )املمتحنة: 4( قال تعالى "ي ا أ ي ه ا الن ب ي إ ن ا أ ر س ل ن اك ش اه د ا و م ب ش ر ا و ن ذ ير ا " ( الفتح : 8 ) فقد أرسل الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلرشاد الناس إلى طريق الهدى واالستقامة وصدهم عن الغي والضالل. )محمود عقل 1996 م ص ) 25 طرائق اإلرشاد مبجاالته املتنوعة :- تتعدد طرائق اإلرشاد الطالبي والتي منها ( اإلرشاد الفردي Individual counseling واإلرشاد اجلماعي ) Group counseling كما يتبني فيما يلي :- اإلرشاد الفردي :- يعرف اإلرشاد الفردي بأنه إرشاد عميل واحد وجها لوجه في كل مره وتعتمد فاعليته أساسا على العالقة االرشاديه املهنية بني املرشد والعميل أي أنها عالقة مخططه بني الطرفني. ( حامد زهران 1980 م ص ) 296 اإلرشاد اجلماعي :- يعرف اإلرشاد اجلماعي بأنه تفاعل املرشد مع اجلماعة من خالل احملاضرة و املناقشة بهدف توصيل معلومات معينه إلفراد اجلماعة االرشاديه ومناقشتهم فيها و أثاره اهتمام اجلماعة حول موضوع معني.ويجرى اإلرشاد اجلماعي ملجموعه من اإلفراد اللواتي تتشابه مشكالتهن وذلك من خالل تنفيذ برامج أو فنيات إرشاديه / عالجيه يتم فيها إجراء احملاضرات التوجيهية واالرشاديه التي تهتم بتنمية العالقات والتفاعل االيجابي د. نيفني محمد على زهران بني الفتيات وتنميه القدره على املهارات االجتماعية التي تيسر لهن حتقيق قدر مناسب من التوافق النفسي واالجتماعي. ) Stewart, J., 1977, p.149( وتبدو أهميه برامج اإلرشاد اجلماعي في أنها تسعى إلى زيادة فاعليه الطالب حيث أن عمليه التعلم والتوجيه أثناء التطبيق للبرنامج تعطى الفرصة للفرد للتقومي الذاتي self - evaluation وذلك من خالل تفاعله مع املجموعة االرشاديه وإحساسه بردود األفعال االيجابية من اآلخرين وكذلك يكون لديه الفرصة للمشاركة الوجدانية والتعاون اجلماعي والتفكير مبوضوعيه. ( 130 p. )Mesch,D., et al., 1986, حيث تعطى اجلماعة أيضا الفرصة للفرد لتعلم كثير من جوانب السلوك وممارستها من خالل أستجابته الدائمة ملتطلبات اجلماعة مما يكسب شخصيته سمات جديدة وايجابيه من السلوك تساعده على مزيد من الفاعلية وحتقيق الرضا كما أن املرشد / املعالج ميكنه أن يعمل على تغيير املعايير اخلاطئة التي قد تنتشر في اجلماعة كامليل إلى التهجم والنقد الغير منطقي وذلك من خالل عمليه التصحيح هذه يساعد املعالج الفرد واجلماعة لكليهما على حتقيق األهداف العالجية بالعمل على تشجيع التمسك بني أفراد اجلماعة وأمناط االتصال بينهم كما يتلقى الفرد من خالل تفاعله باجلماعة باستمرار ردود أفعالهم واستجابتهم املؤيدة أو املعارضة ملا يصدر عنه من سلوك ولإلرشاد اجلماعي عدد من الفنيات التي منها احملاضرات واملناقشات املفتوحة والنموذج ( القولبة ) ولعب الدور والتمثيل النفسي املسرحي. ( عبد الستار إبراهيم 1988 م ص ) 271 ومن فنيات اإلرشاد / العالج اجلماعي السيكو دراما Psychodrama وتعنى التمثيلية الفنية والتمثيل االجتماعي املسرحي السوسيو دراما Sociodrama والذي يسمى أحيانا لعب الدور Role playing باإلضافة إلى احملاضرات واملناقشات اجلماعية التي هي من أهم أساليب اإلرشاد اجلماعي التعليمي والنادي االرشادى القائم على النشاط العلمي والترويحي لإلفراد. ( حامد زهران 1980 م ص ) 303 باإلضافة إلى بعض فنيات اإلرشاد اجلماعي والتي منها النموذج / املوديل Modeling والتغذية املرتدة ومهمات العمل املنزلي والتلقني للمحادثات / احلوار وتدعيم مفهوم الذات اجلسمي ودعم لبعض املهارات االجتماعية للتواصل مع اآلخرين. ( P )Rook.R., كذلك استخدام جماعات املواجهة Counter groups وذلك لتدريب الفرد خالل مواجهه اجلماعة على تطوير امكانيته الشخصية وتدريب حساسيته عند التفاعل بالضغوط االجتماعية وأهميه اللقاءات اجلماعية التي تهدف إلى التفاعل االيجابي داخل اجلماعة وتيسر تكوين الفرد لعدد من الصداقات والزماالت النافعة واالستمتاع باللقاءات اجلماعية والتعبير عن املشاعر بصدق وكذلك تدرب الفرد على التحكم في مختلف الضغوط التي ميكن أن تثار عند التفاعل مع اآلخرين. ( عبد الستار إبراهيم 1988 م ص ) خصائص املرشد النفسي :- املرشد النفسي هو شخص مؤهل فنيا لتطبيق مبادئ الصحة النفسية والنمو االنسانى من خالل استراتيجيه تدخل معرفيه وعاطفيه وسلوكيه تهتم بالنمو الشخصي أو املسار املهني / االكادميى كما تهتم بحاالت االضطراب وللمرشد النفسي ثالث مجاالت :

276 خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام ( التدخل االرشادى تقدمي املشورة التنسيق ) ( محمود عطا & مصطفى حجازي & فهد الدليم 2005 م ص ) 2 حيث أن مجال اإلرشاد Counseling هوعمل تخصصي مهني Professional ينتمي إلى علم النفس التطبيقي Applied Psychology لذا يحتاج العمل االرشادى إلى توفير أربع عناصر أساسيه في القائمني بعمليه اإلرشاد وهى :- العلم أو القاعدة املعرفية واملهارات العلمية واالستعداد الشخصي. ( محمد التو يجرى 2000 م ص 92 محمد محروس الشناوي 1990 م ) وللمرشد النفسي عدد من املهارات التي ينبغي توافرها فيه وهى :- أوال :- مهارات ألقدره على الفهم For understanding وهى :- مهارات اإلصغاء Listening مهارات القيادة Leading واالنعكاس Reflecting والتلخيص Summarizing واملواجهة Confronting والتفسير Interpreting وتقدمي املعلومات. Informing ثانيا :- مهارات التدخل من أجل املساندة والدعم For support and crisis Intervention ومنها : مهارات الدعم supporting مهارات التدخل وقت األزمات crisis Intervention ومهارات االحاله. Referring ثالثا :- مهارات التفاعل االيجابي : infraction For positive والتي تتضمن االتى :- مهارات حل املشكلة واتخاذ القرار problem solving and decision making مهارات تعديل السلوك Behavior changing ( محمود عطا & مصطفى حجازي & فهد الدليم 2005 م ص ) 122 سبل وإجراءات اإلرشاد النفسي :- أوال -: االختبارات واملقاييس املقننة -: Scales Tests & يتأكد لدى البعض أن هناك أهميه كبيره للبعد التقوميي ملا له من دور بالغ وفعال في اإلرشاد مبجاالته املختلفة وكذلك البد من توفير البيئة االرشاديه املناسبة من توفر غرفه اإلرشاد مجهزه بأدوات القياس النفسي ومختبر ارشادى متضمن عدد من االختبارات واملقاييس النفسية التشخيصية وتقنينها على البيئة احمللية التي ميارس فيها اإلرشاد العملية اإلرشادية. ( محمود عطا & مصطفى حجازي & فهد الدليم 2005 م ص 110 )113 ويعرف االختبار النفسي بأنه أداه علميه تتكون من مجموعه من املواقف املقننة وفق معايير متالئمة مع البيئة التي يطبق فيها وذلك لدراسة ظاهره سلوكية معينة ولالختبارات النفسية أهمية وقيمة كبيره في عمليه التشخيص والتنبؤ والعالج ولها أهمية في التوجيه واإلرشاد ( محمود عطا 1996 م ص ) كما أن استخدام أدوات القياس النفسي على املفحوصني تساعد على كتابه التقرير النهائي للحالة باالضافه إلى كتابه املفحوص للتقرير الذاتي Self Report عن سيرته الذاتية التي تعتبر أحد وسائل جمع املعلومات وهى وسيله شبه أسقاطية يتحدث بها املفحوص عن معظم جوانب حياته وللمقاييس أشكال عديدة منها الفردي واجلماعي و اللفظي وغير اللفظي. ( حامد زهران 1997 م ص ) 161 د. نيفني محمد على زهران ثانيا : املقابلة -: Interview تهدف املقابلة اجلماعية Group Interview إلى تشجيع أفراد املجموعة االرشاديه على التعبير و املشاركة و تيسير حدوث التفاعل االجتماعي املرغوب الذي يساعد على تخفيف شعور الفرد بوطأة مشكالته حني يستمع إلى مشكالت اآلخرين. ) Poduska, B., 1980, P. 129( وتعتبر املقابلة مبثابة الوسيلة األساسية في الفحص والتشخيص وهى عالقة مهنيه بني املرشد واملسترشد وفى جو آمن يسوده الثقة املتبادلة بني الطرفني بهدف جمع املعلومات الالزمة. وللمقابلة أنواع :- املقابلة املبدئية / التمهيدية ب- املقابلة القصيرة / العابرة ج- املقابلة الفردية د- املقابلة اجلماعية ه - املقابلة املقننة / املقيدة بأسئلة محدده و- املقابلة احلرة/ غير املقيدة. ( حامد زهران 1997 م ص ) ثالثا -: املالحظة -: observation هي املالحظة العلمية املنظمة للوضع احلالي للحالة أثناء املقابلة وخالل مواقف اجتماعيه تفاعليه مختلفة وتتباين أشكالها مابني مباشره وغير مباشره ومنظمه خارجية / داخلية عرضية صدفية ومن عوامل جناح املالحظة السرية واملوضوعية و الدقة وإبراز نقاط القوة والضعف للحالة. ( حامد زهران 1997 م ص 162 ) حيث يتم باملالحظة تسجيل كل ما يالحظ بدقة وموضوعية وربطة باملواقف األخرى وحتليلها وتفسيرها ولها أنواع منها ( العابرة واملباشرة ). ( هويدا أحمد & حمدي محمود 2000 م ص ) 96 رابعا -: دراسة احلالة -: study Case تعتبر دراسة احلالة منهج وأسلوب لتجميع كل املعلومات املاضية واحلاضرة بهدف الكشف عن العوامل واملتغيرات التي تلعب دورا في تكوين شخصيه املرشد. ( هويدا أحمد & حمدي محمود 2000 م ص ) 96 مهام املرشد النفسي التربوي :- البد للمرشد النفسي / التربوي أن يتقن مفاهيم علم النفس االيجابي Positive Psychology كذلك ألقدره على تنميه الذكاء االنفعالي / الوجداني Emotional Intelligence ويركز اهتمام علم النفس االيجابي على األصحاء حيث يعمل على تنميه قدراتهم إلى أقصي درجه ممكنة مثل التفكير االيجابي والتفاؤل والقدرة على السعادة واالجناز وكذلك ألقدره على تقبل اآلخرين مما يساهم على حتقيق التوافق االجتماعي ورفع مستوى االجناز. ( محمود عطا & مصطفى حجازي & فهد الدليم 2005 م ص )

277 خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام وتتبلور مهام املرشد في االتى :- نشر الوعي االرشادى من خالل احملاضرات التي يتم فيها املناقشة والتوجيه إلى اخلدمات اإلرشادية. دراسة الظواهر السلوكية السلبية من وجهه نظر ( الفتيات املشرفات احلاضنات( أجراء احملاضرات املفتوحة للتعرف على تساؤالت الفتيات ومناقشتهن بطالقه أعداد اخلطط لبرامج اإلرشاد ( الفردي / اجلماعي ) مبا يناسب كل مشكله تواجه الفتيات. أجراء املقابالت الشخصية التي تستخدم فيها أدوات قياس نفسي مقننه على املجتمع السعودي والتي تالءم كل مرحله عمريه وطبيعة املشكلة التي تواجهها الفتيات. احلرص على اعداد فايالت تتضمن أرشاد تربوي إرشاد أطفال -- أرشاد كبار. حث الفتيات على حسن استثمار طاقاتهن وقدراتهن في ساعات النشاط للتعبير عن مشاعرهن وأفكارهن بشكل إيجابي. أعداد وأجراء عدد من البرامج اإلرشادية / العالجية من قبل متخصصني في اإلرشاد والعالج النفسي ملواجهه بعض املشكالت السلوكية أو النفسية أو االجتماعية أو الدراسية التي تواجه أو تستهدف لها الفتيات على أن تتضمن تلك البرامج املنهجيني الوقائي و العالجي. الدراسة امليدانية التي أجريت بالقرية النموذجية لرعاية األيتام مت إجراء دراسة استطالعيه ميدانيه على فتيات القرية النموذجية لرعاية األيتام طبق فيها عدد من أدوات القياس النفسي التي مت تقنينها على املجتمع السعودي وقد أسفر من ذلك نتائج تشير إلي األتي :- أوال :- أن هناك عدد من الصغيرات لديهن قدرات عقليه مرتفعة وقدرة على التفكير االبتكارى وفى حاجه إلى تدخل سيكلوجى لرعاية تلك القدره االبتكاريه وحسن توظيفها بشكل جيد وكذلك يتبني وجود عدد من املواهب يتمتعن بها الفتيات في مجاالت إبداعيه متنوعة. ثانيا :- هناك فتاه / طفله لديها قصور ونقص في القدره العقلية ولكنها قادرة على التعلم ولكن بشكل محدود حتتاج إلى برامج تدريبية وترويحية إلكسابها عدد من املهارات االجتماعية التي تؤهلها للتكيف مع اآلخرين وحتقيق قدر من التوافق النفسي واالجتماعي بقدر املستطاع. ثالثا :- وضح جليا وبقوه سلوكيات تتسم بالعدائية والعدوان اللفظي واملادي وأيضا سوء توافق نفسي وأجتماعى مما يترتب عليه ظهور عدد من املشكالت السلوكية ومن ثم تظهر أفكار ومفاهيم سلبية مما يتطلب تدخل أرشادي سلوكيBehavior Cognitive لتعديل تلك املفاهيم أو األفكار السلبية عن الذات وعن اآلخرين واملجتمع الذي يعيشن فيه. رابعا:- كذلك تبني شعور بعدم األمان النفسي وفقد الثقة في الذات وباآلخرين وعدم الرضا عن احلياة أحيانا لدى بعض املراهقات ونقص مستوى الصحة النفسية والتوافق النفسي بصفه عامة كذلك تبني شيوع جهه الضبط اخلارجي ( غير الصحية ) Control External Locus of مما يشير إلى احتياج وتطلب إلى تدخل أرشادي سلوكي معرفي وعقالني انفعالي سلوكي يتبنى عدد من الفنيات التي تعدل وجهه الضبط اخلارجية ( غير الصحية ) إلى وجهة ضبط داخليه ( صحية ) تتصاحب بغزو سببي ايجابي صحي يرتبط ايجابيا بالصحة النفسية واالعتقاد بفاعليه وكفاءة الذات Self Efficacy خامسا :- تبني أن الدافع لالجناز االكادميى لدى األطفال أعلى منه لدى الفتيات املراهقات والراشدات د. نيفني محمد على زهران الصغار كذلك وضح أن هناك مفهوم ذا اجتاه سلبي Negative self concept وتقدير ذات منخفض Low Self Esteem لدى كل من األطفال واملراهقات. سادسا :- تبني وجود عدد من املشكالت االنفعاليه / النفسية ومنها القلق Anxiety واالكتئاب Depression املرتفع والشعور بالوحدة النفسية Feeling of Loneliness والصراع النفسي بدرجه كبيرة كذلك الشعور باالغتراب النفسي واالجتماعي Feeling of Social Alienation * من جميع ما سبق يتضح جليا أهميه تدخل أرشادي / عالجي قائم على نتائج دراسات علميه تتبنى منهجية علمية سليمة وكذلك استخدام أدوات قياس نفسي بعد التحقق من صالحيتها لإلجراء أو يتم أعدادها خصيصا لفتيات القرية النموذجية لرعاية األيتام. وميكن تقدمي خدمات إرشاديه للمراهقني تتمثل في :- مساعده املراهق في زيادة فهمة لنفسه وقبوله لها. تنميه شعوره باملسئولية واستقالل إحكامه وآرائه. قبوله ملظهره اجلسمي ولقدراته واستعداداته وميوله. حتديد أهدافه. تبني قدراته املتنوعة وفحص أولوياته والقيام بأختيارات واعية. تعلم مهارات اجتماعيه جديدة بدال من سلوك غير مرغوب فيه. التعرف على أمناط السلوك غير الفعال أو احملبط للذات. تنميه أحساسة بحاجات اآلخرين وزيادة فهمه لهم. ( في : عصام عبد اللطيف 2001 م ص ) 136 وللخطة االرشاديه أهداف أساسيه وهى :- تنميه القيمة الدينية وفقا ملبادئ ديننا االسالمى احلنيف. تنميه الدافع لالنتماء للوطن. تنميه املسئولية االجتماعية. تنميه الدافع لالجناز ( االكادميى واملهني ). حتقيق قدر مناسب من الصحة النفسية والتوافق النفسي لدى فتيات القرية. وذلك لفئات عمريه تتضمن فتيات القرية وهى :- أطفال من 3 8 سنوات ما قبل املراهقة من سنة مراهقات صغار من سنة راشدات صغار من سنة طرق وسبل اإلرشاد :- أرشاد فردى - أرشاد جماعي أرشاد مباشر - أرشاد غير مباشر الفئات املستهدفة للبرامج اإلرشادية والتناول العالجي :

278 خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام فتيات القرية ( تدخل أمنائي وقائي حتصيني ) ( منحنى أرشادي / عالجي ) احلاضنات املراقبات ( تدخل أرشادي / توجيهي تربوي ) املشرفات ويتضمن إرشاد وتوجيه احلاضنات واألخصائيات بالقرية أعداد دورات تدريبيه لكيفية التعامل األمثل مع الفتيات بالقرية مبراحلهن العمرية املختلفة. وذلك من خالل إعداد :- محاضرات تثقيفية ( مراحل النمو مطالب النمو مشكالت النمو ) متثيل نفسي مسرحي للمشكالت التي نتصدى لها ونواجهها. لعب الدور والتعلم بالنموذج وتدخل املشاهدات لالستفادة من اخلبرات. متابعة مستمرة ودورية لهذه احللول املطروحة وما يطرأ من مشكالت جديدة. أعداد برامج تدريبية للمشرفات واحلاضنات بشكل ( دوري متابعة ) قائمة على أساس علمي ارتقائي / بنائي مخطط وليس عشوائي وما تسعى إليه البرامج الهادفة :- *- كيف تربى أبنك على قيم حسنه لكم في رسول الله أسوه حسنة وفقآ لتوجيهات سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. *- تعديل السلوك التوجيهي ( لني القول في التوجيه والدعوة إلي أداء الصالة وأتباع سنة سيد اخللق أجمعني صلى الله عليه وسلم ) *- " أدع إلى سبيل ربك باحلكمة واملوعظة احلسنة " - أما بالنسبة للمتطلبات اإلرشادية لفتيات القرية فيمكن أقترا ح األتي :- إعداد البرامج اإلرشادية و التوجيهية التي تهدف إلى تنميه االنتماء إلى الوطن وبث روح التعاون وخدمه املجتمع بني الفتيات حيث أن فتاه اليوم هي أم الغد. أعداد برامج متضمنة لفنيات إرشاد عقالني انفعالي وسلوكي معرفي في تعديل عدد من السلوكيات غير املرغوبة وأعاده بناء األطر املعرفية لتتضمن عدد من األفكار االيجابية وحتقيق غزو سببي أيحابى داخلي كذلك تعزيز قيم ايجابيه مثل اإليثار وااللتزام وحتمل املسئولية. إعداد و أجراء محاضرات لدعم عدد من القيم االيجابية منها الدافع إلى التواد والتسامح وكيفيه استخدام العبارات االيجابية بدال من السلبية. أعداد برامج إرشاد ( فردى / جماعي ) ملواجهه بعض املشكالت وفقا لكل فتاه على حده. جمع أكبر كم من أدوات القياس النفسي العربية و األجنبية و اعاده تقنينها على شرائح عمريه مختلفة خاصة بفتيات القرية. إعداد برامج إرشاديه خلفض العدائية والسلوك العدواني أعداد برامج إرشاديه لتنميه مستوى النضج / احلكم اخللقي لفتيات القرية. أعداد برامج إرشاديه لتنميه املهارات االجتماعية Social Skills وزيادة القدره على التواصل اللفظي وغير اللفظي. على أن تتضمن تلك البرامج فنيات منتقاة للعالج السلوكي املعرفي Cognitive Behavioral Treatment د. نيفني محمد على زهران والعالج العقالني االنفعالي السلوكي ( REBT ) Rational Emotive Behavioral Treatment وكذلك مزاوله عدد من الفنيات التي ثبتت فاعليتها في التصدي لعدد من املشكالت :- *السيكودراما Psychodrama أي التمثيلية النفسية. *السيسيودراما Sociodrama أي التمثيل االجتماعي. *لعب الدور Role Playing *التعليم وإعادة التعلم Learning and Re learning *احملاضرات واملناقشات اجلماعية ( إرشاد جماعي تعليمي ) - إعداد برنامج لتنميه وتقويه الدافع إلى االنتماء للدين والوطن :- يعرف الدافع لالنتماء بأنه محاوله الفرد وسعيه لكسب صداقات وتدعيمها وأقامه عالقات اجتماعية قوية طيبة وسليمة ترفع من شعوره بالتقدير والتقبل االجتماعي واحلب من قبل اآلخرين مما يؤدى إلى تقبل الفرد لنفسه وحبه ورضاه عنها مما يجعل الفرد قادرا على اإلنتاج املستمر والعمل. )زبيده عارف 1408 ه ص ) 13 *إعداد معرض رسم ومعلقات تقوم الفتيات بإعدادها متضمنة أقوال دينيه ووطنية ومنها :- - " الدعاء لب العبادة ". " الصالة عماد الدين " - " اجعل دقائق االنتظار مليئة باالستغفار " -- " النظافة من اإلميان " - " ليس منا من اليوقر كبيرنا وال يحنو على صغيرنا ". " أحبك يا وطني " - " أفديك يا وطني " وما إلى ذلك من أألقوال الدينية و الوطنية على أن تقوم الفتيات بعد أعداد تلك املعلقات بتعليقها في أماكن مختلفة بالقرية ثم يتم أثابتهن عليها. عندما تطالع الفتيات دائما في تلك املعلقات وفى جميع األوقات يكون هناك إحلاح عليهن بها. *برنامج لتنميه املسئولية االجتماعية :- ويتضمن هذا البرنامج عدد من الفنيات التي جترى مع الفتيات والتي تقوم بها املرشدة بتوقيت منظم للبرنامج. أوال :- " النظافة من اإلميان " ( صور محاضرة مناقشه جماعية ) أفالم وصور توضيحيه لهذا املوضوع. مناقشات مفتوحة بني املرشد واملسترشد. استفسارات للفتيات وتعقيب على اجللسة. ثانيا :- " سالمتنا املرورية " لعب الدور Role Playing محاضره مناقشه جماعية

279 املساندة الذاتية Self Sustaining )عصام عبد اللطيف 2001 م ص ) خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام ثالثا :-" أهدافي الشخصية لتحقيق ذاتي " معرض إلعمال املشاركات مناقشات جماعية كيف أحقق ذاتي ما دوري لتحقيق ذاتي مقترحاتي حول ما يعترض حتقيقها مناقشات مفتوحة لتقييم املقترحات. رابعا:- " أستطع أن أعطي وأتصدق أنا أطيع الله " ( لعب الدور ) و ( تعلم بالنموذج ) زيارات منظمه ملرضى باملستشفى املساكني املسنني املرضى ذوى اإلعاقات العقلية واحلركية. ما هو دوري ومسئوليتي أمام الله نحو هذه الفئات زيارات فعليه أو مشاهده صور لهم. مناقشه ما هي قدرتنا على العطاء نحو هذه الفئات. خامسا :- " القيم اجلميلة " هل لك صديقه مقربة ما هي أجمل الصفات التي تتحلى بها هل أحسنت اختيار الصديقة هل تتمتعي بنفس الصفات اجلميلة *" السلوكيات السلبية " هل هناك سلوكيات غير مرغوبة تنفرك من حولك ملاذا يسلكن هؤالء الفتيات هذه السلوكيات ما هو دورك نحوهن لتوجيههن لتعديل سلوكياتهن مناقشه مقترحات اجللسة. *" الوقاية خير من العالج " " التعلم بالنموذج " لباندورا " لعب الدور " *" أقرأ كثيرا ألنفع نفسي وانفع وطني " ( قصص من القرآن الكرمي( ( قصص واقعيه وصور ) ( تداعى حر ) برنامج أرشادي وبعض الفنيات املنتقاة ملواجهه السلوكيات العدائية والعدوانية والغضب :- هناك مفاهيم أساسيه هامه وداله في عالج ومواجهه العدواني :- التحدث إلى الذات Self talking التقييم الذاتي Self Evaluation د. نيفني محمد على زهران اخلطوات اإلجرائية للعالج / اإلرشاد العقالني االنفعالي للتصدي للعدوان والغضب مقدمه :- ينبع الغضب من األفكار الالعقالنية و الالمنطقية. الغضب انفعال قوى مييل إلى التدخل واالمتداد إلى مجاالت أخري. االكتئاب والقلق الناجمان عن التوتر املتزايد النابع عن الغضب مينع األداء الفعال في نواحي أخرى من حياه الشخص. ( عصام عبد اللطيف 2001 م ص ) 89 أساليب مواجهه السلوك العدواني :- البعد عن األساليب املؤملة Painful Ways إكتشاف امليول العدوانية Aggressive Tendency توفير جو غير متساهل Sever Condition احلد من النماذج العدوانية Aggressive Models معاونه الطفل كي يقاوم املواقف احملبطة Frustrate Situations تعزيز السلوك الالعدواني Non Aggressive Behavior أبداء االهتمام بالشخص الذي وقع عليه العدوان. تنفيس االنفعاالت من خالل أنشطه حركيه منظمه Physical Activities توفير اجلو األمن للطفل والراحة النفسية Safety Condition تعليم املهارات االجتماعية Social Skills *عدد من الفنيات املنتقاة ( لإلرشاد الفردي املباشر ) - التنفيس االنفعالي - التداعي احلر - تعديل األفكار الالعقالنية / غير املنطقية من خالل مناقشة غير إلزامية - تبديل العبارات السلبية بعبارات ايجابيه. - التحصني التدريجي. - التدريب على احلكم والتفكير املنطقي. - التشجيع املادي واملعنوي. - كيفية حسن استثمار وقت الفراغ - التدريب على االسترخاء. ( جلسات االسترخاء ) - جلسات إيحائية ومخاطبه الالشعور مع االسترخاء. - التدريب على ضبط النفس والتحكم في الغضب. - بناء الثقة في الذات واداره االنفعاالت. - خفض حده الشعور بعدم األمان النفسي نحو املستقبل مبشيئة الله

280 خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام - وهناك مجاالت متعددة لإلرشاد منها اإلرشاد االجتماعي و األكادميي و الديني :- *خطوات إجرائية :- أوال البد من حث الفتيات على طلب املشورة عند احلاجة إليها علما بأن جميع البيانات عنها سوف حتاط بالسرية التامة. إعداد محاضرات جماعية حول السلوكيات املرغوبة في :- رمضان مناسك احلج العشرة األوائل من ذي احلجة وفضلها اليوم / العيد الوطني األشهر احلرم. أعداد مقابالت جماعية إلجراء فنيات الكتساب أساليب تفكير وعادات سلوكيه إيجابيه جيده وجديدة. إعداد محاضرات ومناقشات مفتوحة عن:- " املسلم من سلم أخيه يده ولسانه " )فضل التسامح العطف على املسكني آفات اللسان اعرفي ذاتك حققي ذاتك ) التدريب على االسترخاء وكيفيه ضبط النفس والتحكم في الغضب. مناقشات مفتوحة عن حاجات الشباب :- ما أحتاجه هنا واآلن ما هي املعوقات التي حتول بيني وبني تلبيه احتياجاتي ماذا تقترحي ألزاله هذه املعوقات ما هي خططي املستقبلية مبشيئة الله أعداد وتنفيذ مسابقات بني الفتيات وفقا ألعمارهن الزمنية :- شعر معلومات ثقافيه حفظ حديث شريف قصار السور القرآنية وتفسيرها محاضرات عن " الوعي باملخاطر البيئية ( مادي معنوي ) ومنها :- سوء استخدام الهاتف النقال سوء استخدام االنترنت كيفيه تزيني بيتنا واحلفاظ على نظافة البيئة. التعرف على الطالبات ذوات صعوبات التعلم ( األكادميية -- النمائية ) واملتعثرات دراسيا واختيار طرق أفضل للتحصيل الدراسي وفقآ للمقاييس املعدة. 10. أعداد جماعات املواجهة التي تسعى إلى :- تطوير إمكانات الفرد وتدريبه على التعامل األمثل مع املواقف الضاغطة. كيفية التفاعل االيجابي مع اجلماعة. 11.أعداد محاضر عن كيفية استثمار وقت الفراغ بشكل جيد وتوظيفه لصالح الفرد. 12. إعداد محاضرات عن ( تقوية ودعم الذات ) واملتضمنة ل :- تنميه املهارات االجتماعية كيفيه التخلص من اخلجل املعوق واالرتباك والقلق االجتماعي. تقويه وتنميه مفهوم ذات إيجابي تنميه مفهوم " احلياء لله " د. نيفني محمد على زهران 13. تعديل السلوك غير املرغوب أو اكتساب سلوكيات مرغوبة من خالل فنيات :- ( القولبة / النموذج لعب الدور ) " لكم في رسول الله أسوه حسنة " كيفيه االقتداء بسيد اخللق أجمعني صلى الله عليه وسلم. 14. محاضرات عن :- تنميه الدافع لالجناز ( االكادميى واملهني ) ودعم أهميه التعليم والتعلم. البد أن أكون قارئة جيدة. 15. أعداد محاضرات دوريه عن التغذية السليمة ( جتريها طبيبه تغذيه متخصصة ) 16. إعداد عدد من احملاضرات الدينية ( فري إلى الله االستغفار وفضله أهل السنة واجلماعة ) 17. أحياء التراث الوطني من خالل مشاركات أنشطه إلعداد معارض :- ( مالبس أزياء عطور مخطوطات أكالت ) عبر األزمنة وكذلك عبر الثقافات باملناطق املختلفة باململكة العربية السعودية. 18. إعداد برامج امنائيه تهدف إلى :- تنميه مهارات التواصل اجليد مع اآلخرين ترسيخ القيم النبيلة في األطر املعرفية لدى الفتيات. مهارات كيفيه حتمل االحباطات ومواجهه الضغوط النفسية 19.التدريب على التقومي الذاتي Self evaluation والتفكير مبوضوعية. 20. محاضرات دوريه عن عدد من القيم االيجابية :- اإلبداع والتخطيط والتعاون اإليثار واملصلحة العامة املشاركة الوجدانية كيفيه الدعوة إلى الله باحلكمة واملوعظة احلسنة الدافع إلى التواد 21. التدريب اجلماعي على عدد من املفاهيم الهامة في احلياة ومنها :- التفكير االيجابي ب- مهارات التفكير اجليد ج- التفاؤل والقدرة على السعادة د- القدره على تقبل اآلخرين ه- تنميه الذكاء الوجداني و- ألقدره على التبصر بالذات. س- حسن استثمار اجلواب الشخصية االيجابية لديهن لتحقيق قدر مناسب من التوافق النفسي والصحة النفسية. ص- كيفية استبدال العبارات والتعبيرات السلبية بايجابية حتمل نفس املعنى املراد التعبير عنة. 22. تنظيم رحالت دورية للصالة بقباء وزيارة الروضة الشريفة. مت بحمد الله تعالى

281 خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام " الرياض دار اخلريجى للنشر والتوزيع. د. نيفني محمد على زهران 21.مصطفى محمود اإلمام ) 1971 م ) :"جتربه اإلرشاد والتوجيه في املدرسة الثانوية " مركز البحوث التربوية والنفسية جامعه بغداد. 22. مكتب التربية العربي لدول اخلليج )1990 م ) : اإلرشاد التربوي في جامعات دول اخلليج العربي " الناشر مكتب التربية العربي لدول اخلليج بالرياض. 23. نبوية مصطفى ( 2000 م ) :"مفهوم الذات لدى األطفال احملرومني من األم " ماجستير معهد الدراسات العليا للطفولة جامعه عني شمس ج.م.ع. 24.نيفني محمد زهران ( 2001 م( : " االكتئاب وعالقته ببعض األفكار االعقالنيه لدى عينه من املراهقني من اجلنسني " دراسات طفولة ( نفسية اجتماعية إعالميه ثقافيه طبية ) املجلة العلمية املتخصصة ملعهد الدراسات العليا للطفولة القاهرة جامعه عني شمس العدد )13( املجلد )4( ص نيفني محمد زهران ( 1994 م ) :" دراسة الشعور بالوحدة النفسية لدى املراهقني األيتام من اجلنسني وعالقته بأساليب اإلباء في تنشئتهم " ماجستير كليه التربية جامعه عني شمس. 26.هويدا عالم أحمد & حمدي شاكر محمود )2000 م ) :" الصحة النفسية والعالج النفسي للمرشدين واملعلمني و املتعلمني " حائل دار األندلس للنشر والتوزيع. 27.وفيق مختار ( 2001 م( : " أبناؤنا وصحتهم النفسية ", دار العلم والثقافة القاهرة ج.م.ع. Absel, Linda, (1996 ) : " A study of disruptive in Latency age children and descents following 28-, " parental divorce.dissertation Abstract International, vol. 57, No. 8, A,P.3678 Adam, K & lohrenz, J. & Harper, D. & Streiner, D., (1982). " Early parental loss and sui-.29. cidal Ideation in university student ; Canadian Journal of psychiatry, vol.27, No.4, PP Barnow,S., et al., (2001) : " Influence of punishment, Emotional Rejection, Child Abuse, And.30 Broken home on aggression in Adolescence : An Examination of Aggression Adolescents In Germany "., Psychopathology, vol.34, No. 4, p Brage, Diane, et al., (1993) : " Correlates of loneliness among Midwestern Adolescents,".31. Adolescence, vol.28, No.111.p Broder,Rebecca,(1996 ) : " Ecological Risk Factor for symptoms of depression among adoles-.32.cents from Separated Engineering ', vol.56,no.9.b.p.5160 Frais, D.,et al., (1992 ) :" Family Structure and Children Depression ", Anuario De Psicologia.33., vol.59,no.1, P Jones.k.,(2008) : " Reconsidering Psychoanalytic Nations of Paternal and Maternal Roles in.34.situations of Father absence, Journal of Contemporary Psychotherapy,vol.38,No.4, P Judd, Danna, (1981 ) : " Father Absence, delinquent Behaviors and Moral Development of.35.females ages 14,through 17 years",diss.abst.inter. vol.41,no.11,b,p.4264,4265, McLeod, J., (1991) :"Childhood Paretal Loss And adult depression, "The Journal of Health and.36 املراجع :- القرآن الكرمي إبراهيم عصمت مطاوع ( 1973 م ) : " التخطيط للتعليم العالي " القاهرة مكتبه النهضة املصرية. أحسان محمد الدمرداش ( 1976 م ) : " مفهوم الذات عند األطفال احملرومني من األب " ماجستير كليه البنات جامعة عني شمس. أنسي قاسم ( 1994 م ) : " مفهوم الذات واالضطرابات السلوكية لألطفال احملرومني من الوالدين دكتوراه كليه التربية جامعة عني شمس. حامد عبد السالم زهران ( 2005 م ) :" التوجيه واإلرشاد النفسي " الطبعة الرابعة القاهرة عالم الكتب. حامد عبد السالم زهران ) 1997 م ) :" التوجيه واإلرشاد النفسي " حامد عبد السالم زهران ) 1997 م ) :" التوجيه واإلرشاد النفسي " الطبعة الثانية القاهرة عالم الكتب. زبيدة أسامة عارف )1408 ه ) :" دوافع االجناز ودوافع االنتماء وعالقتهما بالتفوق في التحصيل الدراسي لدى طالبات الثانوية العامة مبدينة جدة ". جامعة أم القرى كلية التربية مكة املكرمة. سيد عبد املجيد مرسى ( 1976 م ) : " اإلرشاد النفسي والتوجيه التربوي املهني " القاهرة الناشر دار اخلاجني للطباعة والنشر. 10. عبد الستار إبراهيم ( 1988 م( : " علم النفس االكلينيكى مناهج التشخيص والعالج النفسي " اململكة العربية السعودية دار املريخ للنشر. 11.عصام عبد اللطيف العقاد )2001 م ) : " سيكولوجية العدوانية وترويضها " منحنى عالجي معرفي جديد الناشر القاهرة دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع. 12.عالء الدين كفافى )1988 م ) : " رعاية منو الطفل " الناشر القاهرة دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع. 13. عماد مخيمر )2003 م ) :" استبيان األمن النفسي لألطفال " ( دليل التعليمات( الناشر القاهرة االجنلو املصرية. 14.كمال إبراهيم موسى )2000 م ) :"الصحة النفسية للطفل و املراهق " مجله الطفولة العربية مجلة علمية بحثية محكمة العدد الثاني ( ص ). 15.محمد عبد احلليم منسي & عبد الفتاح غونى ( 1986 م ) : " اإلرشاد األكادميي : مفهومة ومشكالته " الندوة األولى لإلرشاد األكادميي الرياض جامعة امللك عبد العزيز ص محمد عبد احملسن التويجرى ) 2000 م ) :" اجتاهات املعلمني نحو برنامج التوجيه واإلرشاد الطالبي ودور املرشد في املدرسة السعودية "مجله اإلرشاد النفسي علمية تخصصية محكمة دورية مركز اإلرشاد النفسي بجامعه عني شمس العدد الثاني عشر السنة الثامنة ص محمد محروس الشناوي ( 1990 م ) : حتليل مهني لعمل املرشد الطالبي " دراسة في منطقه الرياض اللقاء السنوي الثاني اجلمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية بالرياض. 18.محمود عطا & مصطفى حجازي &فهد الدليم )2005 م ) : " واقع التوجيه واإلرشاد التربوي والنفسي في مرحله التعليم العام " )1( مكتب التربية العربي لدول اخلليج بالرياض. 19.محمود عطا & مصطفى حجازي & فهد الدليم )2005 م ) :" اإلطار املرجعي لإلرشاد املدرسي " )2( مكتب التربية العربي لدول اخلليج بالرياض. 20.محمود عطا حسني عقل ) 1996 م ) :" اإلرشاد النفسي والتربوي املداخل النظرية الواقع املمارسة

282 خطة مقترحه لتفعيل اإلرشاد ( التربوي / النفسي ) بالقرية النموذجية لرعاية األيتام. Social Behavior, vol.32.no.3, P Mesch, D., et al., (1986 ) : "Isolated teenagers cooperative learning, and the training of so-.37. cial skill," The Journal of psychology, vol.120,no.4,pp Michoelanthony, B., (1990 ) : " An Assessment of object Relations and Self Concept in Black.38.Father's Control of his Absence," Diss. Abst.Inter., vol.51,no.5,b,p.2611 Oppawsky,Jolene,(1997):"childhood depression at atency age childs' response to divorce :.39. Jasmin, a case study ", Journal of divorce and Remarriage, vol. 27, No.3,P Poduska, B., (1980):"Understanding psychology and Dimensions of Adjustment,"England, MC.40. Graw Hill, Company Rook, Karen (1984 ): " Promoting Social Bonding : Strategies for helping the lonely and so-.41.cially Isolated," The American Psychological Association, vol.39, No.12, P Sadh,Avi, et al. (1993):"Parental And Relationship Representation and Experiences of Depres-.42 sion in College Students, " Journal of personality Assessment, vol.60, No.1,P Seeman, Linda, (1988) : "The relationship between young adolescents perceptions for their.43 mothers and fathers parenting behavion and self reports on loneliness,"diss.,abst., Inter., vol..49, No.5,B,P.1281 sheeber,lisa, et al., (1997) :"Family Support and conflict Prospective relations to adolescent.44.depression," Journal of Abnormal Child Psychology, vol. 25, No. 4,PP Spigelman, G., et al.,( 1991 ) : " Hostility Aggression, and Anxiety Levels of Divorce and non.45 divorce children As manifested in their response to projective tests," Journal of Personality As-.sessment, vol.56,no.3, P Stevenson, M.& Black, Kathryn, (1988 ) :" Paternal Absence and Sex Role development ", 46-. Child Development, vol.59,p Stewart, J., ( 1977 ) : Principles of Guidance ", England Mc graw Hill, Company.47 Tierney, Pete, (1984 ):" Loneliness in College Freshman From divorced and intact families,".48.diss. Abst. Inter., vol.44, No.12,B, P.3920 Tousignant, M.& Bastien, M.& Hamel,S., (1993): "Suicidal Attempts and ideations among.49 adolescents and young adults : The Contribution of father's and mother's care and of Paternal Sepa-. ration," Social Psychiatry and Psychiatric Epidemiology, vol.28,no.5,p

283 فاعلية برنامج تدريبي لإلسعاف األولي لألطفال في إعداد املسعف الصغير إعداد: د. هدى جالل عبد الوهاب استاذ الدراسات الطبية والنفسية املساعد قسم دراسات الطفولة - جامعة امللك عبد العزيز

284 فاعلية برنامج تدريبي لإلسعاف األولي لألطفال في إعداد املسعف الصغير امللخص تهدف الدراسة امليدانية التعرف على مدى فاعلية برنامج اإلسعاف األولي التدريبي لألطفال في إعداد املسعف الصغير, حيث مت حتديد املوضوع واألهداف والتساؤالت واألهمية والتعريف باملفاهيم املستخدمة وفي ضوء الدراسات واألبحاث حتددت اإلجراءات املنهجية, من خالل استخدام الوصف والتصميم التجريبي ذو املجموعتني لإلجابة على تساؤالت الدراسة وحتقيق أهدافها, ومت تفسير ومناقشة النتائج األخرى في ضوء األطر والنماذج النظرية املتعارف عليها. تألفت العينة من ( 30( طفال من اجلنسني قسمت إلى مجموعتني,التجريبية ( 15 طفال(, والضابطة ( 15 طفال(. وجلمع البيانات صممت ثم طبقت أداتني مقابلة )تصميم الباحثة(, إستبيان املعرفة لإلسعاف األولي قبل بدأ البرنامج وبعده, و إستبيان ممارسة مهارات اإلسعاف األولي بعد البرنامج, واستخدم البرنامج اإلحصائي spss ملعاجلة البيانات للحصول على النتائج, توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية بني متوسطات درجات املجموعة التجريبية والضابطة عند تطبيق إستبيان املعرفة لإلسعاف األولي بعد تنفيذ البرنامج التدريبي, لصالح املجموعة التجريبية, مما يعني أن تعريض املجموعة التجريبية للتدريب على اإلسعاف األولي قد زودهم مبعلومات ومهارات حول اإلسعاف األولي كما توصلت الدراسة إلى وجود عالقة إرتباطيه دالة موجبة بني معرفة األطفال لإلسعافات األولية ( العينة التجريبية ) حول بعد التدريب عليها وبني ممارساتهم التطبيقية كمسعف صغير, وقد دلت هذه النتيجة إمكانية إحداث تغييرات لدى األطفال بشكل ملحوظ إذا توفرت البيئة املساعدة. وفي اخلتام وضعت الباحثة عدد من التوصيات واملقترحات املستقبلية. املقدمة : أصبح تعلم اإلسعافات األولية شيئا بالغ األهمية جلميع فئات املجتمع, وذلك من أجل التدخل السريع والسليم في الدقائق احلرجة الذهبية التي تلي حدوث اإلصابة ألي فرد من أفراد املجتمع, في املنزل أو الشارع أو املصنع أو املدرسة أو في أي منشاة, ونطالقا من دورنا في نشر الوعي الصحي اإلسعاف ي الطارئ لكافة أفراد املجتمع, فكان هذا البحث إنطالقا لتدريب األطفال على اإلسعاف األولي بأسلوب سهل ومبسط. فقد أضحت دراسة ممارسة األطفال لتطبيق اإلسعفات األولية من أكثر املوضوعات البحثية شيوعا السنوات العشر األخيرة في الدول األجنبية, على اعتبار أن املمارسة هي إحدى البني السيكولوجية في إعداد الطفل نفسيا وبدنيا واجتماعيا. وتأتي أهمية تلك املمارسات باعتبارها مرتبطة بنمو اإلجتاه اإليجابي لدى األطفال نحو التطبيق, فالعالقة اإلرتباطية بني املعتقدات واإلجتاه والسلوكي ينبغي تدريسه في مؤسسات إعداد الطفل, فإذا كان لدى الطفل مشاعر الثقة في ممارسته شيء ما, فإن تلك الثقة قائمة على أن لديه القدرة على األداء الصحيح في املستقبل واملمارسة )صالح,2005(. ويوضح )1996 Pajures ) أن اختالف األطفال في قدراتهم يؤثر بعمق شديد في الطرق التي يسلكون بها ويطبقون به املمارسات, كما أن سلوكيتهم تتأثر بإجناز األداء والتطبيق السليم في بيئتهم. وقد أبرز كل من 2005( little )Schumer & Akins et al. 2003) (Walls & الدور اإليجابي الذي تلعبه املعرفة في املمارسة والتطبيقات املدرسية للطالب, كما وقد أظهرت نتائج بعض البحوث مثل 2005 )Cano) و 2004 )Conley) وجود درجة من االرتقاء املعرفي وتغييره خالل املمارسة أثناء الدراسة, وأن املعرفة تتغير وتثقل مع التدريب واملمارسة عبر سنوات الدراسة. د. هدى جالل عبد الوهاب ومن هنا جاءت فكرة البحث احلالي ملقارنة مدى االختالف بني معرفة األطفال حول ثقافة اإلسعاف قبل وبعد تطبيق برنامج تدريبي لإلسعاف األولي بل وممارسته, وقدرته على االرتقاء بثقافة الطفل املعرفية حول هذا املوضوع, وعالقة ذلك مبمارساتهم التطبيقية, حيث يرى البعض أن فهم األبنية لدى األطفال إلعدادهم كمسعفني صغار يعتبر ضروريا لثقل وتطوير ذاتهم وإعدادهم نفسيا واجتماعيا ملواجهة حتديات املستقبل فيما بعد. فاملعرفة متثل منبئات قوية ملمارسات األطفال, وفقا ملا خلص إليه )الشافعي 1994(. وعليه, فقد أظهرالبحث احلالي أهمية تدريب األطفال وتطبيقهم اإلسعاف األولي في الروضة, الذي رمبا بات من أكثر املوضوعات املطلوب تطبيقها في رياض األطفال, فاالعتراف يزداد يوما بعد يوم بضرورة رفع مستوى األداء لألطفال, حيث تعتبر مرحلة الطفولة من املراحل التي ترتبط بتشكيل وثقل شخصية الطفل, والقدرة على تلبية اإلحتياجات وحماية النفس من بعض األخطار ( بدير, 2004(. فاألطفال في مراحلهم العمرية األولى ميلكون قدرات وطاقات هائلة تدفعهم إلى اكتشاف ما يحيط بهم, والتفاعل مع كل ما يوجد ببيئتهم, وهم في ذلك معرضون للعديد من أخطار احلياة اليومية, ونظرا خلبراتهم احملدودة يكونون غير قادرين على وقاية أنفسهم من مثل هذه األخطار أو غير قادرين على التصرف السليم ملواجهة ما يتعرضون له من أخطار ( عيسى 2005(. ونظرا ألن معظم ممتهني رعاية الطفولة اليوم ينظرون إلى املنهج في رياض األطفال على انه مرتبط تكامليا, وبالتعامل على نحو شامل مع «الطفل الكلي» لذلك فعندما تفكر في منهج مالئم لألطفال الصغار, قد يكون من املفيد تذكر أن األطفال متلهفني ومهتمني مبعرفة عاملهم بأكثر ما ميكن, مزودين بحافز االستكشاف, واالستكشاف خلبرات جديدة جسدية صحية واجتماعية ومعرفية وانفعالية وبالتالي ميكننا تخطيط منهجا قائما على االجتاه بأن اإلهتمام الفطري لألطفال في عاملنا سوف يؤدي إلى تعلم مالئم,بافتراض وجود بيئة تعلم مناسبة, وتوجيه علمي تربوي مناسب ( عيسى 2004 (. ولهذا جند أنه رمبا يكون من الضروري للبحث احلالي لفت األنظار إلى أهمية تعليم وتدريب األطفال اإلسعاف األولي, لالرتقاء بهم نحو األفضل. مشكلة البحث: ومن هنا جاءت مشكلة البحث احلالي في محاولة لتحديد مدى فاعلية برنامج اإلسعاف األولي التدريبي لألطفال في إعداد املسعف الصغير بأبعاده املختلفة, التي تسعى ملساعدة األطفال على حتقيق منو شامل ( نفسي واجتماعي( ومتكامل ومتوازن في بيئة طبيعية وإنسانية آمنة. فوفقا للمسلمة العلمية بأن الطفل يتصرف وفقا ملا يتعود ويتدرب عليه )) التعلم في الصغر كالنقش على احلجر ((, فقد سعى البحث احلالي إلى دراسة مدى فاعلية برنامج اإلسعاف األولي التدريبي لألطفال, وعالقته مبمارساتهم التدريبية والتطبيقية في الروضة. وتتحدد مشكلة البحث احلالي في التساؤالت اآلتية: ما مدى معرفة األطفال بثقافة اإلسعاف األولي مامدى اختالف معرفة األطفال بثقافة اإلسعاف األولي عند اإلجابة على استبيان إستبيان املعرفة لإلسعاف األولي قبل وبعد البرنامج التدريبي حتت اشراف املدربات

285 فاعلية برنامج تدريبي لإلسعاف األولي لألطفال في إعداد املسعف الصغير ما مدى فعالية استخدام البرنامج التدريبي في تعديل معرفة األطفال بثقافة اإلسعاف األولي على عينة البحث التجريبية ما العالقة بني معرفة األطفال بثقافة اإلسعاف األولي بعد التعديل وبني ممارساتهم التدريبية والتطبيقية في الروضة فروض البحث: التوجد فروق ذات داللة إحصائية بني متوسط درجات املجموعة التجريبية والضابطة عند تطبيق إستبيان املعرفة لإلسعاف األولي قبل تنفيذ البرنامج التدريبي. توجد فروق ذات داللة إحصائية بني متوسطات درجات املجموعة التجريبية والضابطة عند تطبيق استبيان املعرفة لإلسعاف األولي بعد تنفيذ البرنامج التدريبي, لصالح املجموعة التجريبية. توجد عالقة ارتباط دالة موجبة بني درجات املجموعة التجريبية في التطبيق البعدي الستبيان املعرفة لإلسعاف األولي ودرجاتهم على مقياس املمارسات التطبيقية لإلسعاف األولي في رياض األطفال. أهمية البحث: من املتوقع لنتائج البحث احلالي أن يفيد الفئات التالية : املسئولون عن تخطيط برامج ماقبل املدرسة, وذلك لإلفادة من إضافة ثقافة وتدريب اإلسعاف األولي ضمن برامج األنشطة. معلمات رياض األطفال, وذلك لدفعهن إلى محاولة تطوير أدائهن التدريسي من خالل تصحيح معتقداتهن حول مقدرة الطفل على أان يكون على قدر من املسؤولية. الطفل نفسه بثقل شخصيتة وزيادة الثقة بالنفس واالعتماد على الذات,حيث يهتم البحث احلالي بإبراز مسئولية الطفل في حتقيق األمان لنفسه ثم لآلخرين. اآلباء واألمهات حملاولة إكسابهن معتقدات صحيحة حول أساليب الرعاية املتكاملة لألطفال. مؤسسات املجتمع احلكومية واألهلية املعنية بالطفل ورعايته رعاية متكاملة. وسائل اإلعالم املوجهة لألطفال,وعرض قدرة الطفل على أن يكون مسعف صغير من خالل عروض في إطار شمولي. أهداف البحث: يهدف البحث احلالي إلى: إعداد الطفل املسعف الصغير بالتدريب على اإلسعاف األولي, وما يتضمنه من أبعاد مختلفة. إعداد الطفل وتهيئته نفسيا واجتماعيا وثقل شخصيته ملواجهة احلياة والظروف البسيطة. إعداد وتطبيق برنامج تدريبي للمعلمات ولألطفال إلعداد املسعف الصغير. إعداد وتطبيق استبيان يوضح معرفة ثقافة األطفال حول اإلسعافات األولية. تطوير املمارسات التدريسية للمعلمات عند تطبيق مفاهيم مع أطفال الروضة. أدبيات البحث: د. هدى جالل عبد الوهاب يحاول البحث التالي طرح أهم ما تناولته املراجع العلمية املتخصصة والدراسات والبحوث املرتبطة مبوضوع البحث- في حدود ما توصلت إليه الباحثة- من خالل عدد من احملاور وهي : ثقافة اإلسعاف األولي لألطفال. حاالت اإلسعاف األولي تناسب األطفال. معوقات تدريب اإلسعاف األولي لألطفال. أهمية التدريب على االسعاف األولي في رياض األطفال. كيفية تطبيق برنامج اإلسعاف األولي في رياض األطفال. أوال : ثقافة اإلسعاف األولي لألطفال : تعرف املوسوعة الصحية ملنظمة األمم املتحدة للطفولة اليونيسف اإلسعاف األولي بأنه أول مساعدة وخدمة تقدم لإلصابة املفاجئة ألي شخص قبل وصول املساعدة للمحافظة على حياة الفرد, ومن االصابة التي تنجم من خطر احلوادث في املنازل, أو املزارع, والشوارع, واملدارس, وأخطار العمل, ويقتضي هذا األمر في تلك الظروف ارجتال طريقة لإلسعاف مبا يتوافر من أدوات يتناسب والفئة العمرية. وترى املوسوعة أن اإلسعاف األولي يعد عملية إدارية لالزمات, تثقيفية ومعلوماتية, وقائية ملا تستخدمه من خدمات شاملة للحفاظ أو حلماية املوارد البشرية واملادية على حد سواء. ( جودت, 1997( ويعرفها ( الهالل االحمر 2003( بأنها ( اإلسعافات األولية ) املساعدة الفورية التي تقدم الى من ألم به مرض مفاجئ أو إصابة دون االعتماد على أي من التجهيزات الطبية و قبل أن تصل له اخلدمة اإلسعافية املتخصصة أو أن يتم معاجلته من قبل الطبيب. كما تعرفها ( اجلندي,2003 ) بأنها جزء من التربية الصحية التي تهدف إلى احملافظة على سالمة األفراد عن طريق تعليمهم أساسيات ومبادئ احلياة اآلمنة السليمة, وغرس العادات الصحية فيهم, لتصبح جزء ال يتجزأ من مبادئهم وشخصياتهم. فغالبا ما يقع الكثير من األطفال في مأزق وحيرة عندما يتعرض شخص ما جلرح حادثة أو لنوبات مرض ما, بل وقد يقف البالغ نفسه عاجزا عن تقدمي بعض اإلسعافات التي تدعم حياة املصاب حتى يتم نقله إلى أقرب مستشفى أو عيادة طبية. وال يرتبط االحتياج ملثل هذه اإلسعافات مبكان ما وإمنا جند احلاجة إليها في الشارع مكان العمل - املدرسة - اجلامعة - املنزل- أماكن العطالت واإلجازات. ويسمع كل شخص منا عن اإلسعافات األولية أو يرددها البعض دون فهم واع أو إدراك لها, فعندما يتعرض شخص من أحد أفراد العائلة ألزمة ما ال يستطيع أحد تقدمي يد املساعدة والعون, مع محاولة العثورعلى فرد آخر يقوم بهذه املهمة ولكن دون جدوى!ومسؤولية املسعف الصغير تنحصركمسعف أولي فيما يلي : تقييم الوضع بدون تعريض نفسه للخطر. حتديد نوع االصابة أو احلالة التي يشكو منها املصاب. طلب املساعدة الفورية ممن له معرفة عنه والتصرف املؤقت. تقدمي اإلسعاف ات الفورية املناسبة. واملسعف الصغيرالذي سيقوم بتقدمي املساعدة للمصاب يتميز بصفات معينة هي: دقة املالحظة تبيني األسباب وعالمات اإلصابة. نبيها ومييز بني اإلصابات

286 فاعلية برنامج تدريبي لإلسعاف األولي لألطفال في إعداد املسعف الصغير الشجاعة وال يتقزز من اإلصابة. )العابد,2002( ومن األساسيات التي يجب على املدرب ان يتبعها, أوال التواصل مع األسرة في عملية التأهيل للتدريب والتمهيد لتدريب الطفل, وأخذ املوافقة من املسئول عن رعاية الطفل, وميكن تلخيص هذا الدور في عدة نقاط اهمها : مساعدة الطفل على تطبيق قواعد السالمة واألمان في املنزل والروضة والشارع. تعريف الطفل باهمية املساهمة اإليجابية في حتقيق األمان والسالمة للنفس واآلخرين, من خالل تنمية ضبط النفس وجتنب الهلع والفزع عند حدوث املفاجآت ووقوع احلوادث, فيتصرف الطفل بشكل ايجابي بعيدا عن األنانية والالمباالة. مساعدة الطفل على إكتساب املهارات الالزمة للتعامل مع البيئة الطبيعية واملادية واإلنسانية, واستخدام ما فيها من عناصر بأسلوب يزيد من االستفادة منها, ويقلل من األخطار الناجمة عنها. تدريب األطفال على االستجابة السريعة لعالمات اخلطر وإنذاراته األولى. )قنديل.) 2005 ويضيف البحث احلالي املبادئ التالية : مساعدة الطفل على تكوين مفهوم إيجابي عن ذاته من خالل حتقيق األمن النفسي له. إكساب األطفال بعض السلوكيات األخالقية والقيمية التي تساعده على حتقيق األمان السلوكي واالجتماعي له ولآلخرين )التطوع ). إكساب األطفال بعض املهارات االجتماعية مثل حتمل املسؤولية واتخاذ القرار. ثانيا : حاالت اإلسعاف األولي تناسب األطفال : توصل البحث احلالي أنه باإلمكان تعني جوانب محددة وحاالت خاصة من اإلسعاف األولي تتناسب ومختلف الفئات العمرية,حيث يتم تبسيطها مع رياض األطفال في البداية إلى أن تصل إلى املستوى املتقدم ليتناسب مع مرحلة البالغني.حيث مت حتديد جوانب وحاالت اإلسعاف األولي في مرحلة رياض األطفال,بعد مراجعة العديد من الدراسات السابقة املرتبطة, ومنها دراسة )اجلندي (, ودراسة ( السعدي )2007 ودراسة ودراسة )بغدادي )1996, ودراسة,1993( )Henderson, ودراسة )جودت )1997 ودراسة 2000( (,Wailer & Robert ودراسة Sylvester,1997 ) Stephen & ( ودراسة )الشريف وعبد اجلواد )2001 ودراسة )علي )2005 ودراسة )أبو صالح.)2003 وقد اشتملت تلك احلاالت علي : حاالت اجلروح وخاصة الرأس. حاالت النزيف احلاد وخاصة نزيف األنف. حاالت احلروق البسيطة. حاالت االغماء وفقدان الوعي. حاالت الكسور البسيطة وعمل اجلبيرة السريعة. ثالثا : معوقات تدريب اإلسعاف األولي لألطفال : يواجه تطبيق اإلسعاف األولي في العالم العربي الكثير من املعوقات التي حتول دون إمكانية تطبيقه بالشكل د. هدى جالل عبد الوهاب األفضل في حياة أطفالنا, وترجع هذه املعوقات إما لقصور في معتقدات بعض املعلمات وأولياء األمور في األسرة, أو ألسباب أخرى قد تكون نفسية أو اجتماعية أو بيئية, أو جميعها معا ; وفيما يلي طرح لبعض تلك املعوقات ومنها : القلق املبالغ فيه من قبل الوالدين أو احدهما على الطفل من ثقل املسؤولية على الطفل الصغير, وأن الطفل هو فرد يحتاج إلى من يكون مسؤوال عنه, وهذا يحد من فرص املمارسة الشخصية للطفل, فيفقده الثقة بنفسه والتميز. عدم وضع حدود وقواعد للتصرفات واملمارسات التطبيقية لإلسعاف بشكل موضوعي تربوي مناسب, يوضح لألطفال حدود املسموح واملمنوع ممارسته. إفتقاد اآلباء واملعلمات إلى املعلومات واخلبرة الالزمة حول اإلسعاف األولي حلماية الطفل وحتقيق األمان له. عدم إستقراراألسرة إما بسبب الطالق أو السفراملتكرر,غياب األب أو األم, باإلضافة لصراع اإلخوة, مما يسبب تشتت التربية واالفكار حول األمور االجتماعية واالسرية. العنف األسري, واملشادات الكالمية بني اآلباء في وجود األبناء, مما يسبب لهم صدمات نفسية وعاطفية, حيث أن سوء معاملة الطفل وإهماله تعد مشتتات في العملية الطبيعية لنمو الطفل, مع ترك آثار سلبية طويلة املدى على حياة الطفل, وتتضمن سوء املعاملة أي تصرف او إهمال يؤدي إلى أذى للطفل, وتشمل سوء املعاملة البدنية كالضرب الشديد, والتحرش, واالبتزاز...الخ )عيسى )2005, ( 2006 Leis, )Patricia,. افتقاد الطفل لإلحساس باألمن واحلب والتقدير والدفء, والتقبل ممن حوله. ضعف العوامل االقتصادية والثقافية والصحية لألسرة, يفقدها القدرة على متابعة أطفالها. إحساس الطفل باحلرمان من احلاجات األساسية مثل األكل واللعب و يدفعه إلى استخدام طاقاته ونشاطه في التخريب والعدوان. ممارسة األسرة أو املعلمة ألسلوب القهر و الضغط واإلجبار, يدفع الطفل إلى اإلحساس بالدونية وفقدان الثقة بالنفس. انشغال الوالدين بتحقيق طموحاتهم الذاتية وبالتالي إهمال األطفال ودفعهم إلى إيذاء أنفسهم واآلخرين (. اخلوالدة 2003.) بعض االضطرابات املناخية مثل حاالت الغمام, والعواصف, واحلر أو البرد الشديد واألمطار... عدم التبصر أو التصرف بحكمة في املواقف املفاجأة واخلطيرة, مما يفقد الطفل القدوة في املواقف, أو عدم احلذر واألخذ باألسباب الوقائية, فالوقاية يجب أن تصبح جهدا شخصيا ومسؤولية كل طفل. حداثة سن األطفال وضعف مستوى ثقافتهم االمانية. االندفاع وحب االستطالع والنشاط الزائد لألطفال دون وعي أو إدراك. )Charlotte Reichert 1996 ( رابعا : أهمية التدريب على االسعاف األولي في رياض األطفال : أشارت نتائج دراسة ( الشوربجي وآخرون, 1999 ) بعنوان اإلصابات واحلوادث في األطفال سن ما قبل املدرسة وعالقتها ببعض عوامل اخلطورة, إلى أن نسبة حوادث السقوط متثل % 42 والسموم % 15, وحوادث الطرق

287 فاعلية برنامج تدريبي لإلسعاف األولي لألطفال في إعداد املسعف الصغير 33% وحوادث األشياء احلادة % 9, وفي دراسة أخرى لفليب وشون 1989 وجد أن % 36 من األطفال الذين يقومون باستخدام أدوات املشي ميرون بخبرة السقوط أثناء استخدامها. ووفقا إلحصاءات الوكالة األمريكية للتنمية الدولية )2001(, وجد أن % 80 من حوادث احلروق ناجتة عن السوائل احلارة جدا, وان طفل من كل 8 أطفال يصاب باالختناق بسبب ضيق القفص الصدري, إما لسوء تهوية أو تسرب الغاز.وأن % 63 من حاالت التسمم كانت بسبب االستخدام غير اآلمن لألدوية, و 25% للمنظفات املنزلية, وأيضا تقع تقريبا أربع حوادث في املنزل من بني كل خمس حوادث بسبب عدم احلذر فاحلوادث املنزلية هي األكثر عددا مقارنة بحوادث الطريق أو حوادث العمل.وإن % 50 من مجمل حوادث التسمم مصدرها غذائي والضحايا األساسية هم من األطفال. وتشير بعض اإلحصائيات األخرى أن عدد األطفال في سن ما قبل املدرسة الذين ميوتون كل عام بسبب احلوادث أكثر من عدد األطفال الذين ميوتون بسبب أمراض األطفال مجتمعة, وعدد الذين يتشوهون أو يفقدون عضوا من أعضائهم ال ميكن إحصاؤه )املصري & كبارة, 1992(. بينما ورد ضمن دراسة )جورج 2006(,حول املضامني التربوية لبعض مواثيق حقوق الطفل, وواقع تطبيقها في األسرة واملدرسة, أن : الطفل يتلقى حماية كافية إلى حد ما من أشكال العنف أو اإلساءة في األسرة و بينما يتلقي تلك احلماية بشكل مؤقت في املدرسة, في حني وجد أن احتماالت تعرض الطفل لإلساءة بصورة اكبر, كانت في الشارع. ما يتعرض له الطفل التلميذ من إهمال من جانب بعض املعلمني في ضوء الكثافة الكبيرة للفصل جتاوز نسبة.% 83 ضعف الوعي األسري واإلدارة املدرسية باملضامني التربوية ملواثيق حقوق الطفل بنسبة 82%. ضعف املستوى االقتصادي لبعض األسر مبا يجعلهم ال ميلكون املوارد الكافي للمعيشة بنسبة 79%. عنف بعض األطفال وبصفة خاصة عند الذكور بنسبة 74%. الضغوط النفسية واالجتماعية لبعض األسر 77%. متييز الذكور عن اإلناث في كثير من األسر %. 70 خوف األطفال من الضرب. التركيز على رعاية اجلانب املعرفي والتعليمي فقط عند األطفال وإهمال اجلوانب األخرى الالزمة لنموه بنسبة 86%. واألخطر هو اعتماد نظام التعليم على التلقني والتذكر, وندرة إعداد وممارسة البرامج واألنشطة املهارية التي تتيح للطفل فرصة اكتساب املهارات املمكنة. وبقراءة اإلحصاءات والنتائج من الدراسات السابقة تتضح أهمية تدريب أفراد املجتمع على اإلسعاف األولي, السيما األطفال في املدرسة كجزء من أفراد املجتمع, خاصة في رياض األطفال من خالل توفير بيئة مادية وطبيعية وإنسانية آمنة تيسر للطفل حرية التجريب واالستكشاف, والنمو والتعلم وإثبات الذات, والتواصل اإلجتماعي اإليجابي مبن حوله و وبالتالي يستشعر الطفل مسؤوليته جتاه أمنه وأمن من حوله, ويتصرف بأسلوب إيجابي يحمي من املخاطر التي قد تنجم عن التصرفات غير احلذرة. خامسا: كيفية تطبيق برنامج اإلسعافات األولية في رياض األطفال : يجب ان يدخل مفهوم اإلسعاف األولي كأحد املكونات في منهج األنشطة املتكامل املستخدم في رياض د. هدى جالل عبد الوهاب األطفال, و تطبيق اإلسعاف األولي في رياض األطفال يتطلب األتي : أوال: إعادة صياغة محتوى األنشطة للمفاهيم املختلفة ( علمية صحية اجتماعية- معرفية حركية فنية لغوية ) في الروضة. بحيث يتم حتديد األنشطة واملهارات واملواقف التي تتطلب اسعاف اولي, والتي ميكن لطفل الروضة أن ميارسها باستخدام األدوات والوسائل التعليمية الالزمة لتلك األنشطة املختلفة. وقد أشارت نتائج العديد من الدراسات األجنبية املرتبطة إلى إمكانية إكساب األطفال مهارات اإلسعاف األولي من خالل برامج أنشطة مصممة لهذا الغرض ومنها : دراسة ( اجلندي 2007( بعنوان تنمية الوعي الصحي ألطفال ما قبل املدرسة في ضوء معايير التربية الصحية,والتي توصلت إلى حتسن سلوك األطفال بعد تقدمي برامج التربية الصحية لهم. ودراسة ( اجلندي 2003( بعنوان تنمية السلوك احلذر ألطفال ما قبل املدرسة في ضوء تطبيق اإلسعافات األولية, والتي توصلت فيها إلى فاعلية برنامج التربية األمانية في تنمية السلوك احلذر ألطفال ما قبل املدرسة عند تدريبه على اإلسعاف األولي واالدراك باخلطر. وفي دراسة, 2004 ))Jonathan. توصلت إلى فاعلية برنامج )املدينة اآلمنة( في تعليم األطفال قواعد املرور وطرق السالمة في الشارع, وكيف يعبرون الشارع وكيف يستدعون اإلسعاف في حالة الطوارئ ويطبقون املبادئ البسيطة. وفي دراسة 1997, Lihue )Sylvester ) بعنوان منهج في األمان الشخصي ملرحة ما قبل املدرسة, توصلت إلى تفوق األطفال في استخدام مهارات األمان بعد تدريس املنهج. وفي دراسة )السرسي 1996( بعنوان برنامج مقترح لسالمة طفل ما قبل املدرسة من األخطار داخل املنزل وخارجه, توصلت إلى فاعلية البرنامج في إرشاد الطفل ملواقف اخلطر من خالل املعايشة الواقعية والتفاعل املباشر مع األطفال في األنشطة اجلماعية. كما توصلت دراسة )2000 Weiler, ) بعنوان دور التربية الصحية في منع األذى, والتي استهدفت بناء برنامج في التربية الصحية, حيث أن موضوعات منع األذى واملضاعفات وتدهوراحلالة متثل محتوى الصحة الشاملة, وتوصلت الدراسة إلى قصور في محتوى التربية الصحية حيث أنها ال تتضمن موضوعات مخاطر البيئة, وأسباب احلوادث, واألمان املنزلي, واألسري واملدرسي, وهي موضوعات غاية في األهمية ملفهوم الصحة الشامل. ثانيا : دور املعلمات في تطبيق وتدريب األطفال على اإلسعاف األولي بأبعاده املختلفة في رياض األطفال :حيث أن معتقدات وقناعات املعلمات تعد املوجه األول لسلوكهن التدريسي مع األطفال, وبالتالي يعتمد جناح املعلمة في حتديد أساليب واستراتيجيات التعلم املناسبة لتنفيذ برامج اإلسعاف األولي ألطفال الروضة على مدى وعيهن بأهمية اإلسعاف األولي بحيث يشمل اجلانب الصحي واجلوانب األخرى للطفل. وفيما يلي نتائج لبعض الدراسات التي أشارت إلى أهمية دور املعلمة الكفء في حتقيق أهداف برامج التربية األمانية عامة واإلسعاف األولي خاصة في رياض األطفال. ومن هذه الدراسات : دراسة )علم الدين 2006( بعنوان فاعلية النشاط القصصي في تنمية مفهوم النظافة الشخصية عند طفل ما قبل املدرسة, واستهدفت الدراسة إكساب األطفال معلومات وسلوكيات صحية مرتبطة بالنظافة الشخصية

288 فاعلية برنامج تدريبي لإلسعاف األولي لألطفال في إعداد املسعف الصغير مبا فيها نظافة البدن والشعر والقدمني واليدين واحلواس كاألنف والعني واألذن والفم واألسنان واجللد وأيضا املالبس,وقد توصلت الدراسة إلى فاعلية القصة في إكساب الطفل تلك املفاهيم. و دراسة ( 1992 others ) Wurtele بعنوان مقارنة تأثير كل من األباء واملعلمني كمدربني في برنامج اإلسعاف األولي ملرحلة ماقبل املدرسة, وتوصلت إلى أنه التوجد فروق جوهرية بني األباء واملعلمني في تدريب األطفال على مهارات األمان الشخصي, طاملا اتصفا مبقومات املدرب الناجح. و دراسة )1991 Ellen ) Paula s بعنوان التكامل بني هيئة التدريس من أجل حتسني موضوعات الصحة واألمان في منهج ما قبل املدرسة, استهدفت الدراسة زيادة قدرة املعلمة على دمج أنشطة الصحة واألمان كجزء أساسي في املنهج املقدم لطفل الروضة. إجراءات البحث: أوال: العينة: اشتملت عينة الدراسة على 30 طفال تراوحت اعمارهم بني سنوات في مرحلة التمهيدي املسجلني في الفصل الدراسي األول للعام اجلامعي 1431/1432 ه مبركز الطفولة ( بحثي تدريبي تطبيقي ) التابع لقسم دراسات الطفولة جامعة امللك عبد العزيز, حيث مت تقسيم العينة إلى مجموعتني مت اعتبار األولى مجموعة جتريبية ضمت 15 طفال, والثانية مجموعة ضابطة ضمت 15 طفال. شروط اختيار العينة: استبعاد األطفال ذوي معرفة باإلسعاف األولي من خالل عمل أحد أفراد األسرة. حضور األطفال في جميع أيام التدريب واستبعاد من غاب عن احلضور. ثانيا: أدوات البحث : استخدمت الباحثة في الدراسة األدوات التالية : الطالبات املتدربات لإلسعاف األولي بقسم دراسات الطفولة مستوى التخرج ( معلمات املستقبل ), إضافة الى املعلمتني املسئولتني عن مرحلة التمهيدي مبركز الطفولة باجلامعة واملتدربتني على اإلسعاف األولي. إستبيان توضح مدى معرفة الطفل حول اإلسعاف األولي. إعداد الباحثة. )ملحق رقم 1 (. برنامج تدريبي على اإلسعاف األولي على مدى يومني يتم خالله توضيح مفهوم ثقافة اإلسعاف األولي وكيفية التطبيق الفعلي لها بني األطفال أاوال في الروضة ثم خارجها. إعداد الباحثة. )ملحق رقم 2 ( مقياس املمارسات التطبيقية في رياض األطفال.) الضبع - معدل 2005( )ملحق رقم 3 ( ثالثا: وفيما يلي عرض لألدوات الرئيسية ووصف إجراءات البحث:- اإلجراء األول: قامت الباحثة بإعداد أدوات البحث وفقا ملا يلي: األداة األولى: طالبات التخرج بقسم دراسات الطفولة ( معلمات املستقبل ) املتدربات لإلسعاف األولي واملدربات لألطفالال,إضافة الى املعلمتني املسئولتني عن مرحلة التمهيدي مبركز الطفولة باجلامعة واملتدربتني على اإلسعاف األولي في سنة سابقة قبل التخرج. الهدف من األداة : إعداد متدربات يقمن بتثقيف وتدريب األطفال مبرحلة التمهيدي على اإلسعفات األولية مبا يتناسب مع د. هدى جالل عبد الوهاب تلك الفئة العمرية. وصف األداة : مت تثقيف و تدريب طالبات التخرج خالل 5 دورات تدريبية على اإلسعافات األولية خالل 8 ساعات, وفي اخلتام مت تقيم قدرة الطالبة على ممارسة اإلسعاف األولي من خالل إختبار سريع عملي ونظري في صورة دراسة حالة, ثم مت القيام بالتدريب على تقسيم دور املدربات مع األطفال, ومت اإلتفاق على أن يكون لكل طالبتان طفالن يتم تثقيفهما ثم تدريبهما. األداة الثانية: استبيان معرفة الطفل حول ثقافة اإلسعاف األولي. إعداد الباحثة )ملحق رقم 1 (. الهدف من االستبيان : توضيح مدى معرفة الطفل بثقافة اإلسعاف األولي. وصف االستبيان : مت تصميم االستبيان وفقا للخطوات التالية: حتديد أبعاد وجوانب ثقافة اإلسعاف األولي وذلك بالرجوع إلى العديد من املراجع والدراسات التي تناولت الوضوع كما سبق اإلشارة لذلك ضمن أدبيات البحث. حتديد بنود االستبيان وصياغتها في عدد 20 عبارة بحيث يجيب الطفل على أسئلة االستبيان من خالل مساعدة املدربة, حيث تكون اإلجابة على كل عبارة بوضع إشارة نعم أو ال وعند التصحيح تعطى درجة على اإلشارة لإلجابة الصحيحة فيكون املجموع 20 درجة على االستبيان. صدق االستبيان : مت عرض االستبيان على عدد من احملكمني في مجال الطفولة ومجال صحة الطفل مع توضيح الغرض منه ثم طلب منهم احلكم على عبارات االستبيان من حيث: صحة الصياغة العلمية واللغوية للعبارات. ارتباط العبارات بثقافة اإلسعاف األولي. مالئمة العبارات والكلمات لالطفال )عينة البحث(. الصورة النهائية لالستبيان : بعد مراجعة آراء احملكمني مت االتفاق على الصورة النهائية لالستبيان وفقا )ملحق رقم 1 (. األداة الثالثة: ))البرنامج التدريبي املسعف الصغير (( )ملحق رقم 2 ( قامت الباحثة بإعداد برنامج تدريبي لتدريب األطفال مبساعدة معلمات املستقبل ( املدربات ) املستخدم واملتضمن مجموعة من املعلومات والتدريبات اإلسعافية, إضافة الىعدة محاور توضح حاالت وطرق اإلسعاف األولي وفقا ملا ورد في اجلزء الثالث من أدبيات البحث التي طورت ملالئمة ألطفال لتتناسب مع الفئة العمرية. إعداد الباحثة. )ملحق رقم 2 ( األداة الرابعة: مقياس املمارسات التطبيقية لالطفال في الروضة. إعداد ثناء الضبع معدل )ملحق رقم 3 )

289 فاعلية برنامج تدريبي لإلسعاف األولي لألطفال في إعداد املسعف الصغير قامت الباحثة بتحديد 16 عبارة من عبارات مقياس املمارسات ملعلمة رياض األطفال وتعديلها لتناسب األطفال. إعداد ثناء الضبع 2005 وذلك الستخدامها كمؤشرات دالة على عالقة التعديل املتوقع حدوثه في ثقافة اإلسعاف األولي لطفل الروضة لدى العينة التجريبية بعد تقدمي البرنامج التدريبي وبني ممارسات األطفال كمسعفني صغار عند تقدمي األنشطة التعليمية املختلفة لهم مبفهوم املنهج املتكامل. اإلجراء الثاني : قامت الباحثة بتطبيق أدوات البحث وفقا ملا يلي: قامت الباحثة بتطبيق استبيان ثقافة اإلسعاف األولي على كال املجموعتني التجريبية والضابطة )عينة البحث( تطبيقا قبليا ثم مت تطبيق البرنامج التطبيقي على أطفال املجموعة التجريبية فقط ثم مت تطبيق نفس االستبيان مرة ثانية على كال املجموعتني بعد تنفيذ البرنامج التدريبي, ومن ثم مت حساب الفروق بني مرتي التطبيق القبلي والبعدي للمجموعتني باألساليب اإلحصائية املناسبة.ثم مت تطبيق مقياس املمارسات التطبيقية لألطفال على العينة التجريبية فقط وحساب العالقة بينها وبني درجات التطبيق البعدى. ملعرفة مدى اختالف ممارسة تطبيق األطفال بعد التعديل الثقافي. البرنامج التدريبي: متهيد : عندما يدخل الطفل الروضة غالبا يبدأ الشعور باملسؤولية نحو االهتمام بنفسه. فيتعلم تدريجيا احملافظة على صحته ووقاية نفسه من األذى وحماية جسمه من األخطار,اضافة الى تفضيل الكثير من األطفال اللعب بادوات الطبيب, حيث ميارس مسؤوليته جتاه احد العابة سواء كانت الدبة او العروسة, فيبدأ الطفل في عملية التضميد واستخدام سماعة الطبيب, بل املجموعة كاملة, مم يترك فيه أثرا ايجابيا يؤثر علي حياته وشخصيته علي األمد القصير أو األمد البعيد, فما بال هذا الطفل لو مت توظيف حب املسؤولية ورعايتة لاللعاب الى حقيقة ملموسة من خالل التدريب العملي على اإلسعاف األولي احلقيقي الطفال اخرين بصورة مبسطة تناسب اعمارهم, بحيث مت استخدامها في حاالت الطوارئ واالزمات., وخلق املسعف الصغير. الهدف العام للبرنامج : هوخلق املسعف الصغير, ورفع قدرتهم على حتمل املسؤولية, وتقدمي املساعدة لالخرين أثناء الكوارث واألزمات. اخلدمات التي يقدمها البرنامج :- يقدم البرنامج عددا من اخلدمات منها :- اخلدمات التثقيفية واإلرشادية:- تتمثل في خدمات مباشرة في صورة مساعدة األطفال النفسهم ولالخرين من خالل املعلومات اإلسعافية. اخلدمات الوقائية:- يقدم البرنامج خدمة وقائية هامة حيث يتم تدريب األطفال علي مواجهة املواقف واحلاالت الطارئة التي حتتاج الى إسعاف أولي, التي كانت تثير لديهم اخلوف سابقا. خدمات انسانية :- تتمثل في قدرة األطفال على تقدمي املساعدة لألخرين وزرع حب العمل التطوعي والقدرة على تقدمي املساعدة احلقيقية. خدمات نفسية وذاتية : د. هدى جالل عبد الوهاب وتتمثل في خدمات غير مباشرة في صورة ثقل شخصية الطفل والثقة بالنفس من خالل حتمل مسؤولية إسعاف األخرين. احلدود االجرائية للبرنامج )تطبيق البرنامج ) :-يتم تطبيق البرنامج علي النحو التالي:- مكان التنفيذ :- مت التنفيذ في مركز الطفولة ( بحثي تدريبي تطبيقي( التابع لقسم دراسات الطفولة جامعة امللك عبد العزيز باململكة العربية السعودية جدة. العينة : مت تنفيذ البرنامج علي )15( طفال من الذكور وال 5 ناث باملركز ممن تراوحت أعمارهم بني )6-5( سنوات. املدة الزمنية :- استغرقت الفترة الزمنية ( ثالث شهور(. األدوات املستخدمة في البرنامج: استخدمت الباحثة الوسائل التالية )حوارات لفظية أنشطة مهارية (: حوار ومناقشة حول معلومات في اإلسعاف األولي عروض فيديو و صور حول بعض حاالت اإلسعاف األولي تدريب عملي لإلسعاف - حقيبة اإلسعاف األولي - دفاتر للتلومي والرسم - دمية مجسمة للتدريب عليها مستوي اجللسات و اللقاءات :- مت انتقاء احملتوي العملي بناءا علي األهداف التي مت حتديدها في البرنامج, وكذلك اإلجراءات العملية التدريبية والتي متت علي مرحلتني. املرحلة األولي : ( الثقافة املعلوماتية ). املرحلة الثانية: )التدريب التطبيقي ). راعت الباحثة مجموعة من املعايير في اختيار محتوي البرنامج وهي: - استخدام ألفاظ وعبارات واضحة ومفهومة لدي األطفال في هذه املرحلة. - مراعاة خصائص األطفال في هذه األعمار مبا يتناسب مع اخلصائص النمائية لهم. - اختيارأساليب وفنيات تتناسب وخصائصهم للتشجيع علي التعبير واملناقشة املفتوحة رابعا: منهج البحث املستخدم هو املنهج التجريبي باستخدام التصميم التجريبي ذو املجموعتني التجريبية والضابطة. فروض البحث: التوجد فروق ذات داللة إحصائية بني متوسط درجات املجموعة التجريبية والضابطة عند تطبيق استبيان املعرفة حول ثقافة اإلسعاف األولي قبل تنفيذ البرنامج التدريبي. توجد فروق ذات داللة إحصائية بني متوسطات درجات املجموعة التجريبية والضابطة عند تطبيق استبيان إستبيان املعرفة لإلسعاف األولي بعد تنفيذ البرنامج التدريبي,لصالح املجموعة التجريبية. توجد عالقة ارتباط دالة موجبة بني درجات املجموعة التجريبية في التطبيق البعدي الستبيان إستبيان املعرفة لإلسعاف األولي ودرجاتهن على مقياس املمارسات التطبيقية لإلسعاف األولي في رياض األطفال

290 فاعلية برنامج تدريبي لإلسعاف األولي لألطفال في إعداد املسعف الصغير استبيان املعرفة حول ثقافة اإلسعاف األولي الضابطة التجريبية د. هدى جالل عبد الوهاب 000. دالة األداة خامسا: املعاجلة اإلحصائية وعرض وتفسير نتائج البحث: استخدمت الباحثة البرنامج اإلحصائي spss ملعاجلة البيانات اخلاصة بالبحث واحلصول على النتائج وبالتالي التحقق من صحة فروض البحث وفقا ملا يلي: الفرض األول : التوجد فروق ذات داللة إحصائية بني متوسط درجات املجموعة التجريبية والضابطة عند تطبيق استبيان املعرفة حول ثقافة اإلسعاف األولي قبل تنفيذ البرنامج التدريبي. استخدمت الباحثة اختبار t test للمقارنة بني متوسطات درجات املجموعتني التجريبية والضابطة على تطبيق مقياس املعرفة حول ثقافة اإلسعاف األولي في رياض األطفال قبل تنفيذ البرنامج التدريبي واجلدول التالي يوضح نتائج اإلحصاء جدول )1(: املتوسط واالنحراف املعياري وقيمة )ت( للفروق بني متوسطي درجات املجموعتني التجريبية والضابطة في التطبيق القبلي لألداة األولى استبيان املعرفة حول ثقافة اإلسعاف األولي املجموعات الضابطة التجريبية عدد العينة ( ن ) وبقراءة اجلدول السابق جند أن قيمة ت احملسوبة = أكبر من قيمة ت اجلدولية 000. بشكل واضح مما يؤكد وجود فروق ذات داللة بني املجموعتني التجريبية والضابطة وبالتالي نقبل الفرض الثاني توجد فروق ذات داللة إحصائية بني متوسطات درجات املجموعة التجريبية والضابطة عند تطبيق استبيان املعرفة لإلسعاف األولي بعد تنفيذ البرنامج التدريبي,لصالح املجموعة التجريبية. مما يعني أن تطبيق البرنامج التدريبي على املجموعة التجريبية قد زوداألطفال مبعلومات حول ثقافة اإلسعاف األولي السيما أن البرنامج تضمن األبعاد األساسية املعلوماتية والتدريبية لإلسعاف األولي, حيث مت تطبيقها وتنفيذها على األطفال بطريقة شيقة وواضحة من خالل احلوار واملناقشة مع املدربات للشرح التفصيلي املبسط املتناسب والفئة العمرية, والتدليل على ذلك بأمثلة من واقع رياض األطفال من خالل دراسة وسيناريو حاالت الطوارئ والتحقق من سالمة وصحة وصول املعلومات لألطفال ودقة استيعابها مما انعكس على األطفال بااليجابية والتطور الذي ظهر كفرق دال إحصائيا بينهم وبني املجموعة الضابطة, وتترجم هذه النتيجة إمكانية إحداث تغييرات في األطفال خاصة واألفراد عامة بشكل مقصود إذا توفرت البيئة املساعدة على ذلك وبالتالي ميكننا اإلجابة على أسئلة البحث احلالي وهي : ما مدى معرفة األطفال بثقافة اإلسعاف األولي مامدى اختالف معرفة األطفال بثقافة اإلسعاف األولي عند اإلجابة على استبيان إستبيان املعرفة لإلسعاف األولي قبل وبعد البرنامج التدريبي حتت اشراف املدربات ( معلمات املستقبل( ما مدى فعالية استخدام البرنامج التدريبي في تعديل معرفة األطفال بثقافة اإلسعاف األولي على عينة البحث التجريبية وتتفق نتيجة تلك الفرضية مع نتائج بعض الدراسات املهتمة بتطوير معرفة األطفال حول بعض املفاهيم احملددة ومنها دراسة )دميتري 1994( والتي توصلت منها إلى أهمية استخدام برامج صحية وقائية في حتسني مستوى املعرفة الصحية لألطفال وتغيير اجتاهاتهم السلبية نحو صحتهم. كما تتفق مع نتائج دراسة Cano, 2005( ) التي أظهرت درجة من االرتقاء املعرفي وتغيير املفهوم املعرفي خالل النشأة األسرية في السنوات االولى من العمر باعتبار األطفال فئة ال تعقل وال تفهم الكثير, فتبقى املفاهيم لدى األطفال متخبطة, وأيضا تتفق النتائج مع نتيجة دراسة ( الشوربجي 2008( والتي توصل منها إلى إرتقاء مفاهيم الطفل حول املعرفة والتعلم من خالل تدريس معلمات األطفال مقرر علم النفس التعليمي التي ساعد على التطبيق املتميز مع األطفال في الروضة وتتفق أيضا مع دراسة )ردادي 2002 ( حيث توصل أن استخدام إستراتيجية التنظيم الذاتي دفعت معلمات األطفال نحو الدافعية لتعليم األطفال املتميز واملبدع مما أثر باالرتفاع على معدل حتصيل األطفال. الفرض الثالث: توجد عالقة ارتباط دالة موجبة بني درجات املجموعة التجريبية في التطبيق البعدي الستبيان املعرفة لإلسعاف األولي ودرجاتهم على مقياس املمارسات التطبيقية لإلسعاف األولي في رياض األطفال. استخدمت الباحثة معامل ارتباط بيرسون من خالل برنامج spss للكشف عن مدى وجود عالقة ارتباطيه املتوسط ( م ) االنحراف املعياري ( ع ) قيمة ( ت ) درجات احلرية قيمة الداللة.748 غير دالة وبقراءة اجلدول السابق جند أن قيمة ت احملسوبة = أصغرمن قيمة ت اجلدولية 748. إذن : ليست هناك فروق دالة بني املجموعتني التجريبية والضابطة وبالتالي نقبل الفرض األول وهو التوجد فروق ذات داللة إحصائية بني متوسط درجات املجموعة التجريبية والضابطة عند تطبيق استبيان املعرفة حول ثقافة اإلسعاف األولي قبل تنفيذ البرنامج التدريبي. مما يعني أن معدل الثقافة في كال املجموعتني يتفق إلى درجة كبيرة فيما يتعلق مبعرفتهم حول اإلسعاف األولي في رياض األطفال. الفرض الثاني: توجد فروق ذات داللة إحصائية بني متوسطات درجات املجموعة التجريبية والضابطة عند تطبيق استبيان املعرفة لإلسعاف األولي بعد تنفيذ البرنامج التدريبي, لصالح املجموعة التجريبية. جدول )2(: املتوسط واالنحراف املعياري وقيمة )ت( للفروق بني متوسطي درجات املجموعتني التجريبية والضابطة في التطبيق ألبعدي لألداة األولى األداة املجموعات عدد العينة ( ن ) املتوسط ( م ) االنحراف املعياري ( ع ) قيمة ( ت ) درجات احلرية قيمة الداللة

291 فاعلية برنامج تدريبي لإلسعاف األولي لألطفال في إعداد املسعف الصغير األداة بني درجات املجموعة التجريبية على تطبيق مقياس املعرفة لإلسعاف األولي في رياض األطفال بعد تنفيذ البرنامج التدريبي وبني درجاتهم على تطبيق مقياس املمارسات التطبيقية لألطفال في الروضة واجلدول التالي يوضح نتائج اإلحصاء: جدول )3(: املتوسط واالنحراف املعياري ومعامل االرتباط وقيمة )ت( للفروق بني متوسطي درجات املجموعة التجريبية في التطبيق البعدي لألداة األولى وتطبيق مقياس املمارسات التطبيقية مقياس املمارسات التطبيقية استبيان املعرفة حول ثقافة اإلسعاف األولي املجموعات التجريبية التجريبية عدد العينة ( ن ) د. هدى جالل عبد الوهاب البيئة املناسبة وهذا ما ظهر واضحا من نتائج البحث احلالي, فقد ساعد البرنامج التدريبي بشكل واضح في استقراء مهارات األطفال في ممارسة اإلسعاف األولي املبسط مع األطفال في الروضة, ومن ثم توصل البحث احلالي إلى إمكانية االرتقاء مبهارات األطفال وايضا االرتقاء مبستوى األداء التدريسي ملعلمات رياض أطفال. سادسا: توصيات البحث: ضرورة النظر في تطوير توصيف املقررات الدراسية التي تتضمنها لوائح رياض األطفال واملدارس واجلامعات, بحيث تشمل على موضوعات تبدأ مبسطة حول اإلسعاف األولي, ودراسة كل مقرر وعالقته مبنهج األنشطة املتكامل في رياض األطفال. ضرورة النظر في تطوير مناهج األنشطة والبرامج في رياض األطفال بحيث تتضمن موضوعات تتعلق بالتدريب اجلدي واملبسط لالسعفات األولية بأبعادها املختلفة لتدريب األطفال بشكل مقصود على كيفية حتقيق األمان لنفسه ولغيره. العمل على االرتقاء مبعتقدات معلمات رياض األطفال أثناء اخلدمة نحو أهمية تدريب األطفال على اإلسعاف األولي وخلق املسعف الصغير. العمل على االرتقاء مبعتقدات أفراد املجتمع واألسرة السيما املعنيني بتربية الطفل نحو القدرة على خلق املسعف الصغير املدرب في رياض األطفال. حفز اجلهات املعنية بشئون الطفل في وسائل اإلعالم املختلفة مسموعة ومقروءة ومرئية على تنظيم حمالت مكثفة لتوعية األطفال وأسرهم بقدرات األطفال املختلفة في التدريب على اإلعتماد على النفس وخلق الثقة من بطريقة غير مباشرة من خالل تدريبات اإلسعاف األولي. العمل على تقومي الكفايات التدريسية األساسية ملعلمات رياض األطفال ومدى مساهمتها في حتقيق خلق املسعف الصغير على أساس أن السلوك التدريسي للمعلمة يتحدد وفق ماتقتبع به. دعم الصلة بني املنزل والروضة لتحقيق أهداف املنشودة مع حتفيز األطفال بإجراء مسابقات ومنح جوائز ألفضل طفل يهتم بتطبيق قواعد اإلسعافات األولية. املتوسط ( م ) االنحراف املعياري ( ع ) قيمة ( ت ) قيمة الداللة معامل االرتباط قيمة الداللة ملعامل االرتباط.724 دالة دالة وبقراءة اجلدول السابق جند أن قيمة معامل االرتباط لطالبات املجموعة التجريبية بني درجاتهن على التطبيق البعدي الستبيان املعتقدات حول مفهوم التربية االمانية وبني درجاتهن على مقياس املمارسات التدريسية = 013. وان قيمة الداللة لهذا املعامل أقل من 1+ ( 724. ) مما يعنى وجود ارتباط دال موجب بني املتغيرين وبالتالي نقبل الفرض الثالث للبحث ومن ثم جنيب على السؤال األخير للبحث وهو: ما العالقة بني معرفة األطفال بثقافة اإلسعاف األولي بعد التطوير بالبرناج التدريبي وبني ممارساتهم التطبيقية في الروضة وفي ضوء تلك العالقة اإلرتباطية ميكننا القول بأن ما حققه األطفال )العينة التجريبية للبحث( من تغيير وحتسني في املعرفة التدريب لإلسعاف األولي في رياض األطفال قد انعكس باإليجاب على أداء وممارسة األطفال في الروضة عند تدريبهم على مناذج وتعريضهم ملواقف حية مرتبطة )سيناريوهات مختلفة لدراسة حاالت ) باألبعاد املختلفة في اإلسعاف األولي لتطبق في رياض األطفال. وتتفق نتيجة تلك الفرضية للبحث احلالي مع نتيجة دراسة ( الشافعي 1994( التي خلصت إلى أن اختالف األداء لألطفال يكون نتيجة الختالف معرفتهم ودراسة 2004 )Hoofer) التي توصل منها إلى أن الطفل الذي يبدأ ويستقي في الروضة مجموعة من املعلومات املعرفية غير الواضحة ثم يتلقى خبرات التعليم والتعلم الصحيحة والتدريبات املناسبة يحدث التغيير بشكل جوهري واضح ودراسة )2007 Feldman, ) التي خلص منها إلى أن األطفال األكثر ارتقاءا في معرفته كانوا األكثر استخداما الستراتيجيات التعلم املنظم ذاتيا وأخيرا دراسة )2004 ( Lucca التي أفادت بأن اكساب األطفال املعلومات املعرفية تعد مدخال ايجابيا للتعلم الفعال. وبهذا يخلص البحث احلالي إلى اهمية تغذية املعلومات املعرفية املصاحبة للتدريبات التطبيقة في خلق املسؤول الواعي املساعد في املجتمع املتطور في ما بعد خالل جميع مراحل التطور والنمو اجلسمي والعقلي, وانه ميكن خلق املسعف الصغير في رياض األطفال باستخدام األساليب التربوية الصحيحة واستخدامها في

292 فاعلية برنامج تدريبي لإلسعاف األولي لألطفال في إعداد املسعف الصغير د. هدى جالل عبد الوهاب الصف الثالث االبتدائي مبدينة املنيا نحو بعض األفعال السلوكية غير اآلمنة مجلة البحث في التربية وعلم النفس جامعة املنيا العدد الرابع) 1997 (. دميتري فاديه. استخدام برامج صحية وقائية في حتسني معتقدات الطالب الصحية وتغيير اجتاهاتهم السلبية نحو صحتهم مجلة التربية العلمية اجلمعية املصرية للتربية العلمية كلية التربية جامعة عني شمس العدد ( 25.)1994 ردادي زين. املعتقدات الدافعية واستراتيجيات التنظيم الذاتي للتعلم في عالقتها بالتحصيل الدراسي لدى تالميذ مدارس منارات املدينة املنورة مجلة كلية التربية جامعة الزقازيق العدد 41)2002(. صالح صالح محمد )2005(: الكفاءة الذاتية كما يدركها معلمو العلوم قبل وإثناء اخلدمة املؤمتر العلمي التاسع معوقات التربية العلمية في الوطن العربي اجلمعية املصرية للتربية العلمية كلية التربية جامعة عني شمس املجلد الثاني. علم الدين نورا. فاعلية النشاط القصصي في تنمية مفهوم النظافة الشخصية عند أطفال ما قبل املدرسة ماجستير غير منشورة كلية التربية جامعة طنطا قسم رياض األطفال )2006(. علي نادية. تقومي بيئة الطفل الصحية في ضوء أهداف مرحلة رياض األطفال ماجستير غير منشورة كلية التربية جامعة طنطا قسم رياض األطفال )2005(. عيسى إيفال. مدخل إلى التعليم في الطفولة املبكرة اإلمارات العني : دار الكتاب اجلامعي )2004(. عيسى إيفال )2005(: توجيه التعليم والتعلم في الطفولة املبكرة ترجمة قسم التعريب غزة : دار الكتاب اجلامعي. قنديل محمد و بدوي رمضان. مهارات التواصل بني املدرسة والبيت عمان األردن :دار الفكر للطباعة والنشر) )2005. ثانيا : املراجع األجنبية: Reference Cano,. (2005): Epistemological Beliefs and Approaches to Learning,British Journal of Educational Psychology,75(2). Conley, M., Pint rich,r Vekiri, K (2004): Changes in Epistemological Beliefs in elementary science students. Contemporary Educational Psychology,29(2). Charlotte M, Reichert A,(1996): Parents Self Reported Behaviors Related to Health and Safety of very young Children, Journal of School Health. Feldman. K. A. Paulsen, M.B: (2007). The conditional and interaction effects of epistemological beliefs on the self-regulated learning of college students : Cognitive and behavioral strategies. Research in higher Education,48 (3 Henderson, C. (1993). Healthy Schools, Healthy Future: the Case for Improving School Environment. Santa Cruz, C.A.:E.T.R. Associates. Hoofer, K. (2004).Epistemological understanding as Met cognitive process: Thinking aloud dur- مراجع البحث أوال : املراجع العربية: أبو صالح أماني. فاعلية برنامج في التربية األسرية لوقاية أطفال ما قبل املدرسة من اإلمراض املعدية الشائعة بسمنود ماجستير غير منشورة كلية التربية جامعة طنطا قسم رياض األطفال )2003(. اجلندي إكرام. تنمية السلوك احلذر ألطفال ما قبل املدرسة في ضوء مبادئ التربية االمانية ماجستير غير منشورة كلية التربية جامعة طنطا قسم رياض األطفال )2003(. اجلندي إكرام. تنمية الوعي الصحي ألطفال ما قبل املدرسة في ضوء معايير التربية الصحية دكتوراه غير منشورة كلية التربية جامعة طنطا قسم رياض األطفال )2007(. اخلوالدة محمد. املنهاج اإلبداعي الشامل في تربية الطفولة املبكرة عمان األردن : دار الفكر للطباعة والنشر) 2003 (. السرسي أسماء. برنامج مقترح لسالمة طفل ما قبل املدرسة من األخطار داخل املنزل وخارجه مؤمتر الطفل بني الواقع واملأمول معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عني شمس القاهرة) 1996 (. السعدني عبد الرحمن. فاعلية وحدة مصممة في صورة موديوالت تعليمية معززة كمبيوتريا في إكساب الطالب املعلمني بعض مفاهيم اإلسعافات األولية والقدرة على اتخاذ القرار مجلة دراسات املناهج وطرق التدريس ج 1 العدد 132 ابريل) 2007 (. الشافعي محمد. املعتقدات التربوية للمعلمني وعالقتها ببعض املتغيرات مجلة كلية التربية جامعة طنطا العدد 21 ديسمبر) 1994 (. الشربيني زكريا وصادق يسريه. منو املفاهيم العلمية لألطفال القاهرة : دار الفكر العربي) 2000 (. الشريف محمود وعبد اجلواد جنوى. دور األمهات في حماية األطفال من اإلخطار املنزلية مؤمتر الطفل والبيئة معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عني شمس القاهرة) 2001 (. الشوربجي أبو املجد. أثر دراسة مقرر علم النفس التعليمي في ارتقاء املعتقدات حول كل من املعرفة والتعلم والدافعية لدى طالبات الفرقة الثالثة بكلية التربية جامعة الزقازيق مجلة كلية التربية جامعة املنصورة العدد 66 ج 2 يناير) 2008 (. الشوربجي عمر و اجلمل حنان و دميتري فاديه. اإلصابات واحلوادث عند أطفال ما قبل املدرسة وعالقتها ببعض عوامل اخلطورة مجلة دراسات الطفولة جامعة عني شمس العدد األول يناير) 1999 (. الضبع ثناء. مقياس املمارسات التربوية ملعلمة رياض األطفال القاهرة: دار الفكر العربي) 2005 (. العابد,برهان. دليل االسعافات االولية كتاب مترجم مكتبة ابنان ناشرون ط 2 )2002(. املصري عصام و كباره بسام. طبيب يتحدث عن العناية بطفلك ومنوه لبنان: مؤسسة املصري للتوزيع) 1992 (. بدير كرميان. الرعاية املتكاملة لألطفال القاهرة :عالم الكتب ( 2004(. بغدادي محمد. برنامج في التربية االمانية باستخدام الكمبيوتر لتعليم األطفال املعوقني سمعيا ووالديهم بالقراءة والعصف الذهني مجلة التربية العلمية املجلد 1 العدد 2 )1996(. جورج جورجيت. املضامني التربوية لبعض مواثيق حقوق الطفل بني التنظير وواقع التطبيق في األسرة واملدرسة املؤمتر العلمي الثالث ملركز رعاية الطفولة جامعة املنصورة التربية وحقوق الطفل العربي مارس )2006(. جودت مصطفى. اثر استخدام برنامج عالجي مقترح في التربية االمانية على تعديل استجابات تالميذ

293 فاعلية برنامج تدريبي لإلسعاف األولي لألطفال في إعداد املسعف الصغير ing online searching. Educational psychology, 39(1). Jonathan M. (2004). The Child and His Curriculum, London, Mercury Book, chap.6. Lucca, l., Elbe, A., Hammer, D. & Kasey, T. (2004). Resources: Applying a new epistemological frame work to science instruction. Educational psychologist, 39(1). Perjures, F. (1996): self-efficacy Belief in Academic Settings, Review of Educational Research, Vol.66. Patricia, E. Leis, A. (2006).Caring for developing child, U.S.; Debar publisher. Paulo s Ellen H :(1991). Improving Staff Integration of Health and Safety Topics in the Preschool Curriculum. Preschool Education. M.S. Practicum, Nova University. Schumer, M., Dull, K. Baker, S. (2003). Epistemological belief across domains using Belgian s classification of academic disciplines. Research in Higher education, 44 (3). Stephen,B. (1997).Teaching Health science, Elementary and Middle School, Catnip publishing ltd. Sylvester & Lihue (1997).Talking about Teaching Personal Safety Curriculum, U.S.; Washington. Walls, S. Little, D. (2005). Relations among personal agency, motivation and school adjustment in early adolescence. Journal of educational psychology, 79(1). Wailer, M. Robert, W. (2000): The Role of School Health Instruction in Preventing Children, paper presented at the world conference on injury control, 2nd, Atlanta. Wurtele, K.; And Others, (1992 ).A Comparison of Teachers vs. Parents as Instructors of a Personal Safety Program for Preschoolers. Child Abuse and Neglect: The International Journal, v16 W.H.O., (1996) World Health, The Magazine of the world health organization.49th year, N.4, July-August 560

294 أ. هدى صالح كيره رعاية األيتام محليا و عامليا إعداد: هدى صالح كيره كلية االقتصاد املنزلي جامعة األميرة نورة 561

295 رعاية األيتام محليا و عامليا مقدمة ال شك أن الطفولة هي الثمرة احللوة في حياة األسر و املجتمعات و األمم و عليه تنعقد اآلمال الكبيرة في املستقبل, و من هنا كان احلرص الشديد على رعاية الطفل و العناية به و احملافظة عليه, لكي ينمو و يشب و يصبح رجال قويا و مواطنا صاحلا يخدم دينه و أمته و وطنه بكل تفان و إخالص. و من أهم قضايا التكافل اإلجتماعي و أكثرها إهتماما على مستوى العالم هي قضايا األطفال, ملا للطفل من أهمية كنواة للمجتمع فقد حشدت اجلهود الكبيرة إلتاحة الفرصة له, لينال حقوقه األساسية, و ينشأ النشأة السليمة في محيط أسري و مجتمع أسري متكامل, و تتباين املجتمعات في تقدمي هذه اجلهود بحسب اختالف املنطلقات العقائدية و الفكرية التي يقوم عليها املجتمع. و يحتاج الطفل في مرحلة طفولته املبكرة إلى إشباع الكثير من حاجاته و هواياته و رغباته االجتماعية والنفسية و العاطفية, في ظل ظروف األسرة الطبيعية, حتى تتوافر له عناصر التنشئة السليمة. فإذا تعذرت الرعاية األسرية لظروف خاصة و أسباب مختلفة, فإن الدولة الرشيدة الواعية سرعان ما تتقدم ألداء واجبها اجلليل لتحل محل األسرة في رعاية الطفل احملتاج إلى جميع أنواع الرعاية. و هذا فعال ما تقوم به حكومة اململكة العربية السعودية, حيث تتم رعاية األطفال ذوي الظروف اخلاصة عن طريق إنشاء دور احلضانة اإلجتماعية, و تشجيع األسر البديلة حلضانة األطفال, و إقامة دور لأليتام وفق شروط و معونات كافية. و قد بدأت الرعاية اإلجتماعية لألطفال األيتام في اململكة العربية السعودية في وقت مبكر, و بعد أن أرسى املؤسس األول امللك عبد العزيز قواعد هذا الكيان الكبير عام 1932 م, حيث كان في مقدمة األولويات التي أهتم بها هي إنشاء مصلحة الضمان اإلجتماعي ملساعدة احملتاجني و الفقراء من املواطنني و رعايتهم و مع أن هذه الرعاية اإلجتماعية آنذاك لم تكن بهذا احلجم الهائل التي هي عليه اآلن, و لم تكن تشمل جميع أنواع الرعاية اإلجتماعية املعروفة هذه األيام, إال أنها كانت بداية الطريق التي سار عليها أجناله من بعده. و قد كانت تلك الرعاية منطلقة مما متليه العقيدة اإلسالمية لتحقيق أسس التكافل اإلجتماعي بني الناس على قدر الطاقة و القدرة و اإلمكانيات املتاحة, إذ لم تكن واردات البترول عام 1935 م تكفي للتوسع الكبير في مجاالت الرعاية اإلجتماعية املتنوعة, و لكن خدمات مصلحة الضمان اإلجتماعي في ذلك الوقت كانت جليلة الشأن ألنها ساهمت في تأليف القلوب و جمع الصف و دحر اجلوع و البدء بخطى ثابتة على طريق النمو ثم التنمية. و للمملكة العربية السعودية جهودا مبكرة لرعاية األطفال األيتام, و في هذه الدراسة سنحاول الكشف عن تلك اجلهود, و من هنا تتحدد مشكلة البحث في كيف ميكن الكشف عن جهود الدولة لرعاية األيتام و دعمها لهم, و ما هي اجلهود التي تبذل عامليا من أجل رعاية األيتام. يهدف البحث إلى : هدف البحث - 1 إبراز دور اململكة العربية السعودية في رعاية األيتام في املاضي و احلاضر 2 التعرف على دور الهيئات عامليا في رعاية األيتام. أهمية البحث تتضح أهمية البحث فيما يلي : 1 يسهم البحث في التعريف بدور اململكة في رعاية األطفال األيتام. 2 تسليط الضوء على أهمية دور األفراد في رعاية األطفال األيتام. 3 أهمية الدور العاملي في اإلهتمام باأليتام. حدود الدراسة : محليا في اململكة العربية السعودية, و عامليا. أ. هدى صالح كيره تعريف اليتيم : تعريف اليتيم عند العرب هو الذي ميوت أبوه, و يطلق جتاوزا لكل من فقد أحد والديه أو كليهما, و يقال للصبي يتيم إذا فقد أباه قبل البلوغ, فهو يتيم حتى يبلغ احللم, و يقال للمرأة يتيمة ما لم تتزوج, فإذا تزوجت زال عنها اسم اليتم. أما اليتيم في الشرع فهو من فقد أباه و هو دون البلوغ, أخذا من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم " ال ي تم بعد احتالم, و ال ص مات يوم إلى الليل ". أما في أنظمة اململكة العربية السعودية فإن اليتيم هو كل من فقد والديه أو أحدهما., و كذلك كل من و لد على أرض اململكة و هو مجهول األبوين أو مجهول األب, فهو في حكم اليتيم من حيث املعاملة اإلدارية و اإلجتماعية, و يطلق على هذه الفئة من األطفال اسم " ذوي الظروف اخلاصة ". كفالة اليتيم في الشريعة اإلسالمية: مجتمع اإلميان هو مجتمع التراحم و التعاطف, و من أبرز صور هذا اخللق اإلمياني كفالة اليتيم بقول الله تعالى " ألم يجدك يتيما فآوى " مشعرا قلب املصطفى أن اليتم الذي ذاق مرارته ينبغي أن يكون باعثا على العطف على اليتيم و النظر إليه بعني الرحمة و العمل على إيوائه و إكرامه, ثم يطلب منه شكر نعمة الله عليه من نفس نوعها بالعطف على اليتيم " فأما اليتيم فال تقهر ". ثم يحذر الله سبحانه و تعالى من إذدراء اليتيم و إساءة معاملته, و يجعل ذلك مظهرا الهتزاز العقيدة و التكذيب بيوم احلساب " أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم و ال يحض على طعام املسكني ", و في تطبيق حكيم لقاعدة التكافل االجتماعي, أوجب اإلسالم على األمة أال تدع اليتيم يواجه احلياة وحيدا في صغره و يتمه, بل أوجب عليها أن تعني له وليا أو وصيا يكفله و يرعى شؤونه, و قد أعلى الله سبحانه و تعالى جزاء الكافل لليتيم, قال الرسول " أميا مسلم ضم يتيما بني أبوين مسلمني إلى طعامه و شرابه حتى يستغنى وجبت له اجلنة ", و قال أيضا " أنا و كافل اليتيم كهاتني و أشار بالسبابة و الوسطى و فرج بينهما ". رعاية األيتام في اململكة العربية السعودية : ال عجب أن جند ذلك اإلهتمام املبكر برعاية األيتام في اململكة العربية السعودية, بدافع البحث عن األجر و الثواب من الله و بدعم من قادة هذه الدولة التي جعلت كتاب الله و سنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم نبراسا تهتدي به في مسيرتها التنموية, و هذا ما جعل مؤسسات الرعاية اإلجتماعية في اململكة متتلك طابعا

296 رعاية األيتام محليا و عامليا خاصا يستمد أصوله من اإلسالم, و يحول بينها و بني تقليد اآلخرين تقليدا أعمى بل هو اقتباس من أصول أصيلة و استفادة جتارب اآلخرين فيما ال يتعارض مع تلك األصول. و من املعروف أن اليتيم هو طفل اليوم و هو رجل الغد و ستكون سلوكياته املستقبلية أسيرة التربية التي تلقاها في صغره, فإذا أخذ اليتيم حظه من التربية السليمة في صغره أينعت ثمارها في غده على مجتمعه من هذا املنطلق بدأ اإلهتمام املبكر برعاية األيتام في اململكة العربية السعودية, حيث بدأ مع إطاللة عام ( 1352 ه م ) بافتتاح دار األيتام باملدينة املنورة على أيدي احملسنني, و مبباركة و دعم من امللك عبد العزيز رحمه الله, ثم توالت دور األيتام بعد ذلك في كل من مكة املكرمة و الرياض, حتى انتهت إلى ما وصلت إليه من تطور شامل في جميع جوانب الرعاية التي تقدمها الدولة لأليتام في اململكة. دار األيتام في املدينة املنورة : ت عد دار التربية في املدينة املنورة أول دار أنشأت في اململكة العربية السعودية لرعاية األيتام, و ترجع أسباب نشأة هذه الدار إلى عام ( 1351 ه م ) عندما ساءت األحوال اإلقتصادية في املدينة املنورة و ما حولها من البوادي جراء انقطاع املطر و جفاف األعشاب و هالك املاشية, فهاجر العديد من أبناء البادية قاصدين املدينة املنورة, و شملت الهجرة الصغار و الكبار, و من هنا فكر الشيخ عبد الغني دادا يرحمه الله و هو أحد جتار املدينة املنورة مبساعدتهم, و قام بتقدمي الطعام و الشراب لهم, و بزغت فكرة وجود دار إليواء أبناء البادية و من مات أبوه منهم, و كتب الشيخ دادا إلى امللك عبد العزيز يطلب األذن بفتح الدار, و وصل رد امللك عبد العزيز سريعا باملوافقة على ذلك. و لقد أ فتتحت الدار في محرم من عام ( 1352 ه م ) و سميت ( دار أيتام احلرمني الشريفني و الصنائع الوطنية ) و قد بلغ عدد الطالب في الدار من األيتام و الفقراء من أبناء املدينة املنورة و باديتها عند التأسيس 150 طالبا, و استمر العدد في الزيادة و النقصان بحسب احلاجة و سعة املكان, و يقدم في الدار كامل الرعاية و اخلدمات اإليوائية من سكن و ملبس و إعاشة و دراسة و تدريب على إحدى الصناعات. دار األيتام في مكة املكرمة : تعد دار األيتام في مكة املكرمة الدار الثانية من حيث النشأة في اململكة العربية السعودية, و كان صاحب الفكرة هو األستاذ مهدي بك املصلح يرحمه الله مدير األمن العام آنذاك و لقد كانت دار األيتام استكماال جلهوده اإلجتماعية و املتمثلة في إنشاء دار للعجزة مبكة املكرمة في عام ( 1353 ه م ), ثم فكر في إنشاء دارلأليتام مع هيئة من أعيان مكة املكرمة و افتتحت عام ( 1355 ه 1936 م ), و بلغ عدد األيتام في السنة األولى قرابة 50 يتيما, وزاد عدد الطالب بعد ذلك. دار األيتام بالرياض : بدأت هذه الدار مببادرة من األمير منصور بن عبد العزيز يرحمه الله حني كان أميرا للقصور امللكية, فقام بإنشاء أول مدرسة نظامية عامة, حيث لم تكن خاصة بأبنائه أو أبناء األسرة املالكة, ثم أحلق بها غرفة خاصة لأليتام. و من املرجح أنها بدأت عام ( 1357 ه م (, ثم توسعت بإنشاء مبنى خاص بها و انتهى التوسع مع نهاية عام ( 1362 ه ). أ. هدى صالح كيره بدأت مدرسة األيتام بالرياض في غرفة صغيرة في حي املربع ضمن قصر األمير منصور بن عبد العزيز, و مع احلاجة إلى التوسع, انتقلت إلى غرفة أخرى في حوش يسمى حوش بن قباع في حي املربع., ثم أمر األمير منصور بإنشاء مبنى حديث خارج املربع في حلة إبن خثيلة ( شمال غرب حديقة الفوطة و غرب ثانوية اليمامة( و استمر التوسع في دار األيتام. و أخيرا مت ضمها إلى وزارة العمل و الشؤون اإلجتماعية, و كان هناك اهتماما بالتعليم داخل املدرسة. رعاية اليتيمات بعد جناح فكرة دار األيتام في مكة املكرمة التي أنشأها مهدي بك املصلح عام ( 1355 ه م ), تقدم مهدي بك باقتراح إلى امللك عبد العزيز يرحمه الله بطلب اإلذن بافتتاح دار أخرى لليتيمات على غرار دار األيتام. لقد صدرت اإلدارة امللكية الكرمية بإنشاء بناية كبيرة تضم ثالث بنايات إحداهن دار للعجزة و الثانية إصالحية لألحداث و الثالثة دار لليتيمات, و أمر امللك عبد العزيز وزير املالية أن يتم البدء ببناء الدور على نفقة جاللته اخلاصة.و لكنه لم ينشأ, و بعد عشر سنوات صدرت موافقة امللك سعود يرحمه الله على إنشاء دار لليتيمات مع جعل اإلشراف عليها من قبل رئيس هيئات األمر باملعروف و النهي عن املنكر. إال أن هذا املشروع لم يقم. دار احلنان في جدة تعد دار احلنان أول دار تقام لرعاية اليتيمات في اململكة العربية السعودية, فلقد أنشأها امللك فيصل يرحمه الله حني كان وليا للعهد على نفقته اخلاصة, و وضعت منذ تأسيسها حتت رعاية حرمه األميرة عفت. و الهدف األساسي من إنشاء دار احلنان هو تنشئة الفتيات السعوديات تنشئة صاحلة و تهيئتهن لعمل شريف, و ذلك بتدريسهن الدين اإلسالمي و تثقيفهن ثقافة إسالمية صحيحة, و إعدادهن إعدادا مهنيا يالئم طبيعة الفتاة املسلمة كاخلياطة, و التطريز, و أشغال اإلبرة, و التمريض, و أصول رعاية الطفل. و بدأت الدار في استقبال الطالبات مع إطاللة عام ( 1375 ه 1955 م ), ثم مت التوسع و اإلنتقال إلى مبنى جديد يقع على شارع املطار, ثم مت اإلنتقال إلى املباني الرئيسية اجلديدة قرب قصر خزام, خلف برج مياه جدة, و تعتمد الدار في متويلها على التبرعات و الهبات من أهل اخلير,كما تسهم وزارة املالية بجزء من متويل الدار, و في الوقت احلاضر ت عد الرسوم التي تؤخذ على الطالبات غير اليتيمات دخال جيد للدار حيث نرى أن الدار أصبحت تقبل الفتيات غير اليتيمات على أساس أنها مدرسة داخلية للبنات, و تأخذ رسوما تعليمية عليهن, مع استمرارها في قبول الفتيات اليتيمات دون رسوم مالية.و عند افتتاح الدار كان عدد الطالبات ( 30 ) طالبة فقط و زاد حتى أصبح 1456 طالبة. مبرة الكرميات اليتيمات بالرياض: ت عد هذه الدار أول دار إليواء الفتيات اليتيمات في مدينة الرياض و الثانية على مستوى اململكة, و يعود سبب تسميتها بهذا اإلسم نسبة إلى القائمات على إنشائها و اإلشراف عليها, و هن كرميات امللك سعود يرحمه الله -, األميرات حصة, و موضي, و نورة. و تهدف املبرة إلى رعاية و إنشاء اليتيمات النشأة الصاحلة, و تعليمهن القرآن الكرمي, و مبادئ الدين و إدارة

297 رعاية األيتام محليا و عامليا املنزل و تربية األطفال, و حددت املبرة شروطها بأن تكون الفتاة يتيمة, و من أهل البالد, و أال يزيد عمرها عن عشر سنوات.و املبرة تتسع ل ( 100 ) يتيمة, و تقدم جميع أوجه الرعاية من ملبس و مأكل و مشرب و سكن و تدريس لليتيمات, و األنشطة الرياضية.أما متويل املبرة فهو من تبرعات كرميات امللك سعود إضافة إلى تبرع من امللك سعود, و التبرعات التي بلغت يوم اإلفتتاح مائة ألف ريال سعودي. و أخيرا مت ضم املبرة إلى الرئاسة العامة لتعليم البنات, و أصبحت تشرف عليها إشرافا كامال. رعاية األيتام في الوقت احلاضر في اململكة العربية السعودية 1 الرئاسة العامة لدور األيتام: كان أمر العناية باأليتام يشغل بال املؤسس امللك عبد العزيز يرحمه الله, و لقد درج على خطاه إبنه امللك سعود يرحمه الله بافتتاح مزيد من دور رعاية األيتام في مدن اململكة, و مت إنشاء الرئاسة العامة لدور األيتام في وسط الرياض ( م ), بادرت الرئاسة بافتتاح العديد من الدور, حيث بلغ عددها خمسة وعشرين دار لأليتام خالل أقل من عامني, و وضعت الرئاسة الئحة تنظيمية لهذه الدور حتدد خطوات سير العمل بها, و وضع املناهج الدراسية التي ستدرس في هذه الدور. - 2 وزارة العمل و الشؤون اإلجتماعية في عام ( 1380 ه 1960 م ) صدر األمر امللكي القاضي بربط دور األيتام إداريا و ماليا بوزارة العمل و الشؤون اإلجتماعية, و أصبحت تسمى الرئاسة العامة للدور اإلجتماعية, و كانت تشرف على دور األيتام و دور العجزة و دور األحداث, و مراعاة لشعور األيتام بتلك الدور, قامت الوزارة بتغيير أسماء دور األيتام, و أصبحت تسمى دار التربية اإلجتماعية, و كان من أهم ما قدمته الوزارة لأليتام إنشاء دور احلضانة, و دور التربية اإلجتماعية ( بنني و بنات ), و مؤسسة التربية النموذجية لرعاية األيتام الذكور, و دار رعاية أبناء املسلمني األيتام غير السعوديني. 3 دور األسر البديلة في كفالة األيتام سعت الدولة إلى إقرار نظام األسر البديلة املتمثل في قيام إحدى األسر الطبيعية في املجتمع بأخذ أحد األطفال األيتام أو اللقطاء من دور احلضانة لتربيته و رعايته بني أحضانها, و هو نظام يتحقق من خالل كفالة اليتيم التي حث عليها اإلسالم. و تشمل كفالة اليتيم اإلنفاق عليه و تربيته و تعليمه و رعايته, كل ذلك في ظل مراقبة و تقوى الله ابتغاء مرضاته و اجتنابا للجزاء الشديد الذي حذرت منه آيات الكتاب و السنة املطهرة كل متالعب و مسيئ حلقوق اليتيم. ففي عام ( 1395 ه م ) مت إقرار الالئحة األساسية لنظام األطفال احملتاجني للرعاية, حيث تنظم هذه الالئحة معاملة األطفال مجهولي األبوين أو األطفال الذين حرموا من رعاية الوالدين أو أحدهما بسبب الوفاة, أو انفصال الزوجني أو سجنهما أو أي سبب آخر يؤدي إلى حرمان الطفل من الرعاية الوالدية. أ. هدى صالح كيره و يشترط إلسناد حضانة أحد األطفال ألسرة بديلة لرعايته الشروط اآلتية : أن تكون األسرة سعودية اجلنسية. أن تكون األسرة مكونة من زوجني, و أال يتجاوز سن الزوجة اخلمسني عاما, و يجوز عند الضرورة رعايته من قبل إمرأة فقط. أن يثبت الكشف الطبي خلو أفراد األسرة من األمراض املعدية و السارية أال يزيد عدد أطفال األسرة ممن هم دون السادسة من العمر عن ثالثة أطفال أال يكون هناك فرق واضح بني لون بشرة الطفل و لون بشرة أفراد األسرة احلاضنة. أن تكون األسرة حسنة السيرة و السلوك. أن يثبت البحث اإلجتماعي صالحية األسرة لرعاية الطفل اجتماعيا و نفسيا و اقتصاديا. و لألسرة دورا هاما في إكساب الطفل الروح اإلجتماعية من خالل إندماجه في احلياة األسرية, و توفر له حبا حقيقيا فيه تقدير و اهتمام ينبع من املعاملة احلسنة له. و لألسرة دورا أيضا في االهتمام بصحة الطفل فإذا كان صغير يجب تلقيحه ضد كل األمراض مثل شلل األطفال و اجلدري. كما أن لها دورا هاما في تعليم الطفل القراءة و الكتابة و تنمية مهاراته طبقا إلهتماماته و ميوله و رغباته. 4 اجلمعيات اخليرية و دورها في رعاية األيتام بدأت األنشطة اخليرية التطوعية بجهود فردية أو عائلية من خالل صناديق البر اخلاصة, حيث كان القائمون على هذه الصناديق يجمعون األموال و الصدقات من التجار في مواسم اخلير, ثم يقومون بتوزيعها على احملتاجني, ثم توسعت هذه اخلدمات إلى أنشطة أخرى. و قامت وزارة الشؤون اإلجتماعية بتنظيم هذه اجلهود و وضع نظام اجلمعيات و املؤسسات اإلجتماعية األهلية عام ( 1384 ه م ), و الذي ينظم العمل التطوعي و اجلهود األهلية الفردية و اجلماعية من خالل إنشاء مجالس للجمعيات اخليرية و ضبط األمور املالية و اإلدارية بها. و قد بلغ عدد اجلمعيات و املؤسسات اخليرية في نهاية عام 1411 ه ( 108 ) جمعية منها ( 20 ) جمعية نسائية, و بلغ عدد أعضائها ( ) عضوا منهم ( 2183 ) من النساء, و قد بلغ مجموع إيرادات هذه اجلمعيات خالل العام نفسه 496 مليون ريال تقريبا, و مصروفاتها ما يقرب من 392 مليون ريال, كما بلغت إعانات الدولة لها مبلغ مليون ريال, و فيما يلي جهود اجلمعيات : أ اإلشراف على ( 101 ) روضة أطفال يستفيد منها ( ) طفال و طفلة, و ( 9 ) دور حضانة إجتماعية إيوائية تضم ( 415 ) طفال و طفلة, إضافة إلى ( 5 ) أندية لألطفال يستفيد منها ( 3750 ) طفال و طفلة وكذلك ( 20 ) مركزا للرعاية النهارية يستفيد من خدماتها ( 441 ) طفال و طفلة. و بذلك بلغ مجموع الوحدات ( رياض أطفال دور حضانة نوادي أطفال مركز رعاية نهارية ) التابعة للجمعيات اخليرية ( 135 ) وحدة, و بلغ إجمالي عدد األطفال املستفيدين من خدماتها ( ) طفال وطفلة. ب املساهمة في برامج حتفيظ القرآن الكرمي للطالب من اجلنسني. ج املشاركة في إنشاء املراكز الصحية. د تبني بعض املشاريع التي تسهم في رعاية األطفال مثل مشروع ( األسر البديلة و احلاضنة ) و مشروع ( إسعاد الطفولة ), حيث يتم استثمار مبالغ معينة حلساب أطفال دور احلضانة اإليوائية على مدى سنوات تربية الطفل

298 رعاية األيتام محليا و عامليا ه - إنشاء دور منوذجية تشمل احلضانات و رياض األطفال و وحدات طبية متكاملة للعناية الوقائية و العالجية و أقساما للتدريب املهني. و تقيم اجلمعيات اخليرية العديد من احملاضرات و الندوات التثقيفية لألمهات حيث ترتكز موضوعاتها حول رعاية الطفل صحيا و تثقيفيا و اجتماعيا و إجراء مسابقات خاصة به. و في الوقت احلاضر تنتشر العشرات من الدور و اجلمعيات اخليرية, فيوجد أكثر من ( 150 ) جمعية خيرية متنوعة األنشطة, و تقوم الدولة بدعم هذه اجلمعيات اخليرية و مساعدتها لتحقيق أهدافها. و من أهم ما تقوم به اجلمعيات اخليرية تقدمي إعانة نقدية و فنية و عينية و طارئة, كما تقوم بالعديد من البرامج و األنشطة منها برامج رعاية الطفولة و التعليم و التدريب و التأهيل. و فيما يلي بعض األمثلة : جمعية " إنسان " من اجلمعيات األكثر اهتماما باأليتام في الوقت احلاضر اجلمعية اخليرية لرعاية األيتام " إنسان " بحي " دار البيضاء " بالرياض, التي تأسست عام 1419 ه و هي متثل إنطالقة مميزة في العمل اخليري املنظم, و تهدف إلى رعاية اليتيم من خالل تقدمي أوجه الرعاية له ليكون فردا صاحلا في مجتمعه, و قد فازت بجائزة األمير نايف بن عبد العزيز, حيث حصلت اجلمعية على اجلائزة الذهبية عن القطاع اخليري. دار التربية االجتماعية للبنني بالرياض و تتبع وزارة الشؤون االجتماعية بإشراف مباشر من اإلدارة العامة للشؤون االجتماعية بالرياض, و تقوم برعاية األيتام في شتى مجاالت احلياة, و تتركز اجلهود على توفير البيئة البديلة لألسرة التي حرم منها األيتام, و تقوم الدار باإلشراف االجتماعي و التعليمي و النفسي و الصحي و الرياضي و الفني و تقدم مرافق خدمية كاملطبخ و املسجد, و يوجد قسم لألشبال ( 6 12 سنة ) حيث يحتاجون إلى رعاية نفسية و اجتماعية خاصة. دار لأليتام مبدينة بريدة ( قرناس ) تأسست عام 1416 ه, و هي تقدم لأليتام العديد من اخلدمات في مختلف املجاالت االجتماعية و التعليمية و الصحية, إلى جانب خدمات ترفيهية و رحالت و زيارات و رياضة و ثقافة و مكتبة و توفير وسائل النقل اخلاصة بالدار, و جتعل اليتيم يعيش في جو أسري حيث يوجد معلمون و مشرفون يقومون باإلشراف و املتابعة. مركز رعاية األيتام مبحافظة حفر الباطن تأسس عام 1424 ه, و كان في البداية يضم 70 يتيما من الصف الرابع إلى الصف السادس اإلبتدائي, و 15 موظفا منهم إداري و معلم و مشرف برامج و سائق, أما اآلن فبلغ عدد األيتام 209 يتيم من أولى إبتدائي إلى الصف الثالث الثانوي, و 45 موظفا, لرعاية األيتام إجتماعياو صحيا و متابعتهم دراسيا, و تأهيلهم مهاريا و مهنيا للمراحل املتقدمة, و يقوم بوضع برنامج املتابعة الدراسية اليومي ألداء الواجبات, و برامج أخرى لشرح الدروس و مراجعتها, كما يقدم برنامج احللقات القرآنية حلفظ و تالوة القرآن مبا في ذلك منهج الطالب الديني, و يقدم للطالب أيضا حصة في احلاسب اآللي ضمن منهج علمي تطبيقي, و يقوم برحالت حج و عمرة و تقدمي كسوة العيد و الشتاء و السلة الغذائية الرمضانية. املؤسسة اخليرية لرعاية األيتام - الرياض حي دار البيضاء اجلمعية اخليرية لرعاية األيتام - التخصصي تقاطع امللك عبدا لله مع خريص اجلمعية التوعية والتاهيل األجتماعي - الرياض جمعية البر اخليرية بوادي حلي بالرياض أ. هدى صالح كيره الدعوة إلى رعاية األيتام في السعودية هناك العديد من الدعوات التي تدعو إلى رعاية األيتام, منها دعوة نورة آل الشيخ املديرة العامة لإلشراف االجتماعي النسائي مبنطقة مكة املكرمة, في حديث خاص ب»الشرق األوسط«الى إجراء»حزمة«من التعديالت في موضوع رعاية األيتام. وقالت نورة آل الشيخ»إن املجتمع السعودي في حاجة إلى أكثر من دار لرعاية األيتام في كل مدينة منوهة بأن عدد األيتام في السعودية كبير جدا دون أن تشير إلى العدد الفعلي ومن الضروري فتح باب التواصل مع اجلمعيات اخليرية املسؤولة عن رعاية األيتام وأفراد املجتمع من أهل اخلير الذين يرغبون في كفالة ورعاية اليتيم«. وأضافت»ال بد من فتح باب التواصل بشكل أكبر مع أهل اخلير واجلمعيات ودور رعاية األيتام غير مكتفني باالحتضان الدائم لليتيم فمن حق كفيل اليتيم أن يتواصل معه ويعرف عنه أخباره ويجلس معه ويزوره من فترة ألخرى«. واوضحت آل الشيخ عزمها على التعاون مع اجلمعيات اخليرية املتخصصة في رعاية األيتام بتخصيص برامج كفالة اليتيم التعليمية واملستمرة مؤكدة على ضرورة االهتمام بكفالة األيتام التعليمية, واالستمرار في العطاء ليستمر اليتيم في عطائه ملجتمعه. ومستشهدة بعدد من األيتام في الدور حصلوا على درجات متفوقة في املرحلة اجلامعية وجوائز دولية وقالت:»لألسف معظم أهل اخلير الذين يكفلون األيتام يكتفون بتجاوزهم للمرحلة الثانوية دون أن يستمروا في عطائهم مع اليتيم املتفوق والراغب في إكمال مسيرته التعليمية اجلامعية واالبتعاث للخارج «. وتستطرد في حديثها: أن وزارة التعليم العالي منحتهم بعثات للخارج إلكمال دراسة املتفوقني منهم لكن هذا ال مينع من كفالتهم لتغطية مصاريفهم اخلاصة. اهتمام الدول باأليتام هناك العديد من املؤسسات و اجلمعيات في الدول املختلفة التي ترعى األيتام و فيما يلي أمثلة لبعض منها في دول مختلفة : األردن و من األردن " صندوق األمان " و هو جمعية خيرية غير ربحية مسجلة لدى وزارة التنمية االجتماعية تترأس مجلس أمناء الصندوق جاللة امللكة رانيا العبد الله و قد أطلق الصندوق حملة مع بداية شهر رمضان, 2009 بهدف توفير دعم للمنتفعني من الصندوق, و هم األيتام من دور الرعاية االجتماعية و اجلمعيات اخليرية بعد وصولهم سن الثامنة عشر. و يقدم الصندوق دعما للشباب و الشابات في جميع أنحاء اململكة, و يأتي املستفيدون ضمن فئتني : األولى : األيتام الذين عاشوا في دور رعاية األيتام ملدة سنة على األقل. الثانية : األيتام الذين يعيشون ضمن أسرة, و يتلقون الدعم من إحدى جمعيات رعاية األيتام ملدة سنة على األقل, و يعيشون حتت خط الفقر. و يقدم الصندوق مجموعة من البرامج التي تلبي احتياجات الشباب و الشابات األيتام املنتفعني من الصندوق وهي : برنامج املنح الدراسية, و برنامج تكاليف املعيشة و برنامج خدمات و برنامج التدريب و التشغيل و برنامج التأمني الصحي بلغ عدد املستفيدين من برامج الصندوق حتى نهاية عام 2009 ألف شاب و شابة لبنان خصصت لبنان مليار ليرة للمؤسسات و اجلمعيات التي تتولى رعاية األيتام و العجزة و املسنني واملعوقني, حيث تتقاضى كل مؤسسة مساهمة معينة لقاء كل 87 فردا تتولى رعايتهم, و من هذه اجلمعيات " بسمة اليتيم "

299 رعاية األيتام محليا و عامليا مصر و من اجلمعيات التي تقوم برعاية األيتام في مصر جمعية " رسالة ", و هي جمعية خيرية تضم 16 نشاط رعاية أيتام مكفوفني مساعدات األسر الفقيرة دروس تقوية محو األمية تسويق معارض دعاية ورشة فنية ذوي االحتياجات اخلاصة صم و بكم مشاوير خير طبق اخلير فرز و معارض مالبس الزيارات اخلاوجية بنك الدم إعادة التصنيع. السودان و في السودان " منظمة كفالة و رعاية األيتام السودانية " و هي منظمة طوعية خيرية مستقلة غير هادفة للربح تقوم بالتنسيق بني الكافل )من يبحث عن أيتام ليكفلهم( وبني األيتام )احملتاجني للكفالة( ويقصد بطوعية أن من يقومون بالعمل في املنظمة اليتقاضون رواتب واليتقاضون اي مخصصات من اي جهة واملنظمة لها ممثلني واعضاء في دول مختلفة يقومون بالترويج للفكرة ونشرها. فكرة املنظمة األساسية هي التنسيق بني الكافل واليتيم والتنسيق هنا يعني وجود معلومات يتم جتميعها عن االيتام وعن الكافلني ويتم تصنيف هذه املعلومات والبيانات وحتفظ في سجالت, وبعدها يتم التوفيق بني طرفي هذه املعلومات )الكافل الذي يرغب في كفالة يتيم واليجد لذلك طريقا ( و )اليتيم احملتاج للكفالة واليجد طريقا ملن يكفله( ويقوم الكافل بنفسه باالتصال باليتيم )الوصي علي اليتيم( ويتم االتفاق معه/معها علي كيفية حتويل مبلغ الكفالة وإستالمه, و تقوم املنظمة باملتابعة واملساعدة ان لزم األمر.. وقد وجد أن هذه الطريقة تربط الكافل باليتيم بصورة كبيرة وينشأ رابط قوي بينهم, وفي العادة يقوم الكافل مبتابعة اليتيم ملعرفة ظروف دراسته وما يطرأ من إحتياجات خارج مبلغ الكفالة وفي االجازات يقوم بزيارتهم. باكستان و في باكستان دار األيتام " صراط اجلنة " و تقوم برعاية األيتام و تقدمي برامج لهم و تعليمهم القراءة و الكتابة, إلى جانب ورش اخلياطة و أجهزة احلاسوب, و كل ما يخفف عنهم لوعة الغربة, حيث تقدم لهم برامج و جوائز. موريتانيا - و من هذه اجلمعيات جمعية " بسمة و أمل " و هي جمعية شبابية تنموية, تقوم بالعديد من األعمال اخليرية املباشرة مثل كفالة األيتام و مساعدة املرضى و توزيع الطعام و املياه, و أيضا اخلدمات االجتماعية من أجل حتقيق تنمية بشرية. دور منظمة األمم املتحدة في حماية األطفال 1 مؤمتر القمة العاملي من أجل الطفل ع قد مؤمتر القمة العاملي من أجل الطفل في عام 1990 في مقر األمم املتحدة بنيويورك, و دعى إلى إجتماع األمم حلماية األطفال و التخفيف إلى حد كبير من معاناتهم و لتعزيز النمو الكامل إلمكانياتهم كبشر, و احترام حقوق األطفال, و إعطاء مزيد من االهتمام و الرعاية و الدعم لألطفال الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة جدا كاليتامى و أطفال الشوارع و غيرهم, و توفير بيئة مأمونة من خالل األسر و اجلهات األخرى املعنية برعايتهم و رفاههم, و يجب إعدادهم لتحمل املسؤولية في ظل مجتمع حر, و تشجيعهم منذ سنواتهم األولى على املشاركة في احلياة الثقافية ملجتمعاتهم, و خاصة في البلدان النامية, حيث يفتقر األطفال إلى كثير من اإلحتياجات. 2 إتفاقية حقوق الطفل أ. هدى صالح كيره أعلنت األمم املتحدة في اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان أن للطفولة احلق في رعاية و مساعدة خاصتني, فالطفل في حاجة إلى توفير رعاية خاصة, و قد ذكر ذلك في إعالن جنيف حلقوق الطفل لعام, 1924 و في إعالن حقوق الطفل الذي اعتمدته اجلمعية العامة في 1959 و املعترف به في اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان, و في العهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية و السياسية, و في العهد الدولي اخلاص باحلقوق اإلقتصادية و اإلجتماعية و الثقافية, و في املنظمات الدولية املعنية بحقوق الطفل. و قد جاءت إتفاقية حقوق الطفل في عام, 1989 وفقا للمبادئ املعلنة في ميثاق األمم املتحدة بأنه ينبغي إعداد الطفل إعدادا كامال ليحيا حياة فردية في املجتمع و تربيته بروح املثل العليا املعلنة في ميثاق األمم املتحدة, و جاءت هذه اإلتفاقية في 41 مادة, بدأت بتعريف الطفل بأنه كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة, و فيها تتعهد الدول األطراف بأن تضمن للطفل احلماية و الرعاية الالزمتني في جميع املجاالت كالتعليم والصحة و غيرها سواء قامت بها مؤسسات الرعاية اإلجتماعية العامة أو اخلاصة, فاالعتبار األول يولي ملصلحة الطفل. دور الهيئة اخليرية االسالمية العاملية قامت الهيئة بإعداد الكثير من مراكز التدريب املهني في املجتمعات الفقيرة كجزء هام من خطتها في القضاء على الفقر, و توفير فرص العمل للفقراء من خالل اكتساب املهارات و اخلبرات املعلوماتية. و العملية اجليدة التي متكنهم من اإلعتماد على أنفسهم. تشمل املراكز التدريبية الورش امليكانيكية و السيارات و النجارة و األعمال الكهربائية و اللحام و أعمال احلدادة و صناعة قوارب الصيد و كذلك أعمال السكرتارية و احلاسب اآللي و اخلياطة و األعمال الفنية للسيدات. و يعتبر توفير الرعاية لأليتام و األطفال احملرومني و املعوقني من أهم أهداف الهيئة و عنصرا أساسيا في برامجها, و لذلك تقدم الهيئة مجموعة من البرامج اخليرية التي توفر احتياجات األيتام من طعام و ملبس و مأوى باإلضافة إلى اخلدمات التعليمية و الثقافية و اإلجتماعية لتأمني حياة طبيعية و مستقبل مشرق لأليتام. و يقوم برنامج الهيئة بإتاحة الفرصة جلميع األفراد للمشاركة في رعاية األيتام في أي مكان في العالم مببلغ شهري يعادل 30 دوالر أمريكي شهريا أو مايعادلها من أي عمالت أخرى رئيسية, لكفالة يتيما من أيتام املسلمني و رعايته حتى يشب و يعتمد على نفسه, و بذلك ينال األجر و الثواب اجلزيل من الله سبحانه و تعالى. و تقوم برنامج الهيئة ببناء و اإلشراف على دور األيتام في كثير من البالد, بعض دور األيتام ملحقة باملساجد و بعضها صمم كجزء من املشاريع املتكاملة للهيئة, التي غالبا ما حتتوي على مشروع إنتاجي و مسجد و دار لأليتام و وحدة صحية و بئر ماء و مدرسة لتأمني التعليم الكافي لليتيم, و مثال على ذلك مركز اخلدمات اإلجتماعية في عاصمة بوركينافاسو و أوغندا. و ال تقتصر دور الهيئة على تقدمي املساعدات األساسية, بل تسعى الهيئة إلى إعداد هذه الدور بحيث تهيئ الوسط املناسب للتربية الصاحلة ليشعر اليتيم باحلب و األمن و الرعاية التي تعوضه عما فقده من حنان و رعاية أبوية, فيشب شخصا واثقا من نفسه و ال يكون عالة على غيره. و تعمل الهيئة باستمرار على رفع مستوى أداء دور األيتام و حتسني املرافق و الصيانة الالزمة و توفير العاملني األكفاء لتأمني حياة طبيعية لأليتام

300 رعاية األيتام محليا و عامليا 4 التوسع في تقدمي خدمات لأليتام عن طريق افتتاح فروع و دور جديدة. أ. هدى صالح كيره 5 الدعوة إلى النشاط األهلي التطوعي من منطلق تعاليم الشريعة اإلسالمية الداعية إلى البر و اإلحسان و العطف على األيتام و رعايتهم, حيث يكثر احملسنون و فاعلي اخلير. 6 الدعوة إلى رعاية األطفال األيتام املسلمني في جميع أنحاء العالم, و توسيع اخلدمات التي تقدم لهم. املراجع الرواجبة, عايدة, موسوعة العناية بالطفل و تربية األبناء, دار أسامة للنشر و التوزيع, األردن, 2000 م. السدحان, عبد الله, رعاية األيتام, الناشر العربي, الرياض, 1999 م. الصديقي, سلوى عثمان عباس, املدخل االجتماعي للسكان و األسرة, دار املعارف اجلامعية, 2005 م. الصالح, محمد أحمد, التكافل اإلجتماعي في الشريعة اإلسالمية, العبيكان للطباعة و النشر, الرياض, 1993 م. الهطالني, مضاوي حمد, دراسة تاريخية في التطور السياسي و اإلقتصادي و اإلجتماعي و الثقافي, مكتبة العبيكان, الرياض 1417 ه. جيمس ب. غرانت, وضع األطفال في العالم, األردن عمان, الرعاية اإلجتماعية في اململكة العربية السعودية, وزارة اإلعالم, اململكة العربية السعودية, دار األرض, الرياض, 1991 م abdlmalekaljaber.blogspot.com whois.domaintools.com/sonaarim.net التعاون مع الهيئات اخليرية تسعى الهيئة اخليرية االسالمية العاملية للتعان مع جميع املنظمات و الهيئات العاملة لرعاية األيتام املسلمني في العالم, عن طريق بناء دور األيتام و اإلشراف عليهم و تقدمي الرعاية و التعليم و اخلدمات الصحية و اإلجتماعية لهم. و للهيئة أنشطة و عالقات متميزة مع جمعية األيتام في الهند, و جمعية التراث اإلسالمي و الثقافة في جامبيا و اإلحتاد اإلسالمي في بوركينافاسو و اجلمعية التعاونية في السنغال و غيرها, حيث تقوم هذه الهيئات و غيرها باإلشراف على نشاط الهيئة لرعاية األيتام, و خاصة تنفيذ و إدارة دور األيتام. النتائج : 1 كانت تقوم رعاية األيتام على اجلهود الذاتية, أما حاليا فإنها تستند على النظم املؤسسية و القواعد العلمية. 2 كانت رعاية األيتام تعتمد على جانب كبير من التبرعات و الصدقات من األثرياء, أما حاليا فهي ضمن ميزانية الدولة الرسمية, حيث يرصد لها سنويا املبالغ الالزمة لرعاية و تعليم و إصالح األيتام. 3 كانت مراكز رعاية األيتام محدودة و تتركز في املدن الرئيسية ( املدينة املنورة و مكة املكرمة و الرياض ), في حني في وقتنا احلاضر ارتفع عددها و امتازت بالتطور. 4 كانت رعاية األيتام مقتصرة على الرعاية املؤسسية من خالل الدور اإليوائية, و لكن حاليا امتازت بالتوسع الكيفي و أصبح هناك الرعاية في البيئة الطبيعية و األسر البديلة إلى جانب الرعاية املؤسسية. 5 تقوم حكومة اململكة اآلن برعاية األيتام الرعاية االجتماعية الشاملة, و هو فضل من الله الذي وفق قادتها ووالة أمورها إلى اخلير, و هداهم إلى الطريق باستغالل هذه النعم التي أنعم الله بها على هذه البالد, و توجيهها الوجهة الصحيحة إلى رعاية كل من يحتاج إلى الرعاية في ظل العقيدة اإلسالمية السمحة التي سارت عليها اململكة منذ البداية و ستظل على نهجها. 6 هناك اهتمام عاملي برعاية األطفال احملتاجني, فجاءت اتفاقية حقوق الطفل, حيث أعلنت األمم املتحدة أن للطفل حق احلماية و الرعاية الالزمتني في جميع املجاالت كالتعليم والصحة و غيرها سواء قامت بها مؤسسات الرعاية اإلجتماعية العامة أو اخلاصة. 7 تتعاون الهيئة اخليرية االسالمية العاملية مع جميع املنظمات و الهيئات العاملة لرعاية األيتام املسلمني في العالم, عن طريق بناء دور األيتام و اإلشراف عليهم و تقدمي الرعاية و التعليم و اخلدمات الصحية واإلجتماعية. التوصيات 1 الدعوة إلى توفير اإلعتمادات املالية لتغطية جميع حاالت األيتام. 2 اإلنتقال مبشروع الضمان اإلجتماعي من مشروع خدمي إلى مشروع إنتاجي. 3 العمل على األخذ بيد اليتيم حتى يعتمد على نفسه في كسب قوته في أقل فترة ممكنة, بحيث ال يظل محتاجا ملساعدة الضمان اإلجتماعي

301 أ. هياء سعد احليد تصور مقترح لبرنامج تدريبي وتأهيلي إلعداد األم البديلة في دور الرعاية االجتماعية التابعة لوزارة الشؤون االجتماعية إعداد: األخصائية النفسية/ هياء سعد احليد ملخص ورقة العمل تولي حكومتنا الرشيدة اهتماما بالغا برعاية األيتام ومن في حكمهم ومن ذلك املنطلق فإن دور الرعاية اإلجتماعية باململكة العربية السعودية حتظى باهتمام ملحوظ من ق بل وزارة الشؤون اإلجتماعية نحو فئات غالية حث الرسول الكرمي على االهتمام بأمرها ورعايتها ومن ذلك ما قامت به من جهد ملموس في نظام دور الرعاية اإلجتماعية واإلقتراب به نحو نظام الرعاية األسرية الطبيعية بدال من نظام الرعاية املؤسسية والذي إنعكس على إستقرار وتكيف املشمولني بالرعاية داخل هذه الدور سواء من ناحية نفسية أو إجتماعية وأساس هذا النظام األسري الذي مت العمل به هو ما يسمى باألم البديلة وهي من تقوم برعاية ذوي الظروف اخلاصة داخل هذه الدور والقيام بأمورهم كأم مسئولة عنهم في بيئة مشابهة لألسرة الطبيعية وذلك تعويضا لهم بجزء مما يفتقدون إليه واملتمثل في حنان األم ورعايتها وإهتمامها وتربيتها. ونظرا ملا لألم البديلة من دور في التأثير على األطفال وتنشئتهم بإعتبار أن اخلمس سنوات األولى من عمر الطفل هي األساس في تكوين شخصيته والتسليم بإختالف البيئات اإلجتماعية واملستويات التعليمية واخللفيات الثقافية لكل أم بديلة وبناء على ذلك فقد جاءت هذه الورقة باقتراح إعداد برنامج تدريبي وتأهيلي لألمهات البديالت من عدة نواحي شخصية كانت أم إجتماعية أم تربوية أم نفسية ومن أبرز بنوده تصميم برنامج تدريبي مكثف ما بني ثالثة إلى ستة أشهر إلزامي لكل أم بديلة. وذلك إليجاد جيل مستقبلي على قدر من السالمة النفسية واإلجتماعية والتربوية فأطفال اليوم هم جيل الغد الذي ننتظر منه املميزون الناجحون ممن هم داخل دور الرعاية اإلجتماعية. املقدمة: نظرا ملا لألم من دور أساسي مسلم به في األسرة الطبيعية فلها أضعاف ذلك كأم بديلة داخل أروقة دور الرعاية اإلجتماعية فهي تربي جيل يحتاج رعاية دقيقة من نوعها لتخفف من آثار وضعهم اإلجتماعي املختلف عن غيرهم وتعويضهم قدر اإلمكان لإلقتراب بهم نحو السالمة النفسية واالجتماعية. لذا مت إقتراح تصور من أبرز بنوده: تصميم برنامج تدريبي مكثف بإشراف من وزارة الشؤون اإلجتماعية ميتد ما بني ثالثة إلى ستة أشهر ويكون إلزامي لكل متقدمة كأم بديلة وبعد انتهاء إلتحاقها بالبرنامج يتم تقييمها وفق عدة ضوابط كما هو معمول به في قرى األطفال بالقاهرة. أهداف الورقة: إعداد أمهات بديالت على قدر من الكفاءة وتولي املسئولية بشكل سليم ال يخلف آثار ورواسب غير مقصودة من القائمات على تربية ذوي الظروف اخلاصة أو األيتام مختصرين في ذلك الوقت واجلهد والطاقة في سبيل إقصاء كل ما من شأنه التقصير والتنوير و اإلستبصار بطرق التربية السليمة وحل املشكالت والتعرف على مطالب النمو وحاجاته وذلك من أجل حتقيق السالمة النفسية والتربوية واإلجتماعية في بيئة بنظامها األسري هي أقرب ما تكون لألسرة الطبيعية. ويكون هذا البرنامج التأهيلي والتدريبي قبل فترة عملهن كأمهات بديالت مع أهمية إستمرار ذلك بشكل دوري من فترة ألخرى لترشيدهم وتبصيرهم ملا يعترضهم وال يقل أهمية عن ذلك توفير اإلستشارة الهاتفية وبسرية تامة للتعامل األمثل مع ما يواجهها. 575

302 تصور مقترح لبرنامج تدريبي وتأهيلي إلعداد األم البديلة أهمية الورقة: نظرا ألهمية الدور امللقى على عاتق النساء احلاضنات في دور األيتام وتأثيرهم على ثمار سيجنى قطافها مستقبال فقد ترتب على ذلك أهمية اإللتفات إلى تبني مقترح يقوم في محتواه على إعداد وتأهيل األمهات البديالت الالتي يقمن بتربية جيل في مرحلة الطفولة واملراهقة وحتى الرشد. الطفل احملروم: ليس من اليسير التعريف اجلامع املانع للطفل احملروم لتنوع هذا املفهوم ولتعدد مظاهر احلرمان ولتشعب وجهات النظر في أبعادها اإلجتماعية والنفسية والتربوية والدينية وسواها. ولكن ميكن تتبع أهم تعريفات الطفل احملروم متهيدا للوصول لصياغة تعريف إجرائي ليساعد في التعامل اإليجابي مع مسألة الطفولة واحلرمان. أوال : احلرمان لغة يعني املنع أو عدم احلصول على رزق أو خدمة أو هو خسران حق أو ملك أو حاسة. ثانيا : يشير معجم مصطلحات التنمية اإلجتماعية) 1983 م( إلى أن الطفل احملروم هو الطفل اللقيط أو املتخلى عنه والذي يولد ألب وأم مجهولني أوال يرتبطان بعالقة زوجية شرعية فينبذانه للتخلص منه. ويربط املعجم املذكور مفهوم احلرمان مبفهوم اإلعالة ويحدد بالتالي الطفل املعال charger( de- enfant a أو )dependent child بأنه كل طفل يحتاج للمساعدة من قبل السلطات العامة كاملتخلى عنه وجميع من ال يستطيع آبائهم العناية بهم وتربيتهم بشكل عادي أو اللذين يصبح آباؤهم خطرا عليهم. ثالثا: يشير سمير نوف )1985( إلى أن احلرمان في مجال التحليل النفسي يقاس بالنسبة إلشباع احلاجات األساسية للطفل من عدمه وهذه احلاجات ال ميكن أن تكون مقتصرة على احلاجات الضرورية احلافظة للحياة ولكنها تشمل وبنفس األهمية حاجات النمو العاطفي واإلجتماعي ومن هنا يعبر احلرمان عن جملة من اإلحباطات املبكرة وذلك على صعيد التقصير في حقوق الطفل. ويشير سمير نوف في سياق تعريفه للطفل احملروم إلى أهمية دور األم في حياة الطفل وإلى خطورة احلرمان منها على اعتبار أن أحد الشروط املهمة والرئيسية التي تؤمن صحة الطفل هي إقامة عالقة عطف مستمرة ومطمئنة بني األم وطفلها وهذه العالقة في نظره ضرورية لرقابة القلق و الشعور باأللم والتي يجب أال تتعدى الدفاعات النفسية الطبيعية ومن هنا يشير سمير نوف إلى أن احلرمان ميثل غياب عالقة العطف املستمرة واملطمئنة بني األم والطفل. رابعا : يعرف كيلمر براينجل kellmerم pringple 1971 الطفل احملروم من خالل تعريفه للفظ احلرمان بأنه الطفل الذي يعيش في مؤسسة رعاية إما ملدة طويلة أو بشكل دائم وهو بهذا يكون محروما من الرعاية األسرية الطبيعية. خامسا : وتقدم فكتوريا باسيو victoriaم bassio 1971 تعريفا مختصرا للطفل احملروم الذي يعني عندها كل طفل ال ميكنه العيش في أسرته الطبيعية ويتم رعايته في مؤسسة. وهكذا ميكن تطوير تعريف إجرائي للطفل احملروم بالقول بأنه الطفل الذي يحرم من الرعاية األسرية منذ والدته أو بعد ذلك ويعيش في مؤسسة رعاية إيوائية وهو أيضا من يفتقد الرعاية الصحيحة من قبل أبويه حتى مع بقائه معهما. الرعاية البديلة: يعتبر مفهوم الرعاية البديلة من املفاهيم األساسية ذات الصلة برعاية وتربية الطفل احملروم من الرعاية أ. هياء سعد احليد األسرية وهو من املفاهيم املستخدمة في علم النفس وعلم نفس النمو وعلم النفس التربوي وعلم اإلجتماع وعلم النفس اإلجتماعي وغيرها من العلوم ذات العالقة. ميكن إستعراض جملة من التعريفات ملفهوم أو مصطلح الرعاية البديلة وذلك على النحو التفصيلي التالي:- أوال : يشير األستاذ محمود حسن 1982 {م }إلى أن لفظ الرعاية البديلة يطلق على كل الوسائل التي توظف لتربية ورعاية الطفل بعيدا عن أسرته إما في مؤسسات متخصصة أو في أسر بديلة. ثانيا : يقصد بالرعاية البديلة للطفل كل خدمة أو برنامج يوضع لكل إنسان فقد املصدر الطبيعي إلشباع حاجاته وتلبية رغباته وهي في مجال رعاية الطفل تعني كل تلك البرامج واخلدمات الصحية والغذائية والنفسية واالجتماعية والثقافية التي تقدم للطفل الذي حرم بشكل كلي أو جزئي دائم أو مؤقت من رعاية أسرته الطبيعية وذلك بهدف تعويضه عن هذا النقص أو الغياب ومتكينه من احلصول على البديل املناسب. ويشمل مفهوم الرعاية البديلة مسألة إستبدال شيء بشيء قد يكون مكافئا له وقد ال يكون كذلك وهنا يقف البديل في موقع مقايضه يشوبها غموض التماثل من عدمه وبالتالي بروز أهمية األصيل حيث تكون الرعاية البديلة مجرد بديل عن أصيل وهي بهذا غير أصيلة وال ميكنها أن حتل محل األصيل وإذا كان مفهوم الرعاية األسرية يعني قيام أشخاص طبيعيني كاألب واألم بتوفير الرعاية والتربية املطلوبة ألطفالهما فإن الرعاية البديلة قد يقوم بها شخص طبيعي وكذلك قد يقوم بها شخص إعتباري كمؤسسة إجتماعية تنشأ بحكم القانون للقيام مبهمة توفير التربية والرعاية البديلة للطفل احملروم والبديل اإلعتباري سواء كان أسرة بديلة أو مؤسسة فهو فقط وسيلة لعالج املشكالت الناجمة عن تفكك األسرة أو تقصيرها في القيام بواجباتها في تربية ورعاية أطفالها. وفي إطار مفهوم الرعاية البديلة يدعى الطفل املرعي بديال )الطفل املعال أو املعول(وهو في كل األحوال يشير إلى كل طفل غالبا ما يحتاج ملساعدة السلطات العامة مثل األطفال املتخلى عنهم ومن ال يستطيع آباؤهم العناية بهم وتربيتهم بشكل طبيعي أو هم األطفال فاقدو السند العائلي. أ/الدور اإلجتماعية ومؤسسات الرعاية: يعتبر أسلوب الرعاية البديلة للطفولة احملرومة من الرعاية األسرية في مؤسسات إيوائية متخصصة من األساليب التي طورتها املجتمعات ملواجهة احلاجات املتزايدة لعدد من األطفال ملن يتوالهم بالرعاية والعناية من جهة ولقد لعبت املؤسسات اإليوائية لرعاية الطفولة دورا معينا في توفير العناية والرعاية ألعداد كبيرة من األطفال الذين حالت ظروفهم دون إستمرار الرعاية األسرية لهم. وتعرف الرعاية داخل املؤسسات بأنها: أسلوب في الرعاية اإلجتماعية يقضي برعاية الشخص داخل مؤسسات الرعاية اإلجتماعية وتوفير حاجياته املعيشية وإعداده بالتعليم والتدريب ويتبع هذا األسلوب مع فئات املعوقني وكبار السن واأليتام واألحداث واجلانحني...الخ. ب/األم البديلة: تعرف بأنها: سيدة تقوم بالنسبة لألطفال مقام األم أي بديلة لألم وتقوم بتربيتهم والعناية باملنزل والقيام بالطهو وتلبية احتياجاتهم باملبيت على مدى خمسة أيام متواصلة ثم تنوب عنها اخلالة اليومني املتبقني. لذا حرصت وزارة الشؤون اإلجتماعية في اململكة العربية السعودية تبني أساليب مختلفة لتكون كبديل عن الرعاية األسرية املفقودة والسند العائلي املطلوب في املؤسسات اإلجتماعية اإليوائية ومن ذلك ما تسمى "األم

303 تصور مقترح لبرنامج تدريبي وتأهيلي إلعداد األم البديلة البديلة" و"اخلالة" لإلقتراب من الرعاية األسرية كما هو معمول به في فلل دار احلضانة اإلجتماعية بالربوة التي أنشئت عام 1424 ه. فقد وجد أن األطفال الذين يحرمون نهائيا من أمهاتهم نتيجة لوفاة األم أو ألي أمر آخر مثل أطفال املالجئ فإنهم يتغلبون إلى حد ما على هذا احلرمان العاطفي القاسي إذا كان لهم بدائل لألمهات يقمن مبثل وظائف األمهات ويبادلنهم حبا بحب وعطفا بعطف. مثل هؤالء األطفال يبدون أحسن حظا في سرعة منوهم من أقرانهم الذين ال يجدون بدائل ألمهاتهم. وال يغني عن األم البديلة ملثل هؤالء األطفال كثرة من يعنون بهم. فالطفل في حاجة إلى إقامة عالقات عاطفية مع أم واحدة ال مع عدد كبير من األمهات. احلاجات األساسية للطفل: يطلق عليها في علم نفس النمو "حاجات أو مطالب النمو" tasks( )developmental وهذه احلاجات بعضها مادي وبعضها معنوي بعضها يتعلق بإشباع احلاجة للغذاء والكساء والدواء وبعضها يتعلق بالنضج النفسي واإلجتماعي والعاطفي. إن التعرف على حاجات أو مطالب منو الطفل يعتبر أمرا ضروريا للتعرف على دالالت مصطلح احلرمان وذلك ألن احلرمان مفهوم نسبي يقاس بنوع احلاجات التي يلزم إشباعها للطفل. وقد طور هافيجرست havighurst 1975 مفهوم مطالب أو حاجات النمو والتي تعبر عن مدى توفر اإلشباع املناسب لكل حاجة من حاجات أو مطالب منو الطفل في كل مرحلة عمرية من حياته ومدى أهميتها وخطورة عدم إشباعها أو اإلفراط في إشباعها وترتبط حاجات أو مطالب منو الفرد بعضها ببعض بشكل تكاملي بحيث تؤثر مطالب أو حاجات منو الطفل في سني طفولته املبكرة مثال على مطالب وحاجات منوه في الطفولة الوسطى و املتأخرة ولهذا أشار الدكتور فؤاد السيد ) 1975 م( إلى أن كل مطلب من مطالب النمو يظهر في املرحلة املناسبة له وحتقيق هذه املطالب يؤدي إلى سعادة الفرد ويؤدي أيضا إلى حتقيق املطالب األخرى التي تظهر إما في هذه املرحلة أو في املراحل التالية لها كما أن فشل الطفل في حتقيق هذه املطالب يتسبب في حدوث صعوبات تعرقل النمو وحتدث خلال فيه. وتنتج مطالب النمو من تفاعل جملة من العوامل منها ما هو عضوي ومنها ما هو نفسي وعاطفي وإجتماعي و أخالقي وتلعب األسرة دورا مهما ورئيسيا في تلبية إحتياجات منو الطفل وتوفير البيئة املناسبة قدر اإلمكان ليحقق الطفل منوه بشكل متزن وبقدر ما تسمح به استعداداته. ولهذا ع د اإلهتمام بالقائم بشؤون الطفل أو املربي أمرا في غاية األهمية. أهمية دور األم بالنسبة للطفل: يعد إحتياج الطفل لألم من األمور الطبيعية البديهية ألن الطفل ال يستطيع رعاية نفسه وتعتبر طفولة اإلنسان أطول طفولة في الكائنات احلية من حيث الفترة الزمنية. إن العالقة املتبادلة بني الطفل وأمه لها تأثير ال يستهان به لتكيفه مبجتمعه في مستقبل حياته. وإن احلرمان من العطف واحلب وقت الطفولة قد يؤدي إلى آثار سيئة إذ يتأخر الصغار في األداء العقلي وتستمر آثاره باقية حتى إذا تغيرت ظروفهم إلى أحسن. ومن عدة بحوث مت االستنتاج بأن حاجة الصغير إلى عطف ومحبة أمه أو من يقوم مقامها على جانب كبير من األهمية إلطراد منو الطفل العضوي والنفسي معا. أ. هياء سعد احليد لقد فطن "هيرمان جماينر" إلى هذه احلقائق وهي أهمية األسرة واألم في حياة الطفل. فهداه تفكيره إلى تنشئة األطفال األيتام واحملرومني من عطف آبائهم وتربيتهم في أسر أقرب إلى األسر الطبيعية بقدر املستطاع بحيث يكون هناك من يقوم بدور األم في األسرة فاألم اعتبرها دعامة كل مجموعة وعليها جناح أو فشل املشروع مما دعاه إلنشاء ما يسمى بقرى األطفالs.o.s. وأكد األستاذ فؤاد السيد ) 1975 م( في دراسته لألسس النفسية للنمو على أهمية دور األبوين وخاصة األم في تيسير عملية منو الطفل وأن غياب هذا الدور تكون له إنعكاسات سلبية مرتبطة بتأخر النمو اجلسمي والعقلي واللغوي واإلجتماعي وتصاب شخصية الطفل في مجملها بضرر بالغ. ورغم ما قد يظهره القائمون على رعاية الطفل وتربيته في املؤسسة من عواطف إنسانية نحوه فإن للطفل كما يرى موريس )1979 م( قدرة كبيرة على حدس وإدراك قيمته ومنزلته واجتاه املتعاملني معه نحوه وأن العواطف املصطنعة إن إستطاعت أن تخدعه مرة فال ميكن أن تستمر في خداعه..وال ميكنها أن تعوض الطفل عن احلب الصادق الثابت واملتواصل وأن احلب احلقيقي للطفل والرغبة فيه يعتبران شرطا أساسيا لنموه ونضجه العاطفي. وطاملا أن رعاية وتربية األطفال في املؤسسة اإليوائية متقلبة لتقلب أمزجة وقدرات املتعاملني معهم فإن هؤالء األطفال يعانون من نتائج هذا التقلب والتعاقب على عالقاتهم حيث يظهر لدى بعضهم نوعا من اإلنطواء واإلنسحاب من العالقات ويكون بعضهم أقل ميال لآلخرين وأقل إرتباطا بهم ويسود عالقات بعضهم نوعا من الصراع والعناد واملزاجية فهم قد يبدون أحيانا أكثر إجتماعية وأحيانا أخرى ينفجرون غضبا وعدوانية وميكن اإلستشهاد هنا مبا أشار إليه أموارق الطيب ) 1992 م( من وجود شبه إجماع بني الباحثني على أن عدم اإلتساق والتذبذب في تربية األطفال سواء داخل األسرة أو أي مؤسسة أخرى له آثار سلبية على منو الطفل وتوافقه. أهمية السنوات األولى من عمر الطفل: إن السنوات األولى في حياة الفرد هي الدعامة األساسية التي تقوم عليها بعد ذلك حياته النفسية واإلجتماعية بجميع مظاهرها إذ فيها يدرك الطفل نفسه في متايزها عن غيرها من اجلمادات واألفراد اآلخرين أي أنه يتميز بفرديته عن العالم احمليط به وفيها تنمو القدرة اللغوية إلى احلد الذي يستطيع معه الطفل أن يتفاهم مع أسرته وفيها تنمو قدرته على الدفاع عن نفسه وتنمو أساليب هذا الدفاع هجومية كانت أم هروبية وفيها يخضع لتقاليد البيئة ويساير بذلك نظم اجلماعة ومعاييرها وفيها يتحول تقديره للناس من مجرد املنفعة الشخصية إلى العالقات اإلجتماعية الصحيحة. يتأثر سلوك الفرد خالل مراحل حياته بخبرات طفولته املبكرة. ومبا أن بيئة الطفل في باكورة حياته ال تخرج عن محيط البيت واألسرة فإن تلك البيئة تلعب دورها الرئيسي في تكوين شخصيته وما ستصير إليه تلك الشخصية في حياتها املقبلة. وبالرغم من أن شخصية الفرد تخضع بعد ذلك وخالل مراحل احلياة املتتابعة ملؤثرات مختلفة وذلك عندما يكبر الفرد ويتسع نطاق بيئته االجتماعية وتزداد خصوبة خبراته إال أن جوهر شخصيته كما تكون في الطفولة املبكرة يظل هو احملرك الرئيسي. وكان العالم النمساوي "سيجموند فرويد" freudأول من قرر أهمية السنوات األولى من عمر الطفل وإعتبرها هو ومجموعة من العلماء الذين جاءوا بعده سنوات حرجة تكوينية ذات تأثير بالغ على منو الطفل في املراحل الالحقة من عمره. واعتبر فرويد هذه السنوات التكوينية مسؤولة عن معظم املشكالت النفسية واإلضطرابات العقلية وعدم القدرة على التكيف اإلجتماعي الذي قد يعاني منه األفراد عند الكبر

304 تصور مقترح لبرنامج تدريبي وتأهيلي إلعداد األم البديلة أهمية الوعي بأسس ومبادئ رعاية الطفولة: إن من أساسيات رعاية الطفل وحسن تربيته اإلملام بحاجات الطفل وطرق إشباعها وكلما كان املربني على دراية وإملام بهذه األمور كلما زادت قدرتهما على رعاية وتربية األطفال وكلما نقصت دراية األبوين وإملامهما بأسس ومبادئ رعاية الطفولة كلما كان ذلك مدعاة للحرمان وإساءة املعاملة وكيف ال وفاقد الشيء ال يعطيه. ويعتبر التعليم والوعي بأساليب رعاية الطفولة وإدراك طبيعة حاجاتها ومشاكلها واملتطلبات الالزمة ملواجهتها من اجلوانب املهمة التي تلعب دورا أساسيا في التعامل بقدر عال من الكفاءة مع احتياجاتها ومشاكلها. وهكذا ميكن القول أن غياب املستوى التعليمي اجليد واملعرفة املناسبة بأمور الطفل وأسس ومبادئ رعايته قد يقلل من كفاءة األسرة الطبيعية وقدرتها على فهم طبيعة وإدراك حاجاته ومساعدته على حل مشاكله وقد يدفعها سوء الفهم إلى سوء تقدير حاجات الطفل وإلى اإلفراط أو التفريط في إشباعها مع ما يتصل بذلك من خلل في النمو ومن التعرض لشتى أنواع احلرمان. فقد أكدت دراسة لوراني} 1993 { ) Lorraine (على أن إمكانيات مقدمي الرعاية لألطفال وكفاءة نوعية الرعاية التي يقدمونها لألطفال ترتفع نتيجة التدريب املكثف والذي يجب أن يغطي عدة جوانب هي: حاجات الذين يتم رعايتهم منوهم تفاعالتهم الشخصية األنشطة الالزمة لهم توقعات العمل ضغط اإلدارة. هذا وأكدا برون وسافيكي) brown&saviki){1985 { على أهمية تزويد مربيات األطفال والعاملني في املؤسسات الداخلية التي ترعى األطفال بالتكنيكات التي تصلح مع تعديل سلوك األطفال مع إعطاء أمثلة وتوضيحات وثيقة الصلة باملشكالت وأن التعامل مع مشكالت األطفال اليومية سوف يكون نظاما جذابا لتدريب هيئة العاملني مع األطفال. مت إقتراح تصور من أبرز بنوده : أ. هياء سعد احليد املقترحات : 1 /تصميم وتنفيذ برنامج تدريبي تأهيلي مكثف قبل إعتماد صالحية األم البديلة للعمل ميتد ما بني 3-6 أشهر ويكون إلزامي وعلى كل أم بديلة إجتيازه لتنمية مهاراتهن ومعارفهن. 2 /يحتوي البرنامج على:دورات تدريبيه ومحاضرات حول مواضيع هامة كأساليب التعامل وحاجات الطفولة ومراحل النمو ومطالبه وتنمية معارفهن حول املراحل العمرية والتعامل معها واملشكالت السلوكية لكل مرحلة عمرية وإرشادهن إلى إحتياجات ذوي الظروف اخلاصة النفسية واإلجتماعية وغيرها ويستمر تقدمي ذلك لهن بشكل دوري من فترة ألخرى أثناء عملهن نظرا الن غالبيتهن في مستوى تعليمي منخفض ولم يدرسن النواحي التربوية والنفسية واإلجتماعية وتأثير ذلك على تنشئتهم لألطفال بدون تأهيل معرفي. 3 /تقدمي اإلستشارة واإلرشاد والتوجيه بشكل مستمر ألي أم بديلة ولو هاتفيا من ذوي أو ذوات اإلختصاص واخلبرة ممن هم في نطاق وزارة الشؤون االجتماعية أو باإلستعانة من خارجها وتلقي أي إستشاره منها قبل أو أثناء إلتحاقها بالبرنامج وأهمية مواصلة تقدمي ذلك حتى بعد إجتيازها وعملها نظرا ملا قد يعترضها وبسرية تامة. 4 /تقييم األم البديلة وفق عدة ضوابط كوضعها الصحي واملتمثل في خلوها من األمراض الصحية املزمنة أو املستعصية. ووضعها اإلجتماعي األسري واملتمثل في تفضيل من ليس لديها أطفال صغار هم بحاجة لها وللتقليل من غيابها. ووضعها النفسي إن أمكن وذلك بإخضاعها لقياس وتقييم نفسي سابق لتجنب أي رواسب نفسية تؤثر على عالقتهن باألطفال. 5 /أهمية إعداد وتأهيل األم البديلة بالقدر الذي توليه وزارة الشؤون االجتماعية وما يقوم به مركز البحوث والدراسات اإلجتماعية لألم احلاضنة كونهن يقمن بالتعامل مع أصعب املراحل العمرية بدأ بالطفولة واملراهقة وحتى الرشد. 6 /اإللتفات للحوافز املادية واملعنوية وتقدير ما تقوم به األم البديلة حيث أن مشاعر اخلوف والقلق تزداد عندما يتلقى الطفل رعاية بديلة من أشخاص متغيرين تبعا لتخلي األم عن دورها بسبب تركها العمل في املؤسسة. 7/ حصول من لديها مؤهل ومستوى تعليمي جيد على إمتيازات مقارنة بغيرها. التوصيات: أن احلاجة ماسه إلى العمل على تأهيل األم البديلة ألنها هي األساس في النظام األسري وبقدر ما يعطى لها من إهتمام وإلتفات بقدر ما ينعكس ذلك على من تقوم برعايتهم ويتضح اإلفتقار إلى دراسات ومراجع عن األم البديلة في دور الرعاية االجتماعية باململكة العربية السعودية وحاجاتها ومشكالتها والضغوطات التي تواجهها بشكل متعمق بالرغم من إستنتاج بعض الدراسات في نتائجها على أن األطفال داخل الدور االجتماعية املطبقة للنظام األسري هم أكثر تكيف مقارنة بغيرهم إال أننا نرى قلة اإلهتمام والدراسات حول العنصر األساسي الذي يقوم عليه هذا النظام األسري وهو األم البديلة األمر الذي يستدعي احلاجة إلى تسليط الضوء على ذلك من أجل تطوير ما هو قائم لألفضل. املراجع أحمد زكي بدوي : معجم مصطلحات الرعاية والتنمية االجتماعية الطبعة األولى دار الكتاب املصري القاهرة.دار الكتاب اللبناني بيروت ثناء العاصي : دراسات في الطفولة-قرى األطفال- دار املطبوعات اجلديدة القاهرة بدون سنه. عبد السالم بشير الدويبي : الطفولة وفقدان السند العائلي الطبعة األولى الدار العربية مدينة نصر.2005 فؤاد البهي السيد : األسس النفسية للنمو من الطفولة إلى الشيخوخة الطبعة الرابعة دار الفكر العربي القاهرة مايكل راتر : ترجمة- ممدوحه محمد سالمه احلرمان من األم مكتبة األجنلو القاهرة بدون سنه. جنوى إبراهيم مرسي الشرقاوي و هناء أحمد أمني محمد : نحو تصور مقترح من منظور املمارسة العامة للتعامل مع مشكالت مقدمات الرعاية لألطفال األيتام باملؤسسات اإليوائية مجلة كلية اآلداب جامعة حلوان العدد 17 يناير

305 د. وليد السيد احمد خليفة التوجهات احلديثة كمدخل تشخيصي عالجي مقترح للحد من املشكالت السلوكية التي تواجه العمل مع األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة إعداد: د. وليد السيد احمد خليفة قسم التربية اخلاصة كلية التربية - جامعة الطائف مقدمة : تعتبر قضية األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة Handicapped Orphans من أهم القضايا الدينية واإلنسانية واالجتماعية واالقتصادية املطروحة على ساحة األلفية الثالثة حيث إن لها أبعاد تربوية ووقائية عالجية وعلى هذا أصبح هؤالء األطفال بؤرة اهتمام معظم املجتمعات الدولية لوجود مشكالت سلوكية حقيقة ملموسة تواجه العمل مع األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة وتتمثل في اضطرابات التعلم والنشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه التى تنعكس سلبا على أدائهم األكادميي عند مقارنتهم بأقرانهم العاديني لذا فهم فى مسيس احلاجة إلى جهد مستمر ومتواصل ورعاية شاملة ومتكاملة من شتى املؤسسات االجتماعية سواء كانت مؤسسات األيتام اخليرية أم املدرسة أم مراكز البحث العلمي أم املجتمع بشكل عام وذلك بهدف رعايتهم لكي يحيوا حياة طبيعية فعالة ومنتجة وأن أي تقصير فى تقدمي هذه الرعاية تدفعهم إلى مزيد من العزلة واإلحساس بالفشل والعدوانية من خالل مظاهر اإلحباط احمليطة بهم مما تنعكس آثاره على املجتمع واستثماره البشرى وعلى الطفل ذاته. املشكلة: تكمن املشكلة التي يعاني منها األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة في ضوء رؤى املشرفات واملشرفني واألخصائيات و األخصائيني االجتماعيني ومعلمي تلك الفئة مبؤسسات دار األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة حيث إنهم نظرا لفقدانهم حنان األب أو األم أو كالهما لظروف الوفاة باإلضافة إلي إعاقتهم فإن الغالبية منهم يعانون من بعض الصعوبات االجتماعية واالنفعالية التي تنعكس حتما علي أدائهم األكادميي فهم أقل إنصاتا للمعلم ويقضون وقتا أكثر في السلوك غير األكادميي باملقارنة باألطفال العاديني كما أنهم مييلون إلى االعتقاد السالب في أنفسهم فهم أقل إحساسا بالسعادة في حياتهم مما يقلل من متعتهم ويفتقرون إلى احلساسية لآلخرين واإلدراك املالئم للمواقف االجتماعية واملهارات االجتماعية في التعامل مع األقران كما يعانون من الرفض االجتماعي ألنهم في األصل يفتقدونه فضال عن أنهم يعانون من سوء التكيف الشخصي واالجتماعي مما يؤدي بدورة إلي النشاط الزائد املصحوب بتشتت االنتباه وهذا ما ستقدمه هذا الورقة العلمية املتواضعة. األهداف : في ضوء ما سبق تهدف هذه الورقة العلمية إلي ما يلي : حتديد مصطلح األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة الذي لم يفرز من قبل علي الساحة العلمية في حدود علم الباحث في مجال التربية اخلاصة سواء في املجتمعات العربية أو األجنبية. التعرض لبعض املشكالت السلوكية التي يعاني منها األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة والتي تواجه العمل عند التعامل مع هذه الفئة ومن تلك املشكالت السلوكية الشائعة صعوبات التعلم والنشاط الزائد املصحوب بتشتت االنتباه. عرض جانب تطبيقي يتمثل في أنشطة الذكاءات املتعددة كمدخل عالجي مقترح لدي التالميذ األيتام ذوي صعوبات التعلم. عرض جانب تطبيقي يتمثل في برنامج مقترح خلفض حده النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه لدي 583

306 التوجهات احلديثة كمدخل تشخيصي عالجي مقترح للحد من املشكالت السلوكية األطفال األيتام. توجيه نظر مخططي برامج التربية اخلاصة إلى التركيز على املشكالت السلوكية التي تواجه العمل مع األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة عند إعدادهم للبرامج املقدمة إليهم. تعريف األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة : اليتيم هو الذي مات أبوه ولم يبلغ مبلغ الرجال فإذا بلغ الطفل الرشد لم يعد يتيم ا إال إذا كان تعرض ملرض عقلي فيظل في حكم اليتيم وتستمر كفالته والطفلة تظل في الكفالة حتى تتزوج مصداقا لقوله تعالى:»و اب ت ل وا ال ي ت ام ى ح ت ى إ ذ ا ب ل غ وا الن ك اح ف إ ن آن س ت م م ن ه م ر ش د ا ف اد ف ع وا إ ل ي ه م أ م و ال ه م» )النساء: 6( وفي السنة النبوية عن سهل بن سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:»أنا وكافل اليتيم في اجلنة هكذا وقال بأصبعيه السبابة والوسطى«. رواه البخاري ومسلم ومالك وأبو داود والترمذي والنسائي. أما الطفل اليتيم ذوي االحتياجات اخلاصة Handicapped orphan هو ذلك الطفل الذي يعاني من حالة عجز حتد من قدرته العقلية املعرفية أو متنعه من القيام بالوظائف و األدوار املتوقعة التي يقوم بها ممن هم في نفس عمره الزمني باإلضافة إلي فقده والدية أو أحداهما واالنفعاالت التي يعاني منها الطفل اليتيم من ذوي االحتياجات اخلاصة ال تختلف كثيرا من طفل إلى آخر ولكن انفعاالت األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة تتوقف على نوع العجز الذي يعانون منه والتربية اخلاصة ذات االنحراف السالب لها تصنيفات عديدة منها )اإلعاقة العقلية اإلعاقة السمعية اإلعاقة البصرية اإلعاقة الذاتوية االضطرابات السلوكية والوجدانية والتي تصنف حسب DSM IV 2000 إلي اضطرابات سلوكية واضطرابات سلوكية متعلقة بالتعلم واضطرابات تواصل واضطرابات انفعالية شديدة ) وسيركز الباحث علي أهم االضطرابات السلوكية التي تواجه العمل مع األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة والتي تنعكس سلبا علي مظهرهم األكادميي ومن أهمها صعوبات التعلم النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه مع توضيح سبل العالج املقترح فيما يلي : أوال: صعوبات التعلم : يتفق الباحث مع )1992,53, )Mercer أن مصطلح صعوبات التعلم Learning difficulties يركز علي ثالثة جوانب أساسية هم أ- صعوبات التعلم النمائية : وهي التي تركز على العمليات العقلية األساسية ( االنتباه اإلدراك التذكر التفكير حل املشكالت ) التي يحتاجها الطالب في حتصيله األكادميي ب- صعوبات التعلم األكادميية : وهي تلك الصعوبات من قبل تالميذ املدارس وتتضمن )التهجي التعبير القراءة احلساب الكتابة( ج - املشكالت االجتماعية واالنفعالية التي تتمثل ( الدافعية النشاط الزائد التشتت اإلدراك االجتماعي(. وميكن حصر احملكات التي تفيد في تشخيص صعوبات التعلم فيما يلي :- أ - محك التباعد -: Criterion Discrepancy و ينص على أن التالميذ الذين يعانون من صعوبات في مجال التعلم يظهرون تباعدا في واحدة من النقطتني التاليتني : - تباعد في املستوى العقلي )الذكاء( العام أو اخلاص عن مستوى التحصيل الدراسي للتلميذ حيث يكون مستوى التحصيل الدراسي لديه أقل من مستوى قدراته العقلية التي تكون في حدود املتوسط أو أكثر. تباعد في منو الوظائف العضوية :- مثل اللغة احلركة االنتباه الذاكرة القدرة البصرية احلركية إدراك العالقات حيث إننا جند أن الطفل ينمو بشكل عادي في بعض هذه الوظائف ويتأخر في الوظائف د. وليد السيد احمد خليفة األخرى 65(, 1983, Smith ) ب- محك االستبعاد : وهو الذي يعتمد علي التشخيص الدقيق بني صعوبات التعلم واإلعاقات األخرى مثل التخلف العقلي ( مصطفي 2011.) 236 ويؤكد هاالهان وكوفمان 1976) Kauffman )Hallahan & على أن استبعاد املتخلفني عقليا واملضطربني انفعاليا يلعب دورا كبيرا في إحداث متييز مناسب بني الطالب ذوي صعوبات التعلم ومجموعة الطالب ذوي االحتياجات اخلاصة, 1976, 27 Kauffman.) Hallahan & ج - محك املؤشرات العصبية : وفقا لهذا احملك فإن التلميذ ميكن أن يدخل ضمن ذوي صعوبات التعلم إذا كان هناك اشتباه أو شك في إصابته بخلل وظيفي بسيط في املخ يظهر في شكل اضطرابات سلوكية ويتم التعرف على هذه االضطرابات من خالل األداء على اختبارات مناسبة مثل اختبار اجلشطلت البصري / احلركي أو اختبار الفرز العصبي السريع)عجاج 2004.)21 د - محك املشكالت املرتبطة بالنضج : يعكس هذا احملك الفروق الفردية والفروق بني اجلنسيني في القدرة على التحصيل والنضج حيث جند معدالت النمو تختلف من طفل إلى آخر مما يؤدي إلى صعوبة في تهيئته لعمليات التعلم ومن هنا يتعني تقدمي برامج تربوية تصحح قصور النمو الذي يعوق عمليات التعلم سواء أكان هذا القصور يرجع لعوامل وراثية أم تكوينية أم بيئية )حافظ (. ه - محك التربية اخلاصة: أن التالميذ ذوو صعوبات التعلم يحتاجون طرقا خاصة في التعليم لعالج مشكالتهم تتناسب مع الصعوبات التي تواجههم وهذه الطرق تختلف عن الطرق العادية املتبعة في التعليم مع املعاقني سمعيا وبصريا وعقليا وهي األخرى ال تناسب ذوي صعوبات التعلم )إبراهيم ( )مصطفي 2011 (. 236 املداخل املفسرة لصعوبات التعلم: أن املداخل املفسرة لصعوبات التعلم تتباين في رؤيتها وتفسيرها حلدوث صعوبات التعلم واألعراض املصاحبة لها فنجد املدخل الطبي أرجع الصعوبات إلى اضطرابات بيولوجية وخلل وظيفي في املخ أما املدخل النمائي فقد أرجع الصعوبات إلى قصور في النضج وبعض املناطق العصبية مما يؤثر على التحصيل الدراسي أما املدخل السلوكي فقد أرجع الصعوبات إلى قصور في خصائص املواقف السلوكية مع قصور في السلوكيات املتعلمة بينما مدخل جتهيز املعلومات واملدخل املعرفي فقد أرجعا تلك الصعوبات إلى قصور في جتهيز املعلومات وعدم مالءمتها للقدرات العقلية باإلضافة إلى وجود قصور في االستراتيجيات املهارات املعرفية وسوف يبني الباحث مدخل أنشطة الذكاءات املتعددة كمدخل عالجي مقترح لدي التالميذ األيتام ذوي صعوبات التعلم علي النحو التالي : أنشطة الذكاءات املتعددة كمدخل عالجي مقترح لدي التالميذ األيتام ذوي صعوبات التعلم : تعتبر املرحلة االبتدائية هى املرتكز احلقيقى واألساسي الذى ي بنى عليه جناح التلميذ فى املراحل التعليمية الالحقة في دور مؤسسات األيتام باإلضافة إلى كونها املرحلة التي يظهر فيها التلميذ اليتيم ذو الصعوبات عجز يعوق مسيرة تقدمه فى العملية التعليمية وبالتالي في - حدود علم الباحث - لم يعمد الباحثون إلى تالميذ هذه املرحلة وبخاصة ذوى الصعوبات منهم تشخيصا وتتدخال بغية التخفيف من تلك الصعوبات

307 التوجهات احلديثة كمدخل تشخيصي عالجي مقترح للحد من املشكالت السلوكية واالستفادة من النظريات احلديثة فى املجال التربوى والتعليمى والتى ثبت صدقها من خالل البحوث العديدة التى تقف خلفها باإلضافة إلى القدرات اخلاصة التى ميتلكها التلميذ اليتيم املعاق والتى قد ال تظهر فى النظام التعليمى التقليدى ومن ثم كان لزاما علي النظم التعليمية أن تأخذ بتلك النظريات في مجال التعلم ملواكبة التغيرات احلضارية السريعة والتي من شأنها التأثير االيجابي في التلميذ اليتيم املعاق. الذكاءات املتعددة :Multiple intelligences يعرف جاردنر Gardner 1999 الذكاء بأنه مجموعه من القدرات التي تسمح للفرد أن يحل املشكالت أو أن يشكل منتجات لها مكانة في محيط ثقافي ما أو أكثر وجتتمع هذه القدرات في سبع ذكاءات تتمثل فيما يلي : - الذكاء اللغوي : - وهو القدرة علي احلساسية للغة املنطوقة واملكتوبة والقدرة علي تعلم اللغات والقدرة علي استخدام اللغة لتحقيق أهداف محددة. الذكاء املنطقي الرياضي : وهو القدرة علي حتليل املشكالت بشكل منطقي وتنفيذ العمليات الرياضية بكفاءة والكشف عن القضايا بشكل علمي وكذلك القدرة علي التفكير املنطقي. الذكاء املوسيقي : وهو القدرة علي إدراك املوسيقي والتحليل املوسيقي واإلنتاج املوسيقي والتعبير املوسيقي. الذكاء اجلسمي احلركي : وهو القدرة علي استخدام الفرد جلسمه كليا أو جزئيا مثل اليد أو الفم حلل املشكالت. الذكاء املكاني : وهو القدرة علي إدراك ومعاجلة مناذج املكان الفسيح كما يستخدمها املالحون والطيارون باإلضافة إلي مناذج األماكن احملددة مثل تلك التي يستخدمها اجلراحون والعبوا الشطرجن املعماريون وفنانو اجلرافيك وهذا الذكاء يتضمن احلساسية لأللوان واخلطوط واألشكال واحليز والعالقات بني العناصر. الذكاء البينشخصي ( االجتماعي ) وهو القدرة علي فهم ما يهدف إلية اآلخرون ودوافعهم ورغباتهم واالشتراك بفاعلية مع اآلخرين. الذكاء الشخصي : وهو القدرة علي فهم الفرد لذاته وأن يكون لدي الفرد منوذج عملي فعال عن الذات ويشتمل علي رغبات الفرد ومخاوفه وقدراته ومعلوماته وأن يستخدم هذه املعلومات بفاعلية في تنظيم حياته اخلاصة ( 43,1999, Gardner.) فى ظل تعلم التالميذ األيتام ذوي صعوبات التعلم بشكل مختلف فإن نظرية الذكاءات املتعددة جتعل من املمكن لكثير من التالميذ النجاح فى املدرسة. فهذه النظرية كما يرى جاردنر تخبرنا بأن كل التالميذ أذكياء ولكن بطرق متباينة. «يجد املعلمون وامل دراء أن استخدام الذكاءات املتعددة يزيد من فرص التالميذ للتعلم وي عطى الكبار أيضا طرقا أكثر للنمو بشكل احترافى وشخصي ( 34,,2000 )Hoerr. ويتبنى التربويون نظرية الذكاءات املتعددة ألنها تتطلب منا أن نفعل كل ما هو صالح للتالميذ. نحن نعلم أن التالميذ يكونون على يقظة ويشاركون ويحبون الدروس ويحبون بعضهم البعض و يتعلمون أكثر متى تصبح احلركة و الصور و التأمل و التفاعل جزءآ من التدريس و املنهج فنظرية الذكاءات املتعددة تقدم للتعليم ما هو مالءم لقدرات للتالميذ وكلما قد منا خبرات متنوعة للتالميذ كلما أصبح تعلمهم أكثر قوة و كلما تنوعت الطرق التى يتعلمون بها احملتوى التعليمى كلما أصبحوا أكثر استعدادا للنجاح فى عالم يتسم بالتنوع و سرعة التغير 21(, 1998, Kagan ) Kagan &. ومن ثم فان املعلمني فى حاجة إلى إيجاد االستراتيجيات الصحيحة التى تناسب أساليب التعلم املتنوعة لكل فرد داخل حجرة الدراسة لتحقيق املهارات الضرورية مثل ما وارء املعرفة لدى التالميذ و التى ي قصد بها د. وليد السيد احمد خليفة تفكير الفرد فى تفكيره و الدافعية للقراءة البد من دمج الذكاءات الثمانية فى التعلم اليومى الذى يحدث فى حجرة الدراسة وفقا جلاردنر فان الهدايا األكثر أهمية التى يقدمها املعلمون للتالميذ تتمثل فى املهارات الضرورية لهم ليكونوا متعلمني مستقلني ويد عى جاردنر Gardner أن كل البشر لديهم ذكاءات متعددة ميكن تزكيتها وتعزيزها كما ميكن جتاهلها أو إضعافها ( 1999, Laughlin )In /. وقد ظهرت نظرية الذكاءات املتعددة كإستراتيجية رئيسه لتحسني اجناز التالميذ عبر املنهج مبا فى ذلك ذوى صعوبات التعلم و منخفضى التحصيل )2000, al.)geimer et يرى جاردنر أن وظائف معينة تأتى من مناطق مختلفة من املخ و أن قدرات العقل على حل املشكالت ذات أوجه متعددة وميكن أن تعمل معا أو بشكل مستقل. فالتالميذ لديهم الذكاءات كلها و لكن بدرجات متفاوتة إال أن لكل تلميذ تركيب عقلى مختلف ( ,, Gardner (. وميكن حتديد الفوائد من استخدام الذكاءات املتعددة فى حجرة الدراسة من نواحى عديدة منهما قد يراعى القدرة العقلية على نحو واسع و قد يزيد من املشاركة املجتمعية و قد يصبح التالميذ قادرين على إظهار مناحى القوة لديهم عندما يعلم املعلمون تالميذهم من أجل القراءة والفهم القرائى املعرفى وما وراء املعرفى فإن تالميذهم يستفيدون من اخلبرات التعليمية االيجابية ويولد ذلك لديهم تقديرا مرتفعا للذات وهذا قد يعطى التالميذ القدرة على ابتكار حلول للمشكالت فى كل سمات احلياة ويصبحون أفرادا متوازنني يستطيعون العمل بنجاح كأفراد فعالني في مجتمعهم ( 18-19, 2003, Pamela )In / وفي هذا الصدد ينصب تركيز املعلمني على املناحى السالبة بدال من التركيز على املناحي االيجابية. وعلى ذلك فإن املعلمني فى حاجة إلى تنمية مواهب كل تلميذ منذ البداية ويطبقون نظرية الذكاءات املتعددة بطرق مالءمة للتلميذ واملدرسة فهناك طرق عده لدمج الذكاءات فى حجرة الدراسة فقد يستخدم املعلمون الذكاءات املتعددة كمدخل للدرس أو يتضمونها فى دروسهم. والذكاءات املتعددة تعزز التعلم املوجه ذاتيا وهذا ي عد التالميذ حلياة الكبار بتعليمهم كيف يستهلون ويديرون املشروعات التعليمية املعقدة وكيف يسألون أسئلة قابلة للبحث ويتعرفون على املصادر املتنوعة ويضعون نهاية ألنشطة التعلم وينتج عن ذلك مهارات التفكير العليا القائمة على الفهم املعرفى وما وراء املعرفى وتعميم ملا تعلمه التلميذ وتقدمي أمثلة وربط احملتوى باخلبرات الشخصية للتلميذ وتطبيق املعرفة على مواقف جديدة. اجلدير بالذكر أن نظرية الذكاءات املتعددة ال تقترح إصالحا تاما للمنهج إال أنها تقدم إطار عمل يجب ان ي ت بع لتعزيز التعليم ولغة تصف جهود الفرد), 1997 Campbell ). وفى هذا الصدد أكدت بعض الدراسات والبحوث على فاعلية البرامج القائمة على الذكاءات املتعددة فى حتسني القراءة والفهم القرائى منها جينز 1998) )Gens شولك 2002) )Sholk باميال 2003) )Pamela مما يبرز دور الذكاءات املتعددة كمدخل عالجى لدي التالميذ ذوي صعوبات التعلم. ويري الوقفي ( 2011 ) 72 أن من يتصدي لتقييم ذوي صعوبات التعلم يجب أال يغيب عن نظرية جاردنر للذكاءات املتعددة التي أصبحت حتتل مكانة مؤثرة في التوجيه التربوي بتأكيدها دور القدرات الفريدة التي يتميز بها الفرد عن اآلخر. وفي إطار التالميذ األيتام ذوي صعوبات التعلم املوجديني داخل مؤسسات األيتام وبناء علي روئ املشرفني واملشرفات مبؤسسات األيتام فإن هؤالء األطفال يعانون من عدم الثقة بالنفس, واالنطواء والتسرع واالعتماد على اآلخرين لكن املشكلة التي يعانون منها في تصور الباحث أنهم ليسوا فقط يعانون من حاضرهم القاسي نظرا لفقدهم اآلباء أو األمهات نظرا لإلحباط الذي ينتابهم ولكن أيضا من توقع استمرار الفشل في احلياة

308 التوجهات احلديثة كمدخل تشخيصي عالجي مقترح للحد من املشكالت السلوكية املقبلة فانه من احملتمل أن حتسن أنشطة الذكاءات املتعددة املواد األكادميية لديهم الن تلك األنشطة تتميز بالترفيه والتعليم والتفكير في آن واحد واألطفال األيتام ذوي صعوبات التعلم في مسيس احلاجة إلي كسر حاجز العزلة االجتماعية والتفريغ عن النفس ورمبا ال يتحقق ذلك من منظور الباحث إال من خالل أنشطة الذكاءات املتعددة وسيعرض الباحث بعض اجللسات كمثاال عمليا علي ذلك فيما يلي : وفيما يلي يعرض الباحث بعض اجللسات املقترحة: األولى: التهيئة للبرنامج أهداف اجللسة :- إجراء تعارف بني الباحث والتالميذ ثم حتقيق ما يلي :- أن يتعرف التالميذ علي البرنامج وأهدافه وكيفية تطبيقه معرفة دقيقة. أن يكتسب التالميذ معلومات عن نظرية الذكاءات املتعددة بإتقان. أن مييز التالميذ بني الذكاءات املختارة في البرنامج متييزا دقيقا. أن يحدد التالميذ العالقة بني الذكاء و القراءة مبهارة. األدوات :- - 1 السبورة. 2 - الطباشير. إجراءات اجللسة : يقوم الباحث باجللوس مع أفراد العينة ويتبادل احلوار معهم. يقوم الباحث بإعطاء األطفال فكرة عن أنشطة الذكاءات املتعددة ودورها اجلوهري في حتسني التحصيل األكادميي يقوم الباحث بشرح مبسط ألنواع أنشطة الذكاءات املتعددة بشكل مبسط )الذكاء اللغوي- الذكاء املنطقي الرياضي - الذكاء املوسيقي - الذكاء اجلسمي احلركي - الذكاء املكاني -الذكاء البينشخصي ( االجتماعي ) - الذكاء الشخصي ) التقومي : ماذا تعلمت من هذا الدرس * سيتم عرض بعض األسئلة حول موضوع اجللسة كما يلي :- عرف كل من ( الذكاء اللغوي, الذكاء املكاني, الذكاء املنطقي الرياضى, الذكاء الشخصى و الذكاء البينشخصى, الذكاء املوسيقى ) وضح العالقة بني كل من الذكاء واللغة. اذكر مبررات اختيار الذكاءات السبعة. حدد الهدف من البرنامج. ثم يقوم الباحث مبراجعة التطبيقات الواردة في متابعة اجللسة وبعد التأكد من فهم التالميذ لها سوف يبدأ في اجللسة األولي للبرنامج. اجللسة الثانية: مهارة متييز الكلمات املتشابهة الهدف : أن يتدرب التلميذ علي مهارة متييز الكلمات املتشابهة. اإلجراءات : - 1 الذكاء اجلسمى احلركى : د. وليد السيد احمد خليفة يستخدم التالميذ بطاقات لكتابة الكلمات اجلديدة و رسم صور لها إن أمكن, مع استخدام حركات اجلسد للتعبير عن تلك الكلمات )املشق ة التعب- الس رعة ). - 2 الذكاء االجتماعى : يكون التالميذ مجموعات, لكل مجموعة قائد, و يطلب القائد من كل فرد من أفراد املجموعة أن يقوم باستخراج كلمة يراها جديدة عليه, و تتناقش املجموعة فيها, بحيث يجدوا معنى مشابه لها, أي مرادف لها ( مثال: احل س ن = اجلمال ). - 3 الذكاء الذاتى ( الشخصى ) : يقوم كل تلميذ بشكل مستقل بالتفكير بصوت عال فى الكلمات اجلديدة محاوال أن يجد لها مترادفا. ثم يقيم نفسه بنفسه, و يكتب أمثلة مشابهة. أي يقوم بعمل كلمات أخرى غير تلك املوجودة فى القطعة, و يكتب مترادفاتها. ( مثال : الصحة = العافية.) - 4 الذكاء اللغوى : يكتب التلميذ القطعة و يقرأها بشكل صحيح. مع قراءة الكلمات اجلديدة و التركيز عليها. كما يطلب منه تلخيص القطعة و ذكر ما فهمه منها, و استخدام لغة احلوار. - 5 الذكاء املنطقى الرياضى يضع التلميذ حروف الكلمات اجلديدة كل فى بطاقة, و يقوم بتكوين الكلمات من هذه احلروف وعدها كما يقوم بتوصيل الكلمة مبترادف لها و يستخدم بعض األلغاز التى تعبر عن الكلمات. - 6 الذكاء املكانى : يتم استخدام إستراتيجية تسمى إستراتيجية التصور البصرى, و هى أن يغمض التلميذ عينيه, و يتخيل القصة و الكلمات اجلديدة, و كأنه يقوم بعمل سبورة ذهنية, و يقرأ من هذه السبورة عندما يسأله املعلم عن الكلمات اجلديدة كما يتم استخدم الرسم للكمات اجلديدة إن أمكن, و عمل إيضاحات و رسم صورة ذهنية لهذه الكلمات. التدريب علي قصة مصورة : قصة الدينصورات عاشت أول دينصورات على وجه األرض منذ 225 مليون عام ولقد انقرضت بعد ذلك ب 16. عاما. أكبر الدينصورات يبلغ فى احلجم مثل عشرة من الفيلة.أما أصغرها فيبلغ فى احلجم مثل أصغر دجاجة أما الدينصور الطائر الذي تراه فى الصورة فهو مثل الطائرة وجد العلماء عظام هذه الطائر فى األردن و أمريكا من احملتمل أن سافرت هذه الطيور الضخمة من أفريقيا إلى أمريكا. تأكل معظم الدينصورات النباتات هذا الدينصور يلغ 100,000 كيلو جرام و قد كان يعيش على أوراق الشجر فقد كان يأكل طول اليوم و ذلك نظرا لكبر جسمه أما الدينصورات األخرى فقد كانت تأكل احليوانات يحتمل أنها كانت تأكل الدينصورات آكلة النباتات

309 التوجهات احلديثة كمدخل تشخيصي عالجي مقترح للحد من املشكالت السلوكية انقرضت الدينصورات منذ 65 مليون عاما مضت و ال يعرف العلماء ملاذا انقرضت ولكن انقراضها أعطى الفرصة حليوانات أخرى صغيرة أن تعيش. صل الكلمات التى على اليمني مبضادها على اليسار: - كبير جدا انقرض - يأكل ضخم - فرخه يعيش على - مات دجاجة التقويم : يجيب التلميذ على األسئلة:- صل الكلمات التى على اليمني مبضادها على اليسار: طلب املساعدة احل س ن العجلة املشق ة اجلمال الس رعة الت عب االستعانة الواجب املنزلي : يطلب الباحث من األسرة مراجعة وتكرار ما مت تعلمه في اجللسة اجللسة الثالثة : مهارة إدراك الكلمات املتضادة الهدف : أن يتدرب التلميذ علي مهارة إدراك الكلمات املتضادة. اإلجراءات : - 1 الذكاء اجلسمى احلركى : يستخدم التالميذ بطاقات لكتابة الكلمات اجلديدة و رسم صور لها إن أمكن, مع استخدام حركات اجلسد للتعبير عن تلك الكلمات )احل س ن, املشق ة, االستعانة ) كما يتم استخدام مواد عيانية تعبر عن هذه الكلمات. - 2 الذكاء االجتماعي : يك ون التالميذ مجموعات, لكل مجموعة قائد, و يطلب القائد من كل فرد من أفراد املجموعة أن يقوم باستخراج كلمة يراها جديدة عليه, و تتناقش املجموعة فيها, بحيث يجدوا معنى مضاد لها, أي عكسها ( مثال:, االستعانة ). - 3 الذكاء الذاتى ( الشخصى ) : يقوم كل تلميذ بشكل مستقل بالتفكير بصوت عال فى الكلمات اجلديدة محاوال أن يجد لها مترادفا ثم يق يم نفسه بنفسه, و يكتب أمثلة مشابهة أى يقوم بعمل كلمات أخرى غير تلك املوجودة فى القطعة, و يكتب عكسها. ( مثال : املتعة - امللل(. - 4 الذكاء اللغوى : يكتب التلميذ القطعة و يقرأها بشكل صحيح. مع قراءة الكلمات اجلديدة و التركيز عليها. كما يطلب منه د. وليد السيد احمد خليفة تلخيص القطعة و ذكر ما فهمه منها, و استخدام لغة احلوار. - 5 الذكاء املنطقى الرياضى: يضع التلميذ حروف الكلمات اجلديدة كل فى بطاقة, و يقوم بتكوين الكلمات من هذه احلروف. كما يقوم بتوصيل الكلمة مبرادف لها و يستخدم بعض األلغاز التى تعبر عن الكلمات. - 6 الذكاء املكانى : يتم استخدام إستراتيجية تسمى إستراتيجية التصور البصرى, و هى أن يغمض التلميذ عينيه, و يتخيل القصة و الكلمات اجلديدة, و كأنه يقوم بعمل سبورة ذهنية, و يقرأ من هذه السبورة عندما يسأله املعلم عن الكلمات اجلديدة, كما يتم استخدم الرسم للكمات اجلديدة إن أمكن, و عمل إيضاحات و رسم صورة ذهنية لهذه الكلمات. التدريب علي قصة مصورة : اللياقة البدنية:- إذا كنت تريد أن تكون صحيح البدن, البد أن تفكر فى ثالثة أشياء : الطعام الذى تأكله, و مقدار التمرينات الرياضية و مقدار النوم. لكى تكون صحيح البدن, البد أن تأكل أنواع مختلفة من الطعام فبعض األطعمة جتعلك قويا ألنها حتتوى على البروتينات.و البروتينات تقوى عظامك و أسنانك و جتعل شعرك ينمو توجد البروتينات فى اللحوم, واألسماك, و الفول. أنت حتتاج أيضا إلى األطعمة التى بها كربوهيدرات ألنها متدك بالطاقة على العمل و التدريب. الكربوهيدات توجد فى املكرونة, و السكر, و األرز. كما أن هناك أطعمة متدك أيضا بالطاقة مثل اللنب و اجلنب و السمن, و زيت الطعام أنت حتتاج أيضا إلى الفيتامينات التى حتميك من األمراض. فالفيتامينات توجد فى الفواكه و اخلضروات. الطعام وحده ليس كافيا حتى تكون صحيح البدن, بل البد من أن تقوم بعمل مترينات رياضية. ولهذا, لديك حصص التربية الرياضية فى املدرسة. املشى, و اجلرى و األلعاب مثل كرة القدم و السلة كلها تعطيل املتعة و التدريبات أيضا. أثناء النهار, فانك تستهلك كثيرا من الطاقة ولذا فانك حتتاج إلى الراحة و النوم أيضا يحتاج جسدك إلى استخدام الطعام الذي أكلته إلعادة بناء اجلسم لذا فانك حتتاج إلى أن تأخذ قسطا من النوم كل ليلة. صل الكلمات التى على اليمني مبضادها على اليسار: - صحيح بطيئ - ضعيف يستيقظ - سريع عليل - كثير قوى - ينام كسول - نشيط قليل التقويم : يجيب التلميذ على األسئلة : صل الكلمات التى على اليمني مبضادها على اليسار:

310 التوجهات احلديثة كمدخل تشخيصي عالجي مقترح للحد من املشكالت السلوكية احل س ن املشق ة الس رعة االستعانة يعرف صح ة االستغناء التريث القبح الراحة مرض يجهل ثانيا النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه : ميثل اضطراب النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه لدى األطفال بوجه عام واألطفال األيتام بوجه خاص مشكلة مهمة وخطيرة حيث إن أي خلل في البناء العضوي أو النفسي للفرد إمنا يؤثر تأثيرا واضحا على الشخصية والسلوك ويعد اضطراب النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه على درجة كبيرة من األهمية ألنه يرتبط بالبناء املعرفي للفرد فهم يعانون من تشتت انتباههم وسرعة قابليتهم لشرود ذهنهم وعدم قدرتهم على ضبط النفس واالندفاعية وعدم قدرتهم على إقامة عالقات سوية مع أقرانهم ممن هم فى مثل عمرهم الزمني تعريفات اضطراب االنتباه املصحوب بفرط النشاط: يعرف النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه بأنه اضطراب سلوكى يتميز بثالثة أعراض أساسية هى االندفاعية وضعف االنتباه واحلركة املفرطة غير الهادفة وغير املقبولة اجتماعيا وتصاحبه مجموعة من األعراض الثانوية منها ضعف التحصيل الدراسى وضعف العالقة باآلخرين وعدم الطاعة والعدوان وإحداث الفوضى وضعف القدرة على حتمل اإلحباط وعدم االتزان االنفعالي وضعف فى احترام الذات. ) الطالب,) 7,1987 ( يونس,1999.) 2 ويعرفه Hayes,1999,127( )Waldrop,1994,83; Stratton & بأنه زملة غير مناسبة ملستويات النمو من النشاط احلركى واالندفاعية وتشتت االنتباه وميكن النظر إلى طفل املدرسة ذو النشاط الزائد الذى يعانى من ارتفاع مستوى النشاط احلركى بصورة غير مقبولة بالنسبة لعمره وعدم القدرة على تركيز االنتباه ملدة طويلة وعدم القدرة على إقامة عالقات طيبة مع أقرانه ووالديه ومدرسيه وعدم االتزان االنفعالي وعدم القدرة على ضبط النفس )االندفاعية( وعدم إطاعة األوامر الصادرة إليه من والديه أو معلميه. ويحدده ))Corsini,1994, 161 بأنه وصف كمى وكيفى لسلوك حركى مييزه اضطرابات سلوكية وصحية وهو عرض أساسي لدى مرحلة الطفولة. ويعرفه )1995,363, )Anthoney بأنه مجموعة من األعراض تتمثل فى النشاط احلركى الزائد أو عدم االستقرار احلركى واالرتباك واالندفاعية وتشتت االنتباه وكذلك هو اضطراب غير مناسب للمرحلة العمرية فى مدى االنتباه وضبط االندفاعية والتململ وعدم االستقرار احلركى وعدم إتباع قواعد احلكم وقصور فى االنتباه مصاحب لعدم النضج االنفعالي والعدوانية وقصور فى األداء التحصيلى ويبدأ من مرحلة الطفولة أى قبل سن السادسة. وتعرفه )اخلولي ) بأنه اضطراب سلوكى يجعل الطفل غير متقبل ممن يحيطون به وذلك ملا يتصف به من فرط نشاط حركى واندفاعية وقصور فى االنتباه باإلضافة لعدم الطاعة وعدم تقديره لذاته د. وليد السيد احمد خليفة وصعوبة فى التعلم وضعف عالقاته باآلخرين وضعف حتمل اإلحباط وسلوك العدوان وعدم اتزان انفعالي وشرود فى الذهن وسلوك فوضوى وصعوبة اإلرضاء ونوم غير طبيعى. ويعرف )22 )Christopher,1997, الطفل ذو النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه فهو الذى يعانى من ارتفاع مستوى النشاط بصورة غير مقبولة اجتماعيا وضعف القدرة على تركيز االنتباه ملدة طويلة وقلة ضبط النفس ( االندفاعية ) وعدم القدرة على إقامة عالقات طيبة مع أقرانه ووالديه ومدرسيه وينتقل بسرعة من نشاط آلخر ويترك العمل دون إكماله. ويصف حافظ )2000, ) 41 الطفل ذو النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه بأنه الطفل الذى ال يتمتع باالتزان واالستقرار االنفعالي الذى ميكنه من التركيز على املثيرات املعروضة واالنتباه إليها وهو يشكل زملة من األعراض النفسية تتمثل فى: مستوى مرتفع من احلركة يعوق االستفادة واالجناز وسرعة تشتت االنتباه مما يحول دون اإلملام الكافى باملوقف وعدم القدرة على ضبط النفس )االندفاعية(. ويعرف et.al,2006( )Ditza النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه بأنه مصطلح يستخدم لوصف منوذج سلوكى يظهر لدى األطفال واملراهقني ممن لديهم صعوبات منائية فى احملافظة على االنتباه وضبط االندفاع وتنظيم النشاط احلركى ويصاحب هذه الصعوبات مشكالت أخرى مثل العدوان وعدم الطاعة وصعوبات النوم. ويعرف ( خليفة وعيسى 2006 ) 216 النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه بأنه عبارة عن متالزمة تعوق قدرة الفرد على التركيز )عدم االنتباه( وتنظيم مستوى النشاط )النشاط الزائد( وكبح السلوك )االندفاع(.. ومن خالل التعريفات السابقة يتضح أن النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه هو اضطراب سلوكي يظهر في صورة نشاط حركي زائد واندفاعية وتشتت وقصور انتباه وينعكس ذلك على تقدير الطفل لذاته ويجعله غير متقبل ممن يحيطون به وعدوانيا وقلقا ولديه حساسية زائدة وعدم حتمل اإلحباط كما يكتسب الطفل سلوكياته من خالل التعلم االجتماعي من احمليطني به في إطار مجاله التفاعلي بدء من احمليط األسرى أوال )الوالدين اإلخوة األقارب اجليران( ثم من احمليط املدرسي) الزمالء في املدرسة املعلمني إدارة املدرسة( ولذا يعتمد على التقليد واحملاكاة للسلوكيات التي يشاهدها وأيضا الضغوط التي يتعرض لها في هذا املجال املعاش والتفاعلي بالنسبة له. تشخيص النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه: يشير ( مصطفي ) إلي انه ميكن االستعانة باالستبيانات واالختبارات املقننة وهي وسائل مفيدة وتعتمد علي ما جاء في املعايير الدولية ملنظمة الصحة العاملية وهذه املعايير الدولية الواردة في كتب التصنيف الدولي لالضطرابات العقلية مثل DSM IV أو.ICD1 وهي التي يعتمد عليها في التشخيص علي سبيل املثال ما يلي : قائمة تقدير املعلمني حلالة طفل فرط احلركة ونقص االنتباه لكونر. قائمة نقص االنتباه لدي الطفل ل مالك كارني وديبول. مقياس بيركس لتقدير سلوك األطفال رعاية األمومة البحرين. استبيان كوندز لإلباء واملعلمني ويعتبر من االستبيانات املهمة في تشخيص النشاط الزائد. ويعاني الطفل اليتيم ذو اضطراب النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه من سوء التفاعل االجتماعي نتيجة وفاة أحد الوالدين أو كالهما وتعتبر تلك من األسباب النفسية املباشرة التي تسهم في نشأة اضطراب النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه لدي األطفال األيتام ومرجع ذلك لبعض املشكالت النفسية التي يعاني

311 التوجهات احلديثة كمدخل تشخيصي عالجي مقترح للحد من املشكالت السلوكية منها هؤالء األطفال إذ أن الدوافع والنزاعات غير املرغوب فيها تعبر عن نفسها من خالل املشكالت السلوكية في صورة سلوك غير مرغوب فيه ويترتب عنة ميول هؤالء األطفال لإلثارة وعدم التركيز ونظرا لعدم توافر األنشطة املناسبة والكافية والتى يجد فيها التالميذ مخرجا لطاقاتهم ونشاطاتهم قد تكون من األسباب التى تؤدى إلى ظهور هذا االضطراب وسيعرض الباحث بعض اجللسات كمثاال عمليا علي ذلك فيما يلي: برنامج مقترح خلفض حدة النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه لدي األطفال األيتام فيما يلي يعرض الباحث بعض اجللسات املقترحة: اجللسة األولى : التهيئة للبرنامج أهداف اجللسة : أن يتعرف الباحث على األطفال. تبادل اللعب بني الباحث واألطفال حتى يتم التعرف بسهولة وي سر. فنيات اجللسة : اللعب املناقشة احلرة. أدوات اجللسة : البازل لألشياء املختلفة الصور. إجراءات اجللسة : يقوم الباحث باجللوس مع أفراد العينة ويتبادل احلوار معهم. يقوم الباحث بإعطاء األطفال فرصة اللعب ومحاولة مشاركتهم فيها وذلك لكي يتم التعرف والتقرب لهم من خالل اللعب. يتم التواصل اللمسي بني الباحث واألطفال عن طريق تبادل الصور واللعب فيما بينهم. تكرار محاولة التواصل اللمسي بني الباحث واألطفال الذين لم يستجيبوا ألول مرة. يتم تعرف الباحث على األطفال وأسمائهم ومناداة كل طفل باسمه. االشتراك مع األطفال فيما يحبونه من اللعب حيث يسمح لهم اللعب بحريه واالشتراك مع الباحث فيما هو محبب لهم ومصدر إعجابهم. تقومي اجللسة : يقوم الباحث بالتعرف علي األطفال وعندما يبدأ معهم احلوار يبادلهم التواصل اللمسي وجند أن بعض األطفال قد ال تستجيب من اجللسة األولى ولكنها في اجللسات القادمة سيكون تواصلها أحسن بكثير. الواجب املنزلي : إن تقوم املشرفة أو املشرف القائمة علي رعاية األيتام باملؤسسة مبعرفه أن األطفال يخضعون لبرنامج يحسن من تركيزهم وأدائهم األكادميي ويجب أن يكون لديها استعداد لتكمله ما يفعله الباحث معهم حتى نصل إلى أحسن مستوى لهم وتأهيلهم من ناحية التركيز وعدم فرط النشاط. وسيقسم الباحث اجللسات إلي ثالثة محاور: اجللسات اخلاصة بعالج قصور االنتباه لدى التالميذ. اجللسات اخلاصة بعالج النشاط الزائد لدى التالميذ. اجللسات اخلاصة بعالج االندفاعية لدى التالميذ. ويركز الباحث علي احملور األول فيما يلي : د. وليد السيد احمد خليفة - إحدى اجللسات اخلاصة بالتدريب على االنتباه السمعي اجللسة الثانية : تنمية االنتباه السمعي أهداف اجللسة : أن يتم التواصل السمعي بني الباحث واألطفال. تنمية التمييز السمعي عند األطفال من خالل سماع بعض األصوات البيئية املألوفة. أن يتم التواصل السمعي بني املشرفة أو املشرف وبني الباحث. فنيات اجللسة : أسلوب اللعب احلر. أسلوب اللعب اجلماعي. أسلوب احملاولة واخلطأ. أدوات اجللسة : صورة مختلفة ومتنوعة مصحوبة بسماع أصواتها. حاسوب. إجراءات اجللسة : يقوم الباحث باجللوس مع األطفال ومحاولة تبادل احلوار معهم. يقوم الباحث بتشغيل جهاز احلاسوب ثم عرض صوت خروف مثال منبها األطفال انه سيظهر علي الشاشة مجموعة من صور احليوانات انقر باملاوس علي الصورة الصحيحة ثم يعزز فوريا من خالل احلاسوب تكرار تلك اإلجراءات إذا لم يستجيب لها الطفل. يقوم الباحث بتشغيل جهاز احلاسوب ثم عرض صوت طيارة مثال منبها األطفال أنه سيظهر علي الشاشة مجموعة من صور وسائل املواصالت انقر باملاوس علي الصورة الصحيحة ثم يعزز فوريا من خالل احلاسوب تكرار تلك اإلجراءات إذا لم يستجيب لها الطفل. يقوم الباحث مبحاولة تدريبهم عن طريق أسلوب احملاولة واخلطأ. تقومي اجللسة : في نهاية اجللسة يقوم الباحث بعرض مجموعة من صور الطيور واحليوانات ووسائل املواصالت واللعب مع األطفال من خالل تقليد تلك األصوات. الواجب املنزلي : أن تقوم املشرفة أو املشرف القائمة علي رعاية األيتام باملؤسسة بتدريب الطفل على كيفية التمييز السمعي بني األصوات يوميا. بعض اجللسات اخلاصة بالتدريب على االنتباه البصري اجللسة الثانية : التواصل بني األطفال و الباحث أهداف اجللسة : أن يقوم الباحث باللعب مع األطفال. أن يتم التواصل اللفظي وغير اللفظي بني الباحث واألطفال. أن يتم التواصل بني املشرف / املشرفة وبني الباحث. فنيات اجللسة :

312 التوجهات احلديثة كمدخل تشخيصي عالجي مقترح للحد من املشكالت السلوكية أسلوب اللعب احلر. أسلوب اللعب اجلماعي. أسلوب احملاولة واخلطأ. أدوات اجللسة : صور مختلفة ومتنوعة. البازل باألشكال املختلفة. إجراءات اجللسة : يجلس الباحث مع األطفال متبادال احلوار فيما بينهم حسب كل حالة. يقوم الباحث بوضع لوحه بازل على الطاولة وهي عبارة عن جسم اإلنسان ثم تقلب هذه اللوحة على الطاولة ونطلب من األطفال أن يضعوا كل جزء من أجزاء جسم اإلنسان في املكان املخصص له وإذا لم يستطيعوا يقوم الباحث بعمل مساعدة أولية وهي مسك يد الطفل باجلزء املفقود من البازل ووضعه في املكان املخصص له في البازل وهنا يتم التواصل اللمسي مع األطفال. تكرار تلك اإلجراءات إذا لم يستجيب لها الطفل. يقوم الباحث مبحاولة تدريبهم عن طريق احملاولة واخلطأ. تقومي اجللسة : في نهاية اجللسة يقوم الباحث بقلب لعبة البازل اخلاصة جلسم اإلنسان على الطاولة ثم يرى ماذا يفعل األطفال هل يستطيعوا أن يعيدوها بالطريق السليمة كل جزء في مكانه املخصص وهل يحتاجوا إلى مساعدة أولية أم يفعلوها بسلوك استقاللي. الواجب املنزلي : أن تقوم املشرف أو املشرفة القائم علي رعاية األيتام باملؤسسة بتدريب الطفل على كيفية فك وتركيب بازل جسم اإلنسان وذلك ألن الطفل يحتاج إلى تدريب ال يقل عن ثماني ساعات يوميا. اجللسة الثالثة : التواصل البصري أهداف اجللسة : مراجعة الواجب املنزلي. أن يتواصل التالميذ مع الباحث بصريا ( التواصل البصري ). أن يتدرب التالميذ علي مهارات االنتباه البصري. أدوات اجللسة : صندوق من الكرتون أو من الورق املقوي قطعتني من األلواح اخلشبية. إجراءات اجللسة : يقوم الباحث بأخذ كل طفل على حده ويضعه أمامه في املقعد مباشرة ثم يضع الصندوق على رأس الباحث والطالب بحيث يصبح الصندوق كعامل مشترك بني رأسيهما مما يجعل الطفل ينظر إلى الباحث ولفترة زمنية تالئم كل فرد حسب قدراته ويقوم الباحث بقياس املدة الزمنية فإذا استطاع أن يستمر هذا التواصل البصري عن طريق الصندوق ملدة 3. ثانية يقوم الباحث بعمل جدول زمني لكل يوم يتم فيه التواصل البصري. د. وليد السيد احمد خليفة يقوم الباحث بإزالة الصندوق ووضع مكانه ورق فى اجتاه العينني ومالئمته للبيئة وميكن أن يقوم الباحث بتنظيم البيئة للطفل بحيث يحجب عنه املشتتات البصرية حتي يتم تركيزه معه الذي يتواصل معه بصريا. يقوم الباحث بإزالة جميع احلواجز التي كانت تضع بجانب عيني الطفل وأن يكون التواصل حر وبدون أي حواجز ولكل طفل حسب درجة عدم التواصل البصري لديه وما يحتاجه من طرق تواصل بصري. يستمر التواصل البصري حتى يستطيع الطفل أن يزيد الزمن من 3. ثانية إلى 2 دقيقة «كل طفل حسب قدراته وإمكاناته «. تقومي اجللسة : يقوم الباحث بتدريب الطفل على التواصل البصري بدون أي معينات خارجية أو مساعدات أولية ويستجيب الطفل للتواصل إذا طلب منه ذلك. العمل على زيادة فترة التواصل البصري زمنيا بقدر اإلمكان. الواجب املنزلي : أن تقوم املشرفة أو املشرف القائمة علي رعاية األيتام باملؤسسة بتدريب الطفل على التواصل البصري على وجوه مختلفة مثل األخ واألخت وذلك بعيدا عن وجه بعينه هو املدرس وذلك حتى يتم التعميم أو نقل أثر التدريب من املدرسة إلى احلياة العامة. وسيقدم الباحث منوذج ملؤسسة عربية رائدة في مجال رعاية األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة فيما يلي بإيجاز : مؤسسة السندس لألطفال أليتام ذوي االحتياجات اخلاصة املشهرة بوزارة الشئون االجتماعية بجمهورية مصر العربية برقم )5322( بتاريخ الفكرة والنشأة والنشاط : نشأت فكرة تكوين مؤسسة السندس لأليتام ذوي االحتياجات اخلاصة تلبية لفكرة تقدمي الرعاية الشاملة والتأهيل املتكامل واملتابعة املستمرة حلاالت األطفال ذوي االحتياجات اخلاصة في مكان واحد متخصص قادر علي تقدمي هذه اخلدمات باملؤسسة وهي مؤسسة ايوائية لرعاية األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة ترعي حوالي 3.. من األطفال داخل وخارج املؤسسة و تقدم لهم الرعاية الصحية والتأهيلية والتخاطب والعالج الطبيعي وإجراء العمليات اجلراحية املختلفة لهم وتوفير األمهات البديالت وتقدمي املساعدات االجتماعية لهم وتقدمي اخلدمات التعليمية والتدريب علي املهن و التشغيل ملن يستطيع وتهدف لدمج األشخاص ذوي االحتياجات اخلاصة بداخل كيان املجتمع واالنخراط فيه حتي يشعر كل طفل ذوي احتياجات خاصة مصري وعربي بأنه ليس مجرد إنسان يستحق العطف ولكنه عضو منتج يستحق كل التقدير له حقوق وعليه واجبات. شروط االلتحاق بها : أن يكون الطفل ذو االحتياجات اخلاصة يتيم الوالدين أو أحداهما ومجهولي النسب واملعثور عليهم وذوي الظروف االجتماعية الصعبة والتفكك األسري من ذو االحتياجات اخلاصة ومن ضمن تلك الفئات صعوبات التعلم وبطئ التعلم االضطرابات السلوكية والنفسية التخلف العقلي التوحد الشلل الدماغي املكفوف املعاق ذهنيا املعاق سمعيا وذهنيا اإلعاقة احلركية متعددي اإلعاقة. أهم اخلدمات التي تقوم بها املؤسسة:

313 التوجهات احلديثة كمدخل تشخيصي عالجي مقترح للحد من املشكالت السلوكية اخلدمات الصحية : يتم توفير الرعاية الطبية لكل طفل علي حده من خالل كشف طبي شامل عند االستالم و حتديد املشكلة الصحية الرئيسة التي يعاني منها الطفل ويتم متابعتها من خالل الكشف الطبي اليومي من طبيب املؤسسة بعد حتويل احلالة إلي الطبيب االستشاري املتخصص بها و إجراء الفحوصات الدقيقة. اخلدمات التعليمية : يتم تقدمي اخلدمات التعليمية حسب قدرات كل طفل من خالل التعليم الفردي والتعليم في مجموعات صغيرة عن طريق برامج تتناسب مع كل طفل ويتم حتديد البرامج املناسبة له من خالل التقييمات املختلفة لقدرات الطفل وإجراء االختبارات املختلفة له. اخلدمات النفسية و االجتماعية و الرعاية الذاتية : يتم ذلك من خالل توفير اجلو األسري الدافئ للطفل من خالل األمهات البديالت واإلشراف واألخصائيني حيث يتم رعاية اجلانب النفسي للطفل و يتم تدريبه علي التفاعل االجتماعي والتفاعل مع اآلخرين بشكل سليم وتعديل السلوكيات العامة للطفل تدريجيا و تدريبه علي الرعاية الذاتية تدريجيا من خالل تدريبه علي االعتماد علي النفس في املآكل واملشرب وامللبس وقضاء احلاجة و النظافة الشخصية وذلك حسب قدرات كل طفل ويتم وضع برنامج لتعديل السلوك حسب ما يعاني الطفل منه. الفروع : دار السندس لأليتام ذوي االحتياجات اخلاصة ( املقر الرئيسي (: لألطفال من سن )6-18 ) سنه و املكان عبارة عن فيال مكونة من ثالث أدوار وحديقة والدور األول اإلدارة و الدور الثاني إلقامة للذكور و الدور الثالث مدرسة السندس حتت إشراف التربية و التعليم و التضامن االجتماعي. دار الفردوس لأليتام ذوي االحتياجات اخلاصة: لألطفال من )امليالد 6 ) سنوات و املكان عبارة عن دور كبير مبساحة حوالي 500 متر. دار السندس لأليتام ذوي االحتياجات اخلاصة: إلقامة البنات من سن )6-18 ) سنة وبعض حاالت كبار السن شديدي اإلعاقة و املكان عبارة عن عمارة تتكون من خمسة أدوار الدور األول لإلدارة و االستقبال و أقسام العالج الطبيعي و الصيدلية و املعرض الدائم و األدوار الثالثة لإلقامة و الرابع ألقسام التأهيل املختلفة. ويتم التركيز علي مدرسة السندس بإيجاز فيما يلي : هي أول مدرسة لتعليم األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة وقد مت التعاقد مع وزارة التربية والتعليم على هذا العمل العظيم بتاريخ 2006/9/22 م ويتم من خاللها تدريس املناهج العادية لألطفال بصورة مجموعات صغيرة وبطرق ووسائل تتناسب مع قدراتهم وإعاقتهم وقد حقق األطفال منذ ذلك احلني اجناز جيد و درجات ممتازة من خالل مراحل التعليم املختلفة وااللتحاق باجلامعات املصرية العريقة مثل جامعة األزهر الشريف. التوصيات : العمل علي نشر التوعية الدينية فيما يتعلق بدعم ومساندة األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة وتوعية املجتمع مبفهوم األسر البديلة ويجب اآلباء واألمهات أن يحمدوا الله سبحانه وتعالي علي هذه نعمة رعايتهم ألبنائهم ويقضوا ولو يوما بأطفالهم العاديني ملسانده األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة ويشعروهم بحنان األسر البديلة وأنهم جزء ال يتجزأ من املجتمع األصلي د. وليد السيد احمد خليفة ضرورة االهتمام مبصطلح األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة والتعرض له في مجال التربية اخلاصة واالهتمام باملشكالت التي تواجه األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة والعمل علي حلها في إطار علمي منظم ومعاصر. تشجيع رجال األعمال واملستثمرين واملؤسسات االجتماعية واخليرية علي مساعدة األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة بالدعم املادي واملعنوي على مستوى اململكة العربية السعودية بالتعاون مع إدارات التربية والتعليم ومساهمة مديرية الصحة وأعضاء هيئة التدريس بقسم التربية اخلاصة باجلامعات السعودية من أجل إجراء املزيد من البحوث حول اضطراب األطفال األيتام ذوى صعوبات التعلم وذوي اضطراب النشاط الزائد مع نقص االنتباه لدى تالميذ املرحلة االبتدائية للحد من انتشار هذا االضطراب. يجب علي املعلمني واملعلمات أثناء اخلدمة مراعاة اجلانب النفسي بجانب اإلعاقة في كيفية التعامل مع األطفال األيتام ذوى صعوبات التعلم واضطراب النشاط الزائد مع نقص االنتباه واستغالل الطاقة الزائدة املوجودة لديهم استخداما مثمرا بتهيئة الظروف املناسبة التى تساعد على خفض النشاط الزائد لديهم من خالل إشباع حاجاتهم مبا يوفر له جو مناسب وإشعارهم باحلب والتقبل أخذ التدخالت اخلاصة مثل نظرية الذكاءات املتعددة- والعالج املعرفي السلوكي فى االعتبار والتى ميكن أن تقدم البرامج التربوية العامة واخلاصة فى املراحل التعليمية املختلفة لدي األطفال األيتام ذوي االحتياجات اخلاصة. البحوث املقترحة : فاعلية برنامج تدريبي قائم علي أنشطة الذكاءات املتعددة في تنمية الفهم القرائي املعرفي لدي األطفال األيتام ذوي صعوبات التعلم. أثر برنامج معرفي سلوكي في خفض النشاط الزائد املصحوب بتشتت االنتباه لدي األطفال األيتام. املشكالت الوجدانية الشائعة التي تواجه العمل مع األطفال ذوي صعوبات التعلم. فاعلية برنامج تدريبي قائم علي القصة االجتماعية في تنمية التواصل اللغوي لدي األطفال األيتام ذوي صعوبات التعلم. فاعلية برنامج تدريبي قائم علي املهارات االجتماعية في خفض حده النشاط الزائد املصحوب بتشتت االنتباه لدي األطفال األيتام ذوي صعوبات التعلم. وأخيرا إن وفقت في هذه الورقة العلمية املتواضعة فحمدا وشكر له سبحانه وتعالي علي توفيقه وإن كانت األخرى فحسبي أني اجتهدت. و آخر دعونا أن احلمد لله رب العاملني

314 التوجهات احلديثة كمدخل تشخيصي عالجي مقترح للحد من املشكالت السلوكية د. وليد السيد احمد خليفة Hoerr, T. ( 2000). Becoming a multiple intelligences school. ( On Line ) http//. Kagan, S. Kagan, M ( 1998). Multiple intelligences : The complete MI Book. San Clemente, CA :.Kagan Cooperative learning. Laughlin, T. ( 1999). Multiple intelligences : Inquiry, 42, Mercer C. D. (1992).Students With Learning Disabilities.3rd ed., Macmillan Publishing Company :. New York Pamela, U. ( 2003). Improving student academic reading achievement through the use of multiple. intelligence teaching strategies. Master of Arts Research Project, Saint Xavier Sholk, A. (2002). A study of blur relationship between multiple intelligences and achievement s measured by Delaware student. Testing program (DSTP) scores in reading mathematics and writing,.diss. Abst. Int A62 / Smith C. R. (1983)..Learning Disabilities : Interaction Of Learners, Tasks And Setting, Brown And. Company : Boston, U.S.A Stratton, P. Hayes, N. (1999). A student s Dictionary of psychology, third Edition, Arnold student.reference Waldrop, R. (1994). Selection of patients for mamagement of ADHD in private, practice. Setting,.clinpediatr, 33(2), 83 املراجع العربية: إبراهيم مجدي عزيز )2003(.مناهج تعليم ذوي االحتياجات اخلاصة في ضوء متطلباتهم اإلنسانية واالجتماعية واملعرفية. مكتبة األجنلو املصرية : القاهرة. الوقفي راضي ( 2011 (.صعوبات التعلم النظري والتطبيقي دار املسيرة :األردن. حافظ نبيل عبد الفتاح )2000(.صعوبات التعلم والتعلم العالجي. مكتبة زهراء الشرق : القاهرة. اخلولي إميان عبد احلليم علي )2003(. استخدام السيكودراما خلفض النشاط الزائد لدي أطفال املدرسة االبتدائية, رسالة دكتوراه, كلية التربية, جامعة الزقازيق, فرع بنها. الطالب ضياء محمد منير )1987(. دراسة تدريبية ألثر برنامج إرشادي في خفض النشاط الزائد لدي أطفال املدرسة االبتدائية, رسالة دكتوراه, جامعة عني شمس. عجاج خيري املغازي )2004(.صعوبات القراءة والفهم القرائي. دار الوفاء : املنصورة. مصطفي فاروق مصطفي ( 2011(. مدخل إلي االضطرابات السلوكية واالنفعالية األسباب التشخيص العالج دار املسيرة :األردن يونس سعيد )1999(. برنامج عالجي لترشيد النشاط الزائد لدي أطفال ما قبل العمليات دراسة حالة», املؤمتر العلمي الرابع, كلية التربية, جامعة طنطا اجلزء الثاني. خليفة وليد السيد وعيسي مراد علي )2006(. كيف يتعلم املخ ذو النشاط الزائد املصحوب بنقص االنتباه دار الوفاء لدنيا النشر والتوزيع :االسكندرية. املراجع األجنبية:. Anthoney, H. (1995). Developmental Neuro psychology, Otfried Spreen, New york, Oxford. )Campbell, L.( 1997).Variations on a theme. Educational Leadership, 55 (1.Christopher, P. (1997). The psychology of Abnormality, Harcourt brace & Company. New York.Corsini, R. (1994). Encyclopedia of psychology, 3, John Wiley Sons, second Edition, New York Ditza, A., Alicia, W.,Roberts, J., Bart,H., Janet, S. Joav, M.(2006). Effects of long-term psychostimulant medication on growth of children with ADHD, Research in Developmental Disabilities, 27.( 2), Gardner, H.(1999). Multiple Intelligences as a partner in school improvement,educational lead-.ership, 55 (4), 20 Gardner, H, (2003). Multiple Intelligences After Twenty Years. Geimer,M. (2000).Improving student achievement in language through implementation of M1.strategies Master s field based Action Research Project. Saint Xavier University and Iri / sky light Gens, P. (1998). The effects of integrating a M1 base language arts curriculum on reading comprehension of first and second grade students. Master s Action Research Project. Saint Xavier.University and Iri / sky light Hallahan D. Kauffman J. (1976).Introduction To Learning Disabilities : A Psycho Behavioral Ap-. proach. Prentice Halle : New jersey

315

316 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا إعداد: أ. ياسر عبد الفتاح القصاص أستاذ مساعد بقسم االجتماع واخلدمة االجتماعية كلية العلوم االجتماعية - جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية

317 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا أ. ياسر عبد الفتاح القصاص ستيفن وآخرون, 1992 م,ص ص 64:62 ( كما جند أن الطفل اليتيم بهذه املؤسسات ال يستطيع القيام بشئونه بنفسه, وال بتوفير حاجاته وال بتأمني سالمته أو املطالبة بها نظرا لقصر وضعف إمكاناته الذاتية, حيث كانت األسرة هى الكفيلة بذلك فإن لم توجد األسرة نتيجة لوفاة أحد الوالدين أو كالهما جاء هنا دور الدولة ملا عليها من التزامات يفرضها الشرع واللوائح والقوانني فى رعاية هذا الطفل احملروم أسريا سواء رعاية صحية أو نفسية أو عقلية كما تلتزم الدولة شرعا و قانونا برعاية الطفل رعاية اجتماعية وتعليمية وثقافية فضال عن واجبها األصيل في تهذيب نفوس األطفال وغرس القيم الدينية واألخالقية فى طباعهم مبا يقيهم شر االنحراف واجلرمية.) كوفي, ستيفن وآخرون, 1992 م,ص 153 ( هذا ولقد اهتمت الشريعة اإلسالمية منذ ما يزيد عن ألف وأربعمائة عام وقبل أن تعرف اإلنسانية حقوق اإلنسان بوجه عام وحقوق األطفال بشكل خاص وجند أن هذه احلقوق تتسم بالعاملية فهي لم تخاطب مجتمعا بعينه أو جماعة من الناس وإمنا جاءت لكافة البشر على اختالف أجناسهم وهى ليست منحه من مخلوق مين بها على من يشاء ويسلبها عندما يشاء فهى حقوق قررها الله مبقتضى املشيئة اإللهية فهي ثابتة دائما بحكم الشريعة والطبيعة معا.)القرضاوي, يوسف, 1986 م,ص 76 ( ومن تقدير اإلسالم للطفولة وحرصه على رعايتها وصيانتها أنه ينبه املسلمني إلى عدم االقتصار على العناية بأطفالهم فقط بل يجب أن تتسع هذه العناية لتشمل أطفال غيرهم وخاصة إذا كانوا يتامى. ومما يؤكد ذلك قول الرسول )صلى الله عليه وسلم ) «أنا وكافل اليتيم كهاتني في اجلنة هكذا. وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا «أخرجه البخاري ومسلم. ولقد حث القران الكرمي على رعاية هؤالء اليتامى والبر بهم في قوله تعالى : )ف أ م ا ال ي ت يم ف ال ت ق ه ر ( )الضحى آية : 9( وكما ورد في قوله تعالى : )أ ر أ ي ت الذي ي ك ذ ب ب الد ين * ف ذ ل ك الذي ي د ع ال ي ت يم ( )املاعون : آية.)2 : 1 ويبني لنا اجلدول التالى توضيح عدد اجلمعيات اخليرية التي ترعى األيتام في بعض مدن اململكة العربية السعودية. املدينة املؤسسات الرياض اخلرج األفالج الدوادمي الزلفى حائل بريده اجلوف شقراء أوال : مدخل إلى مشكلة الدراسة:- تعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل منو اإلنسان وتكمن أهميتها في كونها ليست مرحلة إعداد للحياة املستقبلية فحسب وإمنا أيضا مرحلة لنمو الفرد من جميع جوانبه ففي ضوء ما يتلقاه من رعاية وتنشئة اجتماعية وما يكتسبه من خبرات تتحدد معالم شخصيته في املستقبل. )علي,سهير محمد خيري, 1994 م,ص 18 ( لذلك يجب الوعى بها كمرحلة لها خصائص نفسية واجتماعية وبيولوجية مختلفة عن خصائص مراحل العمر األخرى واالهتمام بها كاستثمار بشرى يدخره املجتمع ملستقبله. )خزام,منى عطية, 1999 م,ص 16 (. وبقدر االهتمام بهؤالء األطفال صحيا وبدنيا ونفسيا وعقليا بقدر ما نضمن توفير الطاقة السليمة والكاملة إلدارة الدولة وتقدمها ولقد اهتمت الديانات السماوية بالطفل اهتماما بالغا وقررت له احلقوق التي تكفل منوه ورعايته بشكل طبيعي سواء أكان ذلك قبل مولده أم بعد ذلك, كما اهتمت التشريعات الوضعية في مختلف الدول بحقوق الطفل وحاجاته قدر اهتمامها باألسرة نواة كل مجتمع وبهذا احتلت حقوق الطفل مكانا مهما داخل النظام االجتماعي )جويلى,سعيد سالم, 2001 م,ص 831 ( وإذا كانت حركة حقوق اإلنسان قد نبهت العاملني في مجال حقوق اإلنسان إلى أن الطفل باعتباره نواة املستقبل فى أى مجتمع يحتاج حلماية تتطلب منحه حقوقا خاصة تختلف في مضمونها عن حقوق الكبار فهذه احلماية تهدف بالدرجة األولى إشباع احلاجات اخلاصة له عن طريق توفير بيئة صحية ونفسية واجتماعية سليمة لتنشئته تنشئة سليمة ومن هذه احلقوق اإلعالن الصادر عن اجلمعية العامة عام 1959 م املتعلق بحقوق الطفل, وكذلك اتفاقية حقوق الطفل التي فصلت ما جاء فى إعالن حقوق الطفل بصورة ملزمة عام 1990 م, سيونى,محمود شريف, 2003,ص 863 ( وحيث أتفق جميع املشتغلني بالعلوم االجتماعية على أن هناك حقوقا ثابتة للطفل حيث له احلق فى إشباع حاجاته الضرورية والتي في ظلها يتحقق له إشباع حاجاته املادية والتعليمية والوجدانية واالجتماعية ومن أهم هذه احلقوق التي أقرها مؤمتر البيت األبيض الذي انعقد في واشنطن )1909( هو حق الطفل أن يحيا داخل أسرته الطبيعية وال يحرم منها إال حتت ظروف قهرية شديدة وإذا حتمت الظروف رعاية الطفل خارج األسرة الطبيعية فيجب وضعه في بيوت حاضنة أو أسر بديلة وأن لم تتوافر األسر البديلة الصاحلة فيتم نقله وإيداعه بإحدى مؤسسات رعاية األيتام»دور الرعاية االجتماعية«ويكون ذلك هو أخر السبل أمام الطفل الذي حرم من هذه الرعاية..)مخلوف,إقبال إبراهيم, 1977,ص ص 9:6 ( ونظرا ألن األسرة هى الكيان الذى يحتوى أعضاؤه وخاصة األبناء وفى هذا الكيان يتلقون الرعاية وميارسون العالقات االجتماعية السوية ويحصلون على اإلشباع املناسب الحتياجاتهم اجلسمية والنفسية... فماذا لو غاب عن هذا الكيان قطبا رعايته ( األب واألم ) بالطبع سيحدث خلل لدى األنساق الفرعية خاصة لو كانوا في مرحلة الطفولة وفى حاجة إلى الرعاية األسرية, وألن الرعاية االجتماعية جزء مهم من سياسة الدولة فإن الدولة تسعى إلى إنشاء املؤسسات اإليوائية التي متثل الكيان التعويضي لغياب الكيان األسرى حيث تسعى هذه املؤسسات إلى تقدمي خدمات الرعاية األسرية البديلة عن غياب الوالدين وفقد األسرة الطبيعية.)الصديق, أبو بكر مدحت, 1999 ص 415 ( وعلى هذا فإنه ميكن القول بأن هناك حاجات هامة وأساسية في حياة أي إنسان هذه احلاجات حقيقية وعميقة ومتداخلة, وتتفاعل بقوة وإيجابية متمثلة في حاجات اجتماعية ومادية وعقلية وروحية والبد من إشباع هذه احلاجات بطريقة متوازنة, حيث أن نقص أي من هذه احلاجات سوف يؤدى إلى مشكالت.)كوفي, ونظرا للزيادة املستمرة لهذه الفئة فلقد جندت اململكة العديد من األجهزة واملنظمات واجلمعيات والوزارات التي تتعامل معها, والتي أخذت على عاتقها توفير العديد من اجلمعيات احلكومية وغير احلكومية كما أنشأت العديد من املؤسسات اإليوائية ما بني دور حضانة إيوائية, وأخرى مؤسسات للرعاية االجتماعية دور الرعاية االجتماعية أو ما يسمى بشكلها احلديث جمعيات األطفال احملرومني من الرعاية األسرية. ووصوال لتحديد دقيق ملشكلة الدراسة تناول الباحث عرض مجموعة من الدراسات السابقة املتصلة مبوضوع الدراسة احلالية من مداخل مختلفة وفيما يلى عرض لتلك الدراسات :

318 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا دراسات عن األيتام:- )1( دراسة : سلوى شوقي 1991 بعنوان : احلاجات النفسية لدى أطفال املؤسسات اإليوائية وعالقاتها بالعدوانية. هدفت الدراسة : إلي الكشف عن العالقة بني كال من األمن احلب العطف االنتماء -التعرف على العالقات بني احلاجات النفسية ألطفال املؤسسة ومدة اإلقامة فيها والتعرف على الفروق بني أطفال املؤسسات وأطفال األسر العادية من حيث العالقة بني احلاجات النفسية والسلوك العدواني. أجريت الدراسة على عينة من مجموعه من أطفال املؤسسات اإليوائية 35 ذكور, 35 إناث وتتراوح األعمار بني سنة ومدة اإلقامة في املؤسسة ال تقل عن سنتني وال تزيد عن 10 سنوات. وعينة مماثلة من األطفال املقيمني مع أسرهم. واستخدمت الباحثة األدوات اآلتية : استمارة بيانات شخصية - استمارة احلاجات النفسية, استمارة املقابلة الشخصية. كانت فروض الدراسة هي توجد عالقة ارتباطيه سالبة ذات داللة إحصائية بني درجات إشباع كل من احلاجات السابق ذكرها لدى أطفال املؤسسات اإليوائية وأطفال األسرة ودرجات العدوانية. وقد توصلت الدراسة إلي النتائج التي توصلت إليها الدراسة : وجود فروق بني متغيرات موضوع الدراسة ( احلاجة إلى األمن احلب - العطف احلاجة إلى التقبل( احلاجة إلى االستقالل لصالح مجموعه أطفال األسرة العادية. ولقد استفادت الدراسة احلالية من هذه الدراسة ضرورة التركيز على احلاجات األخرى لألطفال احملرومني من الرعاية األسرية بجانب احلاجات النفسية كذلك أدوات الدراسة قبل استمارة احلاجات النفسية. )2( دراسة : سهير محمد خيرى 1994 بعنوان : اليتم والسلوك االجتماعي لألطفال من منظور اخلدمة االجتماعية. وحاولت الدراسة التوصل لإلجابة عن التساؤالت اآلتية : هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بني الذكور أيتام األم وأيتام األب واإلناث أيتام األم واألب ما املقصود واملقترح ملهنة اخلدمة االجتماعية في تعاملها مع األطفال األيتام. واستخدمت الدراسة منهج املسح االجتماعي بطريقة العينة ودراسة وصفية. مع عينة من اإلفراد كان من أهم أدواتها : مقياس السلوك االجتماعي لألطفال وتوصلت إلى نتائج من أهمها : استخدام برامج اخلدمة االجتماعية تهدف إلى زيادة قدرة األطفال األيتام على التوافق وإكسابهم أمناط السلوك االجتماعي االيجابي. يوجد فروق بسيطة ذات داللة إحصائية بني الذكور أيتام األم واألب واإلناث أيتام األم واألب في الطاعة بالنسبة لإلناث والقيادة بالنسبة للذكور أكثر من اإلناث. ولقد استفادت الدراسة احلالية من هذه الدراسة املنهج املستخدم ونوع الدراسة وتختلف عنها في األدوات املستخدمة كما تهدف إلي تقدير احتياجات األيتام باملؤسسات اإليوائية. أ. ياسر عبد الفتاح القصاص )3( دراسة : عواطف عبده بيومي 1996 بعنوان: التوافق الشخصي واالجتماعي لدي األطفال احملرومني وغير احملرومني من الرعاية الو الدية. - أهداف الدراسة : التعرف على التوافق الشخصي واالجتماعي لدى طالب املدارس احملرومني وغير احملرومني من الرعاية الو الدية. - فروض الدراسة: توجد فروق ذات داللة إحصائية بني التالميذ احملرومني وغير احملرومني في الدرجة الكلية للتوافق الشخصي واالجتماعي في سن 12:14 سنة. طبقت الدراسة على عينة من تالميذ املرحلة اإلعدادية حجم احملرومني 50 تلميذ. - استخدمت األدوات التالية : اختيار التوافق الشخصي واالجتماعي للمرحلة اإلعدادية. استمارة املستوى االقتصادي واالجتماعي والثقافي من )إعداد سامية القطان( - نتائج الدراسة : توصلت الدراسة إلي النتائج اآلتية: ال توجد فروق بني متوسطات درجات احملرومني وغير احملرومني في التوافق الشخصي واالجتماعي في سن 14 :13 :12 سنة. وهذا يستدعى دراسة احلاجات النفسية واالجتماعية لهؤالء احملرومني من الرعاية األسرية في مؤسساتهم االجتماعية لالستدالل على هذه احلاجات وطرق إشباعها. )4( دراسة:أنهام إبراهيم عبد العزيز 1990 بعنوان: فاعلية استخدام منوذج حل املشكلة في طريقة خدمة الفرد لزيادة التوافق االجتماعي والنفسي لألطفال احملرومني من الرعاية الوالدية. هدفت تلك الدراسة إلي زيادة التوافق النفسي واالجتماعي لألطفال احملرومني من الرعاية الو الدية باستخدام منوذج حل املشكلة في خدمة الفرد. طبقت الدراسة على عينة من أطفال املؤسسات اإليوائية وعددهم )24( طفال تتراوح أعمارهم بني 12 : 9 عاما. استخدمت الدراسة األدوات التالية : املقابالت بأنواعها - الوثائق والسجالت - مقياس اختبار الشخصية. ولقد توصلت الدراسة إلي نتائج أهمها أن استخدام منوذج حل املشكلة في طريقة خدمة الفرد أدي لزيادة التوافق االجتماعي والنفسي لألطفال احملرومني من الرعاية الو الدية. ولقد استفادت الدراسة احلالية من هذه الدراسة ضرورة تقومي املمارسة باملؤسسات اإليوائية واالستفادة من النماذج اجلديدة للممارسة املهنية في النهوض بتلك املؤسسات. ) 5 (دراسة: فاتن السيد على أبو صباغ 1992 بعنوان: دراسة مقارنة للمشكالت السلوكية التي يتعرض لها أطفال املؤسسات وأطفال قرى. ) S. O. S ( وكان أهم تساؤالتها :

319 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا ما هي املشكالت التي يعانى منها أطفال املؤسسات اإليوائية وأطفال قرى األطفال )S ).S O. وهدفت الدراسة إلي معرفة أثر فقدان األسرة وانعكاسه على ظهور مشكالت سلوكية لدي كال من أطفال املؤسسات اإليوائية وأطفال قرية ( S ) S. O. مثل السرقة والكذب وكذلك التأخر الدراسي وطبقت الدراسة على عينة مكونه من 12 طفل من أصحاب الطفولة املبكرة )6 12 عاما : ) - اعتمدت الدراسة على األدوات التالية : املالحظة - اختيار تفهم املوضوع لألطفال ( T ) C. A. املقابلة املفتوحة مع األطفال - أظهرت نتائج تلك الدراسة أن أطفال املؤسسات اإليوائية لديهم مشكالت سلوكية ولقد استفادت الدراسة احلالية من هذه الدراسة ضرورة توجيه املمارسة املهنية للخدمة االجتماعية في االجتاه الذي يواكب محاولة اخلدمة. ) 6 (دراسة : سامية صابر الدندراوى 1993 بعنوان: دراسة حتليلية لتتابع بعض عمليات النمو املعرفي لدي أطفال املؤسسات واملقيمني في أسرهم. هدفت الدراسة إلي دراسة النمو املعرفي لدي أطفال املؤسسات اإليوائية ومقارنته بالنمو املعرفي ألطفال يعيشون حياة طبيعية مع أسرهم في ضوء نظرية بإيجابية. اجري البحث على عينة من أطفال من اجلنسني خالل مرحلتي ما قبل العمليات من متوسط عمر خمس سنوات حتى الثانية عشر من الروضة حتى الصف األول األعداد.بأعداد متساوية 160 طفل ميثلون أطفال يعيشون مع أسرهم وسط أسرة مكونة من األب واألم واألخوة والعينة الثانية مماثلة متاما من أطفال املؤسسات اإليوائية احملرومني من األب واألم أو أحدهما على األقل. - استخدمت الباحثة األدوات التالية : اختيار املصفوفات املتتابعة العادي وامللون. استمارة تسجيل املقابلة. - استمارة احلالة االجتماعية واالقتصادية أعداد الباحثة. وكانت النتائج التي توصلت إليها الدراسة : أنة توجد فروق دالة إحصائيا لصالح األطفال املقيمني مع أسرهم وهذا يعنى أن كفوف األطفال العاديني في أدائهم املعرفي على بطارية اختبارات بإيجابية باملقارنة بأطفال املؤسسات ويرجع هذا إلي البيئة األسرية الطبيعية مبا توفر للطفل من خبرة ونضج في املرحلة املبكرة من عمرة والتي تستمر من الثانية للسابعة وفق نظرية بياجيه املسماة مبرحلة ما قبل العمليات والتي تتأثر بالبيئة البشرية احمليطة بالطفل. ولقد استفادت الدراسة احلالية من هذه الدراسة ضرورة حتديد حاجات املؤسسات اإليوائية مبا يعوض هذا القصور في النمو املعرفي الناجت من حالة احلرمان التي يعيشونها. ) 7 (دراسة : مها صالح الدين 1993 بعنوان : تقومي لبعض أساليب رعاية األطفال في املؤسسات اإليوائية هدفت الدراسة إلي التعرف على الدور الذي تؤديه املؤسسات اإليوائية وأهم تساؤالتها ما هي الصعوبات التي تواجه العاملني باملؤسسات اإليوائية في تنفيذ البرامج استخدمت الدراسة منهج املسح االجتماعي بطريقة العينة لعدد )51( من األطفال املودعني, ( 38 ) من اخلبراء التنفيذيني مبحافظة القاهرة. حتت سن ( سنة ). أ. ياسر عبد الفتاح القصاص ) 8 (دراسة :Richard B Mackenzie 1998 وأظهرت أهم نتائجها أن نظام رعاية األطفال في الواليات املتحدة يعانى من عدة مشاكل متضمنة نقص الرعاية الدائمة لكثير من األطفال.. حيث مالجئ األطفال اخلاصة لم ولن متثل أبدأ شكال للرعاية السائدة لألطفال احملتاجني حيث ال تعتبر تلك املؤسسات بديال كافيا ملسئولية الرعاية األبوية إال أنها مع بعض التطوير واالجتهاد ميكنها تقدمي رعاية أفضل لكثير من األطفال من الصعب إيجادها في مكان آخر. ) 9 (دراسة عادل رضوان 2003 م: وكان أهم تساؤالتها : ما واقع املمارسة املهنية للخدمة االجتماعية باملؤسسات اإليوائية ما املعوقات التي حتول دون أداء األخصائي االجتماعي لدوره باملؤسسات اإليوائية وكانت من الدراسات التقوميية مستخدمة املنهج الوصفي. أهم أدوات الدراسة: استبيان وصف املناخ التنظيمي ملنظمات الرعاية - استمارة مقابلة. وطبقت على عينة من العاملني باملؤسسات اإليوائية قوامها )445 ) مفردة مبحافظات اإلسكندرية الغربية القاهرة املنيا. وكان من أهم نتائجها : أن مستوى املمارسة املهنية للخدمة االجتماعية داخل املؤسسات اإليوائية يتميز باالرتفاع داخل مؤسسات الوجه القبلي في مقابل انخفاض مستوى املمارسة املهنية في املؤسسات اإليوائية بالوجه البحري بسب ضعف املوارد واإلمكانيات مبا يتطلب معه دراسة مشكالت احملرومني من الرعاية األسرية من األيتام املقيمني بها وهذا ما تهدف إلى حتقيقه دراستنا احلالية. )10( دراسة عبد الله حميد السهلي 2003 م وهدفت الدراسة إلى: التعرف على األمن النفسي وعالقته بالتحصيل الدراسي لدى طالب دور رعاية األيتام مبدينة الرياض وتكون مجتمع الدراسة من )95( طالب نزالء بدور رعاية األيتام تتراوح أعمارهم بني )13-23( سنة. وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها : - ارتفاع مستوى األمن النفسي لدى طالب دور رعاية األيتام. - وجود عالقة ارتباطيه سلبية بني األمن النفسي والتحصيل الدراسي لطالب دور رعاية األيتام ) 11 (دراسة محمد رشدى محمد 2004 والتى توصلت أهم نتائجها إلى وجود مشكالت اقتصادية ونفسية ومشكالت خاصة بالعالقات االجتماعية التي يعانى منها األطفال األيتام باملؤسسات اإليوائية وكذلك أفادت بوجود عالقات طيبة بني األطفال واملشرفني مع توافر اإلمكانات واملوارد الالزمة للمعيشة داخل املؤسسة )12( دراسة : ماهر عبد الرازق سكران : 2006 م بعنوان: احلرمان األسرى وعالقته بالعزلة االجتماعية لدى األطفال. - وحاولت الدراسة التوصل إلجابة عن التساؤالت اآلتية :

320 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بني متوسطات درجات األطفال املقيمني مع أسرهم من اجلنسني ومجموعه األطفال الذين يقيمون في مؤسسات الراعية االجتماعية من اجلنسني على مقياس العزلة االجتماعية. - واستخدمت دراسة وصفية حتليلية من خالل منهج املسح االجتماعي بأسلوب العينة العشوائية البسيطة املكونة من 65 طفل. - أهم أدوات الدراسة: مقياس العزلة االجتماعية ألماني عبدا لتواب صالح. وقد توصلت الدراسة إلي النتائج اآلتية: األطفال في وجود أسرهم أفضل من غيرهم املقيمني في مؤسسات للرعاية االجتماعية حيث يعانى احملرومني من الرعاية األسرية من عدم األمان واالطمئنان, وسلبيته العالقات االجتماعية والنقص في العالقات العاطفية ونقص املشاركة االجتماعية. ولقد استفادت الدراسة احلالية من هذه الدراسة أهمية حتديد مشكالت املقيمني باملؤسسات اإليوائية كميا وكيفيا حيث يتم حتديد برامج مالئمة إلشباع ومقابلة هذه احلاجات )13( دراسة محمود رضوان 2007 والتي أكدت أهم نتائجها على حاجة املمارس املهني إلى اكتساب مهارات االستماع إلى األيتام وفهم مشاكلهم واملهارة في تكوين عالقة مهنية مع اليتيم كفرد واأليتام كجماعة داخل املؤسسة كذلك املهارة في إقامة وتدعيم العالقة بني مؤسسات رعاية األيتام وبني سكان املجتمع احمليط بتلك املؤسسات. دراسات عن منوذج احلياة:- ا- دراسة ترافيس وهى دراسة مقارنة بني استخدام منوذج احلياة على عينة من األطفال مودعني مبؤسسة الرعاية املتكاملة وعينة أخرى من األطفال في مؤسسة أخرى لم يستخدم معهم منوذج احلياة وبلغ عدد األطفال في كل مؤسسة 15 طفال ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة فاعلية استخدام منوذج احلياة في مجال الطفولة وكذلك في التخفيف من اآلثار السلبية املترتبة على تواجدهم في مؤسسات الرعاية البديلة وذلك بالنسبة للمجموع األولى. - 2 دراسة إسماعيل مصطفى )2000( وهى دراسة عن استخدام املنظور البيئي في خدمة الفرد في العمل مع مشكالت أطفال الشوارع وقد أجريت هذه الدراسة على عينة من األطفال بلغ عددهم )20( طفال مت تقسيمهم إلى مجموعتني إحداهما جتربة واألخرى ضابطة ومن أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة فاعلية برنامج التدخل املهني املعتمد على العديد من التكنيكات واألنشطة املستمدة من عناصر منوذج احلياة في العمل مع األطفال - 3 دراسة مرمي حنا ) 2001 م( عن استخدام منوذج احلياة فئ خدمة الفرد األسرية وتهدف هذه الدراسة إمكانية استخدام منوذج احلياة من خالل عناصره في مواجهة املشكالت األسرية ولقد جنح النموذج في حتقيق أهداف التدخل املهني في التخفيف من حدة املشكالت االجتماعية والنفسية واألسرية. أ. ياسر عبد الفتاح القصاص - 4 دراسة سامية عبد الرحمن همام )2003( عن فعالية منوذج احلياة في عالج املشكالت االجتماعية للمرأة املعيلة وذلك على عينة من 10 حاالت لسيدات معيالت من وحدة املعادى االجتماعية للتعرف على املشكالت التي تواجه املرأة املعيلة وكيفية مواجهتها ومن أهم نتائج تلك الدراسة فعالية جناح استخدام منوذج احلياة فى البيئة املصرية للتخفيف من املشكالت االجتماعية للمرأة املعيلة ضرورة زيادة وتفعيل مشاركة اجلهود األهلية كاجلمعيات وغيرها في توفير خدمات الرعاية االجتماعية املختلفة. دراسة حول التمكني للمؤسسات األهلية:- دراسة ( نيفني عبد املنعم 2002 م ) حول إسهامات اجلمعيات األهلية في رعاية املرأة لتمكينها من القيام بدورها في تنمية املجتمع احمللى والتي أظهرت أهم نتائجها. ضعف دور املنظمات غير احلكومية في العمل لصالح الفئات الضعيفة في املجتمع احمللى من خالل إعادة توزيع القوة داخل املجتمع احمللى وتتضمن تلك الفئات املرأة املعيلة واأليتام الخ مشكلة الدراسة : ولقد أظهرت الدراسات السابقة وجود صعوبات ومشكالت تواجه املؤسسات احلكومية واألهلية في تقدمي الرعاية للمحرومني أسريا لذا أخذت اململكة العربية السعودية على عاتقها توفير الدعم واملساندة لهذه املؤسسات عن طريق اإلدارة العامة لرعاية األيتام وكالة الوزارة للشئون االجتماعية وهى مسئولة عن كل شئون األيتام ومن في حكمهم من مجهولى النسب مبا في ذلك مسئولية اإلشراف واملتابعة وتقدم اإلدارة خدماتها عبر ثالث إدارات فنية متخصصة : 1( إدارة شئون االحتضان 2( إدارة الرعاية اإليوائية 3( إدارة التتبع االجتماعي وان كان للخدمة االجتماعية بصفة عامة الدور الهام فلقد أصبح التخطيط االجتماعي هو املنهج املتبع لتحقيق أهداف وغايات تلك املؤسسات وكمنهج علمي وطريقة فنية يصلح للتطبيق واملمارسة ونظرا ملا لألخصائي االجتماعى من دور هام فكان لزاما على املهتمني باخلدمة االجتماعية السعي اجلاد نحو محاولة متكني املنظمات األهلية العاملة في مجال رعاية األيتام من حتسني نوعية حياتهم وهذا ما تسعى الدراسة احلالية مبشيئة الله القيام به من خالل الوصول إلى : تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا ثانيا : أهمية الدراسة : االهتمام باليتامى يتالءم مع جميع املثل العليا التي نادت بها الشرائع السماوية واألديان السماوية وطبقا ملا ورد من آيات قرآنية عديدة بلغت 23 آية ذكر فيها اليتيم )24( مره فى 12 سورة )عبد الباقي, محمد فؤاد( وكذلك كما ورد من أحاديث عديدة بالسنة النبوية الشريفة حتث على رعاية األيتام. معظم الدراسات التى تناولت موضوع احلرمان من الوالدين بالوفاة )في حدود علم الباحث( قد ركزت على املشكالت الفردية لألطفال األيتام, في حني تسعى تلك الدراسة نحو استخدام تكنيكات ومناذج جديدة لتحسني نوعية احلياة لتلك الفئة متمثلة فى منوذج التمكني ومنوذج احلياة

321 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا ما أوضحته نتائج الدراسات السابقة من مشكالت واحتياجات متعددة لهذه الفئة مبا يستدعى ضرورة العمل على محاولة متكني اجلمعيات األهلية العاملة فى مجال رعاية األيتام من حتسني نوعية حياتهم. قلة اهتمام بعض اجلمعيات اخليرية باالستراتيجيات واخلطط والبرامج املدروسة قبل القيام بتنفيذ برامج الرعاية االجتماعية. ثالثا : أهداف الدراسة : أ ) الهدف العام : محاولة التوصل لتصور تخطيطى مقترح لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا وسوف يتم حتديد هذا الهدف من خالل األهداف الفرعية اآلتية: التعرف على املشكالت التي تواجه األطفال احملرومني أسريا باملؤسسات اإليوائية. التعرف على البرامج واالستراتيجيات التى تستخدمها اجلمعيات اخليرية في رعاية احملرومني أسريا. حتديد املعوقات التي حتول دون متكني اجلمعيات األهلية من القيام بدورها التخطيطى فى تطوير برامج العمل داخل مؤسسات رعاية األيتام التابعة لها. محاولة التوصل إلى تصور تخطيطي يفيد املهتمني بالطفولة بشكل عام والطفولة احملرومة من الرعاية الو الدية بشكل خاص من صناع القرار في وضع سياسات موجهة تستهدف حتسني مستوى احلياة لهم داخل دور الرعاية االجتماعية. رابعا : مفاهيم الدراسة : - 1 مفهوم اجلمعيات األهلية : تسمى هذه فى كثير من الدول العربية اجلمعيات األهلية أو اخلاصة وفى الدول اخلليجية يطلق عليها اجلمعيات ذات النفع العام وفى بريطانيا تسمى باجلمعيات التطوعية أو غير الربحية Organiza- Non Profit tion وفى الواليات املتحدة وكندا يطلق عليها اجلمعيات غير احلكومية )أبوالنصر مدحت محمد 2000 ) وتعرف بأنها ك ل جماعة ذات تنظيم مستمر ملدة معينة أو غير معينة تتألف من أشخاص طبيعيني ال يقل عددهم عن عشرة أشخاص وغالبا تعتمد على اجلهود الذاتية وجمع التبرعات ألنشطتها. )على ماهر أبو املعاطى 1988 ص )87 ويحددها البعض بأنها جمعيات أو منظمات ال تهدف إلى الربح وتقدم خدمات اجتماعية شخصية ألفراد في جماعات سكانية مستهدفة مثل )سكان حي, أو فئات عمرية أو جماعات مصلحة( وتؤسس عن طريق مساهمات تطوعية وخيرية ومساهمه بإعانات حكومية وتنشأ من األعضاء املساهمني في تأسيسها ويشكلون جمعية عمومية ينتخبون فيما بينهم أعضاء مجلس إدارة يدير العمل طبقا لالئحة تنظيمية. )السكرى أحمد شفيق 2000 ص )399 وحتدد اجلمعيات األهلية بأنها تلك املؤسسات ذات الوظائف املتعددة واألهداف الثقافية واالجتماعية املتنوعة والتى قد تكون قومية أو محلية كما تساهم بشكل متميز في مجال اخلدمات االجتماعية وتعتمد بدرجة كبيرة على املتطوعني في وضع سياستها وتنفيذ برامجها وغالبا ما تعتمد في متويلها على هبات املتطوعني. أ. ياسر عبد الفتاح القصاص )Davidson, Feli, 1995, P.1772( كما عرفت الئحة اجلمعيات واملؤسسات اخليرية بوزارة الشئون االجتماعية بالسعودية اجلمعية اخليرية بأنها جمعية أهلية تطوعية تهدف إلى تقدمي خدمات اجتماعية مما لها عالقة باخلدمات اإلنسانية دون أن يكون هدفها احلصول على الربح املادى أو حتقيق أية أغراض ال تتفق والغرض الذى وجدت من أجله )وزارة الشئون االجتماعية 2009 ص )267 وميكن من خالل اجلمعيات األهلية العاملة فى مجال الرعاية االجتماعية لألطفال األيتام :- - منح أفراد املجتمع القدرة على مواجهة مشكالتهم وذلك من خالل الوصول إلى املوارد التى يحتاجونها وزيادة قدرت األفراد على التعامل مع العوائق املتعلقة باملشكالت. هذا وميكن حتديد مفهوم اجلمعيات األهلية إجرائيا فى هذه الدراسة كما يلى : أ- تنظيمات حتكم وتدار ذاتيا. ب- لها شكل رسمي وواقع مؤسسى. ج- تنظيمات غير سياسية وال ترتبط بأى أعمال حزبية محددة. د- متارس أنشطة وبرامج الرعاية االجتماعية لفئات غير قادرة على رعاية أنفسها. - 2 مفهوم التمكني: ( Empowerment ) يعرف ويبستر الفعل Empower مبعنى ميكن يسمح ويضيف معجم املورد معنى أخر وهو يساعد على. )البعلبكى منير 1978 ص ) 310 ويحدد معجم لوجنمان التمكني بأنه منح شخص ما القدرة على أداء عمل ما. ) Longman Dictionary, 1978, P 359( ويتحدد التمكني بأنه عملية تعليمية تهدف إلى زيادة قدرات األفراد من خالل التفاعل مع املشكالت التي تواجههم داخل املجتمع احمللى. ) N.gamble, Dordthy Over by mells, Marie, 1955, P 488( ولقد أضاف مارك ترنر و ديفيد هانس أن : مصطلح التمكني تستخدمه املنظمات غير احلكومية لصالح الفئات الضعيفة فى املجتمع احمللى وذلك من خالل إعادة توزيع القوة داخل املجتمع احمللى لصالح الفئات الفقيرة. )Turner, Mark Hunc, David, 1997, P.215( والتمكني هو اإلستراتيجية التي ميكن بواسطتها مساعدة األفراد واجلماعات واملجتمعات أن تتحكم في ظروفها وتستطيع إجناز أهدافها وهكذا تكون قادرة على العمل ملساعدة نفسها وغيرها على زيادة مستوى معيشتها. P.14( ) Wallerstem, Nina, 1993, وهكذا يتحدد مفهوم التمكني في الدراسة احلالية إجرائيا كما يلي : أ- وعى األفراد القائمني بتنفيذ اخلدمات سواء التعليمية والصحية. ب- إيجاد مصادر متويل للقيام ببرامج اجلمعية األهلية العاملة في مجال رعاية األيتام. ج- مساعدة أعضاء اجلمعية على إجناز القرارات بطريقة علمية منظمة. - 3 مفهوم احملرومني أسريا :

322 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا ( أ ) اليتيم في اللغة والشرع : - اليتيم في املعجز الوجيز )يتم( يتيم يتما أيتم الصبي أي صار يتيما ويقصد به الصبي أو الولد الذي فقد أباه قبل البلوغ. )املعجز الوجيز, 1990 م,ص 684 (. - اليتيم فى اللغة : هو الفرد من كل شئ يقال بيت يتيم باليتيم. - ومن الناس: هو من فقد أباه ولم يبلغ مبلغ الرجال. )عز الدين, 1982 م,ص 11 ( - ولقد جاء في معجم ألفاظ القران الكرمي: يتم الولد من الناس يتيم أي فقد أباه قبل البلوغ وقد يقال ذلك ملن بلغ وهذا على سبيل املثال ال األصل والوصف يتيم ويتيمة واجلمع يتامى.)عبد الباقي, محمد فؤاد, ص 402 ( - اليتيم واليتيم في الناس هو اليتيم من قبل األب بينما في البهائم من قبل األم وال يقال ملن فقد األم يتيم ولكنه منقطع وقال ابن برى اليتيم هو الذي ميوت أبوه و العجى هو الذي متوت أمه واللطيم هو الذي ميوت أبواه وقال أبو عبيده تدعى املرأة يتيمة ما لم تتزوج فإذا تزوجت زال عنها لفظ اليتيم أو اليتم. )ابن منظور,لسان حال العرب,ص 494 ( )ب( اليتيم فى اإلسالم : اليتيم من الناحية اإلسالمية هو الصغير الذي ال كاسب له وهو من مات أبوه وتركه صغيرا وهو يحتاج إلى رعاية وعناية باعتباره عاجزا يستحق األخذ بيده لكي يتمكن من مواجهة أعباء احلياة.)ابن كثير,ص 208 ( وكانت قريش تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتيم أبو طالب. وقال القرطبي إن اليتم في بني آدم بفقد األب وفى البهائم بفقد األم وقال املاوردى أن اليتيم يقال في بني آدم بفقد األم أيضا ولكن األول فقد األب هو املعروف.)الزمخشري,أبي القاسم جاد الله, 1977 م,ص 494 ( - 4 مفهوم نوعية احلياة )Quality Of Life تعرف بأنها محاولة مساعدة الناس على املثابرة ومواصلة احلياة وإضافة خبرات إيجابية وقيمة حلياتهم املعيشية وتشمل املعاقني واحملرومني. )بلووم مارتن 2000 ص 186 ( ويعرف بأنه تدعيم لقوة العميل الشخصية وخاصة األفراد الذين يعانون من عجزوا في أداء أدوارهم االجتماعية وذلك من خالل تدعيم عالقاتهم االجتماعية مع األنساق البيئة الرسمية وغير الرسمية ( Ger-.) man, Carl Gitlerman, Alex, 1995, P821 ويرى دالكى أنها هى إحساس الفرد بجودة املعيشة ويترتب على إحساسه بالرضا أو عدم الرضا على احلياة إحساسه بالسعادة أو بالشقاء. )جمال الدين هبة 1991 م ص 62 ( وتعرف عملية اخلدمة االجتماعية لتحسني نوعية احلياة بأنها العملية التى يقوم بها األخصائيون االجتماعيون ملساعدة الناس لتحسني عالقاتهم باآلخرين لتحقيق مزيد من الرضا واإلشباع والبهجة في حياتهم. )بلووم مارتن 2000 ص 186 ( - هذا ويتحدد مفهوم نوعية احلياة إجرائيا هذه الدراسة كما يلي:- - 1 حترير الطاقات الداخلية لألفراد و إعطائهم القوة للعمل واالستمرار فى احلياة. 2 -تدعيم قوة شخصيته العميل وحتسني شبكة عالقاتها االجتماعية باألنساق البيئية الرسمية وغير الرسمية وغير الرسمية. - 3 إحساس الفرد بالرضا عن احلياة. )5( مفهوم املؤسسات اإليوائية : أ. ياسر عبد الفتاح القصاص تعرف بأنها : متارس من خالل هيئات شكلت لتعبر عن إدارة املجتمع وملقابلة حاجات اإلنسان سواء أكانت هذه احلاجات مادية أو معنوية وليس من غرض املؤسسة االجتماعية سواء أكانت حكومية أو أهلية هو حتقيق الربح املادي بل أن غرضها هو تقدمي املساعدات واخلدمات لألفراد واجلماعات واملجتمع. : )خليل,عرفات زيدان, 1999 م,ص 114 ( وميكن حتديد املؤسسات اإليوائية لألطفال احملرومني من الرعاية األسرية إجرائيا كما يلي:- - 1 أماكن معدة إليواء األطفال ومن بينهم األطفال األيتام ذكورا و إناثا. - 2 تقوم برعاية األطفال األيتام من سن 18 : 7 سنة بإقامة دائمة. - 3 تقوم بتقدمي خدمات ( اجتماعية, صحية, نفسية, تعليمية, مهنية, الخ ). - 4 يتم العمل بها وفقا لالئحة داخلية تقرها وزارة الشئون االجتماعية. - 5 متارس بها اخلدمة االجتماعية بشكل أساسي حيث تعد مجال أولى بالنسبة لها خامسا : املوجهات النظرية للدراسة :- 1 (منوذج احلياة 2( إستراجتية التمكني. - 1 منوذج احلياة The Life Model منوذج احلياة طريقة من طرق املمارسة في اخلدمة االجتماعية تعتمد على املنظور االيكولوجي الذي يركز على العالقة بني اإلنسان وبيئته ولقد بدأ هذا النموذج يظهر في أول السبعينات من القرن املاضي حني قدم كال من جيرمان وجيترمان gitterman & german منوذجا خاص للممارسة يعتمد على املنظور االيكولوجي الذي يهتم بالتركيز على العالقة بني الفرد والبيئة. P.5( )Germain and Gitterman, 1980, أهداف النموذج : - - يساعد هذا النموذج اخلدمة االجتماعية لتصل إلى حتقيق التكامل بني وظيفتني أساسيتني للخدمة االجتماعية وهى تقدمي اخلدمات الفردية لألفراد واجلماعات واألسر. - يساعد النموذج على حتسني العالقة بني الشخص وموقفه. - ويعتمد النموذج على املعارف واملهارات املتنوعة للخدمة االجتماعية مع األفراد واملجتمعات في تخطيط وحتسني النمو اإلنساني -في التسعينات مت توسيع هذا النموذج ليشمل املمارسة املجتمعية كما تضمن مفاهيم جديدة منها:- -- مفهوم منح القوة للعميل وحترير الطاقات وتعديل البيئة وتدعيم وحماية الكائن اإلنساني إلى أقصى حد ممكن. P.18( )Germain and Gitterman, 1980, مؤشرات نوعية احلياة :- )جمال الدين هبة 1991 م ص 821( وتتحدد مؤشرات لنوعية احلياة في هذا النموذج من خالل بعدين هامني: - مؤشرات بيئة موضوعية متثل الظروف البيئية احمليطة باألفراد - مؤشرات ذاتية تتمثل في حاجاتهم الصحية والتعليمية واملهنية والثقافية واالجتماعية والنفسية.الخ. مهارات األخصائي االجتماعي الذي يقوم بتطبيق النموذج :

323 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا )مهارات االتصال -البقاء على قيد احلياة -االستماع - االتصال غير اللفظي ) دور األخصائي االجتماعي أثناء تطبيق النموذج:- - تربوي - وسيط - مانح للقوة - ممكن - مقدم تسهيالت - مخطط هذا وسوف تعتمد الدراسة احلالية على االستفادة من هذا النموذج والدراسات السابقة التي تناولته في محاولة لتدعيم وحتسني شبكة العالقات االجتماعية للجمعيات األهلية القائمة على اإلشراف على دور الرعاية االجتماعية لأليتام مع األنساق البيئية احمليطة بها سواء الرسمية أو غير الرسمية للحصول على خدمات مادية ونوعية مبا يحقق حتسني مستوى معيشة األطفال احملرومني من الرعاية األسرية وفيما يلي عرض لبعض الدراسات عن النموذج - 2 إستراتيجية التمكني سوف يتعرض الباحث لهذه اإلستراتيجية من خالل توجه نظري يساعد في حتقيق مزايا من خاللها ميكن الوصول باألطفال األيتام احملرومني من الرعاية األسرية إلى احلياة مبستوى الئق مبا قد يسهم في زيادة قدراتهم كمورد بشرى هام وفاعل يفيد في حتقيق أهداف التنمية الشاملة. وتعتمد هذه اإلستراتيجية على أسلوب تقوية املنظمات األهلية التي تهتم بتقدمي الرعاية االجتماعية للضعفاء حيث جهود املشاركة بني الدولة وتلك املنظمات تصبح غير فعالة حينما تتم خارج إطار منظمي وعلى املخطط االجتماعي أن يكون لديه املهارة في مساعدة الضعفاء على فهم حقوقهم وكيفية مطالبة بها. والباحث في الدراسة احلالية يعتمد على التمكني اإليجابي الذي يعتمد على دمج مطالب األيتام الضعفاء والقائمني على اإلشراف على دور الرعاية االجتماعية والتنفيذ بني باجلمعيات األهلية حيث يقوم املخطط االجتماعي بتوحيد تلك املطالب. ولقد جاء مفهوم التمكني في بداية الثمانينات حينما رفض البعض أن تكون التنمية مجرد طاحونة في آلة تراكم لتحقق النمو حتى على حساب الفقراء.. ويطرح هذا املفهوم دور اجلمعيات التطوعية واملنظمات غير احلكومية لتحقيق هدف مشاركة غير القادرين في عملية التنمية. )احلدينى أمانى 1999 م ص 42 ( ويهدف التمكني إلى تنمية قدرات املواطنني للمشاركة في تنمية املجتمع ومساعدتهم على مواجهة مشكالتهم بأنفسهم عن طريق تدريبهم وتعليمهم املستمر ويهدف التمكني إلى مساعدة أفرد املجتمع على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم ومن ثم يستطيعون حتسني مستواهم املعيشي. )عبد اللطيف هبة أحمد 2004 م ص 102 ( سادسا : مشكالت األطفال احملرومني من الرعاية األسرية باملؤسسات اإليوائية - 1 املشكالت الصحية : إن للطفل احتياجات صحية وغذائية ضرورية بالنسبة له وتختلف هذه احلاجات وتتنوع حسب منوه بشكل طبيعي وإن عدم إشباع هذه االحتياجات أو إشباعها بشكل خاطئ أو ناقص يؤدى إلى العديد من املشكالت الصحية املختلفة منها التأخر في النمو اجلسمي وما هو مرتبط بالفم والعادات الغذائية الصحية أو بالتعرض لبعض األمراض املختلفة. أ. ياسر عبد الفتاح القصاص وإن كان بطء النمو ال يعنى تخلف الطفل جسميا عن اقرأنه في نهاية مطاف املرحلة العمرية املعينة فقد جند طفال بطيئا من حيث منو أسنانه بل بعض أسنانه بالذات ولكنه في نهاية العاشرة من عمره تقريبا قد يكون حلق بجميع أقرانه في السن في منو جميع األسنان مثلهم متاما وهذا ال يعنى تخلفهم نهائيا بل تخلفا مرحليا فقط )أسعد, يوسف ميخائيل, 1990 م,ص 41 (. وهناك من األطفال من يتأخر منوهم فئ جوانب معينة من اجلسم وقد يكون ذلك راجعا إلى أسباب وراثية أو متعلقة بنقص في الرعاية والعناية بالتغذية. - 2 املشكالت النفسية : إن للطريقة التي يتعامل بها الطفل في سنواته األولى دور مهم في تكوينه النفسي فأسلوب التربية الذي يثير مشاعر اخلوف وانعدام األمن في مواقف التفاعل يترتب عليه تعرض الطفل ملشكالت نفسية عديدة أو تأخر في نواح مختلفة من النمو وكذلك فإن القسوة وسو ء املعاملة واإلهمال يؤدى إلى حدوث أثار سيئة في نفسية الطفل كما أن موقف الو الدين ونواحي شخصياتهم وعالقتهم بالطفل وتوافقهم النفسي ومستواهم االقتصادي واالجتماعي الثقافي وقيمهم في احلياة له تأثير بالغ األهمية على سلوك الطفل فكثير من مشكالت األطفال النفسية أو اضطرابات السلوك لديهم مردودها إلى اختالل أو توتر في الوضع األسرى أو العائلي ليؤكد الرأي القائل بأنه ال يوجد طفل مضرب بل توجد أسرة مضطربة )الشربينى,زكريا, 1994 م,ص ص 12:9 (. وبذلك نرى أن أطفال هذه املؤسسات يتعرضون للعديد من املشكالت النفسية إال أن الباحث سوف يعرض منها ما اتفقت عليه الدراسات السابقة ومن هذه املشكالت ما يلي: أ-القلق : والقلق هو منط من أمناط اخلوف ولكنه خوف من شئ مجهول غير محدد أو واضح بشكل محسوس فمع أننا نعرف سبب اخلوف ومصادره إال إننا في حالة القلق ال نعرف مصدر اخلوف ورمبا ال يوجد أي سبب على اإلطالق والقلق العادي هو أمر طبيعي توخيا للحذر واحليطة ولكن إذا ما زاد عن احلد املعقول يؤدى إلى شخصية غير متزنة عقليا أو غير متكيفة انفعاليا واجتماعيا كما انه يؤثر بالسلب على النمو املعرفي واالجتماعي لدى الطفل وهو ما يسمى بالقلق املرضى.)حواشي,مفيد جنيب:زيدان جنيب, 1996 م,ص 143 (. ب-اخلوف : واخلوف يعدمن أهم املظاهر االنفعالية ملرحلة الطفولة ألنه قد يكون اكبر عائق يقف في سبيل منو الطفل منوا سليما وهذا وقد يأخذ هذا اخلوف الشكل الطبيعي اخلوف الواقعي الذي تزول انفعاالته وتوتراته بزوال املوقف املسبب له وهو ميثل جانبا إيجابيا للطفل يساعده في احلفاظ على حياته ويقيه من األخطار احمليطة به وهناك الشكل غير طبيعي اخلوف املرضى أو ما يسمى بالفوبيا أو الرهاب وهو تطور أفعال اخلوف إلى مرحلة يصبح فيها مرضا ينغص على الطفل حياته كلها وبالرغم من أن مثيرات هذا اخلوف محددة وواضحة إال أنها ال تعتبر بطبيعتها مصدرا للخوف وذلك كاخلوف من الظالم أو األماكن املغلقة أومن مواجهة اآلخرين احليوانات األليفة. ( حواشني,مفيد جنيب:زيدان جنيب, 1996 م,ص ص 30:29(. ج-االنطواء واخلجل : إن االنطواء واخلجل شكالن من أشكال القلق االجتماعي فقد يظهر مع القلق الناشئ عن مواجهة جمهرة من الناس وكذلك مع االرتباط والشعور باخلزى.)الطيب,محمد عبدا لظاهر, 1996 م,ص 172 (. د- تدنى اعتبار الذات : حيث إن األطفال الذين يفتقرون إلى الثقة بالذات ال يكونون متفائلني حول نتائج جهودهم فهم يشعرون بالعجز والنقص والتشاؤم ويفقدون حماسهم بسرعة

324 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا وتبدو األشياء بالنسبة لهم وكأنها تسير دائما بشكل خاطئ يستسلمون بسهولة وغالبا يشعرون باخلوف ويصفون أنفسهم بصفات مثل سيئ وعاجز ويتعاملون مع مواقف اإلحباط والغضب بطريقة غير مناسبة حيث يتوجهون بسلوك انتقامي إلى أن يحمل اآلخرون عنهم فكرة سيئة كالتي يحملونها عن أنفسهم.) الطيب,محمد عبدالظاهر, 1996 م,ص 173(. - 3 املشكالت االجتماعية: يتعرض كثير من األطفال خالل مراحل منوهم ملشكالت اجتماعية عديدة ومختلفة ذات عوامل متباينة أثارها بالنسبة للطفل خطيرة للغاية حيث أنها قد تعوقه عن التوافق والتكيف مع نفسه بصفة عامة. وتتزايد حدة هذه املشكالت خطورة بعد حرمان الطفل من الرعاية الو الدية بسبب املوت أو آلي سبب آخر وإبداعهم باملؤسسة الذي يعد أهم املؤثرات السلبية على منوهم اجلسمي والنفسي واالجتماعي وغيره من مظاهر النمو املختلفة وقد يكون هناك شبه اتفاق بني علماء النفس واالجتماع واخلدمة االجتماعية وأطباء األطفال على أهمية هذه الرعاية وضرورتها في منو الطفل وحتديد مستقبل حياته)مخلوف,إبراهيم إقبال, 1977,ص 260 (. - العزلة وعدم املشاركة وضعف العالقات االجتماعية : والعزلة هي شكل متطرف في العالقات مع الرفاق فعندما ال يقضى الطفل وقتا في التفاعل مع اآلخرين تكون النتيجة عدم حصوله على تفاعل إيجابي كاف والطفل املنعزل يختلف عن اخلجول حيث إن األخير يرغب عادة في العالقات االجتماعية ويبذل محاوالت ألقامتها وقد ينجح وقد يخفق. - 4 املشكالت العقلية : وأهم هذه املشكالت الضعف العقلي : وهناك مشكالت أخرى ترتبط بالعمليات العقلية املعروفة وهى التخيل والتركيز والترابط والتفكير وهى مشكالت تقع غالبيتها في اختصاص األخصائي االجتماعى. )مخلوف,إبراهيم إقبال, 1977,ص 261 (. سابعا : البرامج واخلدمات الالزمة لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام: )1( برنامج كفالة أقارب األيتام املقيمني في مؤسسات : )هيئة اإلغاثة اإلسالمية العاملية 2009 ص ) وهو البرنامج الذي يتلقى اليتيم بواسطته مبلغ أو )مخصص( الكفالة املمنوح له من قبل كافله بينما يعيش داخل املؤسسة اإليوائية وال يقتصر دور املؤسسة هنا على إيصال مخصص الكفالة من الكافل إلى مكفولة وإمنا يتعداه إلى توجيهه تربويا واجتماعيا ومهنيا واإلشراف على صحته وتعليمه هذا فضال عن توجيه أقاربه ومساعدتهم على حتسني مستوى دخولهم عن طريق إحلاق أم اليتيم في حالة وفاة األب فقط أو إحلاق أشقائه القادرين على العمل بإحدى دورات التدريب املهني في حالة وفاة كال الوالدين التي تقيمها املراكز االجتماعية لرعاية وتأهيل األيتام. ويجب أن يتم تفقد أحوال األيتام ميدانيا والوقوف على أحوالهم واإلشراف على تسليمهم مخصصاتهم الشهرية نقدا وباليد وللتأكد كذلك من استفادتهم من البرامج التربوية والصحية واالجتماعية واملهنية التي أ. ياسر عبد الفتاح القصاص تقدمها املؤسسة لهم وكذلك حسن معاملة هيئة اإلشراف لهم. )2( برنامج إدارة وتنظيم العمل داخل مؤسسات األيتام : يقوم هذا البرنامج على رعاية األيتام في دور تديرها املؤسسات وتقدم لهم فيها مختلف ألوان الرعاية فضال عن برامج التدريب املهني التي تؤهلهم لكسب عيشهم معتمدين -بعد الله- على أنفسهم عندما يشب ون ويصبحون بالغني مدركني لواجبهم جتاه خالقهم وأسرهم ومجتمعاتهم. )3( برنامج دعم دور أيتام عائدة جلمعيات خيرية أخرى: يهدف هذا البرنامج إلى تقدمي الدعم املادي للهيئات اخليرية املوثوق بها والتي تدير دورا لأليتام وذلك عن طريق كفالة إدارة الضمان االجتماعي ألعداد من أيتام تلك الدور مع املتابعة لبرامج تلك الدور مبا يتالءم مع أهداف وزارة العمل والشئون االجتماعية باململكة العربية السعودية )4( برنامج رعاية الطفل احملروم: وهو البرنامج الذي يحتضن األطفال احملرومني من األسرة ممن فقدوا األب أو األبوين معا بسبب الكوارث الطبيعية أو احلروب أو غير ذلك وإحاطتهم بجو من احلنان واألمان لدى أسرهم أو في دور اجتماعية تقدم لهم فيها كل أنواع الرعاية بدء من اإليواء والكساء وانتهاء بالتعليم والتدريب على مهنة تكون عونا لهم على شق طريقهم في احلياة معتمدين - بعد الله - على أنفسهم وقدراتهم. )5( برنامج إنشاء مراكز اجتماعية لرعاية وتأهيل األيتام : تقوم فكرة املراكز االجتماعية على مبدأ تزويد اليتيم مبا يحتاجه من خدمات وإرشادات مع استبقائه لدى أسرته طاملا كانت له أسرة تسمح ظروفها وأوضاعها االقتصادية برعايته وتنشئته تنشئة قومية صاحلة تنسجم مع مبادئ الدين احلنيف وقيم املجتمع املسلم. وتقدم لليتيم في هذه املراكز - فضال عن اإلعانة املالية فيوجد أيضا مجموعة من اخلدمات املتكاملة )تربوية وتعليمية وصحية واجتماعية وثقافية ومهنية وترفيهية.. ) بهدف بناء شخصيته السوية بحيث يغدو عضوا نافعا لنفسه وأسرته ومجتمعه. )6( برنامج األسر املنتجة: يهدف هذا البرنامج إلى دعم الوضع املادي ألسرة اليتيم وبالتالي حتسني مستوى معيشتها وذلك من خالل تدريب أسرته على املهن التقليدية التي ميكن ممارستها داخل املنزل مثل : )اخلياطة والتطريز التريكو تربية الغنم تربية األبقار احللوب تربية اجلمال- صناعة العسل والتمور.. ) ومن ثم تزويد األسرة بوسيلة اإلنتاج املالئمة للمهنة التي مت التدريب عليها مثل : )ماكينة خياطة ماكينة تريكو نول حلياكة البسط والسجاد مفرخة كتاكيت.. ) باإلضافة إلى مبلغ من املال يكفي لشراء املواد األولية الالزمة لإلنتاج على أن تقوم األسرة بتسديد قيمة املبلغ املسلم لها على أقساط شهرية مريحة يضمن به إعادة تسديد املال لتقدميه ألسرة أخرى ولضمان جدية األسرة في املشروع الذي تنفذه وأخيرا ملتابعة فعالية املشاريع املنتجة. )7( برنامج الرعاية الالحقة ( لأليتام( : وهو البرنامج الذي يهتم بأمر اليتيم ويتابع أحواله ويزوده بالعون املادي واإلرشاد النفسي واالجتماعي والتربوي واملهنى وذلك في املرحلة التالية خلروجه من املؤسسة. وينطلق هذا البرنامج من حقيقة مؤداها أن سن الثامنة عشرة ليست - في هذا الزمن- بالسن التي يكتمل عندها النضج العقلي والعاطفي للفتى أو الفتاة وبالتالي فإن التخلي عن اليتيم أو اليتيمة في هذه السن احلرجة ميكن أن يعرضه أو يعرضها لالنزالق في مهاوى الرذيلة واجلنوح وإذا ما حدث هذا ألحد األيتام أو

325 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا اليتيمات -ال قدر الله- فسوف تضيع اجلهود التي بذلت معه فى مراحل حياته األولى هباء منثورا ومبوجب هذا البرنامج يستمر اإلنفاق على اليتيم وتستمر اجلهود املبذولة معه حيث يوجه - حسب استعداداته الذهنية والبدنية وحسب ميوله - أما في طريق التعليم النظرى أو في طريق التدريب املهني إلى أن يشتد عوده ويكتمل نضجه ويغدو قادرا على الوقوف على قدميه وكسب عيشه بجهده. )8( برنامج عيدية اليتيم :- يستهدف هذا البرنامج حث أهل اخلير على تقدمي مبلغ من املال )عيديه لألطفال ) من األيتام في مناسبات األعياد الدينية )كعيد الفطر وعيد األضحى املبارك( وذلك إلدخال البهجة والسرور على نفوسهم وإلشعارهم بأن املجتمع اإلسالمي نسيج واحد وبناء متكامل يشد فيه القوي أزر الضعيف ويعطف الكبير فيه على الصغير مسترشدا بقول رسولنا الكرمي )صلى الله عليه وسلم( مث ل امل ؤم نني ف ي ت واد ه م وت راح م ه م وت ع اط ف هم م ث ل اجلس د الواح د إذ ا اش ت كى م نه ع ضو ت داعى له س ائ ر اجلس د باحل م ى والس هر )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم( )متفق عليه.( ثامنا : املهارات التخطيطية الالزمة لألخصائي االجتماعي لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام : لقد حددت اجلمعية القومية لألخصائيني االجتماعيني املهارات اآلتية كأساس ملمارسة اخلدمة االجتماعية والتي ميكن تطبيقها في مجال رعاية األيتام كاآلتي: ) Zastrow, Charles:,1999, P 29( -املهارة في االستماع لأليتام وفهم مشاكلهم ومساعدتهم حلل تلك املشاكل. -املهارة في جتميع املعلومات وفى انتقاء احلقائق املتصلة إلعداد تقرير يتضمن التاريخ االجتماعي لليتيم وذلك للتعمق في فهم املشكلة التي يعانى منها وحلها بأيسر ما ميكن. -املهارة في تكوين العالقة املهنية مع اليتيم كفرد واأليتام كجماعة داخل املؤسسة ألن العالقة املهنية السليمة تساعد فاعلية عملية املساعدة وإمتامها بأفضل شكل ممكن. -املهارة في مالحظة اليتيم سواء كان مبفرده أو أثناء تفاعله مع اجلماعة مع القدرة على تفسير السلوك اللفظي وغير اللفظى واستخدام املعارف لالستعانة بها في تفسير سلوكيات وأفعال األيتام. -املهارة في ربط األيتام باجلهود املبذولة حلل املشكالت اخلاصة بهم. -املهارة في مناقشة املشكالت ذات الطبيعة اخلاصة لأليتام بأسلوب مرن غير محرج. -املهارة في ابتكار احللول التي تساعد على إشباع احتياجات األيتام. -املهارة في إنهاء العالقة املهنية بني األخصائي االجتماعي واليتيم وحتقيق عملية اإلنهاء بشكل سليم يساعد على تفاعل اليتيم اجليد مع البيئة احمليطة وال يعرضه ألي انتكاسة في املستقبل نتيجة لإلنهاء املفاجئ لذلك على األخصائي أن ينهى العالقة املهنية بشكل تدريجي. -املهارة في تفسير نتائج األبحاث والدراسات املتعلقة باأليتام واالستفادة منها بأكبر درجة. -املهارة في الوساطة بني اليتيم ومصادر تقدمي اخلدمات لتسهيل حصولهم عليها. وميكن حتديد أهم مهارات املمارسة العامة التي تساعد املمارس على القيام بدوره في مجال رعاية األيتام في إطار مستويات املمارسة فيما يلي: - 1 مهارات املمارسة على مستوى املايكرو) Micro (: )سامية همام 2001, ص ص 83-84( أ. ياسر عبد الفتاح القصاص -مهارات املقابلة- املالحظة- التسجيل: حيث يجب أن يكون لدى املمارس العام مهارة في مقابلة اليتيم ومالحظة سلوكه وتكون لديه مهارة في تسجيل احلاالت الفردية. - املهارة في حتديد األهداف - مهارات االتصال مع اليتيم. - مهارات تأثيرية مع نسق اليتيم. - مهارات تفاعلية مع اليتيم. - املهارة في عملية التقومي. - مهارات تنظيمية. - املهارة في إنهاء اجللسات مع األيتام. - املهارة في تهيئة الذات املهنية لقيادة اجللسات العالجية. - املهارة في اختيار أنسب االستراتيجيات والتكتيكات مع نسق اليتيم. - مهارات في احلصول على املعلومات من اليتيم وتوظيفها. - املهارة في تقدمي املساعدة العملية والنصح وتقدمي املعلومات لليتيم. - 2 مهارات املمارسة على مستوى امليزو :)Mezzo( )على ماهر أبو املعاطى 1999 ص 443( - املهارة فئ استخدام وظيفة املؤسسة: فيجب على املمارس العام الذي يعمل بإحدى املؤسسات اإليوائية أو أنى مؤسسة تخدم األيتام أن يستخدم كل ما لدى املؤسسة من خدمات وإمكانيات وعن طريق البرامج ربط جماعة األيتام باملؤسسة وذلك ملساعدتهم على تفهم وإدراك نوع السلوك الذي توافق عليه املؤسسة ونوع السلوك الذي ال توافق عليه. - املهارة في استثارة واستخدام عالقات اجلماعة: ويستخدم املمارس العام تلك املهارة ملساعدة جماعة األيتام على النمو االجتماعي حيث يجب على املمارس العام أن يستخدم البرنامج من أجل تقوية العالقات بني األيتام داخل اجلماعة كما يجب أن يساعد كل يتيم في اجلماعة على إقامة عالقات اجتماعية مع سائر أعضاء اجلماعة حتى يحتل مركزا في اجلماعة يتفق مع قدراته وإمكانياته. - املهارة في حتليل مواقف اجلماعة: حيث يجب أن يكون لدى املمارس العام املهارة في احلكم على مدى تطور اجلماعة كما يجب أن تتوافر لديه املهارة في مساعدة جماعة األيتام على التعبير عن آرائهم وتنفيذ أغراضهم. - املهارة في إدارة املناقشة اجلماعية بني األيتام. - املهارة في مساعدة جماعة األيتام على تنفيذ البرنامج. - 3 مهارات املمارسة على مستوى املاكرو :)Macro( )نوح محمد عبد احلى, 2001 ص ص: ( أ( مهارات عملية: - 1 املهارة في إقامة وتدعيم العالقة بني مؤسسات رعاية األيتام وبني سكان املجتمع احمليط بتلك املؤسسات. - 2 املهارة في تنمية إدراك سكان املجتمعات احمللية احمليطة باملؤسسات اإليوائية للمشكالت التي تواجه تلك املؤسسات والفئات التي تخدمهم من أجل توفير الدعم والعون املادي واملعنوي لأليتام واملؤسسات التي تخدمهم. - 3 املهارة في استثارة سكان املجتمع للمشاركة في دعم مؤسسات رعاية األيتام. - 4 املهارة في اكتشاف وتدريب القيادات الشعبية الستثمارهم في توفير احتياجات األيتام املوجودين بالبيئة احمليطة. - 5 املهارة في تنظيم سكان املجتمع لتوفير التمويل الالزم ملؤسسات رعاية األيتام. ب( مهارات التخطيط:

326 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا - 1 املهارة في حتديد وتنمية املوارد املوجودة باملجتمع واستثمارها بأقصى درجة لتوفير الرعاية الالزمة لأليتام. - 2 املهارة في وضع وتصميم البرامج واملشروعات للمساعدة في حل املشكالت وإشباع االحتياجات لأليتام. ج( مهارات التنسيق: - املهارة في العمل بني املنظمات, حيث يجب على املمارس العام أن تتوافر لديه املهارة فى العمل بني املؤسسات التي ترعى األيتام لتوفير التنسيق فيما بينهم وتبادل اخلبرات. تاسعا : األدوات الالزمة لألخصائي االجتماعي لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام : أ( الرحالت: )أحمد محمد شمس الدين 1974 ص 233( وهى وسيلة من وسائل كسب املعرفة وحتصيل اخلبرات واالتصال باحلياة وتنمية روح اجلماعة وتقوية أواصر الود والصداقة بني األفراد بعضهم ببعض وبني املجتمع اخلارجي وتساعد على خلق روح التعاون وميكن من خالل الرحالت تخفيف مشاعر احلرمان عن املجتمع لليتيم املقيم لألسباب التالية: - تتيح الفرصة لأليتام للتعرف على مشاكل املجتمع ومؤسساته ومن ثم تزداد فرص االنتماء والوالء لهذا املجتمع واإلحساس به. - تساعد على إيجاد العالقات بني األبناء وبني األفراد في بعض األماكن التي يتم زيارتها وهذا يخرجهم من االنعزال واليأس وعدم حب الناس لهم. - إشباع احلاجات النفسية كاحلاجة إلى االنتماء والتعارف مما يخفف من مشاعر احلرمان. ب( اخلدمة العامة: وتعتبر برامج اخلدمة العامة من البرامج التي ميكن أن يستخدمها األخصائي االجتماعي مبؤسسات الرعاية االجتماعية للحد من الشعور باحلرمان عن املجتمع, فتعتبر هذه البرامج وسيلة لتنشئة الفرد ومساعدته على النمو االجتماعي, فاخلدمة العامة كما نعلم هي إسهام الفرد متطوعا خلدمة مجتمعه وبذل اجلهد في سبيل الصالح العام, ولذلك البد للمؤسسة االجتماعية أن تفسح املجال لألعضاء لتنمية القدرة على البذل والعطاء للمجتمع الذي يحتضنهم ويقوم على رعايتهم ومن خالل هذه البرامج يتحقق التالي: - زيادة االنتماء للمجتمع وبذل العطاء والتضحية من أجله بدال من االبتعاد عنه. - اإلحساس مبشكالت املجتمع وإدراكها ومحاولة التعاون مع الغير مما يزيد من االنتماء أيضا ويحد من العزلة. - التقارب بني األيتام بني مؤسسات وطبقات وفئات املواطنني باملجتمع احمللى مما يزيد من العالقات والصداقات ويخفف الشعور بالعزلة. - ومن خاللها يتم تنمية اإلحساس لدى األيتام باملسئولية املشتركة في مواجهة املشكالت العامة مما يخفف من مشاعر احلرمان وابتعاد عن املجتمع. ج( املعسكرات: )أحمد محمد شمس الدين 1974 ص 234( ومن خالل املعسكرات يتمكن األخصائي االجتماعي من احلد من مشاعر احلرمان الذي يواجه األيتام باملؤسسات أيضا عن املجتمع ملا توفره املعسكرات من شعور بالسعادة والطمأنينة ورغبة في احلياة, فاليتيم يعيش في املعسكر يوما كامال بكل كيانه وأحاسيسه وعواطفه وانفعاالته, كما تساعد املعسكرات اليتيم في أ. ياسر عبد الفتاح القصاص أن يعتمد على نفسه وكذا كيفية التعامل مع اآلخرين, وتساعد على غرس العالقات الطيبة بني املشاركني واملسئولني وكذا قيادات املجتمع مما يحد من مشاعر احلرمان وميكن من خالل املعسكرات تعويد اليتيم على أمرين في غاية األهمية يعمالن على التخفيف من شعوره بان املجتمع ال يهتم به وال يشبع حاجاته هما: تعويد اليتيم على التقشف وعدم اإلغراق في التنعم:- ولقد دعي اإلسالم إلى ضرورة أن يتعود املسلم على التقشف والتربية على حياة اخلشونة في أكثر من حديث فلقد روى اإلمام أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعا إياكم والتنعم فإن عباد الله ليسوا باملتنعمني. ويكفى الرسول)صلى الله عليه وسلم( قدوة حسنة في تقلبه في حياة اخلشونة والتقشف في املطعم وفى امللبس وفى املسكن لتتأسى األجيال املسلمة به ومتشى على هديه وسنته. تعويد اليتيم على حياة اجللد والرجولة واالبتعاد عن التراخي واالنحالل:- وميكن من خالل املعسكرات أن يساعد األخصائي االجتماعي اليتيم على التعود على حياة اجللد حتى ال يزيد حقده وكراهيته للمجتمع ومن ثم يزداد اغترابه عنه, واإلسالم يشجع املسلم على ذلك فلقد روى اإلمام مسلم في صحيحة عن رسول الله)صلى الله عليه وسلم( أنه قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله وال تعجز )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم(. د( الندوات: تعتبر الندوة من الوسائل التي يستخدمها األخصائي االجتماعي املمارس للخدمة االجتماعية في حتقيق العديد من األهداف, وميكن استخدامها هنا في التثقيف والتوعية ألهالي املجتمع احمللى خاصة الذي تتوافر فيه األمية وانخفاض املستوى الثقافي لبعض فئاته, وميكن من خالل الندوات زيادة إدراك األهالي لدور املؤسسات االجتماعية وكيفية معاملة األيتام امللتحقني بهذه املؤسسات ومراعاة شعورهم وكرامتهم, وعلى األخصائي االجتماعي هنا أن يدعوا رجال الدين واخلبراء واملتخصصني, وكذا القادة الشعبيني والتنفيذيني إلى املؤسسة, باإلضافة إلى األهالي وأن يتناول كل متخصص احلديث عن جانب من جوانب رعاية هؤالء األيتام, وكذا األسئلة التي قد تدور في أذهان أهالي املجتمع احمللى وتكون سببا من أسباب تولد شعور احلرمان لدى األيتام من األهالي وباختصار ميكن من خالل الندوة حتقيق العديد من األهداف التي تساعد على تغيير اجتاهات األهالي واحلد من شعور األيتام باحلرمان لألسباب اآلتية:- - متد الناس بحقائق ومعلومات عن املؤسسات االجتماعية وأهدافها وطريقة تقدمي اخلدمة بها. - متد الناس بحقائق ومعلومات عن األيتام امللتحقني بهذه الدور واحتياجاتهم املختلفة ومسئولية املجتمع املسلم نحوهم. - توضح ما يعود على املجتمع من فائدة من وراء هذه املؤسسات وخطورة ترك األيتام بدون رعاية على املجتمع املسلم. والندوات كوسيلة للتخفيف من مشاعر احلرمان املجتمعي يعتمد عليها األخصائي االجتماعي ملا لها من تأثير على اجتاهات الناس وتتماشى مع ما نادي به اإلسالم فلقد قال تعالى:» ول ت ك ن م ن ك م أ م ة ي د ع ون إ ل ى اخل ي ر و ي أ م ر ون ب امل ع ر وف و ي ن ه و ن ع ن امل ن ك ر و أ ول ئ ك ه م امل ف ل ح ون«, وقال تعالى:»ك ن ت م خ ي ر أ م ة أ خ ر ج ت ل لن اس ت أ م ر ون ب امل ع ر وف و ت ن ه و ن ع ن امل ن ك ر و ت ؤ م ن ون ب الل ه» )صدق الله العظيم ( كما أن الندوات تساعد على املعرفة واإلملام بالعلم ملا تضمه من علماء في مختلف التخصصات يتناولون املوضوع من زوايا متعددة ولقد روى اإلمام أحمد عن أنس ابن مالك أن رسول الله )صلى الله عليه وسلم( يقول أن مثل

327 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا العلماء في األرض كمثل النجوم يهتدي بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم(. ه- املناسبات الدينية: ومن األدوات التي ميكن استخدامها للتخفيف من مشاعر احلرمان املجتمعي الذي يعانى منها األيتام باملؤسسات االجتماعية االحتفال باملناسبات الدينية بأنواعها, وميكن من خالل تنظيم االحتفال بهذه املناسبات دعوة أهالي املجتمع وقيادته للتعرف على األيتام وااللتقاء بهم حتى ال يشعر األيتام بعزلتهم ونفور الناس منهم, ومن خالل هذه االحتفاالت أيضا يزداد إملام األهالي باملؤسسة ودورها واألبناء واحتياجاتهم وتزول العزلة بينهم وبني األيتام مما يخفف االجتاهات السلبية واالحتفال بهذه املناسبات وما يحدث فيها من فعل للخير تأتى مصداقا لقول رسول الله )صلى الله عليه وسلم( مروا باملعروف وأنهوا عن املنكر قبل أن تدعوا فال يستجاب لكم وقبل أن تستغفروا فال يغفر لكم )صدق رسول الله r( رواه مسلم عن عائشة. و( الزيارات: )السنهورى أحمد عبداحلكيم 1964( من الوسائل التي ميكن أن حتد من الشعور باحلرمان لدى األيتام والناجم عن اجتاهات الناس باملجتمع احمللى نحوهم, والزيارة هي لقاء بني شخصني أو أكثر وجها لوجه يكون األخصائي االجتماعي احد هذين الطرفني وميكن أن تتم هذه الزيارات لبعض القيادات الشعبية والدينية ولألفراد املؤثرين في املجتمع, ويتم من خالل هذه الزيارات يتعرف الناس على ما تقوم بها املؤسسات من خدمات والصفات واخلصائص التي يتسم بها األيتام املقيمني بهذه املؤسسات مما ينعكس على عالقاتهم بهؤالء األيتام, ويساعد على إحداث التعاون بني املؤسسة واألهالي وتصحيح األفكار التي توجد عند بعض األفراد عن هذه املؤسسات, وحتقيق التكافل في املجتمع, واإلسالم حث على معاونة املسلم ألخيه في السراء والضراء وقال تعالى:»و ت ع او ن وا ع ل ى ال ب ر و الت ق و ى «. ه( الوسائل السمعية والبصرية: )صادق نبيل محمد 1983( وميكن من خالل هذه الوسائل أيضا تخفيف الشعور باحلرمان لدى األيتام وحتقيق الدور املقترح لألخصائي االجتماعي مع املجتمع اخلارج)خارج املؤسسة(, وتشمل الوسائل السمعية والبصرية اإلذاعة والتليفزيون والصحف ولها تأثير كبير على الرأي العام ومن خاللها ميكن تعبئة الرأي العام وتكوين اجتاه ايجابي نحو األيتام املقيمني باملؤسسات, ونقل صورة حيه ملا تقوم به املؤسسة, وما يعانى منه األيتام امللحقني بها, كما ميكن استخدام امللصقات للدعاية والتبرع باجلهد واملال لتدعيم املؤسسات مبا ينعكس على ممارسة األنشطة والبرامج التي تقلل من الشعور باحلرمان واإلسالم دعي إلى التبرع باملال لهذه الفئة احملرومة فقال تعالى:»و ال ذ ين ف ي أ م و ال ه م ح ق م ع ل وم, ل لس ائ ل و احمل ر وم» )صدق الله العظيم ) )املعراج أية ) 25 : 24, ومن خالل توفير األموال لهذه املؤسسات ميكن الوفاء بالعديد من االحتياجات والتي بدورها تساعد أيضا على احلد من مظاهر احلرمان, كما تعمل هذه الوسائل على زيادة احملبة واملودة واإلخاء بني الناس باملجتمع واأليتام داخل املؤسسات مصداقا لقوله تعالى: ( ق د ج اء ك م م ن الل ه ن ور و ك ت اب م ب ني, ي ه د ي ب ه الل ه م ن ات ب ع ر ض و ان ه س ب ل الس الم و ي خ ر ج ه م م ن الظ ل م ات إ ل ى الن ور ب إ ذ ن ه و ي ه د يه م إ ل ى ص ر اط م س ت ق يم ) )صدق الله العظيم ) )املائدة أية (. 16 : 15 عاشرا : األدوار التخطيطية لألخصائي االجتماعي الالزمة لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام:- أ. ياسر عبد الفتاح القصاص 1 -دور األخصائي كوسيط : وهذا الدور يقوم به األخصائي بني األيتام املقيمني باملؤسسة وبني إدارة املؤسسة والعاملني في األقسام املختلفة بها فيما يتصل مبحاولة فهم احتياجاتهم احلقيقية وضرورة التواجد معهم لفهمهم ومناقشة مشكالتهم واالطمئنان على سالمة وصول اخلدمة كاملة لهم 2 -دوره كمطالب : محاولة مكاشفة إدارة املؤسسة بأوجه القصور في طرق إشباع احتياجات األيتام والتي ينجم عنها مشكالت وسوء معاملة العاملني باألقسام املختلفة وسوء معاملة القائمني على اإلشراف الليلي ونقص عدد األخصائيني االجتماعيني وتغيير القائمني على اإلشراف الليلي واستبدالهم فتخفض وتتحسن ظروف األيتام املعيشية فيما يتصل بالغذاء والتنويع في الوجبات وضرورة أخذ رأى األيتام في املالبس اخلاصة بهم. 3 -دوره كمعلم : من خالل تعليم وتدريب املشرفني واملشرفات على كيفية إعداد وتصميم البرامج الترويحية والثقافية والفنية لأليتام وتدريب األيتام أنفسهم على بعض املهارات واآلداب االجتماعية مثل إعداد السرير واالهتمام مبظهرهم الشخصي وغسل األسنان وآداب الطعام. - 4 دور املستشار : فاألخصائي االجتماعي يستطيع تقدمي االستشارات لفريق العمل عن مشكالت واحتياجات األطفال اليتامى وكيفية مساعدتهم وذلك ملا لديه من معرفة وخبرة ومهارة في العمل باملؤسسات اإليوائية. - 5 دور املساعد : فاألخصائى االجتماعي يجب عليه أن يساعد فريق العمل على فهم أدوارهم وتنمية معارفهم والتغلب على مشكالتهم ليس ذلك فحسب بل كذلك املساعدة املستمرة لهم أثناء اجتماعهم باألطفال 6 -دور املدرب : فاألخصائي االجتماعي ميكنه املشاركة في الدورات التدريبية التي تعقدها املؤسسة اإليوائية فهو يستطيع تدريب فريق العمل على مهارات املساعدة والعمل اإليجابي مع األطفال اليتامى. - 7 دوره كموجه : مبعنى قيام األخصائي االجتماعي بتوجيه وإرشاد العاملني باملؤسسة أثناء العمل لكي يقوموا بدورهم في التنشئة االجتماعية من واقع أساليب تربوية سليمة. - 8 دوره في املجتمع اخلارجي:- وإذا كان لألخصائي االجتماعي دوره مع اليتيم املقيم للتخفيف من حدة حرمانه األسرى, فإن هناك دور له مع أفراد املجتمع أنفسهم يهدف إلى التخفيف من اجتاهاتهم السلبية نحو األيتام املقيمني. وينطلق هذا الدور من مجموعة من االعتبارات منها:- - يسمع اليتيم املقيم باملؤسسة عبارات من الناس حوله وحول وجوده باملؤسسة ومنها أنه لقيط أو ال أهل له أو أن والديه غير قادرين على تربيته... الخ مما يزيد من اغترابه عن املجتمع. - اليتيم املقيم إذا لقي مساعدات من الناس خارج املؤسسة فقد تكون مصحوبة بشعورهم بالشفقة نحوه, وقد تكون نتيجة اخلوف أو القلق عليه. - قد يجد اليتيم املقيم أن أقرانه يعادونه, ويكرهونه, وقد يسخرون منه, وقد يغتصبون حقوقه ويعتدون عليه مبجرد معرفتهم بأنه موجود مبؤسسه. - أن اليتيم املقيم قد ينتابه شعور بأن من يعاملونه خارج املؤسسة يحاولون استغالله وغشه نتيجة لعدم

328 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا انتمائه ألسرة تدافع عنه. - قد ينظر بعض الناس إلى األيتام املقيمني مبؤسسات الرعاية نظرة يشوبها الغموض والشر واخلوف منهم مما ينعكس على تعامالتهم معهم, ويزيد من مشاعر احلرمان لديهم. - 9 دوره في الوعظ واإلرشاد:- والهدف من استخدام األخصائي االجتماعي للوعظ واإلرشاد باملجتمع احمللى يكمن في تعديل االجتاهات السلبية من األهالي قبل األيتام باملؤسسات, وتوضيح مواقفهم وحقيقتهم وظروفهم االجتماعية والنفسية, وما ينبغي على املسلم القيام به نحوهم, باعتبارهم أخوة في الدين إذا تركوا في املجتمع بدون رعاية أو توجيه أهملوا ووقعوا فريسة للعصيان والفاحشة, وحتى ال ينطبق قول الله تعالى عليه:»إ ن ال ذ ين ي ح ب ون أ ن ت ش يع ال ف اح ش ة ف ي ال ذ ين آم ن وا ل ه م ع ذ اب أ ل يم ف ي الد ن ي ا و اآل خ ر ة», ومن خالل استخدام األخصائي االجتماعي للوعظ واإلرشاد يبادر الناس من خارج املؤسسة مبساعدة هؤالء األيتام والتعاطف معهم أو تتغير نظرتهم نحوهم مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى:»أ ول ئ ك ي س ار ع ون ف ي اخل ي ر ات و ه م ل ه ا س اب ق ون «. وميكن من خالل هذا األسلوب مساعدة الناس على مراجعة سلوكياتهم وأفعالهم جتاه هذه الفئة من األيتام وتعديلها أو التخفيف منها انطالقا مما نادي به اإلسالم من ضرورة التكافل والتعاون بني املسلمني, ويقول احلق تبارك وتعالى في ذلك»و امل ؤ م ن ون و امل ؤ م ن ات ب ع ض ه م أ و ل ي اء ب ع ض ي أ م ر ون ب امل ع ر وف و ي ن ه و ن ع ن امل ن ك ر» وقيام األخصائي االجتماعي بالوعظ واإلرشاد والنصح أمر مرغوب فيه في املجتمع املسلم وغير املسلم ملعاملة هؤالء األيتام معاملة حسنة. التصور التخطيطي املقترح لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام يقوم هذا التصور فيما يتعلق برعاية الطفل بعيدا عن األسرة على جملة من املنطلقات هى : - 1 ليس في اإلمكان االعتماد على األسرة البديلة لرعاية وتربية األطفال احملرومني من األسرة في كل األحوال ولكل احلاالت إذ ال ميكن ترك مصير األطفال اللقطاء واأليتام واملتشردين حتت رحمة التطوع فقد متضى فترة طويلة من الوقت وال تتقدم أسرة متطوعة لتقدمي الرعاية ملثل هؤالء األطفال ولهذا يبقى اخليار املؤسسي قائما ملالقاة تعذر توفر الرعاية األسرية البديلة. - 2 إن حاجات الطفولة ومتطلبات منوها ليست حاجات مادية صرفه بل هي أيضا حاجات متعددة ومتنوعة يشغل فيها احلب والعطف والتعلق واالرتباط والنمو والنضج النفسي واالجتماعي مساحة لها أهميتها في حاضر الطفل ومستقبله. - 3 إن كان باإلمكان إيجاد مؤسسة تضاهى األسرة أو قد تفوقها من ناحية توفير اإلمكانيات املادية كنوع اإلقامة اجلدية والغذاء املناسب واملالبس املطلوبة فإن ليس باإلمكان إيجاد مؤسسة حتاكى األسرة بشأن كلى وذلك ألن األسرة بها ما هو فطرى عاطفي في عالقة الطفل بأبويه ال ميكن استحداثه بدرجة مطابقة متاما في وضعية املؤسسة اإليوائية. األهداف العامة للتصور املقترح : تقترح الدراسة أن تقوم الوزارات املعنية بالتعاون فيما بينها وأيضا االستعانة بأساتذة اخلدمة االجتماعية من كليات العلوم االجتماعية واإلنسانية وأساتذة التربية )األقسام التربوية وأصول الدين( في صياغة أهداف حديثة متطورة عصرية ملؤسسات الرعاية اإليوائية حيث أن األهداف احلالية لم تعد تصلح لتمكني مواطن القرن احلادي والعشرين الذي يجب أن ميتلك من القدرات واملهارات والقيم ما ميكنه من إشباع حاجاته الفردية أ. ياسر عبد الفتاح القصاص واالجتماعية وأن يحيا حياة كرمية لذا يجب أن ترتبط أهداف تلك املؤسسات بظروف املجتمع ومتغيراته وأزماته وحاضره ومستقبله وآماله وطموحاته وعليه يجب أن تسعى تلك املؤسسات إلى حتقيق أهداف منها :- - 1 التقليل قدر اإلمكان من سلبيات الرعاية املؤسسية اإليوائية وعلى األخص تلك السلبيات التي ترتبط بحجم املؤسسة وروتينها والعالقات السائدة فيها. - 2 التأكيد على أن املؤسسة اإليوائية ليست إال بديل اضطراري لألسرة التي حرم منها الطفل - 3 محاولة االقتراب باملؤسسة اإليوائية من نظام األسرة في حجمها ووظائفها والعالقات السائدة فيها مبا يكفى إلشباع احلد األدنى من احلاجات األساسية للطفل اليتيم. - 4 إعداد مواطن قادر على التعامل مع حتديات القرن احلادي والعشرين من أزمات مالية وصحية وتكنولوجية وأخالقية. - 5 تنمية الشخصية اإلسالمية املتكاملة للطفل اليتيم جسميا وعقليا ونفسيا واجتماعيا وروحيا. - 6 محاولة مواكبة احلياة العصرية وتنمية معارف ومهارات التعامل واالستفادة بالتكنولوجيا. - 7 إكساب الطفل اليتيم مهارات الشخصية االجتماعية والقدرة على التكيف والتوافق مع بيئته. - 8 غرس قيم الوالء واالنتماء للمجتمع في الطفل اليتيم. - 9 إكساب الطفل اليتيم قيم التعاون وحتمل املسئولية والثقة بالنفس. -10 استيعاب أكبر عدد من األطفال ذوى الظروف اخلاصة في ضوء إمكانات تلك املؤسسات. اآلليات التخطيطية األساسية لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام:- )أ( آليات تخطيطية مرتبطة بإعداد األخصائيني االجتماعيني للعمل باملؤسسات اإليوائية : - 1 االهتمام بزيادة عدد األخصائيني االجتماعيني ذوى املؤهالت العليا املتخصصة بهذه املؤسسات مع ضرورة أن تتوافر فيهم اخلبرة امليدانية السابقة من خالل عملهم في العمل االجتماعي مبجال رعاية الطفولة. - 2 تكثيف الدورات التدريبية لألخصائيني االجتماعيني العاملني بتلك املؤسسات وتنوع موضوعاتها واملجاالت املرتبطة بها على أن يكون اجتيازها وتطبيق ممارستها ميدانيا وظهور نتائجها بنجاح شرط أساسي للترقي الوظيفي داخل املؤسسات اإليوائية وأن تعقد تلك الدورات بصفة دورية منتظمة ولتكن دورة واحدة سنويا. - 3 تزويد األخصائيون االجتماعيون بالبرامج الفاعلة لتأهيل األطفال األيتام بتلك املؤسسات سواء البرامج الثقافية والدينية والفنية والرياضية والترويحية والتدريبية مع مراعاة تطبيق املبادئ املهنية في تنفيذ تلك البرامج. - 4 التأكيد على ممارسة اجلانب املهني لألخصائيني االجتماعيني مع االلتزام الكامل بفلسفة ومبادئ ومهارات اخلدمة االجتماعية بصفة عامة وكل طريقة على حدة بصفة خاصة لرفع كفاءة وفعالية تلك املؤسسات فيما تقدمه من برامج للرعاية االجتماعية لألطفال احملرومني من الرعاية األسرية. - 5 ضرورة متابعة األطفال باملدارس كإجراء وقائي وعالجي وتنموي منعا للتسرب من التعليم والرسوب والتأخر الدراسي حفاظا على مستقبلهم. - 6 زيادة عدد األخصائيني النفسيني العاملني بتلك املؤسسات وذلك تدعيما للدور الوقائي لتجنب األطفال االضطرابات واملشكالت والضغوط النفسية املصاحبة إلحلاقهم باملؤسسات وحرمانهم من الرعاية األسرية. )ب( آليات تخطيطية مرتبطة بإدارة املؤسسة اإليوائية والعاملني بها : لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام:

329 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا - 1 االهتمام بتوفير اإلمكانات املادية والبشرية الالزمة لتنفيذ البرامج الثقافية والدينية والفنية والرياضية والتدريبية واالهتمام بفائدتها التربوية من خالل الدقة في اختيار محتوى البرامج. - 2 ضرورة االهتمام بوجود زائرة صحية مستدمية ضمن الهيكل الوظيفي للمؤسسة تدعيما للجانب الوقائي في اجلانب الصحي مدعومة بوسائل إسعافات أولية كافية وإمكانات مادية كافية لإلنفاق على عالج األطفال املرضى والذين يحتاجون لتدخل جراحي وعالج ملا بعد التدخل اجلراحي - 3 االهتمام بنشر أقسام التدريب املهني داخل تلك املؤسسات والتي تسير جنبا إلى جنب مع تعليمهم واالستفادة منها في األجازات الصيفية للمتعلمني حتى يكتسبوا اخلبرة أو بعد انتهاء فترة تعليمهم كمحاولة حلل مشكلة البطالة التي يعانى منها نسبة كبيرة من اخلريجني في مجتمعنا حاليا. - 4 االهتمام بإحلاق أطفال تلك املؤسسات مبجموعات التقوية لرفع مستواهم العلمي ذلك إما بإعداد مجموعات تقوية داخل املؤسسة يشرف عليها أساتذة متخصصون أو بإحلاقهم مبجموعات التقوية مبدارسهم ومتابعتهم. - 5 إثراء بيئة املؤسسة بالوسائل واإلمكانيات التعليمية املساعدة ملا لذلك من عالقة بالتحصيل الدراسي لنزالء تلك املؤسسات. - 6 إن مضاهاة احلياة العائلية في مؤسسة إيوائية يعتبر غير ممكن بشكل كلى ولكنه ميكن أن تقارب املؤسسة منط احلياة العائلية اجليدة وقد ميكنها التفوق على منط احلياة في األسر التي تعانى بعضها مشاكل اجتماعية واقتصادية سلوكية وذلك بشرط االهتمام بالعالقات احلميمة والشخصية بني النزالء والقائمني على رعايتهم. - 7 العمل على فتح املؤسسة على املجتمع اخلارجي لكي يستطيع النزالء التفاعل مع الوسط االجتماعي الذي يعيشون فيه وتوسيع دائرة عالقاتهم وخبراتهم. )ج( آليات تخطيطية مرتبطة بالدولة واألجهزة احلكومية املعنية برعاية الطفولة بعامة واأليتام بخاصة لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام - 1 اهتمام الدولة باألسر املعيلة التي فقدت عائلها وهو األب من خالل إصدار التشريعات الالزمة لزيادة املساعدات املادية املباشرة لزيادة دخولهم في صورة معاشات ضمانية لألم واألبناء الذين فقدوا األب واألم من خالل إدارة الضمان االجتماعي بوزارة العمل والشئون االجتماعية - 2 أن يشترط على رجال األعمال عند إنشاء أحياء سكنية جديدة إقامة مبنى إليواء هؤالء األطفال وتقدم لهم كل أنواع الرعاية االجتماعية والصحية والنفسية والتعليمية والتدريبية حتى يكبروا ويتم إحلاقهم بالوظائف املختلفة. - 3 إعادة النظر في التشريعات وسياسات الرعاية االجتماعية مبا يكفل إيجاد مؤسسة مقاربة لألسرة في إدارتها ومتويلها وعدد األطفال النزالء بها وفى عالقاتها بالوسط التي توجد فيه - 4 االستعانة بأعضاء هيئة التدريس باجلامعات ممن لهم خبرة في مجال رعاية الطفولة في تطوير اللوائح واألطر النظرية لتلك املؤسسات من حيث أهدافها وبرامجها وآليات التنفيذ واملتابعة. - 5 أن تتبنى وزارة التربية والتعليم في سياساتها التعليمية برامج إثرائية خاصة بتعويض األطفال احملرومني تقدم لهم داخل مدارسهم خاصة في املناطق احملرومة واألحياء الفقيرة. - 6 مساندة مؤسسات التربية غير النظامية )كاألندية واملساجد ومراكز الشباب واملكتبات ) للمؤسسات مبا لديها من إمكانات مادية وبشرية ملساعدتها في حتقيق أهدافها وتنفيذ برامجها. )د( آليات تخطيطية مرتبطة بأداء وسائل اإلعالم : لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام:- أ. ياسر عبد الفتاح القصاص - 1 أن تشترك وسائل اإلعالم مبختلف أنواعها في وضع استراتيجيات توضح املثل العليا التي يجب أن يحتذي بها وأهم هذه النماذج احلية التي تساعد أبنائنا األيتام أن يتخذوا ألنفسهم نهجا مستقال يساعدهم على بناء شخصياتهم. - 2 أن تعمل وسائل اإلعالم على إثراء ثقافة سكان املجتمع السعودي من خالل زيادة البرامج املوجهة للقادرين وأن تعد هذه البرامج من واقع احلياة املؤسسية مبا يدعم تلك املؤسسات ماديا ومعنويا كي تكفل حياة سليمة لهؤالء األطفال. - 3 اهتمام وسائل اإلعالم املسموعة واملقروءة واملرئية باإلعالن عن مؤسسات الرعاية اإليوائية وأهدافها وبرامجها التربوية والفئات املستفيدة من خدماتها ومصادر متويلها وس بل النهوض بها وذلك حتى تتيح الفرصة ملزيد من املشاركة املجتمعية في التخفيف من حدة املظاهر غير احلضارية كأطفال الشوارع وأطفال بال مأوى واملتسولني. )ه( آليات تخطيطية مرتبطة بتطوير برامج الرعاية املؤسسية لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام - 1 تطوير برامج الرعاية املقدمة ألطفال املؤسسات مهنيا وثقافيا واجتماعيا والتأكيد على األدوار والعالقات االجتماعية في عمليات التنشئة وإعدادهم ملمارسة هذه األدوار في املستقبل. - 2 االهتمام بتوفير الرعاية الصحية والنفسية وذلك من خالل تطبيق نظام التأمني الصحي الشامل لهؤالء األبناء وتوجيه سلوكهم وتربية أخالقهم وإكسابهم القيم والتقاليد واملفاهيم االجتماعية التي تساعدهم على اخذ أدوارهم وممارسة مسئولياتهم احلياتية. - 3 التأكيد على دور التربية الدينية والروحية في تنمية الشعور الديني لدى األبناء وتوجيه سلوكهم وتربية أخالقهم وإكسابهم القيم والتقاليد واملفاهيم االجتماعية التي تساعدهم على أخذ أدوارهم وممارسة مسئولياتهم احلياتية. - 4 توفير البيئة االجتماعية والعاطفية الشبيهة باحمليط العائلي واجلو األسرى مبا تتضمنه من مثيرات وممارسات ووسائل معيشية مناسبة مبا يحقق االستقرار النفسي واالجتماع لألبناء. - 5 التخطيط لبرنامج تشاركي بني مؤسسات الرعاية واملجتمع مبنظماته وأعضائه بهدف انفتاح تلك املؤسسات على املجتمع ودمج أبنائها في مؤسسات البيئة احمليطة وتشجيع الزيارات املتبادلة وبناء جسور من التواصل والتقارب بني أبناء املجتمع الواحد. )و( آليات تخطيطية مرتبطة باجلهاز الوظيفي داخل املؤسسة اإليوائية : لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام - 1 دعم اجلهاز الوظيفي بتلك املؤسسات وحترى الدقة في اختيار العاملني بها بحيث تتوافر لديهم الرغبة الصادقة في مجال العمل اإلنساني واخلبرة في مجال العمل املؤسسي وتكوين عالقات الود والتعاطف مع األبناء. - 2 سد العجز في اجلهاز الوظيفي في تلك املؤسسات والذي يتمثل في اجلهاز الفني املتخصص خاصة واملجتمع يعانى فائضا في جميع التخصصات. - 3 تبنى نظام تدريبي للعاملني مبؤسسات الرعاية اإليوائية يتسم باجلدية واالستمرارية للتدريب على املهارات واألساليب الناجحة في إدارة تلك املؤسسات وتنمية السلوك اإليجابي

330 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا - 4 تعويض العاملني في هذا املجال ماديا ومعنويا وذلك نظرا ملا يتطلبه العمل داخل تلك املؤسسات من ضخامة األعباء ومضاعفة أوقات العمل مبا يشجعهم على العطاء في العمل. - 5 حتديث اللوائح املنظمة للعمل بهذه املؤسسات وإعادة النظر في موادها وبنودها بحيث تتماشى مع احلياة العصرية واألهداف التي تسعى إلى حتقيقها. - 6 تطوير اللوائح الداخلية بكل مؤسسة وأن تلتزم املؤسسات بتطبيق اللوائح ومتابعة ذلك من قبل اجلهات املسئولة مع وجود املرونة الالزمة من الالمركزية في إصدار بعض القرارات السريعة التي تخدم املؤسسة ونزالئها. )ز( آليات تخطيطية مرتبطة باملباني املؤسسية: لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام : - 1 زيادة أعداد مؤسسات الرعاية االجتماعية بشكل أفقي أو التوسع الرأسي واالستفادة في ذلك باإلمكانات املتاحة في املدن واحملافظات اجلديدة باململكة وذلك من أجل استيعاب أعداد أكبر من األطفال احملرومني حماية لهم من األخطار كالتسول والتجنيد مع جماعات إرهابيه. - 2 أن يراعى في تصميم املباني املؤسسية اجلديدة تزويدها بالورش واملالعب واملطاعم الالزمة ملمارسة األنشطة املختلفة مما يسهم في حتقيقها ألهدافها. - 3 أن يكون تصميم املؤسسة قريبا من تصميم البيوت السكنية في البيئة املوجودة بها حتى توفر نوعا من احلياة يضاهى احلياة األسرية إلى حد كبير. - 4 يجب صيانة املباني املؤسسية وعدم تركها فترات طويلة حتى تسوء حالتها ومرافقها. - 5 تزويد املؤسسات باملعدات واألجهزة احلديثة وتطوير الورش وتوفير اخلامات الالزمة ملمارسة األنشطة الفنية والتدريب املهني. )ح( آليات تخطيطية بالنسبة لتمويل برامج الرعاية االجتماعية باملؤسسات اإليوائية: لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية احلياة لألطفال األيتام : تعانى تلك املؤسسات محدودية بل وندرة التمويل احلكومي واالعتماد على التبرعات والهبات النقدية والعينية إال أنها تأتى غير منظمة وفى أوقات معينة وغير كافية الحتياجات تلك املؤسسات. لذا يجب : - 1 إنشاء هيئات أو صناديق للموارد املالية اخلاصة بالتبرعات والهبات لتلك املؤسسات لتنظيم اإلنفاق وإدارته واستثمار تلك املوارد بشكل يضمن استمرارية التمويل بشكل أفضل. - 2 إنشاء بنوك إقليمية لألطعمة في جميع احملافظات واملناطق باململكة التي تأتى بكثرة في أوقات معينة للمؤسسات فتتعرض للتلف نظرا لعدم توافر األجهزة اخلاصة بحفظها. - 3 تشجيع املستثمرين ورجال األعمال ومنظمات املجتمع املدني على تقدمي الدعم املالي والعيني كبناء املؤسسات وجتهيزها وتبنى مراكز التدريب املهني اخلاصة بها واالستفادة بأبناء تلك املؤسسات في املشاريع اخلاصة بهم كعماله معدة ومدربة. أ. ياسر عبد الفتاح القصاص املراجع إبن منظور, لسان حال العرب ج 1 القاهرة دار املعارف مادة يتم.)18 ) ابن كثير, تفسير القران الكرمي دار إحياء الكتب العربية ج 1. أبو النصر مدحت محمد: ممارسة طريقة تنظيم املجتمع في إحدى اجلمعيات األهلية مبحافظة القاهرة, بحث منشور في املؤمتر العلمى الثالث عشر, كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان ابريل 2000 م. أبو صباغ فاتن السيد على : دراسة مقارنة للمشكالت السلوكية التى يتعرض لها كل من أطفال املؤسسات وأطفال قرى األطفال ( S.O.S ) رسالة ماجستير غير منشورة معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عني شمس 1992 م. أحمد محمد شمس الدين: العمل مع اجلماعات في محيط اخلدمة االجتماعية مطبعة يوم املستشفيات القاهرة أسعد, يوسف ميخائيل: رعاية الطفولة القاهرة دار نهضة مصر للطبع والنشر البخاري فى األدب )7/68 ) 8/10, ومسلم )2938 ) والترمذي فى البر ) 1918 م( واحمد )5/33( ومالك )2/948( وأبو داود في البر )5150( البيهقى )6/283( البعلبكي منير: معجم املورد, دار العلم للماليني, ط 12 بيروت, 1978 م. احلدينى أماني: املهشمون والسياسة في مصر مركز الدراسات السياسية واإلستراتيجية باألهرام القاهرة الدندراوى سامية صابر: دراسة حتليلية لنتائج بعض عمليات النمو املعرفى لدى أطفال املؤسسات واملقيمني فى أ سرهم رسالة دكتوراه غير منشورة كلية التربية جامعة حلوان 1993 م. الزمخشرى, أبى القاسم جاد الله, الكاشف فى حقائق التنزيل وعيوب األقاويل فى وجوه التأويل دار الفكر العربي القاهرة 1977 م. السكري أحمد شفيق: قاموس اخلدمة االجتماعية واخلدمات االجتماعية, دار املعرفة اجلامعية, اإلسكندرية 2000 م. السكري, أحمد شفيق, قاموس اخلدمة االجتماعية واخلدمات االجتماعية دار املعرفة اجلامعية اإلسكندرية 2000 م. السنهورى أحمد عبداحلكيم : أصول خدمة الفرد, مكتبة القاهرة احلديثة القاهرة, السنهوري أحمد عبداحلكيم : املمارسة العامة املتقدمة للخدمة االجتماعية وحتديات القرن احلادي والعشرين القاهرة دار النهضة العربية ط م السهلى عبد الله حميد: األمن النفسي وعالقته بالتحصيل الدراسى لدى طالب دور رعاية األيتام بالرياض رسالة دكتوراه غير منشورة كلية الدراسات العليا بأكادميية نايف العربية للعلوم األمنية الرياض اململكة العربية السعودية 2003 الشربينى, زكريا: املشكالت النفسية عند األطفال ط 1 القاهرة دار الفكر العربى الشوربجى, بشرى, رعاية األحداث فى اإلسالم والقانون املصرى حقوق الصغار وأصول تربيتهم دار الفرقان القاهرة 1985 م. الصديق, محمد مدحت أبو بكر, استخدام الدراما النفسية فى خدمة الفرد ومواجهة املشكالت االجتماعية والنفسية ألطفال املؤسسات اإليوائية بحث منشور املؤمتر العلمي الثانى عشر كلية اخلدمة االجتماعية

331 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا جامعة حلوان 1999 م. الطيب, محمد عبد الظاهر: مشكالت األبناء وعالجها من اجلنني إلى املراهق اإلسكندرية دار املعرفة اجلامعية القرضاوى, يوسف, اخلصائص العامة لإلسالم مكتبة وهبة القاهرة ط بحر العلوم عز الدين, اليتيم فى القرآن والسنة دار الزهراء بيروت 1982 م. بسيونى, محمود شريف, الوثائق الدولية املعنية بحقوق اإلنسان دار الشروق القاهرة 2003 م. بيومى عواطف عبده: التوافق الشخصى واالجتماعى لدى األطفال احملرمني وغير احملرومني من الرعاية الوالديه رسالة ماجستير معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عني شمس 1996 م جمال الدين هبة: مؤشرات نوعية احلياة بني البعد املوضوعى والبعد الذاتى بحث منشور املجلة االجتماعية القومية املركز القومي للبحوث االجتماعية واجلنائية القاهرة املجلد 28 العدد الثالث 1991 م. جويلى, سعيد سالم : مفهوم حقوق الطفل وحمايته فى الشريعة اإلسالمية والقانون الدولي العام بحث منشور فى الندوة العلمية حلقوق اإلنسان بني الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي أكادميية نايف العربية للعلوم األمنية السعودية 2001 م. حنا مرمي: استخدام منوذج احلياة في خدمة الفرد األسرية املجلس األعلى للجامعات 2000 م. حواشني, مفيد جنيب وزيدان جنيب: النمو االنفعالى عند األطفال ط 2 اإلسكندرية دار الفكر للنشر والتوزيع خزام, منى عطية : فعالية اخلدمات االجتماعية مبؤسسات رعاية األيتام مبحافظة القاهرة رسالة ماجستير غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان 1999 م. خيرى سهير محمد: اليتم والسلوك االجتماعى لألطفال من منظور اخلدمة االجتماعية بحث منشور املؤمتر العلمى الثانى األطفال فى خطر معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عني شمس 1994 م خليل, عرفات زيدان: املدخل إلى خدمة الفرد كلية اخلدمة االجتماعية جامعة القاهرة فرع الفيوم 1999 م. رضوان عادل : املمارسة املهنية للخدمة االجتماعية باملؤسسات اإليوائية فى ضوء املناخ التنظيمى دراسة تقوميية رسالة ماجستير غير منشورة كلية التربية جامعة األزهر, 2003 م. رضوان محمود على محمود: فعالية الرعاية االجتماعية لأليتام بني الرعاية اإليوائية واألسرية رسالة ماجستير غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان 2007 م. سالم إسماعيل مصطفى: استخدام املنظور البيئي فى خدمة الفرد في العمل مع مشكالت أطفال الشوارع بحث منشور فى املؤمتر العلمى الثالث عشر كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان 2000 م. سكران ماهر عبدالرازق: احلرمان األسرى وعالقته بالعزلة االجتماعية لدى األطفال بحث منشور املؤمتر العلمى التاسع عشر كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان 2006 م. شوقي, عبد املنعم, تنمية املجتمع وتنظيمه, دار نهضة الشرق, القاهرة, شوقى سلوى : احلاجات النفسية لدى أطفال املؤسسات اإليوائية وعالقتها بالعدوانية رسالة دكتوراه غير منشورة كلية اآلداب جامعة الزقازيق 1991 م. صادق نبيل محمد: طريقة تنظيم املجتمع في اخلدمة االجتماعية مدخل إسالمي دار الثقافة للطباعة والنشر القاهرة.1983 أ. ياسر عبد الفتاح القصاص صالح الدين مها: تقومي بعض أساليب رعاية األطفال فى املؤسسات اإليوائية, رسالة ماجستير غير منشورة, معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عني شمس 1993 م. عبد الباقي, محمد فؤاد : املعجم املفهرس أللفاظ القران الكرمي, ط. 1 عبد العزيز أنهام إبراهيم: فاعلية استخدام منوذج حل املشكلة فى طريقة خدمة الفرد لزيادة التوافق االجتماعى والنفسى لألطفال احملرومني من الرعاية الوالدية رسالة ماجستير غير منشوره كلية اخلدمة االجتماعية جامعة القاهرة فرع الفيوم 1990 م عبد اللطيف هبة أحمد: دور املنظمات غير احلكومية في متكني املرأة املعيلة رسالة دكتوراه غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعية جامعة القاهرة فرع الفيوم عبد املنعم نيفني: إسهامات اجلمعيات األهلية العاملة في مجال رعاية املرأة احمللية لتمكينهم من القيام بدورها في تنمية املجتمع حمللى رسالة ماجستير غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان 2002 م. على, سهير محمد خيري, اليتم والسلوك االجتماعي لألطفال من منظور اخلدمة االجتماعية بحث منشور املؤمتر العلمي الثاني األطفال في خطر معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عني شمس 1994 م. على ماهر أبو املعاطى, تقدير االحتياجات املجتمعية والتخطيط إلشباعها, بحث منشور في املؤمتر السنوي السابع للخدمة االجتماعية, كليه اخلدمة االجتماعية, جامعة حلوان, 7-9 ديسمبر, على ماهر أبو املعاطى : إدارة املؤسسات االجتماعية, القاهرة, دار تكنوماشني للطباعة 1988 م. على ماهر أبو املعاطى وآخرون : مدخل اخلدمة االجتماعية)مفاهيم- طرق- مجاالت(, مكتبة زهراء الشرق, القاهرة, غيث, محمد عاطف, قاموس علم االجتماع القاهرة الهيئة املصرية العامة للكتاب 1988 م. الفاروق, زكى يونس, اخلدمة االجتماعية وقضايا األمن االقتصادي بحث منشور كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان 1995 م. كوفي, ستيفن. وآخرون : ترجمة السيد املتولي حسن : إدارة األولويات األهم أوال مكتبة جرير السعودية 1992 م. مجمع اللغة العربية, املعجم الوجيز القاهرة الهيئة العامة لشئون املطابع األميرية 1990 م. محمد محمد رشدي: تقومي فعالية املؤسسات االجتماعية اإليوائية في مواجهة مشكالت األيتام املودعني بها بحث منشور املؤمتر العلمي السابع عشر كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان مخلوف, إقبال إبراهيم, دراسة وصفية حتليلية عن دور املؤسسات اإليوائية فى رعاية الفتيات القاصرات املعرضات لالنحراف رسالة ماجستير غير منشورة كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان نوح محمد عبد احلي: أنواع املهارات واكتسابها في نبيل محمد صادق وآخرون,تنظيم املجتمع نظريات- مهارات- ممارسات مركز نشر وتوزيع الكتاب اجلامعي القاهرة, جامعة حلوان, وزارة الشئون االجتماعية : لوائح وأنظمة وزارة الشئون االجتماعية اململكة العربية السعودية ط ه.2009 همام سامية: النظرية املعرفية في خدمة الفرد في أعضاء هيئة التدريس بقسم خدمة الفرد )االجتاهات احلديثة فى خدمة الفرد(, مركز نشر وتوزيع الكتاب اجلامعي جامعة حلوان, همام سامية : فعالية منوذج احلياة في خدمة الفرد فى عالج املشكالت االجتماعية للمرأة املعيلة بحث

332 تصور تخطيطى لتمكني اجلمعيات اخليرية من حتسني نوعية حياة األطفال احملرومني أسريا منشور املؤمتر العلمى السادس عشر كلية اخلدمة االجتماعية جامعة حلوان 2003 م. هيئة اإلغاثة اإلسالمية العاملية : الرعاية االجتماعية لأليتام فى ضوء مقاصد الشريعة اإلسالمية اململكة العربية السعودية Carl German Alex Gitlerman : Ecological Perspective in Richard Ed, in Encyclopedia of Social Work, 19 v(1), Washington, (N.A.S.W), Charles Zastrow: The Practice Of Social Work,Brooks, Cole Publishing Company Chicago,1999. Dorothy N.gamble & Marie Over by mells : Citizen Participation ( N.A.S.W ), Feli Davidson : Non Profit Management Issues, in Encyclopedia of Social Work, 19 the edition (v) 2, Washington: N.A.S.W., Germain and Gitterman :the Life Model of Practice,, Colombia University, Longman Dictionary of Contemporary English Longman group, Mark Turner, David Hunk : Governance Administration and Development : London, Macmillan Press td New Webster s Dictionary: Collage Edition, New York, Nina Waller stem : Empowerment And Health the Theory and Practice of Community, Community Development Journal, v. n3, July, Richard B Mackenzie: Rethinking Orphanages For The (21) St Century, A Search For Reforms For The Nation s Child Welfare System, Spectrum Newspaper, (V)2, (N. 2) Spring Travis: Variables that Affect Parental Visiting in Foster care University Illinois at Chicago ( ) 634

SAMMEN ER VI STÆRKERE

SAMMEN ER VI STÆRKERE SAMMEN ER VI STÆRKERE Dansk kultur og samfundsforhold for nyankommne flygtninge i Hillerød Kommune. To kulturer mødes Kurset skal ses som introduktion for dig som nyankommet flygtning. Kurset vil give

Læs mere

علم النفس الصناعي والتنظيمي

علم النفس الصناعي والتنظيمي علم النفس الصناعي والتنظيمي Industrial Organizational Psychology األستاذ الدكتور عويد سلطان المشعان الهذال كلية العلوم االجتماعية قسم علم النفس - جامعة الكويت dhc Gى á Ñ dg 1437-2016 القيادة واإلدارة يف

Læs mere

دور االتصال اإلداري يف تطوير اإلدرة الرايضية دراسة ميدانية مبديرية الشباب والرايضة لوالية الوادي بوعروري جعفر السنة اجلامعية : 5102/5102

دور االتصال اإلداري يف تطوير اإلدرة الرايضية دراسة ميدانية مبديرية الشباب والرايضة لوالية الوادي بوعروري جعفر السنة اجلامعية : 5102/5102 جامعة دمحم خيضر - بسكرة- معهد علوم و تقنيات النشاطات البدنية والرايضية قسم اإلدارة والتسري الرايضي مذكرة خترج ضمن متطلبات نيل شهادة املاسرت يف علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرايضية ختصص: تسري منشآت الرايضية

Læs mere

برنامج إرشاد الوالدين

برنامج إرشاد الوالدين برنامج إرشاد الوالدين برنامج إرشاد الوالدين هو عرض عام لجميع األهالي الذين لديهم أطفال من حديثي الوالدة إلى سن الثامنة عشر, من خالل البرنامج يمكن لألهالي أن يلتقوا في مجموعات لتبادل الخبرات في طرق رعايتهم

Læs mere

العروض التقديمية PowerPoint Presentations

العروض التقديمية PowerPoint Presentations الفصل الحادي عشر العروض التقديمية PowerPoint Presentations 11.1. في هذا الفصل: تعتبر الشرائح البنى األساسية للعرض المرئي. في هذا الفصل سنتعلم استخدام برنامج PowerPoint إلنشاء شرائح )Slides( إدخال النص

Læs mere

فاعلية إدارة الوقت لدى مديري مدارس التعليم العام في ينبع

فاعلية إدارة الوقت لدى مديري مدارس التعليم العام في ينبع المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة طيبة كلية التربية قسم اإلدارة التربوية فاعلية إدارة الوقت لدى مديري مدارس التعليم العام في ينبع مشروع تخرج مقدم إلى قسم اإلدارة التربوية الستكمال متطلبات

Læs mere

مجموعة إرشادات إعداد تقارير GRI. Version 3.0

مجموعة إرشادات إعداد تقارير GRI. Version 3.0 RG مجموعة إرشادات إعداد تقارير االستدامة )RG( 2000-2006 GRI Version 3.0 RG: إرشادات إعداد تقارير االستدامة RG قائمة احملتويات متهيد التنمية املستدامة ومبادرة اإللتزام بالشفافية مقدمة نظرة عامة على تقرير

Læs mere

العلوم اإلنسانية واإلجتماعية العلوم اإلجتماعية الموضوع

العلوم اإلنسانية واإلجتماعية العلوم اإلجتماعية الموضوع الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة محمد خيضر- بسكرة كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية قسم العلوم اإلجتماعية علم النفس شعبة الموضوع مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر

Læs mere

د. سفيان صائب سلمان املعاضيدي

د. سفيان صائب سلمان املعاضيدي عنوان الورقة الباحث دور اإلرشاد املدرسي يف تنمية اإلبداع د. سفيان صائب سلمان املعاضيدي مقدم ال ورقة د. سفيان صائب سلمان املعاضيدي اجلهة املوفدة مركز الدواسات الرتبوية واألحباث النفسية مركز الدواسات الرتبوية

Læs mere

ا دارة الجودة الشاملة بين الفكر البشري وا صالة الا سلام د.حديدان صبرينة جامعة جيجل

ا دارة الجودة الشاملة بين الفكر البشري وا صالة الا سلام د.حديدان صبرينة جامعة جيجل الملخص: ا دارة الجودة الشاملة بين الفكر البشري وا صالة الا سلام د.حديدان صبرينة جامعة جيجل تشهد المو سسات انفتاحا على البيي ة التي تعمل فيها مما يجعلها أمام رهان المنافسة من أجل البقاء والا ستمرار وذلك

Læs mere

( ) ( ) ( ) 1- العبارة الدالة العبارية ب- تعريف أمثلة. لتكن y. العبارة ) x p( أمثلة العبارة محقق أمثلة

( ) ( ) ( ) 1- العبارة الدالة العبارية ب- تعريف أمثلة. لتكن y. العبارة ) x p( أمثلة العبارة محقق أمثلة مبادئ في المنطق I- تعاريف ومصطلحات - الدالة العبارية أ- آل جملة صحيحة نحويا و يمكن الحكم عن صحة معناها أو خطا ه بدون نقاش تسمى عبارة. نعتبر النصوص التالية : 3 عدد زوجي 4 = 8 : 5+ 7 4 : 3 و عبارتان صحيحتان

Læs mere

جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل - كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية قسم علم اإلجتماع

جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل - كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية قسم علم اإلجتماع جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل - كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية قسم علم اإلجتماع مطبوعة موجهة لطلبة السنة الثالثة علم اجتماع اإلتصال إعداد: د/ حديدان صبرينة الموسم الجامعي: 206 /205 المحتويات الصفحة

Læs mere

أطفال أصحاء في بلد جديد من سن SUNDE BØRN I ET NYT LAND 0-2 ÅR ARABISK

أطفال أصحاء في بلد جديد من سن SUNDE BØRN I ET NYT LAND 0-2 ÅR ARABISK أطفال أصحاء في بلد جديد من سن 2-0 سنة SUNDE BØRN I ET NYT LAND 0-2 ÅR ARABISK 2017 Indhold Tillykke med jeres baby 1 At blive forældre i et fremmed land 2 Det danske sundhedsvæsen tilbud til familier med

Læs mere

( ) ( ) ( ) 1- العبارة الدالة العبارية العبارة نشاط نقاش 8 4= 32. p q r s t تعريف. و t عبارات ليس بعبارتين. s و r و q و p النصان عبارة.

( ) ( ) ( ) 1- العبارة الدالة العبارية العبارة نشاط نقاش 8 4= 32. p q r s t تعريف. و t عبارات ليس بعبارتين. s و r و q و p النصان عبارة. مبادئ في المنطق I- تعاريف ومصطلحات - الدالة العبارية أ- نشاط ضع العلامة في الخانة المناسبة نص رياضي صحيح خاطي لا يمكن الحكم على صحتها أو خطي ها بدون نقاش 8 4= 3 r s t ( y ; ) مجموع عددين فرديين هو عدد

Læs mere

شبيبة على الطريق معلومات حول التعليم للشبيبة واألهالي

شبيبة على الطريق معلومات حول التعليم للشبيبة واألهالي شبيبة على الطريق معلومات حول التعليم للشبيبة واألهالي فهرس احملتويات املقدمة 3 شبيبة على الطريق معلومات حول التعليم للشبيبة واألهالي الطبعة اخلامسة النسخة األولى احلقوق محفوظة لوزارة التعليم الدمنركية

Læs mere

نظام الرعاية الصحية في الدانمارك. Det danske sundhedsvæsen

نظام الرعاية الصحية في الدانمارك. Det danske sundhedsvæsen نظام الرعاية الصحية في الدانمارك Det danske sundhedsvæsen 2016 Det danske sundhedsvæsen Denne pjece fortæller kort om det danske sundhedsvæsen, og om de forskellige steder, man kan blive undersøgt og behandlet,

Læs mere

إرسال األموال إلى الوطن في أفريقيا أسواق التحويالت والبيئة التمكينية واآلفاق

إرسال األموال إلى الوطن في أفريقيا أسواق التحويالت والبيئة التمكينية واآلفاق 100 إرسال األموال إلى الوطن في أفريقيا أسواق التحويالت والبيئة التمكينية واآلفاق مقدمة دأب الناس منذ قرون على عبور احلدود بحثا عن فرص أفضل ألنفسهم وألسرهم. وتسارعت وتيرة هذه الظاهرة في ظل التطو ر املستمر

Læs mere

Fællesmøde for flygtninge og familiesammenførte. 20. oktober 2015

Fællesmøde for flygtninge og familiesammenførte. 20. oktober 2015 Fællesmøde for flygtninge og familiesammenførte االجتماع المشترك لالجئين و لم الشمل 20. oktober 2015 Dagsorden جدول االعمال Kort introduktion til introduktionsprogrammet og kommunens rolle Orientering

Læs mere

الثقافة والتراث والهوية

الثقافة والتراث والهوية دراسات في الثقافة والتراث والهوية شريف كناعنة حققه ونقحه وأعده للنشر مصلح كناعنة مواطن املؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية رام الله - فلسطني 2011 Studies in Culture Folklore and Identite by Sharif Kanaana

Læs mere

الموضوع قسم: علوم التسيير أنس هباز بنوناس صباح كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير رقم التسجيل: تاريخ اإليداع ...

الموضوع قسم: علوم التسيير أنس هباز بنوناس صباح كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير رقم التسجيل: تاريخ اإليداع ... وزارة التعليم العالي و البحث العلمي الجزائر جامعة محمد خيض ر بسكرة كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير قسم: علوم التسيير الموضوع أنس هباز بنوناس صباح رقم التسجيل: تاريخ اإليداع. تطلب من القسم...

Læs mere

Min demente mor var sjov

Min demente mor var sjov SEPTEMBER - NOVEMBER 2017 Tema: Demens Min demente mor var sjov Helle Hansen er kendt af mange for sin indsats i Gellerup, bl.a. gennem Skræppebladet og beboerforeningen. Færre kender historien om Helles

Læs mere

منسقا المشروع: Michelle Skaer and Jonah Stuart Brundage

منسقا المشروع: Michelle Skaer and Jonah Stuart Brundage دليل واحد متكامل إرشادات وأنشطة الزمة إلعداد دليل متكامل للتربية والتثقيف في مجاالت الصحة اإلنجابية والجنسية والنوع اإلجتماعي )الجندر( وحقوق اإلنسان شامال التوعية بفيروس نقص المناعة البشري. تم إعداد دليل

Læs mere

اوماوا ماوما ا اوطا ول : الوودةاة ارة أم 10/09 أرل 2013 موقع شبكة الاتصال الاسري في تا سيس اختياارت المارهقين الرفاق) ديرح/ ور ألدر

اوماوا ماوما ا اوطا ول : الوودةاة ارة أم 10/09 أرل 2013 موقع شبكة الاتصال الاسري في تا سيس اختياارت المارهقين الرفاق) ديرح/ ور ألدر أ/ : * اماا / ماما ديرحر ا اطا ل : الدةاة ارة مقع شبكة اسري تا سيس اختياارت المارهقين رقاقدة مسعدة ماما اماا ديرح/ ر الرفاق) أ/ (اختيار قاجة كلثم ردا شبكة ف ارد النفسية عبارة ا سرة اجتماعية,1993 ص, أشكال

Læs mere

التعلم المنظم ذاتيا وعالقته بالدافعية لدى الطالب الجامعي

التعلم المنظم ذاتيا وعالقته بالدافعية لدى الطالب الجامعي جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي كلية العلوم االجتماعية و اإلنسانية قسم العلوم االجتماعية شعبة علوم التربية التعلم المنظم ذاتيا وعالقته بالدافعية للتعلم لدى الطالب الجامعي د ارسة ميدانية على عينة من طلبة

Læs mere

دليل استخدام الربنامج

دليل استخدام الربنامج جامعة عني مشس كلية الرتبية قسم املناهج وطرق التدريس ملحق )3( إعداد الباحث حممد أمحد مطهر آل املطهر إشراف أ.د/ فايز مراد مينا أستاذ املناهج وطرق تدريس الرياضيات كلية الرتبية جامعة عني مشس غري املتفرغ د/

Læs mere

ﺕﺎﻔﻳﺮﻌﺘﻟﺍ ﻩﺬﻫ ﻞﴰﺃ ﻦﻣ ﺪﻌﻳ ﻱﺬﻟﺍ ﻒﻳﺮﻌﺘﻟﺍ ﻑﺩﺎـﻫ ﻲﻤﻛ ﻒﺻﻭ ﱃﺇ ﻝﻮﺻﻮﻟﺍ ﻞﺟﺃ ﻦﻣ ﺎﻬﻘﻴﺒﻄﺗ ﻢﺘﻳ ﺚﲝ ﺔﻘﻳﺮﻃ ﻦﻋ ﺓﺭﺎﺒﻋ

ﺕﺎﻔﻳﺮﻌﺘﻟﺍ ﻩﺬﻫ ﻞﴰﺃ ﻦﻣ ﺪﻌﻳ ﻱﺬﻟﺍ ﻒﻳﺮﻌﺘﻟﺍ ﻑﺩﺎـﻫ ﻲﻤﻛ ﻒﺻﻭ ﱃﺇ ﻝﻮﺻﻮﻟﺍ ﻞﺟﺃ ﻦﻣ ﺎﻬﻘﻴﺒﻄﺗ ﻢﺘﻳ ﺚﲝ ﺔﻘﻳﺮﻃ ﻦﻋ ﺓﺭﺎﺒﻋ منهج تحليل المحتوى تطبيقات على مناهج البحث محمد بن عمر المدخلي الحمد االله رب العالمين والصلاة والسلام على ا شرف الا نبياء والمرسلين. ا ما بعد فلقد كلفني سعادة الدكتور صالح العساف ببحث حول منهج تحليل المحتوى

Læs mere

ساعد أبنك بتطوير لغته

ساعد أبنك بتطوير لغته ساعد أبنك بتطوير لغته ماما بطة نعم البطة تأكل خبزك أبنك يتعلم منك بهذه النسخة نتوجه إلى جميع اآلباء, اللذين يرغبون بالمعرفة حول تطوير لغة طفلهم و االقتراحاتلكيفية المساعدة لطفلهم للحصول على لغة جيدة. العائالت

Læs mere

100 00 *a Lindgren *h Astrid

100 00 *a Lindgren *h Astrid Date submitted: 01/07/2010 استخدام أآواد الا دوار فى الا تصال بنقاط الوصول (الا تاحة) بدلا من ببيانات المسي ولية التنفيذ الدنمارآى هان هورل هانسن مستشار الببليوجرافيا المجلس الدنمارآى للببليوجرافيا (DBC)

Læs mere

At leve et halâl liv

At leve et halâl liv At leve et halâl liv Kyllinger og Halâl-slagtning Wakf & Munida 2010-2011 Wakf.com Munida.dk Hvorfor overhovedet Halâl og Harâm 1. Det første er, at man må vide, at erklære noget for Halâl og Harâm er

Læs mere

اتجاهات الطلبة نحو استخدام التكنولوجيا الرقمية في التعليم العالي

اتجاهات الطلبة نحو استخدام التكنولوجيا الرقمية في التعليم العالي الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة كلية اآلداب واللغات والعلوم االجتماعية واإلنسانية قسم العلوم االجتماعية اإلنسانية شعبة: علوم

Læs mere

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي شعبة علوم اإلعالم واالتصال الموضوع دور العالمة التجارية في التأثير على إتخاذ ق ارر الش ارء

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي شعبة علوم اإلعالم واالتصال الموضوع دور العالمة التجارية في التأثير على إتخاذ ق ارر الش ارء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة محمد خيضر بسكرة قسم العلوم اإلنسانية شعبة علوم اإلعالم واالتصال - الموضوع دور العالمة التجارية في التأثير على إتخاذ ق ارر الش ارء د ارسة ميدانية على عينة من مستهلكي

Læs mere

SGB II [الجزء الثاني من قانون الشؤون االجتماعية]

SGB II [الجزء الثاني من قانون الشؤون االجتماعية] arabische Übersetzung صحيفة معلومات معونة البطالة 2/ المعونة االجتماعية الضمان األساسي للعاطلين عن العمل SGB II [الجزء الثاني من قانون الشؤون االجتماعية] ةمدقم مقدمة صحيفة المعلومات هذه بشأن الجزء الثاني

Læs mere

فضل العمرة في شهر رمضان ووقتها

فضل العمرة في شهر رمضان ووقتها فضل العمرة في شهر رمضان ووقتها إعداد أ.د. سعد بن عبد العزيز الشويرخ األستاذ بقسم الفقه كلية الشريعة بالرياض جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية أ.د. سعد بن عبد العزيز الشويرخ ملخص البحث يتناول البحث فضل

Læs mere

ORDLISTE. Herunder ses ordlisten oversat til: Engelsk Arabisk Somali Tigrinya. Behaviour the way one acts or reacts, actions

ORDLISTE. Herunder ses ordlisten oversat til: Engelsk Arabisk Somali Tigrinya. Behaviour the way one acts or reacts, actions ORDLISTE Beskrivelserne af ordenes betydning i denne liste er målrettet brug i MindSpring-forløb. Således findes også andre definitioner og betydninger af ordene, som er fravalgt i beskrivelserne i denne

Læs mere

لمرض السرطان اذهب إلى الطبيب إذا كنت تعاني من. Arabisk سعال أو بحة في الصوت لمدة عسر البلع تغير في نمط البراز

لمرض السرطان اذهب إلى الطبيب إذا كنت تعاني من. Arabisk سعال أو بحة في الصوت لمدة عسر البلع تغير في نمط البراز Arabisk اذهب إلى الطبيب إذا كنت تعاني من عسر البلع عسر البلع لمدة أكثر من شهر سعال أو بحة في الصوت سعال أو بحة في الصوت لمدة أكثر من شهر تغير في نمط البراز تغير في نمط البراز مثل اإلصابة باإلسهال واإلمساك

Læs mere

حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب

حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين 2013-2000 حكامة منظومة التربية والتكوين باملغرب تقييم تطبيق توصيات امليثاق الوطني للتربية والتكوين 2013-2000 أجنزت هذه الدراسة من طرف مكتب الدراسات Co-efficience

Læs mere

اللغة هدية التحفيز اللغوي في المنزل كتالوج إلهامي بأفكار وأدوات آلباء وأمهات األطفال ثنائيي اللغة يف مرافق الرعاية النهارية

اللغة هدية التحفيز اللغوي في المنزل كتالوج إلهامي بأفكار وأدوات آلباء وأمهات األطفال ثنائيي اللغة يف مرافق الرعاية النهارية وزارة الشؤون االجتامعية األطفال واالندماج اللغة هدية التحفيز اللغوي في المنزل كتالوج إلهامي بأفكار وأدوات آلباء وأمهات األطفال ثنائيي اللغة يف مرافق الرعاية النهارية التحفيز اللغوي في المنزل كتالوج إلهامي

Læs mere

المسؤولية المجتمعية للمنظمات: آليات االنتقال نحو تنمية مستدامة

المسؤولية المجتمعية للمنظمات: آليات االنتقال نحو تنمية مستدامة المسؤولية المجتمعية للمنظمات: آليات االنتقال نحو تنمية مستدامة تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي إحالة ذاتية رقم 2016/26 www.cese.ma المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي المسؤولية المجتمعية للمنظمات:

Læs mere

1 C 1 C C 1 C 5 10 = = eq eq. eq 1

1 C 1 C C 1 C 5 10 = = eq eq. eq 1 ذ. الوردي المختار daaelouardibac.jimdo.com التمرين األول لدينا مجموعة مكثفات متماثلة سعة كل منھا = 0, mf.. - عين طريقة تجميع عدد من ھذه المكثفات للحصول على مكثفة مكافئة سعتھا 5 mf. - حدد عدد المكثفات المستعمل.

Læs mere

دراسة ميدانية لعينة من الزوجات الالتي قمن بالخيانة الزوجية في والية عين الدفلى

دراسة ميدانية لعينة من الزوجات الالتي قمن بالخيانة الزوجية في والية عين الدفلى و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة الجياللي بونعامة بخميس مليانة كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية قسم العلوم االجتماعية عنوان المذكرة: الخيانة الزوجية في المجتمع الجزائري )األسباب والعوامل ( دراسة

Læs mere

تطبيق : النواس المرن :

تطبيق : النواس المرن : * الدراسة الطقوية للنواس المرن : نعتبر الوضع المرجعي للطاقة الكامنة الثقالية هو المستوي األفقي الذي يتحرك فوقه الجسم Pe v و نهمل االحتكاك بنوعيه : بالتعويض نجد : t cos t sin و بالتالي : و لدينا t cos t

Læs mere

تعدد الطرق لحل مسائل رياضية

تعدد الطرق لحل مسائل رياضية تعدد الطرق لحل مسائل رياضية بقلم: األستاذة سناء نص ار مدرسة البطوف الشاملة أ - عرابة إن تحفيز التالميذ على البحث عن طرق متعددة لحل مسألة رياضية من شأنه أن يثير الرغبة لديهم في موضوع الرياضيات وهو يخلق

Læs mere

4. ( ) к ===== 565. (2) [1/179- ] ., a 564. (1) [1/179- ] 566. (3) [1/179- ] .''(, 11:114)

4. ( ) к ===== 565. (2) [1/179- ] ., a 564. (1) [1/179- ] 566. (3) [1/179- ] .''(, 11:114) -٤ ك ت اب ال صال ة : ١٥٢٢-٥٦٤ الج ز ء : 4. к : 564-1522 a :I 191 ١ ٤- ك ت اب ال صال ة 4. ( ) к ي ' ш. a х,. к a. к (). к. a a. к. ===== ا ل ف ص ل األ ول a 565. (2) [1/179-] - ٥٦٤ () к: к () ] ١ [ ) صحيح

Læs mere

الولي والمجتمع تاريخ الخوف بالمغرب الحديث

الولي والمجتمع تاريخ الخوف بالمغرب الحديث الولي والمجتمع : تاريخ الخوف بالمغرب الحديث مدخل لدراسة محمد المهناوي كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية الجديدة من هنا بدأ تاريخ الخوف. I 1 حسين مروة.111-211 2 محمد القبلي : النزعات المادية في الفلسفة العربية

Læs mere

ISSN تقديم :

ISSN تقديم : ص ) الجامعة الا سلامية العالمية شيتاغونغ ISSN 1813-7733 المجلد الثالث, ديسمبر 2006 م 114-105) موقف المستشرقين من الوحي: دراسة تحليلية محمد رشيد زاهد تقديم : لقد وقف الاستشراق من القرا ن الكريم موقفه من

Læs mere

المتتاليات الترجعية ثانية باكالوريا شعبة اآلداب والعلوم االنسانية و شعبة التعلين األصيل ملخص ادلرس

المتتاليات الترجعية ثانية باكالوريا شعبة اآلداب والعلوم االنسانية و شعبة التعلين األصيل ملخص ادلرس المتتاليات الترجعية ثانية باكالريا شعبة اآلداب العلم االنسانية شعبة التعلين األصيل عنان الدرس :.I المتتاليات الترجعية.II من انجاز األستاذ : طارق بزيد.III المؤسسة : تذكري. املتتاليات الهندس ية. املتتاليات

Læs mere

الرقابة القضائية على مشروعية القرارات اإلدارية في التشريع الجزائري

الرقابة القضائية على مشروعية القرارات اإلدارية في التشريع الجزائري جامعة الوادي Université d'el Oued كلية الحقوق والعلوم السياسية INSTITUT DE DROIT ET DE SCIENCES POLITIAUS قسم الحقوق الرقابة القضائية على مشروعية القرارات اإلدارية في التشريع الجزائري مذكرة تخرج لنيل الماجستير

Læs mere

كبار السن يف كوبنهاجن - مقدمة الصحة التامرين الرعاية واملسكن

كبار السن يف كوبنهاجن - مقدمة الصحة التامرين الرعاية واملسكن كبار السن يف كوبنهاجن - مقدمة الصحة التامرين الرعاية واملسكن كبار السن يف كوبنهاجن - مقدمة 2018 تصميم ك ك ديساين تصوير توماس فيلهيلم طباعة مطبعة فريدريكسبريج للكتب ش. م. الطبعة 500 نسخة. صادر 2018 2 خدمات

Læs mere

النظام القانوني لعقد التأمين

النظام القانوني لعقد التأمين جامعة قاصدي مرباح ورقلة كلية الحقوق و العلوم السياسية قسم الحقوق مذكرة مقدمة إلستكمال متطلبات شهادة ليسانس أكاديمي الميدان : الحقوقو العلوم السياسية شعبة : الحقوق مقدمة من قبل الطالب : ليتيم حسين العنوان

Læs mere

جامعة وهران 2 كلية العلوم االجتماعية قسم علم النفس وعلوم التربية واألرطوفونيا أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علم النفس العيادي و المرضي

جامعة وهران 2 كلية العلوم االجتماعية قسم علم النفس وعلوم التربية واألرطوفونيا أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علم النفس العيادي و المرضي جامعة وهران 2 كلية العلوم االجتماعية قسم علم النفس وعلوم التربية واألرطوفونيا أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علم النفس العيادي و المرضي من إعداد : أمال غزال تحت إشراف :الدكتور حسين فسيان أعضاء لجنة المناقشة

Læs mere

- وزارة التعليم العالي كلية االقتصاد واإلدارة " أساس جامعة املؤسس" 1031/1031 م

- وزارة التعليم العالي كلية االقتصاد واإلدارة  أساس جامعة املؤسس 1031/1031 م وزارة التعليم العالي االبHgljuhr]dk العزيز جامعة امللك عبد كلية االقتصاد واإلدارة التقرير السنوي لكلية االقتصاد واإلدارة " أساس جامعة املؤسس" العام اجلامعي 344/34 ه 03/03 م الرحيم الرمحن اهلل بسم و ال

Læs mere

مؤتمر قياس تدفق النفط والغاز

مؤتمر قياس تدفق النفط والغاز العدد 1402 ا كتوبر I 2017 محرم 1439 ه مؤتمر قياس تدفق النفط والغاز العدد - 1402 ا كتوبر 2017 مهرم 1439 ه الس نة الخامس ة والخمس ون (ص در العدد الا ول بتاريخ 24 يونيو 1961) مجلة ششهرية مص ورة يص درها فريق

Læs mere

امللتقى السنوي العنرص البرشي كفاءة وخربة برنامج النظام اإلداري مجموعة األبحاث والتكنولوجيا مكتب لندن لقاء مع عمر العساف الا علام - ش ركة نفط الكويت

امللتقى السنوي العنرص البرشي كفاءة وخربة برنامج النظام اإلداري مجموعة األبحاث والتكنولوجيا مكتب لندن لقاء مع عمر العساف الا علام - ش ركة نفط الكويت العدد 1374 يونيو I 2015 ش عبان 1436 ه العدد - 1374 يونيو 2015 ش عبان 1436 ه السسنة الرابعة والخمسسون (صصدر العدد الا ول بتاريخ 24 يونيو 1961) مجلة ش هرية مصصورة يصصدرها فريق عمل الا علام - ش ركة نفط الكويت

Læs mere

Arabisk. Tekst- og opgavesamling B. Til elever, der læser og skriver på arabisk som stærkeste sprog. Afdækning af litteracitet

Arabisk. Tekst- og opgavesamling B. Til elever, der læser og skriver på arabisk som stærkeste sprog. Afdækning af litteracitet Afdækning af litteracitet Tekst- og opgavesamling B Arabisk Til elever, der læser og skriver på arabisk som stærkeste sprog 1 Introduktion Denne tekst- og opgavesamling anvendes sammen med samtaleark,

Læs mere

الفهرس القسم 10: الذرات القسم 10: النوى...13

الفهرس القسم 10: الذرات القسم 10: النوى...13 البنية الذر ية واإللكترونية مصادر إضافية للمطالعة: Davies, D.A., Waves, Atoms and Solids, Longman, 1978..0 الموجات الذر ات و المواد الصلبة DeKock, R.L., Chemical Structure and Bonding, Benjamin, 1980..2

Læs mere

الوعي الوقائي من مخاطر تعاطي المخد ارت لدى طالبات جامعة األميرة نورة بنت عبدالرحمن

الوعي الوقائي من مخاطر تعاطي المخد ارت لدى طالبات جامعة األميرة نورة بنت عبدالرحمن جامعة نايف العربية للعلوم األمنية كلية العلوم االجتماعية واإلدارية قسم علم االجتماع أبعاد الوعي الوقائي من مخاطر تعاطي المخد ارت لدى طالبات جامعة األميرة نورة بنت عبدالرحمن "دراسة مسحية على طالبات السنة

Læs mere

)200( الرأى العام )3(

)200( الرأى العام )3( أ. د. مختار التهامى كلية اإلعالم - جامعة القاهرة أ. د. عاطف عدلى العبد مدير مركز بحوث كلية اإلعالم جامعة القاهرة )200( )3( 3 احملتويات 5 7 128-11 13 45 69 89 107 278-129 131 163 كيف نتناول محتوى هذا املقرر...

Læs mere

UNDERSØGELSER AF DET UFØDTE BARN ARABISK فحوصات الطفل وهو في بطن ا مه

UNDERSØGELSER AF DET UFØDTE BARN ARABISK فحوصات الطفل وهو في بطن ا مه UNDERSØGELSER AF DET UFØDTE BARN ARABISK فحوصات الطفل وهو في بطن ا مه Information Allerede nu kan du få information om undersøgelser af dit ufødte barn for visse medfødte sygdomme og handicap. Ja? Hvis

Læs mere

مبادئ في المنطق طارق بوزيد ثانوية موالي اسماعيل التأهيلية نيابة الدريوش مبادئ في المنطق أولى باكالوريا علوم رياضية عنوان الدرس : من انجاز األستاذ :

مبادئ في المنطق طارق بوزيد ثانوية موالي اسماعيل التأهيلية نيابة الدريوش مبادئ في المنطق أولى باكالوريا علوم رياضية عنوان الدرس : من انجاز األستاذ : مبادئ في المنطق ألى باكالريا علم رياضية 1 عنان الدرس : مبادئ في المنطق من انجاز األستاذ : طارق بزيد المؤسسة : ثانية مالي اسماعيل التأهيلية نيابة الدريش.I عبارة داةل عبارية.II املمكامت امعبارات املمكمة.III

Læs mere

جامعة محمد خيضر * كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية _ قطب شتمة _ قسم العلوم اإلنسانية شعبة التاريخ عنوان المذكرة:

جامعة محمد خيضر * كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية _ قطب شتمة _ قسم العلوم اإلنسانية شعبة التاريخ عنوان المذكرة: وزارة التعليم العالي و البحث العلمي جامعة محمد خيضر * بسكرة * كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية _ قطب شتمة _ قسم العلوم اإلنسانية شعبة التاريخ عنوان المذكرة: مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في تخصص التاريخ

Læs mere

ل إ ا ا ل ه إ ا ل م ا ل ا ل ل ب ر ا ك ع ل ا ب ر ا ه ل ي ب ى ب ب م ل ا ل د ك م ي د ى آ م م ك ى ي ع ل و ع ل و ى م م ا ل ى إ ا ب د ى ر ك ب ا ا م م م

ل إ ا ا ل ه إ ا ل م ا ل ا ل ل ب ر ا ك ع ل ا ب ر ا ه ل ي ب ى ب ب م ل ا ل د ك م ي د ى آ م م ك ى ي ع ل و ع ل و ى م م ا ل ى إ ا ب د ى ر ك ب ا ا م م م ه م مح م ر ه د س و ل ا ل ا ل ا ل إ ا ا ل ه إ ا ل غ ا ه م ل ب ى ب ب ب ك م ا ل ه ا ل د ب ك ش ى ا ل ع ل خ ص ا ل ه سب ب م ت ي ل ع ح و آ ل ه ل ص و ا ع ل ي ي ه ب ل ج م ي د. ك م ي د مب ر ا ه ل ي م. إ ا ن آ إ

Læs mere

بخصوص التفتيش الذاتي في المتاجر والمطاعم

بخصوص التفتيش الذاتي في المتاجر والمطاعم وزارة األغذية والزراعة والثروة السمكية بخصوص التفتيش الذاتي في المتاجر والمطاعم مساعدة للمحال التجارية والمطاعم إلستحداث نظام للتفتيش الذاتي سواء بالنسبة للتفتيش الذاتي الخطي أو الممارسات الجيدة في العمل

Læs mere

الصدمات املناخية : اخملاطر والضعف في عالم متفاوت

الصدمات املناخية : اخملاطر والضعف في عالم متفاوت 2 الصدمات املناخية : اخملاطر والضعف في عالم متفاوت إن الدول األكثر عرضة للخطر هي نفسها الدول األقل قدرة على حماية نفسها وهي نفس الدول ذات املساهمة األدنى في انبعاثات غاز االحتباس احلراري. وستدفع هذه الدول

Læs mere

المصطلحات اللسانية عند ابن خلدون اللسانيات المعاصرة أ.عمر لحسن جامعة عنابة مقدمة

المصطلحات اللسانية عند ابن خلدون اللسانيات المعاصرة أ.عمر لحسن جامعة عنابة مقدمة المصطلحات اللسانية عند ابن خلدون 85 المصطلحات اللسانية عند ابن خلدون في ضوء اللسانيات المعاصرة أ.عمر لحسن جامعة عنابة مقدمة قد يتساءل أحد عن سبب االهتمام بابن خلدون يف عصرنا وقد بلغت الدراسات اللسانية

Læs mere

الجزائر المعاصر - الجزء األول -

الجزائر المعاصر - الجزء األول - تاريخ الجزائر المعاصر - الجزء األول - 2 الحقوق كافة محفوظة التحاد الكت اب العرب البريد االلكتروني: E-mail :unecriv@net.sy aru@net.sy موقع اتحاد الكت اب العرب على شبكة اإلنترنت www.awu-dam.com 3 الدكتور

Læs mere

الكاثوليكية المتروبوليت حبيب باشا

الكاثوليكية المتروبوليت حبيب باشا الت ع ليم المس يحي للك نيسة الكاثوليكية عرب ه عن الطبعة الالتيني ة األصلي ة المتروبوليت حبيب باشا المطران يوحن ا منصور المطران كيرل س سليم بسترس األب حن ا الفاخوري الئحة االختزاالت آ ك ل آ ل آ ك ي آ ي

Læs mere

»قطار علوم األرض«يندفع بقوة نحو املستقبل

»قطار علوم األرض«يندفع بقوة نحو املستقبل إدراج واحة األحساء في قائمة التراث العاملي واحة األحساء أو ربما يجدر بنا تسميتها "أعجوبة المملكة الخامسة" بحسب تصنيف اليونيسكو وذلك العتمادها وإدراجها مؤخر ا موقع ا للتراث العالمي اإلنساني من قبل ممثلي

Læs mere

دليل املستخدم إلى قياس تقدمي اخلدمات األساسية املراعية لالعتبارات اجلنسانية

دليل املستخدم إلى قياس تقدمي اخلدمات األساسية املراعية لالعتبارات اجلنسانية دليل املستخدم إلى قياس تقدمي اخلدمات األساسية املراعية لالعتبارات اجلنسانية covera دليل المستخدم إلى قياس تقديم الخدمات األساسية المراعية لالعتبارات الجنسانية حقوق الطبع والنشر 2009 مملوكة لبرنامج األمم

Læs mere

وزارة التعليم العالي و البحث العلمي

وزارة التعليم العالي و البحث العلمي وزارة التعليم العالي و البحث العلمي - جامعة محمد خيض ر - بسكرة كلية الحقوق و العلوم السياسية قسم الحقوق مشروع مذكرة مكملة من مقتضيات لنيل شهادة الماستر تخصص: قانون أعامل في الحقوق - من إعداد الطالب: عالوة

Læs mere

US مدختسملا ليلد ER'S GUIDE

US مدختسملا ليلد ER'S GUIDE دليل المستخدم اإلصدار 9.0 1 حقوق الطبع محفوظة ل. 1981-2015 Netop Business Solutions A/S جميع الحقوق محفوظة. األجزاء المستخدمة بترخيص من شركات أخرى. الرجاء إرسال أية تعليقات إلى: Netop Business Solutions

Læs mere

The Administration s Liability Related to Compensation Against the Illegal Administrative Resolutions

The Administration s Liability Related to Compensation Against the Illegal Administrative Resolutions أ The Administration s Liability Related to Compensation Against the Illegal Administrative Resolutions 00 " " (86) " " 4 5 7 7 9 0 ( ) 4 6 7 ) ( 9 () 56 58 6 6 88 0 04 0 6 9 "" 0 4 9 6 4 4 4 ( ) 946

Læs mere

الجرائم في األردن حول المعدل وتواكب ثورة المعلوماتية

الجرائم في األردن حول المعدل وتواكب ثورة المعلوماتية هاتفان ------------ 2 3 4 حرب التفسيرات تندلع.. وتسريب ونفي الستقالة حماي م االخوان الحكومات الا طول عمر ا تتمادى في أداء غير ديمقراطي السعودية ال تعتمد شهادات جامعة ا ل البيت األسعار في ارتفاع وإعادة

Læs mere

انطاليا 3 ليالياسطنبول 4 ليالي

انطاليا 3 ليالياسطنبول 4 ليالي انطاليا 3 ليالياسطنبول 4 ليالي طفل بدون سرير 06-02 ابتداء من 21 تموز كل ثالثاء وجمعة االسعار بالدينار االردني الطفل 12-06 الفترة الى من - اسماء الفنادق الشخص في الغرفة المزدوجة الثالثية المفردة ANTALYA

Læs mere

البقاء على قيد الحياة

البقاء على قيد الحياة ديفيد لويد روبرتس البقاء على قيد الحياة المبادئ التوجيهية للسالمة واألمن للمتطوعين اإلنسانيين في مناطق النزاع International Committee of the Red Cross 19 Avenue de la Paix 1202 Geneva, Switzerland T +41

Læs mere

ﻞـﻴﻠـﺠﻟا ﺔـﻴﻌﻤﺟ زﺎـــﻛر ﻞﻣﺮـﻜﻟا ىﺪـﻣ مﻼــﻋإ :ﻞﻤﻌﻟا قﻮﺳ ﻲﻓ تﺎﻴﺑﺮﻌﻟا ءﺎﺴﻨﻟا ﻢﺳﺮﻟ تﺎﺣاﺮﺘﻗاو ﺔﻴﺒﻳﺮﺠﺗ تﺎﻘﻴﺒﻄﺗ ﺔﻣﺎﻋ تﺎﺳﺎﻴﺳ تﺎﺳﺎﻴﺳ ﺔﻗرو يرﺎﻌﻴﻣ ﻲﻣﺎﺳ.

ﻞـﻴﻠـﺠﻟا ﺔـﻴﻌﻤﺟ زﺎـــﻛر ﻞﻣﺮـﻜﻟا ىﺪـﻣ مﻼــﻋإ :ﻞﻤﻌﻟا قﻮﺳ ﻲﻓ تﺎﻴﺑﺮﻌﻟا ءﺎﺴﻨﻟا ﻢﺳﺮﻟ تﺎﺣاﺮﺘﻗاو ﺔﻴﺒﻳﺮﺠﺗ تﺎﻘﻴﺒﻄﺗ ﺔﻣﺎﻋ تﺎﺳﺎﻴﺳ تﺎﺳﺎﻴﺳ ﺔﻗرو يرﺎﻌﻴﻣ ﻲﻣﺎﺳ. النساء العربيات في سوق العمل: تطبيقات تجريبية واقتراحات لرسم سياسات عامة جمعية الجليل الجمعية العربية القطرية للبحوث والخدمات الصحية ركاز بنك املعلومات حول املجتمع الفلسطيني في إسراي يل مدى الكرمل املركز

Læs mere

استخدام تكنولوجیا المعلومات و تا ثیرها على وظاي ف المؤسسة د ارسة حالة بمؤسسة اتصالات الج ازي ر وحدة ورقلة

استخدام تكنولوجیا المعلومات و تا ثیرها على وظاي ف المؤسسة د ارسة حالة بمؤسسة اتصالات الج ازي ر وحدة ورقلة جامعة قاصدي مرباح ورقلة كلیة العلوم الا قتصادیة و التجاریة وعلوم التسییر قسم علوم التسییر مذكرة مقدمة لاستكمال متطلبات شهادة ليسانس في علوم التسيير تخصص : إدارة أعمال بعنوان: استخدام تكنولوجیا المعلومات

Læs mere

At stemme eller ikke at stemme? Er det virkelig spørgsmålet

At stemme eller ikke at stemme? Er det virkelig spørgsmålet At stemme eller ikke at stemme? Er det virkelig spørgsmålet Del 3 Disposition 1. Gennemgang af hadîthen: Hvis én blandt jer ser en munkar, så lad ham da fjerne den 2. Opsamling 3. Udtalelser fra Ulamâ

Læs mere

نشرة غير دورية - العدد الرابع - اغسطس 9002 تصدرها الجمعية المصرية لرعاية وسالمة الغواص المصري

نشرة غير دورية - العدد الرابع - اغسطس 9002 تصدرها الجمعية المصرية لرعاية وسالمة الغواص المصري الغواص المصري نشرة غير دورية - العدد الرابع - اغسطس 9002 تصدرها الجمعية المصرية لرعاية وسالمة الغواص المصري أسرة التحرير رئيس مجلس االدارة ربان/ محسن الجوهري رئيس التحرير شريف شكري المستشار القانوني أحمد

Læs mere

دليل إدماج النوع االجتماعي في مسار إعداد البرنامج السنوي لالستثمار البلدي

دليل إدماج النوع االجتماعي في مسار إعداد البرنامج السنوي لالستثمار البلدي الجمهورية التونسية Center for Researchs, studies, Documentation and Information on Women دليل إدماج النوع االجتماعي في مسار إعداد البرنامج السنوي لالستثمار البلدي تونس 2017 - دليل إدماج النوع االجتماعي

Læs mere

I = t dq dt. dq i = dt

I = t dq dt. dq i = dt الجزء الثالث الكهرباء I المكثفات : )تعريف المكثف: ثناي ي القطب المكثف ثناي ي قطب يتكون من لبوسين (وهما عبارة عن موصلين متقابلين) يفصل بينهما عازل استقطابي و يرمز للمكثف في دارة آهرباي ية بين نقطتين BوAبالرمزالتالي

Læs mere

العنوان نوقشت بتاريخ /40/ محاسبة وتدقيق السنة الجامعية 5402/5400 جامعة محمد بوضياف المسيلة قسم العلوم التجارية

العنوان نوقشت بتاريخ /40/ محاسبة وتدقيق السنة الجامعية 5402/5400 جامعة محمد بوضياف المسيلة قسم العلوم التجارية جامعة محمد بوضياف المسيلة كلية العلوم االقتصادية والتجارية قسم العلوم التجارية وزارة التعليم العالي و البحث العلمي Ministère de l Enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique Université Mohamed

Læs mere

مها ارت التفكير والبحث العلمي

مها ارت التفكير والبحث العلمي مها ارت التفكير والبحث العلمي إعداد أ. د. سهههههههههههي ر هههههههههها جامعة غزة د. خالههههههد علههههههد ال ههههههو ر مجل البحث العلمي د. لهاءالهههديم أحمهههد العر هههي الكلية الجامعية للعلو الت ي ية د.

Læs mere

مجلس المحاسبة كآلية لمكافحة الفساد في

مجلس المحاسبة كآلية لمكافحة الفساد في جامعة عبد الرحمان ميرةبجاية كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم: القانون العام مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر فرع: القانون العام تخصص: قانون الجماعات اإلقليمية تحت عنوان مجلس المحاسبة كآلية لمكافحة الفساد

Læs mere

دراسة عن: تحليل واقع المسؤولية المجتمعية في المجتمع القطري قطر الوطنية 2030 م بثينة عبد اهلل عبد الغني ناصر آل عبد الغني

دراسة عن: تحليل واقع المسؤولية المجتمعية في المجتمع القطري قطر الوطنية 2030 م بثينة عبد اهلل عبد الغني ناصر آل عبد الغني دراسة عن: تحليل واقع المسؤولية المجتمعية في المجتمع القطري قطر الوطنية 2030 م في ضوء ركائز رؤية إعداد بثينة عبد اهلل عبد الغني ناصر آل عبد الغني بحث مقدم إلى المؤتمر الدولي العلمي األول للمسؤولية المجتمعية

Læs mere

مركز د ارسات اللغة العربية وآدابها فهرسة وتمهيد:

مركز د ارسات اللغة العربية وآدابها فهرسة وتمهيد: جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمي ة مركز د ارسات اللغة العربية وآدابها دليل الدراسات البيني ة العربي ة في اللغة واألدب واإلنسانيات فهرسة وتمهيد د نو ارلدين بنخود 0 تمهيد الد ارسات البيني ة مفهومها نشأتها

Læs mere

TV + دليل المستخدم العربي العربية عملينا العزيز راضي ا عن منتجاتنا لسنوات طويلة قادمة.

TV + دليل المستخدم العربي العربية عملينا العزيز راضي ا عن منتجاتنا لسنوات طويلة قادمة. العربية اإلصدار 1.0 TV + دليل المستخدم العربي يرجى زيارة الرابط www.archos.com/manuals لتنزيل أحدث إصدارات هذا الدليل. عملينا العزيز شكر ا على اختيارك هذا المنتج من منتجات.ARCHOS نتمنى أن تستمتع باستخدامه

Læs mere

مارس مقدمة الا نسان. T. J. Peters & R. H. Waterman, Jr. والا بداع

مارس مقدمة الا نسان. T. J. Peters & R. H. Waterman, Jr. والا بداع مقدمة ا ن ما يشغل العالم محددات التنمية المستدامة. ا دارة الابتكار في المنظمة : من منظور ا دارة الموارد البشرية (من خلال مو سساته الفاعلة كالحكومات والمنظمات غير الحكومية) في هذا الا طار تتصارع وجهتان

Læs mere

( ) Allal mahdade Page 1. F = k u. q.q F F k. 1 4 πε = 4, F k.e. Atome et mecanique de Newton. G = 6, N.m.

( ) Allal mahdade  Page 1. F = k u. q.q F F k. 1 4 πε = 4, F k.e. Atome et mecanique de Newton. G = 6, N.m. الذرة ومكانيك نيوتن Atome et mecaique de Newto خاص بالعلوم الرياضية والعلوم التجريبية مسلك العلوم الفيزيائية I حدود ميكانيك نيوتن قانون نيوتن وقانون كولم أ قانون نيوتن : التأثير البيني التجاذبي جسمان نقطيان

Læs mere

Rejse Komme omkring هل يمكنك ا ن تريني ا ين توجد على الخريطة ا ين يمكنني ا ن ا جد ... حمام ... بنك/مكتب تصريف ا موال ...فندق ...محطة وقود ...

Rejse Komme omkring هل يمكنك ا ن تريني ا ين توجد على الخريطة ا ين يمكنني ا ن ا جد ... حمام ... بنك/مكتب تصريف ا موال ...فندق ...محطة وقود ... - Sted Ikke at vide hvor du er ا نا ضاي ع I am lost. هل يمكنك ا ن تريني ا ين توجد على الخريطة At spørge efter et bestemt på et kort ا ين يمكنني ا ن ا جد At spørge efter en bestemt Can you show me where

Læs mere

نظام المعلومات المحاسبي في تفعيل ق ار ارت المؤسسة االقتصادية

نظام المعلومات المحاسبي في تفعيل ق ار ارت المؤسسة االقتصادية دور نظام المعلومات المحاسبي في تفعيل ق ار ارت المؤسسة االقتصادية أ. مصطف ى العثمان ي جامع ة ة ادلدي mustapha87la@gmail.com ادللخص: إن إدارة ادلؤسسات االقتصادية يف الوقت الراىن أصب حت أكثر تعقيدا شلاكانت

Læs mere

خطة استراتيجية لتأهيل وتطوير عمل مجلس النواب

خطة استراتيجية لتأهيل وتطوير عمل مجلس النواب اململكة املغربية البرملان مجلس النواب خطة استراتيجية لتأهيل وتطوير عمل مجلس النواب 52 دجنبر 5105 الهدف من إعداد الوثيقة إن الغرض من هذه الوثيقة هو تقديم خارطة الطريق لتأهيل وتطوير عمل مجلس النواب لالرتقاء

Læs mere

خليل السكاكيني الكتاب الثالث اختبار االنتداب وأسئلة الهوية

خليل السكاكيني الكتاب الثالث اختبار االنتداب وأسئلة الهوية الكتاب الثالث اختبار االنتداب وأسئلة الهوية 1919 1922 تقديم ثالث صفات مي زت الفلسطيني النجيب خليل السكاكيني )1878 1953( : وطنية حاسمة جعلته حارضا يف الحياة الوطنية يف جميع وجوهها خطيبا ومحر ضا ومبادرا

Læs mere

الدليل الصغير لإلقالع عن التدخين

الدليل الصغير لإلقالع عن التدخين الدليل الصغير لإلقالع عن التدخين المحتويات إلتقي بمدخن سابق... 4 على الطريق... 6 توق ف...10 اثبت...20 قريبا وداعا للتدخين الترويسة الدليل الصغير لإلقالع عن التدخين الدائرة الصحية 2010 اإلصدار األول الطبعة

Læs mere

1.2 -النقص الكتلي. النوى- الكتلة والطاقة Noyau- Masse et énergie 1 التكافو «كتلة-طاقة» 2 طاقة الربط ثانية نتيجة الطاقة الا شعاعية التي تحررها

1.2 -النقص الكتلي. النوى- الكتلة والطاقة Noyau- Masse et énergie 1 التكافو «كتلة-طاقة» 2 طاقة الربط ثانية نتيجة الطاقة الا شعاعية التي تحررها النوىالكتلة والطاقة التكافو «كتلةطاقة». علاقة انشتاين (ste). تغري الطاقة والكتلة عندما تتغري كتلة مجموعة بالمقدار الكتلية لهذه المجموعة هو: النوى_ الكتلة والطاقة /6 النوى الكتلة والطاقة Noyau Masse et

Læs mere

Inde 2004 EXERCICE I. CHUTE LIBRE ET PARACHUTISME القفزة الكبرى.

Inde 2004 EXERCICE I. CHUTE LIBRE ET PARACHUTISME القفزة الكبرى. السقوط الرأسي باحتكاك فيزياء تارودانت Inde 2004 EXERCICE I. CHUTE LIBRE ET PARACHUTISME الا نترنت مرتبطة بمشروع " القفزة يهدف هذا التمرين في خطوة أولى إلى تحليل معلومات واردة بموقع على قفزة تقليدية بواسطة

Læs mere

دور الرقابة المالية في تسيير وترشيد النفقات العمومية

دور الرقابة المالية في تسيير وترشيد النفقات العمومية الجمهورية الج ازئرية الديمق ارطية الشعبية و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير قسم العلوم االقتصادية مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات

Læs mere

فضيلة الشيخ العابديــن بن حنفيـة إنه لباطل أن يقال أن مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني حتارب عقيدة التوحيد!..

فضيلة الشيخ العابديــن بن حنفيـة إنه لباطل أن يقال أن مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني حتارب عقيدة التوحيد!.. على بصيـرة أ. د. عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين طــالع ص 03 الباحـــث اجلزائــــري جيــاللي الـمستــاري فـي حـوار حصـري جلريـــدة البصائـــر لسان حال جمعية العلماء املسلمني اجلزائريني

Læs mere

KURSISTFOLDER OKTOBER

KURSISTFOLDER OKTOBER KURSISTFOLDER OKTOBER ALLE LØRDAGE I OKTOBER MÅNED KL. 10-14. På alle disse lørdage er Naturcenteret bemandet af frivillige kræfter, som sørger for at gæster kan bruge stedets faciliteter. Der vil være

Læs mere

- 1 الحرارة ودرجة الحرارة

- 1 الحرارة ودرجة الحرارة GUEZOURI A Lycée Maraval Oran المستوى : السنة الثانية ثانوي الوحدة 04 الطاقة الداخلية ماذا يجب أن أعرف حتى أقول : إني استوعبت هذا الدرس يجب أن أفر ق بين الحرارة ودرجة الحرارة يجب أن أعرف مصدر الطاقة الداخلية

Læs mere

الله وه نم ط حيسملا قير ناميلإاب يقلا تلأ

الله وه نم ط حيسملا قير ناميلإاب يقلا تلأ من هو هللا ط ريق المسيح ألت القي باإليمان ممارسة اإليمان أإليمان والش ك «وأم ا اإليمان ف ه و ا لث ق ة ب م ا ي ر ج ى و ا إليق ان ب أ م ور ال ت ر ى«كما ورد في الكتاب المقد س )ألر سالة إلى الع ب ران ي ين

Læs mere